المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك



hellsing2009
26-11-2004, 01:46 AM
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
كان أكثر دعائه ?صلى الله عليه وسلم ...? يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ

يقول ابن القيم رحمه الله ...

المفسد الأول من مفسدات القلب: كثرة المخالطة:

فأما ما تؤثره كثرة الخلطة ... امتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود ، ويوجب له تشتتا وتفرقا وهما وغما وضعفا وحملا لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء , وإضاعة مصالحه ، والاشتغال عنها بهم وبأمورهم , وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم
فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة ؟
هذا وكم جلبت خلطة الناس من نقمة ، ودفعت من نعمة
وأنزلت من محنة ، وعطلت من منحة ، وأحلت من رزية
وأوقعت في بلية .... وهل آفة الناس إلا الناس؟

والضابط النافع في أمر الخلطة .. أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة والأعياد والحج وتعلم العلم والجهاد والنصيحة
ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات .....

فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر ، ولم يمكنه اعتزالهم
فالحذر الحذر أن يوافقهم ... وليصبر على أذاهم ...
فإنهم لابد أن يؤذوه إن لم يكن له قوة ولا ناصر
ولكن أذى يعقبه عز ومحبة له
وتعظيم وثناء عليه منهم ومن المؤمنين ومن رب العالمين ...

وموافقتهم يعقبها ذل وبغض له ومقت وذم منهم ومن المؤمنين ومن رب العالمين ... فالصبر على أذاهم خير وأحسن عاقبة وأحمد مالا

وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات
فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله إن أمكنه ..........

المفسد الثاني من مفسدات القلب: ركوب بحر التمني:

وهو بحر لا ساحل له ... وهو البحر الذي يركبه مفاليس العالم
كما قيل: إن التمنى رأس أموال المفاليس ...
فلا تزال أمواج الأماني الكاذبة والخيالات الباطلة تتلاعب براكبه كما تتلاعب الكلاب بالجيفة ، وهي بضاعة كل نفس مهينة خسيسة سفلية
ليست لها همة تنال بها الحقائق الخارجية
بل اعتاضت عنها بالأماني الذهنية

وكل بحسب حاله: من متمن للقدوة والسلطان .. وللضرب في الأرض والتطواف في البلدان .. أو للأموال والأثمان .. أو للنسوان والمردان ..
فيمثل المتمني صورة مطلوبة في نفسه وقد فاز بوصولها والتذ بالظفر بها ، فبينا هو على هذا الحال ...
إذ استيقظ فإذا يده والحصير !!

وصاحب الهمة العلية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان ..
والعمل الذي يقربه إلى الله ويدنيه من جواره
فأماني هذا إيمان ونور وحكمة ...
وأماني أولئك خداع وغرور ...
وقد مدح النبي متمني الخير
وربما جعل أجره في بعض الأشياء كأجر فاعله ..........

المفسد الثالث من مفسدات القلب: التعلق بغير الله تبارك وتعالى:

وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق ... فليس عليه أضر من ذلك ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه ، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به , وخذله من جهة ما تعلق به ، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره ، والتفاته إلى سواه , فلا على نصيبه من الله حصل .. ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل .. قال الله تعالى: واتخذوا من دون الله آلهةً ليكونوا لهم عزا ، كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضداً )مريم:82 ،81)
وقال تعالى: واتخذوا من دون اللَّه آلهةً لعلهم ينصرون ، لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون (يس:75،74)

فأعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله , فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه أعظم مما حصل له ممن تعلق به ، وهو معرض للزوال والفوات .... ومثل المتعلق بغير الله ....
كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت .. أوهن البيوت ..

وبالجملة .. فأساس الشرك وقاعدته التي بني عليها التعلق بغير الله .. ولصاحبه الذم والخذلان كما قال تعالى (لا تجعل مع الله إلـهاً آخر فتقعد مذموماً مخذولاً) (الإسراء:22) مذموما لا حامد لك .. مخذولا لا ناصر لك
إذ قد يكون بعض الناس مقهوراً محموداً كالذي قهر بباطل
وقد يكون مذموماً منصوراً كالذي قهر وتسلط بباطل
وقد يكون محموداً منصوراً كالذي تمكن وملك بحق
والمشرك المتعلق بغير الله قسمه أردأ الأقسام الأربعة ، لا محمود ولا منصور .............

المفسد الرابع من مفسدات القلب: كثرة الطعام:

والمفسد له من ذلك نوعان ...
أحدهما: ما يفسده لعينه وذاته كالمحرمات .. وهي نوعان:
محرمات لحق الله: كالميتة والدم ولحم الخنزير وذي الناب من السباع والمخلب من الطير .
ومحرمات لحق العباد: كالمسروق والمغصوب والمنهوب وما أخذ بغير رضا صاحبه .. إما قهرا وإما حياء وتذمما .
والثاني: ما يفسده بقدره وتعدي حده .. كالإسراف في الحلال
والشبع المفرط ، فإنه يثقله عن الطاعات ، ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها ، فإذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرفها ووقاية ضررها والتأذي بثقلها وقوى عليه مواد الشهوة وطرق مجاري الشيطان ووسعها فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم
فالصوم يضيق مجاريه ويسد طرقه
والشبع يطرقها ويوسعها
ومن أكل كثيرا شرب كثيرا فنام كثيرا فخسر كثيرا
وفي الحديث المشهور: ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه , فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه

المفسد الخامس: كثرة النوم:

فإنه يميت القلب ويثقل البدن ويضيع الوقت ويورث كثرة الغفلة والكسل
ومنه المكروه جدا ... ومنه الضار غيرالنافع للبدن ...
وأنفع النوم: ما كان عند شدة الحاجة إليه
ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره ، ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه
وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه ، وكثر ضرره ، ولاسيما نوم العصر , والنوم أول النهار إلا لسهران ...
ومن المكروه عندهم: النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس ... فإنه وقت غنيمة ، وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة ... حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس
فإنه أول النهار ومفتاحه ووقت نزول الأرزاق وحصول القسم وحلول البركة
ومنه ينشأ النهار وينسحب حكم جميعه علي حكم تلك الحصة
فينبغي أن يكون نومها كنوم المضطر ...

بالجملة فأعدل النوم وأنفعه: نوم نصف الليل الأول ، وسدسه الأخير

ومن النوم الذي لا ينفع أيضا: النوم أول الليل عقيب غروب الشمس حتى تذهب فحمة العشاء ... وكان رسول الله يكرهه ...
فهو مكروه شرعا وطبعا .. والله المستعان ................

http://www.islamway.com/?iw_s=Schol...&series_id=1400 (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1400)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

ولا تبخل أخي المسلم بإرسالها إلى غيرك لينتفع بها

قال صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله

ابو خالد
27-11-2004, 07:45 PM
جزاك الله خيرا اخى الكريم
يا مقلب القلوب ثبتنا على دينك الحق
بارك الله فيك اخى الفاضل
لك السلام والتحيه

سهم الاسلام
27-11-2004, 11:17 PM
السلام عليكم :

اللهم يامقلب القلوب و الأبصار ثت قلب على دينك ..
اللهم يا مصرف القلوب و الأبصار صرف قلبي على طاعتك ..

بارك الله فيك أخي للتذكرة على الموضوع و جزاك الله خيراً ..

اللهم لك الحمد و الشكر كما ينبغي لجلال و جهك و عظيم سلطانك ..

الوسام الامع
28-11-2004, 12:16 AM
جزاك الله خير


جعلها الله في ميزان حسناتك



(( اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ))