عرين المجاهد
08-10-2004, 12:04 AM
تركي بن فهيد المطيري ..
أسامة النجدي في أفغانستان .. و مروان .. وفواز بن محمد النشمي في جزيرة العرب ...
رحمك الله يا تركي .. رحلت ولما يزل في القلب شوقٌ لمجلسك .. رحلت ومازالت الأوراق التي كتبتَها عن إخوانك الشهداء في يديّ ، أطالع فيها .. وأتأمل .. ها أنت قد امتطيت راحلة في تلك القافلة .. سنكتب عنك الآن بعد أن كتبتَ عن إخوانك السابقين ...
جلستُ ذات ليلة وقد رقد السمّار وبقيتُ أحرسهم ، وكانت نسمات الفجر الندية تدور في الفناء ، وإذا بتركي يقترب ثم يسلم ويجلس ، تأملتُ في وجهه ، وقلتُ في نفسي : هذا مجاهد صنديد ولا شك ، قسمات وجهه تحكي معاركاً وأهوالاً يشيب لها الرضيع ، فهلم لأتزود من حديثه ...
كان للتو حينها خارجاً من مواجهة حي الفيحاء في الرياض ، وقد أبلى فيها بلاءً حسناً ، يشهد له بذلك وجهه الذي امتلأ بجروح صغيرة ناتجة عن الشظايا المتطايرة في أرض المعركة ..
- حدثني عن حياتك يا فواز ...
قال : كنت لا أعرف عن الجهاد شيئاً ، ولم أسمع من قبل بشيء اسمه عمليات استشهادية ، وكان والدي دائم الإلحاح علي ، يقول لي : تركي ، لماذا لا تذهب لزيارة أقاربك في الكويت ؟ وكنتُ أتعلل وأتشاغل عن ذلك ، وفي يومٍ أراد الله بي فيه خيراً سمعتُ من أحد الإخوة عن الجهاد والإعداد ، وكان ذلك قبل غزوات نيويورك وواشنطن بحوالي سنة أو أقل أو أكثر ، فاستغربت وسألته : عم تتحدث ؟ فانطلق يشرح لي ويبيّن ، ويوضّح ويرشد ، وما إن قام من مجلسه حتى بدأت أفكر بالجهاد .
في الأيام التالية وبعد قراءتي واستفساري عن الجهاد وطريق الإعداد بدأت أفكر جدياً بالنفير إلى أرض العزة والفخار ، ولكني لم أكن أعرف أحداً يوصلني إلى هناك ، فاتصلت على ذلك الأخ الذي حدثني ، وأخبرته برغبتي في الذهاب ، ولم يكن لدي جواز فاستخرجت واحداً ، وذهبت مع ذلك الأخ إلى المدينة النبوية لكي نقابل أحد الإخوة الذين يساهمون في تجهيز الراغبين في النفير.
قابلنا الأخ ، وحدثت بعض الصعوبات في البداية ، وتم وضع اسمي على قائمة الممنوعين من السفر ، ولكن الأخ - جزاه الله خيراً - شحذ من همتي ، وقال لي : امض على بركة الله ، فإن ردوك فلكل حادثٍ حديث.
وبالفعل انطلقت حتى وصلت الحدود ، وفيها كان قلبي يرتجف ويدعو الله عز وجل بتيسير أمري ، ويسّر الله عز وجل ، وأعماهم عني ، ونفذت من الحدود تاركاً أرض الذكريات إلى أرض الأمنيات .
لما وصلت باكستان ، مكثت قليلاً ثم دخلت أفغانستان ، وفي قندهار وفي إحدى المضافات استقبلنا الإخوة هناك ، وكنا أربعةً تقريباً ، فاستقبلونا بحفاوة بالغة ، وكنت أثناء الاستراحة أقرأ لوحات حائطية على الجدران عن العمليات الاستشهادية ، وعن فضلها وأدلتها ، وعن نماذج من العمليات الاستشهادية الناجحة ، فطار قلبي شوقاً إليها ، وقلت في نفسي : سأطلب من المجاهدين عملية استشهادية ، وحالاً !!
وبعد قليل حضر الأخ المجاهد : الزبير الحائلي حفظه الله ، ومعه ( دلة ) وتمر !! فاستغربنا ، قهوة وتمرات في قندهار ، وسررنا كثيراً وارتحنا ونمنا تلك الليلة .
وفي غدٍ قال لنا الزبير : سيأتينا اليوم ضيوف ، وماهي إلا لحظات وإذا ببعض الملثمين يدخلون ويفتشون المكان ثم يتكلمون في المخابرة مع إخوانٍ لهم ويشعرونهم بأمن المكان ، وبعد قليل دلفت سيارة إلى المكان ، وترجل منها رجل فارع الطول عليه عمامة بيضاء ، وألقى التحية ( سلام ياعرب ) !! .
كنت وإخوتي الأربعة الذين قدموا معي - وأحدهم من الشام - متحلقين في جلسة ، أمعنت النظر جيداً في ذلك القادم ولم أكد أصدق عيني ، الشيخ أبو عبد الله بنفسه !!
فرحنا كثيراً وسلمنا على الشيخ وكان ذلك قبل غزوات أمريكا بستة أشهر تقريباً ، وأصر الشيخ على عمل وليمة لنا في ذلك اليوم ، ونحن على الوليمة كان الأخ الشامي يقول : والله يا شيخ أنا كنت أنظر في صورك على الإنترنت وما كنت أتوقع أني أقابلك في يوم من الأيام ، والشيخ يبتسم ابتسامته الهادئة ويقول في تواضعٍ كبير من رجلٍ كبير : نحن لا نستحق هذا ، نحن إخوة في الله ، ولما أراد الشيخ الانصراف ذلك اليوم ، تذكرتُ طلبي الخطير !! فقلت للشيخ : يا شيخ ، أريدك على انفراد ، فتبسم الشيخ وكأنه يعلم بطلبي - والذي علمتُ فيما بعد أن أغلب الشباب الجدد قد طلبوه مثلي - ..
