عادل_الحاج
21-10-2004, 10:20 AM
المشكلة أننا نستخدم (أو كما يطلقون علينا نستهلك) ما بين أيدينا من تقنيات أو اختراعات دون التفكير في كنهها أو حتى الإستفسار عن معلومات بسيطة حولها ، وبلا شك فإن ذلك يؤثر على كفاءة الاستخدام ، ويلغي القدرة على الابتكار أو حتى المحاكاة أو التقليد.
إن أغلبنا منذ فترة ليست بالقريبة يستخدم خدمة البريد الالكتروني (الهوت ميل) هل فكرنا أو سألنا عمن اخترع هذه الخدمة ، وما هي الأسباب التي جعلته يخترعها؟ سيبادر البعض بالقول: إنه بلا شك أمريكي أو ياباني ، ومن المحتمل أن يقول بعض آخر إنه عربي (1%) ، لا تندهشوا ولا تعجبوا حين تعلمون أن المخترع الذي اخترع لنا الهوت ميل ليس أمريكياً أو يابانياً. بل هو هندي مسلم.
ومن منطلق أن الحاجة أم الاختراع ، فلدينا قصة مثيرة لنجاح تاريخي ، فالبريد الساخن (hotmail) الهوت ميل الذي يعد من أكثر ما يستخدم من أنواع البريد حول العالم ، خلف هذا البريد الساخن نجاح تستحق أن نذكرها خاصة أن صاحبها مسلم ، فصاحب هذا الاختراع هو: صابر باتيا ، ففي عام 1988م قدم صابر إلى أمريكا للدراسة في جامعة ستانفورد ، وقد تخرج فيها بامتياز مما أهله للعمل لدى إحدى شركات الإنترنت مبرمجاً ، وهناك تعرف على شاب تخرج في الجامعة نفسها يدعى: جاك سميث. وقد تناقشا كثيراً حول كيفية تأسيس شركتهما للحاق بركب الإنترنت ، وكانت مناقشاتهما تلك تتم ضمن الدائرة المغلقة الخاصة بالشركة التي يعملان بها وحين اكتشفهما رئيسهما المباشر حذرهما من استعمال خدمة الشركة في المناقشات الخاصة. عندها فكر (صابر) بابتكار برنامج يوفر لكل إنسان بريده الخاص. وهكذا عمل سراً على اختراع البريد الساخن ، وقد أخرجه للجماهير عام 1996م ، وبسرعة انتشر البرنامج بين مستخدمي الإنترنت لأنه وفر لهم أربع ميزات لا يمكن منافستها: أن هذا البريد مجاني ، وشخصي ، وسري ، ومن الممكن استخدامه من أي مكان بالعالم. وحين تجاوز عدد المشتركين في أول عام عشرة ملايين بدأ ذلك يثير غيرة (بيل جيتس) رئيس شركة ميكروسوفت وأغنى رجل في العالم ، وهكذا قررت ميكروسوفت شراء البريد الساخن وضمه إلى بيئة الويندوز التشغيلية ، وفي خريف 1997م عرضت شركة ميكروسوفت على (صابر) مبلغاً قدره 50 مليون دولار أمريكي ، غير أن صابر كان يعرف أهمية البرنامج والخدمة التي يقدمها ، فطلب 500 مليون دولار ، وبعد مفاوضات مرهقة استمرت حتى عام 1998م ، وافق صابر على بيع البرنامج بـ 400 مليون دولار على شرط أن يتم تعيينه كخبير في شركة ميكروسوفت ، واليوم وصل مستخدمو البريد الساخن إلى 90 مليون شخص أو أكثر ، وينتسب إليه يومياً ما يقارب 3000 مستخدم حول العالم.
أما صابر فلم يتوقف عن عمله كمبرمج. بل ومن آخر ابتكاراته برنامج يدعى (آرزو) يوفر بيئة آمنة للمتسوقين عبر الإنترنت ، وقد أصبح من الثراء والشهرة بحيث استضافه رئيس أمريكا السابق بيل كلينتون والرئيس الفرنسي شيراك ورئيس الوزراء الهندي السابق بيهاري فاجبايي.
وما يزيد من الإعجاب بشخصية صابر أنه ما إن استلم ثروته حتى بنى العديد من المعاهد التعليمية في بلاده وساعد كثيراً من الطلاب المحرومين على إكمال تعليمهم (حتى إنه يقال إن ثروته انخفضت بسرعة إلى 100 مليون دولار). إن صابر قصة نجاح مميزة تستحق الدراسة والثناء كما أنه نموذج وفاء كبير جداً ، فليتعلم الذين يتكبرون على بلادهم وهي التي قدمت لهم التعليم مجاناً في سنواتهم الأولى ، وعندما نبغوا وتفوقوا أنكروا جميلها وتنكّروا لها.
