Perfect Chaos
07-11-2004, 06:22 PM
سوق الاشمغة: 12مليون شماغ يتم ضخها سنوياً10% منها انتاج محلي!
http://www.alriyadh-np.com/Contents/07-11-2004/Mainpage/images/C1.jpg
تحقيق بقلم - علي خالد الغامدي/تصوير - محسن سالم
ليس من السهل ان تمر مرور الكرام على اعلان من هذا النوع تقول كلماته (اننا لانصنع لهم قبعاتهم فلِم نسلمهم اشمغتنا)... والاعلان فيه مكر، وفيه فن..
المكر في هذا الاعلان انه يذكر بأن من يصنع اشمغتنا، وغترنا خواجات، والفن في هذا الاعلان انه (يلمز) من حق مؤسسات تجارية تتعامل مع مصانع اجنبية لصناعة الاشمغة، والغتر، بل وتتفاخر، وتتباهى بوضع اسماء المصانع الاجنبية عليها منعاً للغش، والتلاعب، والتقليد، الذي نراه في الاسواق، ولتؤكد مدى فخامتها، ومتانتها، ومكانتها، وجودتها، واناقتها...!
وسوق الاشمغة في المملكة (تشعب) فاصبح الشماغ (على قفا من يشتري) وهذا ماساعده واعانه على النجاح رغم محاولة (المقلدين.. والغشاشين) افساد هذه المنافسة القوية من (الحمراء)..
ويتحدث احد تجار مصانع الاقمشة فيقول ان اسواق المملكة تستقبل سنوياً (12) مليون شماغ فاخر مقابل (عشرة في المائة انتاج محلي) على ان يرتفع الانتاج المحلي في صناعة الشمع الى عشرين في المائة، وهكذا طالما كانت (المادة الخام واحدة) وطالما كانت (مكائن الصنع واحدة).. والانتاج المحلي من صناعة الشمغ يعتمد اولاً، واخيراً، على نجاح التجربة المحلية والاقبال عليها، وإلا فإن (المستوردة) تبقى هي الافضل، والاقوى، والاحسن، والاجمل، او ان تقوم المؤسسات المستوردة بابتعاث عدد من الشباب السعودي للتدريب في عدد من دول اوروبا (التي تنتج الغتر، والاقمشة لمدة سنة، او سنتين ليعود هؤلاء الينا وقد (شربوا الصنعة) ليديروا مصانعنا الوطنية لانتاج حاجة رؤوسنا من الغتر، والاشمغة قبل ان تتفرغ لنا المصانع الصينية تماماً، وهي الآن تقتسم سوق الاشمغة من خلال بعض التجار المغمورين، وتبيع انتاجها علينا بنصف الثمن، وقد تبيعه بالجملة للتجار بربع الثمن ليكون ربحهم وفيراً...
رحلة استمرت 20عاماً
بعد حوالي عقدين من الزمان نجحت (الحمراء) في استقطاب (رؤوس السعوديين) على حساب (البيضاء).. وخلال هذه السنوات عاشت رؤوس السعوديين (متأرجحة) بين الغتر البيضاء، والشمغ الحمراء... تاريخياً سبقت (البيضاء) وكانت - تنفرد - برؤوس السعوديين، وكان لها - شأن - وربما لايزال هذا الشأن موجوداً، وقائماً، ولكن - الغتر البيضاء - مدللة اكثر من - الشماغ الاحمر - فهي تحتاج لعناية واهتمام وتركيز وعملية متابعة واعادة (كوي) يومي وهو الامر الذي لاتتطلبه عملية ارتداء الشماغ الاحمر...
