hani100000
04-11-2004, 07:04 PM
بعد ثمانية عشر عاما من المطاردة أبدع فيها صواريخ القسام والبتار وقاذف الياسين
الغول مهندس حماس الأخطر ورائد تصنيع القاذفات.. يترجل شهيداً
غزة - السبيل
أخيرا وبعد رحلة جهاد طويل طوى الشهيد القائد «عدنان الغول» صفحات عمره الذي قضاه مجاهدا ومجتهدا، مطارَدا ومطارِدا لقوات الاحتلال، رحل بعد صنع القسام والياسين والبتار، وزرع في كل زاوية وثغر عبوة ناسفة تتربص بالعدو وآلياته الدوائر، رحل بعد أن أرسى دعائم صناعة ثقافة السلاح والقوة في المجتمع الفلسطيني وصنع جيشا من المهندسين القادرين بحول الله على إكمال المسير.
على مدى 18 عاما ظل الشهيد القائد «عدنان الغول - أبو بلال» يمثل أسطورة فلسطينية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فقد نجح بإمكاناته البسيطة في تحقيق توازن الرعب والردع بين الشعب الفلسطيني وجيش الاحتلال الإسرائيلي بكل ما يملك من قوة.
ولد الغول عام 1958 وظهر عليه منذ صغره حبه للمقاومة وخاصة العسكرية منها، فعمل في العام 1984 مع فرقة المغراقة التي نفذت العديد من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال.
لم يكن الغول مقاوما عاديا للاحتلال، بل كان مقاوما شرسا، لا يعرف معنى الراحة، حيث قدم اثنين من أبنائه شهداء، والثالث ما زال معتقلا لدى قوات الاحتلال، وتعرض قبل ذلك لعدة محاولات اغتيال خلال مسيرته الحافلة بالبطولات.
بدأ الغول مشواره الجهادي في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، حينما كان شابا يمتلئ حبا لوطنه المحتل، ويرى أبناء شعبه يتذوقون الويلات من قبل قوات الاحتلال، فبدأ بتنفيذ هجمات ضد قوات الاحتلال في أنحاء متفرقة من مدينة غزة، حيث شكل بعد ذلك خلية فدائية من بعض الشبان الذين يعرفون بانتمائهم للحركة الإسلامية في ذلك الوقت، وبدؤوا بجمع السلاح في منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة، حيث ضبطت قوات الاحتلال كمية كبيرة من السلاح هناك في عام 1986 وقد ارتبط اسمه بها ليصبح مطاردا للاحتلال، وذلك قبل عام من اندلاع الانتفاضة الأولى (1987 - 1994).
وتمكن الغول خلال تلك الفترة من التدرب على تصنيع المتفجرات وأصبح يتقن فنونها ببراعة، ليستأنف نشاطه المقاوم، بعد دخول السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة منتصف 1994.
شهدت تلك الفترة انتقالاً للعمل العسكري من مرحلة حرب العصابات التي قادها الشهيد «عماد عقل» إلى مرحلة العمليات الاستشهادية وتفجير الحافلات بقيادة المهندس الشهيد «يحيى عياش» حيث بدأ يفكر كيف يمكن الاستفادة من خبراته التي تعلمها واتخذ من بلدة المغراقة عرينا له.
كانت تلك الفترة مرحلة حرجة بالنسبة للمقاومة الفلسطينية لاسيما أن السلطة الفلسطينية كانت ملتزمة بتطبيق ما طلب منها في الاتفاقات التي جاءت في إطارها إلى قطاع غزة، فاعتقل على ذمة جهاز المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية، حيث حاولت المخابرات الصهيونية اغتياله من خلال دسّ السم له في فنجان القهوة الذي قدم له داخل سجن السلطة.
ويقول أحد المقربين من عدنان إن نوعية السم الذي وضع لعدنان في القهوة قاتل وفتاك جدا، ولكن عناية الله لطفت به، حيث نقل إلى مشفى الشفاء وهو في غيبوبة تامة، وتصادف مع وقت نقله وجود طبيب ألماني مختص في التسمم أنقذ حياته، حيث ظل يعاني من آثار هذا السم حتى استشهاده حيث لا يمكنه السير على قدميه مسافة كيلومتر واحد.
