ALcATRAZ
23-11-2004, 04:57 PM
لدي قريب كلما واجهته مشكلة مع الناس - في الشارع أو العمل أو حتى السوبرماركت - يضرب كفاً بكف ويقول بقرف (.. صحيح عالم ثالث). وهو يلفظها بطريقة - يصعب كتابتها - ولكنها توحي بأن من حوله يعيشون في عالم متخلف وأن سيادته ولد في الاتحاد الأوروبي!!
ولابد أن معظمكم لاحظ أن مصطلح "العالم الثالث" أصبح - حتى في وسائل الإعلام - مرادفاً للتخلف الحضاري والتأخر الصناعي، ولكنه في الحقيقة مصطلح سياسي بحت كان يطلق على الدول غير المنحازة الى العالمين "الاول" و"الثاني" خلال الحرب الباردة..
أما مصطلح "العالم الأول" فكان يشير الى الدول الصناعية الرأسمالية في الغرب (بالاضافة الى اليابان). في حين استعمل مصطلح "العالم الثاني" للاشارة الى الاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية الحليفة.. وفي ذلك الوقت كانت الصين تشكل معضلة حقيقية من حيث التصنيف، فهي ليست من العالم الأول (الرأسمالية الغربية) وليست من العالم الثاني (الذي يدور في فلك الاتحاد السوفياتي) وليست من العالم الثالث (حيث الحيادية وعدم الانحياز)!!
على أي حال بدأت هذه التقسيمات تفقد معناها السياسي منذ تفكك الكتلة الشرقية وتراجع منظمة "عدم الانحياز" وتفرد أمريكا كقطب عالمي وحيد.. ورغم هذا لا نستطيع لوم أحد على (هذا الخلط) كون وسائل الإعلام نفسها تخلط يومياً بين مصطلحات كثيرة - وتستعمل ما يزيد على حاجتنا من تصانيف السياسة والاقتصاد والجغرافيا..
فالعالم مثلاً يتم تقسيمه تارة على أساس اقليمي وجغرافي (كالشرق الأوسط والشرق الأقصى، وأمريكا الجنوبية، ودول الحوض المتوسط، ودول جنوب الصحراء الكبرى) وتارة على أساس قاري وجيولوجي (كالقارة السمراء، والقارة العجوز، والقارة الصفراء، ودول الحوض الهادئ، ودول حزام النار، ودول الاتحاد الأوروبي).
وخلال سنوات الحرب الباردة - التي استمرت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى بداية التسعينيات - طغى مصطلحان سياسيان مهمان هما "الكتلة الشرقية" بقيادة موسكو و"الكتلة الغربية" بقيادة واشنطن. وقد ترافق هذان المصطلحان مع إنشاء حلفين عسكريين رديفين هما "حلف وارسو" الشرقي و"حلف الاطلسي" الغربي!!
أيضاً تم تقسيم العالم على أساس النظام الاقتصادي الذي تتبناه الدول (كالنظام الرأسمالي والشيوعي والاسلامي والنظام المختلط). كما تم تقسيم العالم من حيث المستوى الصناعي والتقني الى "دول متقدمة" و"دول نامية" - وهو ما يمكن الاشارة اليه ايضاً باستعمال مصطلحي "دول الشمال" و"دول الجنوب" حيث تقع معظم الدول الصناعية في شمال الكرة الأرضية ومعظم الدول النامية في جنوبها.. أيضاً يمكن تقسيم العالم من خلال انظمة الحكم السائدة فيها، فهل هو نظام ديموقراطي (كما يدعي الجميع) أم ديكتاتوري (كما في كوبا والعراق) أم ملكي دستوري (كما في بريطانيا والسويد) أم وحيد الحزب (كما في الصين وكوريا الشمالية)..
وأخيراً.. هناك مصطلحات لا يفضَّل استعمالها كونها تقسم البشر على أساس ديني أو عرقي واضح (مثل دول افريقيا السوداء، والشعوب الصفراء، والدول الهسبانية، والمجموعة الانجلوساكسونية، والكتلة المسيحية، ومنظومة العالم الاسلامي)!!
