المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعب من المجهول



جمال س
26-11-2004, 03:32 PM
شعب من المجهول





عندما بدأ الانسان بتغيير معتقدة بدأت المدنية بالظهور و تراكض الناس خلف عربة التطور و بما ان هذه العربة ليس لها محطة لتتوقف فيها حتى يصعد الركاب عليها فلا بد من الركض خلفها حتى يكون لهم شرف الرحلة على متنها لذلك فمن الضروري ان يقع خسائر بالارواح و النفوس فمنهم من تمسك بها و نجح بالدخول اليها و التربع على فراشها الفخم و المريح و لسان حاله يقول : نحن هنا اذن نحن الملوك .





و منهم من دخلها و لكن الدرجة الاولى كانت ممتلئة فجلس في الدرجة الثانية و قال للملوك : اذا كنتم ملوك فنحن الزعماء هنا .





و منهم من تمسك بها و لكن كانت العربة ممتلئة بالملوك و الزعماء فبقوا جالسين على سطحها و على جوانبها و هم يقولون : يا من دخلتم قبلنا و كنتم ملوك و زعماء علينا و منعتمونا من الدخول و الجلوس بدفئ العربة اذا كنتم ذا حظوا فنحن سنكون خازنين خزونكم نحن التجار و الصناعين الكبار و الصيارفة خازنين اموالكم و سوف نعمل على نقص عددكم و لا نريد زيادة عددنا الا بما يضمن تفوقنا بكل الازمان .



و كانت هذه الفئة و التي احتلت العربة من الخارج تمنع فتح باب العربة الا لتوقع بأحد الملوك و المتزعمين في داخلها او لتدخل احد اركانها الفاسدين .




كما كانت تعمل بجهد على الحاق الاذى بأي شخص يقترب من الامساك بالعربة و ذريعتهم ان العربة لم تعد تحتمل ثقل احد آخر و بمرور العربة أمام الناس المتجمهرة للصعود اليها و بما ان طبقة التجار و الصناعين و الصيارفة كانوا حارسين الملوك و المتزعمين و قد اعماهم الطمع عن الرؤية و بدأ الفساد يسود عليهم و قد تسرب منه الى الملوك و المتزعمين و بدأ بأسقاط انفسهم لم يروا ان بعض الناس تمسكت بالعربة و لو انها تجرهم وراءها .





كان هؤلاء المتمسكين بالعربة يأملون بأن يكونوا مكان اي شخص يقع منها فمنهم من نجح و منهم من بقية مجرورا بها . هذه الطبقة التي اطلق عليها اسم الطبقة الوسطى و كانوا رغم الطمع الذي يستولي عليهم هي الوحيدة التي تساعد من كان يجري وراء العربة و من كان يجلس عليها او بداخلها و بكل امانه و صدق و لو دخل عليهم بعض النفوس المريضة .





بقيت العربة تسير على غير هوادة و كأنها تهرب من شئ يجري خلفها و بدأ الناس يقعون من التعب و العياء دون ان ينظر احد عليهم و يساعدهم و كان من يركض خلفهم يدوس عليهم دون ان يتوقف و لو للحظة خوفا على نفسه من ان يلقي نفس المصير فهنا تبدأ قصتنا .




قبل البدء يجب ان نوجز منظر العربة للذي يراقبها من بعيد فمثلا اذا وقفت على قمت الجبل و نظرت الى شئ يدب في الوادي تحت قدمك ترى شئ ضخم يمر لونه اسود و هي عبارة عن رؤوس الجالسين عليها و على جوانبها رغم وجود بين الفينة و الاخرى لمعة بسيطة لاشعة الشمس و كأنها تسقط على مرآة و هي بالحقيقة رأس احد الموجودين على متن العربة و هو دون شعر و يتخلل هذه الكوكبة من الرؤوس بعض الالوان و هي قليلة لان الرؤوس لا تحصى و ترى وراءها رهط من الراكضين . هذا كله و هم يتساقطون منها و حواليها و وراءها و كأنهم زخات من المطر . و لنعود الان الى قصتنا .

