المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعر الديوان الأول



ديما عيسى محمود
23-10-2004, 08:56 PM
(4)
11/4/‏2003‏
السبت
(5)
(5)
وأصبحت أقرأ صمت كل شيء بمهارة……
فصمت الجدران
وصمت الفئران
وصمت الدماثة والطهارة……
ودموعك الفسيفسائية أستطيع أن أقرأ صمتها وأن أبلورها بدقة ومهارة…..
أحببتك أنت والدنا الصامتة
والصمت كان يهبك مزيدا من الاستقرار العاطفي
مزيدا من الإمارة…….
أحببتك امرأة عشوائية تهب الريح عطرها
والجمر حرارة أنفاسها
وتذر للجن عقدها الماسي بجدارة……..
أحببتك صورة هلامية تترقرق عند كل مساء
تتراقص في مرايا الليل
تؤرجح أنفاس الشتاء
تحتل في قلبي الصدارة……..
أحببتك شعورا في داخلي لا ينتهي
لا ينفني
لايمكن أن اصفه بعبقرية ولا بعشوائية
شعور عميق قديم جعلك عشقي الأبدي جعلك كل شيء في حياتي
في كياني …….
أحبك بصمت…….
14/4/‏2003‏
الاثنين
(6)
وأخذت عهودا على نفسي أن أطوق منزلك الشاحب بعقود الياسمين….
وأن أضيء لك مقلتيك بشمع الحنان
بفيض الأمان
بفكر رزين….
أخذت عهدا على نفسي أن لا أتدخل فيك فلن أضمخك بعطري الصاخب عبثا
لا ولن أقرأ قصائدك العذبة في كل حين….
فناجين قهوتك الكريستالية سأرصفها على مرآتي الحزينة وسأقرأ منها كل خرائط العالم
وكل كل معتقدات السنين….
وحبيبتك البيضاء سأعطيها كل ما أملك
سأمشط شعرها
وأبلور مقلتيها
وأهديها كل الفساتين…..
سأدعك تقرأ جرائد الصباح وحدك وسأبتسم ابتسامة مجروحة عندما تصفعني باليمين….
نعم سأنحني بكل فخر لك
وأعلق في رقبتك قلادة تذكرك بأنك قد ظلمتني عندما أرهقني الحنين….
نعم سأنحني لك
بكل ولاء وطاعة وأشدو لحن الوفاء الحزين….
فما بداخلي من جرح شوهني
كسرني
لعن كبريائي اللعين….
14/1/‏2003‏
الجمعة
(7)
وأعود لأقرأ من جديد تلك الفلسفة المطوية بين عينيك لأنبذ نفسي إلى جزيرة الذكريات المملة….
تجتاحني لحظات عنيفة أظل فيها شاردة الفكر والبال مقتنعة بفكرة واحدة وهي أنك لن تعود…..
هكذا أقنعني القمر
وهكذا قالت لي دموع المطر عندما زارتني طيور الحنين
قد أشتاق بعفوية لمكر يديك ودهاء أنفاسك وعملقة أفكارك التي تطوقني بالحديد….
قد أشتاق للحظة المغيب العارمة التي كنا نرقبها سويا كل يوم على صفحة المياه البيضاء
كنا عندما نراها نغيب ونغيب في دياجير النهاية……

