المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطاب تكذيب وأشياء أخرى



د.عبدالعزيز
04-11-2004, 12:09 PM
خطاب تكذيب عاجل جداً وأشياء أخرى

معالي وزير التعليم العالي المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بعد تقديمي للخطاب العام رقم 7858 /1 وتاريخ 27/4/1425هـ لوزارة التعليم العالي، وبعد توزيع الخطاب العام لوزارة التعليم العالي مناولة وبالفاكس والبريد الإلكتروني على الكثير من المؤسسات والمواطنين، وبعد أن قلت في الخطاب العام لوزارة التعليم العالي ما قلت، مثل قولي:

عار على أي أمة تحارب أحد أبنائها لأن له رأي في الشأن العام بكامله وتنسى أن الأمم المتحضرة التي في المقدمة تفرح وتشعر بالغبطة والسرور عندما تجد أبنائها ينيرون بفكرهم لها الطريق وتكافئهم بالرعاية والشكر والتقدير والإحترام .
(من الخطاب العام)
عار على أي أمة تحارب أحد أبنائها لأنه من أشد المطالبين بالإصلاح السلمي الشامل الذي يأخذ الأمة بكاملها، هي وثوابتها، إلى المستقبل بدلاً من التقوقع والعيش في الماضي ، ليجعلها الإصلاح الشامل تعيش بواقعية في هذا العالم وتتفاعل معه وتكسب ثقته وتعاونه وتقديره وإحترامه .
(من الخطاب العام)
عار على أي أمة تحارب أحد أبنائها لأنه من أشد المطالبين بالتغيير السلمي العام الذي يؤدي إلى تغيير أسلوب الحياة الذي جعل العقول تسكن في الظلام وتعشق الخراب والدمار وتتغذى في كل شؤون حياتها على الإنعزال والإنغلاق والشك والريبة والجهل والتخلف .
(من الخطاب العام)
…المكان الذي حدث فيه كل ما حدث لم يكن ولا يصلح أن يكون في حالته الراهنة هذه "جامعة" وإنما هو مهزلة بكل مواصفات المهزلة، ويجب لذلك إصلاح حال هذا المكان المهزلة إدارياً وأكاديمياً قبل فوات الأوان وقبل أن يصبح هذا المكان مشكلة عسيرة على الحل .
(من الخطاب العام)
وأتحدّى، نعم أقول أتحدّى، أتحدّى أن تجد وزارة التعليم العالي أستاذاً جامعياً واحداً يحترم نفسه وعلمه في هذا العالم كله يقبل أن يشارك في هذه المهزلة حتى لو أعطته وزارة التعليم العالي ميزانيتها السنويّة بكاملها كراتب شهري له .
(من الخطاب العام)
أنا شخصياً لست مغرماً ولا عاشقاً ولهاناً لهذا النوع من التعليم العالي ولن أشارك فيه أبداً إلا إذا تعهدت الجامعة بالتعاون لإصلاح على الأقل القسم الأكاديمي الذي أعمل فيه...
(من الخطاب العام)
...أقول لوزارة التعليم العالي ولكل من يهمه الأمر رفقاً بأبناء وبنات هذا الوطن، رفقاً بهم فهم يستحقون تعليماً عالياً غير هذا، رفقاً بهم فهم يستحقون تعليماً عالياً حقيقياً يأخذ بأيديهم ليكونوا مثل الآخرين في علمهم ووعيهم وثقافتهم وقدراتهم وإبتكاراتهم وإبداعاتهم وهواياتهم وقوة شخصياتهم، رفقاً بهم، فهم مستقبلنا، وأملنا في أن يكون لنا شأن حقيقي بين الأمم غير هذا "البترول" الذي أفسد حياتنا ولم نُحسن حتى الآن إنتاجه، واستثماره، وإنفاقه، رفقاً بهم، وبنا، وبأجيـالٍ ستأتي بعدنا، رفقاً بهم .

د.عبدالعزيز
04-11-2004, 12:10 PM
(من الخطاب العام)
وبدلاً من أن تفهم وزارة التعليم العالي من أجل المصلحة العامة لهذا الوطن وأهله ما ورد في الخطاب العام الذي تم تقديمه إليها، وبدلاً من أن تفهم وتخجل وزارة التعليم العالي من أجل المصلحة العامة لهذا الوطن وأهله من المستوى المخزي علميّاً وتعليميا وأكاديميا وتربويّاً وبحثياً وثقافياً وإداريّاً لجامعاتها، وبدلاً من أن تفهم وتسأل وزارة التعليم العالي نفسها من أجل المصلحة العامة لهذا الوطن وأهله عن الأسباب التي جعلت وتجعل أساتذة جامعاتها إمّا مهاجرين أو لاجئين أو مسجونين أو مهمشين أو منعزلين أو من العمل مفصولين أو مستقيلين...(إلخ )، وبدلاً من أن تفهم وتعمل وزارة التعليم العالي من أجل المصلحة العامة لهذا الوطن وأهله على إلغاء ما يسمى باللائحة الموحدة للجامعات، وبدلاً من أن تفهم وتعمل وزارة التعليم العالي من أجل المصلحة العامة لهذا الوطن وأهله على إستقلالية جامعاتها وتطويرها وحل مشكلاتها والاهتمام بمكتباتها ومراكز أبحاثها وترجماتها، وبدلاً من أن تفهم وتتعلم وزارة التعليم العالي من الأمم الأخرى من أجل المصلحة العامة لهذا الوطن وأهله الطريقة المناسبة للتعامل مع أساتذة الجامعات، وبدلاً من أن تفهم وتتعلم وزارة التعليم العالي من الأمم الأخرى من أجل المصلحة العامة لهذا الوطن وأهله أن أساتذة الجامعات هم عقول أي أُمة ولذلك يجب إحترامهم وإعطائهم الفرصة الكاملة لخدمة الأمة بكاملها دونما تدخل من أحد أيّاً كان، وبدلاً من أن تفهم وتتعلم وزارة التعليم العالي من الأمم الأخرى من أجل المصلحة العامة لهذا الوطن وأهله أن أساتذة الجامعات في جميع أنحاء العالم ليسوا موظفين عند أحد بعينه وإنما هم علماء مستقلون يعملون للأمة ولا يتبنون رأياً أحاديّاً لأيٍّ كان ولأي سببٍ كان ولا يحكمهم بعد دينهم إن كانوا من المتدينين الّا علمهم وعملهم الأكاديمي ومدارسهم الفكرية وبحثهم وإنتاجهم الفكري العام، وبدلاً من أن تفهم وتتعلم وزارة التعليم العالي من الأمم الأخرى من أجل المصلحة العامة لهذا الوطن وأهله معنى أن يكون أحد أفراد الأمة أستاذاً جامعياً له رأي مستقل يُبديه نظرياً أو عمليّاً متى شاء وأينما شاء ودونما خوف أو وجل من مراقبة أو محاسبة أو ما تسميه وزارة التعليم العالي لدينا "تأديب" (تأديب العلماء يا وزارة التعليم العالي؟!)، وبدلاً من أن تفهم وتتعلم وزارة التعليم العالي من الأمم الأخرى أن المكان الطبيعي لأساتذة الجامعات ليس السجون ولا القبور ولا المعتقلات وإنما هو قاعات المحاضرات والمؤتمرات والمكتبات ومراكز الأبحاث والترجمات ولا يجوز أبداً إنتزاعهم من مكانهم الطبيعي لأي سبب كان الّا مؤقتاً وبموافقتهم وضمان عودتهم وأن يكون في ذلك تكريماً لا عقاباً ولا إذلالاً ولا إهانة لهم، وبدلاً من أن تفهم وتعمل وزارة التعليم العالي على تحسين الأوضاع المادية والمعنوية لأساتذة جامعاتها، وبدلاً من أن تفهم وتعمل وزارة التعليم العالي من أجل المصلحة العامة لهذا الوطن وأهله على إنشاء جامعات في كل مناطق البلاد دونما أي إستثناء لاي منطقة، وبدلاً من أن تفهم وتعمل وزارة التعليم العالي من أجل المصلحة العامة لهذا الوطن وأهله على إلغاء مكافأة الطلاب والطالبات فوراً وإستبدالها بنظام الإقتراض وبنظام المنح الدراسية ونظام صندوق التكافل الاجتماعي ونظام تشغيل الطلاب والطالبات، وبدلاً من أن تفهم وتعمل وزارة التعليم العالي من أجل المصلحة العامة لهذا الوطن وأهله على تطوير نفسها وعلى توأمة جامعاتها مع جامعات في دول متقدمة، وبدلاً من أن تفهم وتعمل وزارة التعليم العالي من أجل المصلحة العامة لهذا الوطن وأهله على الاستعانة بخبراء التعليم العالي في أي مكان كان كي تكون وزارة التعليم العالي فعلاً وزارة للتعليم العالي إسماً على مسمى ولا تكون كما هو واقعها الحالي "وزارة التخلف العالي"، وبدلاً من أن تفهم وتفعل وزارة التعليم العالي من أجل المصلحة العامة لهذا الوطن وأهله كل ذلك كوظيفة أساسية لها تقوم بها باستقلالية تامة ومسئولة عنها أمام جميع أفراد المجتمع فإننا جميعاً لا نرى الّا سلسلة طويلة جداً من التخبط الأكاديمي والإداري المزمن لوزارة التعليم العالي وجامعاتها ولا نرى جميعنا الّا سلسلة طويلة جداً من الأفراد الذين يراقب بعضهم البعض أكاديميا وإداريا، هذا يراقب هذا، وهذا يراقب ذلك، وذلك يراقب الصغير، والصغير يراقب الكبير، والكبير يراقب الصغير، وهكذا دواليك إلى أن تنتهي السلسلة بماذا قال فلان وماذا قال علان وصارت العملية الأكاديمية والإدارية للوزارة وجامعاتها مجرد هرج ومرج وتصيُّد للأخطاء وشك وعدم ثقة ونميمة وتقارير يومية عن التافه من القول والعمل، فأين هي إذا وزارة التعليم العالي وأين هي جامعاتها في هذه المعمعة؟ أين هي وزارة التعليم العالي وأين هي جامعاتها ونحن لا نرى إلا لجنة أو مجلس من عدة أفراد يوجهون ويحدِّدون مصير جامعات يفترض أن تكون هي وليس أحداً غيرها، هي الجامعات التي تحتوي على العقول التي تقود الأمة إلى المستقبل وإلى ما فيه مصلحة عامة للجميع؟ نعم، أين هي وزارة التعليم العالي وأين هي جامعاتها ولمصلحة من قد تم إلغاء دور ووظيفة الجامعات في المجتمع؟ أين هي هذه الوزارة وأين هي جامعاتها التي يستطيع عالم متميز في هذا العالم كله يطمح مثلاً إلى الحصول على جائزة نوبل أن يراها حتى لو إستخدم أدق وأفضل أنواع المناظير و"التلسكوبات" و"المكرسكوبات" والعدسات؟ أين هي هذه الوزارة لنراها؟ وأين هي هذه الجامعات لنستفيد منها؟ وقد قلت سابقاً في أحد مقالاتي التي نشرت قبل سنوات في بعض الصحف والمجلات: "أنّ الجامعة تعبِّر دائماً عن حال أي أُمة، فإن كانت الجامعة في أحسن حال، فأي أُمة كذلك ، وإن لم تكن، فأي أُمة لم ولن تكون"، فهل في واقعنا ما يؤكد أن لدينا وزارة تعليم عالي وأن لدينا جامعات؟ بدون أي تردد، الجواب سيكون بالنفي المطلق.

