Perfect Chaos
31-10-2004, 01:21 PM
العبيكان: الصحوة قامت بلا ضوابط ولا دراسات دقيقة
خوارج هذا الزمان يغدرون بالمسلمين والمستأمنين معاً
http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/2004/10/31/Media_159249.JPG
المصدر : حاوره: د. عبدالعزيز النهاري
** الحديث الى الشيخ عبدالمحسن العبيكان يحتاج الى وقت طويل.. وسماحة هذا العالم الجليل.. تجعل المحاور يغوص في عدة أمور قد يبدو بعضها محظورا.. لكن تفتح الشيخ العبيكان.. واحاطته بواقع امتنا الاسلامية يزيل تلك العوائق التي كان مجرد الاقتراب منها كفيل بوقف أي حوار..
والشيخ العبيكان.. لولم يكن عالما.. لكان ديبلوماسيا من الدرجة الأولى..
اقول هذا وانا احاط منه بكل الترحاب.. والحفاوة.. ولولا عدم توقف هاتفه الجوال عن الرنين لمكثت احاوره حتى مطلع الفجر..
* فضيلة الشيخ.. ما الذي وقع لامتنا.. وما الذي جعلنا نعيش هذه الحالة التي لم نعشها من قبل?
** ماقلته في سؤالك هو الحقيقة.. ان الامة الاسلامية في الازمنة المتأخرة حدث فيها ما لم يحدث خلال القرون الماضية.. لقد عاش الناس في زمن ــ ادركنا أوله و ادركنا اخره ــ لم يكن هناك اتجاه الى التدين وبمعنى اخر الى التمسك الشديد بأحكام الاسلام.. فقامت صحوة.. وهذه الصحوة لاشك انها صحوة مباركة.. واقبل كثير من الشباب وغير الشباب على التدين والالتزام باحكام الاسلام.. لكن هذه الصحوة قامت دون ضوابط ودراسات دقيقة.
* أي ضوابط?
** الضوابط الشرعية الصحيحة.. لقد كان هناك اقبال من الناس اولا على سماع قراءة القرآن.. ثم بعد ذلك قامت سوق المحاضرات والندوات والخطب التي انتشرت انتشارا كبيرا من خلال اشرطة الكاسيت..فكان لها تأثير على سلوك الشباب خاصة.. وعلى سلوك الناس عامة.. ثم اصبح الناس يعيشون في حالة انفعال وتأثر وعاطفة نحو الاسلام.. ونحو نصرة المسلمين.. وقد استغل البعض هذه الصحوة ووجدوا فيها ارضا خصبة لنشر آرائهم وتوجهاتهم..للوصول الى مقاصد معينة..من خلال حث الناس على التمسك بالدين وعلى الجهاد وعلى نصرة المستضعفين من المسلمين.. لكن بطرق غير صحيحة.. فوجدوا شبابا متحمسين.. ووجدوا اناسا متدينين.. فأخذوا يرغبونهم في الجهاد وفي القتال.. ويزهدونهم في الدنيا..فأقبل هؤلاء الشباب خاصة على الخروج للقتال بدون ان تكون هناك ضوابط.. وبدون ان تقوم الجهات المختصة من علماء ومربين وقادة وسياسيين بدراسة هذه الظاهرة دراسة دقيقة..ووضع ضوابط لكبح جماح هؤلاء الذين تحمسوا للاسلام هذا التحمس الشديد.. دون ان يكون عندهم خلفية كاملة عن احكام الدين..
تهييج سياسي
* ومن الذي كان يقودهم?
** كان يقودهم مجرد دعاة او خطباء..فاصبحت الخطب تنصب على المسائل السياسية البحتة.. وعلى التهييج السياسي.. وعلى اثارة عواطف الناس نحو اخوانهم المسلمين..
* ولماذا لايتعاطف المسلمون مع اخوانهم?
** تعاطف الناس مع اخوانهم المسلمين شيء مطلوب لكن ليس بالتهييج.. واقحام السياسة في ذلك..
* اذا كيف?
** ينبغي ان يكون هناك طريقة.. واسلوب في حث الناس.. وتحريك عواطفهم نحو الاسلام.. وبضوابط دقيقة.. لكن المشكلة انه لم يكن هناك أي دراسة.. ولم يكن هناك أي اجتهاد لضبط هذه الامور.. ففتح الباب على مصراعيه للقتال والخروج اليه في البلدان التي استولى عليها الاعداء ونحو ذلك.. وفتح الباب على مصراعيه لارسال التبرعات بمبالغ باهضة جدا..وصرفت صرفا غير مضبوط.. وغير مقنن..وغير مراقب.. فاستغلت هذه التبرعات لايجاد خلايا وجدت لها مكانا امنا في افغانستان.. وفي البلاد التي كان فيها الناس منشغلين بالقتال.. ومحاربة المعتدين.. فقامت هناك التنظيمات مثل تنظيم القاعدة.. وتجمع الذين كانوا في بلدانهم يعانون من اوضاع معينة .
