المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أصحاب الأخدود إلى أصحاب مرّان



عصام علي العماد
18-10-2004, 01:06 AM
من أصحاب الأخدود إلى أصحاب مرّان

بقلم عصام علي يحي العماد





(ولاتحسبن الذين قُتِلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون )

تحركت فئة مؤمنة على رأسها السيد المجاهد حسين بدرالدين الحوثي , ولكنهم اُبتلوا بأعدائهم الموالين لامريكا وإسرائيل , أرادوهم على ترك معاداة امريكا وإسرائيل , فأبوا وأمتنعوا . فأحاط بهم الطغاة من كل صوب , وحملوا عليهم بكل ما يملكون من سلاح , وحاصروهم في مكان صغير , ومنعوهم من الماء والطعام فماتوا مظلومين , على مرأى من الجيوش التي جمعها المتسلطون في اليمن ليروا مصرع تلك الفئة العظيمة المؤمنة المجاهدة , ذلك المصرع الذي وقع بطريقة بشعة ووحشية , عندما يطلع كل غيور على تلك المذبحة لتلك الفئة المؤمنة يستذكر حال فئة مؤمنة سابقة على هذه الفئة ذكرها الله – تعالى – في كتابهِ , ذ بحت تلك الفئة على يد طاغية اليمن كما ذُبِحت هذه الفئة على يد حفيد ذلك الطاغية والسبب الذي ذ ُبِحت لاجله هذه الفئة هو عين السبب الذي ذُبِحت لاجله تلك الفئة , وعرض القران الكريم موضوع تلك الفئة في سورة قصيرة شرحت قصة أصحاب الأخدود ... وموضوع الأخدود هو نفس موضوع أصحاب مرّان ... اُبتلي أصحاب الأخدود بأعداء لهم طغاة قساة شريرين , أرادوهم على ترك مبادئهم فأبوا وأمتنعوا , وكانوا من النصارى الموحدين , وقتلهم اليهود في اليمن , وهؤلاء اُبتلوا بأعداء لهم ظلمة ومتجبرين , أرادوهم على ترك مبادئهم وعدم التهجم على اليهود وترك شعار (الموت لاسرائيل ) فأبوا وأمتنعوا , فقتلهم حلفاء اليهود في اليمن , اؤلئك شق لهم اليهود شقاً في الأرض , وأقدوا النار ,واكبوا فيها تلك الفئة المؤمنة فماتوا حرقا واشعلوا عليهم النيران من كل صوب,على مرأى من الجموع التي حشدها اليهود المتسلطون على اليمن لتشهد مصرع الفئة المجاهدة المؤمنة داخل الأخدود , وهؤلاء قتلوا على مرأى من الجيوش التي حشدها حلفاء اليهود المتسلطين على اليمن لتشهد مقتل ومذبحة فئة مؤمنة بطريقة وحشية وبشعة داخل مرّان اولئك قتلوا لاجل : (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيزالحميد ).. وهؤلاء قُتلوا لاجل : ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) .

ففئة مرّان جريمتهم أنهم لعنوا الذين كفروا من بني إسرائيل وفئة أصحاب الأخدود جريمتهم –ايضاً –أنهم لعنوا الذين كفروا من بني إسرائيل , وينتهي المقارن بين حادث أصحاب الأخدود وحادث مرّان وقد ملئ قلبه بالروعة .

روعة الايمان القوي عند أصحاب الأخدود وعند أصحاب مرّان , ولقد قال القران قوله في حادث الأخدود لعلمه بأن هذا الحادث سوف يتكرر في اليمن وغير اليمن وكما أهلك الله ملك اليمن وجنوده لاجل فعله بأصحاب الأخدود فسوف يهلك الله رئيس اليمن وجنده لاجل فعله بأصحاب مرّان وسنة الله لاتتبدل في الطغاة ..

ولقد خاب سعي المتسلطين الذين صنعوا حادثة الأخدود أرادوا إطفاء نور أصحاب الأخدود الإ أن ذكراهم خالدة في القلوب , وهؤلاء المتسلطون في اليمن أرادو إطفاء نور الحوثي وجماعته , وإذا بفكره ومحاضراته تعم العالم وإذا بدروسهِ القرانية تخرق جبال مرّان وتنتشر في كل مكان وإذا بالعالم يسمع صوت الحوثي وهو يحذر الامة من المخططات الامريكية والاسرائيلية من خلال لقائه مع الناس في كل مناسبة , لقد أراد سلطان اليمن القديم إطفاء نور أصحاب الأخدود وأراد سلطان اليمن الجديد إطفاء نور الحوثي وأصحابهِ(يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ). وقد صنع السلطان الجديد ما صنعه السلطان القديم ظناً منه أن المسيرة الجهادية المباركة ضد إسرائيل وامريكا ستنكفئ وتنطفئ , لكنه نسي أو تناسي أن الحوثي لدية المئات من المحاضرات التي هي حية في ضمائر وقلوب المؤمنين المخلصين يقتبس منها كل الأحرار .