Perfect Chaos
12-11-2004, 12:22 PM
ابن باز: الدعاء لولاة الأمر من أهم المهمات وأعظم القربات والطاعات
12/11/2004 / قرأت في كتاب "التزام الدولة بحماية عقيدة الإسلام وفقا للنظام الأساسي للحكم بالمملكة العربية السعودية" للدكتور محمد أبو سعد ما يلي:" أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ النظام الأساسي للحكم رقم أ/90 بتاريخ 27/8/1412هـ الذي نص في مادته 23 على أن " تحمي الدولة عقيدة الإسلام وتطبيق شريعته، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم بواجب العودة إلى الله".
وهنا يتبين للأجيال الجديدة في العالم الإسلامي كله كثير من المفاهيم الإسلامية المباركة التي تبناها هذا النظام فكانت سببا في الأمن والهداية ولله الحمد.
وإذا تم تعيين الإمام باختيار أهل الحل والعقد أو استخلافه بولاية العهد له من الإمام قبله أو كان ذلك بطريق الغلبة واستتب له الأمر وجب على المسلمين القيام بحقوق هذا الإمام، وهي:
1- البيعة له: معنى ذلك العهد على الطاعة، أي أن المبايعين يسلمون للإمام النظر في أمر أنفسهم، وأمور المسلمين لا ينازعونه في شيء من ذلك ويطيعه الجميع فيما يكلفهم به من أمر في المنشط والمكره، بشرط ألا يكون الأمر في معصية الله، وتكون هذه البيعة بالمصافحة والكلام أو الكلام وحده أو بالكتابة.
ودليل وجوب البيعة حديث عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال: "ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" أخرجه مسلم في صحيحه.
قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ في كتاب (المعلوم من واجب العلاقة بين الحاكم والمحكوم): " قال عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه: " بايعنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله"، وقال "إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان" أخرجه مسلم (1709). فهذا يدل على أنهم لا يجوز لهم منازعة ولاة الأمر ولا الخروج عليهم إلا أن يروا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان، وما ذلك إلا لأن الخروج على ولاة الأمور يسبب فسادا كبيرا وشرا عظيما فيختل به الأمن، وتضيع الحقوق ولا يتيسر ردع الظالم ولا نصر المظلوم، وتختل السبل ولا تأمن..".
أما من نقض هذه البيعة فإن العقوبة تناله، لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "من كره من أميره شيئا فليصبر، فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية"، أخرجه البخاري ومسلم، كما تناله عقوبة القتل، لحديث عرفجة بن شريح الأشجعي ـ رضي الله عنه ـ قال سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم يقول: "من أتاكم وأمركم جميعاً على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه" أخرجه مسلم في صحيحه.
2 - السمع والطاعة له في غير معصية الله تعالى: هذا الحق أجمع عليه أهل السنة والجماعة، وأودعوه في كتب العقائد التي يربون بها الناس صغارا وكبارا ذكرانا وإناثا، وهو حق لم يترك الشارع استنباطه للناس، بل نص عليه الله العزيز الحكيم في كتابه الكريم ونص عليه الرسول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم في سنته، حتى لا يبقى مجال للخلاف فيه، قال الله تعالى: "يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا"، وهم الولاة والأمراء، ذهب إلى ذلك جماهير السلف والخلف من المحدثين والمفسرين والفقهاء وغيرهم. وهذا الأمر بطاعة أولي الأمر مقيد بعدم الطاعة في الأمر بالمعصية لله تعالى.
3- الصبر على جوره:
إذا ابتلي المسلمون بإمام جائر فإن الصبر على جوره هو سبيل المؤمنين، وطريقة أهل العلم والدين، لأن الخروج عليه يوجب من الظلم والفساد أكثر من ظلمه فيصبر عليه لحديث عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال: "من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر" فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات، فميتة جاهلية" أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
4- النصح له:
هذا الحق جاء منصوصا في أحاديث كثيرة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأوضحه الكثير من أئمة المسلمين وعلمائهم، ومن ذلك ما قاله أبو عمرو بن الصلاح ـ رحمه الله تعالى: "والنصيحة لأئمة المسلمين معاونتهم على الحق، وطاعتهم فيه، وتذكيرهم به، وتنبيههم في رفق ولطف، ومجانبة الوثوب عليهم، والدعاء لهم بالتوفيق وحث الأغيار على ذلك".
5- توقيره واحترامه:
وهذا الحق رعاه الشارع الحكيم بأن أمر به نصا، ونهى عن ضده من سبهم وإهانتهم، وقد جاءت بذلك نصوص نبوية شريفة وعقد كبار العلماء في مؤلفاتهم أبوابا خاصة به.
