المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عالم المرأة المحبة في الله والاعجاب



Amarant
22-11-2004, 01:17 AM
المقدمة


يروى أن داود عليه السلام كان يدعوا فيقول( اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد).


إن المحبة لا تقع إلا في القلب، فإذا تعلقت به فإنه من الصعب على صاحبه أن يزيل هذا التعلق إلا برحمة من الله تعالى.


فالقلب يحب والقلب يعشق ولكن شتان ما بين الكلمتين فالأولى: إذا كانت لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولمن يحبه الله ورسوله.


والثانية: فإنها تكون لخلق الله تعالى وتبارك تكون لابن آدم الضعيف، ضعيف أمام الله تعالى ومن كان هذا حاله فلا يجدي له منا إلا العزاء تلو العزاء.


قال تعالى( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله).





تعريـــف الحـــب فـــي اللـــه


الحب هو الوداد والمحبة. والبغض: نقيضه. وفي المصباح: الحب اسم مصدر حابب من باب قاتل.


والحب في الله يكون التزام المحب منهج الله. والمحبة في الله عنوان التوفيق في الدنيا ورضوان الله في الآخرة.


مراتب المحبة: قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:


أولها: العلاقة، وسميت علاقة لتعلق القلب بالمحبوب.


الثانية: الإرادة، وهو ميل القلب إلى محبوبة وطلبة له.


الثالثة: الصبابة، وهي انصباب القلب إليه بحيث لا يملكه صاحبه.


الرابعة: الغرام، وهو الحب الملازم للقلب الذي لا يفارقه.


الخامسة: الوداد، وهو صفو المحبة وخالصها وليها وهو من أسماء الله وفيه قولان:


1 ـ أنه الموجود قال البخاري رحمه الله( الودود هو الحبيب).


2 ـ أنه الواد لعباده أي المحب لهم، وقرنه باسمه ( الغفور) إعلاماً بأنه يغفر الذنب.


السادسة: الشغف، أي وصل حبه إلى شغاف قلبه كما قال النسوة عن امرأة العزيز(فشغفها حباً). " يوسف 30 ".


السابعة: العشق وهو الحب المفرط فيه الذي يخاف على صاحبه منه.


الثامنة: التتيم، وهو التعبد والتذلل.


التاسعة: التعبد، وهو فوق التتيم فإن العبد هو الذي قد ملك المحبوب رقة فلم يبق له شيء من نفسه البتة.


العاشرة: مرتبة الخلة، التي انفرد بها الخليلان ـ إبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم. الخلة هي المحبة التي تخللت روح المحب وقلبه حتى لم يبقى فيه موضع لغير المحبوب.





محبـــة اللـــه


المحبة روح الحياة وطعم الوجود ولذة الدنيا وغذاء الروح وبهجة القلب وضياء العين. وقلب لاحب فيه قلب جامد، الحياة جسد والحب روح.


والمحبة إيثار المحبوب على كل مصحوب وتقديمه في أي مرغوب والمحبة امتلاء القلب بأوصاف المحبوب وامتلاء الفؤاد بذكره.


أن المحبة نار في القلب تحرق ما سوى مراد المحبوب فلا يبقى إلا مراده ولا يقوم إلا مطلوبة ولا يمتثل إلا أمره. إنه الشوق الدائم إلى لقاء المحبوب والحياة على أمل الفوز به.


والمحبة روح الإيمان وعنوان الإسلام وسر التوحيد والخلق والأمر والثواب والعقاب إنما تنشأ عن المحبة ولأجلها، وهي الحق الذي به خلقت السماوات والأرض وهي الحق الذي تضمنه الأمر ولنهي. يقول ابن القيم رحمه الله عن المحبة ( وهي سر التأليه وتوحيدها هو شهادة أن لا إله إلا الله).


كتاب(الله أهل الثناء والمجد). د/ ناصر بن مسفر الزهراني.





الحـــب الحقيقـــي


كن من أولياء الله وأحبائه لتسعد، إن من أسعد السعداء ذاك الذي جعل هدفه الأسمى وغايته المنشودة حب الله عز وجل وما ألطف قوله تعالى( يحبهم ويحبونه).