وقال : أبشر ، ودخلت وإياه في غرفة ، وقلت له : أريد أن أبايعك يا شيخ ، فقال : على ماذا ؟ فقلتُ : على عملية استشهادية ، فتبسم الشيخ وقال : أبشر ، إن شاء الله ، أنت الآن تذهب مع إخوتك وتأخذون الدورات ثم أبشر بما يسرك .
فرحتُ كثيراً ، وبدأت في دورة ( التأسيسي ) في معسكر الفاروق العتيد ، وفي أحد الأيام زارنا الشيخ ومعه ضيوف ( الشيخ سليمان بو غيث ومن معه ) فعمل الشباب له استقبالاً حافلاً ، وكان ممن أتى من القادة : أبو هاجر[1] (http://www.montada.com/newthread.php?do=newthread&f=130#_ftn1) وكان فوق سطح المسجد ويرمي أثناء الاستقبال بعروس المعركة : البيكا ، وألقى الشيخ بو غيث حفظه الله كلمة حماسية رائعة ، فقال له الشباب : اتق الله ولا تعد إلى بلادك وابق معنا ، فقد أثلجت صدورنا بكلامك ، فقال : ما أتيتُ هنا لكي أعود ، فضج المكان بالتكبير .
وبعد انتهائي من التأسيسي لم أستطيع مقابلة الشيخ فأخذت دورة تصنيع المتفجرات ، ثم تتابعت الدورات ( وقد أخذ الأخ تركي رحمه الله الكثير من الدورات الخاصة كما يخبرني أحد الإخوة ) وفي يوم من الأيام وفي أحد المعسكرات ، زارنا الشيخ أسامة حفظه الله ، وكنت مع رهطٍ من الإخوة لا نتجاوز العشرة ، فصعدنا تبة وأخذنا نطبخ عشاءنا فوقها ونتسامر مع الشيخ ، وبعد العشاء أخذ الشيخ مذياعه وذهب يستمع الأخبار ، وما هي إلا لحظات وإذا بالرصاص يزغرد ، فانطلقنا مسرعين ووجدنا الشيخ يكبر ويهلل ويرمي فرحاً بخبر عملية استشهادية في فلسطين ، ولما أراد الشيخ المغادرة ذكرته بالوعد الذي وعدني إياه - وكان الإخوة منفذو غزوات أمريكا قد خرج معظمهم قبل فترة - فقال لي الشيخ : هل أوراقك جاهزة ؟ فقلت له : نعم ، فقال : خذ دورة التنفيذ لكي تلتحق بإخوانك الذين سيضربون أمريكا ، فأخذت دورة التنفيذ في معسكر المطار ( معسكر أبو عبيدة البنشيري رحمه الله ، والذي تعقد فيه الدورات الخاصة ، وكان يدرب فيه من القادة : أبو هاجر ، وحمزة الزبير ، وقائد المعسكر : سيف العدل ) .
بعد ذلك لم تكد الدنيا تسعني من الفرحة بهذه العملية التي وعدني بها الشيخ ، وقبل انتهاء دورتي حدث ما يستوجب أن يعجّل الإخوة بعمليتهم في أمريكا ، وحدثت العملية الهائلة المباركة ، وفرحت كثيراً وحزنتُ كثيراً .
ثم أتت الأخبار باستعداد طاغوت العصر أمريكا لضرب أفغانستان ، واحتدمت الاستعدادت لرد هذا الهجوم ، وتحمّس الشباب كثيراً وقرروا أن يستعينوا بالله جاعلين هذه الأرض مقبرةً للغزاة ، وبدأ الغزو ، وشاركتُ في المعارك التي دارت ولله الحمد ، وقابلت في تلك المعارك الكثير من الأسود كحيدرة الجداوي ( طلال عنبري تقبله الله ) وكأبي هاجر النجدي ( القائد : عبد العزيز المقرن ) وكأبي عبد الله المكي ( علي المعبدي تقبله الله ) وغيرهم من الإخوة الذين شرّفني الله بالقتال معهم ، وكان أمير العرب وقتها في قندهار : سيف العدل .
حصلت بعض الخيانات في صفوف الأفغان ، وقرر الطلبة الانسحاب ، واحتدم النقاش بيننا وبينهم ، وكُنَّا مصممين على الدفاع عن قندهار وصد العدو عنها ، وقد نجحنا في ذلك كثيراً ، ولكن أتى الأمر بالانسحاب ، فنزلنا وقررنا العمل وضرب قواعد العدو الخلفية في أرض محمد e ، ولما وصلت الجزيرة لم أكن مرتبطاً بأبي هاجر والإخوة ، فقد انقطع الاتصال بيني وبينهم ، فعزمت على تحقيق حلمي القديم بعملية استشهادية .
كان معي أخوان أو ثلاثة ، وترصدنا على هدف كبير جداً ، وقررنا أن نعمل عليه ، وأثناء عملنا في هذا المشروع انقطع أحد الإخوة الذين كانوا معنا ، ورجع إلينا بعد أسبوع مهللاً وهو يقول : أبشركم ، لقد وجدت الإخوان مع أبي هاجر ، وبالفعل قابلتُ أبا هاجر والتحقت بمجموعات المجاهدين .
كان تركي المطيري رحمه الله مِنْ أوائل مَنْ عمل في الجزيرة ، وعند مقتله كان قد تجاوز السنتين وهو يعمل ، وقد حدثت له في أرض الجزيرة الكثير من البطولات والمواقف ، منها ما حدثني هو به قائلاً : كان أهلي قد عزموا على تزويجي فور عودتي من أفغانستان ، وخطبوا لي فتاةً صالحة ، وكنا قد وجدنا طريقاً للالتحاق بالإخوة ، وفي نفس الليلة التي كان عقد قراني فيها خرجتُ من البيت ولم أعد إليه حتى الآن .
