Amarant
01-11-2004, 11:41 PM
دودة القز وخيطا الحريري
وخيط العنكبوت ، وخيط الصوف
يقول ربنا سبحانه وتعالى : ( وفي الأرض ءايات للموقنين) ( سورة الذاريات )
دودة القز ، يسميها العلماء : ملكة الأنسجة ، بلا منازع ، إن هذه الدودة ، يا أخوة الإيمان ، إذا لامس لعابها الهواء ، تجمَّد ، فصار خيطاً حريرياً ، هذا اللعاب ، مطليٌ بمادةٍ بروتينية ، يعطيه لمعاناً لؤلؤياً ، تستطيع هذه الفراشة ، أن تنسج ست بوصات في الدقيقة الواحدة ، وطول خيطها ، ثلاثمائة متر مستمر ، وكل ثلاثمائة وستين شرنقة ، أي كل ثلاثمائة وستين مضروبة بثلاثمائة متر ، تساوي قميصاً حريرياً واحداً ، فكم وزن هذا الحرير ؟ لم يستطع الإنسان حتى الآن أن يقلِّد خيط الدودة ، أي ثلاثمائة وستين ، ضرب ثلاثمائة ، يساووا ، قميصاً لا يعادل وزنه ثلاثمائة غرام .
هذه الشرنقة أيها الأخوة ... خمسة وعشرين ألف شرنقة تضع رطلاً من الحرير ، أي عشرة آلاف شرنقة تضع كيلو حرير واحد ، وزنه خفيف ، أمتن من الفولاذ ، بمعنى ، لو أمكن أن يسحب الفولاذ ، بقطر خيط الحرير ، لكان خيط الحرير أمتن من الفولاذ ، جميلٌ ، وبراقٌ ، ومتينٌ ، وخفيف ، هذا من صنع الله عزَّ وجل .
(صُنع الله الذي أتقن كل شيء) ( سورة النمل : من آية " 88 " )
هناك فراشٌ ، يصنع الحرير الذهبي ، إن شئت حريراً فضياً ، كاللؤلؤ تماماً ، وإن شئت حريراً ذهبياً كالذهب تماماً ، لون طبيعي ، لا يتأثر بالشمس ، ولا يحتاج إلى صبغ ، ولا يحتاج إلى تثبيت ، لونٌ ثابتٌ، كالذهب ، ولونٌ ثابتٌ ، كاللؤلؤ ، وكل خمسة وعشرين ألف شرنقة ، تساوي رطلاً واحداً ، أي كل عشرة آلاف شرنقة ، تضع كيلو واحد ، يحتاج القميص ، إلى ثلاثمائة وستين شرنقة ، الشرنقة فيها ثلاثمائة متر .
ما هذا الحرير ؟ لعاب دودة القز ، إذا لامس الهواء ، صار خيطاً حريرياً ، صنع من ؟ تقدير من؟ ترتيب من ؟ .
بينما العنكبوت ، تنسج خيوطاً ، بعضها متينٌ جاف ، لبناء البيت ، وبعضها لينٌ لزج ، لاصطياد الحشرات ، والتي تنسج البيت ، هي الأنثى .
(كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) بالتاء المؤنثة اتخذت بيتاً ....
( كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) ( سورة العنكبوت )
يبنى بيت العنكبوت على أحدث معطيات الهندسة ، يبنى على شكل أشعة الشمس ، مركزٌ ، وخطوطٌ شعاعية ، وخطوطٌ دائرية ، الخطوط الدائرية ، تحافظ على المسافة بين الأشعة ، والشعاعية ، تنطلق من المركز، وتثبت في أطراف الجدر ، هذا هو البيت ، من خيوطٍ ، متينةٍ ، جافة ، وهناك خيوطٌ أخرى ، بمثابة الشباك ، تنسجها العنكبوتة ، لزجة ، تهتز ، فتعرف أن الشبكة قد صادت ، تأتي العنكبوت ، فتجرح الحشرة ، تبث فيها السم ، ومع السم مادةٌ مذيبة ، تصبح أحشائها كلها سائلةً ، تمتص هذا السائل ، تأكل عصيراً فقط ، تبث مادةً مذيبة ، فتجعل أحشائها سائلةً ، ثم تمتص العصير .