ومن هنا - ربما - ضاعت الفرصة على (البيضاء الانيقة) لدرجة الاهتمام فهي بالفعل انيقة، وملامح رؤوس الجداويين مرتبطة بها ارتباطهاً تاريخياً، وارتداؤها يعتبر من علامات (الاناقة، والشياكة، والجمال) وهذه هي علامات العيد السعيد، وافراحه، ويجوز ان نقول ان (البيضاء) مناسبة لرؤوس السعوديين - الجداويين - على وجه الخصوص نظراً لدرجات الحرارة المرتفعة معظم شهور
السنة الا ان "متاعبها" او الالتزامات التي تتطلبها دفعت رؤوس السعوديين الى الاتجاه نحو "الحمراء" التي هي أقل تعباً، وارهاقاً، وحرصاً عند وضعها على "الرأس" وربما كانت لها فوائد اخرى، وتتحمل تقلبات الطقس، وتقلبات الشوارع، ولا يظهر عليها ما يشوه منظرها، إضافة إلى صمودها في المنافسة طيلة عقدين من الزمن .. غير ذلك ان المستوردين للحمراء فاقوا المستوردين للبيضاء بمراحل، إلى جانب الحملات الدعائية التي كان لها دور في "كسب معركة الرؤوس" .. واذا كان هناك من شيء سلبي للحمراء فإنها اكثر من البيضاء غشاً، وتقليداً، وتلاعباً في الانتاج حتى انني رأيت في محل أبو ريالين "شماغاً صغيراً يباع بريالين" وفي نفس الاتجاه روى الى زميل عزيز انه اكتشف بائعاً يستأجر شقة في احد الاحياء الشعبية استورد لحسابه "اشمغة مقلدة" كان يقوم بوضع علامات تجارية معروفة، ويقوم بالتالي بتصريفها بطريقة فيربح من ذلك أرباحاً هائلة، ولا شك ان كثرة المستوردين دفعت ببعض ضعاف النفوس الى "الغش" .. ومتى اكتشفها المستهلك "تكون الطيور قد طارت بأرزاقها" ..!
استغلال موسم العيد ...
وكلما شعر "الشماغيون" بفجوة ما تكاد تعيد الرؤوس السعودية إلى اللون الأبيض "ابتكروا" اشياء جديدة تلاقي إقبالاً، واحياناً تلاقي عكس ذلك ولكن بعد التجربة، فظهرت "اشمغة" باللون الابيض، واخرى "منقطة" بعدة الوان وظهرت الطويلة، والعريضة، والمتوسطة، وكل يوم "تقذف" المصانع بالجديد ...
وكل موسم يختار الغشاشون ما يحتالون به علينا من هذه الموديلات التي حققت - شهرة - ويلقون بها في الاسواق مع اقتراب العيد وبالذات الاسواق الشعبية في المناطق القديمة، والمناطق الجديدة، ويقوم بائعون متجولون بزيارات للكازينوهات لتصريف مالديهم من "أشمغة" ليست هي تلك التي لها شهرة، ولها جودة، وتستحق مايدفع فيها ...
واستغلالاً لموسم العيد هناك الكثير من "الأشمغة الشعبية" الرخيصة الثمن، وذات الالوان المختلفة خضراء، وزرقاء، وسوداء، وتجد رواجاً بين فئات العمال كما تجد الثياب السعودية الجاهزة نفس الرواج فكل هذه الاشمغة الملونة، والثياب الجاهزة تباع بأثمان في متناول الوافدين البسطاء.
وبعيداً عن "تقاليع" العيد في اللبس فإن موسم العيد يفتح أبواب الشراء في كل الاتجاهات وعلى كل الاتجاهات، والالوان، والموديلات، والمهم أن يشعر الانسان بفرحة العيد، وأن يختار ما يناسبه لاستقبال هذه الفرصة، وأن لا يشعر احد بنقص في امكاناته المادية، وأعمال - الغش، والتقليد - تريد، وتسعى، وتعمل على ان تمرر بضائعها في هذا الموسم الكبير على حساب البضائع الجيدة، وبالنظر لاثمانها، وبالنظر لفنون الغش، والكراتين الأنيقة، او على الاصح العلب الانيقة التي يضعون فيها الشماغ المقلد ينجحون في التصريف، وبعد العيد، اي بعد إرتداء هذه البضائع المقلدة قد لا تجد - اثراً- لهؤلاء الباعة، وإن وجدت اثراً فإنك ستكتفي بالتجربة ....؟
وإذا اردنا تقديم إحصائية عن رؤوس السعوديين فإن معظمها يتجه نحو اللون "الاحمر" مع احتفاظه باللون الابيض، وذكريات هذا اللون الجميل، وأما الجيل الجديد فإنه يندفع لشراء الشماغ الأنيق، البراق، ويرتديه في اول ايام العيد ثم يعود بعد ذلك لمجاراة "الموضة الشبابية" وهي ارتداء البنطلون، والقمص، وكل عام والجميع بخير ...!
http://www.alriyadh-np.com/Contents/07-11-2004/Mainpage/COV_2579.php
http://www.alriyadh-np.com/Contents/07-11-2004/Mainpage/images/C1.jpg
تحقيق بقلم - علي خالد الغامدي/تصوير - محسن سالم
ليس من السهل ان تمر مرور الكرام على اعلان من هذا النوع تقول كلماته (اننا لانصنع لهم قبعاتهم فلِم نسلمهم اشمغتنا)... والاعلان فيه مكر، وفيه فن..
