rubso
25-09-2004, 02:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله،،، مما ادهشني حقيقة هو الامير عبدالله في جلسته الاخيرة مع أغلب المنظمات الاسلامية من انحاء العالم الاسلامي اجمع .. وباختلاف مذاهبها .. والذي اعجبني في كلمته هو صبره على "التحاور" بين المذاهب .. كلمة حق تقال في هذا الرجل .. وتكشف عن نيته الحسنة للم شمل المسلمين باختلاف المذاهب وان كان بعضها بدعياً وضالاً .. لكن بالأخير فالهدف هو توحيد المسلمين وهذا الذي نريده .. وإليكم الموضوع المنقول :
(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) (وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان)
ما أحلى لم شمل المسلمين وتكاتفهم ليبقوا يدا واحدة في وجه أعداء هذا البلد والله يبارك في هذه اللقائات المفتوحة بقيادة سمو ولي العهد عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ما أحلانا نحن السنة وما أحلاهم الشيعة نتصافح مع بعض ونجلس جنبا إلى جنب كما أمرنا الله تعالى وحكومتنا الرشيدة هنيئأ للجميع وإلى الأمام
http://www.alarabimag.com/arabi/atlas/Img/Flags/SAU.gif الشيخ الصفار: ليس من المتوقع أن يكون المسلمون ضمن قالبٍ واحد في جميع التفاصيل الفكرية وعددهم يزيد على المليار نسمة.
• الشيخ القرني: لا أظن أننا بهذا اللقاء سنذيب جبال الجليد الحقيقية أو الوهمية، ولكنه خطوة يجب أن تجعلنا نتجه في المسار الصحيح.
• الشيخ القرني: وجدت في أطروحات الشيخ الصفار في الحوار الوطني طرحاً رائعاً متميزاً يعيش هم الأمة ويُفكر في قضاياها ويتغلغل بثاقب فكرٍ في آلامها بحثاً عن سبل علاجها ومواجهة تحدياتها.
لبى الدكتور الشيخ عوض القرني دعوة الشيخ حسن الصفار للالتقاء والحوار مع نخبة من شرائح المجتمع تضم مجموعة من طلبة العلوم الدينية ونخبة من المثقفين ورجالات المجتمع. وقد أكد الشيخ القرني في كلمته على أن مجرد اللقاء هو مكسبٌ ينبغي أن نسعى إليه، ودعا إلى ضرورة مراجعة التراث، وعدم الإغراق في التقليد وإحسان الظن بأهل الفضل والسابقة فهم بشر يُخطئون ويُصيبون، وأعرب عن إعجابه بأطروحات الشيخ الصفار التي قدّمها خلال الحوار الوطني، وبشّر بأن الأجواء العامة تُنادي بالحوار على مستوى الوطن والأمة وأن ذلك سيُحقق إنجازاتٍ تنعكس خيراتها على مستوى الأمة. كان اللقاء مساء الأحد 5 شعبان 1425هـ (19 سبتمبر 2004م) بمجلس سماحة الشيخ حسن الصفار بالقطيف. وحضر اللقاء نخبة من طلبة العلوم الدينية من القطيف والأحساء والبحرين، ومجموعة من المثقفين ورجالات المجتمع وبعض الأكاديميين من أساتذة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الإمام محمد بن سعود.
وفيما يلي تلخيص لأهم ما طرح في اللقاء من أفكار ومناقشات:
بدأ اللقاء بآياتٍ عطرة من الذكر الحكيم تلتها كلمة الافتتاح التي قدّمها مدير اللقاء الأستاذ محمد المحفوظ جاء فيها: باسمكم جميعاً نرحب بفضيلة الشيخ الدكتور عوض القرني.
في ظل التحديات الكبرى والمتلاحقة التي تهدد وطننا ومجتمعنا، تتأكد الحاج الماسة إلى ضرورة التواصل والتعارف بين مختلف شرائح المجتمع وتعبيرات الوطن المتعددة. وذلك لأننا لا يمكن مواجهة تحديات المرحلة، إلا بالمزيد من تحصين الجبهة الداخلية وسد ثغرات الواقع القائم. التحصين الداخلي الذي يستند على حقائق الاحترام ووقائع المعرفة المتبادلة بين جميع أطراف ومكونات الوطن والمجتمع. واللقاءات المباشرة والتواصل بين أهل العلم والمعرفة والثقافة، هو أحد روافد تبديد أشكال سوء الظن والفهم، كما أنه يساهم في تطوير أشكال ومضامين المعرفة المتبادلة على مختلف الصعد والمستويات.
