المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية «السبيل» تستطلع آراء محللين سياسيين حول رسالة بن لادن ومقاصدها



hani100000
11-11-2004, 06:11 PM
«السبيل» تستطلع آراء محللين سياسيين حول رسالة بن لادن ومقاصدها
كتب: عزالدين أحمد

بالصوت والصورة وبظهور ملفت للنظر عاد زعيم تنظيم القاعدة «أسامة بن لادن» ليحتل شاشات التلفزة مجددا بعد فترة غياب طويلة كان ساعده الأيمن الدكتور «أيمن الظواهري» متكفلا بالظهور بها.

ففي رسالة استمرت حوالي خمس دقائق وجه زعيم القاعدة خطابه، الذي وصفه بعض المراقبين بالهادئ، إلى الشعب الأمريكي متحدثا عن تفاصيل وأسباب هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، وظهر فيها زعيم القاعدة وقد تغير شكله قليلا مستندا إلى منصة كالتي يقف خلفها عادة الزعماء والسياسيون، وهي إضافة جديدة أجمع عليها المراقبون.

رسالة بن لادن هذه تأتي قبيل الانتخابات الأمريكية حيث تحتل مسألة مكافحة ما يسمى بالإرهاب، لا سيما تهديدات القاعدة، حيزا مهما في طروحات كلا المرشحين الديموقراطي «جون كيري» والجمهوري «جورج دبليو بوش»، واللذين كانت ردة فعلهما متشابهة على الظهور الجديد لزعيمها، وتحديدا ما يخص التصميم على «ملاحقة» و«تدمير» بن لادن.

الرئيس الأمريكي جورج بوش قال في معرض تعليقه على الرسالة: «الأميركيون لن يرهبهم ولن يؤثر فيهم عدو بلادنا، أنا متأكد أن السيناتور كيري يوافقني الرأي، أريد أن أقول أيضا للأميركيين إننا في حالة حرب ضد هؤلاء الإرهابيين وأنا واثق بأننا سننتصر».

أما المرشح الديموقراطي «جون كيري» فقد تعهد بما أسماه «ملاحقة وتدمير» بن لادن إذا ما انتخب رئيسا»، وقال في تعليقه على الرسالة: «دعوني أؤكد بوضوح كبير, إننا نحن الأميركيين متحدون في تصميمنا على ملاحقة بن لادن والإرهابيين وتدميرهم»، وأضاف «هم وحوش، ولن أتراجع أمام أي شيء عن ملاحقة واعتقال وقتل الإرهابيين أيا كانوا وأيا كان الثمن».

«السبيل» من جهتها استطلعت آراء وتعليقات عدد من المراقبين والمحللين الأردنيين حول رسالة بن لادن الأخيرة، وحول التوقيت الذي ظهر فيه بن لادن بعد هذا الغياب.

الكاتب والصحفي «موفق محادين» اكد أن التوقيت «ليس له علاقة بما حاولت بعض الأطراف إثباته من مؤامرة من قبل القاعدة لخدمة هذا المرشح أو ذاك»، وأضاف محادين: « إن رسالة الشيخ بن لادن لم تأت كما روجت للأسف الصحافة العربية والدولية من حيث التوقيت لتخدم بوش أو كيري، لكن هذا لا يلغي أن هذه الأطرف ستحاول أن تستفيد من هذه الرسالة».

من جهته الدكتور إبراهيم علوش أستاذ الاقتصاد والمحلل السياسي، رأى أن توقيت الرسالة مناسب ولا غبار عليه، وأضاف في رده على تساؤل حول التوقيت: «إن بن لادن عندما أرسل هذه الرسالة كان يوجه خطابا واضحا لكل الموجودين في المجتمع الأمريكي والمؤسسة الحاكمة عشية الانتخابات الأمريكية، وإذا كان المقصود من رسالته أنه يريد أن يشجع على انتخاب بوش مثلا من خلال إثارة نعرة الرعب وتكرار ما حدث في 11 سبتمبر، فأنا أقول أن وجود بوش وأمثاله في المؤسسة الأمريكية الحاكمة هو تماما مثل وجود شارون ونتنياهو وأمثالهما هو الأفضل لقوى المقاومة في كل الوطن العربي، لأن هذين الطرفين لا يتركان المجال للقوى المتمسكة بالمساومة كي ترفع رأسها في الساحة العربية، وباختصار أقول إنه إذا كان هدف بن لادن هو ترجيح كفة بوش في الانتخابات، فأنا اعتقد أن ذلك هو سلوك سياسي ذكي ومدروس ومفيد للأمة».

أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور صبري سُميرة، قال: «إنه وكتحليل سياسي موضوعي فأن أهم ملاحظة تقال بما يخص التوقيت أن بن لادن أراد أن يؤثر في أصوات الناخبين الأمريكيين».

وعلى الرغم من اختلاف الاجتهادات حول الرسائل التي أراد زعيم القاعدة أن يوصلها من خلال كلمته، الا انه كما يبدو ثمة اجماع على حضور موضوع الانتخابات في رسالته، وأن الرجل قبل كل شيء يريد أن يقول إنه وتنظيمه ما زال موجودا وقائما، وقادر على تهديد الامن الامريكي.

وعلى هذا الصعيد يرى الدكتور «سُميرة» أن أهم الرسائل التي يمكن استخلاصها من كلمة بن لادن «أنه حاول أن يخاطب العقلية الأمريكية بالطريقة التي يفهمها الأمريكي، حيث اتسم كلامه بالهدوء والثقة، وتحدث بطريقة الرجل السياسي الذي يحاول أن يقنع ويحاور بعيدا عن استخدام أسلوب العاطفة والإملاءات، وأراد أن يترك الأمريكيين يفكروا بما حدث وبما يحدث الآن وما سيحدث مستقبلا لو استمرت هذه السياسة الأمريكية.

أما الدكتور «علوش» فقال: «إن بن لادن أراد أن يبلغ ما مفاده أنه لا يجوز أن يتم التعامل مع حقوق الأمة باستخفاف في الوقت الذي يتم فيه التعامل مع حقوق الأمريكيين باعتبار أنها فوق أي حقوق أخرى».

وأضاف علوش إن أهم الرسائل كذلك «إن التيار الجهادي في حالة جيدة وهو يوجه التهديدات وقادر على التعبير عن موقف متماسك وقادر كذلك على تشكيل تهديد رسمي للإدارة الأمريكية، وإن الخط الأساسي للرسالة يعبر عن حالة ثقة وقوة واستقرار».

وأردف الدكتور علوش: «إنني وبالرغم من أنني لا أتفق مع بن لادن في كل شيء إلا أنه عندما يكون هناك «مهرجان» للمزايدة على حقوق الأمة، علينا أن نقف مع كل من يقول لأمريكا والعدو الصهيوني: لا.

وعلّق الاستاذ محادين على هذا الجانب بقوله إن بن لادن يريد أن يقول إنه موجود، وإنه رقم مهم في الصراع الذي تشهده المنطقة».

وعن مدى تأثر الناخب الأمريكي برسالة بن لادن أجمع المراقبون أن ثمة تأثيراً سيحدث في الناخب الأمريكي لكنه خاضع لكيفية استثمار كلا المرشحين لهذه الرسالة بحسب ما أشار إليه الدكتور سُميرة، الذي قال «إن الموضوع متعلق بفهم النفسية الأمريكية، حيث إنه إذا حاول أحد المرشحين المبالغة في المزاودة في موضوع استغلال الحدث، فإن الناخب الأمريكي سينظر إلى ذلك بأنه تلاعب بأمنهم القومي واستقرارهم وبالتالي فهذا المرشح لا يستحق أصواتهم».

أما الدكتور علوش فأشار إلى أنه «إن كان ثمة تأثيراً فهو سيكون باتجاه ترجيح كفة الجمهوريين، دون أن يكون ذلك بالضرورة مقصد بن لادن لأنه وجّه رسالته للطرفين، في حين قال الأستاذ محادين إن «الرسالة ستخضع لتوظيفات المرشحين، كل حسب أجندته، ومعروف أن الناخب الأمريكي متردد، وسيكون خاضعاً للقراءات المختلفة للحزبين».

أمنكم بيدكم لا بيد القاعدة

بن لادن للأمريكيين: قاتلناكم لأننا أحرار لا ننام على الضيم

السبيل - وكالات

فيما يلي النص الكامل للاجزاء التي بثتها فضائية (الجزيرة) ومجموعة من الفضائيات الأمريكية من رسالة زعيم تنظيم القاعدة.

«أيها الشعب الأمريكي، حديثي هذا لكم عن الطريقة المثلى لتجنب مانهاتن أخرى، عن الحرب وأسبابها ونتائجها، وبين يدي الحديث أقول لكم: إن الأمن ركن مهم من أركان الحياة البشرية وإن الأحرار لا يفرطون بأمنهم بخلاف ادعاء بوش بأننا نكره الحرية، فليعلمنا لمِ لم نضرب السويد مثلا، فمعلوم أن الذين يكرهون الحرية لا يملكون نفوسا أبية كنفوس التسعة عشر رحمهم الله».

وإنما قاتلناكم لأننا أحرار لا ننام على الضيم نريد إرجاع الحرية لأمتنا، فكما تهدرون أمننا نهدر أمنكم، ولكنني أعجب منكم، فبالرغم من دخولنا السنة الرابعة بعد أحداث الحادي عشر فما زال بوش يمارس عليكم التشويش والتضليل وتغييب السبب الحقيقي عنكم، وبالتالي فإن الدواعي قائمة لتكرار ما حدث.

وإني سأحدثكم عن الأسباب وراء تلك الأحداث وسأصدقكم القول باللحظات التي اتخذ فيها هذا القرار لتتفكروا، وأقول لكم: علم الله أنه ما خطر في بالنا ضرب الأبراج ولكن بعدما طفح الكيل وشاهدنا ظلم وتعسف التحالف الأمريكي «الإسرائيلي» على أهلنا في فلسطين ولبنان تبادر إلى ذهني ذلك.

وإن الأحداث التي أثرت في نفسي بشكل مباشر ترجع إلى عام 1982 وما تلاها من أحداث عندما أذنت أمريكا للـ «إسرائيليين» باجتياح لبنان، وساعد في ذلك الأسطول السادس الأمريكي. وفي تلك اللحظات العصيبة جاشت في نفسي معان كثيرة يصعب وصفها ولكنها أنتجت شعورا عارما برفض الظلم. وولدت تصميما قويا على معاقبة الظالمين.

وبينما أنا أنظر إلى تلك الأبراج المدمرة في لبنان انقدح في ذهني أن نعاقب الظالم بالمثل وأن ندمر أبراجا في أمريكا لتذوق بعض ما ذقنا، ولترتدع عن قتل أطفالنا ونسائنا.

إننا لم نجد صعوبة في التعامل مع بوش وإدارته نظرا للتشابه بينها وبين الأنظمة في بلادنا. والتي نصفها يحكمها العسكر، والنصف الآخر يحكمه أبناء الملوك والرؤساء، فخبراتنا معهم طويلة وكلا الصنفين يكثر فيهم الذين يتصفون بالكبر والغطرسة والطمع وأخذ المال بغير حق.

وقد بدأ هذا التشابه منذ زيارة بوش الأب الى المنطق، ففي الوقت الذي كان بعض بني جلدتنا منبهرا بأمريكا ويأمل أن تؤثر هذه الزيارات في بلادنا إذا به يتأثر هو بتلك الأنظمة الملكية والعسكرية.

ويحسدهم على بقائهم عشرات السنين في مناصبهم يختلسون مال الأمة العام دون حسيب ولا رقيب، فنقل الاستبداد وقمع الحريات إلى ابنه وسموه قانون الوطنية تحت ذريعة محاربة الإرهاب، واستحسن بوش الأب تولية الأبناء على الولايات كما لم ينس أن ينقل خبرات التزوير من رؤساء المنطقة إلى «فلوريدا» للاستفادة منها في اللحظات الحرجة.

كنا قد اتفقنا مع الأمير العام محمد عطا -رحمه الله- أن ينجز جميع العمليات خلال 20 دقيقة قبل أن ينتبه بوش وإداراته، ولم يخطر ببالنا قط أن القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية سيترك 50 ألفا من مواطنيه في البرجين ليواجهوا تلك الأهوال العظام وحدهم وقت أشد حاجتهم إليه لأنه قد بدا له أن الانشغال بحديث الطفلة عن عنزتها ونطحها أهم من انشغاله بالطائرات ونطحها لناطحات السحاب، مما وفر لنا ثلاثة أضعاف المدة المطلوبة لتنفيذ العمليات، فلله الحمد «إن أمنكم ليس بيدي كيري أو بوش أو القاعدة، إن أمنكم هو في أيديكم أنتم وإن كل ولاية لا تعبث بأمننا فهي تلقائيا قد أمنت أمنها».