بعد كل ذلك القول الذي قلته في الخطاب العام وبدلاً من كل ما يجب أن تفعله دائماً وزارة التعليم العالي خدمة لهذا الوطن وأهله، وفي يوم الأربعاء، وبتاريخ 2/7/1425هـ، أتى إلى مقر سَكني المؤقت في السكن المخصص لأعضاء هيئة التدريس مبعوث من وزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعة يحمل معه أصل خطاب رسمي وصورة لذلك الخطاب وطلب منّي الاستلام والتوقيع بالإستلام على صورة الخطاب ، قرأت صورة الخطاب المؤرخة 2/7/1425هـ، ولم أستطع بعد قراءتي إلّا أن أبتسم وأن أطلب من مبعوث وزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعة أن يعود من حيث أتى وأن يعيد أصل الخطاب معه من غير حتى أن أطَّلع عليه ويبلِّغ من أرسله تحياتي وسلامي ويبلِّغ من أرسله أيضاً أنني قد رفضت إستلام ذلك الخطاب وسأكتفي فقط بالإحتفاظ بصورة ذلك الخطاب من باب العلم بالشيء لا أكثر.

قد يسأل كل من يقرأ خطاب التكذيب هذا: لماذا إبتسمت بعد قراءتي لصورة الخطاب؟ ولماذا أعدت الخطاب إلى وزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعة؟ ولماذا رفضت إستلام ذلك الخطاب؟

كإجابة مختصره على هذه التساؤلات المنطقية التي قد تدور في ذهن أي منا، أقول أولاً أن ما ورد في خطاب وزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعة برهان صارخ على أن بيننا من يجعلنا لا نستحق حتى أن نكون من العالم الثالث، برهان صارخ على فساد وهذيان وتخريف إداري خطير جداً وغير مسبوق أبداً، برهان صارخ على ما قلت بتاريخ 26/4/1425هـ في الصفحة الخامسة من الخطاب العام لوزارة التعليم العالي، حيث قلت: "وزارة للتعليم العالي ممثلة في جامعة تدار بإسلوب غريب وعجيب وإدارة أُعطيت للأسف مكاناً يسمى"جامعة" ومسؤوليات وصلاحيات لتعبث بجميع ذلك كما يعبث الطفل بألعابه".

ولنقرأ الآن شيئاً من خطاب وزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعة، يقول الخطاب:

...موافقة مجلس الجامعة في جلسته الخامسة المعقود بتاريخ 21/11/1424هـ على تكليفكم بعمل إداري لمدة خمس سنوات إعتباراً من تاريخ قرار بمجلس الجامعة بجلسته العاشرة في العام الجامعي 22/1423هـ المعقود بتاريخ 20/3/1423هـ …

وكتعليق على هذا القول لوزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعة أقول لكل مواطن / لكل من يهمه الأمر :

د.عبدالعزيز
04-11-2004, 12:13 PM
(1).أن هذا كذب، كذب، كذب، كذب، هذا إدّعاء، هذا تبرير، هذه فبركة، هذا القولممكن أن يكون أي شيء إلا أن يكون حقيقة، يشهد الجميع أن هناك أستاذاً جامعياً قالوفعل وكتب من أجل المصلحة العامة ولأنه قال وفعل وكتب تمّت محاربته أكاديمياًوإداريّاً منذ البداية وتم تهميشه وبقي في منزله سنوات من دون عمل، والآن وبعدتقديمي للخطاب العام لوزارة التعليم العالي وبعد توزيع الخطاب على المؤسسات وعلىالمواطنين تريد وزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعة، بفبركة إدارية لن يعجزها هيولا غيرها القيام بها، تريد إقناعنا أن ذلك كله بسبب تكليفي (إنتدابي) بعمل إداري،هكذا تكون الفبركة وإلا فلا يا وزارة التعليم العالي، ولنفترض جدلاً أن ذلك صحيحاً،فكيف لي أن أُنتدب لعمل ما منذ 20/3/1423هـ كما يقول خطاب وزارة التعليم العاليممثلة في الجامعة ولا أعلم أنا عنه ولا يعلم عنه أحد؟ وكيف لي أن أُنتدب لعمل ماولم أقم به ولم يشاهدني أحد أقوم به؟ هذا الإدّعاء يا وزارة التعليم العالي ممثلةفي الجامعة ليس أكثر من محاولة يائسة لتبرير ما حدث من ظلم وقمع وإستبداد وإضطهادرسمي يعلم عنه الجميع وسكت أنا عنه بإختياري سنوات عديدة من باب لعل وعسى أن يتراجعالمخطئ عن خطأه وتقديراً للظروف التي تمر بها الأمة في أيامنا هذه، ولكن ولأسباب قدذكرتها بالتفصيل في الخطاب العام لوزارة التعليم العالي فالوقت قد حان الآن ليعلمكل مواطن عن هذا الفساد الأكاديمي والتربوي والتعليمي والإداري، وهذا التبرير "التكليف الإداري" الذي تدعيه وزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعة لا يستند إلىأي دليل بل هو حجة أكاديمية وإدارية دامغة تدين وزارة التعليم العالي نفسها بشكلعام وتدين وزير التعليم العالي نفسه بشكل خاص، أليس وزير التعليم العالي برغبته أوبرغبة غيره هو نفسه رئيس مجالس الجامعات و يفترض أنه يعلم عن كل القرارات لمجالسالجامعات ؟

