melhem
27-10-2004, 11:30 PM
الدماء
في عامنا هذا ، تأرجحت الكواكب غاضبه ، و شاخت الشمس منهكه ، و النجوم غاصت وراء النجوم . اجتاحت النيران تأكل الأشجار و الحيوان و البشر دون تمييز ما بين بريئ و مذنب ، ما بين رضيع و شيخ .
أفاق العالم على صراخ عنيف أليم ، على صراخ مستنجد و لكن لا منجد ، على صراخ ضعيف و لكن ما من سامع . و التفت رجل نحو الصوت و اذ بأخ له يطلق حشرجه المتأمل بجرعه دواء ، و همس العطشى مطالبه بقطرة ماء.... و لكن ما كان من الاخ الا انه وقف دون حراك. و نظر الملايين تلو الملايين و لم يكن منهم سوى ما فعله اول الناظرين...... و صودف ذاك مع مرور رجل هزيل ضعيف نظر الى المتأمل سائلا :
* " من انت يا اخي ؟"
*" أنا من أرض دجله و الفرات ، أسكن هنالك في بيت صغير بسيط ، غير اني استيقظت اليوم على اصوات جحافل المغول و التتر تحرق و تقتل و تدمّر . تلك الجحافل أنهت كل شيئ و احتلت كل شيئ ، فقمت استنجد اخوتي ، و لكن هيهات أن يسمعني من سكن القصور و امتلك العروش و جالس الملوك . فأنت اول شخص يسألني عن مصيبتي ."
فنظر الرجل الهزيل - و عيناه امتلأت بالدموع - نحو اخيه و ابتسم له ابتسامه ساخر بالدنيا و من فيها و قال له :
*" قم يا اخي و لا تنادي أحدا . فأنا مثلك أنادي منذ خمسه و خمسين عاما، و لكن ما من مجيب . هلم بنا نزرع الأرض الطيبه بقايا أجساد و نروي مزروعاتها بأطيب الدماء فالخطب و الاستنجاد لا ترجع الأوطان بل الدماء ، الدماء .... الدمااااء........ "
في عامنا هذا ، تأرجحت الكواكب غاضبه ، و شاخت الشمس منهكه ، و النجوم غاصت وراء النجوم . اجتاحت النيران تأكل الأشجار و الحيوان و البشر دون تمييز ما بين بريئ و مذنب ، ما بين رضيع و شيخ .
أفاق العالم على صراخ عنيف أليم ، على صراخ مستنجد و لكن لا منجد ، على صراخ ضعيف و لكن ما من سامع . و التفت رجل نحو الصوت و اذ بأخ له يطلق حشرجه المتأمل بجرعه دواء ، و همس العطشى مطالبه بقطرة ماء.... و لكن ما كان من الاخ الا انه وقف دون حراك. و نظر الملايين تلو الملايين و لم يكن منهم سوى ما فعله اول الناظرين...... و صودف ذاك مع مرور رجل هزيل ضعيف نظر الى المتأمل سائلا :
* " من انت يا اخي ؟"
*" أنا من أرض دجله و الفرات ، أسكن هنالك في بيت صغير بسيط ، غير اني استيقظت اليوم على اصوات جحافل المغول و التتر تحرق و تقتل و تدمّر . تلك الجحافل أنهت كل شيئ و احتلت كل شيئ ، فقمت استنجد اخوتي ، و لكن هيهات أن يسمعني من سكن القصور و امتلك العروش و جالس الملوك . فأنت اول شخص يسألني عن مصيبتي ."
فنظر الرجل الهزيل - و عيناه امتلأت بالدموع - نحو اخيه و ابتسم له ابتسامه ساخر بالدنيا و من فيها و قال له :
*" قم يا اخي و لا تنادي أحدا . فأنا مثلك أنادي منذ خمسه و خمسين عاما، و لكن ما من مجيب . هلم بنا نزرع الأرض الطيبه بقايا أجساد و نروي مزروعاتها بأطيب الدماء فالخطب و الاستنجاد لا ترجع الأوطان بل الدماء ، الدماء .... الدمااااء........ "