المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداء من تنظيم التجديد الاسلامي الي التوحيد والجهاااد



حمودي المصري
01-10-2004, 04:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

نداء من تنظيم التجديد الإسلامي (انا لست الكاتب) ........

إلى الإخوة المجاهدين أبطال الإسلام في (جماعة التوحيد والجهاد)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

يا أبطال الإسلام: أنتم رجال الحرب، وأهل الخبرة والدراية بمصالحها وإشكالاتها، أنتم أدرى منا بها، وأعلم بأحكام الأسرى والتي نذكركم بطرف منها:

أ?- وجوب الرفق بهم والإحسان إليهم وإكرامهم، ومن ذلك توفير الطعام والشراب لهم لقوله، جل جلاله، وسما مقامه: { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً}، (سورة الإنسان 76؛ الآية 8)، ولما ورد عن رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم: (استوصوا بالأسارى خيراً)، رواه الطبراني وإسناده حسن. ولقوله في أسرى بني قريظة: (لا تجمعوا عليهم حرّ هذا اليوم وحرّ السلاح)،) فتح الباري 1/551) ، ولما صحّ من أمر رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، لأصحابه حتى كانوا يقدّمون الأسرى على أنفسهم عند الغداء (تفسير ابن كثير 4/454)، وللحديث في صحيح الإمام مسلم، والذي سيأتي قريباً.

ب?- استحباب إطلاق سراحهم، إما منّاً بدون مقابل، أو بمقابل مبادلتهم بأسرى المسلمين، أو بفدية من المال أو العمل، كما فادى رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، بعض أسرى بدر بتعليمهم جماعة من المسلمين الكتابة (زاد المعاد 5/65)، وكلّ هذه الحالات فعلها رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، أو أقرّها كما ثبت في الصحيحين وفي كتب السيرة. وهي مستندة إلى قوله تعالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ}، (سورة محمّد 47؛ الآية 4). والصحيح أنّ هذه الآية الكريمة محكمة، وليست منسوخة، كما هو قول جمهور العلماء، ومنهم الطبري في تفسيره (27/26)، والقرطبي في تفسيره (16/228)، حيث قال أنّ هذا هو رأي ابن عبّاس وابن عمر والحسن وعطاء، وهو مذهب مالك والشافعي والثوري والأوزاعي وأبي عبيد وغيرهم.

ج- أما قتل الأسير، فحكمه الإباحة، لفعل رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، ذلك مع بعض الأسرى. وقد ثبت ذلك بنص القرآن آنف الذكر: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ}، (سورة محمّد 47؛ الآية 4)، وهو ثابت أيضاً بالتواتر في روايات صحاح وحسان يفيد مجموعها القطع واليقين.

وعندما استأسر أمية بن خلف وولده لعبد الرحمن بن عوف رآه بلال فقال: (رأس الكفر أمية بن خلف: لا نجوت إن نجا!!)، فقال عبد الرحمن بن عوف: (أي بلال أبأسيري؟!)، فقال بلال: (لا نجوت إن نجا!!)، فقال عبد الرحمن بن عوف: (أتسمع يابن السوداء!)، فقال بلال: (لا نجوت إن نجا!!)، ثم صرخ بلال بأعلى صوته: (يا أنصار الله: رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا!!). قال عبد الرحمن بن عوف: (فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل المسكة، وأنا أذب عنه ... فأخلف رجل السيف فضرب رجل ابنه فوقع، وصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط ... فقلت انج بنفسك ولا نجاء بك، فوالله ما أغني عنك شيئا ... فهبروهما بأسيافهم حتى فرغوا منهما). فكان عبد الرحمن يقول: (يرحم الله بلالاً: ذهبت أدراعي، وفجعني بأسيري!). هذا باختصار، والخبر بطوله في (السيرة النبوية ج: 3 ص: 180) حيث يقول الإمام محمد بن اسحاق: (حدثني عبد الواحد بن أبي عون عن سعد بن ابراهيم (عن أبيه) عن عبد الرحمن بن عوف)، وهو إسناد صحيح. وهو أيضاً باختصار في صحيح الإمام البخاري، حيث قال: (حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني يوسف بن الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده عبد الرحمن قاله). وقد بلغ هذا بلاشك نبي الله فلم ينكر أو يعاتب!

إلا أن التتبع لتلك الروايات يظهر أنه، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، إنما أنزل ذلك، في العادة، بأسرى مخصوصين كانوا قد ارتكبوا جرائم معينة، أو عرفوا بعدائهم الشديد للإسلام والمسلمين، فاستحقوا تلك المعاملة الغليظة. فقد كان أسرى بدر سبعيناً، ولم يقتل منهم إلاّ ثلاثة هم عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث وطعيمة بن عدي. وأبو عزّة الجحمي أطلق سراحه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، يوم بدر على أن لا يعود لقتال المسلمين، فنقض العهد وقاتلهم يوم أحد فلمّا أسر ثانية أمر النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، بقتله. وأسرى بني قريظة أمر النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، بقتل مقاتليهم جميعاً، لأنهم ارتكبوا جريمة الخيانة، ونقضوا العهود والمواثيق وهكذا، وهكذا.