يتبع

جمال س
27-11-2004, 01:44 PM
دافعوا الضرائب





هل مررت يوما بأناس يفترشون الارض و يالتحفون السماء . أناس لبسوا العري و اكلوا الجوع و شربوا البؤس لتقول عنهم من اي كوكب اتت هذه المخلوقات و الى اين تتوجه انظارهم و من ينتظرون .


أسألت احدا منهم ماذا يفعل و كيف يعيش , هل فكرت يوما ان تنظر الى هؤلاء نظره فاحصة و حللت وضعهم , للوهلة الاولى تقول انهم كومة من اللحم و العضم تنتعل بقدمها حذاء من لحمهم الميت ليس من الموضة و لكنهم لا يملكون ثمن حذاء حقيقي و يغطون جسدهم " اذا اعتبرنا ما يلبسونه يغطي الجسم " ثيابا بالية لا تعرف لها لون واحد فتذكرنا بالموضة الحديثة الذي يغالي فيها بعض المصممي الازياء حتى ان بعضهم ترى ثيابه و كأنك امام جريدة تصدر على قماش بدل الورق و لكننا هنا لا يهمنا من الموضة سوى ما يلبسها هؤلاء الاغراب عن المدنية , و اذا نظرت الى وجوههم لرأيت ان الرجال و النساء و الاطفال يتبرجون و لكن ليس للتزين بل مجموعة هذا التبرج مؤلف من تلويح اشعة الشمس المتساقطة عليهم و تلوين لحمهم باللون البرنزي و الغبار الذي امتزج مع العرق حتى صار وحل و لكأن هذه الوجوه لا تعرف الماء ابدا و لكنهم اذا راقبتهم اكثر لرأيتهم يهتمون بالنظافة ليلا لان النهار للشقاء و العمل , و ترتفع لتنظر الى شعرهم و كأنك امام كومة من السيف قد اهملت منذ فترة غير بعيدا تحت المطر و الشمس و قد بدأ بها الصدأ و هو الغبار و قد لون الشعر الى الاحمر الخفيف على لون التراب . هذا منظرهم بالاجمال . و هم يجسدون البؤس بكل اشكاله .





و تراهم مقسمين ثلاث طبقات اجتماعية هناك من لا سقف فوق رأسة , و هناك من كان له منزل كما يسمونه مؤلف من غرفة واحدة حيطانها مكونه من علب السمن و قد اهتم لتحويلها الى الواح من التنك الصدأ و قد سومر الى الواح يقال لها الواح خشبية لا تعرف لونها من كثرة الطحالب التي تعيش عليها و ذلك لتعرضها الى الماء لفترة طويلة و فبدأ به العفن و بما ان هذه البيوت تمه بنائها من فضلات المتمدنين و بما انها لا تحجب سوى اشعة الشمس صيفا فأن مياه الشتاء تدخل هذه الغرف دون دعوى و عند السؤال عن هذا الامر يكون الجواب الجاهز لا تهمنا المياه بل يهمنا عدم دخول الهواء البارد , و تسقف هذه البيوت بشكل مائل حتى لا تتوقف عليها المياه و السقف لا يتغير كثيرا عن الحائط سوى بأن الخشب الداعم لهذه العلب الصدءه هو من اغصان الشجر و لا تسأل عن بيت الخلاء لانه بالخلاء .





اما الطبقة الثالثة و قد اهتم ببناء قصورهم كما يحلوا لهم تسميتها و هي مؤلفة من غرفة و مطبخ و حمام و تم زيادتها في وقت لاحق بشكل عشوائي و كانت حيطانها من الواح خشب شرعية بغالب الاحيان و الواح من التوتية اكلها الصدأ و بعضها شبه جديد ترى احيانا ضمن القصر حائط من احجار الباطون " اللبن " و عند السؤال عن السبب يقول لك صاحب هذا القصر انه يقوم بخطط خمسنية ليحول بيته الى بيت من الحديد و الباطون و اذا نظرت الى عينه تراه يغمس الى خطط الدولة التي تطرحها عليهم ايام الانتخابات و تسميها خطط خمسنية و تنسى هذه الخطط بعد اول يوم من اجراء الانتخابات . و لنعود الى قصور البؤس ترى ان سقفهم من اغصان الشجر و الواح التوتيا الجديدة نوعا ما , و هذا بغالب الاحيان كفيل بأثارة الحسد من قبل اصحاب المنازل العادية و ما دون.