أن رجلاً من الصحابة أحب ( قل هو الله أحد) فكان يرددها في كل ركعة ويتوله بذكرها ويعيدها على لسانه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (حبك إياها أدخلك الجنة).


مات مجنون ليلى قتله حب امرأة،وقارون حب المال وفرعون حب منصب وقتل حمزة وجعفر وحنظلة حب الله ورسوله.


كتاب لا تحزن للدكتور/ عائض القرني.





الإعجاب والعشق الشيطاني


معنى العشق: هو الإفراط في المحبة تتركز فتنته غالباً على الشكل والصورة وهو غير مقيد بالحب لله تعالى سواء كان المعشوق من الرجال أو النساء ويدعي بعضهم أنها صداقة وهي ليست كذلك لأنها صداقة فاسدة لفساد أساس الحب فيها بعدم انضباطه بضوابط الشرع ولهذا كان بعض السلف يستعيذ بالله من العشق فهو إفراط في الحب من أوله وهو عبوديه للمعشوق في نهايته.

Amarant
22-11-2004, 01:19 AM
مظاهـــر الإعجـــاب


إن من أبرز مظاهر الإعجاب: هو تعلق القلب بالمعشوق فلا يفكر إلا في محبوبة ولا يتكلم إلا فيه ولا يقوم إلا بخدمته.


ولا يحب إلا ما يحب ويكثر مجالسته والحديث معه الأوقات الطويلة من غير فائدة ولا مصلحة. وتبادل الرسائل ووضع الرسومات والكتابات في الدفاتر ويقوم بالدفاع عنه بالكلام وغيره ويغار عليه ويغضب إذا تكلم مع غيره أو جلس معه. ويشاكله في اللباس وفي تسريحة الشعر وهيئة المشي والكلام.


فلو خير بين رضاه ورضا الله لاختار رضا معشوقه على رضا ربه ولقاء معشوقه أحب إليه من لقاء ربه ويقدم مصالح معشوقه وحوائجه على طاعة ربه.


فإن فضل من وقته فضله وكان عنده قليل من الإيمان صرف تلك الفضله في طاعة ربه, وإن قام في الصلاة فلسانه يناجي الله وقلبه يناجي معشوقه ووجه إلى القبلة ووجه قلبه إلى المعشوق. وأصل ذلك كله من خلو القلب من محبة الله تعالى والإخلاص له.





أسبـــاب الإعجـــاب " العشـــق"


1- ضعف الإيمان وخلو القلب من حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فإن العشق يتمكن من القلب الفارغ فيقوم فيه , قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" متفق عليه.


2- فقدان العاطفة والحنان في محيط البيت وخاصة من الأبوين وتفكك الأسرة فيبحث الابن والبنت عمن يجد عنده ما فقده في البيت وخاصة أولئك الذين يعانون نقصاً في المحبة.


3- ضعف الشخصية فلا يستطيع صاحب الشخصية الضعيفة التحكم بعواطفه ومشاعره بل تنجرف مع التيار.


4- عدم وجود القدوة الصالحة التي توجه عواطف الشباب والفتيات إلى ما ينبغي حبه كحب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم والصالحين من الصحابة والعلماء ووجود الرفقة السيئة.


5- الفراغ فإن الوقت إذا لم يشغل بالطاعة أشغل بالمعصية والشخص الفارغ يكثر من التفكير والخواطر فيوسوس الشيطان ويغرس المعصية في قلبه.


6- التقليد الأعمى للغير فقد تكون البداية مجرد تقليد لأصدقاء السوء فهذا له رفيق وعشيق وكل ينافس بما يتعلق به وخاصة بين صفوف طالبات المدارس والكليات لأن البنت عاطفية بطبعها تحب التعلق.


7- المبالغة في المظهر والزينة سواء من الشباب أو الفتيات فيلفت القلوب والأنظار إليه مما يؤدي إلى الإعجاب به.


8- وسائل الإعلام المنحرفة فهي تبث القصص والحكايات عن العشاق والمعجبين وتزين ذلك في عيون الناس وأنه أصبح من ضروريات الحياة.