خضاب في الذاكرة
لن اسميك في هذه المرة عزيزي لا ولن أنسبك إلى من كنت احبهم
…لن أضع بين يديك عمري…
لا ولن أخضب ذاكرتك الصماء بقصائدي واهات صدري…
لن افعل أمامك أي شيء
فأنا لم يبق لدي شيء
لا ولم اعثر بعدك على أي شيء…
اشعر بان سيفا حادا يخترق رؤاي؛يذبحني يورثني علة شهية وصدمة بهية
ودمدمة أغوص في أنحائها كما لم أشأ يوما…
لم اكن يوما هكذا
لا ولم تجرؤ الأقدار ان تجعلني هكذا فما بداخلي من أنفة وغرور يجعلني امتنع عن هذه السخافات ويجعلني انسب ما كان بيننا إلى مجرد حماقات لا تليق بي كامرأة شرقية….
لكن هذا لا يمنعني من أن أتألم
أن ابكي
أن أنثر آلامي مع هطول الأمطار…
حقي ما زال محفوظا في أن أجلس على رصيف الماضي
أقص ظفائري
ألون أظافري
وأصرخ أمام الملأ بأني ما زلت موجوعة…
لن أسمح لأحد أن ينفث آلامه السوداء في أوداجي
لا ولن أسمح لأحد أن يبكي أمامي…
فأنا بعد اليوم تجردت من كل المشاعر وكل الأحاسيس لأجلك…
نعم لأجلك………………………………
التوقيع:مكابرة……
العشق المسمم
عندما يصبح الصمت لغة تقتل أحاسيسي ألجأ الى التهام مشاعري والقضاء بعنف عليها…….
عندما يصبح الموت لغة العصر أشعر بقسوة الزمن
وقسوة المحن
وقسوتك أنت أيضا……
عندما أقرأ أشعار المظلومين أتلوى ألما عليك …
وأشعر أنني بت الحزن في عينيك
فأنا من شوهت ذاكرتك
وأنا من لوثت مشاعرك الشماء
وأنا من أدميت معاطف الإخلاص في جبروت لا يؤمن إلا بالخلاص من الحب….
أنا من جرحتك أعلم هذه الحقيقة المرة
وأعلم أنني أورثتك علة شهية تجلدك عند كل مساء…
لم أخلق أنا للحب لا ولم تخلق أنت للعشق…
كلنا أدمنا الرحيل
وعشقنا صوت العويل
ومضينا نلتهم عشقا مسمما
ودمعا منمنما
وصوتا سقيم…..
نحن الاثنين خلقنا لنموت
…لنموت في كل يوم ألف مرة
موتا حياديا
يدفننا في ألحاد الكبرياء…………………………………………………
التوقيع:مكابرة
(في هذا الكوخ)
وأظل أحمل جرحا خصبا بداخلي يلد لي مع كل يوم أنين…
أظل أتلوى في هذه القرية الملعونة وحدي
أبكي دموعا تتآزر مع القمر
فتكتمل ليلة وتضمحل في نهاية الشهر……
بداخل أوردتي عقدة الوحدة
وعقدة الغباء
وعقدة دماثة السنين….
في هذا الكوخ أجلس وحدي أنتظر شيئا للآن لم يأت فأفقد كل شيء إلا الأمل
وأكره كل شيء إلا الأمل
والحقيقة المرة أن لا أحد يخونني إلا الأمل
فأدرك حقارة اليقين…..
عندما يأتي الشتاء أصاب بنوع من الغباء
فأستعيد جزءا من طفولتي الفياضة ومراهقتي الأخاذة
فأحب الملايين
وأبكي حنين
وأكتب أشعارا وأبتلعها
فما أرى إلا أقوالا قمعيه
وفصولا من مسرحيات ورديه
وعشقا حزين……….
وعندما يجنن الصيف أوردتي أشعر بأنني تحولت الى أنثى متمردة
أنثى لا تعترف بأي شيء
لا ولا تجتذبها خزعبلات الشتاء….
أنثى لا تقتنع بالحب فتقتلع من السماء الغيوم ومن الفضاء النجوم ومن عيون الناس كل قصائد العطاء…