هذا بشكل عام وصف لاغلب السكان خارج نطاق الضوء و هم و للصدفة انهم دافعي الضرائب الحقيقين .





في الانتخابات الاخيرة جاء زمرة من المرشحين و كان شعارهم القضاء على البؤس بجميع اشكاله حتى لا يبقى في هذا الوطن سوى الطبقة الوسطى و ما فوق و قدم البراهين الانتخابية على ذلك مع شئ جديد هو انهم لا يحملون عصا سحرية لتغير كل شئ بـ لحظة و لكن هناك وقت طويل لذلك تبدأ تباشيره في اول ثلاث اشهر من الانتخاب .





جرت الانتخابات و نجحت هذه الزمرة و فعلا صدق الوعد بالقضاء على البؤس و ذلك بقانون يضع ضرائب عالية جدا على الزواج و الولادة و على مفاعيل عقابية قاسية للذين لا يسددونها اي الضريبة و كانت الضريبة القاتلة هي ضريبة المنزل غير الشرعي .





كان بيان هذه الزمرة و الذي سمية اقتراح قانون بما اننا مجتمع متطور و بلدنا بلد سياحي له ميزة عن باقي البلاد و هذه الميزه هي ان جبلنا يتلاقى مع بحرنا و انها من اقدم الدول على هذه الارض و ام الابجدية في العالم لذلك :


اولا : تعتبر الفقرة الاولى جزءا لا يتجزء من القانون


ثانيا : قضاء على اي شئ يشوه المنظر العام


ثالثا : القضاء على البؤس


رابعا : ينشر هذا القانون حيت تدعوا الحاجة





كان هذا القانون اما طريقة تنفيذه فهوا بالشكل التالي : يجب ازالت بيوت الغير شرعية و القضاء على البؤس و بما ان اعداد هؤلاء كبير جدا و تتخطى نسبة 60 % من شعبنا يجب القضاء عليهم " و لا نعرف اذا كانت هذه العبارة خطا لغوي او ان المشترع قصدها " بهذه الاجراءات التالية


اولا : وضع ضريبة عالية على الزواج و لا تتم عقد القران الا بعد تسديدها لخزينة الدولة و ذلك


للحد من زيجات الفقراء


ثانيا : وضع ضريبة عالية للاولاد و تتصاعد مع كل ولد جديد للعائلة الواحدة و ذلك اذا استطاعة


احد الفقراء ان يتزوج يجب عليه ان لا ينجب و اذا انجب ولد لا يثنيه مع مرعات توقيع


عقوبات قاسية على الذين لا يسددون الضريبة و عقوبات بمنته القساوه للاباء الذين يولدون


اطفال غير شرعيين .


ثالثا : وضع ضريبة بمنته القساوة على البيوت غير الشرعية و التى لا يوافق عليها التنظيم المدني


و تدفع هذه الضريبة مرتين بالسنة و يمنع عنها المياه و الكهرباء و على كل شخص لا يسدد


ضريبة المنزل يهدم منزله دون تردد .





صدق مجلس الزمرة هذه و الذي يدعوا نفسه مجلس نواب الشعب و قد حدد شهر كانون الاول و شهر حزيران لتحصيل الضريبة عن المنازل الغير شرعية مع قانون اخر سمية قانون تنظيم المدني و حدث و لا حرج عن هذا القانون .





من اجل ازالة البؤس نرى انه قام المجتمع المتطور بالقضاء على الفقراء بزيادة اعبائهم المالية و ذلك ليتم لهم زيادة مدخولهم اليومي من بؤس الاخرين و كانت الضرائب تحصل بشتى الطرق و لو اضطروا محصلوها على هدم هذه الكومة من التنك على رأس قاطنيها و هم يقولون لهم اننا نزيل عنكم قسم من الضريبة فبدل من معارضتنا يجب ان تشكرونا . و يقهقهون بصوت كأنه الرعد بأيام كانون .