مخاطـــر الإعجـــاب " العشـــق"


للإعجاب مفاسد دينية ودنيوية ومنها:


1- الاشتغال بذكر المحبوب المخلوق عن حب الله تعالى وذكره فمن المعلوم أنه لا يجتمع مع الله حب غيره, والعاشق لا يجد حلاوة الإيمان التي من شروطها" أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله" وسبب ذلك خلو القلب من محبة الله وطاعته وتعظيمه.


2- العذاب والحسرة والشقاء لتعلق قلبه بمعشوقه وهذه من العقوبة الدنيوية قبل الأخروية. فمن أحب شيئاً غير الله عذب به وفي الآخرة يتبرأ بعضهم من بعض قال تعالى( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) " سورة الزخرف 67".


3- ستر العيوب أو تجاهلها, فحينما تصل المحبة العادية مرحلة التعلق والعلاقات القوية المتأصلة يظهر فيها أثر ستر العيوب وحجبها بصورة عجيبة حتى يصل الوضع أن يواجه كل من يقدم نصيحة لهذا الشخص بالرد العنيف ويضمر حقده في قلبه لكن عندما ينقطع هذا العشق يكون الندم والحزن.


4- أنه يشتغل به عن مصالح دينه ودنياه فمعشوقه هو شغله الشاغل لا يفكر إلا به ولا يعمل إلا له نسي الله فأنساه مصلحة نفسه قال الرسول صلى الله عليه وسلم " من تعلق شيئاً وكل إليه" رواه الإمام أحمد والنسائي.


5- فساد الحواس, وذلك مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب" متفق عليه, فإن القلب إذا فسد فسدت العين والأذن واللسان فيرى القبيح حسناً.


6- أنه قد يؤدي إلى ارتكاب الفواحش كالزنا واللواط والسحاق لأن الفواحش أصلها المحبة لغير الله سواء كان المطلوب المشاهدة أو المباشرة قال تعالى(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء).





عـــلاج الإعجـــاب " العشـــق"


ودواء هذا الداء هو:


أن يعرف المبتلى به توحيد ربه وسننه وآياته أولاً ثم يأتي من العبادات الظاهرة والباطنة بما يشغل قلبه عن دوام التفكير في المعشوق ويكثر اللجأ والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى صرف ذلك عنه وعليه بالإخلاص في ذلك.


ومنها أيضاً أن يبتعد عن معشوقه ومن يحرك كوامن الشهوة فيه بحيث ر يراه ولا يسمع كلامه فالابتعاد عنه أهون بكثير من الاسترسال معه والوقوع في الآثام والمعاصي.


ومن أنفع الأدوية أيضاً: توجيه عاطفة الأبناء والبنات لما هو مفيد وإعطاؤهم الحنان الكافي منذ الصغر ومتابعتهم في الكبر وعدم إهمال تربيتهم ومشاعرهم.


زمنها أيضاً الخوف من سوء العاقبة والتوبة واللجوء إلى الله تعالى.


العشق الشيطاني/ حمود إبراهيم السليم





أنــت مــع مــن أحببــت


اعلمي أختي أنكي مع من أحببتي:


قال ابن مسعود رضي الله عنه: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟( أي لم يعمل من الصالحات كعملهم ويفعل كفعلهم) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" المرء مع من أحب". قال ابن مسعود رضي الله عنه : فوالله إلى لأحب الله ورسوله وأب بكر وعمر.


وشتان بين هذا وهذا الحب وبين العشق والإعجاب.


فهذه رسالة إحدى المعجبات إلى من أحبتها تقول:


" حبك غطى على كل حب صدقيني .. لا حب أحداً سواك.. أنت وحدك نعم وحدك.. لقد ملكت علي كل كياني .. كل فكري .. كل حياتي .. لقد شغلت لبي بالتفكير فيك وحدك دون سواك .. صدقيني .. اعلمي أن قلبي لا ينصرف عن ذكراك صدقيني" فتياتنا والإعجاب – نوال عبدالله ص 33


وأنا أقول : ماذا بقي لله؟ ماذا بقي لله؟


أهان الله عليها إلى هذا الحد.


قال تعالى( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).


