ليون كينيدي
24-08-2001, 04:13 PM
أعزائي ..
آسفٌ على التأخير .. ولكني تلقّيتُ بعد اصدار الجزء الثاني من القصّة عدداً من الرسائل …. و جميعها يطالبني أصحابها فيها بزيادة العنصر العاطفي في الجزء الثالث .. و بالطبع فإني لا أستطيع ان أرفض لهم طلباً .. و لكن نتيجة ً لذلك فقد أصبح الجزء الثالث طويلاً نوعاً ما … أرجو ألاّ يضايقكم هذا .. و لكن من تابع هذه القصّة و قرأها باهتمام فسوف لن يمل من طولها أبداً بل على العكس … و قبل ان تقرأوا هذا الجزء ألتمس منكم العذر إن كنت قد بالغتُ في بعض المواقف … لكني مؤمنٌ بأن هذه المبالغة ستنال رضاكم بإذن الله ..
و لا تنسوا أن كل ما ستقرأونه هو من نسج الخيال … ( و أنصحكم أثناء قراءتكم لهذا الجزء بأن تستمعوا إلى موسيقى هادئة رومنسيّة .. و ذلك لتشعروا بكامل المتعة )
لقد رأينا معاً أحداث الجزأين الأول و الثاني ممّا حدث وراء كواليس ريزدنت إيفل … و ها نحن الآن
بصدد كشف الجزء الثالث و الأخير من هذه القصّة .. التي أتمنّى أن تنال إعجابكم …
الجزء الثالث :
ما الذي حدث لليون كينيدي ؟؟ و ماذا فعل كريس و كلير حيال ذلك ؟؟ و ما الذي حدث وسط ريزدنت إيفل كود فيرونيكا من أحداث و لم نره نحن ؟؟
بعد خروج الوحش و توجّهه للمنطقة التي توجّه إليها ليون …
أتت سيارةٌ مسرعة ٌ باتجاه كريس .. و خرج منها باري مسرعاً … و هو ينادي كريس ..
كريس : باري !! جميلٌ أن أراك ثانية ً .. هل لحقت بذلك الشخص ؟
باري ( و هو يلهث ) : دعك من هذا .. هناك ما هو أهمّ ..
كريس : ما الأمر ؟
باري : المدينة .. المدينة المجاورة .. لقد بدأ الفيروس بالإنتشار فيها .. علينا ان نحذ ّرالسكان قبل أن تتكرّر الكارثة…
كريس : و ماذا تنتظر .. هيا بنا …
و عندما همّ كريس بالنهوض مع باري .. أمسكت كلير ذراعه بكلتا يديها و قالت …
كلير : كريس .. أرجوك .. علينا مساعدة ليون … أرجوك …
كريس : كلير… أفهم شعوركِ .. و لكني لن أضحّي بمدينةٍ بأكملها من أجل إنقاذ رجلٍ واحدلا نعلم إن كان الوحش لحق به أم لا…
كلير( معاتبة ً أخاها ) : كريس .. إذا كان ليون في نظرك مجرّد رجلٍ عاديّ .. فهو بالنسبة لي … ( و لم تكمل كلير كلامها .. لقد خنقتها العبرات ) .
و تلقّى باري اتصالاً عن طريق جهاز اللاسلكي من أحد الاصدقاء ..
المتـّصل : باري .. أسرعوا .. إن الفيروس ينتشر بشكلٍ مخيف .
باري : سنأتي حالاً .
هيا بنا يا كريس .. يجب أن نسرع ..!!
كريس : هيا بنا .. هيا بنا يا كليـــ ….! كلير ؟ …أين ذهبتِ ؟ .. كلير … كليـــــر ...
يا إلهي لقد جُنّت .. لا بدّ من اللحاق بها .
باري : هل تعرف أين ذهبت ؟
كريس : بالتأكيد .. هيا يا باري .. إلى السيّارة .. لنلحق بها ..
و في الطريق شرح كريس لباري قصّة ليون و كلير ..
باري ( و هو يقود السيّارة ) : ممممم .. كم أتمنّى ان أرى ذلك الشابّ … ليون كينيدي ..مممم .. لابدّ أنّه شابٌ وسيمٌ جداً … فليس من السهل أن تقع كلير في شباك غرامه بهذا الشكل الجنوني .. لابدّ أنّها تحبّه كثيراً … هاهاهاها ..
كريس ( غاضباً ) : باري .. كفاك سخافة .. ليس هناك ما يثير الضحك .
باري : أوووه ..معذرة ً … آسف .
و انطلق الاثنان إلى الجهة الجنوبيّة ليجدوا كلير تركض بكلّ قوتها في ذلك الطريق ..
باري : كريس .. أوقفها .. هذه المنطقة مليئة ٌ بالوحوش ..!!
كريس ( و هو في السيّارة ) : كلير .. أرجوكِ تعقـّــلي .. هذا جنون … ألا تعرفين أن هذا المكان خطرٌ جداً ؟
كلير : هذا لا يهمّني … يجب أن أنقذ ليون .
كريس : آسفٌ يا عزيزتي ، و لكن من واجبي أن أحميكِ …
و نزل كريس من السيّارة و أوقف كلير رغماً عنها و بالقوّة…
كريس : هل جننتِ ؟ اهدأي… لا تقلقي .. سيكون ليون بخير ..
توقّفت كلير .. و نظرت إلى الأفق و كأنها تدعو لليون بأن يعود سالماً … و ركبت كلير في السيّارة ..
و في السيّارة …
باري : أهذا معقول ؟ فتاةٌ تبحث عن أخيها و عندما تجده تتركه بملء إرادتها …
كريس : إنها مغرمة ٌ به على ما يبدو … ربّما ليست وسامته كما تقول هي سبب حبّ كلير له .. لابدّ أنهما كانا يحبّان بعضهما حبّاً صادقاً ، أنا أعرف شقيقتي جيّداً .. فهي من النوع الهادئ المتعقــّل .. و لكن بمجرّد أن يُذكر اسم ليون كينيدي أمامها تنسى الدنيا و ما فيها ، باري .. من الصعب على المرء ان يفارق أخاه .. و لكن من المستحيل أن يقوى المرء على فراق حبيبه .
باري : أجل .. هو كذلك .
في الحقيقة .. على الرغم من أنّ كلير كانت معهما في السيّارة إلاّ أنها لم تسمع كلمة ً واحدة ً من الحديث الذي دار بين كريس و باري .. لقد كانت في عالمٍ آخر .. كانت تفكّر في همّها الوحيد .. و هو سلامة حبيبها .
حسناً قبل أن أكمل لكم هذه القصّة سأسألكم سؤالاً :
" هل فعلاً أن الزمن كفيلٌ بأن يجعلنا ننسى كل شيء ؟ و هل الحبّ الأوّل يبقى إلى الأبد ؟؟ هل هو الأقوى فعلاً؟ "
سنتكتشف الجواب في تتمّة هذه القصّة فلنواصل …
مرّ حوالي ستـّة أشهر على هذه الحادثة .. و عادت المياه إلى مجاريها ..
و في ذلك اليوم .. رنّ جرس الهاتف في منزل عائلة ريدفيلد …
كلير : نعم .. منزل ريدفيلد ..
المتحدّثة : مرحباً … هل أنتِ كلير شقيقة كريس ؟
كلير : نعم .
المتحدّثة : عذراً.. ولكن كريس .. لم يحضر منذ يومين ..
كلير : كيف ذلك ؟ كريس في مهمّةٍ رسميّة ..!!
و لكن المتحدّثة أقفلت الهاتف ..
بدأت كلير تقلق على أخيها .. بحثت و سألت عنه في كلّ مكان و لكنها لم تجد له أيّ أثر …
فقرّرت الذهاب إلى أوروبا للبحث عنه ..
.. لقد كان كريس في مهمّةٍ سريّة في مدينةٍ أخرى ؛ و ذلك لمتابعة شركة أمبريلا التي بدأت بنقل مقرّاتها و أسلحتها إلى أوروبا ( يا لسوء الحظ ) ..
و هنا بدأت أحداث ريزدنت إيفل كود فيرونيكا .. نعرف أن شركة أمبريلا قامت باحتجاز كلير في سجونها ،
و نعرف جميعاً أن كريس تلقّى اتصالاً من شخصٍ مجهول الهويّة أبلغه بأنّ شقيقته كلير محتجزة ..
لقد كان ذلك الشخص هو….
ليون كينيدي … و لكن ….
كيف عرف بأن كلير محتجزة ؟ لا أحد يعلم ..
بعد انتهاء ذلك الاتصال قال ليون لنفسه : " كلير .. لن أترككِ مهما كلّـف الأمر .. "
و انطلق ليون لمساعدةِ كريس في إنقاذ كلير .. حيث أن ليون كان في مكانٍ بعيدٍ .
