المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مناجاة واعتراف



hellsing2009
21-09-2004, 01:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اللهم اجعل اخر كلامي في الدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله

اللهم ما كان من خير فمن الله و حده .. و ما كان من شر فمني او من الشيطان

اللهم لا تجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا


مناجاة واعتراف



الهي وعزتك وجلالك ما عصيناك اجتراء على مقامك ولا استحلالا لحرامك ولكن غلبت علينا شقوتنا وغلبتنا انفسنا الأمّارة وطمعنا في واسع غفرانك وعظيم احسانك ، فلئن طاردنا شبح المعصية لنلوذن بعظيم جنابك، ولئن استحكمت حولنا حلقات الاثم لنفكنها بصادق وعدك ،


ولئن اغرى الشيطان نفوسنا باللذة حيث عصيناك فليغرينَّ الايمان قلوبنا بما للتائب من فسيح جناتك، ولئن انتصر الشيطان علينا لحظات فلينصرن بك الدهر كله ، ولئن كذب الشيطان في اغوائه ليصدقن الله في رجائه.

الهي قد اثخنتنا الذنوب وقضت مضاجعنا وفتت قلوبنا وهزت كياننا وشتت افكارنا وأعمت ابصارنا واذابت القريحة في صدورنا فما لنا يا الله الا ان نستجيب لندائك القائل { قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم}.

الهي لا تعذبني فاني

مقر بالذي قد كان مني

يظن الناس بي خيرا واني

لشر الناس ان لم تعف عني

وكم من زلة لي بالخطايا

وانت علي ذو فضل ومنّ

اذا فكرت في ندمي عليها

عضضت اناملي وقرعت سني

يا رب اذا كان في انبيائك اولي العزم وغير اولي العزم وجميعهم احباؤك، افلا يكون في عبادك اولي الصبر وغير اولي الصبر وجميعهم عتقاؤك؟

الهي ان الملوك اذا شابت عبيدهم

في الرق عتقوهم عتق ابرار

وانت يا خالقي اولى بذا كرما

قد شبت في الرق فأعتقني من النار

الهي لو حاسبتنا على خطرات النفوس لحشرتنا مع الاشرار، ولو حاسبتنا على تقصيرنا في حقك لحشرتنا مع اهل النار، ولو حاسبتنا على نسياننا لآلائك لما امددتنا بجزيل نعمائك ، ولو وكلتنا الى نفوسنا لكنّا من الهالكين.

الهي لقد تهنا في متاهات لا يعرف لها اول من آخر وما كنا لنتخلص منها الا باللوذ في جنابك والتذلل لعظمتك وتفيؤ ظلال بستان دينك الوارف والنهول من شريعتك الغراء.

الهي اننا اصبحنا ولا نجد ما نذود به عن انفسنا الا زفرات لا يسمعها سامع وعبرات لا يرحمها راحم وشعرنا وكأن اسهم الدهر التي كانت تتناثر ههنا وههنا قد اصابت في هذه المرة المقتل ولقد مر بنا زمان لا يرقأ لنا دمع ولا يهدأ لنا مضجع بسبب ما يعتلج في الصدور من آلام وآهات وما يخالج الكيان من احاسيس ومشاعر وما يحاك في كوامن النفوس من هواجس.

فيا ليت الله يغثنا ويمطر علينا قطرة واحدة من غيوث مغفرته نبل بها تقصيرنا ونطفىء بها لوعتنا ... فيا رب اليك وحدك المشتكى ليس لنا غيرك نلجأ اليه فلا تلقنا في هذا البحر الخضم المتلاطم الامواج والذي يكشر عن انياب الغدر والذي يحمل بين طياته الموت الاحمر.

ها نحن يا الهي نلجأ اليك في هذه الظلمات الشديدة الاحلولاك نرفع اليك اصواتنا وهي تتقطع زفرات وتلتهب حسرات وتسيل من الدمع قطرات وان أصواتنا وهي تزمر تكاد تنشق لها انفسنا وترسل الأنّة ونكاد ان ندفن فيها وها نحن مترامون على اعتاب الزمان نمشي في تثاقل ضائعين تائهين يتحير الدمع في اعيننا كما تتحير الالفاظ بين شفتينا وقد ساورنا الخوف وتوثبت انفسنا فزعا لهول ما نحن فيه.

اننا يا الهي نشعر بان هذا الفضاء الرحب على سعته وانفراجه ضيق في اعيننا ونشعر بأن حدودنا حرجة ضيقة كأنما تصّعد في السماء ولقد ضاقت بنا الارض بما رحبت وها نحن نقدم الحجج من المهج ونتكلم بألسنة الروح من افواه الجروح. وقد حل بنا الاضطراب والقلق فما ان يقع الاضطراب في ناحية من نفوسنا الا دخلها من الاثر في سائر نواحيها من هزة ترجف الى زلزلة تهدم الى الخسف الذي يجعل عاليها سافلها.

يا الهي هذا حالنا فمن سيرحم ان لم ترحم ؟ ومن سيغفر ان لم تغفر؟ ومن سيقيل العثرات ان لم تقل؟ يا رب من للضعفاء والمساكين ان تخليت؟ يا رب رحماك رحماك...

ان كان لا يرجوك الا محسن

فبمن يلوذ ويستجير المجرم

مالي وسيلة الا الرجى

وعفوك ثم اني مسلم


اللهم ارحمنا برحمتك واغفرلنا يارب العالمين واحشرنا مع زمرة مساكين