على أي حال - بصرف النظر عن طبيعة ونوع التصنيف - تثبت هذه المسميات تمتع الانسان بعقلية تقسيمية وتراتبية لا يمكن إلغاؤها او تجاهلها. كما تثبت ان البشر - مهما بلغت بهم العولمة والمصلحة المشتركة - لا يعدمون وسيلة لتصنيف أنفسهم بأي شكل كان.. {ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة}!!
منقو و و ل
ولابد أن معظمكم لاحظ أن مصطلح "العالم الثالث" أصبح - حتى في وسائل الإعلام - مرادفاً للتخلف الحضاري والتأخر الصناعي، ولكنه في الحقيقة مصطلح سياسي بحت كان يطلق على الدول غير المنحازة الى العالمين "الاول" و"الثاني" خلال الحرب الباردة..
أما مصطلح "العالم الأول" فكان يشير الى الدول الصناعية الرأسمالية في الغرب (بالاضافة الى اليابان). في حين استعمل مصطلح "العالم الثاني" للاشارة الى الاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية الحليفة.. وفي ذلك الوقت كانت الصين تشكل معضلة حقيقية من حيث التصنيف، فهي ليست من العالم الأول (الرأسمالية الغربية) وليست من العالم الثاني (الذي يدور في فلك الاتحاد السوفياتي) وليست من العالم الثالث (حيث الحيادية وعدم الانحياز)!!
على أي حال بدأت هذه التقسيمات تفقد معناها السياسي منذ تفكك الكتلة الشرقية وتراجع منظمة "عدم الانحياز" وتفرد أمريكا كقطب عالمي وحيد.. ورغم هذا لا نستطيع لوم أحد على (هذا الخلط) كون وسائل الإعلام نفسها تخلط يومياً بين مصطلحات كثيرة - وتستعمل ما يزيد على حاجتنا من تصانيف السياسة والاقتصاد والجغرافيا..
فالعالم مثلاً يتم تقسيمه تارة على أساس اقليمي وجغرافي (كالشرق الأوسط والشرق الأقصى، وأمريكا الجنوبية، ودول الحوض المتوسط، ودول جنوب الصحراء الكبرى) وتارة على أساس قاري وجيولوجي (كالقارة السمراء، والقارة العجوز، والقارة الصفراء، ودول الحوض الهادئ، ودول حزام النار، ودول الاتحاد الأوروبي).
وخلال سنوات الحرب الباردة - التي استمرت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى بداية التسعينيات - طغى مصطلحان سياسيان مهمان هما "الكتلة الشرقية" بقيادة موسكو و"الكتلة الغربية" بقيادة واشنطن. وقد ترافق هذان المصطلحان مع إنشاء حلفين عسكريين رديفين هما "حلف وارسو" الشرقي و"حلف الاطلسي" الغربي!!
أيضاً تم تقسيم العالم على أساس النظام الاقتصادي الذي تتبناه الدول (كالنظام الرأسمالي والشيوعي والاسلامي والنظام المختلط). كما تم تقسيم العالم من حيث المستوى الصناعي والتقني الى "دول متقدمة" و"دول نامية" - وهو ما يمكن الاشارة اليه ايضاً باستعمال مصطلحي "دول الشمال" و"دول الجنوب" حيث تقع معظم الدول الصناعية في شمال الكرة الأرضية ومعظم الدول النامية في جنوبها.. أيضاً يمكن تقسيم العالم من خلال انظمة الحكم السائدة فيها، فهل هو نظام ديموقراطي (كما يدعي الجميع) أم ديكتاتوري (كما في كوبا والعراق) أم ملكي دستوري (كما في بريطانيا والسويد) أم وحيد الحزب (كما في الصين وكوريا الشمالية)..
وأخيراً.. هناك مصطلحات لا يفضَّل استعمالها كونها تقسم البشر على أساس ديني أو عرقي واضح (مثل دول افريقيا السوداء، والشعوب الصفراء، والدول الهسبانية، والمجموعة الانجلوساكسونية، والكتلة المسيحية، ومنظومة العالم الاسلامي)!!
على أي حال - بصرف النظر عن طبيعة ونوع التصنيف - تثبت هذه المسميات تمتع الانسان بعقلية تقسيمية وتراتبية لا يمكن إلغاؤها او تجاهلها. كما تثبت ان البشر - مهما بلغت بهم العولمة والمصلحة المشتركة - لا يعدمون وسيلة لتصنيف أنفسهم بأي شكل كان.. {ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة}!!
منقو و و ل