المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب (شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف) الطبعة الاولى



الاسدودى
29-11-2004, 12:20 PM
شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف
سعيد حوى
الطبعة الأولى
1407هـ - 1978م
___________________________________________________

مقدمة
إن حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فريضة شرعية على كل مسلم ، ولكن من هم أهل بيته ، وما هي مظاهر الحب الصحيح ؟.

لا شك أن آل البيت هم ذوو قرباه المستجيبون لهدايته، ولا شك أن المظهر الأرقى للحب هو المودة القلبية والإتباع الظاهري . ولم تزل الأمة الإسلامية تتقرب إلى الله بحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه عبر شعار حب آل البيت وجد التشيع الشاذ الذي ظهر عبر التاريخ بعقائد فاسدة ومواقف خطيرة خائنة .

وعندما انتصر الخميني ظن المخلصون في هذه الأمة أن الخمينية إرجاع للأمر إلى نصابه في حب آل بيت رسول الله صلى اله عليه وسلم وتحرير التشيع من العقائد الزائفة والمواقف الخائنة ، خاصة ، وأن الخميني أعلن في هذه الأيام الأولى من انتصاره أن ثورته إسلامية وليست مذهبية ، وأن ثورته لصالح المستضعفين ولصالح تحرير شعوب الأمة الإسلامية عامة ولصالح تحرير فلسطين خاصة .

ثم بدأت الأمور تتكشف للمخلصين ، فإذا بالخميني هذا يتبنى كل العقائد الشاذة للتشيع عبر التاريخ ، وإذا بالمواقف الخائنة للشذوذ الشيعي تظهر بالخميني و الخمينية ، فكانت نكسة كبيرة وخيبة أمل خطيرة .

لقد ظهرت ولازالت تظهر كتابات ومقولات عن بعض أئمة الشيعة تعبر عن عودة صادقة للأصول يتطابق فيها التشيع العلوي بالتسنن النبوي كتلك الكتابات التي نقدت أسانيد الكليني في كتابة الكافي والتي كان بالإمكان أن تكون مقدمة لتحقيقات ومدارسات ومذكرات يلتقي فيها المخلصون من الشيعة وأهل السنة والجماعة على كلمة سواء ، وكان المفترض بالخميني أن يشجع هذا الاتجاه ، ولكنه بدلا من ذلك تبين للمخلصين أنه يقاوم هذا الاتجاه وتبنى ما يخالفه مما يعمق الشذوذ والانحراف ويؤكد الخلاف والاختلاف فكان لابد لأهل العلم في هذه الأمة أن يبينوا للمسلمين خطورة الخميني والخمينية ، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : " يحمل هذا الدين من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين " . أما وقد دخل الخميني في زمرة الغلاة المُحرفين والمنتحلين المبطلين والمؤولين الجاهلين ، فلابد لأهل العلم في هذه الأمة أن يقولوا فيه ما يفضح أمره ويبين حاله كي لا يغتر أحد به ، ولكي لا يهلك فيه أحد إلا وقد قامت عليه الحجة وظهر له من البينات ما يدعوه إلى اجتناب هذا الخطر العظيم الذي هو مقدمة لسخط الله واستحقاق عذابه ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) .

هذا هو الذي دعانا لكتابة هذه الرسالة ، وخلاصة السبب هو أن المسلمين استبشروا في مشارق الأرض ومغاربها بتيار الصحوة الإسلامية المعاصرة آملين أن تعيد إليهم مجدهم الغابر وسلطانهم الزائل ووحدتهم العقدية التي بها يواجهون تحديات عصرهم التي صارت تحيط بهم من كل حدب وصوب وجهة ومكان .

وقد تحقق أعداء الإسلام من خطورة هذه الصحوة الإسلامية الرشيدة على مصالحهم وأنها القاضية الماحقة لغايتهم التي خططوا لها زمانا ، فأعدوا لعبتهم القديمة الجديدة ، وتشاور كهنة المجوس وأحبار اليهود يريدون الكيد للإسلام وأهله ، وبان لهم بأن تشويه هذه الصحوة الواعية وحرفها عن مقاصدها النبيلة الكريمة أفضل وسيلة وأنجح طريق لضربها وإخراجها من مضمونها الإسلامي السليم تحريفا لغايتها وتدميرا لأسسها ، فسلطوا عليها من المتظاهرين بالإسلام قوما علهم يحققون لهم ما خططوا له من سوء ليغتالوا الوليد في مهده وأول نشأته ونمائه .