(ملح لعين)
سأترك كل ما لدي في عينيك
قصائدي الشائكة
أظافري الجارحة
ومأساتي التي تحكي عن غدرك اللعين…..
سأترك كل آلامي البركانية
وأحلامي الهلامية
وأقلامي التي خطت لك رسائل الحنين…..
سأترك كل شيء وأرحل
نعم سأرحل
لا تسلني كيف أرحل وسلني عن جرح يقلبني على لظى السنين….
لم أكن اعلم انك بهذه القسوة لا ولم أكن اعلم أن عالمك الخاص دامي
يقتل قلبي
يحرق أشجاني
ويجعلني امرأة بلهاء تبتلعها قذارة حبك الدفين….
لم أكن أعلم انك بكل هذه القسوة
تصفعني مع كل شروق وتنسى دموعي عندما ينساك اليقين….
تلقيت كل صدماتك وحدي بعين منكسرة
ودمعة في بوتقة الحرمان منصهرة
ولحن لم يزل حزين…….
عشت معك في عالم من المأساة
فكنت دوما رجلا عاصفا
وصرحا شامخا لا تعترف بالحب لا ولا تذروك رياح العشق على شواطئ الياسمين……
عشت معك في عالم يقودني إلى الفناء
ينتشلني من أنوثتي
يشتتني
يرسم لي وحوشا تجلدني بسوط يرن في أوردتي أسوأ رنين…..
سأرحل
لا تسلني كيف أرحل
ودعني بصمت
واتركني أشدو لحنا رصين……
التوقيع :راحلة
…………………………………………………………………………………………………………
(إطلالة البكاء)
وأصبحت كما لم أكن يوما
وتبعثرت أشلائي مع الريح…
صرت شيئا هلاميا بحتا
سياميا فرضا
فكرا ذبيح….
عندما تذروني أحاسيسي الصماء فوق جبال الألم أشعر بهامشية كل الدنا وتفاهة كل من هم في الدنا
وأيقن أن الحياة أضحت حرب تجريح…
أشعر بأني خلقت لأتجرع الفراغ
وأدفن ظفائري في الفراغ
وأسمع صوتا لا يعوي ولا يصيح…
لم تعد العيون السوداء تثير في شجونا مرا يرهقني ليال
ويرسم لي قصائد جهنمية من غزل بالعيون صريح…
لم تعد دموع الألم
وموائد الألم
تغذي عروقي فكل ما أشعر به هو أنني خلقت لأتفرس في وجه السنين وأمضي تاريخا منسيا لا يعرف التصحيح…
عندما تمطر السماء أبكي كما لم تبك امرأة من قبل أحرق قصائدي
وأتلاشى
نعم أتلاشى
وأدفن بلا قبر بلا ضريح…
عندما تمطر السماء أغفو
والى عيني النسيان أرنو
وأدرك أن كل شيء لا محالة زائل
راحل إلي عالم النهايات
حيث لا ترتسم في الأفق نهاية
لأقابل وحدي مصيرا مرا
وأستسلم لعالم الرضوخ وأنحني….
بكل جبروت أنحني
فأكون أول من تموت وهي منحنية…………
التوقيع:كبرياء
(حقيقة)
عندما ينام الربيع في الأحداق…
عندما تأخذ الزهور قيلولة من رعشة الاشتياق…
عندما تمضي أنت وأمضي أنا هكذا بلا رفاق…
أشعر بأنك خلقت من أجلي
وأن قصتنا هي القصة الأسطورية التي تتسع في الآفاق…
عندما أراك من بعيد
ولا شيء في ملامحك جديد
أؤمن أن ما بيننا لابد له أن يراق…
أؤمن أن الهوى وقصص الهوى ليست إلا كذبا ليست إلا نفاق….
أؤمن أنك لن تكون أبدا لي لا ولن أكون أبدا لك ولن يجمعنا حب ولن نشعر بطعم للعناق…
أشعر أن تفاهة أحاسيسي نضاخة وأن قلبي صار بمجرد التفكير بك معاق….
لا أدري لم أحبك قلبي؟
فيك جاذبية غريبة تجعلني إلى هدبيك أنساق…
أصبحت ألما وأملا
مهجة مجروحة
وفكرة لابد أن تكون مطروحة
وحبا عذريا واشتياق……


(عندما قررت أن أحبك)
ونثرت أمامك كل خزعبلات الوطن ورأيتك تجري في عروقي دون حياء…
رأيتك تنساق بلطف داخل أوردتي فتزور قلبي وتزور عيني وترحل إلى جفني مع كل مساء…
عندما قررت أن أحبك لم أعبث بالحروف لا ولم أأبه بكل الظروف فرسمتك بجوف عيني ليلي الشجي والسماء…
عندما قررت أن أحبك حقنت نفسي بمصل لحب لعين
لهوت بالطين والعجين
واندمجت لحنا مغوليا في الصحراء….
تخليت عن كل شيء وبقيت أنثى لك وحدك تنحني صبحا وتفكر دوما بطريقة جذابة للانحناء…
لم أفكر إلا بك
ولم أكتب إلا لك
يا رجلا سلوت عنه دمي ودمعي
بصري وسمعي
وكل كل ليالي الهوجاء…
(اعذريني)
اعذريني أرجوك اعذريني…
اعذريني إن غطى ثلج الكبرياء هامات جبيني…
اعذريني إن تكسرت
إن تقشرت
إن صار سرب الغيوم لا يعنيني…
اعذريني إن صرت جرحا
أو صرت صرحا
أو صرت لي قصة دائما تدميني…
صارت أحلامي عجوزا شمطاء
ورسائلي المحفوفة عشقا عرجاء
وصرت مشلولة وهم السماء بات لا يعنيني…
اضمحلت كل عواطفي السرمدية
فخطوت أميالا في حياة برزخيه
وفكر الماضي يجتاحني يغطيني….
أشتاق لعينيك ولا أبوح بذلك
يا مجدا أمتلكه ضاع في غياهب سنيني..
أعذريني…