جمال س
27-11-2004, 01:47 PM
يتبع

ملكة البؤس





كان معروف لدى هؤلاء المساكين ان لهم في السنة شهرين يكون عليهم اما الدفع الخوة


- عفوا من الدولة - دفع الضريبه او هدم بيوتهم و ان اول شهر هو كانون الاول و الشهر الثاني هو شهر حزيران .





لماذا هذين الشهرين ؟ لان كانون الاول يكون في جو عاصف و مثلج فيحتارون كيف يدفعون حتى لا ترمى عائلاتهم بالخلاء المصقع





فكم من رجل داس على كرامته و كم من امراءة باعت نفسها و كم من ولد تسول و ذلك من اجل ان يأكل غيره من شقاء روحهم لألى ترمى عائلاتهم بالصقيع و عندما يمر هذا الشهر بخير على بعضهم يطرق شهر حزيران من جديد لتتكرر مأساتهم حتى لا ترمى عائلاتهم تحت اشعة الشمس الحارقة .





و للامانه اذكر ان الدولة اي رجالها يعمل ضميرهم مرة بعد مرة و يعفون هؤلاء المساكين من الضريبة في سنوات غير متتالية و لكن للصدف و ما ادراك بالصدف يكون في هذه السنوات الخيره انتخابات اما بلدية او نيابية .





في احد ايام حزيران تم انشاء لجان جديدة من محصلين الضرائب قسم منهم له خبرة بالتعامل مع من يريد اكل حقوق الدولة و منهم من هو جديد على هذه الساحة و لكن يجب عليهم التعلم بسرعة و الا بقيه في مكانه .





بعد تأليف اللجان اخذت كل لجنة امر سيرها . و كان من بين هذه اللجان لجنة ذهبت الى ضاحية من ضواحي المدينة و التي تعرف بأسم حزام البؤس و ذلك لتحصيل حقوق المجتمع المدني من قرية اكواخ و عليهم ان يتشددوا بتنفيذ القوانين .





لدى وصول هذه اللجنة المؤلفة من محتسب و معاون له و كوكبة من رجال الشرطة و جرافة صغيرة لاعفاء الناس من بعض الضرائب وجدوا على اول المجمع اولاد يلعبون بالتراب بأسمالهم البالية كانوا نحوى ستة اولاد قد لوحت اشعة الشمس وجوههم الى سمرة غلب عليها اللون الاحمر , و لا استطيع ان اصف لكم الوان الثياب التي يالبسونها لانها ليس لها لون واحد . و لكن كان هناك فتاة ذات السبع سنوات ترتدي ثوبا احمر اللون و تضع على عنقها سلسلة ذهبية اللون لفتت نظر رجل من رجال القانون .





نظرة هذا الشرطي الساهر على خدمة الناس بكل امانة حتى يطهر المجتمع من المجرمين الذين يهددون السلم الاهلي الى زميل له و قال : هذه احدى بنات سارقي البيوت .


قال زميله : كيف عرفت هل لان ثوبها هو الوحيد بين اطرابها تعرفت الى لونه الا ترى البؤس على


وجهها .


قال الاول : انظر الى عنقها هل ترى قلادة ذهبية اللون برغم ان معظم هؤلاء لا يسددون ما عليهم الا


بشق الانفس


قال الثاني و على ما يبدوا انه جديد على هذه اللجنة : و لكن هناك ما يسدد ما عليه بسهوله فأترك هذه


الفتاة فعملنا هنا ان ننتظر آوامر المحتسب و حراسة الاموال .


قال الاول : لن ارتاح الا اذا علمت من اين اتت هذه القلادة و لمعت عينه كعين الذئب الذي رآة و على مرمه الحجر طريدة لا تستطيع الهرب و هذه الطريدة هي ترقية من مسؤوليه .