وهكذا كان الأمر ، جاءت الخمينية المارقة تحذو حذو أسلافها من حركات الغلو والزندقة التي جمعت بين الشعوبية في الرأي والفساد في العقيدة تتاجر بمشاعر جماهير المتعلقين بالإسلام تاريخا وعقيدة وتراثا ، فتتظاهر بالإسلام قولا وتبطن جملة الشذوذ العقدي والحركي الذي كان سمة مشتركة وتراثا جامعا للهالكين من أسلافها من الأبامُسلمية والبابكية والصفوية فيعيدوا إلى واقع المسلمين كل نزعات الشر والدمار التي جسدتها تلك الحركات المشبوهة الساقطة في شرك الكفر والزندقة والعصيان ، وتعيد إلى الأذهان كل مخططات البرامج الباطنية القائمة على التدليس والتلبيس ، فتدعي نصرة الإسلام وهي حرب عليه عقيدة ومنهجا وسلوكا ،وتتظاهر بالغيرة على وحدة الصف الإسلامي وهي تدق صباحا ومساء إسفينا بعد إسفين في أركان الأمة الواحدة متوسلة إلى ذلك بنظرة مذهبية شاذة ، وتزعم نصرة المستضعفين في الأرض وهي تجند الأطفال والصغار وتدفعهم قسراً وإلجاءً إلى محرقة الموت الزؤام ، ثم هي لا تكتفي بكل هذا الشر الأسود بل تقيم فلسفتها جملة وتفصيلا على قراءة منحرفة قوامها التلفيق والتدليس لكل تاريخ المسلمين ، فتأتي على رموزه وأكابر مؤسسيه هدما وتشويها وتمويها ، وتجدد الدعوة بإصرار إلى كل الصفحات السلبية السوداء الماضية في التاريخ والتي ظن المخلصون أنها قد بادت فليس من مصلحة المسلمين ولا في صالح الإسلام إعادة قراءتها من جديد ، فلقد قاسى الجميع من شرها مالا يحصره كتاب .

وهكذا أيضا خلطت الخمينية في منهجها الحركي الفاسد المدمر كل توجهات الحركات السرية الباطنية ومناهجها القائمة على التلقين السري والاعتصام بالتقية والاستمداد من المجوسية لتتحول في الغاية والنهاية ، كأخواتها في التاريخ إلى مدرسة ممتازة للغدر والمخاتلة ، وإلى منهجية شريرة ذات شعب ثلاث : إفساد للعقيدة ، وطمس لمعالم الإسلام وتشريه لمقاصده النبيلة ، ورغبة في السيطرة والهيمنة قد غلفت بشعارات خادعة .

وستتضمن هذه الرسالة فصلين وخاتمة، الفصل الأول في العقائد الشاذة وتبني الخميني لها ، والثاني في مواقف الخمينية الشاذة . أما الخاتمة فستكون حديثا إلى أبناء هذه الأمة في ضرورة التمسك بعقائد أهل السنة والجماعة لأنها الحق والعدل ، ولأن الانحراف عنها هو الطريق إلى سخط الله والنار .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .



الفصل الأول
بعض عقائد الشيعة الشاذة وتبني الخميني لها
توطئة

لقد ظهرت خلال التشيع آراء شاذة كثيرة ودخلت باسم التشيع عقائد زائفة كثيرة . ولقد كان التشيع سبيلا لمرور كثير من الأفكار الكافرة ، فانبثقت عنه فرق غالية كالإسماعيلية و النصيرية والدرزية وهي فرق باطنية اجتمع على تكفيرها الشيعة الإثنى عشرية وأهل السنة والجماعة سواء بسواء .

ولكن الشيعة الإثنى عشرية يرون أن هذه الفرق مع أنها تقول بألوهية الإنسان وغير ذلك من العقائد الزائغة هي أقرب إليهم من أهل السنة والجماعة ، وهذا وحده دليل انحراف خطير .

وسوف لا نفصل في وجوه هذا الانحراف كثيرا ونكتفي بذكر بعض العقائد الشاذة التي تبناها الشيعة الإثنى عشرية والتي تبناها الخميني وأعلن عنها .

أولا: الغلو في الأئمة
قال تعالى ] اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم [ والمعروف أن النصارى قد اتخذوا المسيح رباً. وقد فسّر رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفية اتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله : بأنهم أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم.

والشيعة غلوا هذا الغلو فأسبغوا العصمة على أئمتهم ، فجعلوا القول بعصمة الإمام أصلاً من أصول مذهبهم كما أثبت ذلك الكليني في " الكافي" وابن بابويه القمي في " عقائد الشيعة الإمامية" والشيخ المفيد في كتابيه " أوائل المقالات" و " تصحيح عقائد الشيعة الإمامية" فإجماع أئمتهم من المتقدمين والمتأخرين يفيد أن الإمام معصوم عن الخطأ والسهو والإسهاء والنسيان عن قصد أو من غير قصد ، وأن الإمامة أعلى مرتبة من النبوة ’’حياة القلوب – المجلسي:3/10‘‘ ، وأن لهم حرية الاختيار في التحليل والتحريم . فقد جاء في أصول " الكافي" لإمامهم الكليني القول بأن الله خلق محمداً وعلياً وفاطمة فمكثوا ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفوض أمورها إليهم، فهم يحلون ما يشاءون ويحرمون ما يشاءون" ’’ص:287 من أصول الكافي ، وقد صحح الخميني هذا الحديث في كشف الأسرار‘‘.