وكان رحمه الله حريصاً على العلوم العسكرية ، ويسر الله له أخذ دورة التنفيذ مرة أخرى في جزيرة العرب ، وأيضاً دورة المهارات الميدانية عند أبي هاجر ، وقد نال إعجاب الإخوان وأعجب به أبو هاجر وكان ممن يعتمد عليهم بعد الله عز وجل ، وأيضاً الشهيد أبو أيوب فيصل الدخيّل ، وكان رحمه الله يدرب الإخوة في الأمور التي فتح الله عليه فيها ، وكان قبل استشهاده يدرب الإخوة على المهارات الميدانية ، ويسر الله له آخر حياته أخذ دورة الإلكترونيات .
كان رحمه الله في فترة من الزمان المرافق الشخصي لأبي هاجر فترة طويلة ، ويحدثني أنه سافر معه كثيراً في بدايات العمل إلى جميع مناطق الجزيرة ، وقد كانت له علاقة متينة بالهزبر المدني فهد الصاعدي رحمه الله .
كان يتلهف للقيام بعمليات تثخن في أعداء الله ، وقد شارك رحمه الله في معركة استراحة الأمانة ، وأبلى فيها بلاءً حسناً ، وكان ممن خرج في المقدمة ، وأما مداهمة العيد فكان ممن خرج في البداية ويسر الله له قتل أحد عساكر الطاغوت ، وفي أحد الأيام كان يتسوق من إحدى المكتبات بحي النسيم بالرياض فعلم الطواغيت مكانه ونصبوا له كميناً من ثلاثة أطواق ، ويقول تركي : إن عدد الدوريات كان حوالي 20 دورية فركب السيارة هو وأخوه ويسر الله لهم الخروج من الطوق الأول ثم الثاني ، وقد أطلق كلاب أمريكا على الإخوة النارَ بكثافة ، ولكنه الله يسر لهم الخروج بدون أي إصابات ، ثم مرت الأيام فعلم هو وبعض الإخوة أن كلاب الطواغيت في بيت أخيهم خالد الفراج - فك الله أسره - فانطلقوا إلى البيت واشتبكوا معهم ، ويسر الله لأخينا تركي قتل اثنين من كلاب آل سلول ، ثم مرت الأيام وهو يبحث عن الشهادة ثم أتت مداهمة الفيحاء فأبلى بلاءً حسنً فقاتل مع إخوانه وأثخنوا في العدو
وقد حصلت له مطاردة هو وأحد الإخوة في حي النسيم بالرياض في العام الماضي ، كما شارك رحمه الله في صد جنود الطواغيت يوم مداهمة حي الفيحاء بالرياض والتي قتل فيها الأخ أبو مالك خالد السبيت تقبله الله.
ولكن مشاركاته السابقة كلها تضاءلت بجانب تلك الغزوة العظيمة التي كلّفه القائد العام للمجاهدين في جزيرة العرب البطل الشهيد بإذن الله أبو هاجر بقيادتها ، ألا وهي غزوة سرية القدس ، فقد كان تركي بن فهيد رحمه الله قائد ذلك الجيش الذي لم يزد عدد أفراده عن أربعة ، ولكنهم كما قيل فيهم ...
سائلِ الدمام واستفتِ الخُبرْ
عن سرايا القدس ، جيشٌ لجبٌ
واستمع منها تفاصيل الخَبَرْ
كله أربعةٌ ، ماهم بشر !!
وفتح الله على الإخوة بفتح عظيم في هذه الغزاة ، ثم لما عاد الأبطال إلى إخوانهم ، شارك تركي رحمه الله أيضاً في الكمين الذي أعدته سرية الفلوجة للعسكريين الأمريكان على طريق الخرج .
وأذكر أنني قبل عملية الخبر بأيام زرتُ المجموعة التي كان الأخ تركي رحمه الله فيها ، وكان كثير الصمت وقتها ، متحزناً على فوات الشهادة في العمليات أو المواجهات التي شارك فيها ، وكنت أسأله : مابالك هكذا ؟ لا تشارك الإخوة في جلساتهم ؟ فقال لي : يا أخي لي سنتان الآن وأنا أطلب الشهادة ، وأتمنى اللحاق بإخواني الذين سبقوني ، فقلت له خيراً ، ثم لما رجعتُ إلى مجموعتي أتانا خبر سرية القدس فتعجبت وغلب على ظني أن الله سيحقق له أمنيته ، ولكن لكل أجلٍ كتاب .
وكان قد أخبرني رحمه الله أنه عندما نزل من أفغانستان ( أثناء وجود في باكستان ) رأى الشيخ أسامة في المنام ، وذكّره بوعده له بالعملية الاستشهادية ، فقال الشيخ : أبشر ، ما اسمك ؟ فقال له : فلان بن فلان ، فكتب الشيخ اسمه في ورقة صغيرة وأدخلها في جيبه ، فعُبِّرت له والله أعلم بالشهادة .
كان رحمه الله ودوداً بشوشاً متواضعاً ، خفيفاً على النفس كريم السجايا ، وإنني والله أتعجب فالمرء إذا أراد أن يكتب عن إخوانه الشهداء يكاد يضع نفس العبارات عن كل أخ ، لأن جميع هؤلاء العظماء - وأتكلم عمن عرفتُ منهم - يتمتعون بأخلاق عالية جداً ، ولعل من حضر بعض الجبهات يعرف هذا عن الشهداء نحسبهم والله حسيبهم ، وحسبنا من ذلك كلمة الشيخ الإمام عبد الله عزام عنهم حينما قال أنه يجمعهم سلامة الصدر على المسلمين ، وهذه نصيحة وتذكير إلى نفسي الغافلة ، وإلى إخوتي : الله الله في حسن الخلق .
