البيولوجيست
03-11-2004, 01:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم وسلم على النبي الأمي الكريم
في خلق التواضع ؛ وذم الكبر
الأحبة في النادي الإسلامي :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته /
فهذا موضوع آخر في مجال " خلق المسلم وآدابه " ، أرى من المفيد فتح باب للحوار فيه .
المسلم يتواضع في غير مذلة ولا مهانة ، والتواضع في أخلاقه المثالية وصفاته العالية ، كما أن الكبر ليس له ، ولا ينبغي لمثله ، إذ المسلم يتواضع ليرتفع ، ولا يتكبر لئلا يخفض ، إذ سنة الله جارية في رفع المتواضعين له ، ووضع المتكبرين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزًّا ، و ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ))[مسلم] ، وقال (( حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه ))[البخاري] ، وقال صلى الله عليه وسلم :(( يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يقال له "بولس" تعلوه نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال )) [النسائي والترمذي وحسنه] .
والمسلم عندما يصغي بأذنه وقلبه إلى مثل هذه الأخبار الصادقة من كلام الله عز و جلَّ ، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، في الثناء على المتواضعين مرة ، وفي ذم المتكبرين أخرى ؛ وطورا في الأمر بالتواضع و آخر في النهي عن الكبر ، كيف لا يتواضع ولا يكون التواضع خلقا له ؟ وكيف لا يتجنب الكبر ولا يمقت المتكبرين ؟
قال الله تعالى في أمر رسوله بالتواضع :{واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}[الشعراء] ؛ وقال له :{ولا تمش في الأرض مرحاً} [الإسراء] ؛ وقال في الثناء على أوليائه بوصف التواضع فيهم :{يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين }[المائدة] ؛ وقال في جزاء المتواضعين :{تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا}[القصص] ؛ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمر بالتواضع (( إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ))[مسلم] ؛ وقال صلى الله عليه وسلم في الترغيب في التواضع :(( ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم ، فقال له أصحابه : و أنت ؟ قال :نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة ))[البخاري] ؛ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( لو دعيت إلى كراع شاة أو ذراع لأجبت ، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت ))[البخاري] ؛ وقال صلى الله عليه وسلم في التنفير من الكبر :(( ألا أخبركم بأهل النار : كل عتل جواظ مستكبر)) [ العتل = الغليظ الجافي /الجواظ=الضخم الجسم المختال ** وهذا حديث متفق عليه ** ] ؛ وقال : (( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم : شيخ زان ، وملك كذاب ، وعائل مستكبر ))[مسلم] ؛ وقال : (( قال الله عز وجل : العز إزاري ، والكبرياء ردائي ، فمن ينازعني في واحد منهما فقد عذبته ))[مسلم] ؛ وقال صلى الله عليه وسلم : ((بينما رجل في حلة تعجبه نفسه ،مرجِّل رأسه ، يختال في مشيته ، إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة )) [متفق عليه] حفظنا الله وإياكم .
و من مظاهر التواضع ما يلي :
1-إن تقدم الرجل على أمثاله فهو متكبر ؛ وإن تأخر عنهم فهو متواضع .
2-إن قام من مجلسه لذي علم وفضل ، وأجلسه فيه ، وإن قام سوى له نعله ، وخرج خلفه إلى باب المنزل ليشيعه فهو متواضع .
3-إن قام للرجل العادي و قابله ببشر وطلاقة ، وتلطف معه في السؤال وأجاب دعوته وسعى في حاجته ولا يرى نفسه خيرا منه فهو متواضع .
4-إن زار غيره ممن هو دونه في الفضل ، أو مثله وحمل نعه متاعه ، أو مشى معه في حاجته فهو متواضع .
5-إن جلس إلى الفقراء والمساكين والمرضى ، وأصحاب العاهات ، وأجاب دعوتهم و أكل معهم وماشاهم في طريقهم فهو متواضع .
6-إن أكل أو شرب في غير إسراف ، ولبس في غير مخيلة فهو متواضع .
وهذه أمثلة عالية للتواضع :
1-رُويَ أن عمر بن عبد العزيز أتاه ليلة ضيف و كان يكتب ، فكاد السراج يطفأ ، فقال الضيف :"أقوم إلى المصباح فأصلحه؟" فقال :"ليس من كرم الرجل أن يستخدم ضيفه" ؛ فقال الضيف :" إذا أنـبِّه الغلام ؟" فقال عمر :"إنها أول نومة نامها فلا تنبهه" ؛ وذهب إلى البطة وملأها زيتا ، ولما قال له الضيف : "قمت أنت بنفسك يا أمير المؤمنين؟" أجاب قائلاً :"ذهبت وأنا عمر ،ورجعت وأنا عمر ، وما نقص مني شيء ، وخير الناس من كان عند الله متواضعا" .
