المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العجلة من الشيطان.. أما السرعة فشيء آخر



ALcATRAZ
25-09-2004, 04:17 PM
لست ممن ينتظرون لأخر لحظة لإنجاز أي عمل؛ فحين أخطط لإجازتي السنوية "أحجز" قبلها بعام، وحين يأتي موعد السفر أتواجد في المطار قبل ساعتين على الأقل..

أم العيال تعتقد أنني مريض بشيء يدعى "الاستعداد المبكر"، أما أنا فلدي قاعدة تقول "يتأخر من يعتقد أنه يملك الوقت الكافي". لاحظ ذلك في نفسك؛ فأنت تتأخر عن أي مهمة حين تعتقد أنك تملك الوقت الكافي لإنجازها، فكم مرة مثلاً شعرت بأن الوقت ما زال مبكراً للذهاب لموعد ما فشغلت نفسك بأشياء ثانوية وبدأت بالتسويف والمماطلة.. والنتيجة.. تأخرت كالعادة!!.

وفي المقابل تذكر حالة معاكسة؛ المنبه لم يعمل فتستيقظ فزعاً خشية التأخر عن الدوام فتُحضر نفسك على عجل وتلبس ثوبك (ع الدرج).. ثم.. تفاجأ بأنك وصلت في الوقت المناسب!!.

@ في الحالة الأولى تأخرت لأنك اعتقدت أنك تملك الوقت الكافي لعمل كل شيء فضاع منك كل شيء. أما في الحالة الثانية فوصلت في الوقت المناسب لأنك كنت واعياً لوضعك الحرج فاقتصرت على الأولويات وتداركت الموقف بسرعة!!.

في الحالة الأولى (رغم امتلاكك الكثير من الوقت) إلا أن تقاعسك أدخلك في دوامة من التسويف والمماطلة. أما في الحالة الثانية (رغم ضيق الوقت) إلا أن الأوليات كانت واضحة في ذهنك فوصلت بنجاح!.

وسيَر الناجحين والعظماء تثبت أنهم كانوا يعانون دائماً من ضيق الوقت ومع ذلك كانوا ينجزون أعمالاً تفوق الفارغين بمراحل.. بل إنهم استغلوا "ضيق الوقت" لرفع مستواهم وصقل مهاراتهم فأصبحوا ينفذون المهام بنجاح في أقل وقت ممكن. وفي المقابل يرافق الفشل كل من يعتقد أن لديه الوقت الكافي لعمل كل شيء فيضيع منه العمر ولم ينجز أي شيء!!.

@ هناك فرق بين السرعة والعجلة.. الناجحون يوظفون خبراتهم وذكاءهم لإنجاز المطلوب في أسرع وقت ممكن. أما الفاشلون فحين يفاجأون بضيق الوقت يتعجلون ويعملون على أكثر من جبهة فينتهون للاشيء.. الناجحون يعيدون جدولة أعمالهم وتنظيم أوقاتهم كلما كلفوا بمهمة جديدة. أما الفاشلون فيرتبكون ويتخبطون ولا يعرفون من أين يبدأون فيبقون "مكانك سر"..

هذه الحقيقة أدركها تشرشل فقال: "إن أردت إنجاز العمل في وقته فأعطه لرجل مشغول"، وأدركها المفكر الإنجليزي تشسترفيلد حين قال: "ذوو العقول الحصيفة قد يسرعون ولكنهم لا يتعجلون".

كلنا عرفنا موظفين كسالى لا يفعلون شيئاً غير قراءة الجرائد و"أكل الفصفص". وحين يكلفون بمهمة واحدة (واحدة لا غير) يغضبون ويتأففون ويرمون حملهم على الآخرين (وتأخذ المعاملة أشهراً). وفي المقابل هناك موظفون (أندر من الياقوت) يحمل الواحد منهم جميع الأعمال على رأسه ومع ذلك ينجزون معاملات الجميع بسرعة وخبرة تثير الإعجاب..

@ أخبرني رجل أعمال بقصة نموذجية قال فيها:

كان لدي سكرتير نشيط حمل عني أعباءً كثيرة. ومع توسع أعمالي زادت مهامه ومع ذلك لم تتغير كفاءته أو سرعته في العمل. كنت أحزن عليه في داخلي وأقول متى ينفجر ويقولها صريحة (أريد مساعدين معي). وأخيراً أتى اليوم الذي ابلغني فيه بهذا الطلب عندها سألته: وماذا تقترح؟

قال: ننشئ قسماً للسكرتارية من خمسة موظفين كل موظف يهتم بقسم من الشركة.. أعجبتني الفكرة فاستحدثنا هذا القسم ولكن هل تعلم ماذا حصل (... ماذا حصل؟) انخفض مستوى العمل كثيراً رغم أنهم أصبحوا ستة، كانوا يلقون بالمهام على بعضهم البعض وتضيع المعاملات فيما بينهم وأصبح التسويف والتهرب هو الصفة الغالبة على عملهم..

سألته: وماذا فعلت؟ قال: ألغيت القسم بأكمله وزدت راتب الأستاذ عادل!!.

منقول للفائدة من مقال للكاتب فهد الأحمدي

TiTaN
26-09-2004, 05:05 AM
موضوع جميل جدا

و انت عندك حق

الفاشلون وحدهم هم الذين يأجلون كل شئ لأخر لحظة

سنفورة مسنفرة
26-09-2004, 02:22 PM
موضوع رائع بحق!

ALcATRAZ
26-09-2004, 04:04 PM
TiTaN - سنفورة مسنفرة

مشكورييييييييييييين على مروركم:)

t22
26-09-2004, 04:20 PM
ALcATRAZ الف شكر على الموضوع الرائع :biggthump

ALcATRAZ
26-09-2004, 05:04 PM
العفو اخوي t22
شكرا لك انت على المرور الطيب:)