استمرّت أحداث كود فيرونيكا المعروفة .. و تمّ إنقاذ كلير من السجن و التقت كلير بكريس ..ثم التقت ب " ستيف بورنسايد ".. الشابّ الوسيم الشجاع …
هذا الشاب حادّ الطباع .. و لا يستطيع أيٌّ منا أن ينكر ما كان يتصف به من صفاتٍ جيّدة .. ولكنه للأسف ..كان مغروراً و أنانياً ..لذلك فإنّ كلير لم تكن تراه في البداية سوى شخصٍ مغرورٍ لا يفكّر إلاّ بنفسه ..
و لكن من يصدّق ….
لقد أُعجب ستيف بكلير .. و نعرف جميعاً كيف بدأت تصرّفاته تتغير تجاه كلير .. وكيف تغيّرت نظرة كلير له إلى الافضل .. كان هذا مجرّد إعجابٍ فقط .. ثمّ تطوّر إلى حبّ ..
و بعد ذلك بثلاثة أيّام .. وصل ليون كينيدي إلى تلك المنطقة .. و ظلّ يبحث عن كلير و لكنه لم يعثر عليها ، لأنها هربت من السجن منذ ثلاثة أيام ..
و دخل ليون إلى القصر ( القصر الذي دارت فيه أحداث كودفيرونيكا ).. وبالطبع استقبله عددٌ من وحوش الزومبي و الهنتر بحرارة .. لذلك شكرهم ليون على هذا الإستقبال بطريقته الخاصّة …
و عندما وصل ليون إلى إحدى الغرف ( طبعاً غرفة آمنة ) .. سمع صوتاً ..
اقتحم ليون هذه الغرفة شاهراً سلاحه باتجاه مصدر الصّوت … و كان الشخص الموجود في الغرفة قد وجّه مسدّسه باتجاه ليون كذلك … إنه كريس ….
كريس : من أنت ؟ و ما الذي جاء بك إلى هنا ؟ تكلم .
ليون : لستُ مضطراً للإجابة على سؤالك ….
كريس ( غاضباً ) : أجبني يا هذا وإلاّ …
ليون : أهاااه … أنت أحد أعضاء فريق " ستارز " .. أليس كذلك ؟
كريس : ماذا ؟ .. و لكن ..
ليون : أعتقد أنك كريس .. كريس ريدفيلد ؟ هل أنا مخطئ ؟
كريس ( مندهشاً ) : لا لستَ مخطئاً .. لقد أصبت .. و لكن كيف عرفتني ؟
ليون : الزيّ الذي ترتديه كشف لي عن هويّتك .
كريس : عذراً .. و لكني لم أركَ من قبل ..
ليون : معذرة ً .. أنا ليون كينيدي .. أحد أعضاء شرطة ال R.P.D ، سررتُ بمعرفتك .
كريس : غير معقول !! .. إذن أنت ليون كينيدي .. جيدٌ أنك بخير .
ليون : ماذا تعني بقولك هذا ؟
كريس : لا عليك .. لا تهتم .
ليون : حسناً . كيف حال كلير هل أنقذتها ؟
كريس : نعم .
ليون بلهفةٍ و شوق و على وجهه ابتسامة الفرح : هذا رائع .. حسناً أين هي الآن أريد ان أراها .
و بالفعل ما طلبه ليون أُجيب على الفور ..
لقد سمع صوت ضحك كلير مصحوباً بضحكةٍ أخرى …
و ظهرت كلير أخيراً .. ولكن ليس كما كان يريد ليون أبداً .. لقد ظهرت و هي تضحك مع ستيف ..
وقفت كلير لشدّة دهشتها ، فلم تتوقّع أبداً أن ترى ليون بعد كلّ هذه الفترة الطويلة ( حوالي 6 أشهر ) ..
و لم يتحرّك ليون من مكانه لشدّة دهشته هو الآخر .. عندها قال ستيف : " هيا يا كلير .. هيا بنا نواصل حديثنا في مكانٍ آخر " ..
و ذهبت كلير معه ..
لم يصدّق صديقنا ما رآه .. و لكنه لم يسئ الظن بكلير .. و قال في نفسه : " يجب أن أكلّمها "
و بعد ذلك بعدّة ساعات .. و بينما كانت كلير تمشي بين ردهات القصر .. خرج لها ليون ..
كلير : لقد أفزعتني .
ليون بلهجةٍ جادّة : من هو ذلك الشابّ الذي كنت تضحكين برفقته ؟
كلير : إنه ستيف .. صديقي ..
ليون ( و وجهه مكفهرّ ) : صديقكِ ؟
كلير ( و هي تنظر إلى ليون بسخرية و تخاطبه بلهجةٍ حادّة ) : أجل .. صديقي .. هل لديك مانع ؟ و لماذا تسأل … هل أنت معنيٌّ بأمري ؟
ليون : كلير .. ما هذا الذي تقولينه ؟ أنا ….
لم يكمل ليون المسكين حديثه لأنّ كلير تركته و ذهبت متجاهلة ًوجوده تماماً .
ليون المسكين لم يفهم شيئاً .. لم يجد مبرّراً لتصرّف كلير ..
وخرج إلى فناء القصر .. لقد أراد أن يختلي بنفسه ليواسي همومه و أحزانه ..
و ظلّ ليون يحدّث نفسه قائلاً ..
" لماذا ؟ .. لماذا يا كلير كلّ هذا الجفاء ؟ .. ما الذي فعلته لكي تعامليني بهذا الشكل ؟ .. لقد أتيت إلى هنا قاطعاً تلك المسافة الطويلة و كلـّي أملٌ في أن أمتـّع عينيّ بالنظر إلى محيّاكِ الجميل …لقد دفعني الشوق إلى هنا متجاوزاً هذه الصّعاب لأفوز بنظرةٍ من عينيكِ الجميلتين ..لأسمعَ صوتكِ الرقيق .. و أرى ابتسامتكِ التي تملأ قلبي فرحاً و تزيد من تعلـّــقي بكِ .. هل نسيتِ الحبّ الذي بيننا ؟ .. هل نسيتِ حبّنا ؟ .. لماذا تريدين أن تدفني ذلك الحبّ الصادق البريء في مهده ؟ هل لأنني لم أصارحكِ بحبي لكِ ؟ أنتِ تعلمين أنّ كلّ نبضةٍ من نبضاتِ قلبي تنطقُ باسمكِ ... فلماذا يا كليركل هذا ؟ " … و فجأة ً ….
كريس : آسف يا ليون لأنّي قطعتُ حبل أفكارك .. فيمَ كنت تفكّر ؟
ليون : لا شيء .
كريس : أهي كلير مجدّداً ؟
ليون ( و هو يمسك رأسه بيده و يتحدّث بلهجة الحائر ) : لم أفهم يا كريس ..لم أفهم .. لم أجد تفسيراً مقنعاً لما تفعله كلير معي ..
كريس : ليون .. أنت شابّ ، و لا زلت في بداية حياتك .. لماذا تعذب نفسك بهذه الطريقة ؟
ليون : ماذا تعني بكلامك هذا ؟
كريس : لا أعرف كيف أقولها لك .. و لكن …. كلير …. يبدو أنها تحب ستيف .
تخيّلوا كيف نزل هذا الخبر على ليون المسكين …
لقد نزل هذا الخبر على بطلنا كالصّاعقة ..
لم يتحمّل صديقنا هذه الصّدمة .. فخرج من القصر و هو يركض …
لقد جُنّ جنون ليون و خرج و هو في حالةٍ يرثى لها ..
كان كلّما واجه أحد الوحوش في طريقه فإنه يقتله بقمّة الوحشيّة .. لقد كان يقتله بقوّة ألفٍ من وحوش النمسيس و التايرنت مجتمعين …
و قد كان يرى في كلّ وحشٍ يقتله صورة غريمه في حبّ حبيبته كلير .. يرى صورة ستيف ..
كان يقتل الوحوش بكلّ شراسةٍ و عنف .. إن قلبه مليءٌ بالحزن و الأسى .. لقد تحطّم تماماً ..
ثمّ جثا ليون على ركبتيه .. و صرخ بأعلى صوته صرخة مدوّيه قائلاً في يأس :
" كليييييييييييير ………. لماذا يا كلير …… لماذا تخلّيتِ عنّي … لماذا حطّمتِني ……. لماذا … لماذا "
( مسكين .. لقد كانت صدمة ً قوية ً جداً بالنسبة له ) .
مرّت عدّة أيام على هذا الحدث المحزن …
فمنذ أن خرج ليون من القصر .. لم يعلم أحدٌ ما الذي حلّ به …
و تستمرّ أحداث ريزدنت إيفل كود فيرونيكا …
و اجتمع كل من كلير و كريس و ستيف للتباحث في أمر خروجهم نهائياً من هذا المكان
و أثناء الحديث …… شهقت كلير ، و بدأت تزداد سرعة تنفسها و كذلك خفقات قلبها ..