2-رُويَ أن أبا هريرة رضي الله عنه أقبل من السوق يحمل حزمة حطب وهو يومئذ خليفة بالمدينة لمروان ، ويقول : أوسعوا للأمير ليمر وهو يحمل حزمة الحطب.
3-رُئِــيَ عمر بن الخطاب مرة حاملا لحما بيده اليسرى ، و في يده اليمنى الدِّرة و هو أمير المؤمنين و خليفتهم يومئذ .
4-روي أن عليا رضي الله عنه اشترى لحما فجعله في ملحفته فقيل له :" يحمل عليك يا أمير المؤمنين؟" فقال :" لا، أبو العيال أحق أن يحمل " .
5-قال أنس بن مالك رضي الله عنه :"إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد الرسول صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت "[البخاري] .
حكمة بالغة :
قال أبو سلمة : قلت لأبي سعيد الخدري : ما ترى فيما أحدث الناس من الملبس والمشرب والمركب والمطعم ؟ فقال : يا ابن أخي كُلْ لله واشرب لله ، والبس لله ، وكل شيء دخله من ذلك زهو أو مباهاة أو سمعة فهو معصية وسرف ، و عالج في بيتك من الخدمة ما كان يعالج رسول الله صلى الله عليم وسلم في بيته ، كيف يعلف الناضح ، ويعقل البعير ، ويقم البيت ، ويحلب الشاة ، ويخصف النعل ، ويرقع الثوب ، و يأكل مع خادمه ، ويطحن عنه إذا أعيا ، ويشتري الشيء من السوق ، ولا يمنعه الحياء أن يعلقه بيده ، أو يجعله في طرف ثوبه ، وينقلب إلى أهله ، يصافح الغني والفقير ، والكبير والصغير ، ويسلم مبتدئا على كل من استقبله من صغير وكبير ، أو أسود أو أحمر ، حراّ ً أو عبدا من أهل الصلاة .
فاللهم يا ولي المؤمنين ، ومتولي الصالحين ، انفعنا بعملنا هذا وانفع اللهم به من أخذ به وعمل بما فيه ، إنك وحدك القادر على ذلك ، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
محبكم والداعي لكم بكل خير : البيولوجيست .
***********************************************
لا يفوتني تعزية إخوتنا في الإمارات وأنفسنا نحن العرب بوفة أبي الوحدة العربية والنهضة ؛ القائد الفذ : الشيخ زايد رحمه الله تعالى ورحم جميع موتى المسلمين ؛ وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .
وصل اللهم وسلم على النبي الأمي الكريم
في خلق التواضع ؛ وذم الكبر
الأحبة في النادي الإسلامي :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته /
فهذا موضوع آخر في مجال " خلق المسلم وآدابه " ، أرى من المفيد فتح باب للحوار فيه .
المسلم يتواضع في غير مذلة ولا مهانة ، والتواضع في أخلاقه المثالية وصفاته العالية ، كما أن الكبر ليس له ، ولا ينبغي لمثله ، إذ المسلم يتواضع ليرتفع ، ولا يتكبر لئلا يخفض ، إذ سنة الله جارية في رفع المتواضعين له ، ووضع المتكبرين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزًّا ، و ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ))[مسلم] ، وقال (( حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه ))[البخاري] ، وقال صلى الله عليه وسلم :(( يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يقال له "بولس" تعلوه نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال )) [النسائي والترمذي وحسنه] .
والمسلم عندما يصغي بأذنه وقلبه إلى مثل هذه الأخبار الصادقة من كلام الله عز و جلَّ ، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، في الثناء على المتواضعين مرة ، وفي ذم المتكبرين أخرى ؛ وطورا في الأمر بالتواضع و آخر في النهي عن الكبر ، كيف لا يتواضع ولا يكون التواضع خلقا له ؟ وكيف لا يتجنب الكبر ولا يمقت المتكبرين ؟
قال الله تعالى في أمر رسوله بالتواضع :{واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}[الشعراء] ؛ وقال له :{ولا تمش في الأرض مرحاً} [الإسراء] ؛ وقال في الثناء على أوليائه بوصف التواضع فيهم :{يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين }[المائدة] ؛ وقال في جزاء المتواضعين :{تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا}[القصص] ؛ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمر بالتواضع (( إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ))[مسلم] ؛ وقال صلى الله عليه وسلم في الترغيب في التواضع :(( ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم ، فقال له أصحابه : و أنت ؟ قال :نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة ))[البخاري] ؛ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( لو دعيت إلى كراع شاة أو ذراع لأجبت ، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت ))[البخاري] ؛ وقال صلى الله عليه وسلم في التنفير من الكبر :(( ألا أخبركم بأهل النار : كل عتل جواظ مستكبر)) [ العتل = الغليظ الجافي /الجواظ=الضخم الجسم المختال ** وهذا حديث متفق عليه ** ] ؛ وقال : (( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم : شيخ زان ، وملك كذاب ، وعائل مستكبر ))[مسلم] ؛ وقال : (( قال الله عز وجل : العز إزاري ، والكبرياء ردائي ، فمن ينازعني في واحد منهما فقد عذبته ))[مسلم] ؛ وقال صلى الله عليه وسلم : ((بينما رجل في حلة تعجبه نفسه ،مرجِّل رأسه ، يختال في مشيته ، إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة )) [متفق عليه] حفظنا الله وإياكم .