تمكن بعد ذلك عدنان من الخروج من سجن السلطة ولكن ليس من أجل أن يركن إلى الراحة، بل ليواصل طريقه مع رفيق دربه «محمد ضيف» القائد العام لكتائب القسام حيث إن جهاز المخابرات الفلسطينية ظل يبحث عنه، فاعتقل نجله البكر بلال، وجرى تعذيبه خلال الاعتقال من أجل معرفة مكان والده، ولكن الفتى الصغير آنذاك أبدى صلابة لم تفلح معها محاولة انتزاع الاعترافات بالقسوة.
كانت السنوات التي أمضاها منذ عودته إلى غزة عام 1994 وحتى اندلاع انتفاضة الأقصى في 28 أيلول 2000 فترة حرجة في حياة الغول وحياة المقاومة الفلسطينية نظرا للضربات المتلاحقة التي كانت تتعرض لها على أيدي أجهزة أمن السلطة الفلسطينية والتي كانت أبرزها الضربة التي تعرضت لها حركة «حماس» وجهازها العسكري كتائب القسام عام 1996.
وعمل الشيخ الشهيد «صلاح شحادة» قائد ومؤسس الجناح العسكري لحماس بالتعاون مع ضيف والغول وعدد آخر من قادة القسام على إعادة تشكيل خلايا كتائب القسام، وذلك قبل أربعة اشهر من اندلاع انتفاضة الأقصى.
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى بدأ الغول في ذلك الوقت يعمل جاهدا على تطوير الأسلحة التي بحوزة المقاومين الفلسطينيين لاسيما أن قوات الاحتلال تستخدم أسلحة أكثر فتكا، وقد استشعر الكيان الصهيوني الخطر القادم من بين أصابع عقل هذا الرجل، حيث لهثت كثيراً في البحث عنه ومطاردته ولم تبق منطقة إلا وبحثت فيها عنه.
ولم يكن يوم 22 آب من عام 2001 يوما عاديا في حياة هذا الرجل، حيث كان وبحسب «أبو إبراهيم» أحد المقربين منه في طريقه برفقة أحد زملائه، ويدعى سعد العرابيد «استشهد في الثامن من نيسان 2003» عندما كان يجري تجربة لإطلاق أول صاروخ «قسام» باتجاه مغتصبة «نتساريم» جنوب مدينة غزة، حينما رصدتهم طائرات الاحتلال، حيث طلب منهم نجله بلال الذي لم يكن يتجاوز 19 عاما آنذاك بتبديل السيارات معهم، والنزول منها والتمويه على طائرات الاحتلال من أجل فداء والده وزميله.
ويضيف أبو إبراهيم أن عدنان وسعد العرابيد نزلا من السيارة وظل بلال في طريقه بسيارته من أجل إيهام الطائرات أن والده بداخلها من أجل أن يتمكن والده وزميله من الإفلات.
وتابع إن المجاهد عدنان وسعد كانا يكمنان تحت أشجار الزيتون وقائد الطائرة يبحث عنهما وقد أعماه الله عنهما فقصف سيارة بلال بالصواريخ، وكان ذلك أمام أعين والده، وبعد عامين على استشهاد نجله البكر بلال حاصرت قوات الاحتلال منزله في بلدة المغراقة من أجل اعتقاله، والذي أعاد تشييده بعد هدمه من قبل قوات الاحتلال، حيث لم يكن المجاهد عدنان في ذلك الوقت في البيت، فما كان من نجله الثاني «محمد» وابن عمه «عمران الغول»، ومقاوم ثالث يدعى «زكريا الصعيدي»، إلا أن اشتبكوا مع قوات الاحتلال التي حاصرت المنطقة وكبدوها خسائر بشرية كبيرة واحتجزوا جثمان أحد جنودهم قبل استشهادهم جميعا.
وقال أبو إبراهيم في وصفه للغول «عشرون عاما ما ذاق طعم الراحة، وما ألقى السلاح، وطالما تعرض لمحاولات اغتيال، هذا الرجل الذي عرفت بيارات المغراقة آثاره وهو يطارد الاحتلال، والذي كان يصنع من لا شيء عبوات متفجرة تتفجر في وجه أعداء الله تعالى قائد كبير لا تستطيع الكلمات ان توفيه حقه».
عمل عدنان الغول خلال هذه السنوات من المقاومة على وضع استراتيجية للتسليح في حركة حماس بدءاً من تصنيع الأسلحة الخفيفة، وانتهاء بصواريخ القسام، مرورا بالقذائف المضادة للدروع والعبوات الناسفة وتجهيزه لعدد كبير من الاستشهاديين، كما درب المئات من المهندسين الذين يعملون على الأرض في تصنيع هذه الأسلحة، في حين كان عدنان يشرف على ادائهم ويضع بعض لمساته في كل مرة.