فهذا غلو من الشيعة في الأئمة جعلهم يشاركون الله سبحانه في القدرة على تدبير هذا الكون وتسخيره ، والله عز وجل جعل لذاته التدبير فقال " يُدبر الأمر".

كما غلا بعض الشيعة فجعلوا الأئمة يشاركون الله في علم الغيب وفي علم كل شيىء، فقد أورد الكليني في " الكافي" باباً بعنوان " إن الأئمة يلعمون ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيىء" ( أصول الكافي ص: 160 ولزيد من التفاصيل انظر كتاب " الباب الحادي عشر" وكتاب : " كشف المراد شرح تجريد الإعتقاد" لإبن المطهر الشيعي.) وهذا كله نقيض قوله تعالى : " عالم الغيب ، فلا يظهر على غيبه أحداً إلاّ من ارتضى من رسول" ونحن لا ننكر أن يطلع الله بعض عباده على شيىء <ص14> من غيبه كرامة له ولكنا ننكر أن يكون هذا هو الأصل في حق أي مخلوق.

إن هذه الضلالات فتحت الباب على مصراعيه لكل مهووس ودجال أن يدعي مقاماً لبعض البشر يفوق مقام الأنبياء وأن ينسخ من شريعة الإسلام ما شاء كما أراد، في حين أن عقيدة أهل الحق أن النبوة مرتبة مخصوصة واجتباء واصطفاء من الله تعالى لمن شاء وأراد لقوله تعالى: " الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس".

وجاء الخميني ليؤكد هذا الغلو ويعمقه، وذلك جحود لما هو معلوم من الدين بالضرورة، وهو كفر بواح، فانظر إلى الخميني وهو يغلو في حق أئمته فيعطيهم العصمة والتدبير والعلم الإلهي ويرفعهم فوق مقام النبياء، فيقول في كتابه " الحكومة الإسلامية" : " إن للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون. وأن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل. وبموجب ما لدينا من الروايات والأحاديث فإن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم والأئمة عليهم السلام كانوا قبل هذا العالم أنواراً فجعلهم الله بعرشه محدقين .. وقد ورد عنهم عليهم <ص15>السلام : إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل".’’ الحكومة الإسلامية ص(52) – ط. القاهرة 1979م، وطبعة طهران مكتبة برزك الإسلامية ، وراجع تفاصيل أخرى في كتاب العلاّمة أبو الحسن الندوي " صورتان متضادتان" ص 77 وما بعدها.‘‘.

وقال في موضع آخر من كتابه هذا : " إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن لا تخص جيلاً خاصاً وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر إلى يوم القيامة يجب تنفيذها واتباعها" ’’ الحكومة الإسلامية ص 112 ‘‘ و " أنه لا يتصور فيهم ( يقصد الأئمة) السهو والغفلة". ’’ الحكومة الإسلامية ص 91‘‘.

ثانيا: قولهم بتحريف القرآن الكريم
<ص16>من المعلوم من الدين بالضرورة أن هذا القرآن محفوظ بحفظ الله سبحانه ، وأن ماقبله من الكتب موكول إلى حفظ أهله، ولذلك حرف ما قبله من الكتب السماوية، أما هو فمحفوظ. قال تعالى عن التوارة " يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء" ، فهذا يدل على أن حفظ التوارة قد وكل إلى من أنزلت عليه وأما القرآن فإنه محفوظ بحفظ الله ، قال تعالى: " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " فهذا القرآن بقراءاته المتواترة قد أجمعت عليه الأمة منذ عهد الصحابة حتى اليوم.

أمّا الشيعة الإمامية الإثنى عشرية فإن غلاة متقدميهم ومتأخريهم مجمعون على أن القرآن قد حُرِّف وبدل وجرت عليه الزيادة والنقصان ؛ منهم كبير مؤلفيهم ومحدثيهم وأوثقهم عندهم الكليني في كتابه " الكافي" وخاتمة محدثيهم محمد باقر المجلسي في كتابه " مرآة العقول" وموسوعته الكبرى <ص17> " بحار الأنوار" ، فقد أورد الكليني مجموعة من الروايات تؤكد إيمانهم بالتحريف منها رواية نسبها إلى جعفر بن محمد الصادق قال فيها : " إن عندنا مصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة .. مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله مافيه من قرآنكم حرف واحد" ’’ الكافي 1/239-241 ط. طهران كتاب الحجة – باب: ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة.‘‘

وقال خاتمة محدثي الشيعة محمد باقر المجلسي :" إن كثيراً من الأخبار صريحة في نقص القرآن وتغييره، متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد على الأخبار رأساً، بل أظن أن الأخبار في هذا الباب لا تقصر عن أخبار <ص18> الإمامة " ’’ مرآة العقول :253‘‘ . ومعلوم أن الإمامة عندهم ثابتة بالنص والتعيين وجاحدها كافر بإجماعهم.

