المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية معظم الدول ترى العالم مكانا أكثر خطرا مع رئاسة بوش



Perfect Chaos
05-11-2004, 12:36 PM
معظم الدول ترى العالم مكانا أكثر خطرا مع رئاسة بوش
فاينانشيال تايمز العدد رقم 4043-05/11/2004م

http://stage.eqt-srpc.com/img/22733_01010101.jpg

كوينتن بيل
05/11/2004 /
إن فوز جورج بوش على جون كيري ليس هو النتيجة التي أرادها العالم. وقد كان مرشح الرئاسة الأمريكية الديمقراطي الأكثر شعبية في كل دولة تقريبا باستثناء الولايات المتحدة، لكن الأجانب ليس لهم أصوات. وبالنسبة لأغلبية الناخبين الأمريكيين، كان الرئيس المنتهية ولايته هو الرجل الذي جعلهم يشعرون أنهم أكثر أمانا في عالم يهدده الإرهاب العالمي بعد أحداث 11/9.
مع بعض الاستثناءات الواضحة، وبشكل خاص بريطانيا، إسرائيل، روسيا، وإيطاليا، تشعر معظم الدول الأخرى بالعكس: مع بوش كرئيس أمريكي يكون العالم مكانا أكثر خطرا. وفي أوروبا، آسيا، إفريقيا، وأمريكا اللاتينية، يعتقد الناس أن الحرب بقيادة الولايات المتحدة في العراق زعزعت الشرق الأوسط، ويرون أن اقتصادياتهم مهددة بالارتفاع في أسعار الطاقة، ويخافون من أن الأمم المتحدة، التي يثقون فيها بشكل كبير كأفضل مؤسسة موجودة لحفظ السلام وحل النزاعات، قد قوضتها السياسة الخارجية الأمريكية الأحادية، وهم يرتابون في النزعة الأمريكية نحو العمل العسكري الوقائي.
من الواضح أن أغلبية الناخبين الأمريكيين لم يكونوا يشاركون في مثل هذه التوجهات عندما ذهبوا إلى صناديق الاقتراع الثلاثاء الماضي، بالرغم من أن البلاد تبقى منقسمة بشدة. وسيرى بوش وفريقه ذلك على أنه برهان على صحة ادعائهم المتشدد في ما يسمى "الحرب على الإرهاب"، وربطه بغزو العراق. وكان اعتقاد الرئيس المطلق في نفسه وتكريس نفسه لحرب "الخير ضد الشر" حافزا لدائرة انتخابية صلبة من المحافظين والمسيحيين المتعصبين لدعمه.
إن فوز بوش يمثل ورطة كبيرة للعالم الخارجي، بما في ذلك العديد من حلفاء أمريكا التقليديين. فالسياسة أحادية الأيديولوجية لإدارة بوش قسمت أوروبا، ووسعت الانقسام عبر الأطلسي، ولم يكن ذلك بسبب الغزو غير الحكيم للعراق فقط لكن أيضا بسبب الاعتقاد الأساسي أن تحالفات الدول الراغبة مفضلة على تحالف الناتو. ويبدو أن بوش ومستشاريه المحافظين الجدد مصممون على إعادة تشكيل النظام الدولي الذي أبقى السلام ناجحا تقريبا منذ الحرب العالمية الثانية.
إن العديد من الدول الأوروبية التي ساهمت في قوات التحالف في العراق فعلت ذلك، لأنها تشعر بأنها يجب أن تكون قريبة من القوة العظمى مهما تكن النتيجة، وليس انطلاقا من الاعتقاد بأن سياسة أمريكا صحيحة. أما الدول الصديقة الأخرى، مثل تركيا والهند، فقد كانت تخشى من الغزو. ويقول جاسوانت سينج وزير خارجية الهند السابق "إنه محزن جدا. لقد أرادوا تحالفا دوليا ضد العراق، وانتهوا بالحصول عمليا على تحالف دولي ضد أمريكا". ويضيف "أتمنى أن يكونوا قد تعلموا درسا مكلفا جدا لكنه ضروري جدا"..
لم تكن هناك إشارة في هذا الشأن من بوش أثناء الحملة الانتخابية. إلا إن خطر انزلاق العراق نحو الفوضى الشاملة سيزيد الضغط كثيرا على الدول المنشقة، مثل فرنسا وألمانيا، كي تتدخل. وكانت كل من الدولتين قد رفضتا فكرة إرسال الجنود مرارا، لكن لا أحد منهما يود الظهور كدولة فاشلة. ومهما يكن الاعتقاد في واشنطن، لا باريس ولا برلين تريدان رؤية الولايات المتحدة تتعرض للإذلال. إنهما تحتاجان لأن يجدا حلا مؤقتا جديدا.
وتأتي إيران على خطى العراق كمصدر محتمل للنزاع بين بوش وحلفائه. فالاتحاد الأوروبي (بما في ذلك أعضاء التحالف العراقي، مثل بريطانيا، إيطاليا، روسيا، والهند) يعتقد في الحاجة إلى سياسة الجزرة والعصا لإقناع طهران للتخلي عن طموحاتها النووية. وهو يعترف بأن إيران لها مخاوف أمنية حقيقية في منطقة تملك فيها كل من إسرائيل وباكستان أسلحة نووية، فيما تجاور إيران العراق وأفغانستان الدولتين غير المستقرتين بشكل كبير. وإيران تخشى من أن يقنع لوبي قوي من الصقور في واشنطن الرئيس الذي أعيد انتخابه بشن هجمات صاروخية ضد المنشآت النووية المفترضة في إيران، منهيا أي آمال لتسوية سلمية.
هناك آمال، ليست على الأقل في لندن، في أن تكون إدارة بوش الثانية أكثر حذرا تجاه المخاوف الدولية، مثلما كانت السياسة الخارجية لرونالد ريغان في الفترة الثانية أكثر حساسية. ومع ذلك يمكن أن يكون العكس هو الصحيح. فقد كان نجاح بوش في الانتخابات معتمدا على برنامج سياسة متشددة بشكل صريح. ويبدو أن كولن باول، أكثر مستشار معتدل للرئيس بوش، متأكد من ترك منصبه كوزير للخارجية نهاية هذا العام، ومن غير المرجح أن يكون خليفته سريع التأثر بالخطر الدولي.
وجهة النظر الأكثر إيجابية هي أنه قد يخرج تصوران في البيت الأبيض في النهاية، أحدهما أن أمريكا المنقسمة إلى معسكرات متخاصمة قد تساعد في إعادة الانتخاب، لكنها لن تساعد في كتابة التاريخ، والآخر أن العراق لن يستقر أبدا بدون تحالف أوسع، لإعطاء أي نظام مستقبلي الشرعية التي أخفقت قوات الاحتلال الأمريكية بشكل واضح في تأمينها.
قد لا يميل بوش المنتصر إلى الاستماع لمثل هذه الرسائل، لكن هناك وجهة نظر أخرى تكسب المصداقية في المجتمع الدولي اليائس بشكل متزايد، فبعد أربع سنوات أخرى من الفوضى والأخطاء من قبل إدارة تحركها أفكار أيديولوجية، سيدرك عدد كاف من الناس أنه حتى القوة العظمى الوحيدة لا تستطيع أن تبقى رافضة الإصغاء إلى حلفائها إلى الأبد، وعندئذ فقط سيتم التعلم من الدرس، وقد يكون الثمن المدفوع غاليا جدا.



http://stage.eqt-srpc.com/Detail.asp?InNewsItemID=22733