(وضعتني الأقدار هنا)
وتغزوني أفكار كثيرة..من هنا
من على سريري الممل أعود لأطل بوجه شاحب على شرفة الحياة
أتسربل بذكريات تطويني
تدميني
وترسم على وجهي ابتسامة صفراء حقيرة…
لم أشأ أن أضع نفسي في هذه الصومعة كلا ولم أشأ أن ابني لي أحلاما زائفة وأرسم مع كل إشراقة للقمر قلوبا واهية صغيرة…
لم أشأ أن أحمل على كتفي أشرطة للغناء المر
وأكوابا لدواء هو أيضا مر
وخزعبلات شهيرة…
لم أشأ أن أكون هنا وحدي أتقلب على فراشي موجوعة أحبس دموعا ثكلى وأكتم بداخلي مأساة كبيرة…
وضعتني كل الأقدار هنا
ووضعني عقلي هنا
وأبناء قبيلتي نصبوا لي برجا في صحاري اليأس
وتوجوني هنا أميرة…
لا شيء معي هنا
لا شيء يسليني هنا
وأمضي مرغمة في ميادين الوحدة سفيرة…
ثكلتك أمك يا أحزاني
وثكلتك أنا أيضا بكل ما تحملينه من معالمك السوداء
بسواد عينيك
وروعة هدبيك
وسواد تلك الظفيرة…
وأعود من جديد لأموت
تحت غيم السماء
وغضب النساء
وزئير مقبرة العاطفة القديرة….

(المرأة البلورية)
انثريني على الجروح ملحا وسكر…
انثريني كأكوام رمادية من قارورة حزن الليل تتعطر..
انثريني كما نثرتني مرارا
وعذبيني كما عذبتني تكرارا
بأسلحة العاج بأسلحة المرمر…
فأنا لم يعد لي سبب كي أعرف الاستمرارية
كي أحيا
كي أكون بدوية أو أتحضر…
فكل الوجوه أمامي واجمة
جاثمة
تحكي الخزعبلات
تحكي الأوهام
تثور ولا تتفجر…
كسريني أيتها المرأة البلورية كما شئت فبلورك الوحيد الذي لا يتكسر…
طرفك الناعس جرحني
علمني معنى اضطهاد السكين لي
وأذاقني مرارة الخنجر…
فارحميني من وطأة الإحساس بقبح الحياة وان لم تنثريني ملحا في أعين الحساد اشتريني كقطعة سكر…

(حلم الموت)
أحلم في أن أموت
كما تموت الأجنة نطفا
كما تموت الأماني صدفا
كما لو أني عصفور من العصافير….
أحلم في أن أموت
فأزرع في حقل الأرض وردة حمراء
أو كلمة حب حمراء
قمحا كنت أو شعير….
أحلم في أن يحملني تابوت ما
أو يلفني كفن ما
في يوم ليله الأسود قصير…
بحلم أو بلا حلم أتمنى أن أموت
أمنية تربت معي منذ صغري
لعبنا معا في طفولتنا
وها نحن نريد أن نعقد قراننا عقدا ثمينا يستحق التشهير…
بلا مآسي أريد أن أموت
بلا دموع حريرية
بلا كلمات بربرية
بعقل لا زال صغير…
بظفائري الطفو ليه
مع دميتي الفضولية
بحسرة على كوخ حب لا زال حول قبري حقير…
وتموت هذه الخاطرة ألما فلا الحياة تتحقق لي ولا الموت يطأ نافذتي
ويحملني إلى حياة أخرى ومصير….