وقد حاول بعض معتدلي الشيعة تجاوز هذا الرأي وإسقاطه عن المذهب فتصدى لهم غير واحد من علماء الشيعة فسفهوا رأيهم وحملوا قولهم بذلك على التقية، وكان من أبرزهم نوري الطبرسي الذي أثنى عليه الخميني غير مرة ’’ الحكومة الإسلامية : 66‘‘ والذي ألف كتابه الضخم في أواخر القرن الثالث عشر الهجري: " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب " وأورد فيه أكثر من ألفي رواية من الروايات الشيعية المعتمدة في كتبهم تُفيد القول بالتحريف والنقص وأن لا اعتماد على هذا القرآن الذي بين أيدي المسلمين اليوم ، ونقل عن السيد المحدث نعمة الله الجزائري قوله في كتاب " النوار" : " إن الأصحاب فد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن : كلاماً ومادة وإعراباً والتصديق بها" ’’ فصل الخطاب: 30 ، 328-329‘‘ <ص19>.

وهذا كله كفر محض لأنه مناقض لما هو معلوم من الدين بالضرورة ، وأي ميزة تكون للإسلام إذا كان كتابه محرفاً أو مغيراً أو ناقضاً.

وكنا نأمل أن يتصدى الخميني لمثل هذه الكفريات وينزه كتاب الله سبحانه عنها ويلعن القائلين بها ويصرح بكفرهم وخروجهم عن ملة الإسلام، إلا أنه عاد فأكد كل هذا الشذوذ العقدي في كتابه " كشف الأسرار " حينما قال : " لقد كان سهلاً عليهم ( يعني : الصحابة الكرام) أن يخرجوا هذه الآيات من القرآن ويتناولوا الكتاب السماوي بالتحريف ويسدلوا الستار على القرآن ويغيبونه عن أعين العالمين. إن تخمة التحريف التي يوجهها المسلمون إلى اليهود والنصارى إنما تثبت على الصحابة" ’’ كشف الأسرار : ص144 بالفارسية نقلاً من كتاب العلامة الشيخ أبو الحسن الندوي : صورتان متضادتان ص 94(طبعة عمان)‘‘.<ص20>. وهذا من خميني كفر بواح ونقض للإسلام كله ، فهذا القرآن المعجز الذي حوى معجزات كثيرة إذا تُجُرىء عليه فأي سند في الإسلام يبقى له مكانة وأي سند للإسلام يبقى بعد ذلك.

ثالثا : موقف الشيعة من السنة النبوية المطهرة
<ص21> .. من المعروف المجمع عليه عند علماء الشيعة ، بل من أصول مذهبهم ، أن الأمة قد كفرت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت عن دين الله – والعياذ بالله – إلاّ ثلاثة أو أربعة ’’ انظر ما يأتي: الموقف من الصحابة ففيه تفصيل‘‘ ، ولذلك فإنهم لا يعتمدون عليهم ولا يثقون بأخبارهم ويطرحونها جملة وتفصيلاً باعتبارها ساقطة مكذوبة موضوعة.

ولذلك فإن الشيعة أجمعين – حتى المعتدلين منهم – لا يحتجون من السنة إلا بما صح لهم عن طريق أهل البيت ’’ انظر كتاب أصل الشيعة وأصولها لمحمد حسين كاشف الغطاء : 79 (ط مؤسسة الأعلمي ببيروت)‘‘، يقول الشيخ محمد حسن آل كاشف الغطاء – وهو من معتدليهم - : " أما ما يرويه مثل أبي هريرة وسمرة بن جندب و مروان بن الحكم وعمران بن حطان الخارجي وعمرو ابن العاص ونظائرهم فليس له عند الإمامية من الاعتبار مقدار بعوضة ، وأمرهم أشهر من أن يُذكر" ’’ أصل الشيعة وأصولها‘‘.

<ص22> وقد درس الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي المتوفى سنة 984هـ في كتابه المشهور"وصول الخيار إلى أصول الأخبار" وهو من كتب مصطلح الحديث المشهورة المرموقة عندهم ، هذا الأمر فتوصل إلى الحكم العام في كتب حديث أهل السنة حينما قال: " فصحاح العامة كلها وجميع ما يرونه غير صحيح"’’وصول الأخيار : 94(قم- طبعة سنة 1401هـ)‘‘ .

وقد صرح الخميني في كتابه " كشف الأسرار" أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قد وضع حديث " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة" في معرض حديثه عن مخالفة أبي بكر للقرآن الكريم - ’’ كشف الأسرار :112‘‘ - كما صرح في كتابه " الحكومة الإسلامية" أن الصحابي الجليل سمرة بن جندب كان يضع الحديث أيضاً – ’’ الحكومة الإسلامية : 71‘‘.