ووصف أبو عبيدة الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام الشهيد عدنان الغول بأنه «كبير المهندسين القساميين، والمهندس الذي طالما طور الأسلحة والعدة لمواجهة الاحتلال»، وأضاف «إنه العقل المدبر الذي يقف وراء تطوير عشرات المشاريع العسكرية الخاصة بكتائب القسام من صواريخ القسام والعبوات والتي كان آخرها صناعة قاذفة الياسين (آر بي جي - محلي) الذي أثبت فاعلية في التصدي لقوات الاحتلال، وقد ترك بصمات عظيمة في مجال التطوير العسكري الذي خدم المقاومة على مدى هذه السنوات الطويلة».
وتابع «خرج الغول قبل استشهاده المئات من المهندسين الذين سيواصلون الطريق، من بعده وسيكونون بإذن الله رعباً يطارد اليهود، وعلى الاحتلال أن يستعد لملاحقة المئات بل الآلاف من المهندسين».
ويذكر مقربون من الغول انه رجل هادئ جدا، ورزين الى أبعد الحدود، يمتاز بالحذر الشديد في عمله وتنقلاته، وهو ما جعل «اسرائيل» تعجز من النيل منه طوال 18 سنة من مطاردته.
يوصف الغول بأنه شخصية متدينة جدا وذو ثقافة واسعة، وصاحب أخلاق رفيعة وأنه ذو شخصية قوية وصاحب حضور وكاريزما، وبأنه كان يمقت الحزبية الضيقة ويفتح صدره للجميع ويمد يد المساعدة لكافة المقاومين، وبأنه ساعد بالفعل الكثير من القوى في مجال تصنيع الأسلحة بموافقة حركة حماس.
وتعد عائلة الغول عائلة مجاهدة بذلت الكثير في سبيل القضية الفلسطينية حيث يمكث شقيق الشهيد عدنان في الأسر منذ 18 عاما، واستشهد كذلك ولداه بلال ومحمد على يد قوات الاحتلال، بالإضافة إلى ابن عمهما عمران.
الغول مهندس حماس الأخطر ورائد تصنيع القاذفات.. يترجل شهيداً
غزة - السبيل
أخيرا وبعد رحلة جهاد طويل طوى الشهيد القائد «عدنان الغول» صفحات عمره الذي قضاه مجاهدا ومجتهدا، مطارَدا ومطارِدا لقوات الاحتلال، رحل بعد صنع القسام والياسين والبتار، وزرع في كل زاوية وثغر عبوة ناسفة تتربص بالعدو وآلياته الدوائر، رحل بعد أن أرسى دعائم صناعة ثقافة السلاح والقوة في المجتمع الفلسطيني وصنع جيشا من المهندسين القادرين بحول الله على إكمال المسير.
على مدى 18 عاما ظل الشهيد القائد «عدنان الغول - أبو بلال» يمثل أسطورة فلسطينية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، فقد نجح بإمكاناته البسيطة في تحقيق توازن الرعب والردع بين الشعب الفلسطيني وجيش الاحتلال الإسرائيلي بكل ما يملك من قوة.
ولد الغول عام 1958 وظهر عليه منذ صغره حبه للمقاومة وخاصة العسكرية منها، فعمل في العام 1984 مع فرقة المغراقة التي نفذت العديد من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال.
لم يكن الغول مقاوما عاديا للاحتلال، بل كان مقاوما شرسا، لا يعرف معنى الراحة، حيث قدم اثنين من أبنائه شهداء، والثالث ما زال معتقلا لدى قوات الاحتلال، وتعرض قبل ذلك لعدة محاولات اغتيال خلال مسيرته الحافلة بالبطولات.
بدأ الغول مشواره الجهادي في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، حينما كان شابا يمتلئ حبا لوطنه المحتل، ويرى أبناء شعبه يتذوقون الويلات من قبل قوات الاحتلال، فبدأ بتنفيذ هجمات ضد قوات الاحتلال في أنحاء متفرقة من مدينة غزة، حيث شكل بعد ذلك خلية فدائية من بعض الشبان الذين يعرفون بانتمائهم للحركة الإسلامية في ذلك الوقت، وبدؤوا بجمع السلاح في منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة، حيث ضبطت قوات الاحتلال كمية كبيرة من السلاح هناك في عام 1986 وقد ارتبط اسمه بها ليصبح مطاردا للاحتلال، وذلك قبل عام من اندلاع الانتفاضة الأولى (1987 - 1994).