لذلك من الضروري أن نقوم باحتضان وتشجيع كل أشكال اللقاء ومبادرات التواصل والتعارف بين مختلف مكونات الوطن والمجتمع، لأنه سبيل تعزيز الوحدة الوطنية وتمتين أواصر اللحمة الداخلية. وفي هذا السياق يأتي لقاءنا الليلة بفضيلة الشيخ الدكتور عوض القرني، وسيكون برنامجنا لهذه الليلة على النحو التالي:
• كلمة ترحيبية لسماحة الشيخ حسن الصفار. • كلمة الدكتور عوض القرني. • حوار مفتوح بين الضيف والحضور الكريم.
كلمة الشيخ حسن الصفار
ألقى بعد ذلك راعي اللقاء سماحة الشيخ حسن موسى الصفار كلمةً رحّب فيها الضيف الكريم والوفد المرافق له، كما رحّب بالحضور المتنوع من السنة والشيعة والاحساء والقطيف وشكر لهم قبولهم للدعوة.
وعبر الصفار في كلمته عن اللحمة الدينية والوطنية وبين أن الوطن يحمل هموما مشتركة لجميع أبنائه دون استثناء وتطرق الصفار للهم الذي تعانيه الأمة الإسلامية والوطن. وشدد على تأكيد الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الخطرة حيث أنها عرضة لتحديات بالغة القسوة، وبيّن ضرورة تماسك الوضع الداخلي في البلاد وأن الوضع السليم يجعل الأمة تقاوم التحدي، والوضع المتفكك في الأمة بين شرائحها يفاقم المشكلة ولو أن الأمة كانت مفككة فإنها حتما ستكون ضعيفة. وأوضح أن البلاد تواجه تحديا جديا هو تحدي التعايش فينبغي على جميع الأخيار في هذا الوطن أن ينتصروا على هذا التحدي ويحققوا التعايش، ذلك لأن التنافر والتباعد هو الذي يضعف الأمة.
وأعرب عن قلقه بسبب تلك الأصوات التي تتعالى في امريكا والغرب و تصف الإسلام بكيل من التهم، فالإسلام في نظرهم متطرف ومتعصب. وطالب في هذا الصدد بنموذج عملي يرد على تلك الأصوات التي تسعى للحط من قيمة الإسلام. وبين أن الإسلام مليء بثقافة التعددية والتعايش حتى مع غير المسلمين وقد استوعبت الثقافة الإسلامية كل التنوعات من مختلف الأديان، ومن هذا المنطلق لا توجد مشكلة في الدين الإسلامي فهو دين الحوار والانفتاح على الآخر.
وأكد على ضرورة قبول التعدد خصوصا أنه طبيعة الإنسان، ثم إنه ليس من المتوقع أن يكون المسلمون ضمن قالبٍ واحد في جميع التفاصيل الفكرية وعددهم يزيد على المليار نسمة.
وجدد الشيخ الصفار في ختام كلمته شكره وتقديره للضيف الكريم ومرافيقه والحضور.