* اوضاع مثل ماذا?
** قد يكون بعضهم سجن.. ونال في سجنه من انواع العذاب والعقاب مانال.. فاثر ذلك على نفسيتهم.. فاصبحوا ينفرون من كل حاكم.. ومن كل حكومة اسلامية.. ولجأوا الى تكفير الحكام..
مكفرو الحكام
* هكذا تكفير الحكام?.. واعتمادا على ماذا?
** كان الواحد يتمسك بظواهر نصوص.. وبدون ان تكون لديه الخلفية الدينية.. والعلمية التي تخوله لالقاء مثل هذه الاحكام جزافا..فأثروا على الشباب.. وسمموا افكارهم.
* كيف?
** الشباب ذهبوا لطلب الثواب من الله ولطلب الشهادة.. وطلب الجنة فوجدوا الذين يربونهم.. ويدربونهم على الجهاد والقتال..ووجدوا ان هؤلاء يدخلون مع برامج التدريب..برامج توجيهية نحو حكامهم وحكام العرب وحكام المسلمين.. ونحو علماء المسلمين..ولم يجد الشباب الا صوتا واحدا وهو صوت التكفير والتذمر من اوضاع الامة الاسلامية..وفي غياب الرقيب نشأ هناك المنهج التكفيري..
* هل نشأ الفكر التكفيري في افغانستان?
** لا.. فقد كان الفكر التكفيري في الاصل منهج بعض الجماعات التي كانت قائمة في بعض البلدان العربية.. هذه الجماعات كان منها من يصرح بتكفير الحكام وتكفير جماعة المسلمين عموما.. فلما ذهب الذين كانوا يعيشون في تلك البلدان.. واجتمعوا باناس في بلدان لايعرفون عن هذا المنهج أي شيء.. كانت الغلبة والقيادة لاولئك المكفرين.. حيث أثروا تأثيرا كبيرا على تصرفات وسلوك المجاهدين من الشباب ونحوهم.. فظهر هناك المنهج التكفيري بقوة..
* وكيف نشأ الفكر التكفيري?
** كان المنهج التكفيري منهجا ضعيفا فيما اعرف ومحصورا في بعض البلدان.. أما اليوم فقد اصبح المنهج التكفيري قوياً.. ولا يخلو منه حسب علمي أي بلد من بلاد العالم.. من وجود امثال هؤلاء التكفيرين.. فمنهم من يرتبط بتنظيم القاعدة.. ومنهم من لا يرتبط به ولكنه يعتنق هذا المنهج ويؤمن به.. وهو منهج مصدره الخوارج الذين خرجوا على علي رضي الله عنه..فهم اول من كفر المسلمين.. فكفروا الصحابة رضي الله عنهم.. وكفروا علي وخرجوا عليه وتقربوا الى الله ـ حسب منهجهم ـ بقتله رضي الله.. وهو لاشك ـ والعياذ بالله ـ فتنة عظيمة..فالخروج عن النصوص الشرعية من الكتاب والسنة..و عن فهم الاسلام الفهم الصحيح... فتنة كبيرة.. فهؤلاء لهم سلف وهم الخوارج السابقون.. لكنه صار لهم الان طرق اخرى غير الطرق التي كان ينتهجها الخوارج السابقون..
خوارج هذا الزمان
* ماهي هذه الطرق?
** الغدر بالمسلمين.. والمستأمنين.. والمعاهدين..وعلى وجه العموم بالمعصومين.. فالخوارج السابقون كانوا يتجمعون في جيش خارج عن ولاية الحكام ويقاتلونهم.. وهذا الذي ظهر عليهم.. لكن خوارج هذا الزمان عاشوا بين الناس.. واختفوا بين جماعات المسلمين.. ثم اصبحوا يبثون تلك الافكار.. وايضا يقومون باعمال خارجة عن افعال الاسلام..ومحرمة بالنصوص الصحيحة.. وباجماع اهل العلم.. فالغدر لم يبحه الشارع الحكيم في أي حالة من الحالات.. بل قال النبي صلى الله عليه وسلم.. ( ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة.. ويقال هذه غدرة فلان بن فلان..) تشهيرا به وتحذيرا من الغدر.. والنبي صلى الله عليه وسلم.. حتى في حال الحرب كان يوصي الذين تهيأوا للجهاد.. ويقول لهم ولا تغدرو..فمن ضمن وصاياه صلى الله عليه وسلم انه قال.. ولا تغدروا, أي في حال الحرب ومواجهة الاعداء التي هي اعظم الحالات في اباحة كثير من الاشياء التي تحرم.. ومن ذلك انه تهدر الدماء.. دماء الاعداء في حال القتال, ومع هذا قال لهم ولا تغدروا حتى في حال هدر دماء الاعداء الذين يجري قتالهم..
