Perfect Chaos
24-10-2004, 02:16 PM
يساعد على تكوين الشخصية الإيجابية لديهم:صيام الأطفال بين الترغيب والإرهاق
http://www.alriyadh-np.com/Contents/24-10-2004/Mainpage/images/R6.jpg تحقيق - يحيى زيلع
عني الإسلام بمرحلة الطفولة وحث الوالدين على أن يعلموا أبناءهم أصول الإسلام وشرائعه ويعودوهم عليها لتتألف قلوبهم عليها.. ومن حسن التربية وتمام الرعاية تدريب الأطفال على صيام شهر رمضان المبارك.
ومع الاهتمام بهذا التوجيه الكريم نجد أن بعض الآباء والأمهات يقومون بمنع صبيانهم من الصيام ظناً منهم أن في ذلك رحمة بهم وشفقة عليهم.
"الرياض" ناقشت مسألة صيام الأطفال وتوجيه الشرع المطهر في هذا الشأن.
أهمية مرحلة الطفولة
@ بداية تحدث إلينا الأمين العام للتربية الإسلامية في وزارة التربية والتعليم الشيخ سعود بن عبدالعزيز العاصم عن اهتمام الإسلام بمرحلة الطفولة فقال: يقول الله تعالى في محكم التنزيل: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين} ولقد اعتني الإسلام الحنيف بمرحلة الطفولة أيما عناية وجاءت شريعة الإسلام بتوجيهات عظيمة لهذه المرحلة في الصلاة والحج والزكاة والصيام توجيهات تستهدف التنشئة الإسلامية منذ الصغر ليعظّم الله جل وعلا شرعه المطهر.
فالصيام مثلاً في حق الصغير لا يجب عليه حتى يبلغ لقوله صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاثة.. عن النائم حتى يستيقظ وعن الصغير حتى يكبر" والتوجيه النبوي في هذا الشأن يأمر ولي الصبي، أن يدربه على الصوم إذا أطاقه اقتداء بالصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح الذين كانوا يصومون أولادهم وهم صغار ويذهبون بهم إلى المسجد فيجعلون لهم اللعبة من العهن (الصوف) فإذا بكوا من فقد الطعام أعطوهم اللعبة يتلهون بها فهذه هي سيرة السلف الصالح رضي الله عنهم.
السلوك المرفوض
وأضاف الشيخ سعود العاصم: كثير من الأولياء اليوم ينشغلون عن هذا الأمر ولا يأمرون أولادهم بالصيام بل ان بعضهم يمنع أولاده من الصيام مع رغبتهم فيه بزعم أن ذلك رحمة بهم، والحقيقة أن رحمتهم هي القيام بواجب تربيتهم على شعائر الإسلام وتعاليمه القيمة.. فمن منعهم من ذلك، وفرّط فيه كان ظالماً لهم ولنفسه أيضاً.
نعم إن صاموا فرأى عليهم ضرراً بالصيام فلا حرج عليه في منعهم منه حينئذ قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: الطفل مسؤولية والديه أن يدرباه على شعائر الإسلام وأن يحفظاه من الشر، سواء ما يعرض في القنوات الفضائية الساقطة أو من أي شيء من شأنه أن يعبث في فطرته التي فطره الله عليها قياماً بمسؤولية الرعاية والأمانة وحفظاً لأجيال المسلمين لحمل رسالة الإسلام وتبليغها للعالمين.
البعد التربوي
في صيام الأطفال
وعن الجانب التربوي لصيام الأطفال قال الدكتور عبدالرحمن بن مبارك الفرج رئيس قسم التربية الإسلامية في وزارة التربية والتعليم: لاشك أن الصيام مدرسة والمدرسة مصدر للتربية والتعليم وتعويد الطفل على الصيام وغيره من شعائر الإسلام فيه تربية له على الكثير من المعاني السامية التي تنطوي عليها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وفيه دفع له على تعلم هذه المعاني والتعود عليها، فقد روى البخاري ومسلم عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء الى قرى الأنصار من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه ومن أصبح صائماً فليصم قالت: فكنا نصومه ونصوِّم صبياننا فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار، وهذا دليل على حرص الصحابة على تربية أبنائهم على الالتزام بالشعائر الدينية منذ نعومة أظفارهم وفي تعويدهم رفع المشقة والحرج عنهم عند بلوغهم سن التكليف.