والحق اليقيني، كما هو مقرر في علم (أصول الفقه)، أن أفعال النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، ليست على الوجوب، وإنما هي للائتساء: أنعم به من أسوة، وأكرم به من قدوة، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من الله.

لذلك أجاز، بحق، جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة وغيرهم للإمام قتل الأسير. ولكنّ بعضهم ربطه بالمصلحة وجوباً، وهو ربط غير منضبط، ولا هو بمستقيم لأنه إيجاب شريعة لم يأت بها نص صريح صحيح من كتاب أو سنة، وهذا لا يجوز.

وما كان خاتمة أنبياء الله، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من الله، المأمور بالبيان عن الله، والذي أوتي جوامع الكلم، ليعجزه أن يقول، مثلاً: (إنما قتلت هذا لكذا وكذا، ولولا ذلك لما حل لي قتله) أو (لا تقتلوا الأسير إلا لكذا وكذا)، أو كلاماً نحو هذا. وإذ لم يرد شئ من هذا، مع تكفل الله، جل جلاله، وتقدست أسماؤه بحفظ الذكر المنزل (والذكر المنزل هو القرآن والسنة)، علمنا أن ربط ذلك وجوباً بالمصلحة، على عدم انضباطه، أو تقييد ذلك بمجرد فعله، عليه وعلى آله الصلاة والسلام، خيال محض، وتحكم مجرد.

وزلت القدم ببعض العلماء فرأى عدم جواز قتل الأسير أصلاً، ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره (4/173) ، والألوسي في روح المعاني (26/40)، وهو قول الحسن وحماد بن أبي سليمان وعطاء ومجاهد وابن سيرين وابن عمر (تفسير الجصاص 5/269). وذكر ذلك ابن رشد في بداية المجتهد وقال: (حكى الحسن بن محمّد التميمي أنه إجماع الصحابة).

قلنا: دعوى الحسن بن محمّد التميمي أنه (إجماع الصحابة)، دعوى باطلة، فمعاذ الله أن يجمع الصحابة على مخالفة خاتمة أنبياء الله، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من الله . الإدعاء سهل رخيص، ولكن البرهان صعب عزيز؟! وكيف يكون هناك هذا الإجماع المزعوم، وقد قتل خالد بن الوليد أيام حروب الردة مالك بن نويرة في جماعة من الأسرى، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة ذلك لكونهم أسرى، وإنما دار جدل عنيف حول إسلام أولئك المقتولين لأن طائفة من جند خالد شهدوا بأنهم سمعوا الأذان قبل الغارة على قريتهم.

د- ولما كان القول الصحيح هو أن (الأصل في الأسير جواز قتله)، وإن كان ذلك خلاف الأولى. وكان كل من المن والفداء مباح، إجماعا،ً بلا شبهة: جاز بالضرورة التهديد بقتله لمجرّد الضغط على دولته، أو (طائفته الممتنعة)، لفعل أمر معيّن، أو للامتناع عن فعل أمر آخر، أو للحصول على فدية معينة. وليس هذا مخالف لنصّ الآية الكريمة، كما توهم البعض. وذلك لأن الأسير الذي لم يكن محارباً بمفرده، ولكن كان حربياً ذا ولاية معينة، وتابعية معينة، وكان يقاتل تحت راية معينة، أو كان منتمياً إلى (طائفة ممتنعة) معينة: يعامل معاملة أهل تلك الولاية بوصفهم يشكلون (طائفة ممتنعة) متكتلة، أي يشكلون حلفاً واحداً، ولهم (موالاة) واحدة، وانتماء واحد، وتابعية واحدة. ولا تقتصر مسؤوليته على الأفعال التي ارتكبها هو بذاته، بل هو مسؤول ومطالب بجريرة حلفائه، كما تأذن به نصوص الشرع، وتحتمه ضرورة الحس والعقل عند التأمل الدقيق في مفاهيم: (الحليف)، و(الطائفة الممتنعة)، و(المحاربة)، وغيرها.

ومن نصوص الشرع المبرهنة على هذا القواعد: (الحليف مؤاخذ بجريرة حليفه)؛ (وأهل الولاية الواحدة يعاملون معاملة موحدة)؛ ونحوها :

(1) معاملة النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لبني قريضة، تلك المعاملة الغليظة الشديدة: إذ قتل جميع من أنبت من رجالهم؛ مع أننا نعلم ضرورة أن نكث العهد إنما كان من رؤوسهم، وإنما سكت الباقون ولم يعترضوا: فلم ينج منهم إلا من اعترض بقوة، وغادر الحصن، أي انخلع من الولاية، ونبذ التابعية. وكارثة بني قريضة ثابتة في جملتها ثيوتاً يقينياً بنص القرآن، وروايات السنة والسيرة المتواترة. ولا زالت قلوب الصهاينة اليهود تنضح دماً وصديداً من تذكرها حتى يومنا هذا: زادهم الله غماً ومرضاً!