وتمكن الغول خلال تلك الفترة من التدرب على تصنيع المتفجرات وأصبح يتقن فنونها ببراعة، ليستأنف نشاطه المقاوم، بعد دخول السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة منتصف 1994.
شهدت تلك الفترة انتقالاً للعمل العسكري من مرحلة حرب العصابات التي قادها الشهيد «عماد عقل» إلى مرحلة العمليات الاستشهادية وتفجير الحافلات بقيادة المهندس الشهيد «يحيى عياش» حيث بدأ يفكر كيف يمكن الاستفادة من خبراته التي تعلمها واتخذ من بلدة المغراقة عرينا له.
كانت تلك الفترة مرحلة حرجة بالنسبة للمقاومة الفلسطينية لاسيما أن السلطة الفلسطينية كانت ملتزمة بتطبيق ما طلب منها في الاتفاقات التي جاءت في إطارها إلى قطاع غزة، فاعتقل على ذمة جهاز المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية، حيث حاولت المخابرات الصهيونية اغتياله من خلال دسّ السم له في فنجان القهوة الذي قدم له داخل سجن السلطة.
ويقول أحد المقربين من عدنان إن نوعية السم الذي وضع لعدنان في القهوة قاتل وفتاك جدا، ولكن عناية الله لطفت به، حيث نقل إلى مشفى الشفاء وهو في غيبوبة تامة، وتصادف مع وقت نقله وجود طبيب ألماني مختص في التسمم أنقذ حياته، حيث ظل يعاني من آثار هذا السم حتى استشهاده حيث لا يمكنه السير على قدميه مسافة كيلومتر واحد.
تمكن بعد ذلك عدنان من الخروج من سجن السلطة ولكن ليس من أجل أن يركن إلى الراحة، بل ليواصل طريقه مع رفيق دربه «محمد ضيف» القائد العام لكتائب القسام حيث إن جهاز المخابرات الفلسطينية ظل يبحث عنه، فاعتقل نجله البكر بلال، وجرى تعذيبه خلال الاعتقال من أجل معرفة مكان والده، ولكن الفتى الصغير آنذاك أبدى صلابة لم تفلح معها محاولة انتزاع الاعترافات بالقسوة.
كانت السنوات التي أمضاها منذ عودته إلى غزة عام 1994 وحتى اندلاع انتفاضة الأقصى في 28 أيلول 2000 فترة حرجة في حياة الغول وحياة المقاومة الفلسطينية نظرا للضربات المتلاحقة التي كانت تتعرض لها على أيدي أجهزة أمن السلطة الفلسطينية والتي كانت أبرزها الضربة التي تعرضت لها حركة «حماس» وجهازها العسكري كتائب القسام عام 1996.
وعمل الشيخ الشهيد «صلاح شحادة» قائد ومؤسس الجناح العسكري لحماس بالتعاون مع ضيف والغول وعدد آخر من قادة القسام على إعادة تشكيل خلايا كتائب القسام، وذلك قبل أربعة اشهر من اندلاع انتفاضة الأقصى.
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى بدأ الغول في ذلك الوقت يعمل جاهدا على تطوير الأسلحة التي بحوزة المقاومين الفلسطينيين لاسيما أن قوات الاحتلال تستخدم أسلحة أكثر فتكا، وقد استشعر الكيان الصهيوني الخطر القادم من بين أصابع عقل هذا الرجل، حيث لهثت كثيراً في البحث عنه ومطاردته ولم تبق منطقة إلا وبحثت فيها عنه.
ولم يكن يوم 22 آب من عام 2001 يوما عاديا في حياة هذا الرجل، حيث كان وبحسب «أبو إبراهيم» أحد المقربين منه في طريقه برفقة أحد زملائه، ويدعى سعد العرابيد «استشهد في الثامن من نيسان 2003» عندما كان يجري تجربة لإطلاق أول صاروخ «قسام» باتجاه مغتصبة «نتساريم» جنوب مدينة غزة، حينما رصدتهم طائرات الاحتلال، حيث طلب منهم نجله بلال الذي لم يكن يتجاوز 19 عاما آنذاك بتبديل السيارات معهم، والنزول منها والتمويه على طائرات الاحتلال من أجل فداء والده وزميله.