(تمثال في لحظة ولادة جديدة)
وتأقلمت في حياتي الجديدة بصعوبة
انخرطت فيها رغما عني وبين خلجاتي أحمل أدمعا شائكة تدمي كبريائي كامرأة من المفترض أنها امرأة وقورة…
حملت رسالتك الأخيرة
وصفعتك الأخيرة
ورحلت إلى الأنحاء المعمورة….
لم أشأ أن أجرح نفسي أكثر باندماجي مع رجل سجنني في حوانيت الألم مظلومة مقهورة…
لم أشأ أن أجعل بيني وبين السعادة برزخا ضخما
أشباحا مسعورة….
حملت استهتارك الفظيع في حقائبي الثقيلة
وقطعت تأشيرة الفراق
وتذكرة ترفضك وترفض النفاق
لأنتهي وتنتهي منك ديباجة ألمي الشهيرة…
رحلت وأنا الخاسرة كاامراة
أنا الملامة المخطئة التي لابد أن تكون دوما صبورة…
بالرغم من انتحالي لشخصية الإمبراطور الرابح رحلت بيدي خاتم وفي عيني صورة…
رحلت بعدما قدست حياتك أيها الغادي بصدق
بعدما أحببت عينيك كما لو أني أحب كيانا لي
وأحببت أصابعك كأسطورة…
بعدما اتخذت لفائف سجائرك جرائدي التي اقرأ فيها مقالات أنفاسك
اتخذ منها نصحا وأبلور فيها مشورة…
بعد أن كانت معاطفك البيضاء كيانا آخر يجسدني عندما يأتي فصل الشتاء اتخذها شكلا لي بريستيجا لامرأة بحب فارسها مشهورة…
حتى عطرك الذي كنت تتضمخ به في قيلولة المساء اتخذته قصيدة للشعر مشمومة لعبق رجولي يحكي قصصا بالغة الخطورة….
وها أنا ذا بالرغم من صداقتي لسجائرك ،لمعاطفك ،لعطورك بقيت وحيدة..تمثالا يزين زاوية في منزلك تمثالا لم يكتمل بعد نضوجا
تمثالا يده اليسرى مكسورة…
تتحجج لي دوما بأن عناقه يهبك نوعا من الحساسية نوعا من تضييع الوقت بلا فائدة نوعا من المراهقة المهدورة…
وأنا الآن التمثال الذي سينطق وسيخبرك بأن قارورة عطرك انتهت ومع انتهائها سأنتهي من حياتك
يا بؤسا صافحته بيدي
يا حزنا طوى حياتي هما ألما ضمورا….

(ارتباط الحزن بالهدايا)
اخلقي جوا فوضويا بيننا
تمردي إلى ما لا نهاية…
بعثري أجمل أوراقي…
مزقي بلا حياء أحداقي…
واذرفي كل ما لديك من دموع ولا تحبسيها فلطالما كانت الدموع في عينيك غاية…
لا تتكتفي أشيري بيديك وأنت تتحدثين فأنا أريد أن أرى الخاتم الذي أهديتك إياه والذي صنعته من عاج قلبي ورؤاي…
شعرك ما بالك تخفينه خلف ظهرك ؟بعثريه أرجوك وانثريه على صدر المساء بلا تمشيط بلا تنسيق بلا عناية…
حاولي أن تحزني أمامي
أن تضحكي
فاللحظات التي تجمعنا قصيرة
ثوري
كسري
واستنكري الوضع الراهن لعينيك في تلك المرايا…
لا تحبسي انفعالاتك ولا أطوارك الفوضوية بين أضلاعك أخرجيها بنمط قصة درامية مخلوطة من حب وكره ووشاية…
واسمي.. أرجوك احذري أن تمضغيه بين أسنانك بسلاسة
كسريه
واقلبيه إلى اسم آخر مليء بالهمزات بالنقاط بالشظايا…
لمحي لكل ما ربطنا من ذكريات وغني أحزاننا بلحن شرقي يعطي إشارة للحظة لقائنا الأولى لتلك البداية…
فأنا وان كنت أحبك مللتك..
مللتك امرأة سعيدة لاتعرف ارتباط الحزن بالهدايا…
أجمل ما كان يعجبني فيك حزنك فاحزني أمامي ولو كذبا
فأنت دافئة بدموعك النارية
وكلماتك الجارحة العاجية
التي تبلل ظماي…
التوقيع :امرأة تعشق ارتباط الحزن بالهدايا
(حلوى الصمت المسمومة)
اليوم عدنا وعاد جرحنا القديم معنا
يحمل عنا حقائبنا
يوبخنا
يقدم لقبطان الطائرة تذاكرنا
وينتشلنا من أكذوبة النسيان…
اليوم عدنا وعادت معنا مواطن الغربة
ونقاط الضعف
ومسافة أكبر تحرقنا بألسنة النيران…
عدنا وعاد الصمت معنا يحمل في يديه حلواه المسمومة وأشواكه التي تخدش كرامتنا وتحفر الألم في أجسادنا سمفونيات وألحان…
عدنا لتعود معنا مشاكلنا
ولتدور من جديد قضايانا في محاكم تندد بقضية العدل والإنسان…
يتوارد في ذهني ندم كبير وألم أكبر يبعثرني ويجعلني أعض أصابعي من جراء هذه العودة وأطلب النزوح إلى أراضي أكون فيها بعيدة عنك ألتهم فيها أحجار الصوان…
يجعلني أطالبك بالهدوء بالرضوخ بالكف عن الشكوى وادعاء البلوى عند قراءة الفنجان…
فما بيننا من ألم واضح
وضوح ما في من جنون
وضوح ما في الدنيا من عذاب
ووضوح ما فيك من هذيان ….
إذا فلنفترق من جديد ولننتشل من قلوبنا فكرة العودة التي ترينا من أصناف العذاب ألوان…
أنا لست لك وأنت لست لي فلماذا نكابر على حساب الزمان…
التوقيع :نادمه