(2) ما جاء في (صحيح الإمام مسلم) بإسناد صحيح تقوم به الحجة، ويجب التدين به: (حدثني زهير بن حرب وعلي بن حجر السعدي واللفظ لزهير قالا حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين قال: (كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأسر أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رجلا من بني عقيل وأصابوا معه العضباء فأتى عليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو في الوثاق قال: ( يا محمد!)، فأتاه، فقال: (ما شأنك؟!)، فقال: (بم أخذتني، وبم أخذت سابقة الحاج؟!)، فقال، إعظاما لذلك: (أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف)، ثم انصرف عنه، فناداه، فقال: (يا محمد، يا محمد!)، وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رحيما رقيقا، فرجع إليه، فقال: (ما شأنك؟!)، قال: (إني مسلم!)، قال: (لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح!)، ثم انصرف، فناداه فقال: (يا محمد، يا محمد!)، فأتاه فقال: (ما شأنك؟!)، قال: (إني جائع فأطعمني، وظمآن فأسقني!)، قال: (هذه حاجتك!). ففدي بالرجلين، ... إلخ، الحديث بطوله). وهو عند الإمام مسلم من طرق صحاح أخرى، وهو في كل من: مسند الإمام أحمد بن حنبل، وسنن أبي داود، والمنتقى من السنن المسندة، وصحيح ابن حبان، وسنن الدارمي ، والسنن الكبرى للإمام النسائي، وشرح معاني الآثار للإمام الطحاوي، من عدة طرق، وسنن البيهقي الكبرى من طرق، والمعجم الكبير من عدة طرق أيضاً. وقد أخرجه أيضاً الإمام الشافعي في (الأم ج: 2 ص: 255) مختصراً. وقد جاء في بعض الطرق زيادة: (فأمر له بطعام) كذلك بإسناد صحيح تقوم به الحجة، ويجب التدين به.

ولا يجوز أن يقال أن العرف الدولي العالمي قد استقر الآن على عدم قتل الأسير كما تنص عليه اتفاقية جنيف مثلاً، لا يجوز أن يعترض بهذا لأسباب من أهمها:

أولاً: أن هذا هو عرف الدول الغربية الكافرة التي تقود وتهيمن على ما يسمى بـ(منظمة الأمم المتحدة) الكافرة الظالمة، التي حاصرت العراق ذلك الحصار المهلك المدمر لإبادة أهله، وشاركت في العدوان الإجرامي على أفغانستان. وهذه الأمم الغربية، تعتنق الحضارة الليبرالية الرأسمالية. وميثاق صنيعتها (منظمة الأمم المتحدة) يقوم على تلك الحضارة الغربية الكافرة، كما يتضمن نصوصاً مناقضة للإسلام كل المناقضة. وهم معروفون بعدائهم واحتقارهم للإسلام والمسلمين، كما أشبعناه بحثاً في غير هذا الموضع. فكيف يوصف عرفهم بأنه (عالمي)، وقد خرج منه المسلمون، وهم أكثر من ربع البشرية؟! وهم كذلك ينظرون باستخاف واحتقار للحضارات البوذية والكونفوشية والصينية والأفريقية، فأين العالمية إذاً؟!

ثانياً: أن المسلمين ليسوا طرفاً في معاهدات جنيف لأن من صادق عليها من حكام المسلمين لا يمثل المسلمين أصلاً لحكمه بالكفر. والحاكم بالكفر مستحق للقب (الكافر) بنص القرآن، وإجماع الصحابة، بغض النظر عن نوع كفره. فليس هو إذاً (منا)، وليست ذمته ذمتنا، ولا عهده عهدنا، ولا أمانه أماننا، ولا حربه حربنا، ولا سلمه سلمنا: حتى يلج الجمل في سم الخياط!

ثالثاُ: إن معاهدات جنيف، على التسليم بالفرضية الباطلة أنها انعقدت صحيحة ملزمة، قد أصبحت غير ذات موضوع لأن الولايات المتحدة الأمريكية قد خرقتها، وصرحت جهاراً بنبذها، وتصرفت بما يناقضها في أفغانستان، والعراق، وجوانتانامو، وأبو غريب، ودييجو جارثيا، وقلعة خانجي، وغيره. فلا تستحق الولايات المتحدة الأمريكية أن تعامل أصلاً على أساس معاهدات جنيف، وكذلك حلفاؤها، بغض النظر عن خرقهم من عدمه، لأن الحليف يؤخذ بجريرة حليفه!