السيرة الذاتية للشيخ عوض القرني
• أستاذ جامعي في فرع جامعة الإمام بأبها - تخصص شريعة (أصول الفقه) • مدير شؤون الطلاب والقبول والتسجيل، ومدير إدارة الأنشطة في فرع جامعة الإمام بأبها • محامي • مدرّب في البرمجة اللغوية العصبية • له مشاركات علمية عديدة في حضور ندوات ومؤتمرات كمؤتمر رابطة الشباب المسلم العربي في أمريكا، وعشرات الندوات في داخل البلاد وخارجها • له مجموعة من المؤلفات العلمية، منها: الحداثة في ميزان الإسلام، حتى لا تكون كلاّ، الصحوة الإسلامية وكيف نحافظ عليها، المختصر في مقاصد التشريع، فقه الخلاف، معالم الدعوة الراشدة • قام بتحقيق جملةً من الكتب، منها: الإجتهاد والتقليد، كاشف الرموز، التبشير شرح التحرير
كلمة الشيخ عوض القرني
بدأ الشيخ القرني كلمته: اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، تقدست أسماءك، وتعالت صفاتك، ولا إله لنا إلا أنت سبحانك، سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضى نفسك وزنت عرشك ومداد كلماتك، والصلاة والسلام على أستاذنا ومعلمنا وقدوتنا وحبيبنا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله الطاهرين وأصحابه الطيبين وأتباعه من الغر الميامين إلى قيام يوم الدين.
وقدّم شكره العميق لهذه الدعوة الكريمة التي جمعته مع جمعٍ مع طلبة العلوم الدينية والمثقفين ورجال المجتمع.
وأكد أن مجرد اللقاء هو مكسبٌ ينبغي أن نسعى إليه، وقال: إن الطموحات وإن كانت كبيرة لكن وراءها آثار السنين والدهور، ومهما كانت لا يجوز أن تكون مثبطة بل لابد أن نكون واقعيين في التعامل معها، ولابد أن نؤسس لعلاقات جديدة بين طوائف الأمة المسلمة تُبنى على الحوار الصريح والمعرفة الدقيقة. وأن نواجه المشكلات على حقيقتها، فما كان منها وهمي نُعلن ذلك لأمتنا بوضوح، مؤكداً أن هذه الحقيقة لن تتجلى إلا بالحوار والتفاهم والمعرفة عن قرب.
وأضاف: لا أظن أننا بهذا اللقاء سنذيب جبال الجليد الحقيقية أو الوهمية، لكنني أقول: إنه خطوة يجب أن تجعلنا نتجه في المسار الصحيح.
وأشار إلى ضرورة الحكم على الآخر من خلال الواقع لا الوهم، وقال في ذلك: ينبغي أن نحاكم بعضنا البعض إلى واقعهم كما هو لا كما نتوهمه، أو نفترضه، ولا كما كان حقيقةً أو يقيناً أو ظناً قبل مئات السنين. ثم ننطلق من هذا الواقع ونتعامل معه في حياة الناس كما هو سواءً رضينا به أم لا.
وأضاف: أرى أننا في داخل كل طائفةٍ من طوائفنا في حاجةٍ ملحة، لا تحتمل التأجيل، إلى ضرورة مراجعة تراثنا، كل فئة على حدة. وأن تنزع عن غير الوحي المعصوم الذي جاء من الله سبحانه هالات العصمة التي تجعله غير قابلٍ على الإطلاق للنقاش، وربما لو ناقشناه بشئٍ من الهدوء لاكتشفنا أننا توارثناه جيلاً بعد جيل في حين أنه قد يُصادم قطعيات القرآن. وأكد أن من أسباب هذه المشكلة التي تعيشها الأمة الإغراق في التقليد وإحسان الظن بأهل الفضل والسابقة وعدم افتراض أنهم يُخطئون، وما يُنسج حولهم في الوجدان والذاكرة عبر السنين، مؤكداً أنه كلما ابتعدت الأمة عن عصر الوحي ومعطياته زاد هذا الأمر تراكماً، ومستثنياً طليعة الأمة من العلماء والمثقفين إذ يفترض أن يكونوا شيئاً آخر.
ينبغي لنا بشكلٍ صريح وواضح عندما أهل السنة يُطالبون بإنصاف أقليات أهل السنة في مجتمعات يكون الشيعة أكثريتها ينبغي أن يُقدموا نموذجاً حياً في إنصاف أقليات إخواننا أهل الشيعة في مجتمعاتٍ أكثريتها من السنة، وكذلك ينبغي إذا طالب إخواننا من الشيعة يكونون فيها اقليات بإنصافهم في مجتمعاتٍ أكثريتها أهل السنة، أن يجعلوا هذه المطالبة أيضاً حقاً لإخوانهم من أهل السنة التي هم فيها أقليات والأكثرية فيها شيعة. حتى تكون المطالبة من كلا الطرفين لها مصداقية واحدة لدى الجميع.