قائمة إتهاماتي لوزارة التعليم العالي طويلة جداً وأتحدى وزارةالتعليم العالي مسبقاً وعلناً وأمام الجميع أكاديمياً وتعليمياً وتربوياً وإدارياًأن تستطيع أن تكون بريئة في أي من هذه الإتهامات، وهذا هو "الميدان يا حميدان"، هذاهو الميدان يا وزارة التعليم العالي، لنرى جميعاً وعلناً ما لدى وزارة التعليمالعالي، لنرى ونعرف جميعاً وعلناً الأسباب التي جعلت وزارة التعليم العالي تعاملأستاذاً جامعيّاً بهذه المعاملة منذ عام 1994 م وحتى الآن 2004 م، جميعنا كمواطنيننريد أن نعرف، من حقنا جميعاً أن نعرف الحقيقة ولا شيء آخر غير الحقيقة، نريد أننعرف لماذا؟ ونريد أن نعرف كيف؟ آن الأوان أن نعرف جميعنا الحقيقة، حقيقة كل شيء،وليس فقط حقيقة هذه الفبركة وهذه المعاملة بل حقيقة كل شيء.

ويجب أن أقولهنا لوزير التعليم العالي أنني منذ 1994م وحتى الآن 2004م أسأل كل من أتحدث إليهوخاصة الأكاديميين هذا السؤال:"لو كنت [أنا] قريباً للعنقري [وزير التعليم العاليالحالي] كان صار لي كل ما صار(للأمانة والموضوعية أوردت السؤال هنا كما أقولهدائماً )؟" والغريب أن كل من سألته كانت إجابته:"[أنت] تسألني سؤال تعرفإجابته".

فما هي الإجابة التي يعتقد كل من سألته هذا السؤال أنني أعرفها ياوزير التعليم العالي؟ نريد جميعنا كمواطنين أن نعرف الإجابة على هذا السؤال وعلى كلسؤال مشابه لكل مواطن في جميع أركان هذه البلاد مع الإختلاف بطبيعة الحال فيالأسماء والأشخاص والمسئوليات والظروف والمسببات والحاجات، نريد أن نعرف، آن الأوانأن نعرف، يجب أن نعرف، وسنعرف، عاجلاً أو آجلاً سنعرف، جميعناسنعرف.

(2).تقول صورة خطاب وزارة التعليم ممثله في الجامعة:"...موافقة مجلسالجامعة...على تكليفكم..."، ولأن كل من لديه ذرّة عقل يعلم أن "الموافقة" على أيشيء مادِّي أو معنوي لا يمكن لها أن تكون إلا بعد "طلب"، و"الطلب" لا يمكن له أنيكون إلَّا بناء على "رغبة"، و"الرغبة" لا يمكن لها أن تكون إلا لكائن حي يعبر عنهاباللغة بتعريفها العام كما هو الحال بالنسبة للإنسان أو بالغريزة بتعريفها العامكما هو الحال بالنسبة لبقية الكائنات الحية، وعلى هذا فالأسئلة التي تفرض نفسها هناهي: على ماذا قد تمت "موافقة مجلس الجامعة" ؟ من طلب هذه الموافقة؟ فأنا لم أطلبهذه الموافقة، رغبة من هذه؟ فأنا لم أُبدي حتى الآن أي رغبة أبداً في أي عمل إداري،ما هو السر الذي وراء هذه "الموافقة" الغير مبنية على "طلب" أو "موافقة" أو "رغبة" منّي؟ من هو الذي طلب؟ ومن هو الذي رغب؟ ومن هو الذي وافق؟ نريد جميعاً كمواطنين أننعرف الإجابة على هذه الأسئلة يا وزارة التعليم العالي، نريد أن نعرف، يجب أننعرف.

لا أُنكر أبداً أن لي إجتهادات ورسائل وأراء وإنتقادات إدارية وحتىسياسية معروفة وغير معروفة ومنشورة وغير منشورة في وسائل الإعلام ولكن ذلك كله ليسإلّا تنظيراً فلسفياً للمصلحة العامة لهذا الوطن وأهله، لا أكثر ولا أقل، ولا يعنيذلك بالضرورة أن لي رغبة في أي منصب إداري أو إستشاري أو سياسي أيّاً كان، هذه هيالحقيقة على الأقل في الوقت الحاضر، إهتماماتي الآن أكبر وأهم من أي منصب إداري أوإستشاري أو سياسي، إهتماماتي الآن علمية وأكاديمية وتعليمية وتربوية وثقافيةوتنظيرية فلسفية عامة.

(3).لقد أعدت أصل خطاب وزارة التعليم العالي ممثلةفي الجامعة مع مبعوثها وأحتفظت فقط بصورة الخطاب ليكون لوزارة التعليم العالي ممثلةفي الجامعة فرصة أمام الجميع للتراجع عن كل ما ورد في خطابها لأنه لا قيمة شرعية/ إدارية لصورة أي مستند رسمي، هذا لأن ما ورد في خطاب وزارة التعليم العالي ممثلة فيالجامعة، ما ذكرته هنا في (1)و(2) أعلاه وما لم أذكره بعد إلى أن يكون الوقتمناسباً لذلك، إثبات على فساد إداري وأكاديمي يصل إلى درجة الفضيحة، وأين؟ في جامعةأو هكذا تسمّى، وأين؟ في وزارة أو هكذا تسمّى.