ستيف : كلير .. ما الذي حدث ؟
كلير ( و هي تضع يدها على قلبها ) : لا أعلم … أشعر بشيءٍ غريب .
كريس : ممممممم … بماذا تشعرين ؟
كلير : ليون .. أحسّ أن ليون في خطر.. إنه يواجه مشكلةً كبيرةً جداً ..
كريس : كلير … لا تكوني سخيفة .. هذه فقط مجرّد أوهام …
كلير : لا لا .. أنا متأكّدةٌ مما أشعر به الآن … إنه في خطرٍ كبير .
ستيف ( يقولها بسخريةٍ شديدة ) : هه … ليون كينيدي .. شابٌّ سخيف .. لابدّ أنه مات بمجرّد مغادرته لهذا القصر.
لم يكد ستيف يكمل هذه العبارة حتى تلقــّـى تلك الصفعة من كلير …
نظر ستيف إلى كلير .. فوجد عينيها مليئتين بالدموع .. و قالت له بصوتها الحزين :
" اخرس .. إيّاك أن تقول هذا ثانية ً ….ليون لم يمت و أنا واثقة ٌ من هذا " …
( لقد كانت صفعة ً قوية ً جداً .. لدرجة أن وجه ستيف احمرّ من شدّة الصفعة ) ..
عندها تأكّد كريس أنّ شقيقته لازالت تحبّ ليون كينيدي …
أما ستيف فكان يحدّث نفسه في غضبٍ قائلاً :
" غير معقول !! .. اللعنة .. ألا زالت تحبّ ذلك الشخص ؟ … لقد اعتقدتُ أنها نسيته تماماً !! "
حسناً .. في تلك الأثناء ماذا كان يحدث لليون كينيدي ؟ لنتابع سوياً ..
بعد أن خرج ليون كينيدي من القصر قرّر العودة إلى المدينة التي كان يعيش فيها .. وذلك ليتمكّن من التغلب على هذه الصدمة العاطفيّة ..
و بينما هو في طريقه للخروج من المدينة التي حدثت فيها أحداث كود فيرونيكا .. هل تعرفون ما الذي حصل ؟؟؟
لقد واجه ليون ذلك الخطر الذي أحسّت به كلير .. نعم … إنه …
إنه ذلك المسخ المرعب .. لقد ظهر ثانية ً .. و لكن هذه المرّة أمام بطلنا وجهاً لوجه … وقد ازداد ضخامةً و و قوّة عن ذي قبل…..
إن الوحش أمامك يا ليون فماذا أنت فاعل و أنت لا تملك سوى هذه البندقيّة بذخيرتها المحدودة … !!
بدأ الوحش بمهاجمة ليون .. و لم يجد ليون طريقاً سوى الهرب من ضربات ذلك المسخ ..
و لكن الحال لم يستمرّ هكذا طويلاً .. بل هاجمه ليون ببندقيته حتى فرغت ذخيرتها ..
و أصبح ليون أعزلاً تماماً .. و نتيجة ً لذلك فقد أصيب ليون إصابة ً بالغة ً في ذراعه اليسرى ..
و لكنه لم يستسلم أبداً ..
فبينما كان ليون يواجه هذا المسخ كان يسمع صوتاً من داخله .. و كأن قلبه يحدّثه .. كان يسمع صوت حبيبته كليرو هي تحدّثه في تلك اللحظات العصيبة …
و على الرغم من تلك المسافة البعيدة التي تفصل بينهما .. وعلى الرغم من أنهما لا يريان بعضهما … إلاّ أنّ
الحبّ جعل من خواطرهما متواصلة ً بقوّة ( انظروا لهذا التواصل الذهني العجيب .. فعلاً الحبّ أقوى من كلّ شيء) …
كان يسمع ليون صوت كلير في قلبه و هي تقول له :
" ليون .. أنا أحبّـك .. أرجوك لا تمت .. أنا لا أقوى على فراقك … "
عندها قرّر ليون مواجهة هذا المسخ دون خوف .. فحبيبته كلير معه في قلبه و روحه أينما ذهب ..
و بعد معركةٍ عنيفة ٍ و دامية بين العاشق الجريح .. و المسخ المخيف .. سقط ليون على الأرض …
و عندها كان الوحش مستعداً للقضاء عليه ..
في تلك اللحظة تذكّر ليون كلير .. و تذكّر أوّل لقاءٍ بينهما .. و تلك اللحظات الجميلة .. فرفع رأسه و صرخ قائلاً :
" لاااااااااااااااااااا … حتى الموت لن يفرّق بيننا يا كلير .."
و التقط ليون فأساً كانت قريبة ً منه ، و ضرب جمجمة المسخ بكل ما تبقى لديه من قوّة …
فسقط المسخ غريقاً في دمائه بعد أن انقسم رأسه إلى نصفين …
و قرّر ليون العودة إلى القصر ..إذ لم يقوَ هو الآخر على فراق كلير …
و بعد عدّة ساعات .. و في إحدى غرف القصر …
كانت كلير مع أخيها كريس .. عندما سمع الاثنان صوت ستيف من الغرفة المجاورة و هو يقول :
" إيّاك ان تتحرّك .. و إلاّ زيّـنتُ رأسك برصاصة … "
و عندما ذهبا ليريا ما حدث … فوجئا بما رأياه …
ستيف يوجّه مسدّسه نحو رأس ليون ..
ستيف : " لماذا عدت إلى هنا ؟ هيا ارحل من هنا .. بسرعة "
ليون : لن أرحل قبل أن أنال مرادي .
ستيف : و ماذا تريد أيها التعيس ؟؟
صمت ليون و لم يتكلّم ..
ستيف : يبدو أنك لا تريد أن تتحدّث .. حسناً سأجبرك على هذا ..
و عندما همّ ستيف بإطلاق النار .. رمى مسدسه جانباً و قال بكل برود : " لا ااا .. أريد أن أتمتع بضربك بيديّ هاتين … هيا يا ليون .. واجهني " .
ليون : لن أفعل يا ستيف … لا أريد إيذاءك ..
ستيف ( ساخراً ) : أوووووه .. و هل تستطيع إيذائي حقاً ؟ … إذان أرني أيها البطل ماذا ستفعل ..
و انقضّ ستيف على ليون بلكمة قوية .. فأصاب ليون الذي تراجع إلى الخلف عدة خطوات من شدّة اللكمة ……. و لكنه تمسّك بأحد الكراسي الموجودة في الغرفة .. و ظل ّ واقفاً …… ثم انقض ستيف عليه مرّةً أخرى باللكمة الثانية و الثالثة حتى سقط ليون أرضاً ،
قال كريس : ستيف .. توقّف عن هذا .. هل جننت ؟ .. ألا ترى أنه جسده مليء بالجراح ؟
ستيف : كريس .. لاتتدخل فيما لايعنيك .. هذا الأمر يخصّني وحدي …
ثم اقترب ستيف من ليون ، و أمسك بخناقه و قال له : " أعلم ما الذي تريده .. و لكن لا تحلم بأن يتحقق لك ذلك
… و لكني سأحقق لك أمنيتك الأخيرة .. ها هي كلير تقف هناك .. انظر إليها للمرّة الأخيرة أيّها البائس " ..
و نظر ليون إلى كلير التي كانت تضع يديها على وجنتيها و تقول و تصيح قائلة ً : " كفى يا ستيف .. أرجوك .."
عندها .. اشتعلت نار غضب ليون .. و بدأ الشرر يتطاير من عينيه .. ( فليس من السهل على المرء أن يُضرَب أمام حبيبته ) وقال ستيف : " حسنا ً .. ودّع العالم يا ليون كينيدي " .. و عندما همّ ستيف بضرب ليون الضربة الاخيرة (القاضية) .. أمسك ليون بقبضة ستيف .. و دفعه بقوّة … فاصطدم ستيف بالحائط ..
ثم نهض ليون كينيدي واقفاً على قدميه و كأنّ شيئاً لم يكن ..
لم يتوقّع أحدٌ أن ليون سينهض بعد كل هذا .. من يصدّق .. !!
لقد أثار النظر إلى كلير حماس ليون من جديد .. و مما زاد من غضبه هو ما قاله ستيف و ما فعله معه ..
ثمّ أخرج ستيف سكيناً من جيبه .. و هجم بها على ليون محاولاً التخلّص منه ( يا إلهي .. ما هذا التهوّر ) .. لكن ليون أفلت منها ، ثم أمسك ذراع ستيف .. وقام بليّها حتّى ترك ستيف تلك السكين من شدّة الألم .. ثم دفعه ليون إلى زاوية الغرفة .. و أطاح به ضرباً .. و ظلّ يضربه و يضربه .. ، أما ستيف فلم يعد قادراً على الصمود أمام سيل اللكمات و الضربات العنيفة التي يكيلها له ليون ..