يا أبطال الإسلام:

بعد أن ناشدت والدة الأسير البريطاني كينيث بيجلي إظهار الرحمة وإعادته حيا إليها، كما وجهت زوجته نداء لإنقاذ حياته يوم الخميس الفائت، وقالت بيانها الذي تلته على الصحفيين، وهي تبكي: (أطلب رحمتكم الان وأتوسل اليكم ان تفرجوا عنه).

وبعد مناشدة ابنه كريج كينيث بيجلي الذي تلى بياناً بالنيابة عن أسرته قال فيه: (أظهروا الرحمة، التي نعلم أنكم قادرون عليها، أطلقوا سراح كين ليعود إلى زوجته وأسرته).

وبعد أن قام الأسير البريطاني نفسه، وعائلته، باستعطاف ورجاء الحكومة البريطانية لتخليصه من الأسر، ولكن رد الحكومة البريطانية كان خذلاناً لهم في صورة مزرية من التنصل من المسؤولية الأخلاقية. تلك المسؤولية الأخلاقية التي لم تمتلكها الحكومة البريطانية قط، كما ظهر جلياً بتورطها في هذه الحروب الإجرامية على الإسلام والمسلمين: من مص الدماء في الهند، فاحتلال مصر، والعمل على هدم الخلافة، مروراً بزرع الكيان السرطاني الصهيوني الخبيث في فلسطين، إلى حربها على (الإرهاب) المزعوم، وتورطها في في العدوان على أفغانستان المجاهدة، والعراق المسلم، و احتلالهما مؤخراً.

وبعد أن ظهر بجلاء أن الولايات المتحدة الأمريكية التي صدرت عنها، وعن عميلها علاوي، أول الأمر تصريحات متناقضة، سرعان ما كشرت عن أنيابها بعد إنفاذ حكم الله في الأمريكيين الإثنين، فأعلنت عن إصرارها على الاستمرار في اعتقال النساء، كأنها تقول بتلميح في وضوح التصريح: (اقتلوا هذا البريطاني أيضاً)، غير مبالية ببريطانيا، التي ظهر بذلك أنها مجرد ذنب، وليس حليفاً في مرتبة المثل أو الصديق. فتأكد ذل الحكومة البريطانية، برئاسة مجرم الحرب توني بلير، ولاح لكل ذي عينين عجزها، وانها لا تملك قرارها، وإنما هي تابعة للإدارة الأمريكية، وبمثابة (جرو في حجر أمريكا) كما قال النائب البريطاني جورج جالاوي، وأنها ورطت شعبها في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.

بعد ذلك كله أصبح من المعقول والمستحسن، إما: المن عليه بإطلاق سراحه من غير عوض، أو مبادلته مع أسرى موجودين بالفعل في اليد البريطانية. وفي ذلك مصالح جمة، منها:

(1) تأكيد ما سبق ذكره من ذلة الحكومة البريطانية، وعدم مبالة (الحليف) الأمريكي بها. وقد كثر كلام الصحفيين والسياسيين عن هذا، ونقدهم له؛

(2) إيغار صدور أفراد الشعب البريطاني على حكومتهم، وتقوية التيار المعارض للحرب في بريطانيا، وهو تيار قوي أصبح يمثل أكثر من ثلثي المواطنين؛

(3) تشجيع مجموعة السياسيين والمفكرين الذين يسعون الآن إلى اخضاع مجرم الحرب توني بلير للمحاكمة العامة (Impeachment) لكذبه على الشعب، وتوريطه في الحرب؛

(4) فضح وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلنكيت، أعمى البصر والبصيرة، وتقوية الضغوط عليه للإفراج عن المعتقلين بدون تهمة أو محاكمة بموجب (قانون مكافحة الإرهاب) المشؤوم. ونبشركم أن السخرية به آخذت في التزايد، وأصوات الناقدين له مستمرة في التصاعد!

(5) وأهم تلك المصالح وأعظمها: عزل أمريكا وإحباط أملها في أن ترى (بيجلي) مقطوع الرقبة كما فعل بصاحبيها الإثنين، وغيرهما من قبل. وقد بدأ عملاؤها بالفعل حملة إعلامية تحذر من (انشقاق الصف الأطلسي)، وتحذر من الرضوخ لـ(الإرهابيين)؛

نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على الحق، وان يصلح القصد والنية، وأن يلهمنا السداد والرشد،،،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،



لندن، السبت 11 من شعبان المعظم 1425 هـ، الموافق 25 سبتمبر 2004 م

http://www.tajdeed.net (http://www.tajdeed.net/)

http://69.57.139.177/mailitems/Call...cy_from_PIR.pdf (http://69.57.139.177/mailitems/Call_for_Mercy_from_PIR.pdf)

