تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية المرجعية الشيعية تدعو العراقيين الى تغليب المصالح العامة وعدم الانجرار الى المهاترات



abukhan
17-11-2004, 07:30 AM
بالله عليكم شوفوا كذب أهل التقية......


المرجعية الشيعية تدعو العراقيين الى تغليب المصالح العامة وعدم الانجرار الى المهاترات والتخوين والتهويل

لندن - جعفر الأحمر الحياة 2004/11/17

كشفت معركة الفلوجة التي بدأت الاسبوع الماضي بعض المفارقات والتناقضات والانتقادات لم يسلم منها اي طرف محلي او عربي او اقليمي. وابرز ما ميز الهجوم الاميركي على الفلوجة هو ردود الفعل، خصوصاً العربية، الباهتة على الاحداث هناك، وهذا ما دفع بعضهم الى توجيه الاتهامات الى كل الاطراف الدولية والعربية والمحلية بـ «السكوت» او «التواطؤ مع الاميركيين على تنفيذ جريمتهم في الفلوجة».

لكنه يلاحظ ان الانتقادات تركزت بشكل اساسي على مواقف المرجعية الشيعية الممثلة بآية الله علي السيستاني، لا بل وجّه اليه بعضهم اتهاماً بأنه شريك، بصمته، عما يجري في الفلوجة.

ويشير مصدر قريب من المرجعية الشيعية الى «رائحة طائفية تنبعث من هذه الاتهامات والانتقادات يحاول اصحابها عبثاً، تغليفها بشعارات مثل «الصمت يعني القبول» او الزج باسم السيستاني وحشره مع قوى وزعامات اخرى مثل: اين الرئيس غازي الياور والسيستاني؟».

ويأخذ بعضهم على السيستاني انه «قطع رحلة العلاج في لندن وعاد الى العراق لانقاذ النجف، ويتدخل في قضايا الانتخابات وغيرها، لكنه يصمت عن قضية الفلوجة».

ويوضح المصدر ان «الذين ينتقدون السيستاني وغيره من المرجعيات الشيعية على ما يزعمون انه صمت على احداث الفلوجة، انما يقصدون اهدافاً اخرى في ادعاءاتهم لا علاقة لها بما يجري في الفلوجة تحديداً» موضحاً ان «الانتقادات والاتهامات للمرجعية الشيعية ليست جديدة اذ ان كل طرف يعتبر ان مواقف المرجعية التي لا تروق له او تنسجم مع طروحاته تواطؤاً مع المحتلين».

ويضيف المصدر المطلع على مواقف السيستاني ان «المرجع الشيعي ليس بحاجة الى تأكيد مواقفه من الاحتلال بناء على مزاعم من هذا الطرف او ذاك. فمن يريد معرفة موقف المرجعية من الاحتلال باستطاعته بسهولة مراجعة بياناتها وفتاويها الرافضة للاحتلال».

وعن سبب «صمت» المرجعية الشيعية يجيب المصدر ان «للمرجعية تقليداً في التعاطي مع الشأن العام يتميز خصوصاً بالهدوء وعدم اللجوء الى اصدار بيانات فقط لاعلان موقف». ويوضح المصدر أن «المرجعية تدرس مدى امكان مساهمة أي خطوة تتخذها في حل المشكلة. وهذا ما يهم المرجعية بالدرجة الاولى ولا تلتفت الى الاقاويل والمزاعم والتأويلات حتى إن كانت ظالمة وغير منصفة». ويضيف ان «المرجعية ليست مستعدة لتغيير اسلوبها لارضاء هذه الفئة او ذاك الطرف، اذ لا تأخذها التهويلات عن دقة المرحلة وحراجتها والحديث عن المجازر والحرب على الاسلام، كما انها ليست بحاجة الى من يرشدها الى اتخاذ المواقف الحاسمة من مثل هذه القضايا».

وأضاف المصدر: «المفارقة ان الجميع يسلّم بأن المرجعية هي المرشد، خصوصاً في القضايا الحساسة، ومع ذلك يكيل الانتقادات والاتهامات حينما لا تروق له مواقفها او تنسجم مع طروحاته». وقال: «المرجعية تربأ بنفسها الرد على هذه الانتقادات والاتهامات اذ تعتبر نفسها فوق الشبهات» لكنه يستدرك قائلاً: «المرجع يجتهد وقد يخطئ. والآخرون يجتهدون وقد يخطئون. لكن مواقف المرجع تصدر عن رؤية شاملة للاوضاع تأخذ في الاعتبار بالدرجة الاولى مصلحة العراق والعراقيين ككل». واضاف ان «مواقف المرجع تتميز ايضاً بالابتعاد عن الفئوية والمصالح الخاصة التي تتحكم بمواقف الكثير من القوى والاطراف السياسية وبعضها، للاسف، يرفع شعار مقاومة الاحتلال».

ولفت المصدر الى ان «السيستاني كان تعرض لانتقادات ظالمة ابان ازمة النجف الصيف الماضي، واتهم بالتواطؤ مع قوات الاحتلال بسبب سفره للعلاج في لندن في ذروة الأزمة. وبقي السيستاني صامتاً على رغم حملات التجريح لكنه كان يعمل بصمت للمساهمة في حل الازمة. وعندما اكتملت شروط النجاح قطع فترة النقاهة التي كان يقضيها في لندن بعد العمليتين اللتين اجراهما وعاد الى النجف ليطرح مبادرته بعد تيقنه من تجاوب كل الاطراف معها».

وتساءل المصدر: «الذين يتهمون السيستاني مباشرة او مداورة ويطالبونه باتخاذ موقف من احداث الفلوجة مماثل لموقفه من ازمة النجف، هل يلتزمون مواقف المرجعية؟». وأضاف: «مع رفض السيستاني الاحتلال الا انه عبر ايضاً عن رفض حمل السلاح لإرهاب المواطنين او التسبب بضرر لهم». وأوضح: «في قضية النجف تلخص موقف السيستاني باخلاء المدينة من المسلحين، وتسليم الامن للسلطات الرسمية. فهل يقبل الذين يطالبون السيستاني بحل مماثل لأزمة النجف والالتزام به؟».

وختم المصدر حديثه بأن «المرجعية تعتبر نفسها اباً لكل العراقيين، تحرص على مصالحهم وتسعى جاهدة لحفظ وحدتهم وعدم التفريق بينهم» وأكد أن «الصوت العالي لا يعني ان صاحبه على حق مهما علا صوته، خصوصاً ان هدف بعض هذه الاطراف انحرف عن جوهر المسألة وهو كيفية حفظ مصالح العراقيين اولاً»، داعياً الى «تغليب المصالح العامة على الخاصة وعدم الانجرار الى المهاترات والتخوين والتهويل».
http://www.daralhayat.com/arab_news/levant_news/11-2004/Item-20041116-432922a5-c0a8-10ed-003a-92db19483f79/story.html (http://www.daralhayat.com/arab_news/levant_news/11-2004/Item-20041116-432922a5-c0a8-10ed-003a-92db19483f79/story.html)