عندها .. اضطرّ كريس للتّدخل وأمسك ليون …
كريس : توقّف يا ليون ستقتله .. توقـّف .. أرجوك ..
ليون : دعني يا كريس .. أريد ان أعلّم هذا المعتوه كيف يحترم الآخرين و يقدّر مشاعرهم .
كريس : لا بأس لا بأس .. سآخذ ستيف إلى مكانٍ آخر حتى تهدأ …
ستيف و هو يتـّـكئ على كتف كريس : سنتواجه ثانية ً يا ليون .. قريباً جداً .. و ستندم على ما فعلته ..
و خرج ستيف من الغرفة بصحبة كريس .. وبقي ليون و كلير ..
نظر ليون إلى كلير …و ارتسمت ابتسامة ٌ على وجهه المرهق .. و جسده المليء بالجراح … و قال :
" كلير .. وأخيراً .. " ثمّ سقط ليون على الأرض مغشيّاً عليه من شدّة التعب و الإرهاق ..
قامت كلير نحوه و هي تصرخ : " ليون .. ما بك ؟ أرجوك أجبني .. ليون .. "
و لكنه لم يردّ عليها .. لقد فقد وعيه متأثراً بجراحه .. لقد كانت كل منطقةٍ في جسمه تنزف بالدماء .. فمعركته مع المسخ كانت دامية ً و مفزعة ً حقاً ..
و الذي زاد الأمر سوءاً هو معركته الأخيرة مع ستيف …
و بعد ان نُقِـل ليون إلى غرفةٍ آمنة … و بعد أن ضمّدت كلير جراحه ….
كريس : أرجوكِ اهدأي يا كلير .. لا داعي لكل هذا القلق …
كلير : لا أستطيع يا كريس .. لا أستطيع ..
كريس : و ماذا ستفعلين ؟
كلير : سأبقى هنا .. سأسهر على راحته حتى يستعيد عافيته ..
كريس : فهمت .. كما تشائين يا أختاه .
خرج كريس من الغرفة و هو يسأل نفسه : " شيءٌ لا يُصَدّق ..!! من أين جاء ليون بكل تلك القوّة ؟؟؟ … كيف تمكّن من ضرب ستيف و هو بحالته تلك … ؟؟؟ " ...
و ظلّت كلير ساهرة ً على راحة ليون .. لتعتني به ..
أما كريس فقد كان يأتي بين الفينة و الفينة ليطمئنّ عليهما …
و في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل بدأت كلير تشعر بالنعاس .. حاولت المقاومة و لكن النوم غلبها .. فوضعت رأسها على صدر حبيبها ليون و غطـّت في نومٍ عميق .
و في السّحر ( آخر الليل و بداية النهار ) فتح ستيف باب الغرفة .. واختلس نظرة ً إلى ليون و كلير .. فوجدهما نائمين بكل هدوء ..
عندئذٍ قال ستيف في نفسه غاضباً : " سُحقاً .. اللعنة عليك يا ليون .. لازلتُ أحسّ بتلك اللكمات القويّة التي تلقــّـيتها منك .. إذن فأنتِ مغرمة ٌ به يا كلير .. " .
و بعد ذلك ..استيقظ ليون .. فوجد كلير نائمة ً إلى جانبه ..
فقال ليون في نفسه : " كم أنتِ عظيمة ٌ يا كلير … لقد تساءلتُ عن سبب نومي بكل هدوء في مثل هذا المكان المرعب .. لقد تعجّبتُ من سبب شعوري بالحنان .. و هاقد عرفتُ الجواب الآن .. شكراً لكِ " .
و في الصباح استيقظ كريس على صوت شقيقته … و هي تسأله :
" كريس أين ليون ؟ .. ليس في فراشه ؟ "
كريس : أووه .. أجل .. لقد قال لي صباح اليوم بأنه سيذهب للبحث عن مخرجٍ لنا من هذه المنطقة ..
كلير : و لماذا لم تمنعه ؟
كريس : لم أتمكن من ذلك .. لقد كان مصرّاً على الذهاب.. لا عليكِ أنا واثقٌ بأنه سيجد مخرجاً لنا .. اطمئنّي .
كلير : حسناً .. أرجو ذلك .
و تستمرّ أحداث كود فيرونيكا .. و نعرف جميعاً كيف كانت نهايتها المأساويّة عندما صارح ستيف كلير بحبه لها
ثم مات … و ذرفت كلير الدموع من أجله ..
و بعد موت ستيف عاد ليون مرّةً أخرى …
ليون ( فرحاً ) : كريس .. كريس .. لقد وجدتُ مخرجاً من هذا المكان .. هيا بنا .. لنغادر هذا المكان على الفور ..
هيا بنا ..
ظلّ كريس صامتاً و لم يجب على ليون ..
ليون : ما الأمر يا كريس ؟ هل حدث لكلير مكروه ؟؟
كريس : لا إنها بخير ..
ليون : إذن ما الأمر ؟ لقد بدأتَ تقلقني فعلاً ..
كريس : ستيف ..
ليون : ما به ستيف ؟
كريس : قبل قليل …… توفــّي …
فتح ليون عينيه واسعاً من شدّة وطء الخبر عليه …
لم يعرف ما الذي يشعر به .. أيشعر بالفرح لأنه لم يعد هناك من ينازعه على كلير ..
أم أنه يشعر بالحزن و الأسى على فقدان شخصٍ شجاعٍ مثل ستيف قلّما تجد شخصاً بشجاعته هذه الأيام …
ليون ( بنبرةٍ حزينة ) : وما حال كلير الآن ؟
كريس : لازالت تبكي … حاولت تهدئتها و مواساتها و لكن دون جدوى ..
ليون : وأين هي الآن ؟
كريس : في الغرفة المجاورة ..
ذهب ليون إلى كلير .. و دخل الغرفة .. و عندما دخل .. نظرت إليه كلير و هي تبكي ..
كلير : ليون .. ستيف …..
ليون : لا تكملي يا كلير .. علمتُ بالأمر من كريس ..
ازداد بكاء كلير … ثم ركضت .. و ارتمت في أحضان ليون …فضمّها ليون إلى صدره و قال :
" كلير .. كم أنا حزينٌ على موتِ ستيف .. و أعلم أنّ قلبكِ يتفطّر حزناً عليه ..
كم من عزيزٍ فقدناه … و كم من أمّ فارقت فلذة كبدها .. و كم من أطفالٍ أبرياء تشرّدوا في الأيام القليلة الماضية ..
كلير .. الحياة لن تتوقّف أبداً بموتِ ستيف … على الرغم من أن ستيف مات .. إلاّ أن ذكراه ستبقى معنا إلى الأبد … و أعدكِ يا كلير بأنني سوف أنتقم لكِ من شركةِ أمبريلا ….. لن ننسى أبداً ما فعلوه بستيف … " ..
ثم رفع ليون رأس كلير و نظر إلى عينيها … و قال لها و هو يمسح دموعها بيديه :
" حسناً يا كلير .. فلننسى الآلام …. لا أريد أن أرى دموعكِ الغالية تنهمر مرّة ً أخرى من عينيكِ .. إنها تعكّر صفاء وجهكِ الجميل …. هيا .. أرني ابتسامتكِ الجميلة الآن .. هيا " ..
فابتسمت كلير … ابتسامة ً جميلة ً تعبّر عن صدقِ مشاعرها تجاه ليون و عما تحمله له في قلبها من الحبّ الكبير ..
كانت تلك الابتسامة بداية صفحة ٍ جديدة في حياةِ كل من ليون وكلير ..
ليون : " نعم .. هكذا أريدكِ دائماً .. هذه هي كلير ريدفيلد التي أحبّها … إيّاكِ أن تتخلـّي عن ابتسامتكِ الجميلة مهما حدث " .
و ارتمت كلير في أحضان ليون ليحيطها بحنانه و دفئه الذي يشعرها بالحبّ و الأمان ..
ثم غادر ليون و كلير و كريس هذه المنطقة وكلّهم أملٌ في القضاء على شركة أمبريلا ..
و إلى الأبد ……
أصدقائي القرّاء ..
هذا كان جزءٌ مما ارتسم في مخيّلتي .. و أردتُ أن أنقله لكم لأنني أعرف أنكم تعشقون هذه السلسلة الرائعة مثلي تماماً .. و من يدري .. قد يكون هذا حصل فعلاً وراء كواليس هذه السلسلة ….. و اعذروني إن كنت قد قصّرتُ في كتابتها بالشكل المثالي ..
و أرجو ان أسمع رأيكم في هذه القصّة … و ما هو أكثر شيء شدّ انتباهكم و استحوذ على إعجابكم …. لأن رأيكم يهمّني كثيراً يا أعزّائي ….