إن أغلبنا منذ فترة ليست بالقريبة يستخدم خدمة البريد الالكتروني (الهوت ميل) هل فكرنا أو سألنا عمن اخترع هذه الخدمة ، وما هي الأسباب التي جعلته يخترعها؟ سيبادر البعض بالقول: إنه بلا شك أمريكي أو ياباني ، ومن المحتمل أن يقول بعض آخر إنه عربي (1%) ، لا تندهشوا ولا تعجبوا حين تعلمون أن المخترع الذي اخترع لنا الهوت ميل ليس أمريكياً أو يابانياً. بل هو هندي مسلم.
ومن منطلق أن الحاجة أم الاختراع ، فلدينا قصة مثيرة لنجاح تاريخي ، فالبريد الساخن (hotmail) الهوت ميل الذي يعد من أكثر ما يستخدم من أنواع البريد حول العالم ، خلف هذا البريد الساخن نجاح تستحق أن نذكرها خاصة أن صاحبها مسلم ، فصاحب هذا الاختراع هو: صابر باتيا ، ففي عام 1988م قدم صابر إلى أمريكا للدراسة في جامعة ستانفورد ، وقد تخرج فيها بامتياز مما أهله للعمل لدى إحدى شركات الإنترنت مبرمجاً ، وهناك تعرف على شاب تخرج في الجامعة نفسها يدعى: جاك سميث. وقد تناقشا كثيراً حول كيفية تأسيس شركتهما للحاق بركب الإنترنت ، وكانت مناقشاتهما تلك تتم ضمن الدائرة المغلقة الخاصة بالشركة التي يعملان بها وحين اكتشفهما رئيسهما المباشر حذرهما من استعمال خدمة الشركة في المناقشات الخاصة. عندها فكر (صابر) بابتكار برنامج يوفر لكل إنسان بريده الخاص. وهكذا عمل سراً على اختراع البريد الساخن ، وقد أخرجه للجماهير عام 1996م ، وبسرعة انتشر البرنامج بين مستخدمي الإنترنت لأنه وفر لهم أربع ميزات لا يمكن منافستها: أن هذا البريد مجاني ، وشخصي ، وسري ، ومن الممكن استخدامه من أي مكان بالعالم. وحين تجاوز عدد المشتركين في أول عام عشرة ملايين بدأ ذلك يثير غيرة (بيل جيتس) رئيس شركة ميكروسوفت وأغنى رجل في العالم ، وهكذا قررت ميكروسوفت شراء البريد الساخن وضمه إلى بيئة الويندوز التشغيلية ، وفي خريف 1997م عرضت شركة ميكروسوفت على (صابر) مبلغاً قدره 50 مليون دولار أمريكي ، غير أن صابر كان يعرف أهمية البرنامج والخدمة التي يقدمها ، فطلب 500 مليون دولار ، وبعد مفاوضات مرهقة استمرت حتى عام 1998م ، وافق صابر على بيع البرنامج بـ 400 مليون دولار على شرط أن يتم تعيينه كخبير في شركة ميكروسوفت ، واليوم وصل مستخدمو البريد الساخن إلى 90 مليون شخص أو أكثر ، وينتسب إليه يومياً ما يقارب 3000 مستخدم حول العالم.
أما صابر فلم يتوقف عن عمله كمبرمج. بل ومن آخر ابتكاراته برنامج يدعى (آرزو) يوفر بيئة آمنة للمتسوقين عبر الإنترنت ، وقد أصبح من الثراء والشهرة بحيث استضافه رئيس أمريكا السابق بيل كلينتون والرئيس الفرنسي شيراك ورئيس الوزراء الهندي السابق بيهاري فاجبايي.
وما يزيد من الإعجاب بشخصية صابر أنه ما إن استلم ثروته حتى بنى العديد من المعاهد التعليمية في بلاده وساعد كثيراً من الطلاب المحرومين على إكمال تعليمهم (حتى إنه يقال إن ثروته انخفضت بسرعة إلى 100 مليون دولار). إن صابر قصة نجاح مميزة تستحق الدراسة والثناء كما أنه نموذج وفاء كبير جداً ، فليتعلم الذين يتكبرون على بلادهم وهي التي قدمت لهم التعليم مجاناً في سنواتهم الأولى ، وعندما نبغوا وتفوقوا أنكروا جميلها وتنكّروا لها.