حمودي المصري
01-10-2004, 04:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

نداء من تنظيم التجديد الإسلامي ( انا لست الكاتب),,,

إلى الإخوة المجاهدين أبطال الإسلام في (جماعة التوحيد والجهاد)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

يا أبطال الإسلام: أنتم رجال الحرب، وأهل الخبرة والدراية بمصالحها وإشكالاتها، أنتم أدرى منا بها، وأعلم بأحكام الأسرى والتي نذكركم بطرف منها:

أ?- وجوب الرفق بهم والإحسان إليهم وإكرامهم، ومن ذلك توفير الطعام والشراب لهم لقوله، جل جلاله، وسما مقامه: { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً}، (سورة الإنسان 76؛ الآية 8)، ولما ورد عن رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم: (استوصوا بالأسارى خيراً)، رواه الطبراني وإسناده حسن. ولقوله في أسرى بني قريظة: (لا تجمعوا عليهم حرّ هذا اليوم وحرّ السلاح)،) فتح الباري 1/551) ، ولما صحّ من أمر رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، لأصحابه حتى كانوا يقدّمون الأسرى على أنفسهم عند الغداء (تفسير ابن كثير 4/454)، وللحديث في صحيح الإمام مسلم، والذي سيأتي قريباً.

ب?- استحباب إطلاق سراحهم، إما منّاً بدون مقابل، أو بمقابل مبادلتهم بأسرى المسلمين، أو بفدية من المال أو العمل، كما فادى رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، بعض أسرى بدر بتعليمهم جماعة من المسلمين الكتابة (زاد المعاد 5/65)، وكلّ هذه الحالات فعلها رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، أو أقرّها كما ثبت في الصحيحين وفي كتب السيرة. وهي مستندة إلى قوله تعالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ}، (سورة محمّد 47؛ الآية 4). والصحيح أنّ هذه الآية الكريمة محكمة، وليست منسوخة، كما هو قول جمهور العلماء، ومنهم الطبري في تفسيره (27/26)، والقرطبي في تفسيره (16/228)، حيث قال أنّ هذا هو رأي ابن عبّاس وابن عمر والحسن وعطاء، وهو مذهب مالك والشافعي والثوري والأوزاعي وأبي عبيد وغيرهم.

ج- أما قتل الأسير، فحكمه الإباحة، لفعل رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، ذلك مع بعض الأسرى. وقد ثبت ذلك بنص القرآن آنف الذكر: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ}، (سورة محمّد 47؛ الآية 4)، وهو ثابت أيضاً بالتواتر في روايات صحاح وحسان يفيد مجموعها القطع واليقين.

وعندما استأسر أمية بن خلف وولده لعبد الرحمن بن عوف رآه بلال فقال: (رأس الكفر أمية بن خلف: لا نجوت إن نجا!!)، فقال عبد الرحمن بن عوف: (أي بلال أبأسيري؟!)، فقال بلال: (لا نجوت إن نجا!!)، فقال عبد الرحمن بن عوف: (أتسمع يابن السوداء!)، فقال بلال: (لا نجوت إن نجا!!)، ثم صرخ بلال بأعلى صوته: (يا أنصار الله: رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا!!). قال عبد الرحمن بن عوف: (فأحاطوا بنا حتى جعلونا في مثل المسكة، وأنا أذب عنه ... فأخلف رجل السيف فضرب رجل ابنه فوقع، وصاح أمية صيحة ما سمعت مثلها قط ... فقلت انج بنفسك ولا نجاء بك، فوالله ما أغني عنك شيئا ... فهبروهما بأسيافهم حتى فرغوا منهما). فكان عبد الرحمن يقول: (يرحم الله بلالاً: ذهبت أدراعي، وفجعني بأسيري!). هذا باختصار، والخبر بطوله في (السيرة النبوية ج: 3 ص: 180) حيث يقول الإمام محمد بن اسحاق: (حدثني عبد الواحد بن أبي عون عن سعد بن ابراهيم (عن أبيه) عن عبد الرحمن بن عوف)، وهو إسناد صحيح. وهو أيضاً باختصار في صحيح الإمام البخاري، حيث قال: (حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني يوسف بن الماجشون عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده عبد الرحمن قاله). وقد بلغ هذا بلاشك نبي الله فلم ينكر أو يعاتب!

إلا أن التتبع لتلك الروايات يظهر أنه، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، إنما أنزل ذلك، في العادة، بأسرى مخصوصين كانوا قد ارتكبوا جرائم معينة، أو عرفوا بعدائهم الشديد للإسلام والمسلمين، فاستحقوا تلك المعاملة الغليظة. فقد كان أسرى بدر سبعيناً، ولم يقتل منهم إلاّ ثلاثة هم عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث وطعيمة بن عدي. وأبو عزّة الجحمي أطلق سراحه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، يوم بدر على أن لا يعود لقتال المسلمين، فنقض العهد وقاتلهم يوم أحد فلمّا أسر ثانية أمر النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، بقتله. وأسرى بني قريظة أمر النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، بقتل مقاتليهم جميعاً، لأنهم ارتكبوا جريمة الخيانة، ونقضوا العهود والمواثيق وهكذا، وهكذا.