صديقكم : ليون كينيدي
آسفٌ على التأخير .. ولكني تلقّيتُ بعد اصدار الجزء الثاني من القصّة عدداً من الرسائل …. و جميعها يطالبني أصحابها فيها بزيادة العنصر العاطفي في الجزء الثالث .. و بالطبع فإني لا أستطيع ان أرفض لهم طلباً .. و لكن نتيجة ً لذلك فقد أصبح الجزء الثالث طويلاً نوعاً ما … أرجو ألاّ يضايقكم هذا .. و لكن من تابع هذه القصّة و قرأها باهتمام فسوف لن يمل من طولها أبداً بل على العكس … و قبل ان تقرأوا هذا الجزء ألتمس منكم العذر إن كنت قد بالغتُ في بعض المواقف … لكني مؤمنٌ بأن هذه المبالغة ستنال رضاكم بإذن الله ..
و لا تنسوا أن كل ما ستقرأونه هو من نسج الخيال … ( و أنصحكم أثناء قراءتكم لهذا الجزء بأن تستمعوا إلى موسيقى هادئة رومنسيّة .. و ذلك لتشعروا بكامل المتعة )
لقد رأينا معاً أحداث الجزأين الأول و الثاني ممّا حدث وراء كواليس ريزدنت إيفل … و ها نحن الآن
بصدد كشف الجزء الثالث و الأخير من هذه القصّة .. التي أتمنّى أن تنال إعجابكم …
الجزء الثالث :
ما الذي حدث لليون كينيدي ؟؟ و ماذا فعل كريس و كلير حيال ذلك ؟؟ و ما الذي حدث وسط ريزدنت إيفل كود فيرونيكا من أحداث و لم نره نحن ؟؟
بعد خروج الوحش و توجّهه للمنطقة التي توجّه إليها ليون …
أتت سيارةٌ مسرعة ٌ باتجاه كريس .. و خرج منها باري مسرعاً … و هو ينادي كريس ..
كريس : باري !! جميلٌ أن أراك ثانية ً .. هل لحقت بذلك الشخص ؟
باري ( و هو يلهث ) : دعك من هذا .. هناك ما هو أهمّ ..
كريس : ما الأمر ؟
باري : المدينة .. المدينة المجاورة .. لقد بدأ الفيروس بالإنتشار فيها .. علينا ان نحذ ّرالسكان قبل أن تتكرّر الكارثة…
كريس : و ماذا تنتظر .. هيا بنا …
و عندما همّ كريس بالنهوض مع باري .. أمسكت كلير ذراعه بكلتا يديها و قالت …
كلير : كريس .. أرجوك .. علينا مساعدة ليون … أرجوك …
كريس : كلير… أفهم شعوركِ .. و لكني لن أضحّي بمدينةٍ بأكملها من أجل إنقاذ رجلٍ واحدلا نعلم إن كان الوحش لحق به أم لا…
كلير( معاتبة ً أخاها ) : كريس .. إذا كان ليون في نظرك مجرّد رجلٍ عاديّ .. فهو بالنسبة لي … ( و لم تكمل كلير كلامها .. لقد خنقتها العبرات ) .
و تلقّى باري اتصالاً عن طريق جهاز اللاسلكي من أحد الاصدقاء ..
المتـّصل : باري .. أسرعوا .. إن الفيروس ينتشر بشكلٍ مخيف .
باري : سنأتي حالاً .
هيا بنا يا كريس .. يجب أن نسرع ..!!
كريس : هيا بنا .. هيا بنا يا كليـــ ….! كلير ؟ …أين ذهبتِ ؟ .. كلير … كليـــــر ...
يا إلهي لقد جُنّت .. لا بدّ من اللحاق بها .
باري : هل تعرف أين ذهبت ؟
كريس : بالتأكيد .. هيا يا باري .. إلى السيّارة .. لنلحق بها ..
و في الطريق شرح كريس لباري قصّة ليون و كلير ..
باري ( و هو يقود السيّارة ) : ممممم .. كم أتمنّى ان أرى ذلك الشابّ … ليون كينيدي ..مممم .. لابدّ أنّه شابٌ وسيمٌ جداً … فليس من السهل أن تقع كلير في شباك غرامه بهذا الشكل الجنوني .. لابدّ أنّها تحبّه كثيراً … هاهاهاها ..
كريس ( غاضباً ) : باري .. كفاك سخافة .. ليس هناك ما يثير الضحك .
باري : أوووه ..معذرة ً … آسف .
و انطلق الاثنان إلى الجهة الجنوبيّة ليجدوا كلير تركض بكلّ قوتها في ذلك الطريق ..
باري : كريس .. أوقفها .. هذه المنطقة مليئة ٌ بالوحوش ..!!
كريس ( و هو في السيّارة ) : كلير .. أرجوكِ تعقـّــلي .. هذا جنون … ألا تعرفين أن هذا المكان خطرٌ جداً ؟
كلير : هذا لا يهمّني … يجب أن أنقذ ليون .
كريس : آسفٌ يا عزيزتي ، و لكن من واجبي أن أحميكِ …
و نزل كريس من السيّارة و أوقف كلير رغماً عنها و بالقوّة…
كريس : هل جننتِ ؟ اهدأي… لا تقلقي .. سيكون ليون بخير ..
توقّفت كلير .. و نظرت إلى الأفق و كأنها تدعو لليون بأن يعود سالماً … و ركبت كلير في السيّارة ..
و في السيّارة …
باري : أهذا معقول ؟ فتاةٌ تبحث عن أخيها و عندما تجده تتركه بملء إرادتها …
كريس : إنها مغرمة ٌ به على ما يبدو … ربّما ليست وسامته كما تقول هي سبب حبّ كلير له .. لابدّ أنهما كانا يحبّان بعضهما حبّاً صادقاً ، أنا أعرف شقيقتي جيّداً .. فهي من النوع الهادئ المتعقــّل .. و لكن بمجرّد أن يُذكر اسم ليون كينيدي أمامها تنسى الدنيا و ما فيها ، باري .. من الصعب على المرء ان يفارق أخاه .. و لكن من المستحيل أن يقوى المرء على فراق حبيبه .
باري : أجل .. هو كذلك .
في الحقيقة .. على الرغم من أنّ كلير كانت معهما في السيّارة إلاّ أنها لم تسمع كلمة ً واحدة ً من الحديث الذي دار بين كريس و باري .. لقد كانت في عالمٍ آخر .. كانت تفكّر في همّها الوحيد .. و هو سلامة حبيبها .
حسناً قبل أن أكمل لكم هذه القصّة سأسألكم سؤالاً :
" هل فعلاً أن الزمن كفيلٌ بأن يجعلنا ننسى كل شيء ؟ و هل الحبّ الأوّل يبقى إلى الأبد ؟؟ هل هو الأقوى فعلاً؟ "
سنتكتشف الجواب في تتمّة هذه القصّة فلنواصل …
مرّ حوالي ستـّة أشهر على هذه الحادثة .. و عادت المياه إلى مجاريها ..
و في ذلك اليوم .. رنّ جرس الهاتف في منزل عائلة ريدفيلد …
كلير : نعم .. منزل ريدفيلد ..
المتحدّثة : مرحباً … هل أنتِ كلير شقيقة كريس ؟
كلير : نعم .
المتحدّثة : عذراً.. ولكن كريس .. لم يحضر منذ يومين ..
كلير : كيف ذلك ؟ كريس في مهمّةٍ رسميّة ..!!
و لكن المتحدّثة أقفلت الهاتف ..
بدأت كلير تقلق على أخيها .. بحثت و سألت عنه في كلّ مكان و لكنها لم تجد له أيّ أثر …
فقرّرت الذهاب إلى أوروبا للبحث عنه ..
.. لقد كان كريس في مهمّةٍ سريّة في مدينةٍ أخرى ؛ و ذلك لمتابعة شركة أمبريلا التي بدأت بنقل مقرّاتها و أسلحتها إلى أوروبا ( يا لسوء الحظ ) ..
و هنا بدأت أحداث ريزدنت إيفل كود فيرونيكا .. نعرف أن شركة أمبريلا قامت باحتجاز كلير في سجونها ،
و نعرف جميعاً أن كريس تلقّى اتصالاً من شخصٍ مجهول الهويّة أبلغه بأنّ شقيقته كلير محتجزة ..
لقد كان ذلك الشخص هو….
ليون كينيدي … و لكن ….
كيف عرف بأن كلير محتجزة ؟ لا أحد يعلم ..
بعد انتهاء ذلك الاتصال قال ليون لنفسه : " كلير .. لن أترككِ مهما كلّـف الأمر .. "
و انطلق ليون لمساعدةِ كريس في إنقاذ كلير .. حيث أن ليون كان في مكانٍ بعيدٍ .