كان تركي رحمه الله قد انتقل إلى مجموعة أخرى غير المجموعة التي مع أبي هاجر ، ولكنه في آخر الأيام انتقل إلى مجموعة أبي هاجر ، ولم يكن هو من يخرج معه في آخر أيامهما رحمهما الله فقد كان مشغولاً بتدريب إخوانه ، ولكن الله سبحانه وتعالى إذا أراد أمراً قضاه ، فخرج ذلك اليوم مع الإخوة ، وقدر الله عليهم ما قدر ، والحمد لله الذي أظهر للعالم إشراقة وجوههم . وكانت رؤاه عجيبةً جداً ، وأذكر منها أنه يقول : رأيت في المنام أمي تقول : استعد ستقتل غداً ، ورأى أيضاً عبد الإله العتيبي ومساعد السبيعي - تقبلهما الله - يقدمانه للصلاة بهم ، وبعد استشهاده وفي نفس الليلة التي قُتل فيها رأيته في المنام هو وأبو هاجر يدخلون علينا في البيت وهم يبتسمون ويضحكون وجلسنا وقلت لهم : ما قتلتم ؟ قالوا : لا ، قلت : طيب ، هل أنتم بخير ؟ قالوا : نحن بخير ونعمة .
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبلهم في الشهداء ، ونسأله أن يلحقنا بهم غير خزايا ولا مفتونين ولا مبدلين إنه سميع مجيب قريب.
رسالة من المجاهد تركي المطيري رحمه الله
إلى الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله
قبل عملية الخبر بيوم أرسل المجاهد تركي المطيري هذه الرسالة إلى أبي هاجر كي يوصلها للشيخ أسامة بن لادن حفظه الله تعالى وقد أذن بنشرها في مجلة صوت الجهاد وهاهو نص الرسالة :
إلى القائد الشيخ المجاهد أبي عبد الله أسامة بن محمد بن لادن حفظه الله
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ، أما بعد :-
أسأل الله عز وجل أن تصلك رسالتي هذه وأنت بخير وصحة وعافية من الله عز وجل ، وأسأله سبحانه أن يُقر عينك وأعين جميع إخواني المؤمنين المجاهدين بنصر عاجل للإسلام والمسلمين على اليهود والصليبيين والحكام المرتدين إن ربي على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
وأني أحثك في ثنايا هذه الرسالة على المضي قدماً في تحريض المسلمين وتجييشهم لمجابهة أعداء الدين في بلاد الحرمين والعراق وغيرها من ثغور المسلمين وأحثك فيها على الصبر و الاحتساب وعلى اليقين الجازم بأن نصر الله عز وجل قادم لا محالة وبأن ما أصابنا من ابتلاءات عظيمة من سقوط إمارة الإسلام في أفغانستان وقتل كوادرنا و أسرهم ومطاردتنا في كل شبر على الأرض وتحزب العالم بأسره علينا وأعظم من ذلك كله خذلان المسلمين لنا ، كل ذلك تمحيص وامتحان من الله عز وجل لنا ليعلم الله الذين صدقوا ويعلم الكاذبين ولنا في رسول الله e وأصحابه أسوة حسنة فقد أوذي عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام في الله أيما إيذاء ولبثوا في مكة ثلاث عشرة سنة منها ثلاث سنين محاصرين في شعب أبي طالب فلم يردهم ذلك عن دينهم طرفة عين ثم في المدينة من تحزب الأحزاب عليهم ولقد رمتهم العرب قاطبة عن قوس واحدة فلم يردهم ذلك عن دينهم طرفة عين وأوذي عليه الصلاة والسلام في عرضه وكسرت رباعيته وشج رأسه بأبي هو وأمي فلم يردهم ذلك عن دينهم طرفة عين حتى جاء النصر وظهر أمر الله عز وجل والله لا يضيع أجر العاملين يقول الله عز وجل في كتابه الكريم : ) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ( وأقول لك يا أبا عبد الله :
جزاك الله عني وعن إخواني خير الجزاء فقد حرضتنا على الكفر بالطواغيت وأنظمتهم وعلى بذل نفوسنا في سبيل الله عز وجل وأني أخبرك أن البيعة التي بايعتك عليها في مضافة النبراس في قندهار قبل سبتمبر بأربعة أشهر قد نفذت ولقد طلبتني عندما كنت في الجبل في معسكر الفاروق وتحديداً في دورة م.ط عرضت علي التحرك فوافقت ووجهتني لدورة التنفيذ كي ألحق بإخواني وحصلت الضربات المباركة فلم أستطع الوصول إليك وأرسلت لك ، لكن أظن أن الرسالة لم تصل ، وعندما سقطت دولة طالبان عدنا إلى جزيرة العرب والتقيت بالأخ أبي هاجر فجزاه الله خيراً فقد رتب للعمل وبذل قصارى جهده لجمع الكلمة وترتيب الصف وتحريض المسلمين على الانضمام لهذه القافلة وها أنا الآن أقبل على عملية استشهادية ومعي ثلاثة من أسود المسلمين وأسأل الله لنا النصر والتمكين وأن يمكننا من رقاب اليهود والنصارى والمرتدين وأن يجعل دماءنا وقوداً لهذه القافلة المباركة ، ومناراً لها على الطريق ، وأن يتقبل منا أعمالنا ويسكننا الدرجة المئة من درجات المجاهدين وأن يجعل إخراج المشركين من جزيرة العرب على أيدينا إنه ولي ذلك والقادر عليه وأطلب منك ومن إخواني المجاهدين أن تدعو لنا بالقبول وموعدنا معكم إن شاء الله عز وجل في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، ابنكم المجاهد:أسامة النجدي، تركي بن فهيد الشلاحي المطيري ،صباح الجمعة قبل 24 ساعة من التنفيذ.
