المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية واشنطن تسحب تقريراً يسقط العراق من قائمة الدول ذات الصلة بالقاعدة



abukhan
29-10-2004, 07:00 AM
واشنطن تسحب تقريراً يسقط العراق من قائمة الدول ذات الصلة بالقاعدة

فضيحة جديدة تزيد انحسار صدقية إدارة بوش


2004-10-29 واشنطن - حنان البدري:

ليس سهلاً البحث عن فضيحة من فضائح إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، لأسباب عدة، في صدارتها ان كل فضائحها الكبرى تكشفت من جراء أفعالها وانحسار صدقيتها، كما انها بمرور سنواتها الأربع نجحت في تطوير قوة للرد السريع الجاهز عبر المتحدثين باسمها في مختلف مراكز القوى التي تديرها. وتسلط “الخليج” الأضواء في اللحظات الآفلة من عمر الادارة الامريكية على فضيحة تثير إحراجاً شديداً لصقور الادارة، خصوصاً مكتب ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي. فقد حصلت على تقرير تم سحبه في هدوء من موقع وزارة الخارجية الامريكية على شبكة “الانترنت” يورد القائمة الامريكية الرسمية للدول ال 45 التي تعتبر الولايات المتحدة ان تنظيم “القاعدة” ينشط فيها. والمفاجأة التي تسببت في سحب التقرير ان تلك اللائحة لا تشمل العراق وسوريا.

واشنطن تسحب تقريراً يسقط العراق من قائمة الدول ذات الصلة ب”القاعدة”وقد تمت إزالة هذا التقرير قبل نحو شهرين من على الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية الامريكية، إلا أن “الخليج” تمكنت من الحصول على نسختين منه، احداهما مؤرخة في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني 2001 والثانية تحمل تاريخ العام الحالي 2004.

وأكدت مصادر امريكية ل”الخليج” ان قرار إزالة التقرير من على الصفحة الالكترونية لوزارة الخارجية الامريكية تم بهدف تلافي الاحراج لصقور الادارة، وعلى رأسهم تشيني الذي استمر في اطلاق تصريحات تحاول الربط بين “القاعدة” ونظام صدام حسين، حتى بعدما فشلت إدارة بوش في “إثبات” صدقية مبرراتها لغزو العراق المتمثلة في العثور على اسلحة دمار شامل كانت تعلم سلفاً ان لا وجود لها.

وعنوان تقرير وزارة الخارجية الامريكية هو “أسامة بن لادن و”القاعدة”، الدول التي شهدت وجوداً ل”القاعدة””. وقد ألصق على الصفحة الالكترونية الخاصة بوزارة الخارجية الامريكية منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2001. وتمت إزالته قبل اسابيع فحسب، ووضعت عبارة تفيد أن التقرير غير موجود وانه ربما نقل الى مكان آخر، وحصلنا على نسخة منه بتاريخ 2001 ونسخة كانت موجودة هذا العام.

وسألت “الخليج” آدم ايرلي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية عن ظروف ازالة هذه الصفحة، فأحالها الى صوفي موللي المسؤولة بوزارة الخارجية في وحدة برامج المعلومات الدولية إلا أنها لم ترد على الاستفسارات.

كما سألت “الخليج” الكاتب الامريكي الشهير وليام بلوم مؤلف كتاب “الدولة المارقة” الذي يتناول الهيمنة الامريكية حول واقعة نزع التقرير فأكدها. وقال انه شاهد هذه الصفحة في سبتمبر/ايلول الماضي، الا انها سرعان ما اختفت وتوقع الا تحصل “الخليج” على رد سريع من قبل وزارة الخارجية الامريكية، حول هذا الأمر، لاسيما ان التقرير يثبت قناعات امريكية قديمة استمرت حتى قبل بضعة اسابيع بأن لا علاقة بين “القاعدة” وصدام حسين. وقال بلوم: “ما حدث يؤكد التناقض الواضح بين ما كان تشيني وغيره يرددونه “بثقة”، في حين كانت وزارة خارجية ادارتهم تؤكد علناً العكس”.

وهذا من شأنه ان يؤكد ايضا ان من يدعي بوجود تلك الصلة غير صادق، وان قائمة وزارة الخارجية الامريكية اكثر صدقية وغالبا أقرها محترفون في الوزارة وإن لم تكن متماشية مع الخط الرسمي لذرائع الادارة الامريكية. إنهم في هذه الادارة يكذبون”.

وتتمثل الفضيحة في ان قائمة وزارة الخارجية لم تشمل دولاً من قبيل سوريا وكوريا الشمالية والعراق، أي ان هناك دولتين من دول ما سماه الرئيس الامريكي “محور الشر” ليستا في قائمة وزارة الخارجية الخاصة بالدول التي تنشط فيها “القاعدة”.

وسألت “الخليج” بلوم ما إذا كان ذلك كفيلاً بالتأثير في المستقبل السياسي لبوش، فقال: “إذا قامت الادارة الامريكية الحالية أو فكرت في غزو ايران، فهم سيقومون باستخدام مبررات أخرى مثل برامج التسلح النووي الايراني أو مخالفة ايران لتعليمات الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو ادعاء بأن ايران كانت تساعد “المتمردين” في العراق. وزاد: لكن في نهاية المطاف السبب الحقيقي والوحيد الذي قد يدفع امريكا الى مواجهة ايران أو التفكير في غزوها بغرض تدمير قوتها العسكرية هو “اسرائيل””.

وسألته: ألا يبدو ذلك ثمناً كبيراً على عاتق دافع الضرائب الامريكي وأفراد قواته المسلحة من اجل “اسرائيل” على رغم انها الحليف الاقرب لواشنطن؟ فقال: هؤلاء الذين يسددون الثمن في هذه الحالة غير هؤلاء الذين يضعون القرارات إنهم صفوة يهود البنتاجون وأولادهم ليسوا ضمن الذين يشاركون في حروب كهذه أو يموتون فيها. فهم أيضاً لا يأبهون لحياة بقية الامريكيين.