ويقسم الدكتور الفرج الأطفال الى ثلاثة أقسام: النوع الأول: وهو من يصبر على الصيام وقد يكون ممن يتأثر بالصيام لأنه يعاني من مرض معين يضر معه الصوم مثل مرضى الحساسية في الصدر أو السكر أو الضعف العام أو غير ذلك وهذا يحسن اقناعه بلطف على عدم الصوم.
النوع الثاني: وهو من يصر على الصيام وهو لا يعاني من أمراض لكن الأهل يشفقون عليه من التعب، فهذا الأولى تشجيعه ومساعدته على إتمام الصيام كما كان يفعل الصحابة.
النوع الثالث: وهو من يرى الأهل أنه يقدر على الصيام لكنه يصر على عدم الصيام وهذا يمكن أخذه بالرفق واللين والتشجيع وتقديم الهدايا، وضرب الأمثلة بأقرانه الصائمين، لأن الصوم لا يجب على الطفل إلا عند البلوغ لذا لا ينبغي تصنيفه أو استخدام أسلوب الشدة معه حتى لا يؤدي ذلك الى نتائج سلوكية غير مرغوبة. فقد يدعي أمامهم أنه صائم ويتناول الأكل بعيداً عن أعينهم، وفي هذا تعويد على الكذب والخديعة.
دور الأسرة في التوجيه
من جانبه أكد الشيخ محمد بن عبدالله آل خريص إمام وخطيب جامع الصحابة بحي غبيراء بمدينة الرياض على أهمية تدريس الأطفال على العادات والعبادات وحث الآباء والأمهات على مديح صنع أولادهم وعزمهم على الصيام كما قال يحب التنبيه على أنه إذا كان الصيام يشق عليهم أو يضرهم فإنهم لا يلزمون بذلك وقال والذي ينبغي على أولياء الأمور بالنسبة لمن ولاهم الله عليهم من الأهل والصغار أن يتقوا الله تعالى فيهم.
كما أشاد فضيلة بحرص أطفال الحي على حضور حلقات التحفيظ بالجامع والمشاركة كذلك في مشروع تفطير الصائمين بالحي وقال إن هذه الأعمال تساعد على تكوين الشخصية الإسلامية الإيجابية المبكرة عند هؤلاء الأطفال.
سنة أولى صيام
(الرياض) في تواصل لها مع طرح مسألة صيام الأطفال التقت بأطفال تتراوح أعمارهم بين السابعة والثامنة في بداية صيامهم:
أحمد عز الدين محمود، وليد حمد عبدالله جابر، محمد خالد سعيد احمد، يوسف عبدالله محمد مكاوي، عبدالله عمر عيضة، حسان احمد حداد، سعود علي حسن معشي وقد تحدثوا جميعاً عن تجربة في الصيام لأول مرة فقالوا: هذه هي السنة الأولى التي نصوم في شهر رمضان المبارك ونحن نعوّد أنفسنا على الصيام ابتغاء للأجر من الله عز وجل وقالوا ونحن كذلك نتقوى على الصيام بتناول وجبة السحور قبل أن ننام كما أننا نكثر في النهار من قراءة القرآن الكريم وحقيقة اننا نجد في أنفسنا نشاطاً مميزاً كما أكدوا أن أولياء أمورهم يباركون حسن صنيعهم بإقبالهم على الصوم دون أن يكرهوههم على الصيام أو الإفطار.
http://www.alriyadh-np.com/Contents/24-10-2004/Mainpage/ramadan_8818.php
http://www.alriyadh-np.com/Contents/24-10-2004/Mainpage/images/R6.jpg تحقيق - يحيى زيلع
عني الإسلام بمرحلة الطفولة وحث الوالدين على أن يعلموا أبناءهم أصول الإسلام وشرائعه ويعودوهم عليها لتتألف قلوبهم عليها.. ومن حسن التربية وتمام الرعاية تدريب الأطفال على صيام شهر رمضان المبارك.