(4). بناء على ما تقدم في (1)و(2)و(3)أعلاه، يجب أن تعلم وزارة التعليم العالي أن كل ما ورد في خطاب وزارةالتعليم العالي ممثلة في الجامعة رقم 1099/4/10 وتاريخ 2/7/1425هـ مرفوض، مرفوضتماماً، هذا التكليف/ الإنتداب الإداري مرفوض تماماً، وكل ما فعلته وزارة التعليمالعالي منذ عام 1994م وحتى الآن 2004م لأستاذ جامعي لم يقل ولم يفعل ولم يكتب إلاما فيه مصلحة لهذا الوطن وأهله مرفوض تماماً، وإن كانت وزارة التعليم العالي تهدفمن وراء هذا التكليف/ الإنتداب إيجاد حل للخلاف الأكاديمي والإداري المعروف لدىالجميع فالحل الوحيد لهذا الخلاف قدمته بجميع خطواته في الخطاب العام لوزارةالتعليم العالي، فلتقرأ وزارة التعليم العالي الخطاب العام مرة أخرىلتفهم.

(5). خطاب وزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعة المذكورهنا جعلنيأتذكر أنني قبل فترة تزيد على العشر سنوات، كنت أتحدث في المملكة المتحدة مع أحدالزملاء من أبناء هذا الوطن عن التعليم في ما يسمى جيوسياسيّاً "العالم العربي"،ومن ما قلته لزميلي عطفاً على الوضع العام لـ"العالم العربي" أن:"الدكتوراة كبيرةجداً على "العالم العربي" "، فقال زميلي متسائلاً وكأنه معترض: "كبيرة جداً حتىعلينا [في بلادنا]؟" قلت له: "نعم، كبيرة جداً حتى علينا" ولو سألني زميلي في هذاالتاريخ 1425هـ/2004م ذات السؤال لقلت له ذات الجواب، فهكذا نحن فيما يسمى "العالمالعربي" ، دائماً هكذا، يمرّ الوقت ونحن كما نحن لا نتغيّر ولا نتقدم ولا نتطوّر،جمود مستمر، جمود محزن، جمود مخجل، جمود قاتل، جمود بطعم الفساد العام بكل أنواعه،جمود في كل شيء إلى درجة أن الإنسان العملي والمنتج والمفكر والمخلص منّا ليس لهإلا أن يهاجر أو يصطدم بالواقع أو يمرض من الواقع أو يموت من الواقع، جمود بطعمالفساد العام بكل أنواعه يبرر في واقعنا الميئوس منه إلى حدٍ كبير إرتفاع نسبةالإنتحار والعنوسة والبطالة والفقر والطلاق والتعاطي والحوادث والجريمة بشكل عاموالأميّة وأمراض النفس والعقل والجسد كالسكر والضغط والقلب والسرطان والفشل الكلويوالسكتات والجلطات ونقص المناعة والإكتئاب والوسواس والفصام والخوف والقلقوالجنون…(إلخ).

د.عبدالعزيز
04-11-2004, 12:16 PM
يجب ملاحظة أنني عندما كنت أتحدث إلى زميلي عن "الدكتوراة" كنت بطبيعة الحال أعني الدكتوراة الحقيقية وليس أي دكتوراة فخبراء التعليم العاليفي الدول المتقدمة هم وحدهم الذين يعلمون أن الدكتوراة مثل البصمةالوراثية.

هل فهمت وزارة التعليم العالي شيئاً من هذا الحديث؟ وهل لديها ولوخبير واحد في التعليم العالي يستطيع أن يفسر لها ما لم تفهمه؟ لا أعتقد أبداً أنوزارة التعليم العالي قد فهمت أي شيء ولا أعتقد أبداً أن لديها ولو خبير واحد فيالتعليم العالي، حال الوزارة وحال جامعاتها يؤكد ذلك.

(6). خطاب وزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعة المذكور هنا جعلني أتسائل: ما هو السر يا وزارة التعليم العالي الذي يجعل بعض المناصب الإدارية العليا تعطى للمتخصصين في "الجغرافيا" ؟ وزير التعليم العالي ومدير جامعة أم القرى ومدير جامعة نايف العربية مثلاً، هل هي سياسة جديدة تجعلنا نوصي الجميع بالتخصص في "الجغرافيا" من الآن فصاعداً؟ أم أنها عنصرية علمية أو مجاملة من الوزارة بحكم التخصص الأكاديمي للوزير ؟ أم أنه إكتشاف علمي جديد أثبت أن المتخصصين في "الجغرافيا" هم الأفضل والأقدر؟ أم لأن المتخصصين في "الجغرافيا" من النوع الذي لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم؟ أم ماذا يا هذا؟ نريد أن نعرف، أليس من حقنا كمواطنين أن نعرف الإجابة على كل الأسئلة الممكنة في هذا العالم كهذه الأسئلة مثلاً عن المتخصصين في "الجغرافيا"؟ عقول أفراد الأمم الأخرى مليئة بالإجابات على كل الأسئلة الممكنة، وهذا هو السبب الذي جعل الأمم الأخرى واعية ومتحضرة، وعقولنا نحن وحدنا المليئة بالأسئلة التي لا إجابة لها، نموت وتموت معنا الأسئلة، السؤال ممنوع، والجواب ممنوع، و"يا قلب لا تحزن"، مأساة، مأساة، مأساة، لا شك أبداً في أنها مأساة، ولقد آن الأوان من أجل مستقبلنا ومصلحتنا جميعاً أن نصلح حالنا بطريقة شاملة وسريعة وأن نتغيّر بشكل عام كي لا تغرق السفينة، وعندما أتحدث هنا أو في أي مكان آخر عن التعليم العالي كناقد له أكاديمياً وإدارياً فما ذلك إلا كمثال وإلًا فإن الشأن العام بكامله بحاجة إلى إعادة نظر.