والحق اليقيني، كما هو مقرر في علم (أصول الفقه)، أن أفعال النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، ليست على الوجوب، وإنما هي للائتساء: أنعم به من أسوة، وأكرم به من قدوة، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من الله.

لذلك أجاز، بحق، جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة وغيرهم للإمام قتل الأسير. ولكنّ بعضهم ربطه بالمصلحة وجوباً، وهو ربط غير منضبط، ولا هو بمستقيم لأنه إيجاب شريعة لم يأت بها نص صريح صحيح من كتاب أو سنة، وهذا لا يجوز.

وما كان خاتمة أنبياء الله، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من الله، المأمور بالبيان عن الله، والذي أوتي جوامع الكلم، ليعجزه أن يقول، مثلاً: (إنما قتلت هذا لكذا وكذا، ولولا ذلك لما حل لي قتله) أو (لا تقتلوا الأسير إلا لكذا وكذا)، أو كلاماً نحو هذا. وإذ لم يرد شئ من هذا، مع تكفل الله، جل جلاله، وتقدست أسماؤه بحفظ الذكر المنزل (والذكر المنزل هو القرآن والسنة)، علمنا أن ربط ذلك وجوباً بالمصلحة، على عدم انضباطه، أو تقييد ذلك بمجرد فعله، عليه وعلى آله الصلاة والسلام، خيال محض، وتحكم مجرد.

وزلت القدم ببعض العلماء فرأى عدم جواز قتل الأسير أصلاً، ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره (4/173) ، والألوسي في روح المعاني (26/40)، وهو قول الحسن وحماد بن أبي سليمان وعطاء ومجاهد وابن سيرين وابن عمر (تفسير الجصاص 5/269). وذكر ذلك ابن رشد في بداية المجتهد وقال: (حكى الحسن بن محمّد التميمي أنه إجماع الصحابة).

قلنا: دعوى الحسن بن محمّد التميمي أنه (إجماع الصحابة)، دعوى باطلة، فمعاذ الله أن يجمع الصحابة على مخالفة خاتمة أنبياء الله، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من الله . الإدعاء سهل رخيص، ولكن البرهان صعب عزيز؟! وكيف يكون هناك هذا الإجماع المزعوم، وقد قتل خالد بن الوليد أيام حروب الردة مالك بن نويرة في جماعة من الأسرى، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة ذلك لكونهم أسرى، وإنما دار جدل عنيف حول إسلام أولئك المقتولين لأن طائفة من جند خالد شهدوا بأنهم سمعوا الأذان قبل الغارة على قريتهم.

د- ولما كان القول الصحيح هو أن (الأصل في الأسير جواز قتله)، وإن كان ذلك خلاف الأولى. وكان كل من المن والفداء مباح، إجماعا،ً بلا شبهة: جاز بالضرورة التهديد بقتله لمجرّد الضغط على دولته، أو (طائفته الممتنعة)، لفعل أمر معيّن، أو للامتناع عن فعل أمر آخر، أو للحصول على فدية معينة. وليس هذا مخالف لنصّ الآية الكريمة، كما توهم البعض. وذلك لأن الأسير الذي لم يكن محارباً بمفرده، ولكن كان حربياً ذا ولاية معينة، وتابعية معينة، وكان يقاتل تحت راية معينة، أو كان منتمياً إلى (طائفة ممتنعة) معينة: يعامل معاملة أهل تلك الولاية بوصفهم يشكلون (طائفة ممتنعة) متكتلة، أي يشكلون حلفاً واحداً، ولهم (موالاة) واحدة، وانتماء واحد، وتابعية واحدة. ولا تقتصر مسؤوليته على الأفعال التي ارتكبها هو بذاته، بل هو مسؤول ومطالب بجريرة حلفائه، كما تأذن به نصوص الشرع، وتحتمه ضرورة الحس والعقل عند التأمل الدقيق في مفاهيم: (الحليف)، و(الطائفة الممتنعة)، و(المحاربة)، وغيرها.

ومن نصوص الشرع المبرهنة على هذا القواعد: (الحليف مؤاخذ بجريرة حليفه)؛ (وأهل الولاية الواحدة يعاملون معاملة موحدة)؛ ونحوها :

(1) معاملة النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لبني قريضة، تلك المعاملة الغليظة الشديدة: إذ قتل جميع من أنبت من رجالهم؛ مع أننا نعلم ضرورة أن نكث العهد إنما كان من رؤوسهم، وإنما سكت الباقون ولم يعترضوا: فلم ينج منهم إلا من اعترض بقوة، وغادر الحصن، أي انخلع من الولاية، ونبذ التابعية. وكارثة بني قريضة ثابتة في جملتها ثيوتاً يقينياً بنص القرآن، وروايات السنة والسيرة المتواترة. ولا زالت قلوب الصهاينة اليهود تنضح دماً وصديداً من تذكرها حتى يومنا هذا: زادهم الله غماً ومرضاً!