وأضاف: إننا إذا عجزنا من أن نتمثل أحكام الإسلام في التعامل فيما بيننا كمسلمين من حيث التعايش وأداء الحقوق والحوار للبحث عن الحق في ظل الفهم والتفاهم، فالأحكام التي جعلها الإسلام لأهل الذمة على المسلمين جميعاً كفيلة بأن تحفظ لأي طائفةٍ بشرية في الأرض كرامتها في أي مجتمع، وإن كنا -مع الأسف- لا نُطبق ذلك فيما بيننا.
وأبدى ارتياحه ممن عبّر عنهم برسل الرحمة في جميع الطوائف الذين يُريدون أن تتراحم الأمة وأن تعود لتكون أمةً واحدة إذا اشتكى منها عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، مؤكداً إدراكه للتحديات التي تعيشها الأمة والتي لم تعد تفرّق بين طوائفها ولا بين أنظمتها السياسية وشعوبها بل تستهدفها في كل شيء. مشيراً إلى أنه لو لم يكن من الضروريات إلا أن تعيش الأمة محافظة على خصوصياتها لكفى. وضرب مثلاً بأوروبا التي مع التباين الهائل بين المذاهب والقوميات والمصالح والحروب الطاحنة فيها عبر السنين لكنهم يتكتلون ويتجاوزون ذلك كله.
وأعرب عن إعجابه بأطروحات الشيخ الصفار التي قدّمها خلال الحوار الوطني عند الحديث حول القضايا الإسلامية وأبرزها فلسطين، وقال: كانت كلماته سرتني كثيراً وجعلتني أدرك أن العادة عندما توجد طائفة تشكل أقلية في مجتمع أن هوجسها الخاصة تسيطر عليها، لكنني رأيت طرحاً رائعاً متميزاً يعيش هم الأمة ويُفكر في قضاياها ويتغلغل بثاقب فكرٍ في آلامها بحثاً عن سبل علاجها ومواجهة تحدياتها، سرني هذا كثيراً وجعلني أشعر أن الأمة –بإذن الله- قادرة على تجاوز مشكلاتها الداخلية.
وأشار إلى وجود مشكلاتٍ حقيقية وقد تكون عميقة، ولكنها ليست مستعصية على الحل، والمطلوب مواجهتها بتجرد وبعلم وباحترام للعقل.
(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) (وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان)
ما أحلى لم شمل المسلمين وتكاتفهم ليبقوا يدا واحدة في وجه أعداء هذا البلد والله يبارك في هذه اللقائات المفتوحة بقيادة سمو ولي العهد عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ما أحلانا نحن السنة وما أحلاهم الشيعة نتصافح مع بعض ونجلس جنبا إلى جنب كما أمرنا الله تعالى وحكومتنا الرشيدة هنيئأ للجميع وإلى الأمام
http://www.alarabimag.com/arabi/atlas/Img/Flags/SAU.gif الشيخ الصفار: ليس من المتوقع أن يكون المسلمون ضمن قالبٍ واحد في جميع التفاصيل الفكرية وعددهم يزيد على المليار نسمة.
• الشيخ القرني: لا أظن أننا بهذا اللقاء سنذيب جبال الجليد الحقيقية أو الوهمية، ولكنه خطوة يجب أن تجعلنا نتجه في المسار الصحيح.
• الشيخ القرني: وجدت في أطروحات الشيخ الصفار في الحوار الوطني طرحاً رائعاً متميزاً يعيش هم الأمة ويُفكر في قضاياها ويتغلغل بثاقب فكرٍ في آلامها بحثاً عن سبل علاجها ومواجهة تحدياتها.
