المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياة



melhem
26-10-2004, 05:35 PM
بالأمس وبينما كان الناس نيام كان قلبين يتسامران سويا. قال قلب الفتى وفيه وله العاشق وخوف العابد وصلابة الجبابره:
حبيبتي كل الدنيا تتكلم عن حبنا انظري النجوم تتهامس فتنشد فينا اجمل كلمات الحب والتكبير وأنظري كيف الأشجار والأقمار والشموس تجعلنا افضل قدوة لأحباء والمحبين وأنظري كيف الأنهار والبحار والمحيطات لا تساوي شيئا امام ينبوع حبنا الذي لا ينضب.
إبتسمت الفتاز ابتسامة المطمائنه الوادعه والقت برأسها ليستقر على كتف من تحب وغابت عن الدنيا كلها ساكنة قلبا لا يحده حد. وكانت اللحظات تتراكض كنبضات قلب وتتسارع كلمحة فكر وما هي إلا اويقات قليلة من الضياع الجميل كان في خلالها يسود الخير والجمال الأكوان جميعها حتى سمع صوت خافت يناجي ويستغيث في أن فاقترب الحبيبان على مهل لأصبحا على مسافة قريبه من الصوت وأصغيا بإمعان:
أهٍ نفسي أتذكرين كيف كنا فيما مضى ؟ أتذكرين تلك البقعه كم حنت عليّ وإياك لتجمعنا فوق ربوعها وتحت ظلالها مع من نحب؟ وأتذكرين كم مرّة سترتنا ومعشوقتنا في ظلالها عن عيون المتطفلين لنقضي اجمل الليالي الفردوسيه ؟ والأن هانحن وحيدين فوق هذه التلال وفي ربوعها تتناهشنا انياب الوحدة والخوف والفراق ويحصدنا الموت والجفاء رويدا رويدا.
وصمت الفتى عن الكلام ورسم على شفتيه أبتسامة اليأس والموت والأستسلام.
نظر العاشقان الى بعضهم البعض ورجعا الى مكانهما والصمت يمزق المكان وحاولت الفتاة جاهدة ان ترمي برأسها على كتف حبيبها ولكن هيهات ان يطمأن قلبا أقتحمته هواجز الخوف والموت والأفتراق وهو كذلك لم يعد يرى في حديث الطبيعة ما كان يراه . ونظر في عينين محبوبته ليرى جنائن من الضباب المخيف يحجب عن عينيه ثقة قتلها الشك وحب خنقه الخوف والتردد وطيبة انتحرت امام شواطئ الحياة المتعدده. نظر الفتى كثيرا وامعن اكثر فأكثر بعينين محبوبته وأخيرا قتل السكون المقيت وقال وفي عينيه بقايا نجوم تغسل سماء خديه :
مالك حبيبتي ضائعة ومالنا كلانا ضائعين أين لمعة المحبين وأحمرار العشق في الوجنتين . حبيبتي احس ببرودة لم اعهدها سابقا فنظرت عينيك تغيرت حتى همس الشفتين .
أبتسمت الفتاة أبتسامة الشك والريب والخوف ونظرت الى مسجد رأسها السابق (كتف حبيبها) فرأته مملوءا بالأشواك والثعابين ونظرت الى حبيبها إذ بها ترى انسان بألف لون ولون . وهي في تلك الحالة ابتسم صديقها فنظرت اليه وقالت:
رفيقي اما زلت كما عاهدتني نقيّة كالشمس عفيفة كالأقمار والنجوم عاشقة كالرياح تداعب الغيوم؟
رفيقي ؟ ألأن أصبحنا رفقاء؟
إلتفتت الفتاة وأدارت بظهرها نحو رفيقها وقالت وبصوتها شجون المحبين وعبرات العاشقين وإبتهلات العابدين :
حبيبي ! أهكذا تريد ان تكون ؟ ومن تكلم على ان الحب موجود . كل الحياة سواد أسود لا بياض فيه بل سواد بسواد وظلام بلا حدود .
ومنذ متى كان الكون بطبيعة واحدة او لون واحد أنسيت جميل ليالينا وبديع حديثنا نناجي بعضنا بعضا ونسترق الفرحة تلو الفرحة...
نعم , نسترق لقد صدقت حقا . ألم ترى معي هذا العاشق وما ألى إليه في نهاية الأمر من الوحده والأفتراق والضياع .
الخوف الخوف الخوف نعم صديقتي عجيب الخوف عندما يدخلف حياتنا بجبروته ليقلبها رأسا على عقب ويغيرها كليا ويجعلنا نرضخ له بكل ما يريد . صديقتي ؟ لو انّ كل الناس خافوا من شئ إبتعدوا عنه ونبذوه لما عمل رجل ولما درس تلميذ و لما تزوج فتى وفتاة ولو كل اثنين خافوا من الأفتراق لما وجد محب ولا ام ولا اب .
وغاب الفتى عن ناظري الفتاة ابتدأ الظلام يحل محله فخافت الفتاة من الوحده القاتله فالحقت بحبيبها تناديه وتناجيه...

لبناني بالولادة
26-10-2004, 05:38 PM
اخي العزيز ملحم اتمنى لك النجاح و التقدم :biggthump

بسم الله اعليها
29-10-2004, 02:51 AM
السلام عليك يا ملحم..
يسعدني ان ارد على قصتك-الحياة-في البداية قصتك حملت لنا الامل ..الحب الجميل لعاشقين دفعتني كقارئة ان احلم بقراءة نص جميل مماثل..لكن يا اخي باتت قصتك تدخل شيئا فشيئا الى عالم متشح بالسواد..وذاك الظلام الذي تحدثت عنه كمن فقد الامل في الحياة..رغم سواد الايام فالحياة تستخق ان تعاش
...مزيدا من التالق..

الأنـــام
29-10-2004, 08:13 AM
:cool: القصة وايد حلوى وتعبر عن الحب والتفاهم في معناء الحيا ة وانا اعترف بنك غلبتني وجميل أن اتواصل معاك ويسعدني التعرف على القصص الجديدة وتحياتي الحرا لك اخوي:cool:

melhem
04-11-2004, 06:18 PM
اخي الأنام و اخي لبناني بالولاده واختي بسمالله عليها شكرا جزيلا لكم

melhem
18-11-2004, 07:54 PM
شكرا خالصا لجميع من قرأ قصتي وعلق عليها