تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أمريكا التي يزعمون



ammar5
18-09-2004, 07:32 PM
أرأيتم تاجرا ملأ الدنيا صخبا لغناه وبهرجته وبذخه وسياراته وقصوره وخدمه وحشمه ينهار في يوم وليلة بعد ان تكشف زيف كل ما أظهره .
وبعد ان تبين ان كل ذلك كان من اموال الناس التي استأمنوها اياه. اخذها منهم اما قرضا او حيلة اوظلما . وما كان بذخه ولا غناه ولا سطوته الا من اموال أولائك البسطاء الذي أوهمهم بقدرته على استثمار اموالهم... أو ان لا أمان لأموالهم ولا نماء ولا خير الا اذا سلموها له .

تخيلوا مشهد ذلك التاجر وهو ينهار بعد ان لم يعد يتمكن من التحايل علىاناس جدد ليأخذ اموالهم فيسد بعض ديونه ويمد بعمره اياما أخرى .تخيلوا هجوم الدائنين مرة واحدة على قصره كل منهم يحاول ان يأخذ قطعة من اثاث او سيارة او ينبش جيبا عله يجد جزءا من ماله الذي يضيع امام عينيه.
لنفترض جدلا ان أمريكا عبارة عن زبون خبيث جاء يوهم الناس بغناه وترفه و اراد ان يمتص وكيل شركة للسيارات . ووكيل شركة السيارات هذا في المثال يمثل شعوب الأرض المسكينة . حيث أتى هذا الخبيث الى شركة السيارات واشترى افخم سيارة وأحدث موديل في المعرض وبعد ان اشتراها ودفع ثمنها ...تحايل على صاحب المعرض ليقرضه المال الذي دفعه له ثمنا للسيارة . ثم ذهب هذا الخبيث يعربد ويتباهى بسيارته الحديثة والتي لم يدفع في الحقيقة اي مبلغ من المال ثمنا لها . ومن سفهه لم تقاوم هذا السيارة سوى فترة بسيطة للتتحطم ثم يعود لنفس صاحب المعرض ويكرر نفس الأسلوب فيحصل على سيارة اخرىويسترجع المال قرضا اضافيا . وصاحب المعرض المسكين لا يزال يظهر في حساباته انه باع اكثر ولكن المال لم يستلم منه شيئا وانما لا يزال دينا على ذلك الخبيث . وتكررت هذه الحالة عدة مرات يحصل فيها الخبيث على سيارة جديدة ولا يدفع شيئا وفي كل مرة يقنع البائع بإضافة الدين على الدين السابق . حتى يصل الحال بالبائع عندما يأتيه الخبيث ويقول بع لي سيارة اخرى- فيجيبه لا ... الا إذا دفعت الذي عليك وان تدفع السعر للجديدة مالا حقيقيا . عندها سينهار الخبيث ويبين زيفه فلا مال لديه ولم تتتتبق لديه سيارة من التي اشتراها والتي حطمها كلها . صحيح انه سيبين زيفه ولكن الخاسر الأكبر سيكون صاحب المعرض الذي باع وما استلم .

ان مثل أمريكا والعالم كمثل ذلك الخبيث وصاحب المعرض ، فقد استمرت امريكا بإيهام العالم بدولارها الذي تسوقه والعالم يشتريه . والآن بعد ان بدأ زيف امريكا بالوضوح وأكدته كل الأحداث طيلة السنتين الماضيتين وبعد ان ضعفت الاعيب امريكا للتأثير على العالم بدأ يحدث العكس وسينهار صنم الدولار الورقي . وللعلم فتأريخيا قد حدث امر مشابه لذلك سنة 1715 وهي السنة التي صدرت اول ورقة نقدية في فرنسا بما سمي في حينها قانون جون والتي انتهت بكارثة بعد خمسة سنوات . فعند حدوث أول هزة مالية جعلت الناس يذهبون لإسترجاع قيمة اوراقهم النقدية بما يعادلها ذهبا فما وجدوا غير كمية هائلة من الأوراق النقدية بين ايديهم وما وجدوا مايقابلها الا مقدارا ضئيلا من الذهب لدى اللذين اصدروها وعندها حدثت الكارثة .
وقد نشر موقع المال والأعمال مايؤيد هذا التحليل قبل بضعة أيام ويبين بوضوح انكشاف الزيف الأمريكي ويبشر بنهايته حيث لم يعد بإلإمكان الإستمرار بهذا الزيف حيث أن أمريكا تقترض يوميا مليارا دولار من شعوب الأرض لتستمد بقائها ... وإليكم بعض من فقرات التحليل :


مليارا دولار تقترضهما أمريكا يومياً لتغطية عجز الميزان الجاري

اجتذبت قوة الدولار الأمريكي وأسعار الأصول بالولايات المتحدة لعدة سنوات تدفق الاستثمارات الأجنبية للداخل وخاصة إلى البورصة الأمريكية، إلا أن الخطر الآن أن ينعكس هذا الاتجاه، حيث بدأ ضعف الدولار يساهم في انخفاض تدفق رأس المال من أوروبا إلى أمريكا.

ففي الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري انخفضت معدلات تدفق رأس المال الأجنبي إلى 7.5 مليارات دولار مقارنة بـ40 مليار دولار خلال نفس الفترة في العام الماضي. وهناك مخاوف من أن يسحب المستثمرون في القطاع الخاص أموالهم المودعة في البنوك أو شركات الاستثمار الأمريكية بسبب القيود الجديدة المفروضة على المستثمرين الأجانب في ظل هجمات 11 سبتمبر في العام الماضي.

ومن أهم أسباب تعثر البورصات الأمريكية عدم وضوح الرؤية فيما يخص أرباح الشركات، بينما يرفض الاحتياطي الفدرالي الأمريكي "البنك المركزي" التدخل بتخفيض أسعار الفائدة والظهور وكأنه يساند البورصة. وليس من المرجح أن تحاول الإدارة الأمريكية والكونجرس التدخل وإقرار إجراءات مالية جديدة لتنشيط أداء الاقتصاد.

بالإضافة إلى فقدان المستثمرين الطمأنينة من تأثير قوانين المحاسبة الجديدة والقيود الموضوعة على أداء المؤسسات عقب مسلسل فضائح الشركات الأمريكية على الأرباح أو حتى الاقتصاد الأمريكي ذاته. وأخيرا بات شبح الحرب على العراق يلوح في الأفق وتتزايد احتمالات التحرك العسكري بحلول فصل الخريف مما يثير القلق من تأثير ذلك على أسعار النفط وبالتالي معدلات نمو الاقتصادات العالمية.

كما يثير تدني معدلات تدفق رأس المال الأجنبي القلق على وضع الدولار الضعيف حاليا وحجم العجز في الميزان الجاري، إذ تعتمد قوة الدولار على استيراد حجم ضخم من رأس المال وليس على قوة الصادرات الأمريكية. وتقترض أمريكا حوالي ملياري دولار صافي يوميا لتغطية عجز الميزان الجاري الذي من المتوقع أن يصل إلى 500 مليار دولار هذا العام كما نشرت مجلة الإيكونوميست اللندنية.

ويرى معظم المحللين أن هذا العجز يمتص المدخرات العالمية بشكل لا يمكن الاستمرار عليه طويلا. ويؤكد بعض المراقبين أنه إذا نضبت الأموال الأجنبية المتدفقة لداخل أمريكا، فإن ذلك سيؤدي إلى فقدان الدولار ربع قيمته الجارية. (انتهى)
منقول