ALcATRAZ
01-10-2004, 01:39 PM
قبل سنوات نزل في اليابان عقار لمكافحة السمنة وإزالة الشحوم. وهو عقار يعتمد على "شم" رائحة خاصة تحفز المخ على إحراق الدهون وتخفيض الوزن. والعقار الجديد نتيجة أبحاث جادة تمت في مختبرات شركة شيسيديو (التي تسيطر على 80% من أسواق التجميل في اليابان).. ورغم أن الشركة ترفض الحديث عن تركيبة العقار ولكن يعتقد أنه يعتمد على حقيقة وجود روائح معينة تطلق مادة النوراديرنالين في الدم. وهذه المادة معروفة بقدرتها على تفكيك الخلايا الدهنية وتفرز حين يستثار الجهاز العصبي في الإنسان.. (وحسب معلوماتي المتواضعة يمكن إطلاق هذه المادة باستنشاق روائح مثل قشر البرتقال، والفلفل الأخضر، والجريب فروت؛ وبالتالي قد لا يجد البدين حاجة لشراء العقار من اليابان)!!
وبالنسبة لليابانيين لا تعد الفكرة جديدة بالكامل؛ فأغلب المؤسسات اليابانية تستعمل جهازا ينشر روائح تبعث على النشاط والحيوية بين الموظفين. ورغم أن فكرة الجهاز لا تختلف عن "المجمرة" لدينا إلا أنه يترك للمدير خياراً أوسع لنشر العطر المناسب لطبيعة العمل!!
هذا الاختراع يقودنا للحديث عن تأثير الروائح على مزاج وتصرفات الإنسان. فالدماغ يستقبل الروائح برفقة مشاعر وذكريات ومواقف عديدة. لهذا السبب حين يحدث العكس (ونشم رائحة معينة) نتذكر مواقف مرادفة ونعود لأمزجة سابقة. فرطوبة المكيف تذكرنا بهطول المطر، ورائحة العشب تذكرنا بالتخييم، وعطر الزوج يستدعي ذكريات رومانسية قديمة..
كما ترتبط الرائحة مع الحواس الأخرى لتحدد ميلنا أو نفورنا من طعام معين؛ فرائحة "الكباب" تسيل اللعاب وتولد نكهته في الفم، في حين تسبب رائحة "الشطة" الشعور بالغليان ووقوف الشعر.. وإلى الآن لا يعرف العلماء لماذا نعشق الورد والياسمين ونكره رائحة البيض الفاسد أو لماذا تثير فينا بعض الروائح الشعور بالفرح والسرور وأخرى الكآبة والنفور!!
غير أن هذه الأمثلة لا تلغي حقيقة وجود روائح أخرى تؤثر على مزاجنا العام من خلال تأثيرها المباشر على كيميائية المخ (لا ترتبط بالضرورة بمواقف سابقة)؛ فما يعرف بـ "الغاز المضحك" يثير فينا الضحك بلا مقدمات ومادة السكوبولامين واميتال الصوديوم تجعلنا أقل تحفظا وأكثر ميلا للثرثرة (وتدعى غاز الاعتراف)، ورائحة الحشيشة تدخلنا في عالم الفنتازيا وتفصلنا عن الواقع.. كما أن هناك روائح تبعث على السكينة والكسل (قيل أن الروس استعملوها لمواجهة عمال المصانع الثائرين) وقنابل مثبطة للعزيمة (دخلت العام الماضي ضمن أسلحة البنتاغون السرية)!
ومن أغرب الروائح المكتشفة رائحة "الانوستيرون" التي تضفي على حاملها طابع خفة الظل بحيث يمكن لمرشحي الانتخابات الاستعانة بها.. ورائحة التريتارا الاستوائية التي تحث الآخرين على "الالتصاق" وضم صاحبها. وزهرة التبغ التي تغني برائحتها الجميلة عن النيكوتين..
وفي حالة نجاح العقار الذي أنتجته اليابان لمكافحة السمنة أتوقع ظهور روائح أخرى ذات أهداف مختلفة.. فهذا لتغيير السلوك :أفكر: ، وذاك لتقوية الذاكرة :icon6: ، وآخر لمقاومة الإحباط، :17: ورابع لإشاعة السرور :D ..
حينها يمكن القول بلا حرج: قل لي ماذا تشم أقل لك أي مزاج تضم!! :biggthump
منقو و و ل
وبالنسبة لليابانيين لا تعد الفكرة جديدة بالكامل؛ فأغلب المؤسسات اليابانية تستعمل جهازا ينشر روائح تبعث على النشاط والحيوية بين الموظفين. ورغم أن فكرة الجهاز لا تختلف عن "المجمرة" لدينا إلا أنه يترك للمدير خياراً أوسع لنشر العطر المناسب لطبيعة العمل!!
هذا الاختراع يقودنا للحديث عن تأثير الروائح على مزاج وتصرفات الإنسان. فالدماغ يستقبل الروائح برفقة مشاعر وذكريات ومواقف عديدة. لهذا السبب حين يحدث العكس (ونشم رائحة معينة) نتذكر مواقف مرادفة ونعود لأمزجة سابقة. فرطوبة المكيف تذكرنا بهطول المطر، ورائحة العشب تذكرنا بالتخييم، وعطر الزوج يستدعي ذكريات رومانسية قديمة..
كما ترتبط الرائحة مع الحواس الأخرى لتحدد ميلنا أو نفورنا من طعام معين؛ فرائحة "الكباب" تسيل اللعاب وتولد نكهته في الفم، في حين تسبب رائحة "الشطة" الشعور بالغليان ووقوف الشعر.. وإلى الآن لا يعرف العلماء لماذا نعشق الورد والياسمين ونكره رائحة البيض الفاسد أو لماذا تثير فينا بعض الروائح الشعور بالفرح والسرور وأخرى الكآبة والنفور!!
غير أن هذه الأمثلة لا تلغي حقيقة وجود روائح أخرى تؤثر على مزاجنا العام من خلال تأثيرها المباشر على كيميائية المخ (لا ترتبط بالضرورة بمواقف سابقة)؛ فما يعرف بـ "الغاز المضحك" يثير فينا الضحك بلا مقدمات ومادة السكوبولامين واميتال الصوديوم تجعلنا أقل تحفظا وأكثر ميلا للثرثرة (وتدعى غاز الاعتراف)، ورائحة الحشيشة تدخلنا في عالم الفنتازيا وتفصلنا عن الواقع.. كما أن هناك روائح تبعث على السكينة والكسل (قيل أن الروس استعملوها لمواجهة عمال المصانع الثائرين) وقنابل مثبطة للعزيمة (دخلت العام الماضي ضمن أسلحة البنتاغون السرية)!
ومن أغرب الروائح المكتشفة رائحة "الانوستيرون" التي تضفي على حاملها طابع خفة الظل بحيث يمكن لمرشحي الانتخابات الاستعانة بها.. ورائحة التريتارا الاستوائية التي تحث الآخرين على "الالتصاق" وضم صاحبها. وزهرة التبغ التي تغني برائحتها الجميلة عن النيكوتين..
وفي حالة نجاح العقار الذي أنتجته اليابان لمكافحة السمنة أتوقع ظهور روائح أخرى ذات أهداف مختلفة.. فهذا لتغيير السلوك :أفكر: ، وذاك لتقوية الذاكرة :icon6: ، وآخر لمقاومة الإحباط، :17: ورابع لإشاعة السرور :D ..
حينها يمكن القول بلا حرج: قل لي ماذا تشم أقل لك أي مزاج تضم!! :biggthump
منقو و و ل