<ص23> هذا هو رأي الشيعة وزعيمهم الخميني في السنة النبوية المطهرة التي رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه الأتقياء البررة. وأن من المعلوم عند علماء الحديث أنه من أنكر حديثاً صحيحاً مع الأدب فقد فسق ومن أنكره مع سوء الأدب فقد كفر، وكذلك من أنكر حديثاً متواتراً. وقد تبين مما تقدم أن الخميني وشيعته ينكرون كل السنة التي رويت لنا بأسانيد صحاح ، وفي ذلك إنكار لأحاديث صحيحة كثيرة، وبعض ما أنكروه يبلغ مبلغ التواتر، وجميع ما أنكروه يدخل ضمناً في حد التواتر ، وهم بذلك ينقضون الأساس الثاني لهذا الدين وهو السنة ، وهم بدلاً عن السنة الثابتة يعتمدون روايات عن أئمة الكذب والوضع مما جمعه الكليني وغيره. وقد بلغنا أن بعضهم نقد رجال الكليني فذكر عدداً كبيراً منهم بأنهم كذابون ، وتلك شهادة الشيعة أنفسهم على ما في كتبهم المعتمدة من دس عند كثير من المنصفين منهم. أما نحن فلا نقبل رواياتهم أصلاً لأنهم منحرفون في العقيدة يستحلون الكذب في نصرة أهوائهم. وقد ثبت أن الخميني الذي يقول بارتداد الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى ا لله عليه وسلم ويتهمهم بوضع الحديث ، ويطعن في رواة الأمة الثقات ، لا يستدل في بحوثه إلا بكتب فرقته ، وهو أمر مشهور.

رابعاً : الموقف من الصحابة
<ص24> من المعلوم أنه لم يبق بعد وفاة رسول الله r من المنافقين إلا نزر يسير وهذا النزر اليسير قد أعطى سرهم لحذيفة بن اليمان كي لا يلعبوا أي دور خسيس في الأمة الإسلامية ومن ذلك نشر الأكاذيب عن رسول الله r ، لذلك فإن علماء هذه الأمة اعتبروا كل الصحابة في الرواية عدولاً ونظرت الأمة إلى جيل الصحابة الذين أكرمهم الله عز وجل بصحبة نبيه ونصرة دينه وحمل أمانته نظرة احترام وتقديس لأن الله عز وجل شهد لهم فقال تعالى : " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة" وقال تعالى عن هؤلاء : " وألزمهم كلمة التقوى " .

وقد فهم أهل السنة والجماعة أن الصحابة لا يجترىء عليهم إلا زائغ وذلك من قوله تعالى : " ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يُعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار" ، وبعض الشيعة كُفِّروا بموقفهم من عائشة رضي الله عنها واتهامهم إياها وقد برأها الله عز وجل ، وبعض الشيعة لا يكتفون ببغض الصحابة وتفسيقهم وتضليلهم بل ويزيدون على ذلك فيسبون ويجهرون بالسوء في حق الصحابة ويخصون بمزيد من اللعن والسب أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وأبا عبيدة وعبد الرحمن بن عوف .. فإذا كان العشرة المبشرون بالجنة لا يسلمون منهم فما بالك بغيرهم وأي اعتبار للإسلام يبقى بعد الوقوع بأصحاب رسول الله r ؟ فإذا كانت تربية الرسول r لم تصل بالناس إلى الكمال فما حال تربية غيره، انظر إلى الكليني صاحب " الكافي" وهو يسوق رواية موثقة عندهم منسوبة إلى جعفر بن محمد الصادق تقول: " كان الناس أهل ردة بعد النبي r إلا ثلاثة. فقلت الثلاثة؟ فقال : المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي " ’’ أصول الكافي : 3/85‘‘ ،ويسوق في موضع آخر رواية ينسبها إلى الباقر وقد سأله أحدهم عن الشيخين :"ما تسألني عنهما،ما مات منا ميت إلا ساخطاً عليهما يوصي بذلك الكبير منا الصغير ، إنهما ظلمانا حقنا ، وكانا أول من ركب أعناقنا ، والله ما أسست من بلية ولا قضية تجري علينا أهل البيت ألا هما أسسا أولها ، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"’’أصول الكافي:3/115‘‘

ويقول الكشي في كتابه "الرجال" : "سأل الكميت بن زيد الإمام الباقر عن الشيخين فقال : يا كميت بن زيد ما أهريق في الإسلام دم ولا اكتسب مال من غير حلة ولا نكح فرج إلا وذلك في أعناقنا إلى يوم يقوم قائمنا "’’رجال الكشي:135 ‘‘.