(عينيك هي القمر)
وأسأل نفسي هل توجد زهور فوق القمر …؟؟
هل تتأرجح هناك شلالات ماء أو هل تغني العصافير فوق الزهر؟…
وكيف يكون الغروب
وكيف تضيق بالناس الدروب؟؟
وكيف تكون أغني الصبر…
أسأل نفسي عن القمر…

فأدرك أنني أسأل نفسي عن عينيك فأصعق عندما أراهما بدرا مكتملا ينير فؤادي منتصف الشهر…
أدرك أنني أسأل عن كيان يحكي بحد ذاته وينطق عن أسطورة لا تعرف مللا لا ولا تعرف الضجر…
تطفو أحلامي فوق غيوم السماء فلا تلبث تغني وتغني إلى أن تأتي أنت وتشاركها السمر…
لم تكن لدي أحلام قبل أن أراك
لا ولم أكن أنثى
كنت امرأة عقيمة تضاجع نار سقر…
كنت عشوائية الملامح
وحشية الصوت
عميقة المسامات
دائمة السفر…
كنت أحاسيسا مبعثرة
وأشواقا مدمرة
فكانت مخالب الصقور تبني بيوتا في جسدي
وأنياب الأسود تزين أجفاني في ليالي الوحدة والسهر…
لم اكن انسانة مطلقا
ولكني الآن أصبحت امرأة أخرى تنتحل أدوارا عديدة
تداعب شرايين الغرام
وتكتب مكاتيب الغرام
وتدنو منك بلا حياء
وتؤمن بالقضاء والقدر…
أصبحت امرأة جديدة حديثة تلون مقلتيها بألوان الغروب
تستفزك ولا تؤمن بالهروب
تنحني لحب ماجد في ظلمة الوديان ظهر…
هكذا لونتني الحياة بعدما عرفت عينيك
بعدما رست سفينتي في شواطئ حبك الذي أعفاني من ديباجة القهر…
أحبك صدقني أحبك وأدرك جيدا أن عينيك هي القمر…
التوقيع :امرأه عاشقة



عيد بلاك أيها القمر
ويعود العيد ليظل يحمل لنا كل كآبة القدر…
ونظل مصلوبين الفكر والإحساس والعاطفة بلاك أيها القمر…
تظل أقدامنا مشلولة
وأفواهنا مقفولة أمام دماثة الرحيل ودموع السفر…
هكذا هو عيدنا
جزء لا يتجزأ من ديباجة مملة
ومسرحية هي أيضا مملة كتبها كاتب ممل اسمه الضجر…
بداخل أوردة السماء أرى أشياء غريبة وأرى امرأة في مثل هذا اليوم فقدت سمعها والبصر…
أرى قمحا
أرى شعيرا
وأرى دمعا في مقل البؤساء مطر…
أسألك أيتها الأيام كيف يغدو العيد عيدا وتكون سماؤنا الغضبى سماءا والألم في أبيات قصائدنا انسطر؟؟…
أسألك أيتها الأيام كيف تكون الفرحة مسجونة على شفاهنا العقيمة وكيف يغدو قلبي جريحا أمام دموعي انفطر...
كل شيء في حياتنا صار ألما
ففطورنا اليوم ألم
وصهيل خيولنا ما هو إلا سمفونية من ألم
وغناؤنا من حزن الأنين انشطر…

لماذا تبكين؟؟..

