المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية المجاهدون يسوون بعض الحساب مع «وحدة الهندسة» المسؤولة عن هدم المنازل /صورة



أبو النوايا
22-11-2004, 02:08 AM
رغم انقاض المنازل المدمرة، وحطام السيارات التي سوتها دبابات الاحتلال الاسرائيلي بالارض، والخراب الذي عصف بكل شيء في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، كان ابو محمد يشعر بسعادة غامرة.
فبالنسبة لهذا الكهل الغزي، فإن المقاومين سووا جزءاً من الحساب مع عناصر «الوحدة الهندسة الميدانية» التابعة لجيش الاحتلال المسؤولة عن تدمير منزله وتدمير مئات المنازل في ارجاء القطاع. فالجنود الأحد عشر الذين قتلوا في تدمير ناقلتي الجند في كل من حي الزيتون والشريط الحدودي في رفح جنوب القطاع، ينتمون الى هذه الوحدة، التي لا يوحي اسمها بفظاعة الجرائم التي تقترفها بحق الفلسطينيين.

فهذه الوحدة تتبع لواء المشاة «غفعاتي» الذي يتولى منذ اندلاع انتفاضة الأقصى مهمة قمع الفلسطينيين في القطاع، ويتولى مهمة تدمير المنازل الفلسطينية، إما بحجة انها تعود لمنفذي عمليات فدائية، أو بدعوى ان هذه المنازل تستخدم في التغطية على الأنفاق التي يزعم جيش الاحتلال ان الفلسطينيين يستخدمونها في نقل الاسلحة والوسائل القتالية من مصر الى قطاع غزة. وعناصر هذه الوحدة مسؤولون ايضا عن تدمير المنازل بحجة انها تحجب الرؤية امام ابراج المراقبة التابعة لجيش الاحتلال بالذات في محيط المستوطنات في انحاء القطاع المختلفة. وبهذه الحجة دمر عناصر هذه الوحدة منازل مئات المزارعين الفلسطينيين الذين كل خطيئتهم انهم ما زالوا يحتفظون بشيء من الارض التي صادرت اسرائيل معظمها من اجل اقامة المستوطنات والمواقع العسكرية التي تحميها.
وان كانت مدينة رفح هي اكثر مدينة فلسطينية نكبت بفظائع تدمير المنازل، فقد كان فرحة اهل الشريط الحدودي كبيرة جدا عندما تيقنوا ان الجنود الذين قتلوا هم عناصر في هذه الوحدة. وحسب ما ذكره التلفزيون الاسرائيلي فقد قتل في تدمير ناقلة الجنود في رفح، النقيب افيف حيكاتي، الذي قاد وحدة الهندسة الميدانية في رفح، ويطلق عليه زملاؤه «صائد الأنفاق»، حيث انه قاد جميع العمليات التي استهدفت ـ حسب مزاعم جيش الاحتلال ـ تدمير الانفاق. ومتوسط عدد المنازل التي يتم تدميرها مقابل كل نفق يدعي جيش الاحتلال اكتشافه في المدينة سبعة على اقل تقدير. من هنا فان حيكاتي، 24 عاما، تولى عمليا تدمير الف وسبعمائة منزل في مدينة رفح وحدها بدعوى مواجهة ظاهرة تهريب الاسلحة.
إطناب قادة جيش الاحتلال في كيل المديح لقادة وعناصر وحدة الهندسة الميدانية لدى تأبينهم، كما نقلت ذلك وسائل الاعلام الاسرائيلية، يشي بدور هؤلاء البارز في مأساة آلاف الأسر الفلسطينية التي وجدت نفسها بدون سقف يؤويها.
لا احد في القطاع يساوره ادنى شك في ان تدمير ناقلتي الجند ومقتل عناصر وحدة الهندسة الميدانية الأحد عشر، سيقنع قادة جيش الاحتلال بوقف عمليات القمع ضدهم، الا انهم باتوا يدركون بفخر ان هذه العمليات راكمت الردع لصالحهم في هذه المواجهة التي لا يبدو ان نهايتها قريبة.
[http://www.asharqalawsat.com/2004/05/14/images/news.233852.jpg