لبى الدكتور الشيخ عوض القرني دعوة الشيخ حسن الصفار للالتقاء والحوار مع نخبة من شرائح المجتمع تضم مجموعة من طلبة العلوم الدينية ونخبة من المثقفين ورجالات المجتمع. وقد أكد الشيخ القرني في كلمته على أن مجرد اللقاء هو مكسبٌ ينبغي أن نسعى إليه، ودعا إلى ضرورة مراجعة التراث، وعدم الإغراق في التقليد وإحسان الظن بأهل الفضل والسابقة فهم بشر يُخطئون ويُصيبون، وأعرب عن إعجابه بأطروحات الشيخ الصفار التي قدّمها خلال الحوار الوطني، وبشّر بأن الأجواء العامة تُنادي بالحوار على مستوى الوطن والأمة وأن ذلك سيُحقق إنجازاتٍ تنعكس خيراتها على مستوى الأمة. كان اللقاء مساء الأحد 5 شعبان 1425هـ (19 سبتمبر 2004م) بمجلس سماحة الشيخ حسن الصفار بالقطيف. وحضر اللقاء نخبة من طلبة العلوم الدينية من القطيف والأحساء والبحرين، ومجموعة من المثقفين ورجالات المجتمع وبعض الأكاديميين من أساتذة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الإمام محمد بن سعود.
وفيما يلي تلخيص لأهم ما طرح في اللقاء من أفكار ومناقشات:
بدأ اللقاء بآياتٍ عطرة من الذكر الحكيم تلتها كلمة الافتتاح التي قدّمها مدير اللقاء الأستاذ محمد المحفوظ جاء فيها: باسمكم جميعاً نرحب بفضيلة الشيخ الدكتور عوض القرني.
في ظل التحديات الكبرى والمتلاحقة التي تهدد وطننا ومجتمعنا، تتأكد الحاج الماسة إلى ضرورة التواصل والتعارف بين مختلف شرائح المجتمع وتعبيرات الوطن المتعددة. وذلك لأننا لا يمكن مواجهة تحديات المرحلة، إلا بالمزيد من تحصين الجبهة الداخلية وسد ثغرات الواقع القائم. التحصين الداخلي الذي يستند على حقائق الاحترام ووقائع المعرفة المتبادلة بين جميع أطراف ومكونات الوطن والمجتمع. واللقاءات المباشرة والتواصل بين أهل العلم والمعرفة والثقافة، هو أحد روافد تبديد أشكال سوء الظن والفهم، كما أنه يساهم في تطوير أشكال ومضامين المعرفة المتبادلة على مختلف الصعد والمستويات.
لذلك من الضروري أن نقوم باحتضان وتشجيع كل أشكال اللقاء ومبادرات التواصل والتعارف بين مختلف مكونات الوطن والمجتمع، لأنه سبيل تعزيز الوحدة الوطنية وتمتين أواصر اللحمة الداخلية. وفي هذا السياق يأتي لقاءنا الليلة بفضيلة الشيخ الدكتور عوض القرني، وسيكون برنامجنا لهذه الليلة على النحو التالي:
• كلمة ترحيبية لسماحة الشيخ حسن الصفار. • كلمة الدكتور عوض القرني. • حوار مفتوح بين الضيف والحضور الكريم.
كلمة الشيخ حسن الصفار
ألقى بعد ذلك راعي اللقاء سماحة الشيخ حسن موسى الصفار كلمةً رحّب فيها الضيف الكريم والوفد المرافق له، كما رحّب بالحضور المتنوع من السنة والشيعة والاحساء والقطيف وشكر لهم قبولهم للدعوة.
وعبر الصفار في كلمته عن اللحمة الدينية والوطنية وبين أن الوطن يحمل هموما مشتركة لجميع أبنائه دون استثناء وتطرق الصفار للهم الذي تعانيه الأمة الإسلامية والوطن. وشدد على تأكيد الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الخطرة حيث أنها عرضة لتحديات بالغة القسوة، وبيّن ضرورة تماسك الوضع الداخلي في البلاد وأن الوضع السليم يجعل الأمة تقاوم التحدي، والوضع المتفكك في الأمة بين شرائحها يفاقم المشكلة ولو أن الأمة كانت مفككة فإنها حتما ستكون ضعيفة. وأوضح أن البلاد تواجه تحديا جديا هو تحدي التعايش فينبغي على جميع الأخيار في هذا الوطن أن ينتصروا على هذا التحدي ويحققوا التعايش، ذلك لأن التنافر والتباعد هو الذي يضعف الأمة.