-===========================
منقول
أسامة النجدي في أفغانستان .. و مروان .. وفواز بن محمد النشمي في جزيرة العرب ...
رحمك الله يا تركي .. رحلت ولما يزل في القلب شوقٌ لمجلسك .. رحلت ومازالت الأوراق التي كتبتَها عن إخوانك الشهداء في يديّ ، أطالع فيها .. وأتأمل .. ها أنت قد امتطيت راحلة في تلك القافلة .. سنكتب عنك الآن بعد أن كتبتَ عن إخوانك السابقين ...
جلستُ ذات ليلة وقد رقد السمّار وبقيتُ أحرسهم ، وكانت نسمات الفجر الندية تدور في الفناء ، وإذا بتركي يقترب ثم يسلم ويجلس ، تأملتُ في وجهه ، وقلتُ في نفسي : هذا مجاهد صنديد ولا شك ، قسمات وجهه تحكي معاركاً وأهوالاً يشيب لها الرضيع ، فهلم لأتزود من حديثه ...
كان للتو حينها خارجاً من مواجهة حي الفيحاء في الرياض ، وقد أبلى فيها بلاءً حسناً ، يشهد له بذلك وجهه الذي امتلأ بجروح صغيرة ناتجة عن الشظايا المتطايرة في أرض المعركة ..
- حدثني عن حياتك يا فواز ...
قال : كنت لا أعرف عن الجهاد شيئاً ، ولم أسمع من قبل بشيء اسمه عمليات استشهادية ، وكان والدي دائم الإلحاح علي ، يقول لي : تركي ، لماذا لا تذهب لزيارة أقاربك في الكويت ؟ وكنتُ أتعلل وأتشاغل عن ذلك ، وفي يومٍ أراد الله بي فيه خيراً سمعتُ من أحد الإخوة عن الجهاد والإعداد ، وكان ذلك قبل غزوات نيويورك وواشنطن بحوالي سنة أو أقل أو أكثر ، فاستغربت وسألته : عم تتحدث ؟ فانطلق يشرح لي ويبيّن ، ويوضّح ويرشد ، وما إن قام من مجلسه حتى بدأت أفكر بالجهاد .
في الأيام التالية وبعد قراءتي واستفساري عن الجهاد وطريق الإعداد بدأت أفكر جدياً بالنفير إلى أرض العزة والفخار ، ولكني لم أكن أعرف أحداً يوصلني إلى هناك ، فاتصلت على ذلك الأخ الذي حدثني ، وأخبرته برغبتي في الذهاب ، ولم يكن لدي جواز فاستخرجت واحداً ، وذهبت مع ذلك الأخ إلى المدينة النبوية لكي نقابل أحد الإخوة الذين يساهمون في تجهيز الراغبين في النفير.
قابلنا الأخ ، وحدثت بعض الصعوبات في البداية ، وتم وضع اسمي على قائمة الممنوعين من السفر ، ولكن الأخ - جزاه الله خيراً - شحذ من همتي ، وقال لي : امض على بركة الله ، فإن ردوك فلكل حادثٍ حديث.
وبالفعل انطلقت حتى وصلت الحدود ، وفيها كان قلبي يرتجف ويدعو الله عز وجل بتيسير أمري ، ويسّر الله عز وجل ، وأعماهم عني ، ونفذت من الحدود تاركاً أرض الذكريات إلى أرض الأمنيات .
لما وصلت باكستان ، مكثت قليلاً ثم دخلت أفغانستان ، وفي قندهار وفي إحدى المضافات استقبلنا الإخوة هناك ، وكنا أربعةً تقريباً ، فاستقبلونا بحفاوة بالغة ، وكنت أثناء الاستراحة أقرأ لوحات حائطية على الجدران عن العمليات الاستشهادية ، وعن فضلها وأدلتها ، وعن نماذج من العمليات الاستشهادية الناجحة ، فطار قلبي شوقاً إليها ، وقلت في نفسي : سأطلب من المجاهدين عملية استشهادية ، وحالاً !!
وبعد قليل حضر الأخ المجاهد : الزبير الحائلي حفظه الله ، ومعه ( دلة ) وتمر !! فاستغربنا ، قهوة وتمرات في قندهار ، وسررنا كثيراً وارتحنا ونمنا تلك الليلة .
وفي غدٍ قال لنا الزبير : سيأتينا اليوم ضيوف ، وماهي إلا لحظات وإذا ببعض الملثمين يدخلون ويفتشون المكان ثم يتكلمون في المخابرة مع إخوانٍ لهم ويشعرونهم بأمن المكان ، وبعد قليل دلفت سيارة إلى المكان ، وترجل منها رجل فارع الطول عليه عمامة بيضاء ، وألقى التحية ( سلام ياعرب ) !! .
كنت وإخوتي الأربعة الذين قدموا معي - وأحدهم من الشام - متحلقين في جلسة ، أمعنت النظر جيداً في ذلك القادم ولم أكد أصدق عيني ، الشيخ أبو عبد الله بنفسه !!
فرحنا كثيراً وسلمنا على الشيخ وكان ذلك قبل غزوات أمريكا بستة أشهر تقريباً ، وأصر الشيخ على عمل وليمة لنا في ذلك اليوم ، ونحن على الوليمة كان الأخ الشامي يقول : والله يا شيخ أنا كنت أنظر في صورك على الإنترنت وما كنت أتوقع أني أقابلك في يوم من الأيام ، والشيخ يبتسم ابتسامته الهادئة ويقول في تواضعٍ كبير من رجلٍ كبير : نحن لا نستحق هذا ، نحن إخوة في الله ، ولما أراد الشيخ الانصراف ذلك اليوم ، تذكرتُ طلبي الخطير !! فقلت للشيخ : يا شيخ ، أريدك على انفراد ، فتبسم الشيخ وكأنه يعلم بطلبي - والذي علمتُ فيما بعد أن أغلب الشباب الجدد قد طلبوه مثلي - ..
وقال : أبشر ، ودخلت وإياه في غرفة ، وقلت له : أريد أن أبايعك يا شيخ ، فقال : على ماذا ؟ فقلتُ : على عملية استشهادية ، فتبسم الشيخ وقال : أبشر ، إن شاء الله ، أنت الآن تذهب مع إخوتك وتأخذون الدورات ثم أبشر بما يسرك .
فرحتُ كثيراً ، وبدأت في دورة ( التأسيسي ) في معسكر الفاروق العتيد ، وفي أحد الأيام زارنا الشيخ ومعه ضيوف ( الشيخ سليمان بو غيث ومن معه ) فعمل الشباب له استقبالاً حافلاً ، وكان ممن أتى من القادة : أبو هاجر[1] (http://www.montada.com/newthread.php?do=newthread&f=130#_ftn1) وكان فوق سطح المسجد ويرمي أثناء الاستقبال بعروس المعركة : البيكا ، وألقى الشيخ بو غيث حفظه الله كلمة حماسية رائعة ، فقال له الشباب : اتق الله ولا تعد إلى بلادك وابق معنا ، فقد أثلجت صدورنا بكلامك ، فقال : ما أتيتُ هنا لكي أعود ، فضج المكان بالتكبير .
وبعد انتهائي من التأسيسي لم أستطيع مقابلة الشيخ فأخذت دورة تصنيع المتفجرات ، ثم تتابعت الدورات ( وقد أخذ الأخ تركي رحمه الله الكثير من الدورات الخاصة كما يخبرني أحد الإخوة ) وفي يوم من الأيام وفي أحد المعسكرات ، زارنا الشيخ أسامة حفظه الله ، وكنت مع رهطٍ من الإخوة لا نتجاوز العشرة ، فصعدنا تبة وأخذنا نطبخ عشاءنا فوقها ونتسامر مع الشيخ ، وبعد العشاء أخذ الشيخ مذياعه وذهب يستمع الأخبار ، وما هي إلا لحظات وإذا بالرصاص يزغرد ، فانطلقنا مسرعين ووجدنا الشيخ يكبر ويهلل ويرمي فرحاً بخبر عملية استشهادية في فلسطين ، ولما أراد الشيخ المغادرة ذكرته بالوعد الذي وعدني إياه - وكان الإخوة منفذو غزوات أمريكا قد خرج معظمهم قبل فترة - فقال لي الشيخ : هل أوراقك جاهزة ؟ فقلت له : نعم ، فقال : خذ دورة التنفيذ لكي تلتحق بإخوانك الذين سيضربون أمريكا ، فأخذت دورة التنفيذ في معسكر المطار ( معسكر أبو عبيدة البنشيري رحمه الله ، والذي تعقد فيه الدورات الخاصة ، وكان يدرب فيه من القادة : أبو هاجر ، وحمزة الزبير ، وقائد المعسكر : سيف العدل ) .
بعد ذلك لم تكد الدنيا تسعني من الفرحة بهذه العملية التي وعدني بها الشيخ ، وقبل انتهاء دورتي حدث ما يستوجب أن يعجّل الإخوة بعمليتهم في أمريكا ، وحدثت العملية الهائلة المباركة ، وفرحت كثيراً وحزنتُ كثيراً .
ثم أتت الأخبار باستعداد طاغوت العصر أمريكا لضرب أفغانستان ، واحتدمت الاستعدادت لرد هذا الهجوم ، وتحمّس الشباب كثيراً وقرروا أن يستعينوا بالله جاعلين هذه الأرض مقبرةً للغزاة ، وبدأ الغزو ، وشاركتُ في المعارك التي دارت ولله الحمد ، وقابلت في تلك المعارك الكثير من الأسود كحيدرة الجداوي ( طلال عنبري تقبله الله ) وكأبي هاجر النجدي ( القائد : عبد العزيز المقرن ) وكأبي عبد الله المكي ( علي المعبدي تقبله الله ) وغيرهم من الإخوة الذين شرّفني الله بالقتال معهم ، وكان أمير العرب وقتها في قندهار : سيف العدل .
حصلت بعض الخيانات في صفوف الأفغان ، وقرر الطلبة الانسحاب ، واحتدم النقاش بيننا وبينهم ، وكُنَّا مصممين على الدفاع عن قندهار وصد العدو عنها ، وقد نجحنا في ذلك كثيراً ، ولكن أتى الأمر بالانسحاب ، فنزلنا وقررنا العمل وضرب قواعد العدو الخلفية في أرض محمد e ، ولما وصلت الجزيرة لم أكن مرتبطاً بأبي هاجر والإخوة ، فقد انقطع الاتصال بيني وبينهم ، فعزمت على تحقيق حلمي القديم بعملية استشهادية .
كان معي أخوان أو ثلاثة ، وترصدنا على هدف كبير جداً ، وقررنا أن نعمل عليه ، وأثناء عملنا في هذا المشروع انقطع أحد الإخوة الذين كانوا معنا ، ورجع إلينا بعد أسبوع مهللاً وهو يقول : أبشركم ، لقد وجدت الإخوان مع أبي هاجر ، وبالفعل قابلتُ أبا هاجر والتحقت بمجموعات المجاهدين .
كان تركي المطيري رحمه الله مِنْ أوائل مَنْ عمل في الجزيرة ، وعند مقتله كان قد تجاوز السنتين وهو يعمل ، وقد حدثت له في أرض الجزيرة الكثير من البطولات والمواقف ، منها ما حدثني هو به قائلاً : كان أهلي قد عزموا على تزويجي فور عودتي من أفغانستان ، وخطبوا لي فتاةً صالحة ، وكنا قد وجدنا طريقاً للالتحاق بالإخوة ، وفي نفس الليلة التي كان عقد قراني فيها خرجتُ من البيت ولم أعد إليه حتى الآن .
وكان رحمه الله حريصاً على العلوم العسكرية ، ويسر الله له أخذ دورة التنفيذ مرة أخرى في جزيرة العرب ، وأيضاً دورة المهارات الميدانية عند أبي هاجر ، وقد نال إعجاب الإخوان وأعجب به أبو هاجر وكان ممن يعتمد عليهم بعد الله عز وجل ، وأيضاً الشهيد أبو أيوب فيصل الدخيّل ، وكان رحمه الله يدرب الإخوة في الأمور التي فتح الله عليه فيها ، وكان قبل استشهاده يدرب الإخوة على المهارات الميدانية ، ويسر الله له آخر حياته أخذ دورة الإلكترونيات .
كان رحمه الله في فترة من الزمان المرافق الشخصي لأبي هاجر فترة طويلة ، ويحدثني أنه سافر معه كثيراً في بدايات العمل إلى جميع مناطق الجزيرة ، وقد كانت له علاقة متينة بالهزبر المدني فهد الصاعدي رحمه الله .
كان يتلهف للقيام بعمليات تثخن في أعداء الله ، وقد شارك رحمه الله في معركة استراحة الأمانة ، وأبلى فيها بلاءً حسناً ، وكان ممن خرج في المقدمة ، وأما مداهمة العيد فكان ممن خرج في البداية ويسر الله له قتل أحد عساكر الطاغوت ، وفي أحد الأيام كان يتسوق من إحدى المكتبات بحي النسيم بالرياض فعلم الطواغيت مكانه ونصبوا له كميناً من ثلاثة أطواق ، ويقول تركي : إن عدد الدوريات كان حوالي 20 دورية فركب السيارة هو وأخوه ويسر الله لهم الخروج من الطوق الأول ثم الثاني ، وقد أطلق كلاب أمريكا على الإخوة النارَ بكثافة ، ولكنه الله يسر لهم الخروج بدون أي إصابات ، ثم مرت الأيام فعلم هو وبعض الإخوة أن كلاب الطواغيت في بيت أخيهم خالد الفراج - فك الله أسره - فانطلقوا إلى البيت واشتبكوا معهم ، ويسر الله لأخينا تركي قتل اثنين من كلاب آل سلول ، ثم مرت الأيام وهو يبحث عن الشهادة ثم أتت مداهمة الفيحاء فأبلى بلاءً حسنً فقاتل مع إخوانه وأثخنوا في العدو
وقد حصلت له مطاردة هو وأحد الإخوة في حي النسيم بالرياض في العام الماضي ، كما شارك رحمه الله في صد جنود الطواغيت يوم مداهمة حي الفيحاء بالرياض والتي قتل فيها الأخ أبو مالك خالد السبيت تقبله الله.
ولكن مشاركاته السابقة كلها تضاءلت بجانب تلك الغزوة العظيمة التي كلّفه القائد العام للمجاهدين في جزيرة العرب البطل الشهيد بإذن الله أبو هاجر بقيادتها ، ألا وهي غزوة سرية القدس ، فقد كان تركي بن فهيد رحمه الله قائد ذلك الجيش الذي لم يزد عدد أفراده عن أربعة ، ولكنهم كما قيل فيهم ...
سائلِ الدمام واستفتِ الخُبرْ
عن سرايا القدس ، جيشٌ لجبٌ
واستمع منها تفاصيل الخَبَرْ
كله أربعةٌ ، ماهم بشر !!
وفتح الله على الإخوة بفتح عظيم في هذه الغزاة ، ثم لما عاد الأبطال إلى إخوانهم ، شارك تركي رحمه الله أيضاً في الكمين الذي أعدته سرية الفلوجة للعسكريين الأمريكان على طريق الخرج .
وأذكر أنني قبل عملية الخبر بأيام زرتُ المجموعة التي كان الأخ تركي رحمه الله فيها ، وكان كثير الصمت وقتها ، متحزناً على فوات الشهادة في العمليات أو المواجهات التي شارك فيها ، وكنت أسأله : مابالك هكذا ؟ لا تشارك الإخوة في جلساتهم ؟ فقال لي : يا أخي لي سنتان الآن وأنا أطلب الشهادة ، وأتمنى اللحاق بإخواني الذين سبقوني ، فقلت له خيراً ، ثم لما رجعتُ إلى مجموعتي أتانا خبر سرية القدس فتعجبت وغلب على ظني أن الله سيحقق له أمنيته ، ولكن لكل أجلٍ كتاب .
وكان قد أخبرني رحمه الله أنه عندما نزل من أفغانستان ( أثناء وجود في باكستان ) رأى الشيخ أسامة في المنام ، وذكّره بوعده له بالعملية الاستشهادية ، فقال الشيخ : أبشر ، ما اسمك ؟ فقال له : فلان بن فلان ، فكتب الشيخ اسمه في ورقة صغيرة وأدخلها في جيبه ، فعُبِّرت له والله أعلم بالشهادة .
كان رحمه الله ودوداً بشوشاً متواضعاً ، خفيفاً على النفس كريم السجايا ، وإنني والله أتعجب فالمرء إذا أراد أن يكتب عن إخوانه الشهداء يكاد يضع نفس العبارات عن كل أخ ، لأن جميع هؤلاء العظماء - وأتكلم عمن عرفتُ منهم - يتمتعون بأخلاق عالية جداً ، ولعل من حضر بعض الجبهات يعرف هذا عن الشهداء نحسبهم والله حسيبهم ، وحسبنا من ذلك كلمة الشيخ الإمام عبد الله عزام عنهم حينما قال أنه يجمعهم سلامة الصدر على المسلمين ، وهذه نصيحة وتذكير إلى نفسي الغافلة ، وإلى إخوتي : الله الله في حسن الخلق .