المكر في هذا الاعلان انه يذكر بأن من يصنع اشمغتنا، وغترنا خواجات، والفن في هذا الاعلان انه (يلمز) من حق مؤسسات تجارية تتعامل مع مصانع اجنبية لصناعة الاشمغة، والغتر، بل وتتفاخر، وتتباهى بوضع اسماء المصانع الاجنبية عليها منعاً للغش، والتلاعب، والتقليد، الذي نراه في الاسواق، ولتؤكد مدى فخامتها، ومتانتها، ومكانتها، وجودتها، واناقتها...!
وسوق الاشمغة في المملكة (تشعب) فاصبح الشماغ (على قفا من يشتري) وهذا ماساعده واعانه على النجاح رغم محاولة (المقلدين.. والغشاشين) افساد هذه المنافسة القوية من (الحمراء)..
ويتحدث احد تجار مصانع الاقمشة فيقول ان اسواق المملكة تستقبل سنوياً (12) مليون شماغ فاخر مقابل (عشرة في المائة انتاج محلي) على ان يرتفع الانتاج المحلي في صناعة الشمع الى عشرين في المائة، وهكذا طالما كانت (المادة الخام واحدة) وطالما كانت (مكائن الصنع واحدة).. والانتاج المحلي من صناعة الشمغ يعتمد اولاً، واخيراً، على نجاح التجربة المحلية والاقبال عليها، وإلا فإن (المستوردة) تبقى هي الافضل، والاقوى، والاحسن، والاجمل، او ان تقوم المؤسسات المستوردة بابتعاث عدد من الشباب السعودي للتدريب في عدد من دول اوروبا (التي تنتج الغتر، والاقمشة لمدة سنة، او سنتين ليعود هؤلاء الينا وقد (شربوا الصنعة) ليديروا مصانعنا الوطنية لانتاج حاجة رؤوسنا من الغتر، والاشمغة قبل ان تتفرغ لنا المصانع الصينية تماماً، وهي الآن تقتسم سوق الاشمغة من خلال بعض التجار المغمورين، وتبيع انتاجها علينا بنصف الثمن، وقد تبيعه بالجملة للتجار بربع الثمن ليكون ربحهم وفيراً...
رحلة استمرت 20عاماً
بعد حوالي عقدين من الزمان نجحت (الحمراء) في استقطاب (رؤوس السعوديين) على حساب (البيضاء).. وخلال هذه السنوات عاشت رؤوس السعوديين (متأرجحة) بين الغتر البيضاء، والشمغ الحمراء... تاريخياً سبقت (البيضاء) وكانت - تنفرد - برؤوس السعوديين، وكان لها - شأن - وربما لايزال هذا الشأن موجوداً، وقائماً، ولكن - الغتر البيضاء - مدللة اكثر من - الشماغ الاحمر - فهي تحتاج لعناية واهتمام وتركيز وعملية متابعة واعادة (كوي) يومي وهو الامر الذي لاتتطلبه عملية ارتداء الشماغ الاحمر...