في هذا الوقت كان المحتسب و معاونه قد شرعوا بأختيار البيت المضيف و يجب ان يقوم صاحب السعادة بجميع الضيافة اللازمة ليكونوا في راحة تامة و اعداد القوائم التي بين يديهم لتبدأ عملية التحصيل ليأتي كل شخص بقطعة من روحة و الا زهقت هذه الروح .





و المعروف ان اللجنة التي تحصل في شهر حزيران عليها ان تكون محمية اكثر من قبل رجال الشرطة لانها سوف يكون امامها معترضين لا يخافون على اولادهم من البرد القارص , كما يخافونه ايام الشتاء لذلك يكون معظم العمل للجرافة الصغيرة التي تمحوا الضريبة بمحويها البيت . لذلك يحاولون و بشتى الوسائل ان يجبروا العائلات من تسديدها حتى و لو بالتهديد .





لذلك ترى المحتسب بعد ان جهزة نفسه لاستقبال الناس و الذي تدعوهم وزارة المال بالمكلفين اي مكلفون بدفع الضرائب . قال لرجال الشرطة بكل عنفوان : نحن نريد ان نأخذ حق الدولة بكل لطافة و لكن يجب ان نستعمل القوة مع من يريد الهروب من دفع الحق لذلك مهما تكن الظروف لن تستعمل الجرافة الا اذا كان المكلف قد صمم على عدم دفع ما يتوجب عليه .





بهذه العبارة قد اعطى آمره للرجال الشرطة بأستعمال جميع الوسائل لتمنع الجرافة من العمل و في قرارت نفسه يقول حتى لا تنخفض نسبة عمولتي من التحصيل , علما ان كل المحتسبين يأخذون نسبة على تحصيلهم الضرائب و ذلك زيادة عن راتبهم و ذلك لتشجيع على العمل .





بدأت عملية تحصيل الضريبة من الفقير لتدخل الى جيوب الاغنياء من السياسين و الموظفين الفاسدين .





بدأ تحصيل الضريبة و كان اول المكلفين الذي ارسل بطلبهم هم اصحاب ما ندعوه قصور ابتدأ بهم المحتسب اولا ليس لان العدل يقول ان الضريبة يجب ان توضع على المقتدرين بل لان هذه الطبقة من مجتمع البؤس يكونوا قد احتاطوا للامر و الاغلبية تدفع و الذي لا يملك كامل مبلغ الضريبة على الاقل يملك الرشوة التي تسد بها جوع الجرافة و لو لفترة مؤقت تحت عذر شرعي من اختراع المحتسب و يكون قد آجل بذلك دينه ليوم اخر بعيد نسبيا اي بعد ستة اشهر و الصيف جالب الارزاق .





هنا يجب ان لا ننسى صاحبنا الشرطي و هو ما زال ينظر الى الفتاة التي تحمل قلادة و كان بهذا الوقت قد تضاعف عدد الاولاد كثيرا ليتفرجوا على حماة القانون كيف يحصلون اموال الساسة من دم اهلهم و عرقهم .





كان قد لمحة الفتاة عند قدوم عدد من الرجال الى ساحة الحق المسلوب قد ذهبت و وقفت بينهم فعرفة بفطنته ان والد الفتاة بين هؤلاء الرجال و قد لاحظة ان الفتاة تكلمت مع احدهم و طبع هذا الرجل قبلة على وجنتها الملتخة بالوحل و عادت الى رفاقها الاولاد فذهب اليها و نداها قائلا : ما اسمك .


الفتاة و هي خائفة : هاجر


الشرطي : ابنة من انت





هنا تفجرت الدموع من عيون الفتاة الخائفة من هذا الشرطي و كأن ينبوع عذب تفجر من بين الصخور فحركة قلوب الناس جميعهم الا حامي القانون هذا .





تقدم احد الاولاد و كان بسن العاشرة و قال للشرطي بكل ثقة : انها لا تملك بيتا ليكون لك عمل معها اتركها الان و اذهب الى اسيادك .