هل فهمت وزارة التعليم العالي شيئاً؟ أكاد أجزم أنها لم تفهم شيئاً وإلا لما كان هذا هو حالها وحال جامعاتها، ولذلك ربما قراءة وزارة التعليم العالي لـ "قصيدة البشارة" التالية قد تساعد وزارة التعليم العالي على أن تفهم بعد كل هذه السنين وبعد كل ما قلته لها ولجامعاتها ما لم تفهمه حتى الآن:

د.عبدالعزيز
04-11-2004, 12:19 PM
"قصيدة البشارة" مستلة من ديواني "يا أمتي تكلمي"

قصيدة البشارة
د. عبد العزيز بن سعيد الغامدي
ستشرق
وتشرق
وتشرق
كي تشرق
وتشرق
وتشرق
إلى أن تشرق دائماً
كي لا تخرج الأحقاد الدفينه
وكي لا تنتهي النفس الأمينه
وكي لا تغرق أبداً هذه السفينه
ستشرق
x x x
ستشرق
كي تكون الجباه دائماً عاليه
وكي تكون الأرواح دائماً غاليه
وكي لايقول أحد هذا ماليه
وهذا سلطانيه
وهذه أرضي
و أرض آبائي
وأرض أجداديه
وكي لاترقص الأخلاق أبداً عاريه
وكي لاتكون الكرامات أَمة جاريه
وكي تكون ألوان الحياة دائماً زاهيه
وكي لايحكم الطهارة أبداً طاغيه
ستشرق
x x x

ستشرق
كي لا يكون للخطأ "سَمْ "
و"أبشر"
و" أنت أعرف"
و" اللّي تشوفه "
و" سمعاً وطاعه"
و" حاظر "
و" طال عمرك"
و"سيدي"
و"مولاي"
و"بالروح"
و" بالدم"
و" أمْرك على راسيه"
ستشرق
x x x
ستشرق
كي تكون المقاصد دائماً ساميه
وكي يكون بين الخير
والشر
معركة دائماً حاميه
وكي لاتكون " الأنا" أبداً " نحن" لأشياء باليه
وكي لاتكون "الأنت" أبداً "أنتم" لأشياء خاليه
وكي لايكون العالي للواطي طريق
وحريق
وشمعة باكيه
وكي لايكون العالِم للجاهل غريق
وبريق
وزهرة شاكيه
ستشرق
x x x
ستشرق
كي لا تموت الأسئله
وكي تُحل المسأله
ستشرق
قريباً
ستشرق
شمس جديده
ستشرق
شمس مختلفه
ستشرق
قريباً
ستشرق
لامحاله
ستشرق
شمس الإصلاح
ستشرق
شمس التغيير
ستشرق
شمس الحريّات
ستشرق
شمس الشفافيه
ستشرق
شمس الحقوق
ستشرق
شمس المحاسبه
ستشرق
لامحاله
ستشرق
كي ينتحر الليل الطويل
وتذوب الكوابيس
والأصنام
والألام
ويكون الحُب خطوة تاليه
ستشرق

د.عبدالعزيز
04-11-2004, 12:21 PM
x x x
ستشرق
كي تمسح الدموع التي في القلوب
والعيون
وكي تشبع العقول
والبطون
وكي تضحك الأيادي
والجفون
وكي تكون الأحلام
والإبتسامات
فنون
وكي تكون الأسرار
والهمسات
جنون
وكي تختفي الشكوك
والظنون
وكي يكون الكل للكل حنون
ستشرق
x x x
ستشرق
كي يكون القادم وصفة شافيه
ستشرق
كي لاتسير الفرحة بعد اليوم على الشوك حافيه
ستشرق
كي تختفي من الوجود "لا" النافيه
وكي يحاسب أعضاء
وعشاق
وشركاء
"المافيه"
ستشرق
كي لاتكون الحقيقة خافيه
وكي تكون الحقوق وافيه
وتكون النوايا صافيه
والكفاءات كافيه
والحرية من القمع
والظلم
والإضطهاد
والإستبداد عافيه
وسلام يكون في الكلام
والعمل
قافيه
ستشرق
كي لاتكون الصدور بعد اليوم غافيه
ستشرق
x x x
ستشرق
كي تهتز الأرض
بالطول والعرض
ويقول الناس للظالم:
خذ هذا دَينك منّا فرض
وزيادة خذ هذا منّا قرض
ستشرق
x x x
ستشرق
كي يموت الظلام
ويرقص السلام
ويغرد الكلام
ويدفع الثمن من عليه وحده الملام
ستشرق
x x x
ستشرق
كي لا تكون المظلمه
وكي تدوم الأسلمه
ستشرق
x x x
ستشرق
وتشرق
وتشرق
كي تشرق
وتشرق
وتشرق
إلى أن تشرق دائماً
كي لا تخرج الأحقاد الدفينه
وكي لا تنتهي النفس الأمينه
وكي لا تغرق أبداً هذه السفينه
ستشرق