ويضيف أبو إبراهيم أن عدنان وسعد العرابيد نزلا من السيارة وظل بلال في طريقه بسيارته من أجل إيهام الطائرات أن والده بداخلها من أجل أن يتمكن والده وزميله من الإفلات.
وتابع إن المجاهد عدنان وسعد كانا يكمنان تحت أشجار الزيتون وقائد الطائرة يبحث عنهما وقد أعماه الله عنهما فقصف سيارة بلال بالصواريخ، وكان ذلك أمام أعين والده، وبعد عامين على استشهاد نجله البكر بلال حاصرت قوات الاحتلال منزله في بلدة المغراقة من أجل اعتقاله، والذي أعاد تشييده بعد هدمه من قبل قوات الاحتلال، حيث لم يكن المجاهد عدنان في ذلك الوقت في البيت، فما كان من نجله الثاني «محمد» وابن عمه «عمران الغول»، ومقاوم ثالث يدعى «زكريا الصعيدي»، إلا أن اشتبكوا مع قوات الاحتلال التي حاصرت المنطقة وكبدوها خسائر بشرية كبيرة واحتجزوا جثمان أحد جنودهم قبل استشهادهم جميعا.
وقال أبو إبراهيم في وصفه للغول «عشرون عاما ما ذاق طعم الراحة، وما ألقى السلاح، وطالما تعرض لمحاولات اغتيال، هذا الرجل الذي عرفت بيارات المغراقة آثاره وهو يطارد الاحتلال، والذي كان يصنع من لا شيء عبوات متفجرة تتفجر في وجه أعداء الله تعالى قائد كبير لا تستطيع الكلمات ان توفيه حقه».
عمل عدنان الغول خلال هذه السنوات من المقاومة على وضع استراتيجية للتسليح في حركة حماس بدءاً من تصنيع الأسلحة الخفيفة، وانتهاء بصواريخ القسام، مرورا بالقذائف المضادة للدروع والعبوات الناسفة وتجهيزه لعدد كبير من الاستشهاديين، كما درب المئات من المهندسين الذين يعملون على الأرض في تصنيع هذه الأسلحة، في حين كان عدنان يشرف على ادائهم ويضع بعض لمساته في كل مرة.
ووصف أبو عبيدة الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام الشهيد عدنان الغول بأنه «كبير المهندسين القساميين، والمهندس الذي طالما طور الأسلحة والعدة لمواجهة الاحتلال»، وأضاف «إنه العقل المدبر الذي يقف وراء تطوير عشرات المشاريع العسكرية الخاصة بكتائب القسام من صواريخ القسام والعبوات والتي كان آخرها صناعة قاذفة الياسين (آر بي جي - محلي) الذي أثبت فاعلية في التصدي لقوات الاحتلال، وقد ترك بصمات عظيمة في مجال التطوير العسكري الذي خدم المقاومة على مدى هذه السنوات الطويلة».
وتابع «خرج الغول قبل استشهاده المئات من المهندسين الذين سيواصلون الطريق، من بعده وسيكونون بإذن الله رعباً يطارد اليهود، وعلى الاحتلال أن يستعد لملاحقة المئات بل الآلاف من المهندسين».
ويذكر مقربون من الغول انه رجل هادئ جدا، ورزين الى أبعد الحدود، يمتاز بالحذر الشديد في عمله وتنقلاته، وهو ما جعل «اسرائيل» تعجز من النيل منه طوال 18 سنة من مطاردته.
يوصف الغول بأنه شخصية متدينة جدا وذو ثقافة واسعة، وصاحب أخلاق رفيعة وأنه ذو شخصية قوية وصاحب حضور وكاريزما، وبأنه كان يمقت الحزبية الضيقة ويفتح صدره للجميع ويمد يد المساعدة لكافة المقاومين، وبأنه ساعد بالفعل الكثير من القوى في مجال تصنيع الأسلحة بموافقة حركة حماس.
وتعد عائلة الغول عائلة مجاهدة بذلت الكثير في سبيل القضية الفلسطينية حيث يمكث شقيق الشهيد عدنان في الأسر منذ 18 عاما، واستشهد كذلك ولداه بلال ومحمد على يد قوات الاحتلال، بالإضافة إلى ابن عمهما عمران.