ومع الاهتمام بهذا التوجيه الكريم نجد أن بعض الآباء والأمهات يقومون بمنع صبيانهم من الصيام ظناً منهم أن في ذلك رحمة بهم وشفقة عليهم.
"الرياض" ناقشت مسألة صيام الأطفال وتوجيه الشرع المطهر في هذا الشأن.
أهمية مرحلة الطفولة
@ بداية تحدث إلينا الأمين العام للتربية الإسلامية في وزارة التربية والتعليم الشيخ سعود بن عبدالعزيز العاصم عن اهتمام الإسلام بمرحلة الطفولة فقال: يقول الله تعالى في محكم التنزيل: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين} ولقد اعتني الإسلام الحنيف بمرحلة الطفولة أيما عناية وجاءت شريعة الإسلام بتوجيهات عظيمة لهذه المرحلة في الصلاة والحج والزكاة والصيام توجيهات تستهدف التنشئة الإسلامية منذ الصغر ليعظّم الله جل وعلا شرعه المطهر.
فالصيام مثلاً في حق الصغير لا يجب عليه حتى يبلغ لقوله صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاثة.. عن النائم حتى يستيقظ وعن الصغير حتى يكبر" والتوجيه النبوي في هذا الشأن يأمر ولي الصبي، أن يدربه على الصوم إذا أطاقه اقتداء بالصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح الذين كانوا يصومون أولادهم وهم صغار ويذهبون بهم إلى المسجد فيجعلون لهم اللعبة من العهن (الصوف) فإذا بكوا من فقد الطعام أعطوهم اللعبة يتلهون بها فهذه هي سيرة السلف الصالح رضي الله عنهم.
السلوك المرفوض
وأضاف الشيخ سعود العاصم: كثير من الأولياء اليوم ينشغلون عن هذا الأمر ولا يأمرون أولادهم بالصيام بل ان بعضهم يمنع أولاده من الصيام مع رغبتهم فيه بزعم أن ذلك رحمة بهم، والحقيقة أن رحمتهم هي القيام بواجب تربيتهم على شعائر الإسلام وتعاليمه القيمة.. فمن منعهم من ذلك، وفرّط فيه كان ظالماً لهم ولنفسه أيضاً.
نعم إن صاموا فرأى عليهم ضرراً بالصيام فلا حرج عليه في منعهم منه حينئذ قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: الطفل مسؤولية والديه أن يدرباه على شعائر الإسلام وأن يحفظاه من الشر، سواء ما يعرض في القنوات الفضائية الساقطة أو من أي شيء من شأنه أن يعبث في فطرته التي فطره الله عليها قياماً بمسؤولية الرعاية والأمانة وحفظاً لأجيال المسلمين لحمل رسالة الإسلام وتبليغها للعالمين.
البعد التربوي
في صيام الأطفال
وعن الجانب التربوي لصيام الأطفال قال الدكتور عبدالرحمن بن مبارك الفرج رئيس قسم التربية الإسلامية في وزارة التربية والتعليم: لاشك أن الصيام مدرسة والمدرسة مصدر للتربية والتعليم وتعويد الطفل على الصيام وغيره من شعائر الإسلام فيه تربية له على الكثير من المعاني السامية التي تنطوي عليها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وفيه دفع له على تعلم هذه المعاني والتعود عليها، فقد روى البخاري ومسلم عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء الى قرى الأنصار من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه ومن أصبح صائماً فليصم قالت: فكنا نصومه ونصوِّم صبياننا فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذلك حتى يكون عند الإفطار، وهذا دليل على حرص الصحابة على تربية أبنائهم على الالتزام بالشعائر الدينية منذ نعومة أظفارهم وفي تعويدهم رفع المشقة والحرج عنهم عند بلوغهم سن التكليف.