د.عبدالعزيز
04-11-2004, 12:23 PM
(7). خطاب وزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعة المذكور هنا يجعلني أقول في الحقيقة أن الواحد منّا هذه الأيام قد صار في حيرة كبيرة من أمره ، حيرة فيما ومما يسمع وحيرة فيما وممّا يشاهد ، حيرة سببها الإحتقان الخطير في نفس كل مظلوم ، الإحتقان الذي يجده ويسمع عنه الواحد منّا أينما ذهب ، إحتقان خطير ظاهر للعيان في كل مكان وكأن هذا الإحتقان كائن حي يقول :"إما أن يُوصل الواحد صوته إلى من يهمه الأمر في مثلاً جمعيات حقوق الإنسان في الدول المتقدمة ليرفع عن نفسه الظلم والإستبداد والإضطهاد وبذلك فمن المؤكد أنه سيجد أمامه منتفعاً وصولياً تافهاً وحقيراً ليصف تصرفه هذا على أنه سماح للآخرين بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد ، أو أن يصمت فتضيع حقوقه التي لم يعد بالإمكان الحصول عليها إلاّ ربمّا فقط بالواسطة والرشوة والمحسوبية ،ليكون صمته الناتج عن ظلم أصابه إحتقان نفسي مدمر له ولمن حوله وللمجتمع الذي ينتمي إليه ."

إحتقان يجعل الواحد منّا في حيرة ، وحيرة تجعل الواحد منّا في حالة دهشة وذهول وإستغراب وتعجب ، حيرة قد تجعل المظلوم يقول ما لا يريد ربمّا أن يقول وتجعله يتمنى ما لا يريد ربمّا أن يتمنى وتجعله يفعل ما لا يريد ربمّا أن يفعل ، فهل يعي كل من يهمه الأمر خطورة نتائج الإحتقان الذي يترعرع في نفوس المظلومين ؟ البطالة في أي بلد غني ظلم ، الفقر في أي بلد غني ظلم ، الجوع في أي بلد غني ظلم ، الحاجة في أي بلد غني ظلم ، الحرمان من الحقوق في أي بلد ظلم ، عدم المساواة في أي بلد ظلم ، عدم تكافؤ الفرص في أي بلد ظلم ، عدم التوزيع العادل للثروة في أي بلد ظلم ، غياب الحريات في أي بلد ظلم ، الإستبداد في أي بلد ظلم ، الإضطهـاد في أي بلد ظلم ، الطغيان في أي بلد ظلم ، البطش في أي بلد ظلم ،السلطة المطلقة في أي بلد ظلم ، عدم تداول السلطة في أي بلد ظلم ، الجهل في أي بلد ظلم ، التخلف في أي بلد ظلم ، العنوسة في أي بلد ظلم ، الجريمة في أي بلد ظلم ، الفساد بكل أنواعه في أي بلد ظلم ، الظلم في أي بلد ظلم ،غياب الرعاية الصحية المتقدمة في أي بلد ظلم ، غياب الرعاية الإجتماعية في أي بلد ظلم ، غياب التربية في أي بلد ظلم ، غياب الخدمات العامة المتكاملة في أي بلد ظلم ، غياب الشعور بالمسؤولية في أي بلد ظلم ، غياب الذوق العام في أي بلد ظلم ، غياب الوعي في أي بلد ظلم ، غياب التكافل الإجتماعي في أي بلد ظلم ، غياب الوفاء في أي بلد ظلم ، غياب العطاء في أي بلد ظلم ، غياب الأمانة في أي بلد ظلم ، غياب الأمن في أي بلد ظلم ، غياب السلام في أي بلد ظلم ، غياب الحب في أي بلد ظلم ، غياب حقوق الإنسان في أي بلد ظلم ، غياب حرية الرأي في أي بلد ظلم ، غياب حرية الصحافة في أي بلد ظلم ، غياب فصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في أي بلد ظلم ، غيـاب الرأي والرأي الأخـر في أي بلد ظلم ، غياب الشـورى/ الديموقراطية في أي بلد ظلم… إلى آخر قائمة الظلم والظلام والمظالم الممكنة .

(8). خطاب وزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعة المذكور هنا يجعلني أتذكر أحد أقوالي المعروفة :