قال أبو الدرداء ـ رضي الله عنه: "إن أول نفاق المرء طعنه على إمامه" ، وقال أبو إسحاق السبيعي ـ رحمه الله: "ما سب قوم أميرهم، إلا حرموا خيره".
وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله السؤال التالي: هل من مقتضى البيعة الدعاء لولي الأمر"؟ فأجاب رحمه الله، فقال:
"من مقتضى البيعة النصح لولي الأمر ومن النصح: الدعاء له بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة، لأن من أسباب صلاح الوالي ومن أسباب توفيق الله له أن يكون له وزير صدق يعينه على الخير ويذكره إذا نسي، ويعينه إذا ذكر، هذه من أسباب توفيق الله له. فالواجب على الرعية وعلى أعيان الرعية التعاون مع ولي الأمر في الإصلاح وإماتة الشر والقضاء عليه، وإقامة الخير بالكلام الطيب والأسلوب الحسن والتوجيهات السديدة التي يرجى من ورائها الخير دون الشر، وكل عمل يترتب عليه شر أكثر من المصلحة لا يجوز، لأن المقصود من الولايات كلها تحقيق المصالح الشرعية ودرء المفاسد، فأي عمل يعمله الإنسان يريد به الخير ويترتب عليه ما هو أشر مما أراد إزالته وما هو أنكر منه لا يجوز له".
وقال - رحمه الله عن من يمتنع عن الدعاء لولي الأمر:" هذا من جهله، وعدم بصيرته، الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات ومن أفضل الطاعات، ومن النصيحة لله ولعباده، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما قيل له إن دوسا عصت قال: "اللهم أهد دوسا وأت بهم، اللهم أهد دوسا وأت بهم"، يدعو للناس بالخير والسلطان أولى من يدعى له، لأن صلاحه صلاح للأمة، فالدعاء له من أهم الدعاء، ومن أهم النصح أن يوفق للحق وأن يعان عليه، وأن يصلح الله له البطانة وأن يكفيه الله شر نفسه وشر جلساء السوء، والدعاء له بأسباب التوفيق والهداية وبصلاح القلب والعمل من أهم المهمات ومن أفضل القربات"..
http://stage.eqt-srpc.com/Detail.asp?InSectionID=131&InNewsItemID=24096 (http://stage.eqt-srpc.com/Detail.asp?InSectionID=131&InNewsItemID=24096)
12/11/2004 / قرأت في كتاب "التزام الدولة بحماية عقيدة الإسلام وفقا للنظام الأساسي للحكم بالمملكة العربية السعودية" للدكتور محمد أبو سعد ما يلي:" أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ النظام الأساسي للحكم رقم أ/90 بتاريخ 27/8/1412هـ الذي نص في مادته 23 على أن " تحمي الدولة عقيدة الإسلام وتطبيق شريعته، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقوم بواجب العودة إلى الله".
وهنا يتبين للأجيال الجديدة في العالم الإسلامي كله كثير من المفاهيم الإسلامية المباركة التي تبناها هذا النظام فكانت سببا في الأمن والهداية ولله الحمد.
وإذا تم تعيين الإمام باختيار أهل الحل والعقد أو استخلافه بولاية العهد له من الإمام قبله أو كان ذلك بطريق الغلبة واستتب له الأمر وجب على المسلمين القيام بحقوق هذا الإمام، وهي:
1- البيعة له: معنى ذلك العهد على الطاعة، أي أن المبايعين يسلمون للإمام النظر في أمر أنفسهم، وأمور المسلمين لا ينازعونه في شيء من ذلك ويطيعه الجميع فيما يكلفهم به من أمر في المنشط والمكره، بشرط ألا يكون الأمر في معصية الله، وتكون هذه البيعة بالمصافحة والكلام أو الكلام وحده أو بالكتابة.
ودليل وجوب البيعة حديث عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال: "ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" أخرجه مسلم في صحيحه.
قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ في كتاب (المعلوم من واجب العلاقة بين الحاكم والمحكوم): " قال عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه: " بايعنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله"، وقال "إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان" أخرجه مسلم (1709). فهذا يدل على أنهم لا يجوز لهم منازعة ولاة الأمر ولا الخروج عليهم إلا أن يروا كفرا بواحا عندهم من الله فيه برهان، وما ذلك إلا لأن الخروج على ولاة الأمور يسبب فسادا كبيرا وشرا عظيما فيختل به الأمن، وتضيع الحقوق ولا يتيسر ردع الظالم ولا نصر المظلوم، وتختل السبل ولا تأمن..".