وأعرب عن قلقه بسبب تلك الأصوات التي تتعالى في امريكا والغرب و تصف الإسلام بكيل من التهم، فالإسلام في نظرهم متطرف ومتعصب. وطالب في هذا الصدد بنموذج عملي يرد على تلك الأصوات التي تسعى للحط من قيمة الإسلام. وبين أن الإسلام مليء بثقافة التعددية والتعايش حتى مع غير المسلمين وقد استوعبت الثقافة الإسلامية كل التنوعات من مختلف الأديان، ومن هذا المنطلق لا توجد مشكلة في الدين الإسلامي فهو دين الحوار والانفتاح على الآخر.
وأكد على ضرورة قبول التعدد خصوصا أنه طبيعة الإنسان، ثم إنه ليس من المتوقع أن يكون المسلمون ضمن قالبٍ واحد في جميع التفاصيل الفكرية وعددهم يزيد على المليار نسمة.
وجدد الشيخ الصفار في ختام كلمته شكره وتقديره للضيف الكريم ومرافيقه والحضور.
السيرة الذاتية للشيخ عوض القرني
• أستاذ جامعي في فرع جامعة الإمام بأبها - تخصص شريعة (أصول الفقه) • مدير شؤون الطلاب والقبول والتسجيل، ومدير إدارة الأنشطة في فرع جامعة الإمام بأبها • محامي • مدرّب في البرمجة اللغوية العصبية • له مشاركات علمية عديدة في حضور ندوات ومؤتمرات كمؤتمر رابطة الشباب المسلم العربي في أمريكا، وعشرات الندوات في داخل البلاد وخارجها • له مجموعة من المؤلفات العلمية، منها: الحداثة في ميزان الإسلام، حتى لا تكون كلاّ، الصحوة الإسلامية وكيف نحافظ عليها، المختصر في مقاصد التشريع، فقه الخلاف، معالم الدعوة الراشدة • قام بتحقيق جملةً من الكتب، منها: الإجتهاد والتقليد، كاشف الرموز، التبشير شرح التحرير
كلمة الشيخ عوض القرني
بدأ الشيخ القرني كلمته: اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، تقدست أسماءك، وتعالت صفاتك، ولا إله لنا إلا أنت سبحانك، سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضى نفسك وزنت عرشك ومداد كلماتك، والصلاة والسلام على أستاذنا ومعلمنا وقدوتنا وحبيبنا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله الطاهرين وأصحابه الطيبين وأتباعه من الغر الميامين إلى قيام يوم الدين.
وقدّم شكره العميق لهذه الدعوة الكريمة التي جمعته مع جمعٍ مع طلبة العلوم الدينية والمثقفين ورجال المجتمع.
وأكد أن مجرد اللقاء هو مكسبٌ ينبغي أن نسعى إليه، وقال: إن الطموحات وإن كانت كبيرة لكن وراءها آثار السنين والدهور، ومهما كانت لا يجوز أن تكون مثبطة بل لابد أن نكون واقعيين في التعامل معها، ولابد أن نؤسس لعلاقات جديدة بين طوائف الأمة المسلمة تُبنى على الحوار الصريح والمعرفة الدقيقة. وأن نواجه المشكلات على حقيقتها، فما كان منها وهمي نُعلن ذلك لأمتنا بوضوح، مؤكداً أن هذه الحقيقة لن تتجلى إلا بالحوار والتفاهم والمعرفة عن قرب.
وأضاف: لا أظن أننا بهذا اللقاء سنذيب جبال الجليد الحقيقية أو الوهمية، لكنني أقول: إنه خطوة يجب أن تجعلنا نتجه في المسار الصحيح.
وأشار إلى ضرورة الحكم على الآخر من خلال الواقع لا الوهم، وقال في ذلك: ينبغي أن نحاكم بعضنا البعض إلى واقعهم كما هو لا كما نتوهمه، أو نفترضه، ولا كما كان حقيقةً أو يقيناً أو ظناً قبل مئات السنين. ثم ننطلق من هذا الواقع ونتعامل معه في حياة الناس كما هو سواءً رضينا به أم لا.