كثرة الباطل لا تعني أبداً إنهزام الحق

باختصار ، وأنا أقول لوزارة التعليم العالي بأن كل ما ورد في خطابها ممثلة في الجامعة بتاريخ 2/7/1425هـورقم 1099/4/10 عن التكليف /الإنتداب الإداري المزعوم مرفوض تماماً ، أقول دعونا جميعاً من أجل هذا الوطن وأهله نعمل ليل نهار كي نرفع الظلم عن كل مظلوم قبل فوات الأوان وقبل أن يحرق الظلم الحياة ، فكثرة المظالم والمظلومين لا بد أن تكون عاقبتها وخيمة ، وأقول أيضاً دعونا جميعاً من أجل هذا الوطن وأهله وقبل فوات الأوان نفهم ونتعلم أنه إذا صفت النوايا وكان هدفنا جميعاً هو بناء أنفسنا وبلدنا ومستقبلنا وتقاسمنا كسرة الخبز ونسمة الهواء وقطرة الماء وحبة الدواء وعذوبة المواطنة والإخاء في السراء والضراء فليس مهماً أبداً بعد ذلك من يكون فينا الحاكم ومن يكون فينا المحكوم ، إذا صفت النوايا وكان هدفنا جميعاً هو بناء أنفسنا وبلدنا ومستقبلنا فليس مهماً أبداً بعد ذلك من يكون فينا المسئول الذي يدير أمورنا بكل إقتدار وعدل وأمانة ومن يكون فينا مستمتعاً بثقته في المسئول الكفء ومتفرغاً للقيام برسالة وطنية أخرى تكون لبنة أخرى من لبنات البناء لأنفسنا ولبلادنا ولمستقبلنا ، ليس مهماً ما يكون هذا أو ما لا يكون، وليس مهماً ما يكون ذلك أو ما لا يكون ، المهم أن نكون نحن يداً بيد وكتفاً بكتف ، نسير مع بعضنا في طريق البناء جنباً إلى جنب ، نسير مع بعضنا إلى الأمام وكلنا ثقة بأننا لن نحرق أنفسنا وبلادنا ومستقبلنا بأيدينا ولا بأيدي غيرنا أبداً ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نحسن الظن في بعضنا البعض ، نسير مع بعضنا إلى الأمام وإذا أختلفنا نناقش اختلافاتنا من غير غضب ولا بطش ولا تشنج ، نسير مع بعضنا إلى الأمام وإذا أتفقنا أتفقنا على أن يكون إتفاقنا من غير غش ولا إيهام ولا خداع ، نسير مع بعضنا إلى الأمام والحاكم فينا أياً كان يعرف أن "كبير القوم خادمهم" والمحكوم فينا أياً كان يشعر ويسمع ويرى دائماً أن "كبير القوم خادمهم " ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أننا بشر نخطئ ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أننا يجب أن نعترف بأخطائنا ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أننا يجب أن نعمل على معالجة أخطائنا ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أن علينا أن نتعلم من أخطائنا ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أننا يجب أن نعتذر عن أخطائنا ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أن خصوصية أي أمة لا تعني أبداً أن هذا العالم لها لوحدها ،نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أن علينا التعايش والتعاون مع الأخرين واحترامهم واحترام أيضاً خصوصياتهم ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أن خصوصية أي أمة قد تعني تميزها ولكنها لا تعني بالضرورة أبداً أفضليتها على الأمم الأخرى ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أن الأفضل هو القادر على أن يكون قدوة في البناء المادي والمعنوي ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أن المرأة يجب أن تكون دائماً نصف المجتمع في الحقوق وفي الواجبات ، نسير مع بعضنا إلى الأمام والمرأة فينا تقود سيارتها وتقوم بإيصال نفسها إلى مدرستها وعملها وإيصال أطفالها إلى مدارسهم وإلى أي مكان آخر تريده هي وأسرتها وتتحمل مسئولية قراراتها وأخطائها وتحمي نفسها وتختار في الحياة مستقبلها وشريك حياتها وتتمتع باستقلاليتها وتكون سنداً فاعلاً قويّاً متعلماً مثقفاً لأسرتها ومجتمعها ووطنها ، نسير مع بعضنا إلى الأمام والمرأة فينا لا يُنظر إليها على أنها كتلة من اللحم الفاسد الذي يجب إبعاده عن الرجل كي لا تفسده وكأن الرجل مقارنة بالمرأة ملاك طاهر لم يُخلق هذا الكون إلا من أجله ، نسير مع بعضنا إلى الأمام والمرأة فينا لا يُنظر إليها وكأنها كائن خرافي أسطوري يجب تغطيته بالكامل وحفظه بشكل دائم في المتاحف التي تسمى تجاوزاً "منازل أو مساكن أو بيوت" ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أن أهمية كل منّا تكمن في وطنيته وكفائته وقدراته وإنجازاته وليس في إسمه ولا في عائلته ولا في قبيلته ولا في وراثته ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أن الفساد بكل أنواعه وخاصة الفساد السياسي والمالي والإداري والقضائي مدعاة لكل أنواع العنف والجريمة والتخلف ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعلم أن غياب الحريّات العامة يخلق مجتمعاً مريضاً لا يستطيع أبداً الاعتماد على نفسه ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نريد لأنفسنا وطن نتشرف بالإنتماء إليه بما يميزه من صفات ويتشرف هو بنا بما نفعله نحن من أجله ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نريد لحياتنا أن تكون دائماً من أجل الاعتدال والحب والأمن والسلام ولا تكون أبداً من أجل الغلو والكراهية والخوف وسيل الدّماء ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعرف أن المهم هو البناء ولا شيء آخر غير البناء ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن ندير جميع أمورنا بأيدينا ، ذكورنا وإناثنا وشبابنا وأطفالنا ، ولا نستقدم عند الضرورة القصوى الاّ يداً عاملة مدّربة تدريباً عالياً جداً تفيدنا وتحترمنا وتخدمنا في سلوكها وفيما تقوم به من أعمال مشروعة لنا ولبلادنا ولمستقبلنا ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعرف أن المهم هو الاّ نعطي للحاقدين والمتربصين الفرصة كي يضحكون ويضحكون ويضحكون بينما الناي الحزين يعزف لحن نهايتنا ودمارنا وهدمنا بأيدينا أو بأيدي غيرنا ، نسير مع بعضنا إلى الأمام ونحن نعرف أن المهم دائماً وأبداً هو الاّنعطي البوم والغراب والثعلب والضبع والعقرب والثعبان والشيطان والكلب والخنزير والثور والبقرة والتيس والعنزة والشاة والخروف والحمار والبغل فرصة كي يرقصون فرحاً وطرباً وهم يشاهدون دموعنا على واقعنا تتساقط بغزارة شديدة وكأنها إعصار وبركان وزلزال وفيضان وعذاب بمطر يُعمي البصر ولا يُبقي ولا يذر .

أطيب التمنيات بدوام التوفيق،،،


د.عبدالعزيز بن سعيد الغامدي

-نسخة من هذا الخطاب مع التحية لكل مواطن /لكل من يهمه الأمر 5/8/1425هـ





ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*بريد إلكتروني:aalghamidi@hotmail.com
جامعة م.سعود، كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية ، ص.ب 2456، الرياض 11451
تلفون 4675430