المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عفواً.. هل تحتاج لهذا الدماغ!؟



ALcATRAZ
19-09-2004, 03:20 PM
قبل فترة طويلة كتبت مقالاً بعنوان "العقل أين مكانه بالتحديد؟" وتساءلت فيه عن مكان الضمير والمبادئ والحب والتضحية.. وطبعاً الذكريات!!؟؟

ورغم أن العلماء لا يعرفون مكان العقل (بالمفهوم الذي ذكرناه) إلا أنهم يفترضون وجوده في الجمجمة. غير أنني أتساءل إن كانت فكرة العقل تتجاوز حدود الجمجمة لتشمل كامل الروح والجسد.. وتساؤلي هذا يعتمد على عدة آيات تشير إلى وجود العقل في مكان آخر؛ فهناك مثلاً احتمال وجوده في القلب {لهم قلوب لا يعقلون بها} أو الصدر {وليبتلي الله ما في صدوركم} أو كامل الفؤاد {ما كذب الفؤاد ما رأى}...

وقد تقول إن التعبير هنا مجازي ولا يشير إلى حقيقة المكان الذي يوجد فيه العقل.. وأنا لا اختلف معك كثيراً؛ غير أنني أفرق بين العمليات البيولوجية التي يتحكم بها الدماغ، والملكات العقلية للإنسان.. فالأولى مكانها في الجمجمة بالتأكيد - حيث مراكز الاحساس والتحكم بأعضاء الجسم. أما الملكات العقلية والمواهب النبيلة فلم يثبت اطلاقاً وجودها داخل الجمجمة .. وعليه أتساءل لمَ لا تكون مظهراً لتفاعل الجهاز العصبي بأكمله!؟ .. ولمَ لا تكون نتيجة للتبادل الكهربائي والكيميائي لكافة اعضاء الجسم!؟ فالجهاز العصبي ليس قاصراً على الدماغ وحده بل يشمل العصب الشوكي في العمود الفقري، وعقدة الأعصاب أسفل الظهر، والتفرعات العصبية في الاضلاع والأطراف.. وقد يكون مجرد تواصل (وتفاعل) هذه الشبكة هو ما يولّد لدينا وعياً بتلك القيم النبيلة - وبالتالي ليس بالضرورة أن يكون مكانها في الجمجمة!!

@ وكان البروفيسور جون لوبير (أستاذ طب الأعصاب في جامعة شيفيلد في بريطانيا) قد تحدث عن حالة غريبة ذات علاقة.. فحسب قوله زاره ذات يوم طالب من قسم الرياضيات يعاني من صداع مزمن. وما أن دخل عليه حتى لاحظ أن رأسه أكبر من الحجم المعتاد. وبعد تصوير جمجمته اتضح أنه لا يملك أي دماغ تقريباً.. نعم؛ فبدلاً من وجود الكرتين المعتادتين للدماغ (واللتين يتجاوز سمكهما في العادة , 45سم) لم يجد في جمجمة الطالب غير غشاء عصبي رقيق لا يتجاوز سمكه واحد ملليمتر - في حين تمتلئ بقية جمجمته بالسوائل. ورغم أن هذه الحالة قد تظهر لدى الأطفال (وتدعى الاستسقاء أو Hydrocephalus) ولكنها نادراً ما توجد لدى الكبار.. ففي الحالات المرضية المعتادة تتضخم جمجمة الطفل بسبب تراكم السوائل مما يسبب ضمور دماغه بالتدريج وغالباً ما يعاني من التخلف والاعاقة والالتهابات المزمنة ويموت في سن الطفولة.. أما الطالب السابق فكان كبيراً نسبياً ومتفوقاً في دراسته ويتجاوز ذكاؤه المعدل الطبيعي.. والسؤال هنا: كيف كان يفكر ويعيش ويتصرف كإنسان طبيعي في حين لا يملك أي دماغ تقريباً!؟ ورغم أن البروفيسور لوبير صادف حالات كثيرة كان فيها نصفا الدماغ صغيرين جداً ولكنه افترض دائماً أنهما (الحد الأدنى) للعيش بطريقة معتادة. أما الحالة الأخيرة فكانت ضامرة جداً لدرجة جعلته يتساءل: هل نحتاج للدماغ فعلاً!؟

@ ورغم اعترافي بعدم منطقية السؤال الأخير؛ ولكنه يستحق الطرح لأسباب كثيرة:

.. فقد ثبت مثلاً عدم وجود أي علاقة بين حجم الدماغ والمواهب العقلية الفذة ولو كان لضخامة الدماغ علاقة بالذكاء لكان الفيل والحوت - بل وحتى الدولفين - أذكى من الإنسان بكثير.. كما أن هناك مخلوقات كالحشرات لا تملك دماغاً كاملاً (بل مجرد شبكة عصبية معقدة) ومع ذلك تعيش وتتصرف بذكاء.. أضف لهذا أن علماء الأعصاب أنفسهم يدعون ان الإنسان لا يستعمل غير 10% من دماغه - وطالما ألغوا الـ(تسعين في المية) نتساءل عمن يضمن عمل البقية!؟

منقو و و ل من مقال

ScArY_Bo0oY
19-09-2004, 03:26 PM
مشكوووووووور على الموضوع

ALcATRAZ
19-09-2004, 03:33 PM
العفو اخوي ScArY_Bo0oY
شكرا على المرور ولاتحرمنا من طلاتك:)