استمرّت أحداث كود فيرونيكا المعروفة .. و تمّ إنقاذ كلير من السجن و التقت كلير بكريس ..ثم التقت ب " ستيف بورنسايد ".. الشابّ الوسيم الشجاع …
هذا الشاب حادّ الطباع .. و لا يستطيع أيٌّ منا أن ينكر ما كان يتصف به من صفاتٍ جيّدة .. ولكنه للأسف ..كان مغروراً و أنانياً ..لذلك فإنّ كلير لم تكن تراه في البداية سوى شخصٍ مغرورٍ لا يفكّر إلاّ بنفسه ..
و لكن من يصدّق ….
لقد أُعجب ستيف بكلير .. و نعرف جميعاً كيف بدأت تصرّفاته تتغير تجاه كلير .. وكيف تغيّرت نظرة كلير له إلى الافضل .. كان هذا مجرّد إعجابٍ فقط .. ثمّ تطوّر إلى حبّ ..
و بعد ذلك بثلاثة أيّام .. وصل ليون كينيدي إلى تلك المنطقة .. و ظلّ يبحث عن كلير و لكنه لم يعثر عليها ، لأنها هربت من السجن منذ ثلاثة أيام ..
و دخل ليون إلى القصر ( القصر الذي دارت فيه أحداث كودفيرونيكا ).. وبالطبع استقبله عددٌ من وحوش الزومبي و الهنتر بحرارة .. لذلك شكرهم ليون على هذا الإستقبال بطريقته الخاصّة …
و عندما وصل ليون إلى إحدى الغرف ( طبعاً غرفة آمنة ) .. سمع صوتاً ..
اقتحم ليون هذه الغرفة شاهراً سلاحه باتجاه مصدر الصّوت … و كان الشخص الموجود في الغرفة قد وجّه مسدّسه باتجاه ليون كذلك … إنه كريس ….
كريس : من أنت ؟ و ما الذي جاء بك إلى هنا ؟ تكلم .
ليون : لستُ مضطراً للإجابة على سؤالك ….
كريس ( غاضباً ) : أجبني يا هذا وإلاّ …
ليون : أهاااه … أنت أحد أعضاء فريق " ستارز " .. أليس كذلك ؟
كريس : ماذا ؟ .. و لكن ..
ليون : أعتقد أنك كريس .. كريس ريدفيلد ؟ هل أنا مخطئ ؟
كريس ( مندهشاً ) : لا لستَ مخطئاً .. لقد أصبت .. و لكن كيف عرفتني ؟
ليون : الزيّ الذي ترتديه كشف لي عن هويّتك .
كريس : عذراً .. و لكني لم أركَ من قبل ..
ليون : معذرة ً .. أنا ليون كينيدي .. أحد أعضاء شرطة ال R.P.D ، سررتُ بمعرفتك .
كريس : غير معقول !! .. إذن أنت ليون كينيدي .. جيدٌ أنك بخير .
ليون : ماذا تعني بقولك هذا ؟
كريس : لا عليك .. لا تهتم .
ليون : حسناً . كيف حال كلير هل أنقذتها ؟
كريس : نعم .
ليون بلهفةٍ و شوق و على وجهه ابتسامة الفرح : هذا رائع .. حسناً أين هي الآن أريد ان أراها .
و بالفعل ما طلبه ليون أُجيب على الفور ..
لقد سمع صوت ضحك كلير مصحوباً بضحكةٍ أخرى …
و ظهرت كلير أخيراً .. ولكن ليس كما كان يريد ليون أبداً .. لقد ظهرت و هي تضحك مع ستيف ..
وقفت كلير لشدّة دهشتها ، فلم تتوقّع أبداً أن ترى ليون بعد كلّ هذه الفترة الطويلة ( حوالي 6 أشهر ) ..
و لم يتحرّك ليون من مكانه لشدّة دهشته هو الآخر .. عندها قال ستيف : " هيا يا كلير .. هيا بنا نواصل حديثنا في مكانٍ آخر " ..
و ذهبت كلير معه ..
لم يصدّق صديقنا ما رآه .. و لكنه لم يسئ الظن بكلير .. و قال في نفسه : " يجب أن أكلّمها "
و بعد ذلك بعدّة ساعات .. و بينما كانت كلير تمشي بين ردهات القصر .. خرج لها ليون ..
كلير : لقد أفزعتني .
ليون بلهجةٍ جادّة : من هو ذلك الشابّ الذي كنت تضحكين برفقته ؟
كلير : إنه ستيف .. صديقي ..
ليون ( و وجهه مكفهرّ ) : صديقكِ ؟
كلير ( و هي تنظر إلى ليون بسخرية و تخاطبه بلهجةٍ حادّة ) : أجل .. صديقي .. هل لديك مانع ؟ و لماذا تسأل … هل أنت معنيٌّ بأمري ؟
ليون : كلير .. ما هذا الذي تقولينه ؟ أنا ….
لم يكمل ليون المسكين حديثه لأنّ كلير تركته و ذهبت متجاهلة ًوجوده تماماً .
ليون المسكين لم يفهم شيئاً .. لم يجد مبرّراً لتصرّف كلير ..
وخرج إلى فناء القصر .. لقد أراد أن يختلي بنفسه ليواسي همومه و أحزانه ..
و ظلّ ليون يحدّث نفسه قائلاً ..
" لماذا ؟ .. لماذا يا كلير كلّ هذا الجفاء ؟ .. ما الذي فعلته لكي تعامليني بهذا الشكل ؟ .. لقد أتيت إلى هنا قاطعاً تلك المسافة الطويلة و كلـّي أملٌ في أن أمتـّع عينيّ بالنظر إلى محيّاكِ الجميل …لقد دفعني الشوق إلى هنا متجاوزاً هذه الصّعاب لأفوز بنظرةٍ من عينيكِ الجميلتين ..لأسمعَ صوتكِ الرقيق .. و أرى ابتسامتكِ التي تملأ قلبي فرحاً و تزيد من تعلـّــقي بكِ .. هل نسيتِ الحبّ الذي بيننا ؟ .. هل نسيتِ حبّنا ؟ .. لماذا تريدين أن تدفني ذلك الحبّ الصادق البريء في مهده ؟ هل لأنني لم أصارحكِ بحبي لكِ ؟ أنتِ تعلمين أنّ كلّ نبضةٍ من نبضاتِ قلبي تنطقُ باسمكِ ... فلماذا يا كليركل هذا ؟ " … و فجأة ً ….
كريس : آسف يا ليون لأنّي قطعتُ حبل أفكارك .. فيمَ كنت تفكّر ؟
ليون : لا شيء .
كريس : أهي كلير مجدّداً ؟
ليون ( و هو يمسك رأسه بيده و يتحدّث بلهجة الحائر ) : لم أفهم يا كريس ..لم أفهم .. لم أجد تفسيراً مقنعاً لما تفعله كلير معي ..
كريس : ليون .. أنت شابّ ، و لا زلت في بداية حياتك .. لماذا تعذب نفسك بهذه الطريقة ؟
ليون : ماذا تعني بكلامك هذا ؟
كريس : لا أعرف كيف أقولها لك .. و لكن …. كلير …. يبدو أنها تحب ستيف .
تخيّلوا كيف نزل هذا الخبر على ليون المسكين …
لقد نزل هذا الخبر على بطلنا كالصّاعقة ..
لم يتحمّل صديقنا هذه الصّدمة .. فخرج من القصر و هو يركض …
لقد جُنّ جنون ليون و خرج و هو في حالةٍ يرثى لها ..
كان كلّما واجه أحد الوحوش في طريقه فإنه يقتله بقمّة الوحشيّة .. لقد كان يقتله بقوّة ألفٍ من وحوش النمسيس و التايرنت مجتمعين …
و قد كان يرى في كلّ وحشٍ يقتله صورة غريمه في حبّ حبيبته كلير .. يرى صورة ستيف ..
كان يقتل الوحوش بكلّ شراسةٍ و عنف .. إن قلبه مليءٌ بالحزن و الأسى .. لقد تحطّم تماماً ..
ثمّ جثا ليون على ركبتيه .. و صرخ بأعلى صوته صرخة مدوّيه قائلاً في يأس :
" كليييييييييييير ………. لماذا يا كلير …… لماذا تخلّيتِ عنّي … لماذا حطّمتِني ……. لماذا … لماذا "
( مسكين .. لقد كانت صدمة ً قوية ً جداً بالنسبة له ) .
مرّت عدّة أيام على هذا الحدث المحزن …
فمنذ أن خرج ليون من القصر .. لم يعلم أحدٌ ما الذي حلّ به …
و تستمرّ أحداث ريزدنت إيفل كود فيرونيكا …
و اجتمع كل من كلير و كريس و ستيف للتباحث في أمر خروجهم نهائياً من هذا المكان
و أثناء الحديث …… شهقت كلير ، و بدأت تزداد سرعة تنفسها و كذلك خفقات قلبها ..