و من مظاهر التواضع ما يلي :
1-إن تقدم الرجل على أمثاله فهو متكبر ؛ وإن تأخر عنهم فهو متواضع .
2-إن قام من مجلسه لذي علم وفضل ، وأجلسه فيه ، وإن قام سوى له نعله ، وخرج خلفه إلى باب المنزل ليشيعه فهو متواضع .
3-إن قام للرجل العادي و قابله ببشر وطلاقة ، وتلطف معه في السؤال وأجاب دعوته وسعى في حاجته ولا يرى نفسه خيرا منه فهو متواضع .
4-إن زار غيره ممن هو دونه في الفضل ، أو مثله وحمل نعه متاعه ، أو مشى معه في حاجته فهو متواضع .
5-إن جلس إلى الفقراء والمساكين والمرضى ، وأصحاب العاهات ، وأجاب دعوتهم و أكل معهم وماشاهم في طريقهم فهو متواضع .
6-إن أكل أو شرب في غير إسراف ، ولبس في غير مخيلة فهو متواضع .
وهذه أمثلة عالية للتواضع :
1-رُويَ أن عمر بن عبد العزيز أتاه ليلة ضيف و كان يكتب ، فكاد السراج يطفأ ، فقال الضيف :"أقوم إلى المصباح فأصلحه؟" فقال :"ليس من كرم الرجل أن يستخدم ضيفه" ؛ فقال الضيف :" إذا أنـبِّه الغلام ؟" فقال عمر :"إنها أول نومة نامها فلا تنبهه" ؛ وذهب إلى البطة وملأها زيتا ، ولما قال له الضيف : "قمت أنت بنفسك يا أمير المؤمنين؟" أجاب قائلاً :"ذهبت وأنا عمر ،ورجعت وأنا عمر ، وما نقص مني شيء ، وخير الناس من كان عند الله متواضعا" .
2-رُويَ أن أبا هريرة رضي الله عنه أقبل من السوق يحمل حزمة حطب وهو يومئذ خليفة بالمدينة لمروان ، ويقول : أوسعوا للأمير ليمر وهو يحمل حزمة الحطب.
3-رُئِــيَ عمر بن الخطاب مرة حاملا لحما بيده اليسرى ، و في يده اليمنى الدِّرة و هو أمير المؤمنين و خليفتهم يومئذ .
4-روي أن عليا رضي الله عنه اشترى لحما فجعله في ملحفته فقيل له :" يحمل عليك يا أمير المؤمنين؟" فقال :" لا، أبو العيال أحق أن يحمل " .
5-قال أنس بن مالك رضي الله عنه :"إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد الرسول صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت "[البخاري] .
حكمة بالغة :
قال أبو سلمة : قلت لأبي سعيد الخدري : ما ترى فيما أحدث الناس من الملبس والمشرب والمركب والمطعم ؟ فقال : يا ابن أخي كُلْ لله واشرب لله ، والبس لله ، وكل شيء دخله من ذلك زهو أو مباهاة أو سمعة فهو معصية وسرف ، و عالج في بيتك من الخدمة ما كان يعالج رسول الله صلى الله عليم وسلم في بيته ، كيف يعلف الناضح ، ويعقل البعير ، ويقم البيت ، ويحلب الشاة ، ويخصف النعل ، ويرقع الثوب ، و يأكل مع خادمه ، ويطحن عنه إذا أعيا ، ويشتري الشيء من السوق ، ولا يمنعه الحياء أن يعلقه بيده ، أو يجعله في طرف ثوبه ، وينقلب إلى أهله ، يصافح الغني والفقير ، والكبير والصغير ، ويسلم مبتدئا على كل من استقبله من صغير وكبير ، أو أسود أو أحمر ، حراّ ً أو عبدا من أهل الصلاة .
فاللهم يا ولي المؤمنين ، ومتولي الصالحين ، انفعنا بعملنا هذا وانفع اللهم به من أخذ به وعمل بما فيه ، إنك وحدك القادر على ذلك ، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
محبكم والداعي لكم بكل خير : البيولوجيست .
***********************************************
لا يفوتني تعزية إخوتنا في الإمارات وأنفسنا نحن العرب بوفة أبي الوحدة العربية والنهضة ؛ القائد الفذ : الشيخ زايد رحمه الله تعالى ورحم جميع موتى المسلمين ؛ وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .