المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية دعوة العبيكان والضرورات الاقتصادية والاجتماعية



Perfect Chaos
11-11-2004, 07:29 PM
دعوة العبيكان والضرورات الاقتصادية والاجتماعية

خالد السهيل
11/11/2004 / لا شك أن النقد الذاتي الذي مارسه الشيخ عبد المحسن العبيكان، يوحي بأننا سائرون في طريق يفضي بنا بمشيئة الله إلى سلسلة من الرؤى التي تثري مجتمعنا.
فتح الشيخ عبد المحسن العبيكان المفتش القضائي في وزارة العدل سلسلة من الموضوعات المهمة، من خلال الحوار الذي أجراه معه الزميل أحمد الجميعة (الرياض 3/11/2004).
أهمية حديث الشيخ عبد المحسن العبيكان، أنه جاء من داخل الإطار. وبذلك حمل عبء الحديث عن سلسلة من الأمور التي يرى ضرورة تناولها في هذا التوقيت بالذات، بهدف معالجة عدد من المسائل الملحة، ويأتي في مقدمتها بالطبع الفكر التكفيري والإرهابي الذي انتشر في المجتمع، بل إن الشيخ العبيكان اعتبر أن هناك أناسا ممن يحملون هذا الفكر ما زالوا يتصدرون المحاضرات.
يضاف إلى ما سبق استعراض الشيخ العبيكان سلسة من المسائل الاقتصادية والاجتماعية التي تجعل من المهم أن يكون لمؤسسات الإفتاء الرسمية دور في إرشاد الناس وطمأنتهم، ففي مسألة المساهمات في شركة اتحاد اتصالات على سبيل المثال، أشار الشيخ إلى حيرة الناس في هذا المجال، مع وجود من يجيز ومن يحرم، في ظل غياب رأي هيئة كبار العلماء.
في أوقات سابقة، تعودنا أن نسمع انتقادات أو ملاحظات من الكتاب عبر منابر الصحف. وغالبا ما كانت كلماتهم تؤخذ بشيء من التشكيك باعتبار أن من كتبها ربما لا يملك الخلفية الشرعية، التي يرى البعض أهميتها خاصة عند التصدي لبعض المسائل المرتبطة بهذا الجانب.
ولا شك أن النقد الذاتي الذي مارسه الشيخ العبيكان يوحي أننا سائرون في طريق يفضي بنا بمشيئة الله إلى سلسلة من الرؤى التي تثري مجتمعنا.
الشيخ العبيكان قال "ما زلنا نواجه الآن من يتحجرون في الفتوى ولا يستطيعون الخروج عن الكلام المسطر منذ قرون". هذه الملامسة من الشيخ العبيكان للمشكلة، منحته قدرة على مناقشة القضايا بشكل واضح. ولقد شد انتباهي في هذا الحوار سلسلة من المسائل التي طالب الشيخ العبيكان بمراجعتها، وهو في هذا الصدد يشدد في تشجيعه لمسألة المراجعة للأفكار والتحول عنها عند ثبوت خطئها، وهنا يشير الشيخ إلى هذا الأمر بوضوح شديد إذ يقول "لا شك أن كل مسلم يجب عليه إذا عرف الحق أن يعود إليه، ويترك ما كان عليه من خطأ".. ومثل هذا الأمر يتطلب شجاعة وجرأة خليقة بالعالم الرصين الذي ينتصر للحق.
وقد تناول الشيخ في إجاباته مسائل لها مساس بالشأن الاقتصادي، كمسألة التأمين على سبيل المثال. وهي مسألة شغلت الناس كثيرا، وأثارت لدى البعض منهم التساؤلات، وهنا حسم الشيخ العبيكان الأمر بالتأكيد على أن "فتوى جواز التأمين التي قلتها معروفة للجميع" بل إن الشيخ العبيكان أضاف "هناك أعضاء من هيئة كبار العلماء يجيزون ذلك، ولكن ربما لم تظهر فتاواهم للناس، وإلا بعضهم أخبرني أنه يوافقني على جواز التأمين".
هنا نحن أمام أكثر من مسألة: الأولى أن الشيخ حسم الأمر في هذا الإطار، وله أسانيده في هذا الجانب. أما المسألة الأخرى فتتمثل في عدم وصول فتاوى أخرى لعلماء يتفقون مع الشيخ العبيكان في هذا الطرح. وأحسب أن الشيخ العبيكان يشير هنا إلى فتاوى الشيخ المنيع وكذلك الشيخ البسام يرحمه الله.
لكن الشيخ العبيكان يكشف لنا أمرا أكثر أهمية يتمثل في إقناعه للشيخ عبد العزيز بن باز بمراجعة فتوى هيئة كبار العلماء في هذا المجال، ويبدو أن الأجل لم يسعف الشيخ يرحمه الله حتى يتم هذا الأمر.
أعتقد أن حديث الشيخ عبد المحسن العبيكان، خاصة فيما يتعلق بهيئة كبار العلماء، وأهمية أن يكون هناك تفعيل لدورها. وهذا المطلب لا يمكن أن يتحقق ما لم تتوافر سلسلة من الاشتراطات التي يجملها العبيكان في "تحديث جهاز هيئة كبار العلماء وجهاز الإفتاء عموما".. ويضع سلسلة من الأمور بينها أن تكثف هيئة كبار العلماء اجتماعاتها، مع زيادة أعداد أعضاء الهيئة، وكذلك إيجاد مركز متقدم للبحوث يضم خبراء من مختلف التخصصات ويساند أعضاء الهيئة.
وفي رأيي أن الطرح الذي قدمه الشيخ عبد المحسن العبيكان من خلال جريدة "الرياض"، يترجم بقدر كبير مناخا طيبا يمكنه أن يحقق سلسلة من الأفكار التي تصب في نهاية الأمر في المصلحة العامة. وأحسب أن تناول علمائنا هذه المسائل بهذا الوضوح يمثل ظاهرة صحية، نتمنى أن نشهد ثمراتها في أقرب وقت ممكن.



http://stage.eqt-srpc.com/Detail.asp?InSectionID=20&InNewsItemID=23980 (http://stage.eqt-srpc.com/Detail.asp?InSectionID=20&InNewsItemID=23980)