ستيف : كلير .. ما الذي حدث ؟
كلير ( و هي تضع يدها على قلبها ) : لا أعلم … أشعر بشيءٍ غريب .
كريس : ممممممم … بماذا تشعرين ؟
كلير : ليون .. أحسّ أن ليون في خطر.. إنه يواجه مشكلةً كبيرةً جداً ..
كريس : كلير … لا تكوني سخيفة .. هذه فقط مجرّد أوهام …
كلير : لا لا .. أنا متأكّدةٌ مما أشعر به الآن … إنه في خطرٍ كبير .
ستيف ( يقولها بسخريةٍ شديدة ) : هه … ليون كينيدي .. شابٌّ سخيف .. لابدّ أنه مات بمجرّد مغادرته لهذا القصر.
لم يكد ستيف يكمل هذه العبارة حتى تلقــّـى تلك الصفعة من كلير …
نظر ستيف إلى كلير .. فوجد عينيها مليئتين بالدموع .. و قالت له بصوتها الحزين :
" اخرس .. إيّاك أن تقول هذا ثانية ً ….ليون لم يمت و أنا واثقة ٌ من هذا " …
( لقد كانت صفعة ً قوية ً جداً .. لدرجة أن وجه ستيف احمرّ من شدّة الصفعة ) ..
عندها تأكّد كريس أنّ شقيقته لازالت تحبّ ليون كينيدي …
أما ستيف فكان يحدّث نفسه في غضبٍ قائلاً :
" غير معقول !! .. اللعنة .. ألا زالت تحبّ ذلك الشخص ؟ … لقد اعتقدتُ أنها نسيته تماماً !! "
حسناً .. في تلك الأثناء ماذا كان يحدث لليون كينيدي ؟ لنتابع سوياً ..
بعد أن خرج ليون كينيدي من القصر قرّر العودة إلى المدينة التي كان يعيش فيها .. وذلك ليتمكّن من التغلب على هذه الصدمة العاطفيّة ..
و بينما هو في طريقه للخروج من المدينة التي حدثت فيها أحداث كود فيرونيكا .. هل تعرفون ما الذي حصل ؟؟؟
لقد واجه ليون ذلك الخطر الذي أحسّت به كلير .. نعم … إنه …
إنه ذلك المسخ المرعب .. لقد ظهر ثانية ً .. و لكن هذه المرّة أمام بطلنا وجهاً لوجه … وقد ازداد ضخامةً و و قوّة عن ذي قبل…..
إن الوحش أمامك يا ليون فماذا أنت فاعل و أنت لا تملك سوى هذه البندقيّة بذخيرتها المحدودة … !!
بدأ الوحش بمهاجمة ليون .. و لم يجد ليون طريقاً سوى الهرب من ضربات ذلك المسخ ..
و لكن الحال لم يستمرّ هكذا طويلاً .. بل هاجمه ليون ببندقيته حتى فرغت ذخيرتها ..
و أصبح ليون أعزلاً تماماً .. و نتيجة ً لذلك فقد أصيب ليون إصابة ً بالغة ً في ذراعه اليسرى ..
و لكنه لم يستسلم أبداً ..
فبينما كان ليون يواجه هذا المسخ كان يسمع صوتاً من داخله .. و كأن قلبه يحدّثه .. كان يسمع صوت حبيبته كليرو هي تحدّثه في تلك اللحظات العصيبة …
و على الرغم من تلك المسافة البعيدة التي تفصل بينهما .. وعلى الرغم من أنهما لا يريان بعضهما … إلاّ أنّ
الحبّ جعل من خواطرهما متواصلة ً بقوّة ( انظروا لهذا التواصل الذهني العجيب .. فعلاً الحبّ أقوى من كلّ شيء) …
كان يسمع ليون صوت كلير في قلبه و هي تقول له :
" ليون .. أنا أحبّـك .. أرجوك لا تمت .. أنا لا أقوى على فراقك … "
عندها قرّر ليون مواجهة هذا المسخ دون خوف .. فحبيبته كلير معه في قلبه و روحه أينما ذهب ..
و بعد معركةٍ عنيفة ٍ و دامية بين العاشق الجريح .. و المسخ المخيف .. سقط ليون على الأرض …
و عندها كان الوحش مستعداً للقضاء عليه ..
في تلك اللحظة تذكّر ليون كلير .. و تذكّر أوّل لقاءٍ بينهما .. و تلك اللحظات الجميلة .. فرفع رأسه و صرخ قائلاً :
" لاااااااااااااااااااا … حتى الموت لن يفرّق بيننا يا كلير .."
و التقط ليون فأساً كانت قريبة ً منه ، و ضرب جمجمة المسخ بكل ما تبقى لديه من قوّة …
فسقط المسخ غريقاً في دمائه بعد أن انقسم رأسه إلى نصفين …
و قرّر ليون العودة إلى القصر ..إذ لم يقوَ هو الآخر على فراق كلير …
و بعد عدّة ساعات .. و في إحدى غرف القصر …
كانت كلير مع أخيها كريس .. عندما سمع الاثنان صوت ستيف من الغرفة المجاورة و هو يقول :
" إيّاك ان تتحرّك .. و إلاّ زيّـنتُ رأسك برصاصة … "
و عندما ذهبا ليريا ما حدث … فوجئا بما رأياه …
ستيف يوجّه مسدّسه نحو رأس ليون ..
ستيف : " لماذا عدت إلى هنا ؟ هيا ارحل من هنا .. بسرعة "
ليون : لن أرحل قبل أن أنال مرادي .
ستيف : و ماذا تريد أيها التعيس ؟؟
صمت ليون و لم يتكلّم ..
ستيف : يبدو أنك لا تريد أن تتحدّث .. حسناً سأجبرك على هذا ..
و عندما همّ ستيف بإطلاق النار .. رمى مسدسه جانباً و قال بكل برود : " لا ااا .. أريد أن أتمتع بضربك بيديّ هاتين … هيا يا ليون .. واجهني " .
ليون : لن أفعل يا ستيف … لا أريد إيذاءك ..
ستيف ( ساخراً ) : أوووووه .. و هل تستطيع إيذائي حقاً ؟ … إذان أرني أيها البطل ماذا ستفعل ..
و انقضّ ستيف على ليون بلكمة قوية .. فأصاب ليون الذي تراجع إلى الخلف عدة خطوات من شدّة اللكمة ……. و لكنه تمسّك بأحد الكراسي الموجودة في الغرفة .. و ظل ّ واقفاً …… ثم انقض ستيف عليه مرّةً أخرى باللكمة الثانية و الثالثة حتى سقط ليون أرضاً ،
قال كريس : ستيف .. توقّف عن هذا .. هل جننت ؟ .. ألا ترى أنه جسده مليء بالجراح ؟
ستيف : كريس .. لاتتدخل فيما لايعنيك .. هذا الأمر يخصّني وحدي …
ثم اقترب ستيف من ليون ، و أمسك بخناقه و قال له : " أعلم ما الذي تريده .. و لكن لا تحلم بأن يتحقق لك ذلك
… و لكني سأحقق لك أمنيتك الأخيرة .. ها هي كلير تقف هناك .. انظر إليها للمرّة الأخيرة أيّها البائس " ..
و نظر ليون إلى كلير التي كانت تضع يديها على وجنتيها و تقول و تصيح قائلة ً : " كفى يا ستيف .. أرجوك .."
عندها .. اشتعلت نار غضب ليون .. و بدأ الشرر يتطاير من عينيه .. ( فليس من السهل على المرء أن يُضرَب أمام حبيبته ) وقال ستيف : " حسنا ً .. ودّع العالم يا ليون كينيدي " .. و عندما همّ ستيف بضرب ليون الضربة الاخيرة (القاضية) .. أمسك ليون بقبضة ستيف .. و دفعه بقوّة … فاصطدم ستيف بالحائط ..
ثم نهض ليون كينيدي واقفاً على قدميه و كأنّ شيئاً لم يكن ..
لم يتوقّع أحدٌ أن ليون سينهض بعد كل هذا .. من يصدّق .. !!
لقد أثار النظر إلى كلير حماس ليون من جديد .. و مما زاد من غضبه هو ما قاله ستيف و ما فعله معه ..
ثمّ أخرج ستيف سكيناً من جيبه .. و هجم بها على ليون محاولاً التخلّص منه ( يا إلهي .. ما هذا التهوّر ) .. لكن ليون أفلت منها ، ثم أمسك ذراع ستيف .. وقام بليّها حتّى ترك ستيف تلك السكين من شدّة الألم .. ثم دفعه ليون إلى زاوية الغرفة .. و أطاح به ضرباً .. و ظلّ يضربه و يضربه .. ، أما ستيف فلم يعد قادراً على الصمود أمام سيل اللكمات و الضربات العنيفة التي يكيلها له ليون ..
