المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنواع القلوب



scooter
14-11-2004, 08:21 PM
القلوب ثلاثة : قلب خال من الإيمان وجميع الخير ، فذلكقلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليهلأنه قد اتخذه بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد وتمكن منهغاية التمكن .








القلب الثاني قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهوية فالشيطان هناك إقبال وإدبار ومجالات ومطامع فالحرب دول وسجال وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة الآفات من أوقات غلبته لعدوه أكثر ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر ومنهم من هو تارة وتارة.








القلب الثالث قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان وانقشعت عنه حجب الشهوات وأقلعت عنه تلك الظلمات فلنوره في صدره إشراق ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فاحترق








وليست السماء بأعظم حرمه من المؤمن وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء والسماء متعبد الملائكة ومستقر الوحي وفيها أنوار الطاعات وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة والإيمان وفيه أنوارها فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئا إلا خطفه.








وقد مثل ذلك بمثال حسن وهو ثلاثة بيوت








بيت للملك فيه كنوزه وذخائره وجواهره








وبيت للعبد فيه كنوز العبد وذخائره وليس جواهر الملك وذخائره








وبيت خال صفر لا شيء فيه








فجاء اللص يسرق


من احد البيوت


فمن أيها يسرق ؟؟؟








فإن قلت من البيت الخالي كان محالا لأن البيت الخالي ليس فيه شيء يسرق ولهذا قيل لابن عباس رضي الله عنهما إن اليهود تزعم أنها لا توسوس في صلاتها فقال وما يصنع الشيطان بالقلب الخراب








وان قلت يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع فان عليه من الحرس واليزك ومالا يستطيع اللص الدنو منه كيف وحارسه الملك بنفسه وكيف يستطيع اللص الدنو منه وحوله من الحرس والجند ما حوله








فلم يبق للص إلا البيت الثالث فهو الذي يشن عليه الغارات








فليتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل ولينزله على القلوب فإنها على منواله








فقلب خلا من الخير كله وهو قلب الكافر والمنافق فذلك بيت الشيطان قد أحرزه لنفسه واستوطنه واتخذه سكنا ومستقرا فأي شيء يسرق منه وفيه خزائنه وذخائره وشكوكه وخيالاته ووساوسه







وقلب قد امتلأ من جلال الله عز وجل وعظمته ومحبته ومراقبته والحياء منه فأي شيطان يجترئ على هذا القلب وان أراد سرقة شيء منه فماذا يسرق منه وغايته أن يظفر في الأحايين منه بخطفه ونهب يحصل له على غره من العبد وغفلة لا بد له إذ هو بشر وأحكام البشرية جارية عليه من الغفلة والسهو والذهول وغلبة الطبع