وهذا الأمر مستفيض عند علمائهم وثقات محدثيهم من المتقدمين والتأخرين أمثال ابن بابويه القمي وشيخ الطائفة الطوسي، والشيخ المفيد، وابن طاووس ، والأردبيلي ، وأبو الحسن القمي ومحمد باقر المجلسي الملقب عندهم بخاتمة المحدثين والذي أسهب الخميني في الثناء عليه في كتابه " كشف الأسرار" ’’ص 120‘‘ ، وقد أورد المجلسي في كتبه " زاد المعاد" و " حق اليقين " و بحار الأنوار " من الأكاذيب والحكايات في حق سادتنا أبي بكر وعمر وعثمان وأبي عبيدة وخالد بن الوليد وغيرهم ما نتأدب عن نقله.

أما الخميني الذي نادي في أول حركته بتوحيد الأمة الإسلامية فقد كان من المفروض أن يسدل الستار على مثل هذه الضلالات بحق أطهار هذه الأمة ويعلنها حرباً على من يقول بها ويمنع الكتب المؤلفة في سبهم وتكفيرهم لكنه بدلاً من كل ذلك تبنى أعتى الشذوذ الشيعي في هذا المجال.

وكان الخميني قد كتب فصلين في كتابه " كشف الأسرار" أحدهما في بيان مخالفة أبي بكر للقرآن ’’كشف الأسرار ص 111-114‘‘ والآخر في مخالفة عمر لكتاب الله ’’ كشف الأسرار ص 114-117‘‘ فيهما من الكذب والإفتراء والحقد على أئمة المسلمين مالا يتصور وصفه من رجل يدعي العلم والمعرفة والدين ، فقال في حق الشيخين : " إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين وما قاما به ممن مخالفات للقرآن ومن تلاعب بأحكام الإله ، وما حللاه وما حرماه من عندهما ، وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضد أولاده ، ولكننا <ص28> نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين .. إن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة ، وأن يكونوا ضمن أولى الأمر" ’’ كشف الأسرار :107-108 ‘‘ . ووصف سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن أعماله : " نابعة من أعمال الكفر والزندقة والمخالفات لآيات ورد ذكرها في القرآن الكريم" ’’ كشف الأسرار ص 116‘‘ ، بل ذكر في خلاصة كلامه على سبب عدم ورود ذكر الإمامة في القرآن الكريم وماقام به الشيخان – في زعمه – من اغتصاب للخلافة ما نصه : " من جميع ما تقدم يتضح أن مخالفة الشيخين للقرآن لم تكن عند المسلمين شيئاً مهما جداً. وأن المسلمين إما كانوا داخلين في حزب الشيخين ومؤيدين لهما وإما كانوا ضدهما ولا يجرؤون أن يقولوا شيئاً أمام أولئك الذين تصرفوا مثل هذه التصرفات تجاه رسول الله وتجاه ابنته ، وحتى إذا كان أحدهم يقول شيئاً فإن كلامه لم يكن ليؤخذ به . والخلاصة : حتى لو كانت لهذه الأمور ذكر صريح في القرآن فإن هؤلاء لم <ص29> يكونوا ليكفوا عن منهجهم ولم يكونوا ليتخلوا عن المنصب" ’’ كشف الأسرار : 117. وقد نقل هذه الأقوال قبلنا مجموعة من العلماء نذكر منهم : محمد إبراهيم شقرة في كتابه " شهادة خميني في أصحاب رسول الله " ومحمد منظور نعماني في كتابه " الثورة الإيرانية في ميزان الإسلام " ونقل بعضها أبو الحسن الندوي في كتابه " صورتان متضادتان‘‘.

ومع أننا نعتقد أن خميني كتب كتابه " الحكومة الإسلامية" وفيه الكثير من المداراة والتقية باعتباره برنامجاً حركياً له و لأتباعه فإنه حرص كل الحرص على أن لا يذكر اسم الشيخين وعثمان بن عفان رضي الله عنهم كلما اضطرته ضرورة التسلسل التاريخي ، بل يقفز من ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ’’ انظر الحكومة الإسلامية ص 26،71‘‘. ولكن الواضح من عقيدته التي نسوق نصوصها من كتابه " الحكومة الإسلامية" والتي معناها أن الرسول r قد عين علياً رضي الله عنه وصياً وخليفة من بعده تقضي بالنتيجة أن الصحابة عصوا أمر الرسول وخالفوه واغتصبوا الخلافة وعينوا أبا بكر بدلاً منه ، <ص 30> يقول خميني : " نحن نعتقد بالولاية ونعتقد ضرورة أن يعين النبي خليفة من بعده ، وقد فعل" ’’ الحكومة الإسلامية ص 18‘‘ ، ويقول بعد قليل : " وكان تعيين خليفة من بعده عاملاً ومتمماً ومكملاً لرسالته" ’’ الحكومة الإسلامية ص 19‘‘ ، ثم يوضح ذلك فيقول: " بحيث كان يعتبر الرسول r وآله لولا تعيين الخليفة من بعده غير مبلغ رسالته" ’’ الحكومة الإسلامية ص 23‘‘.

