المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيرانة في الأفق



eman-kun
03-11-2004, 04:40 PM
سيرانة في الأفق

سمعته في منتصف الليل-- على الأقل هذا الذي كانت تظنه.

كان صوت أنينه عالٍ و واضح. كانت قد سمعت الكثير من أنينه في الفترة الأخيرة مذ بدأت إجازتها المدرسية. كان صاحب الأنين العال، الواضح - غالب - يشتكي بإستمرار نشط عن ضرسه القاطعة على الجهة اليمنى بفكه الأعلى.

"أطنني سأقتلعها... دون شك، يجب أن أقتلعها..." تمتم غالب بحضورها منذ يومين.

كان لون شمس العصر حينها كدم مسكوب يقطر أسفل السماء ببطء. كانا اثنيهما يجلسان على سطح بنايتهما السكنية. ظنت حينها أميمة أنها لم تشعر بكآبة في مثل ذلك اليوم قط.

إلا أن صدرها كان مليء بالعزيمة الآن.

أخذت أميمة حذراً كبيراً في حركاتها و هي تبعد بطانيتها عن جسدها؛ كانت أمها ذات نوم خفيف.

لعنت أميمة صرير باب غرفتها العتيق حين فتحته ببطء يُذكر؛ لو كان لديها ما يكفي من المال لكانت نيتها القديمة لتزييت الباب قد وقعت منذ زمن.

كانت الصالة الصغيرة مظلمة و شبه صامتة. لفت ناظر أميمة دوران مروحة الحمام خلال بابه المفتوح أسفل الصالة.

هزت أميمة رأسها في إعياء مزيحةً بصرها.

مهمة إزالة السلسلة عن الباب الرئيسي كانت معقدة و مقلقة. إلا أن صبر أميمة أثمر و نجحت في الخروج دون ضجةٍ تذكر.

برد الصالة الحجرية غير المفرشة خارج الشقة جعل أميمة تدرك أنها لم تنتعل حذاء قبل خروجها.

أعطت أميمة نظرة قليلة التركيز لباب شقتها ثم أدارت ظهرها بسرعة مقتنعة بعدم أهميته.

أثناء نزولها السلم الحجري سمعت أميمة أنين غالب من خلال نافذة في منتصف الدرج.

كانت رؤيته من خلال الزجاج الشبه شفاف المغبر صعبة؛ إلا أنها تأكدت من وجوده في ساحة البناية الآن.

أسرعت أميمة في تخطي باقي الخطوات بخفة. كانت أميمة حريصة أن يبقى كل جيرانهم الثرثارين جهلة بنشاطها الليلي.

غير هذا، كانت علاقتها بالبواب خاصةً سيئة. منذ حوالى سنتين و نصف دخلت أميمة البناية و حقيبتها تزحف وراءها... تاركاً أثر وحل لزج كثيف لم تنتبه له مسبقاً.

"انظري إلى هذا!"

التفتت أميمة حينها و صدمت بنور قاتل في عيني بواب البناية، السيد فردي، الجاحظتين. كان الإعتذار على طرف لسانها و لكن لسبب لم تفهمه ركظت أميمة هاربة إلى أعلى تاركة البواب الغاضب وراءها.

كان عمر أميمة إحدى عشرة حينها-- لم يهم مرور السنوات؛ كانت أميمة مقتنعة أنه لم يسماحها زلتها الطفولية تلك إلى هذه الليلة.


(أأستمر؟)

أبوجمـــال
04-11-2004, 11:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخي الكريم ...

طبعاً إستمر ...

أتريد تركنا معلقين ...
لا نعرف ما هي النهاية ...

ولكن أتمنى أن تطيل الأجزاء لكي لا نمل ما نقرأ ولا ننساه ...

وسأقوم بدوري بتثبيت القصة ...

أخوك
أبوجمـــال