كان تركي رحمه الله قد انتقل إلى مجموعة أخرى غير المجموعة التي مع أبي هاجر ، ولكنه في آخر الأيام انتقل إلى مجموعة أبي هاجر ، ولم يكن هو من يخرج معه في آخر أيامهما رحمهما الله فقد كان مشغولاً بتدريب إخوانه ، ولكن الله سبحانه وتعالى إذا أراد أمراً قضاه ، فخرج ذلك اليوم مع الإخوة ، وقدر الله عليهم ما قدر ، والحمد لله الذي أظهر للعالم إشراقة وجوههم . وكانت رؤاه عجيبةً جداً ، وأذكر منها أنه يقول : رأيت في المنام أمي تقول : استعد ستقتل غداً ، ورأى أيضاً عبد الإله العتيبي ومساعد السبيعي - تقبلهما الله - يقدمانه للصلاة بهم ، وبعد استشهاده وفي نفس الليلة التي قُتل فيها رأيته في المنام هو وأبو هاجر يدخلون علينا في البيت وهم يبتسمون ويضحكون وجلسنا وقلت لهم : ما قتلتم ؟ قالوا : لا ، قلت : طيب ، هل أنتم بخير ؟ قالوا : نحن بخير ونعمة .
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبلهم في الشهداء ، ونسأله أن يلحقنا بهم غير خزايا ولا مفتونين ولا مبدلين إنه سميع مجيب قريب.
رسالة من المجاهد تركي المطيري رحمه الله
إلى الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله
قبل عملية الخبر بيوم أرسل المجاهد تركي المطيري هذه الرسالة إلى أبي هاجر كي يوصلها للشيخ أسامة بن لادن حفظه الله تعالى وقد أذن بنشرها في مجلة صوت الجهاد وهاهو نص الرسالة :
إلى القائد الشيخ المجاهد أبي عبد الله أسامة بن محمد بن لادن حفظه الله
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ، أما بعد :-
أسأل الله عز وجل أن تصلك رسالتي هذه وأنت بخير وصحة وعافية من الله عز وجل ، وأسأله سبحانه أن يُقر عينك وأعين جميع إخواني المؤمنين المجاهدين بنصر عاجل للإسلام والمسلمين على اليهود والصليبيين والحكام المرتدين إن ربي على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
وأني أحثك في ثنايا هذه الرسالة على المضي قدماً في تحريض المسلمين وتجييشهم لمجابهة أعداء الدين في بلاد الحرمين والعراق وغيرها من ثغور المسلمين وأحثك فيها على الصبر و الاحتساب وعلى اليقين الجازم بأن نصر الله عز وجل قادم لا محالة وبأن ما أصابنا من ابتلاءات عظيمة من سقوط إمارة الإسلام في أفغانستان وقتل كوادرنا و أسرهم ومطاردتنا في كل شبر على الأرض وتحزب العالم بأسره علينا وأعظم من ذلك كله خذلان المسلمين لنا ، كل ذلك تمحيص وامتحان من الله عز وجل لنا ليعلم الله الذين صدقوا ويعلم الكاذبين ولنا في رسول الله e وأصحابه أسوة حسنة فقد أوذي عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام في الله أيما إيذاء ولبثوا في مكة ثلاث عشرة سنة منها ثلاث سنين محاصرين في شعب أبي طالب فلم يردهم ذلك عن دينهم طرفة عين ثم في المدينة من تحزب الأحزاب عليهم ولقد رمتهم العرب قاطبة عن قوس واحدة فلم يردهم ذلك عن دينهم طرفة عين وأوذي عليه الصلاة والسلام في عرضه وكسرت رباعيته وشج رأسه بأبي هو وأمي فلم يردهم ذلك عن دينهم طرفة عين حتى جاء النصر وظهر أمر الله عز وجل والله لا يضيع أجر العاملين يقول الله عز وجل في كتابه الكريم : ) أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ( وأقول لك يا أبا عبد الله :
جزاك الله عني وعن إخواني خير الجزاء فقد حرضتنا على الكفر بالطواغيت وأنظمتهم وعلى بذل نفوسنا في سبيل الله عز وجل وأني أخبرك أن البيعة التي بايعتك عليها في مضافة النبراس في قندهار قبل سبتمبر بأربعة أشهر قد نفذت ولقد طلبتني عندما كنت في الجبل في معسكر الفاروق وتحديداً في دورة م.ط عرضت علي التحرك فوافقت ووجهتني لدورة التنفيذ كي ألحق بإخواني وحصلت الضربات المباركة فلم أستطع الوصول إليك وأرسلت لك ، لكن أظن أن الرسالة لم تصل ، وعندما سقطت دولة طالبان عدنا إلى جزيرة العرب والتقيت بالأخ أبي هاجر فجزاه الله خيراً فقد رتب للعمل وبذل قصارى جهده لجمع الكلمة وترتيب الصف وتحريض المسلمين على الانضمام لهذه القافلة وها أنا الآن أقبل على عملية استشهادية ومعي ثلاثة من أسود المسلمين وأسأل الله لنا النصر والتمكين وأن يمكننا من رقاب اليهود والنصارى والمرتدين وأن يجعل دماءنا وقوداً لهذه القافلة المباركة ، ومناراً لها على الطريق ، وأن يتقبل منا أعمالنا ويسكننا الدرجة المئة من درجات المجاهدين وأن يجعل إخراج المشركين من جزيرة العرب على أيدينا إنه ولي ذلك والقادر عليه وأطلب منك ومن إخواني المجاهدين أن تدعو لنا بالقبول وموعدنا معكم إن شاء الله عز وجل في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، ابنكم المجاهد:أسامة النجدي، تركي بن فهيد الشلاحي المطيري ،صباح الجمعة قبل 24 ساعة من التنفيذ.
-===========================
منقول