لأول مرة أراك تبكين…
وللتو فقط أدركت أن لك عيونا ودموعا بل وتحسين…
أيا ترى ضاع مجد أجدادك الأولين؟؟؟…
أم أنك الآن فقط سمعت بدعوى المستشرقين؟؟…
منذ صغري وأنا اسمع بأن دموع التماسيح لا تهطل في كل حين…
إذا لماذا تبكين؟؟؟..
أثارت عليك جدائل شعرك ؟أم أن البرد جعلك تستصرخين؟؟…
أجننت؟؟
أخبريني؟
قد تكونين سهوت فزرعت وردتك في الحناء بدلا من الطين …
أوأنك متألمة متضجرة لأن ثوبك لا يليق بالحاضرين؟؟…
إذا لماذا تبكين؟؟؟…
آه على مسرحيات دمرتني خضتيها أنت وخداعك وكثير من الممثلين…
آه على لحظات وقعت فيها طريحة الأرض وأنت في ألا ساس من صميمك تبكين…
إذا فلتضحكي ولتبكي علنا نضعك في مستشفى المجانين…
لماذا أنت سارح؟؟..
بماذا تفكر ولماذا أنت سارح؟؟..
أتفكر في شبك اليدين أم بتلاوة قصتنا العذبة فوق كل المسارح؟؟…
إذا لماذا أنت سارح؟؟..
أرى قسماتك في هوامش القمر منفعلة ،وأرى تقلباتك في زوايا القمر منذهله ،وأرى في عينيك أمسا جارح…
أتراك تعيد شريط ذكرياتك أم أن الزمان غدا لشريط ذكرياتك طارح؟؟…
أتذكرت ضريح حبك وكيف كنت بجوار الضريح نائح؟؟…
أضاقت بك دروب الحياة وصغرت في عينيك المطارح؟…
إذا لماذا أنت سارح؟؟
قم انفعل وانطلق معي في مدائن العشق سائح…
امتطي الإبل امتطي الخيل ولكن احذر من خيلي الجامح…
تكلم اهمس ولا تقل لي بأنك كنت في اعترافك لي بالحب مازح…
لا وقت لدينا فكل يوم تغرب شمس جديدة وعندما تنتهي الشموس ستلقي بجثتك البريئة في البحر الميت المالح…
هناك أبشرك بأنك ستطفو وتطفو وتطفو ولكن هيهات أن يعود لك الأمس السارح…
إذا لماذا أنت سارح؟؟…

اللقاء المنتظر
تحنط الوقت في المقل وأنا أقف على حافة نافذتي اتكأ على عصاي لأرقب من على بعد قدومك المنتظر…
ستأتي أليس كذلك؟؟
آه على عشر أعوام غربة قلبي فيها انفطر…
آه على عذاب فؤادي وعلى لوعتي وعلى حياة الجحيم التي عشتها وآه على سقر …
هرمت الأيام معي وأصبحت أنا والساعات نصبغ الشيب الذي في الرؤوس انتشر…
تجعد وجهي وانطوت شراييني وذاب قلبي بعد أن حج في ربا البعد واعتمر…
أصبحت أقضي في بعدك ليلة في العراء
وليلة في الغبراء
وأنام ليال تحت صليل الإبر…
تكسرت أسناني وانحنى ظهري فاصبح كمحور الأرض الذي مال واشتهر…
أصبحت أفتح عينا وأغلق الأخرى عل الدروب تنطوي
علها تقصر مسافة السفر…
هيا تعال
وأسرع أرجوك فأنا على النافذة منذ شهر..
لا تخف سأحييك بالرغم من أن صوتي اصبح يشبه إلى حد ما صوت صراخ القدر…
تعال فأنا لن أعاتبك أبدا فذنب فرقاك مغتفر…
أمصال عاطفية ماردة
وأقفلت كل الأبواب أمامي وصرت طريحة
الفراش جثة هامدة….
نسيني الربيع من أزهاره
والنهار من أفكاره
وغدوت مشلولة القوام صفراء وملامحي غدت باردة…….
افتقدتك بعنف حبيبي
وافتقدت عينيك اللتين كانتا تحقناني بأمصال عاطفية ماردة….
افتقدت هدير أنفاسك
وزئير إحساسك
وصفعات عطرك الذي كان يسلبني اتزاني
والريح على ذلك شاهدة……..
ماذا حدث لي بعدك؟ كيف انهرت هكذا؟ وأنا التي ما كانت زلازل الكون تؤثر في خصيلات شعرها
ولا كانت أزمات الكون على حياتها سائدة؟…….
ما كنت لأنقاد لأحد مطلقا ولا كنت أؤمن بالرضوخ
ولا بالخشوع
وعواطف الحب القائدة………
ما كنت لأنحني
وحبك حقا جعلني أنحني
وجعلني أنثى تعترف بالغروب
وببلاهة الدروب
ولحبك دوما عائدة…….
عد لي حبيبي فأنا مللت الحياة بعدك ومللت طعم حساء الوحدة الذي أتجرعه على تلك المائدة………..
25/11/2003
الصمت الأرجواني
وكتبت قصتنا فوق أهداب الشتاء…..
حفرتها قصيدة بلورية
وأغاني لليال زمردية
ولحن ليس له إلا البقاء………
كورتك أيها الغادي فوق ابتسامات شراييني شعارا مغوليا
وصقلتك في أهدابي عطرا همجيا يعاند عطر السماء……
لم تكن كأي إنسان عابر في حياتي
فكنت شيئا مميزا يقتص من وجداني راحته
ويهبني اضطرابا
هيجانا
وعناء………
لم تكن طيفا أستطيع نسيانه بسرعة
فلست مجرد رواية مثيرة أحتفظ بها على رفوفي
ولست مجرد قمر يضيء ليالي الظلماء…………
لم تكن إحساسا يمكن أن أتتلافاه بسهولة
أو أن أدير له ظهري بسهولة
أتحجج بليالي الشقاء…….
لست إلا عواطفا تحاكيني بكل ما فيها
تهبني مزيدا من الإصرار
مزيدا من الابتكار
مزيدا من الرفعة والعلاء……
أسطورة عجزت أن أفهم سر امتشاق قوامها في وجداني
صمتا أرجوانيا فشلت في تأسيس لغة له
إمبراطورية من طاعة لعينيك وولاء……
أحبك دفئا مميزا
أحبك إنسانا ووفاء………….
25/11/2003
حالة مريرة من الانتظار
وأظل أعيش حالة مريرة من الانتظار……
أظل مصلوبة الفكر
مشلولة اليقين
عاشقة للرحيل والأسفار……
هكذا أصبحت حياتي بعد أن عرفتك
بركانا هائجا
قدرا ساخطا
مساءا ظامئا لكل الأقمار………
أصبحت أنتظرك بعنف
وأنتظر صمتك الدامي
وصوتك الدافي
وهيبة ملامحك والوقار……
حتى رائحة عطرك اللعينة أنتظرها وأفرش لها الأرض رملا وأزهار…….
وعواطفك الجياشة المريرة أضع لاجلها الألوان الداكنة على أهدابي
وارصف اللغة لاجلها لآلئ ومحار……
وأظل أحتضر بصمت
وأغني بصمت
وأدفن قصائدي في فروع الأشجار……….
أظل أتماوج بعنف وحدي
فتغلي دمائي تارة
وتارة أخرى ألون شفاهي بالغبار…….
لا اعرف كيف استطعت أن تبلور بجدارة عذاب حبك في مقلتي
ولا ادري كيف صار حبك بالنسبة لي أشواقا وانتحار…..
أحببتك رحيلا مرا
رحيقا داميا
إبحارا وابحار…………
أحببتك شعورا يأتي ليغتالني من اللا نهاية
يمزقني
يكتب لي قصائد رثاء وقصائد اعتذار…….
أحببتك صوتا يزلزلني
يوبخني
يعاندني
يشعل في كبريائي النار……