(2) ما جاء في (صحيح الإمام مسلم) بإسناد صحيح تقوم به الحجة، ويجب التدين به: (حدثني زهير بن حرب وعلي بن حجر السعدي واللفظ لزهير قالا حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين قال: (كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأسر أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رجلا من بني عقيل وأصابوا معه العضباء فأتى عليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو في الوثاق قال: ( يا محمد!)، فأتاه، فقال: (ما شأنك؟!)، فقال: (بم أخذتني، وبم أخذت سابقة الحاج؟!)، فقال، إعظاما لذلك: (أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف)، ثم انصرف عنه، فناداه، فقال: (يا محمد، يا محمد!)، وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رحيما رقيقا، فرجع إليه، فقال: (ما شأنك؟!)، قال: (إني مسلم!)، قال: (لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح!)، ثم انصرف، فناداه فقال: (يا محمد، يا محمد!)، فأتاه فقال: (ما شأنك؟!)، قال: (إني جائع فأطعمني، وظمآن فأسقني!)، قال: (هذه حاجتك!). ففدي بالرجلين، ... إلخ، الحديث بطوله). وهو عند الإمام مسلم من طرق صحاح أخرى، وهو في كل من: مسند الإمام أحمد بن حنبل، وسنن أبي داود، والمنتقى من السنن المسندة، وصحيح ابن حبان، وسنن الدارمي ، والسنن الكبرى للإمام النسائي، وشرح معاني الآثار للإمام الطحاوي، من عدة طرق، وسنن البيهقي الكبرى من طرق، والمعجم الكبير من عدة طرق أيضاً. وقد أخرجه أيضاً الإمام الشافعي في (الأم ج: 2 ص: 255) مختصراً. وقد جاء في بعض الطرق زيادة: (فأمر له بطعام) كذلك بإسناد صحيح تقوم به الحجة، ويجب التدين به.

ولا يجوز أن يقال أن العرف الدولي العالمي قد استقر الآن على عدم قتل الأسير كما تنص عليه اتفاقية جنيف مثلاً، لا يجوز أن يعترض بهذا لأسباب من أهمها:

أولاً: أن هذا هو عرف الدول الغربية الكافرة التي تقود وتهيمن على ما يسمى بـ(منظمة الأمم المتحدة) الكافرة الظالمة، التي حاصرت العراق ذلك الحصار المهلك المدمر لإبادة أهله، وشاركت في العدوان الإجرامي على أفغانستان. وهذه الأمم الغربية، تعتنق الحضارة الليبرالية الرأسمالية. وميثاق صنيعتها (منظمة الأمم المتحدة) يقوم على تلك الحضارة الغربية الكافرة، كما يتضمن نصوصاً مناقضة للإسلام كل المناقضة. وهم معروفون بعدائهم واحتقارهم للإسلام والمسلمين، كما أشبعناه بحثاً في غير هذا الموضع. فكيف يوصف عرفهم بأنه (عالمي)، وقد خرج منه المسلمون، وهم أكثر من ربع البشرية؟! وهم كذلك ينظرون باستخاف واحتقار للحضارات البوذية والكونفوشية والصينية والأفريقية، فأين العالمية إذاً؟!

ثانياً: أن المسلمين ليسوا طرفاً في معاهدات جنيف لأن من صادق عليها من حكام المسلمين لا يمثل المسلمين أصلاً لحكمه بالكفر. والحاكم بالكفر مستحق للقب (الكافر) بنص القرآن، وإجماع الصحابة، بغض النظر عن نوع كفره. فليس هو إذاً (منا)، وليست ذمته ذمتنا، ولا عهده عهدنا، ولا أمانه أماننا، ولا حربه حربنا، ولا سلمه سلمنا: حتى يلج الجمل في سم الخياط!

ثالثاُ: إن معاهدات جنيف، على التسليم بالفرضية الباطلة أنها انعقدت صحيحة ملزمة، قد أصبحت غير ذات موضوع لأن الولايات المتحدة الأمريكية قد خرقتها، وصرحت جهاراً بنبذها، وتصرفت بما يناقضها في أفغانستان، والعراق، وجوانتانامو، وأبو غريب، ودييجو جارثيا، وقلعة خانجي، وغيره. فلا تستحق الولايات المتحدة الأمريكية أن تعامل أصلاً على أساس معاهدات جنيف، وكذلك حلفاؤها، بغض النظر عن خرقهم من عدمه، لأن الحليف يؤخذ بجريرة حليفه!