هؤلاء لم يتورعوا عن الغدر.. ثم انهم لا يولون أي اهتمام بالعهود والمواثيق التي امر الله عز وجل في كتابه العزيز بالوفاء بها.. فامر بالوفاء بالعقود والعهود.. ( ولا تنقضوا الايمان بعد توثيقها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا).. ونصوص كثيرة في هذا الباب.. ايضا الامان الذي يعطيه المسلم للمحارب الكافر.. هذا الامان الذي يجب احترامه..ويعصم هذا الذي اعطي الامان..دمه وماله وعرضه بسبب هذا الامان..حتى ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ان ذمة المسلمين يسعى بها ادناهم ولو كان امراة كما جاء في الحديث (قد اجرنا من اجرتِ يا أم هاني ) فحتى ولو كانت امرأة من المسلمين اعطت الامان للمحاربين المقاتلين الذين هم اعداء للاسلام والمسلمين..يجب ان يحترم هذا الامان.. لكن هؤلاء لم يلتفتوا للنصوص الصريحة الصحيحة الواردة فيه.. فقاموا والعياذ بالله بقتل المستأمنين.. بل والمعاهدين الذين امر الله عز وجل بالوفاء بالعقود والعهود التي ابرمت بيننا وبينهم..
ولم يقف الحال عند ذلك..فقتلوا بعض المسلمين مع بعض المعاهدين والمستأمنين.. واصبحوا يبحثون عن الفتاوى التي تبيح لهم سفك دماء المسلمين..حتى يمرروا هذا الجرم على الناس وعلى المسلمين..
http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/2004/10/31/Art_159299.XML
خوارج هذا الزمان يغدرون بالمسلمين والمستأمنين معاً
http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/2004/10/31/Media_159249.JPG
المصدر : حاوره: د. عبدالعزيز النهاري
** الحديث الى الشيخ عبدالمحسن العبيكان يحتاج الى وقت طويل.. وسماحة هذا العالم الجليل.. تجعل المحاور يغوص في عدة أمور قد يبدو بعضها محظورا.. لكن تفتح الشيخ العبيكان.. واحاطته بواقع امتنا الاسلامية يزيل تلك العوائق التي كان مجرد الاقتراب منها كفيل بوقف أي حوار..
والشيخ العبيكان.. لولم يكن عالما.. لكان ديبلوماسيا من الدرجة الأولى..
اقول هذا وانا احاط منه بكل الترحاب.. والحفاوة.. ولولا عدم توقف هاتفه الجوال عن الرنين لمكثت احاوره حتى مطلع الفجر..
* فضيلة الشيخ.. ما الذي وقع لامتنا.. وما الذي جعلنا نعيش هذه الحالة التي لم نعشها من قبل?
** ماقلته في سؤالك هو الحقيقة.. ان الامة الاسلامية في الازمنة المتأخرة حدث فيها ما لم يحدث خلال القرون الماضية.. لقد عاش الناس في زمن ــ ادركنا أوله و ادركنا اخره ــ لم يكن هناك اتجاه الى التدين وبمعنى اخر الى التمسك الشديد بأحكام الاسلام.. فقامت صحوة.. وهذه الصحوة لاشك انها صحوة مباركة.. واقبل كثير من الشباب وغير الشباب على التدين والالتزام باحكام الاسلام.. لكن هذه الصحوة قامت دون ضوابط ودراسات دقيقة.
* أي ضوابط?