أبوجمـــال
25-10-2004, 01:48 PM
ما شاء الله ...

كلام متقن وبغاية الروووعة والجمال......

أقف إحتراماً لما خطته يمناكي هنا يا أخت ديما ...

وأرجو منكي المعذرة في نقل الموضوع إلى المميزة ...

أبوجمـــال

مختــار الصحاح
22-11-2004, 04:30 AM
السلام عليك يا وريثة القباني
حين رايت اسمك في المواضيع المميزة،تذكرت باني شاركت في احدى قصائدك فالقيت على ديوانك نظرة فضول
فاذا بالكلمات تزلزل وجداني وتقع على نفسي الجريحة وقع الصاعقة،واخذت كلماتك تاخذ بيدي وتسحبني الى قعر بحر من ذكريات حزينة كان قد تراكم عليها الغبار.
وغُصت مع السحر الهمجي لكماتك الى اعماق تلك الذكريات، وبينما انا مستمر على القراءة و يقشعر بدني تارة و تسكرني خمر الكلمات تارة اخرى،اذا بي اقطع القراءة و اذهب لغلق باب الغرفة لامنع من ان يوقظ بكائي والداي من نومهما.
الا انه كنت اود قراءة نهاية اقوى و اشجع لتلك الجريحة،فكان عليها ان لا تنحني للارعن الذي لا يستحق ضفرها،وكانت لابد ان تلقي به و بحبه اللعين في جهنم و بئس المصير
انني اتسائل،كيف غاب هذا الاسم عني،وكيف لم اقرأ لك من قبل؟
من انت،ومن اي عالم تقتضبين هذه الكلمات؟
والله ذقت اثناء قرائتي من المرارة التي ذاقتها هذه المكابرة،الراحلة، العاشقة لربط الحزن بالهدايا،النادمة الكثير مما ذاقته في سنين.!!
اشكرك سيدتي جزيل الشكر لايقاظك ذكريات لي قد عتقت،لا تحسي بالندم لانني اصبحت ايضامثل ذلك التمثال المركون الذي هو ذراعه الايسر انكسر

تربت يداك و لا جف قلمك
ودمت ايتها القبانية