عندها .. اضطرّ كريس للتّدخل وأمسك ليون …
كريس : توقّف يا ليون ستقتله .. توقـّف .. أرجوك ..
ليون : دعني يا كريس .. أريد ان أعلّم هذا المعتوه كيف يحترم الآخرين و يقدّر مشاعرهم .
كريس : لا بأس لا بأس .. سآخذ ستيف إلى مكانٍ آخر حتى تهدأ …
ستيف و هو يتـّـكئ على كتف كريس : سنتواجه ثانية ً يا ليون .. قريباً جداً .. و ستندم على ما فعلته ..
و خرج ستيف من الغرفة بصحبة كريس .. وبقي ليون و كلير ..
نظر ليون إلى كلير …و ارتسمت ابتسامة ٌ على وجهه المرهق .. و جسده المليء بالجراح … و قال :
" كلير .. وأخيراً .. " ثمّ سقط ليون على الأرض مغشيّاً عليه من شدّة التعب و الإرهاق ..
قامت كلير نحوه و هي تصرخ : " ليون .. ما بك ؟ أرجوك أجبني .. ليون .. "
و لكنه لم يردّ عليها .. لقد فقد وعيه متأثراً بجراحه .. لقد كانت كل منطقةٍ في جسمه تنزف بالدماء .. فمعركته مع المسخ كانت دامية ً و مفزعة ً حقاً ..
و الذي زاد الأمر سوءاً هو معركته الأخيرة مع ستيف …
و بعد ان نُقِـل ليون إلى غرفةٍ آمنة … و بعد أن ضمّدت كلير جراحه ….
كريس : أرجوكِ اهدأي يا كلير .. لا داعي لكل هذا القلق …
كلير : لا أستطيع يا كريس .. لا أستطيع ..
كريس : و ماذا ستفعلين ؟
كلير : سأبقى هنا .. سأسهر على راحته حتى يستعيد عافيته ..
كريس : فهمت .. كما تشائين يا أختاه .
خرج كريس من الغرفة و هو يسأل نفسه : " شيءٌ لا يُصَدّق ..!! من أين جاء ليون بكل تلك القوّة ؟؟؟ … كيف تمكّن من ضرب ستيف و هو بحالته تلك … ؟؟؟ " ...
و ظلّت كلير ساهرة ً على راحة ليون .. لتعتني به ..
أما كريس فقد كان يأتي بين الفينة و الفينة ليطمئنّ عليهما …
و في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل بدأت كلير تشعر بالنعاس .. حاولت المقاومة و لكن النوم غلبها .. فوضعت رأسها على صدر حبيبها ليون و غطـّت في نومٍ عميق .
و في السّحر ( آخر الليل و بداية النهار ) فتح ستيف باب الغرفة .. واختلس نظرة ً إلى ليون و كلير .. فوجدهما نائمين بكل هدوء ..
عندئذٍ قال ستيف في نفسه غاضباً : " سُحقاً .. اللعنة عليك يا ليون .. لازلتُ أحسّ بتلك اللكمات القويّة التي تلقــّـيتها منك .. إذن فأنتِ مغرمة ٌ به يا كلير .. " .
و بعد ذلك ..استيقظ ليون .. فوجد كلير نائمة ً إلى جانبه ..
فقال ليون في نفسه : " كم أنتِ عظيمة ٌ يا كلير … لقد تساءلتُ عن سبب نومي بكل هدوء في مثل هذا المكان المرعب .. لقد تعجّبتُ من سبب شعوري بالحنان .. و هاقد عرفتُ الجواب الآن .. شكراً لكِ " .
و في الصباح استيقظ كريس على صوت شقيقته … و هي تسأله :
" كريس أين ليون ؟ .. ليس في فراشه ؟ "
كريس : أووه .. أجل .. لقد قال لي صباح اليوم بأنه سيذهب للبحث عن مخرجٍ لنا من هذه المنطقة ..
كلير : و لماذا لم تمنعه ؟
كريس : لم أتمكن من ذلك .. لقد كان مصرّاً على الذهاب.. لا عليكِ أنا واثقٌ بأنه سيجد مخرجاً لنا .. اطمئنّي .
كلير : حسناً .. أرجو ذلك .
و تستمرّ أحداث كود فيرونيكا .. و نعرف جميعاً كيف كانت نهايتها المأساويّة عندما صارح ستيف كلير بحبه لها
ثم مات … و ذرفت كلير الدموع من أجله ..
و بعد موت ستيف عاد ليون مرّةً أخرى …
ليون ( فرحاً ) : كريس .. كريس .. لقد وجدتُ مخرجاً من هذا المكان .. هيا بنا .. لنغادر هذا المكان على الفور ..
هيا بنا ..
ظلّ كريس صامتاً و لم يجب على ليون ..
ليون : ما الأمر يا كريس ؟ هل حدث لكلير مكروه ؟؟
كريس : لا إنها بخير ..
ليون : إذن ما الأمر ؟ لقد بدأتَ تقلقني فعلاً ..
كريس : ستيف ..
ليون : ما به ستيف ؟
كريس : قبل قليل …… توفــّي …
فتح ليون عينيه واسعاً من شدّة وطء الخبر عليه …
لم يعرف ما الذي يشعر به .. أيشعر بالفرح لأنه لم يعد هناك من ينازعه على كلير ..
أم أنه يشعر بالحزن و الأسى على فقدان شخصٍ شجاعٍ مثل ستيف قلّما تجد شخصاً بشجاعته هذه الأيام …
ليون ( بنبرةٍ حزينة ) : وما حال كلير الآن ؟
كريس : لازالت تبكي … حاولت تهدئتها و مواساتها و لكن دون جدوى ..
ليون : وأين هي الآن ؟
كريس : في الغرفة المجاورة ..
ذهب ليون إلى كلير .. و دخل الغرفة .. و عندما دخل .. نظرت إليه كلير و هي تبكي ..
كلير : ليون .. ستيف …..
ليون : لا تكملي يا كلير .. علمتُ بالأمر من كريس ..
ازداد بكاء كلير … ثم ركضت .. و ارتمت في أحضان ليون …فضمّها ليون إلى صدره و قال :
" كلير .. كم أنا حزينٌ على موتِ ستيف .. و أعلم أنّ قلبكِ يتفطّر حزناً عليه ..
كم من عزيزٍ فقدناه … و كم من أمّ فارقت فلذة كبدها .. و كم من أطفالٍ أبرياء تشرّدوا في الأيام القليلة الماضية ..
كلير .. الحياة لن تتوقّف أبداً بموتِ ستيف … على الرغم من أن ستيف مات .. إلاّ أن ذكراه ستبقى معنا إلى الأبد … و أعدكِ يا كلير بأنني سوف أنتقم لكِ من شركةِ أمبريلا ….. لن ننسى أبداً ما فعلوه بستيف … " ..
ثم رفع ليون رأس كلير و نظر إلى عينيها … و قال لها و هو يمسح دموعها بيديه :
" حسناً يا كلير .. فلننسى الآلام …. لا أريد أن أرى دموعكِ الغالية تنهمر مرّة ً أخرى من عينيكِ .. إنها تعكّر صفاء وجهكِ الجميل …. هيا .. أرني ابتسامتكِ الجميلة الآن .. هيا " ..
فابتسمت كلير … ابتسامة ً جميلة ً تعبّر عن صدقِ مشاعرها تجاه ليون و عما تحمله له في قلبها من الحبّ الكبير ..
كانت تلك الابتسامة بداية صفحة ٍ جديدة في حياةِ كل من ليون وكلير ..
ليون : " نعم .. هكذا أريدكِ دائماً .. هذه هي كلير ريدفيلد التي أحبّها … إيّاكِ أن تتخلـّي عن ابتسامتكِ الجميلة مهما حدث " .
و ارتمت كلير في أحضان ليون ليحيطها بحنانه و دفئه الذي يشعرها بالحبّ و الأمان ..
ثم غادر ليون و كلير و كريس هذه المنطقة وكلّهم أملٌ في القضاء على شركة أمبريلا ..
و إلى الأبد ……
أصدقائي القرّاء ..
هذا كان جزءٌ مما ارتسم في مخيّلتي .. و أردتُ أن أنقله لكم لأنني أعرف أنكم تعشقون هذه السلسلة الرائعة مثلي تماماً .. و من يدري .. قد يكون هذا حصل فعلاً وراء كواليس هذه السلسلة ….. و اعذروني إن كنت قد قصّرتُ في كتابتها بالشكل المثالي ..
و أرجو ان أسمع رأيكم في هذه القصّة … و ما هو أكثر شيء شدّ انتباهكم و استحوذ على إعجابكم …. لأن رأيكم يهمّني كثيراً يا أعزّائي ….
صديقكم : ليون كينيدي