المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لطائف جدتي ( الجزء الأول )



$_THE-BIG_NIGGA_$
16-10-2004, 05:05 PM
عندما تنقطع الكهرباء ليلا بالقريه ..أسمر مع جدتي ..فتحكي لي قصصا بعضها ما أدركته ..وبعضها لم تدركه ..


حكت لي جدتي عن بنت إسمها شمس ..في القبيلة حيث الشعرفنا وشرفا وكل شاعر هو ثروة قبيلته ..تزوجت شمس بإبن شيخ قبيلة مجاوره ..وفي يوم زفافها ..وبينما هي في هودجها .. إذا بأخيها الأصغر يشق بعناء طريقه بين الزحام ..ويقف قرب الهودج ويصيح لأخته معاتبا ..محذرا.....:

ياشمس ..بقعه مالها تاليه ..

واللي معه دسمال جديد ..يتوسل دسماله الباليه ..

(وهي لهجه مغرقه في المحليه ..وتعني :يا شمس ..الدنيا ليس لها أمان ..ومن كان له كنز جديد لا يفرط في كنزه القديم ) واضح طبعا إنه يعني لها وإن أصبح لك زوجا ..فلا تفرطي بأخاك قد تحتاجينه يوما ما


ما كان من شمس إلا أن ألقت نفسها عن هودجها غير عابئه بشيء وقالت أنظرو أخي ما به ؟؟

إتضح لاحقا أن العريس كسا الأسرة كلها ..بحسب العادات ..ولم يكس هذا الصغير ..ورفضت شمس أن تذهب ..حتى يرضون كنزها القديم .. فما كان من العريس إلا أن أهداه سلاحه ( وهذا أعلى درجات الإحترام)

وهكذا حافظت شمس على كنزيها ..!!




قصة أخرى :

يقع بطرف المدينة مسجدا بناه عامر بن عبد الوهاب أيام الدولة الوهابيه قبل خمسمائة عام ..وهو تحفة فنيه ضخمه

أيام كان المسجد يلعب دور المدرسة والجامعه ..والمحكمة ..والدار السياسية ، ..وذات أصيل بينما تتناول جدتي

قهوتها ..لاحظتني أتأمل هذا المسجد بطرازه القديم ..وأتسائل عن الأحداث التي شهدها على مر خمسمائة

عام ..قالت جدتي.. أن أجدادها تداولوا قصة إمراءة كان لها ثلاثة أطفال ذكور .. وكان كل ما يصل الواحد منهم

إلى سن السادسه ..ويجاري الشعراء ..تجده يقول الشعر ..ويفصح به ..ويصبح شاعرا .ثم يموت فجأه ..

وتكرر الأمر مع أبناءها الثلاثه ففقدتهم الواحد تلو الآخر ..

ثم رزقها الله بطفل رابع .. وإستنصحت أهل الخبرة فنصحوها بأن تعزله عن الشعراء حتى لا يقول الشعر فإنه إن قال الشعر مات ..

فأبقته دوما قربها ..حتى بلغ الخامسة من عمره ولم يقل شعرا ولم يسمعه ..
ولكن من قال أن الوهبة لن تعلن عن نفسها للأبد ..

في يوم ..وبينما عمال عامر يرمون اسأس ذلك المسجد .. مرت قافلة تحمل ملحا ..وكان فيها قريبا لهم عائدا من سفر ..
فإذا بالطفل قرب أمه يرمي ما بيده ..ويقف محييا القافلة والقريب العائد قائلا ..

إلا يا مرحبا مالعيس تعبس ..
وما عامر بالمدماك يكبس ..
وما العيس شدت ملح يابس .....

لهول صدمة أمه باغتتة بقبضتها في ظهره بقوه ...تقول "أسـكت"
فوقع الطفل ميتا ..

وواضح أن الطفل كان قد بدأ يقول مطلع قصيدة حره ..فالمتعارف عليه أن تبدأ هذه القصائد بالمدح والترحيب والثناء ..لكن أمه أسكتته قبل أن يكملها ..لكنها للأسف أسكتته للأبد ..

انتظروا الجزء الثاني



تحياتي



ملك الأحـ؛؛؛ـاس