فلم يكن من الشرطي الا ان صفع هذا الولد براحة كفه صفعة دوه لها صوت قوي كان كفيل للوصول الى المحتسب الذي ناداه ليسأله ماذا حصل و لكن الشرطي لم يهتم و سأل الاولاد من ابو هذه الفتاة و من هي . فأتا الجواب من صبي خائف : انها هاجر بنت العم ابو علي و هي ملكتنا .


قال الشرطي : ملكة , ماذا تعني هل ابوها مؤسس مملكة و نحن لا نعلم . و اخذ يقهقه بصوته الراعد .

تتبع

لبناني بالولادة
28-11-2004, 08:44 PM
قصة جميلة انني بفارغ الصبر لارى نهايتها .

جمال س
30-11-2004, 02:33 PM
التطهير الكبير





البلد بفوضة عارمة . فبعد حرب اهلية دامت 26 سنة نستطيع ان نقول انه لا يوجد حجر على حجر سالمين من شظية هنا او رصاصة هنال و كأنك امام قالب ضخم من جبنة الغرايير " و هي جبنة فيها فتحات هواء كثيرة " فهذه حال ابنيتنا التي لم تدمر في هذه الحرب الذي لم ينجوا منها احد حتى آمرائها في بعض الاحيان فهنا آمير حرب اغتيل و هناك واحد نجا من انفجار و هكذا دواليك و لكن الخاسر الاكبر هو المواطن العادي .





بأسم الدين اغتالوا الدين و بأسم القانون و العدل اغتالوهم ايضا فكانت كل طائفة لها جيش تقتل معرضي الداخل و الاعداء الخارج و هي ليست الا طوائف الدين الاخر حتى توسعت الحرب حتى صارت داخل الدين الواحد و بدأت الحرب حرب مذاهب و ازدادت الجبهات و اصبحت الحرب في المذهب الواحد بين اميرين من نفس المذهب .





فكان كل امير حرب لديه جيش و شرطة و جميع عناصر الدولة الحديثة الا الاخلاق فكانت عبارة عن اجهزة فاسدة تحصل من الناس خويات يسموها مساهمة شعبية للدفاع عن العرض و الدين و بدأت تحالفات دولية مع الفرقاء المتقاتلة على الارض و كل دولة تبنت فريق و دخل كل ذي طمع الى بلادنا بأسماء و اهداف شتى فدخلت قوات الردع للحفاظ على وحدت الوطن و قوات المتعددي الجنسيات للحفاظ على افراد جاليتها و كأن ما ذال لها جالية بعد 26 سنة من الحرب و دخلت دولة اخرى بأسم تأمين شريط حدودي لحماية قراها .





رغم ان هذه الدول اتت بدعوة طرف من الاطراف و لكنها كانت تنظر الى محافظة هنا و محافظة هناك الى نهر هنا و نهر هناك و من كان يطمع بكل شئ في هذا الوطن الحجر و رقاب البشر و لكن هناك مشكلة العناصر المقاتلة .





بدأت الدول اولا على القضاء او اضعاف حلفائها حتى يتسنى ان تستلم زمام الامور من ارض صلبة لا ينازعها احد عليه لتقضي على غيرهم من المتقاتلين مم حول هذه الحرب من حرب اهلية الى حرب دولية و زاد القتل و الدمار لذلك نرى ان الميلشيات بدأت تنقسم على بعضها البعض وبعض هذه الملشيات تحول الى مقاومة لتحرير البلاد و العباد من المحتلين .





امام هذه المتغيرات لم تستطع الدول الحفاظ على جنودها دون خسائر كبيرة فأجتمعت و باعت القضية الى احدى الدول بدل مردود تعهدت بتسديده لهم .





كان اول ثمرة هذا الاتفاق هو اجتماع جميع الميلشيات المتحاربة على ارض محايدة و بدأ التفاوض على انهاء القتال و كل طرف يريد الاحتفاظ بمكتسباته قد تمه الاتفاق و سمية الاتفاق بأسم الارض المحايدة .