ومن هنا - ربما - ضاعت الفرصة على (البيضاء الانيقة) لدرجة الاهتمام فهي بالفعل انيقة، وملامح رؤوس الجداويين مرتبطة بها ارتباطهاً تاريخياً، وارتداؤها يعتبر من علامات (الاناقة، والشياكة، والجمال) وهذه هي علامات العيد السعيد، وافراحه، ويجوز ان نقول ان (البيضاء) مناسبة لرؤوس السعوديين - الجداويين - على وجه الخصوص نظراً لدرجات الحرارة المرتفعة معظم شهور
السنة الا ان "متاعبها" او الالتزامات التي تتطلبها دفعت رؤوس السعوديين الى الاتجاه نحو "الحمراء" التي هي أقل تعباً، وارهاقاً، وحرصاً عند وضعها على "الرأس" وربما كانت لها فوائد اخرى، وتتحمل تقلبات الطقس، وتقلبات الشوارع، ولا يظهر عليها ما يشوه منظرها، إضافة إلى صمودها في المنافسة طيلة عقدين من الزمن .. غير ذلك ان المستوردين للحمراء فاقوا المستوردين للبيضاء بمراحل، إلى جانب الحملات الدعائية التي كان لها دور في "كسب معركة الرؤوس" .. واذا كان هناك من شيء سلبي للحمراء فإنها اكثر من البيضاء غشاً، وتقليداً، وتلاعباً في الانتاج حتى انني رأيت في محل أبو ريالين "شماغاً صغيراً يباع بريالين" وفي نفس الاتجاه روى الى زميل عزيز انه اكتشف بائعاً يستأجر شقة في احد الاحياء الشعبية استورد لحسابه "اشمغة مقلدة" كان يقوم بوضع علامات تجارية معروفة، ويقوم بالتالي بتصريفها بطريقة فيربح من ذلك أرباحاً هائلة، ولا شك ان كثرة المستوردين دفعت ببعض ضعاف النفوس الى "الغش" .. ومتى اكتشفها المستهلك "تكون الطيور قد طارت بأرزاقها" ..!
استغلال موسم العيد ...
وكلما شعر "الشماغيون" بفجوة ما تكاد تعيد الرؤوس السعودية إلى اللون الأبيض "ابتكروا" اشياء جديدة تلاقي إقبالاً، واحياناً تلاقي عكس ذلك ولكن بعد التجربة، فظهرت "اشمغة" باللون الابيض، واخرى "منقطة" بعدة الوان وظهرت الطويلة، والعريضة، والمتوسطة، وكل يوم "تقذف" المصانع بالجديد ...
وكل موسم يختار الغشاشون ما يحتالون به علينا من هذه الموديلات التي حققت - شهرة - ويلقون بها في الاسواق مع اقتراب العيد وبالذات الاسواق الشعبية في المناطق القديمة، والمناطق الجديدة، ويقوم بائعون متجولون بزيارات للكازينوهات لتصريف مالديهم من "أشمغة" ليست هي تلك التي لها شهرة، ولها جودة، وتستحق مايدفع فيها ...
واستغلالاً لموسم العيد هناك الكثير من "الأشمغة الشعبية" الرخيصة الثمن، وذات الالوان المختلفة خضراء، وزرقاء، وسوداء، وتجد رواجاً بين فئات العمال كما تجد الثياب السعودية الجاهزة نفس الرواج فكل هذه الاشمغة الملونة، والثياب الجاهزة تباع بأثمان في متناول الوافدين البسطاء.
وبعيداً عن "تقاليع" العيد في اللبس فإن موسم العيد يفتح أبواب الشراء في كل الاتجاهات وعلى كل الاتجاهات، والالوان، والموديلات، والمهم أن يشعر الانسان بفرحة العيد، وأن يختار ما يناسبه لاستقبال هذه الفرصة، وأن لا يشعر احد بنقص في امكاناته المادية، وأعمال - الغش، والتقليد - تريد، وتسعى، وتعمل على ان تمرر بضائعها في هذا الموسم الكبير على حساب البضائع الجيدة، وبالنظر لاثمانها، وبالنظر لفنون الغش، والكراتين الأنيقة، او على الاصح العلب الانيقة التي يضعون فيها الشماغ المقلد ينجحون في التصريف، وبعد العيد، اي بعد إرتداء هذه البضائع المقلدة قد لا تجد - اثراً- لهؤلاء الباعة، وإن وجدت اثراً فإنك ستكتفي بالتجربة ....؟
وإذا اردنا تقديم إحصائية عن رؤوس السعوديين فإن معظمها يتجه نحو اللون "الاحمر" مع احتفاظه باللون الابيض، وذكريات هذا اللون الجميل، وأما الجيل الجديد فإنه يندفع لشراء الشماغ الأنيق، البراق، ويرتديه في اول ايام العيد ثم يعود بعد ذلك لمجاراة "الموضة الشبابية" وهي ارتداء البنطلون، والقمص، وكل عام والجميع بخير ...!
http://www.alriyadh-np.com/Contents/07-11-2004/Mainpage/COV_2579.php