(صُنع الله الذي أتقن كل شيء) ( سورة النمل : من آية " 88 " )
هذه الآيات التي بثها الله في الأرض ، من أجل نعرفه ، من أجل أن نعرف عظمته ، علمه ، رحمته ، خبرته ، قدرته ، غناه ، أسماء الله الحسنى كلُّها ، يمكن أن نستشفها ، من خلق السماوات والأرض .
( إنما يخشى الله من عباده العلماء) ( سورة فاطر : من آية " 28 " )
( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لأيات لأولي الألباب(190) الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض) ( آل عمران : من آية " 190 ، 192 " )
يتفكرون ، فعل مضارع ، يفيد الاستمرار ، هو واقف ، هو جالس، هو قاعد ، في عمله ، في بيته ، في الطريق ، مع أصحابه ، وهو يعمل عملاً ، وهو يستمتع متعةً .
( ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار)
إخوتي في الله ... فكروا فيما حولكم ، فكروا في خلقكم ، فكروا في أنفسكم ، فكروا في أولادكم ، فكروا في حاجاتكم ، فكروا في هذا الصوف من أين جاء ؟ خيط الصوف ، يبقى في أعلى مستوى ، خيطٌ مفرغ، ذو طولٍ محدد ، الخيوط الصناعية اليوم ، تقلِّد خيط الصوف في طوله ، إن بإمكان الآلات الحديثة ، أن تصنع خيطاً مستمراً ، ولكن الخيط المثالي ، هو الخيط الذي بطول خيط الصوف ، فإذا نسج ، وحبك ، كان فيه مرونة ، هذه المرونة ، تريح الذي يرتدي هذه الثياب .
إخوتي ... آيات الله عزَّ وجل ، بين أيدينا ، وفي بيوتنا، وفي أعمالنا ، وفي ما حولنا، في السماء ، في الأرض ، في الطول، في العرض ، في كل شيء .
وفي كل شيءٍ له آيةٌ تدلُّ على أنه واحد .
* * *
هذا الفكر ، لا ينبغي أن تعطله ، لا ينبغي أن تسخِّره ، لأهدافٍ بسيطة ، صغيرة ، قميئة ، ساذجة، سخيفة ، إنه خُلق ليعرف الله به ، شرِّفه بمعرفة الله ، ولا تدنِّسه بالكيد للناس ، شرفه بمعرفة الله عزَّ وجل .
والحمد لله رب العالمين
* * *
وخيط العنكبوت ، وخيط الصوف
يقول ربنا سبحانه وتعالى : ( وفي الأرض ءايات للموقنين) ( سورة الذاريات )
دودة القز ، يسميها العلماء : ملكة الأنسجة ، بلا منازع ، إن هذه الدودة ، يا أخوة الإيمان ، إذا لامس لعابها الهواء ، تجمَّد ، فصار خيطاً حريرياً ، هذا اللعاب ، مطليٌ بمادةٍ بروتينية ، يعطيه لمعاناً لؤلؤياً ، تستطيع هذه الفراشة ، أن تنسج ست بوصات في الدقيقة الواحدة ، وطول خيطها ، ثلاثمائة متر مستمر ، وكل ثلاثمائة وستين شرنقة ، أي كل ثلاثمائة وستين مضروبة بثلاثمائة متر ، تساوي قميصاً حريرياً واحداً ، فكم وزن هذا الحرير ؟ لم يستطع الإنسان حتى الآن أن يقلِّد خيط الدودة ، أي ثلاثمائة وستين ، ضرب ثلاثمائة ، يساووا ، قميصاً لا يعادل وزنه ثلاثمائة غرام .
هذه الشرنقة أيها الأخوة ... خمسة وعشرين ألف شرنقة تضع رطلاً من الحرير ، أي عشرة آلاف شرنقة تضع كيلو حرير واحد ، وزنه خفيف ، أمتن من الفولاذ ، بمعنى ، لو أمكن أن يسحب الفولاذ ، بقطر خيط الحرير ، لكان خيط الحرير أمتن من الفولاذ ، جميلٌ ، وبراقٌ ، ومتينٌ ، وخفيف ، هذا من صنع الله عزَّ وجل .
(صُنع الله الذي أتقن كل شيء) ( سورة النمل : من آية " 88 " )
هناك فراشٌ ، يصنع الحرير الذهبي ، إن شئت حريراً فضياً ، كاللؤلؤ تماماً ، وإن شئت حريراً ذهبياً كالذهب تماماً ، لون طبيعي ، لا يتأثر بالشمس ، ولا يحتاج إلى صبغ ، ولا يحتاج إلى تثبيت ، لونٌ ثابتٌ، كالذهب ، ولونٌ ثابتٌ ، كاللؤلؤ ، وكل خمسة وعشرين ألف شرنقة ، تساوي رطلاً واحداً ، أي كل عشرة آلاف شرنقة ، تضع كيلو واحد ، يحتاج القميص ، إلى ثلاثمائة وستين شرنقة ، الشرنقة فيها ثلاثمائة متر .