** الضوابط الشرعية الصحيحة.. لقد كان هناك اقبال من الناس اولا على سماع قراءة القرآن.. ثم بعد ذلك قامت سوق المحاضرات والندوات والخطب التي انتشرت انتشارا كبيرا من خلال اشرطة الكاسيت..فكان لها تأثير على سلوك الشباب خاصة.. وعلى سلوك الناس عامة.. ثم اصبح الناس يعيشون في حالة انفعال وتأثر وعاطفة نحو الاسلام.. ونحو نصرة المسلمين.. وقد استغل البعض هذه الصحوة ووجدوا فيها ارضا خصبة لنشر آرائهم وتوجهاتهم..للوصول الى مقاصد معينة..من خلال حث الناس على التمسك بالدين وعلى الجهاد وعلى نصرة المستضعفين من المسلمين.. لكن بطرق غير صحيحة.. فوجدوا شبابا متحمسين.. ووجدوا اناسا متدينين.. فأخذوا يرغبونهم في الجهاد وفي القتال.. ويزهدونهم في الدنيا..فأقبل هؤلاء الشباب خاصة على الخروج للقتال بدون ان تكون هناك ضوابط.. وبدون ان تقوم الجهات المختصة من علماء ومربين وقادة وسياسيين بدراسة هذه الظاهرة دراسة دقيقة..ووضع ضوابط لكبح جماح هؤلاء الذين تحمسوا للاسلام هذا التحمس الشديد.. دون ان يكون عندهم خلفية كاملة عن احكام الدين..
تهييج سياسي
* ومن الذي كان يقودهم?
** كان يقودهم مجرد دعاة او خطباء..فاصبحت الخطب تنصب على المسائل السياسية البحتة.. وعلى التهييج السياسي.. وعلى اثارة عواطف الناس نحو اخوانهم المسلمين..
* ولماذا لايتعاطف المسلمون مع اخوانهم?
** تعاطف الناس مع اخوانهم المسلمين شيء مطلوب لكن ليس بالتهييج.. واقحام السياسة في ذلك..
* اذا كيف?
** ينبغي ان يكون هناك طريقة.. واسلوب في حث الناس.. وتحريك عواطفهم نحو الاسلام.. وبضوابط دقيقة.. لكن المشكلة انه لم يكن هناك أي دراسة.. ولم يكن هناك أي اجتهاد لضبط هذه الامور.. ففتح الباب على مصراعيه للقتال والخروج اليه في البلدان التي استولى عليها الاعداء ونحو ذلك.. وفتح الباب على مصراعيه لارسال التبرعات بمبالغ باهضة جدا..وصرفت صرفا غير مضبوط.. وغير مقنن..وغير مراقب.. فاستغلت هذه التبرعات لايجاد خلايا وجدت لها مكانا امنا في افغانستان.. وفي البلاد التي كان فيها الناس منشغلين بالقتال.. ومحاربة المعتدين.. فقامت هناك التنظيمات مثل تنظيم القاعدة.. وتجمع الذين كانوا في بلدانهم يعانون من اوضاع معينة .
* اوضاع مثل ماذا?
** قد يكون بعضهم سجن.. ونال في سجنه من انواع العذاب والعقاب مانال.. فاثر ذلك على نفسيتهم.. فاصبحوا ينفرون من كل حاكم.. ومن كل حكومة اسلامية.. ولجأوا الى تكفير الحكام..
مكفرو الحكام
* هكذا تكفير الحكام?.. واعتمادا على ماذا?
** كان الواحد يتمسك بظواهر نصوص.. وبدون ان تكون لديه الخلفية الدينية.. والعلمية التي تخوله لالقاء مثل هذه الاحكام جزافا..فأثروا على الشباب.. وسمموا افكارهم.
* كيف?
** الشباب ذهبوا لطلب الثواب من الله ولطلب الشهادة.. وطلب الجنة فوجدوا الذين يربونهم.. ويدربونهم على الجهاد والقتال..ووجدوا ان هؤلاء يدخلون مع برامج التدريب..برامج توجيهية نحو حكامهم وحكام العرب وحكام المسلمين.. ونحو علماء المسلمين..ولم يجد الشباب الا صوتا واحدا وهو صوت التكفير والتذمر من اوضاع الامة الاسلامية..وفي غياب الرقيب نشأ هناك المنهج التكفيري..
* هل نشأ الفكر التكفيري في افغانستان?
** لا.. فقد كان الفكر التكفيري في الاصل منهج بعض الجماعات التي كانت قائمة في بعض البلدان العربية.. هذه الجماعات كان منها من يصرح بتكفير الحكام وتكفير جماعة المسلمين عموما.. فلما ذهب الذين كانوا يعيشون في تلك البلدان.. واجتمعوا باناس في بلدان لايعرفون عن هذا المنهج أي شيء.. كانت الغلبة والقيادة لاولئك المكفرين.. حيث أثروا تأثيرا كبيرا على تصرفات وسلوك المجاهدين من الشباب ونحوهم.. فظهر هناك المنهج التكفيري بقوة..