ويقسم الدكتور الفرج الأطفال الى ثلاثة أقسام: النوع الأول: وهو من يصبر على الصيام وقد يكون ممن يتأثر بالصيام لأنه يعاني من مرض معين يضر معه الصوم مثل مرضى الحساسية في الصدر أو السكر أو الضعف العام أو غير ذلك وهذا يحسن اقناعه بلطف على عدم الصوم.
النوع الثاني: وهو من يصر على الصيام وهو لا يعاني من أمراض لكن الأهل يشفقون عليه من التعب، فهذا الأولى تشجيعه ومساعدته على إتمام الصيام كما كان يفعل الصحابة.
النوع الثالث: وهو من يرى الأهل أنه يقدر على الصيام لكنه يصر على عدم الصيام وهذا يمكن أخذه بالرفق واللين والتشجيع وتقديم الهدايا، وضرب الأمثلة بأقرانه الصائمين، لأن الصوم لا يجب على الطفل إلا عند البلوغ لذا لا ينبغي تصنيفه أو استخدام أسلوب الشدة معه حتى لا يؤدي ذلك الى نتائج سلوكية غير مرغوبة. فقد يدعي أمامهم أنه صائم ويتناول الأكل بعيداً عن أعينهم، وفي هذا تعويد على الكذب والخديعة.
دور الأسرة في التوجيه
من جانبه أكد الشيخ محمد بن عبدالله آل خريص إمام وخطيب جامع الصحابة بحي غبيراء بمدينة الرياض على أهمية تدريس الأطفال على العادات والعبادات وحث الآباء والأمهات على مديح صنع أولادهم وعزمهم على الصيام كما قال يحب التنبيه على أنه إذا كان الصيام يشق عليهم أو يضرهم فإنهم لا يلزمون بذلك وقال والذي ينبغي على أولياء الأمور بالنسبة لمن ولاهم الله عليهم من الأهل والصغار أن يتقوا الله تعالى فيهم.
كما أشاد فضيلة بحرص أطفال الحي على حضور حلقات التحفيظ بالجامع والمشاركة كذلك في مشروع تفطير الصائمين بالحي وقال إن هذه الأعمال تساعد على تكوين الشخصية الإسلامية الإيجابية المبكرة عند هؤلاء الأطفال.
سنة أولى صيام
(الرياض) في تواصل لها مع طرح مسألة صيام الأطفال التقت بأطفال تتراوح أعمارهم بين السابعة والثامنة في بداية صيامهم:
أحمد عز الدين محمود، وليد حمد عبدالله جابر، محمد خالد سعيد احمد، يوسف عبدالله محمد مكاوي، عبدالله عمر عيضة، حسان احمد حداد، سعود علي حسن معشي وقد تحدثوا جميعاً عن تجربة في الصيام لأول مرة فقالوا: هذه هي السنة الأولى التي نصوم في شهر رمضان المبارك ونحن نعوّد أنفسنا على الصيام ابتغاء للأجر من الله عز وجل وقالوا ونحن كذلك نتقوى على الصيام بتناول وجبة السحور قبل أن ننام كما أننا نكثر في النهار من قراءة القرآن الكريم وحقيقة اننا نجد في أنفسنا نشاطاً مميزاً كما أكدوا أن أولياء أمورهم يباركون حسن صنيعهم بإقبالهم على الصوم دون أن يكرهوههم على الصيام أو الإفطار.
http://www.alriyadh-np.com/Contents/24-10-2004/Mainpage/ramadan_8818.php