وأنتي أيتها الحبيبة من تحبين؟ ومع من تريدين أن تحشري؟








وقفـــــــة


مع طالبات يقولون عن الإعجاب:


إحداهم بمرحلة الثانوية تقول: الإعجاب هو أن يعجب شخص بشخص من أجل صفات معينة.


ورأي فيه: أعتقد أن الإعجاب هو تخلف أو جنون وهو سهم من أسهم إبليس أو إعاقة في خلق الإنسان أو ضعف في خلقه.


وتقول أخرى عن الإعجاب بعد إنهاء المرحلة الثانوية:


هو مطاردة الفتاة لفتاة أخرى وذلك لجمالها أو جسمها أو محاسنها وهو يقع في الغالب في المدارس والكليات والجامعات وهو تسلية أو قضاء وقت فراغ بل بدل ما أهدر عاطفتي في حب شاب ثم يفضحني أقضي هذه العاطفة مع فتاة أخرى من جنسي ويصبح حالي وحالها واحد.


وهذا رأي طالبة بالكلية تقول عن الإعجاب:


هي محبة تقتلع القلب ليست هي محبة الله إنما هي محبة معشوقة أو حبيبة وقالت هي ليس لها أساس حيث إذ وجدت في البعض فهذا شذوذ وتعتبر هذه من مسئولية الوالدين لأن الفتاة لا تلجأ إلى هذا إلا إذا كان هناك نقص عاطفي فتبحث عن من يملأ هذا النقص سواء كان مع شاب أو شابة.


وتقول إحدى المعجبات:


عشق شيطاني يؤدي إلى الشرك بالله وهو من عمل الشيطان وهذا يدل على ضعف الوازع الديني لدى الفتيات أو من وقع في هذا العشق لم يعد يفرق بين الحب في الله والإعجاب.





الخاتمة


المحبة في الله تبارك وتعالى هي حلقة الوصل بيننا وبين كل من أحببناه .. والمودة في الله هي نقطة الأصل بيننا وبين كل من فقدناه.


أخي وأختي المبتلى :


احذر الشهوات وأسبابها ولا يكن قلبك مثل الاسفنجة تمتص كل قذر وتجنب كل ما يؤدي للوقوع في العشق المحرم من مقروء ومنظور ومسموع.


واعلم أن مصيرك إلى الله وما لك الوقوف بين يديه للعرض عليه فتزود من البر والتقوى حتى يرضى وكن له كما يحب يكن لك كما تحب , فما عند الله خير وأبقى.


والحمد لله رب العالمين








المراجع


كتاب الله أهل الثناء والمجد - د/ ناصر بن مسفر الزهراني


لا تحزن - د/ عائض القرني


العشق الشيطاني " الإعجاب" - حمود بن ابراهيم السليم


فتياتنا والإعجاب - نوال عبدالله


ومن الحب ما قتل - عبداللطيف بن هاجس الغامدي

خربوش المربوش
22-11-2004, 01:41 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اولا احب ان اشكرك اخي\اختي: على جهدك الواضح في كتابة الموضوع ونقله من مصادر عديدة وهذا من اللمواضيع الي فعلا احنا نحتاجه في هذا الزمان خاصة ..
جزاك الله خير وجعله في موازين حسناتك
اخوك..

Amarant
25-11-2004, 08:17 PM
العفو أخي الكريم ... وأشكرك على المشاركة ..

Amarant
08-12-2004, 12:07 PM
للرفع ..............

مصراوية
08-12-2004, 01:22 PM
الله ولاتقال الالكل جميل

Amarant
08-12-2004, 01:33 PM
جزاك الله خيراً..

مصراوية
08-12-2004, 01:53 PM
من دقائق علقت على توقيعك ولم أنتبه للموضوع ولكن بعدما قرأته أقول من كل قلبي الله الله. اللهم اجعلنا ممن تعلقت بك العيون وشغفت بك الجوارح وتيمت بك القلوب يامن شرفت الخلائق بالعبودية لك ,اللهم صلي أفضل صلاة وأفضل تسليم على الحبيب محمد وآله وصحبه ومن اتبع هديه باحسان الى يوم الدين.

Amarant
08-12-2004, 03:34 PM
بارك الله فيكِ وزادك نوراً وعلماً...