يا أبطال الإسلام:

بعد أن ناشدت والدة الأسير البريطاني كينيث بيجلي إظهار الرحمة وإعادته حيا إليها، كما وجهت زوجته نداء لإنقاذ حياته يوم الخميس الفائت، وقالت بيانها الذي تلته على الصحفيين، وهي تبكي: (أطلب رحمتكم الان وأتوسل اليكم ان تفرجوا عنه).

وبعد مناشدة ابنه كريج كينيث بيجلي الذي تلى بياناً بالنيابة عن أسرته قال فيه: (أظهروا الرحمة، التي نعلم أنكم قادرون عليها، أطلقوا سراح كين ليعود إلى زوجته وأسرته).

وبعد أن قام الأسير البريطاني نفسه، وعائلته، باستعطاف ورجاء الحكومة البريطانية لتخليصه من الأسر، ولكن رد الحكومة البريطانية كان خذلاناً لهم في صورة مزرية من التنصل من المسؤولية الأخلاقية. تلك المسؤولية الأخلاقية التي لم تمتلكها الحكومة البريطانية قط، كما ظهر جلياً بتورطها في هذه الحروب الإجرامية على الإسلام والمسلمين: من مص الدماء في الهند، فاحتلال مصر، والعمل على هدم الخلافة، مروراً بزرع الكيان السرطاني الصهيوني الخبيث في فلسطين، إلى حربها على (الإرهاب) المزعوم، وتورطها في في العدوان على أفغانستان المجاهدة، والعراق المسلم، و احتلالهما مؤخراً.

وبعد أن ظهر بجلاء أن الولايات المتحدة الأمريكية التي صدرت عنها، وعن عميلها علاوي، أول الأمر تصريحات متناقضة، سرعان ما كشرت عن أنيابها بعد إنفاذ حكم الله في الأمريكيين الإثنين، فأعلنت عن إصرارها على الاستمرار في اعتقال النساء، كأنها تقول بتلميح في وضوح التصريح: (اقتلوا هذا البريطاني أيضاً)، غير مبالية ببريطانيا، التي ظهر بذلك أنها مجرد ذنب، وليس حليفاً في مرتبة المثل أو الصديق. فتأكد ذل الحكومة البريطانية، برئاسة مجرم الحرب توني بلير، ولاح لكل ذي عينين عجزها، وانها لا تملك قرارها، وإنما هي تابعة للإدارة الأمريكية، وبمثابة (جرو في حجر أمريكا) كما قال النائب البريطاني جورج جالاوي، وأنها ورطت شعبها في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.

بعد ذلك كله أصبح من المعقول والمستحسن، إما: المن عليه بإطلاق سراحه من غير عوض، أو مبادلته مع أسرى موجودين بالفعل في اليد البريطانية. وفي ذلك مصالح جمة، منها:

(1) تأكيد ما سبق ذكره من ذلة الحكومة البريطانية، وعدم مبالة (الحليف) الأمريكي بها. وقد كثر كلام الصحفيين والسياسيين عن هذا، ونقدهم له؛

(2) إيغار صدور أفراد الشعب البريطاني على حكومتهم، وتقوية التيار المعارض للحرب في بريطانيا، وهو تيار قوي أصبح يمثل أكثر من ثلثي المواطنين؛

(3) تشجيع مجموعة السياسيين والمفكرين الذين يسعون الآن إلى اخضاع مجرم الحرب توني بلير للمحاكمة العامة (Impeachment) لكذبه على الشعب، وتوريطه في الحرب؛

(4) فضح وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلنكيت، أعمى البصر والبصيرة، وتقوية الضغوط عليه للإفراج عن المعتقلين بدون تهمة أو محاكمة بموجب (قانون مكافحة الإرهاب) المشؤوم. ونبشركم أن السخرية به آخذت في التزايد، وأصوات الناقدين له مستمرة في التصاعد!

(5) وأهم تلك المصالح وأعظمها: عزل أمريكا وإحباط أملها في أن ترى (بيجلي) مقطوع الرقبة كما فعل بصاحبيها الإثنين، وغيرهما من قبل. وقد بدأ عملاؤها بالفعل حملة إعلامية تحذر من (انشقاق الصف الأطلسي)، وتحذر من الرضوخ لـ(الإرهابيين)؛

نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على الحق، وان يصلح القصد والنية، وأن يلهمنا السداد والرشد،،،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،



لندن، السبت 11 من شعبان المعظم 1425 هـ، الموافق 25 سبتمبر 2004 م

http://www.tajdeed.net (http://www.tajdeed.net/)

http://69.57.139.177/mailitems/Call...cy_from_PIR.pdf (http://69.57.139.177/mailitems/Call_for_Mercy_from_PIR.pdf)