ما هذا الحرير ؟ لعاب دودة القز ، إذا لامس الهواء ، صار خيطاً حريرياً ، صنع من ؟ تقدير من؟ ترتيب من ؟ .
بينما العنكبوت ، تنسج خيوطاً ، بعضها متينٌ جاف ، لبناء البيت ، وبعضها لينٌ لزج ، لاصطياد الحشرات ، والتي تنسج البيت ، هي الأنثى .
(كمثل العنكبوت اتخذت بيتا) بالتاء المؤنثة اتخذت بيتاً ....
( كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) ( سورة العنكبوت )
يبنى بيت العنكبوت على أحدث معطيات الهندسة ، يبنى على شكل أشعة الشمس ، مركزٌ ، وخطوطٌ شعاعية ، وخطوطٌ دائرية ، الخطوط الدائرية ، تحافظ على المسافة بين الأشعة ، والشعاعية ، تنطلق من المركز، وتثبت في أطراف الجدر ، هذا هو البيت ، من خيوطٍ ، متينةٍ ، جافة ، وهناك خيوطٌ أخرى ، بمثابة الشباك ، تنسجها العنكبوتة ، لزجة ، تهتز ، فتعرف أن الشبكة قد صادت ، تأتي العنكبوت ، فتجرح الحشرة ، تبث فيها السم ، ومع السم مادةٌ مذيبة ، تصبح أحشائها كلها سائلةً ، تمتص هذا السائل ، تأكل عصيراً فقط ، تبث مادةً مذيبة ، فتجعل أحشائها سائلةً ، ثم تمتص العصير .
(صُنع الله الذي أتقن كل شيء) ( سورة النمل : من آية " 88 " )
هذه الآيات التي بثها الله في الأرض ، من أجل نعرفه ، من أجل أن نعرف عظمته ، علمه ، رحمته ، خبرته ، قدرته ، غناه ، أسماء الله الحسنى كلُّها ، يمكن أن نستشفها ، من خلق السماوات والأرض .
( إنما يخشى الله من عباده العلماء) ( سورة فاطر : من آية " 28 " )
( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لأيات لأولي الألباب(190) الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض) ( آل عمران : من آية " 190 ، 192 " )
يتفكرون ، فعل مضارع ، يفيد الاستمرار ، هو واقف ، هو جالس، هو قاعد ، في عمله ، في بيته ، في الطريق ، مع أصحابه ، وهو يعمل عملاً ، وهو يستمتع متعةً .
( ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار)
إخوتي في الله ... فكروا فيما حولكم ، فكروا في خلقكم ، فكروا في أنفسكم ، فكروا في أولادكم ، فكروا في حاجاتكم ، فكروا في هذا الصوف من أين جاء ؟ خيط الصوف ، يبقى في أعلى مستوى ، خيطٌ مفرغ، ذو طولٍ محدد ، الخيوط الصناعية اليوم ، تقلِّد خيط الصوف في طوله ، إن بإمكان الآلات الحديثة ، أن تصنع خيطاً مستمراً ، ولكن الخيط المثالي ، هو الخيط الذي بطول خيط الصوف ، فإذا نسج ، وحبك ، كان فيه مرونة ، هذه المرونة ، تريح الذي يرتدي هذه الثياب .
إخوتي ... آيات الله عزَّ وجل ، بين أيدينا ، وفي بيوتنا، وفي أعمالنا ، وفي ما حولنا، في السماء ، في الأرض ، في الطول، في العرض ، في كل شيء .
وفي كل شيءٍ له آيةٌ تدلُّ على أنه واحد .
* * *
هذا الفكر ، لا ينبغي أن تعطله ، لا ينبغي أن تسخِّره ، لأهدافٍ بسيطة ، صغيرة ، قميئة ، ساذجة، سخيفة ، إنه خُلق ليعرف الله به ، شرِّفه بمعرفة الله ، ولا تدنِّسه بالكيد للناس ، شرفه بمعرفة الله عزَّ وجل .
والحمد لله رب العالمين
* * *