أما من نقض هذه البيعة فإن العقوبة تناله، لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "من كره من أميره شيئا فليصبر، فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية"، أخرجه البخاري ومسلم، كما تناله عقوبة القتل، لحديث عرفجة بن شريح الأشجعي ـ رضي الله عنه ـ قال سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم يقول: "من أتاكم وأمركم جميعاً على رجل واحد، يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه" أخرجه مسلم في صحيحه.
2 - السمع والطاعة له في غير معصية الله تعالى: هذا الحق أجمع عليه أهل السنة والجماعة، وأودعوه في كتب العقائد التي يربون بها الناس صغارا وكبارا ذكرانا وإناثا، وهو حق لم يترك الشارع استنباطه للناس، بل نص عليه الله العزيز الحكيم في كتابه الكريم ونص عليه الرسول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم في سنته، حتى لا يبقى مجال للخلاف فيه، قال الله تعالى: "يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا"، وهم الولاة والأمراء، ذهب إلى ذلك جماهير السلف والخلف من المحدثين والمفسرين والفقهاء وغيرهم. وهذا الأمر بطاعة أولي الأمر مقيد بعدم الطاعة في الأمر بالمعصية لله تعالى.
3- الصبر على جوره:
إذا ابتلي المسلمون بإمام جائر فإن الصبر على جوره هو سبيل المؤمنين، وطريقة أهل العلم والدين، لأن الخروج عليه يوجب من الظلم والفساد أكثر من ظلمه فيصبر عليه لحديث عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال: "من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر" فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات، فميتة جاهلية" أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
4- النصح له:
هذا الحق جاء منصوصا في أحاديث كثيرة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأوضحه الكثير من أئمة المسلمين وعلمائهم، ومن ذلك ما قاله أبو عمرو بن الصلاح ـ رحمه الله تعالى: "والنصيحة لأئمة المسلمين معاونتهم على الحق، وطاعتهم فيه، وتذكيرهم به، وتنبيههم في رفق ولطف، ومجانبة الوثوب عليهم، والدعاء لهم بالتوفيق وحث الأغيار على ذلك".
5- توقيره واحترامه:
وهذا الحق رعاه الشارع الحكيم بأن أمر به نصا، ونهى عن ضده من سبهم وإهانتهم، وقد جاءت بذلك نصوص نبوية شريفة وعقد كبار العلماء في مؤلفاتهم أبوابا خاصة به.
قال أبو الدرداء ـ رضي الله عنه: "إن أول نفاق المرء طعنه على إمامه" ، وقال أبو إسحاق السبيعي ـ رحمه الله: "ما سب قوم أميرهم، إلا حرموا خيره".
وقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله السؤال التالي: هل من مقتضى البيعة الدعاء لولي الأمر"؟ فأجاب رحمه الله، فقال:
"من مقتضى البيعة النصح لولي الأمر ومن النصح: الدعاء له بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة، لأن من أسباب صلاح الوالي ومن أسباب توفيق الله له أن يكون له وزير صدق يعينه على الخير ويذكره إذا نسي، ويعينه إذا ذكر، هذه من أسباب توفيق الله له. فالواجب على الرعية وعلى أعيان الرعية التعاون مع ولي الأمر في الإصلاح وإماتة الشر والقضاء عليه، وإقامة الخير بالكلام الطيب والأسلوب الحسن والتوجيهات السديدة التي يرجى من ورائها الخير دون الشر، وكل عمل يترتب عليه شر أكثر من المصلحة لا يجوز، لأن المقصود من الولايات كلها تحقيق المصالح الشرعية ودرء المفاسد، فأي عمل يعمله الإنسان يريد به الخير ويترتب عليه ما هو أشر مما أراد إزالته وما هو أنكر منه لا يجوز له".
وقال - رحمه الله عن من يمتنع عن الدعاء لولي الأمر:" هذا من جهله، وعدم بصيرته، الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات ومن أفضل الطاعات، ومن النصيحة لله ولعباده، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما قيل له إن دوسا عصت قال: "اللهم أهد دوسا وأت بهم، اللهم أهد دوسا وأت بهم"، يدعو للناس بالخير والسلطان أولى من يدعى له، لأن صلاحه صلاح للأمة، فالدعاء له من أهم الدعاء، ومن أهم النصح أن يوفق للحق وأن يعان عليه، وأن يصلح الله له البطانة وأن يكفيه الله شر نفسه وشر جلساء السوء، والدعاء له بأسباب التوفيق والهداية وبصلاح القلب والعمل من أهم المهمات ومن أفضل القربات"..
http://stage.eqt-srpc.com/Detail.asp?InSectionID=131&InNewsItemID=24096 (http://stage.eqt-srpc.com/Detail.asp?InSectionID=131&InNewsItemID=24096)