* وكيف نشأ الفكر التكفيري?
** كان المنهج التكفيري منهجا ضعيفا فيما اعرف ومحصورا في بعض البلدان.. أما اليوم فقد اصبح المنهج التكفيري قوياً.. ولا يخلو منه حسب علمي أي بلد من بلاد العالم.. من وجود امثال هؤلاء التكفيرين.. فمنهم من يرتبط بتنظيم القاعدة.. ومنهم من لا يرتبط به ولكنه يعتنق هذا المنهج ويؤمن به.. وهو منهج مصدره الخوارج الذين خرجوا على علي رضي الله عنه..فهم اول من كفر المسلمين.. فكفروا الصحابة رضي الله عنهم.. وكفروا علي وخرجوا عليه وتقربوا الى الله ـ حسب منهجهم ـ بقتله رضي الله.. وهو لاشك ـ والعياذ بالله ـ فتنة عظيمة..فالخروج عن النصوص الشرعية من الكتاب والسنة..و عن فهم الاسلام الفهم الصحيح... فتنة كبيرة.. فهؤلاء لهم سلف وهم الخوارج السابقون.. لكنه صار لهم الان طرق اخرى غير الطرق التي كان ينتهجها الخوارج السابقون..
خوارج هذا الزمان
* ماهي هذه الطرق?
** الغدر بالمسلمين.. والمستأمنين.. والمعاهدين..وعلى وجه العموم بالمعصومين.. فالخوارج السابقون كانوا يتجمعون في جيش خارج عن ولاية الحكام ويقاتلونهم.. وهذا الذي ظهر عليهم.. لكن خوارج هذا الزمان عاشوا بين الناس.. واختفوا بين جماعات المسلمين.. ثم اصبحوا يبثون تلك الافكار.. وايضا يقومون باعمال خارجة عن افعال الاسلام..ومحرمة بالنصوص الصحيحة.. وباجماع اهل العلم.. فالغدر لم يبحه الشارع الحكيم في أي حالة من الحالات.. بل قال النبي صلى الله عليه وسلم.. ( ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة.. ويقال هذه غدرة فلان بن فلان..) تشهيرا به وتحذيرا من الغدر.. والنبي صلى الله عليه وسلم.. حتى في حال الحرب كان يوصي الذين تهيأوا للجهاد.. ويقول لهم ولا تغدرو..فمن ضمن وصاياه صلى الله عليه وسلم انه قال.. ولا تغدروا, أي في حال الحرب ومواجهة الاعداء التي هي اعظم الحالات في اباحة كثير من الاشياء التي تحرم.. ومن ذلك انه تهدر الدماء.. دماء الاعداء في حال القتال, ومع هذا قال لهم ولا تغدروا حتى في حال هدر دماء الاعداء الذين يجري قتالهم..
هؤلاء لم يتورعوا عن الغدر.. ثم انهم لا يولون أي اهتمام بالعهود والمواثيق التي امر الله عز وجل في كتابه العزيز بالوفاء بها.. فامر بالوفاء بالعقود والعهود.. ( ولا تنقضوا الايمان بعد توثيقها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا).. ونصوص كثيرة في هذا الباب.. ايضا الامان الذي يعطيه المسلم للمحارب الكافر.. هذا الامان الذي يجب احترامه..ويعصم هذا الذي اعطي الامان..دمه وماله وعرضه بسبب هذا الامان..حتى ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ان ذمة المسلمين يسعى بها ادناهم ولو كان امراة كما جاء في الحديث (قد اجرنا من اجرتِ يا أم هاني ) فحتى ولو كانت امرأة من المسلمين اعطت الامان للمحاربين المقاتلين الذين هم اعداء للاسلام والمسلمين..يجب ان يحترم هذا الامان.. لكن هؤلاء لم يلتفتوا للنصوص الصريحة الصحيحة الواردة فيه.. فقاموا والعياذ بالله بقتل المستأمنين.. بل والمعاهدين الذين امر الله عز وجل بالوفاء بالعقود والعهود التي ابرمت بيننا وبينهم..
ولم يقف الحال عند ذلك..فقتلوا بعض المسلمين مع بعض المعاهدين والمستأمنين.. واصبحوا يبحثون عن الفتاوى التي تبيح لهم سفك دماء المسلمين..حتى يمرروا هذا الجرم على الناس وعلى المسلمين..
http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/2004/10/31/Art_159299.XML