وأضاف: أرى أننا في داخل كل طائفةٍ من طوائفنا في حاجةٍ ملحة، لا تحتمل التأجيل، إلى ضرورة مراجعة تراثنا، كل فئة على حدة. وأن تنزع عن غير الوحي المعصوم الذي جاء من الله سبحانه هالات العصمة التي تجعله غير قابلٍ على الإطلاق للنقاش، وربما لو ناقشناه بشئٍ من الهدوء لاكتشفنا أننا توارثناه جيلاً بعد جيل في حين أنه قد يُصادم قطعيات القرآن. وأكد أن من أسباب هذه المشكلة التي تعيشها الأمة الإغراق في التقليد وإحسان الظن بأهل الفضل والسابقة وعدم افتراض أنهم يُخطئون، وما يُنسج حولهم في الوجدان والذاكرة عبر السنين، مؤكداً أنه كلما ابتعدت الأمة عن عصر الوحي ومعطياته زاد هذا الأمر تراكماً، ومستثنياً طليعة الأمة من العلماء والمثقفين إذ يفترض أن يكونوا شيئاً آخر.
ينبغي لنا بشكلٍ صريح وواضح عندما أهل السنة يُطالبون بإنصاف أقليات أهل السنة في مجتمعات يكون الشيعة أكثريتها ينبغي أن يُقدموا نموذجاً حياً في إنصاف أقليات إخواننا أهل الشيعة في مجتمعاتٍ أكثريتها من السنة، وكذلك ينبغي إذا طالب إخواننا من الشيعة يكونون فيها اقليات بإنصافهم في مجتمعاتٍ أكثريتها أهل السنة، أن يجعلوا هذه المطالبة أيضاً حقاً لإخوانهم من أهل السنة التي هم فيها أقليات والأكثرية فيها شيعة. حتى تكون المطالبة من كلا الطرفين لها مصداقية واحدة لدى الجميع.
وأضاف: إننا إذا عجزنا من أن نتمثل أحكام الإسلام في التعامل فيما بيننا كمسلمين من حيث التعايش وأداء الحقوق والحوار للبحث عن الحق في ظل الفهم والتفاهم، فالأحكام التي جعلها الإسلام لأهل الذمة على المسلمين جميعاً كفيلة بأن تحفظ لأي طائفةٍ بشرية في الأرض كرامتها في أي مجتمع، وإن كنا -مع الأسف- لا نُطبق ذلك فيما بيننا.
وأبدى ارتياحه ممن عبّر عنهم برسل الرحمة في جميع الطوائف الذين يُريدون أن تتراحم الأمة وأن تعود لتكون أمةً واحدة إذا اشتكى منها عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، مؤكداً إدراكه للتحديات التي تعيشها الأمة والتي لم تعد تفرّق بين طوائفها ولا بين أنظمتها السياسية وشعوبها بل تستهدفها في كل شيء. مشيراً إلى أنه لو لم يكن من الضروريات إلا أن تعيش الأمة محافظة على خصوصياتها لكفى. وضرب مثلاً بأوروبا التي مع التباين الهائل بين المذاهب والقوميات والمصالح والحروب الطاحنة فيها عبر السنين لكنهم يتكتلون ويتجاوزون ذلك كله.
وأعرب عن إعجابه بأطروحات الشيخ الصفار التي قدّمها خلال الحوار الوطني عند الحديث حول القضايا الإسلامية وأبرزها فلسطين، وقال: كانت كلماته سرتني كثيراً وجعلتني أدرك أن العادة عندما توجد طائفة تشكل أقلية في مجتمع أن هوجسها الخاصة تسيطر عليها، لكنني رأيت طرحاً رائعاً متميزاً يعيش هم الأمة ويُفكر في قضاياها ويتغلغل بثاقب فكرٍ في آلامها بحثاً عن سبل علاجها ومواجهة تحدياتها، سرني هذا كثيراً وجعلني أشعر أن الأمة –بإذن الله- قادرة على تجاوز مشكلاتها الداخلية.
وأشار إلى وجود مشكلاتٍ حقيقية وقد تكون عميقة، ولكنها ليست مستعصية على الحل، والمطلوب مواجهتها بتجرد وبعلم وباحترام للعقل.