كان الوضع الداخلي اثناء الحرب , منقسم الى افرقاء كل فريق له كما قلنا مقومات الدولة بعناصر فاسدة و كانت لها تعامل مع موظفين الدولة الفاسدين و لا يتوهم القارئ ان كل الموظفين كانوا فاسدين فهناك من حافظ على نزاهته رغم انه كان من الضروري للحفاظ على اسرته ان ينتمي الى احدى التنظيمات و لكن بشكل عام كان حجر عثرة بطريقهم و للحفاظ على ماء وجههم امام الرأي العام لم يتعرضوا لهؤلاء الاشراف حتى لا تهتز مهماتهم و لكنهم كانوا يختطون لازاحتهم دون لفت النظر بالاتفاق مع الموظفين الفاسدين .





بدأت العدة تعد لاعادة القانون و السيادة للدولة على جميع اراضيها مع الحفاظ منجزات الدولية للدولة الراعية للافرقاء على مصلحة الشعب و ظهر احد رجال الاشاوس و الذي كان يساعد جميع الفرقاء دون تميز للقضاء على اعدائهم تحت اسم دعم الحق حتى اصبح كل فريق ينظر اليه على انه نصيرا له وحده دون غيره فكان مطلب الجميع و ظهر هذا المخلوق الذي بقية طول فترت الحرب خارج الدولة لم يظهر في لبنان الا كيس نقوده فقط . حان الان دور صاحب الكيس و ذلك ليسترد ما دفعة من الضرائب التي ستفرض على المواطنين المساكين .





بعد القضاء على كل من يقف بوجه الاتفاق عن طريق الدولة الداعمة التي كانت تقضي علية بأسم اعادة وحدة البلد و استتب الامر لاصحاب الميلشيات المتوحدة و بدأ القوي منهم يقضي على زميله الاضعف بحجج مختلفة تكون للوهله الاولى عادلة .





استلم زعماء الميلشيات الحكم تحت عنوان الاستعاب و انضم قسم من عناصر الدويلات الى اجهزة الدولة العسكرية و كان يجب عليهم التمسك بكل عناصر الدولة و لا ننسى ان عليهم القضاء على العناصر النزيهه التى تحدثنا عنها سابقا و هنا كان دور صاحب الاموال الذي ظهر اخيرا لتكملة ما بدأت بها الميلشيات .





استلم صاحبنا هذا منصب رئيس وزراء بعد مسرحية قصيرة كانت تقزز النفس و ذلك بتعبئة الناس بالضغط عليهم بالاوضاع الاقتصادية ضد الحكومة التي انشأت بعد الاتفاق . بدأ صاحبنا بابعاد كل موظف لا يخدم مصلحته العليا و الخاصة جدا من إدارات الدولة و مؤسساتها تحت شعار رنان و هو التطهير من الفساد فكان اصحاب الضمائر الحية هم الهدف من هذا التطهير .





كان هناك بعض العقبات يجب تزليلها حتى يكون الامر قانونيا فدعا الى اجتماع عاجل لامراء الحرب السابقين و كان قرارهم الاول هو تعين نواب حتى يكتمل مجلس النواب و التحضير الى انتخابات نيابية . كان القانون الذي وضع للانتخابات هو قانون مفصل لكل امير حتى لا يسقط اي واحد و تزهب احلام الرجل و تلك الدولة الراعية ادراج الرياح .





الانتخابات قد جرت كما توقع الامراء و صاروا نواب قانونين بعد ما كانوا معينين تعين و اول وزارة تم انشائها كانت وزارة التطهير من الفساد و نستطيع القول تطهير الدولة من اصحاب الضمير , و شرعوا بتنفيذ مختطاتهم و طلبوا من اعوانهم بمؤسسات الدولة بتقديم تقارير ضد اي شخص يعرقل اهدافهم .





فتحت الحكومة الجديدة باب الاستقالات لكل الموظفين و اغرتهم بالتعويضات الكبرى و ذلك لتتجنب الدخول بمحاكمات صورية معهم و لكن المقصود بعزلهم لم يتقدموا بأستقالاتهم لانهم اعتبروا هذا القرار للفاسدين في وظائفهم . و بعد انتهاء مهلة الاستقالات بدأنا نرى عملية التطهير من كل اصحاب الضمائر الحية .