وهذا هو الشذوذ الذي يخرج قائله عن دائرة الإسلام ، فإن هؤلاء وقعوا في الضلال والإضلال وشاركوا أهل الكتاب فيما نهاهم الله عز وجل بقوله : " يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل" . <ص 31>

الاسدودى
29-11-2004, 12:26 PM
خامسا: انتقاصهم لرسول الله
لم تزل كتب الشيعة مليئة بانتقاص الرسول r سواء بذلك انتقاصهم من خلال الطعن في أزواجه أو من خلال الطعن في أصحابه ا, من خلال الطعن في كمال رسالته وجاء الخميني ليزيد على ذلك بأن ينتقص من مقام رسول الله r فيذكر أنه لم يحقق الإنصاف الإلهي مع أن الله عز وجل قال " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله " فالرسول r حقق الإنصاف الإلهي بما لا مزيد عليه وكل من حقق شيئاً من الإنصاف بعده فإنما حققه مقتدياً به بينما الخميني ينتقص رسول الله r في تصريح له نشرته مجلة إمباكت انترناشيونال في لندن ’’ مجلة إمباكت – لندن 24-8-1984‘‘ باللغة الإنجليزية ، ومجلة إيشيا الصادرة بلاهور في باكستان باللغة الأوردية ’’ عدد ذي الحجة 1404هـ الموافق 23-9-1984م‘‘ وهما مجلتان كانتا صديقتين لخميني إلا أنهما استفظعتا منه هذا القول وردتا عليه بمقال عنوانه" هذا نفي للإسلام وتاريخ الإسلام". <ص32>

سادساً : مخالفتهم الإجماع
لقد نص القرآن على أن إجماع المسلمين حجة . قال تعالى " ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً" ولم يحفل بعض الشيعة بالإجماع قط وكذلك شأن الخميني وأفظع مثال على مخالفتهم الإجماع وإباحتهم لنكاح المتعة الذي لا زال قائماً في إيران بعد الخميني ، وما نكاح المتعة إلا زنا صريح بعد انعقاد الإجماع على تحريمه. وممن قال بتحريمه علي بن أبي طالب نفسه. صحيح أن الإسلام لم يحرم نكاح المتعة في أول الأمر لكن الثابت عن رسول الله r أنه حرمه أخيراً ثم أجمعت المة على ذلك ، وها هو نكاح المتعة الذي بهدم نظام الأسرة ويهدم أحد مقاصد الإسلام العظيمة في حفظه للأعراض والأنساب وفي رعايته للأبناء كي ينشئوا في وسط عائلي ما أمكن ذلك ، كل ذلك يهدمه هؤلاء الشيعة وها هو نظام الخميني يشجعه وكفى بذلك علامة على أنهم لا يبالون بالإجماع كحجة شرعية، والأمر في ذلك خطير وكبير فهم يخالفون الإجماع في كثير من أمورهم في العقيدة والعبادة ومناهج الحياة ، ألا يخالفون الإجماع في الصلوات وفي <ص33> الصوم وفي الحج وفي غير ذلك من شعائر الإسلام وشرائعه والخميني يؤكد هذه المخالفة بل يكرسها في دستوره عندما يعتمد مذهب الإثنى عشرية كمذهب وحيد وإلى الأبد ويجعل هذه المادة غير قابلة للبحث والتعديل ( المادة 12).

سابعا : الموقف من أهل السنة والجماعة
<ص34> إن الشيعة الإثنى عشرية تعد كل من لا يؤمن بالأئمة وعصمتهم ناصبياً تحرم عليه الجنة ويدخل النار. ومن مقولاتهم التي ذكروها في كتبهم وتبناها الخميني في كتبه ضرورة مخالفة أهل السنة والجماعة. صحيح أن هذا جاء في سياق ضرورة إتباع الكتاب والسنة أولاً ولكن ، أي كتاب والكتاب عندهم محرف وأي سنة والسنة عندهم ما تناقلته الشيعة وحدهم ! انظر إلى الخميني ناقلاًَ ومتبنياً في رسالته : " التعادل والترجيح " وهو يبحث في الأخبار الواردة في مخالفة العامة ( أي أهل السنة والجماعة) فيقول : " وهي طائفتان: أحداهما وما وردت في خصوص الخبرين المتعارضين ، وثانيتهما، ما يظهر منها لزوم مخالفتهم وترك الخبر الموافق لهم مطلقاً " ’’ التعادل والترجيح ص 80-81 وأصل الرسالة بالعربية مطبوعة صمن رسائل له في طهران‘‘ . وبعد أن ساق الخميني مجموعة من الروايات المختلفة المنسوبة إلى آل البيت الكرام في وجوب مخالفة أهل السنة والجماعة استطرد قائلاً : " ولا يخفى وضوح دلالة هذه الأخبار على أن مخالفة العامة مرجحة في الخبرين المتعارضين مع اعتبار سند بعضهما ، بل صحة بعضها على الظاهر واشتهار مضمونها بين الأصحاب، بل هذا المرجح هو المتداول العام الشائع في جميع أبواب الفقه وألسنة الفقهاء"

وقد انتهى الخميني في بحثه الفقهي في هذه المسألة بقوله : " فتحل في جميع ما ذكرنها في أول البحث إلى هنا أن المرجح المنصوص ينحصر في أمرين ، موافقة الكتاب والسنة ومخالفة العامة" ..’’ التعادل والترجيح ص 82‘‘.

ألا فليعلم شباب أهل السنة والجماعة من هذه الأمة رأي الخميني في أهل السنة والجماعة عامة وليكفوا عن الإعجاب فيه بخداعه وخداع أتباعه ، فما هم إلاّ دعاة ضلالة وما هم إلاّ دعاة إلى النار فالله تعالى يقول : " واتبع سبيل من أناب إلى " وهؤلاء يأمرون أتباعهم بوجوب مخالفة فتوى أئمة الاجتهاد من أمثال الشافعي ومالك وأحمد بن حنبل وأبي حنيفة والثوري والأوزاعي بل يأمرون أتباعهم بمخالفة أي عالم من علماء أهل <ص 36> السنة والجماعة ويعتبرون ذلك علامة على صحة السير وسلامة المقصد، فهؤلاء بالنسبة لأهل السنة والجماعة يرون أن يعامل أهل السنة والجماعة كمعاملة اليهود والنصارى في ضرورة المخالفة حيث لا نص في الكتاب والسنة والإجماع.

ثامناً : غلوهم في فاطمة الزهراء رضي الله عنها
<ص 37> إن محبتنا لفاطمة رضي الله عنها جزء من محبتنا لأبيها وزوجها وأولادها ، فلا غرابة أن نحبها ونحترمها ونقدسها ولكن الغرابة أن يُنسب إلى فاطمة ما ليس لها ، وأن تُرفع فوق قدرها . وهذه كتب الشيعة تنص على أن الوحي تنزل على فاطمة بعد أبيها عليه الصلاة والسلام وزاد الخميني فرفعها إلى مقام فوق مقام الأنبياء ( عليم الصلاة والسلام ).

يقول في خطابه (الذي ألقاه في حسينية جماران ظهر يوم الأحد المصادف 2-3-1986م ، بمناسبة عيد المرأة ، وهو يوم مولد سيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، يقول تعليقاً على رواية وردت في كتاب الكافي للكليني ما نصه : " إن فاطمة الزهراء عاشت بعد وفاة والدها خمساً وسبعين يوماً قضتها حزينة كئيبة ، وكان جبرائيل الأمين يأتي إليها لتعزيتها وإبلاغها بالأمور التي ستقع في المستقبل ، و يتضح من الرواية بأن جبرائيل خلال ال 75 يوماً كان يتردد كثيراً عليها ولا أعتقد بأن رواية كهذه الرواية وردت بحق أحد باستثناء الأنبياء العظام. وكان الإمام على يكتب هذه الأمور التي تنقل لها <ص38> من قِبَل جبرائيل ومن المحتمل أن تكون قضايا إيران من الأمور التي نُقلت لها .. لا نعرف من الممكن أن يكون ذلك ، أي الإمام علي ، كان كاتب وحي مثلما كان كاتب وحي رسول الله .. فقضيه نزول جبرائيل على شخصٍ ما ليست بالقضية السهلة والبسيطة ، ولا تعتقدوا بأن جبرائيل ينزل على كل شخص ، إذ لا بد من تناسب روح الشخص الذي ينزل عليه جبرائيل وبين جبرائيل الذي يعتبر الروح الأعظم ، وهذا التناسب كان موجوداً بين جبرائيل وأنبياء الدرجة الأولى مثل الرسول الأعظم وعيسى وموسى وإبراهيم وأمثالهم ولم ينزل جبرائيل على أحد غير هؤلاء ، حتى أنني لم أجد رواية تشير إلى نزول جبرائيل على الأئمة..إذن فهذه فضيلة لم يحظَ بها أحد من بعد الأنبياء غير فاطمة الزهراء عليها السلام وهذه من الفضائل الخاصة بالصديقة فاطمة الزهراء."

إن مثل هذه الأقوال تخرج صاحبها من الدين الإسلامي بإجماع المسلمين بمختلف مذاهبهم.

وبعد فهذه بعض عقائد الشيعة الإثنى عشرية وهذه بعض العقائد الخمينية ذكرناها لك باختصار ، وفي كتب الشيعة أنفسهم وفي كتب الخميني المزيد الذي يدهشك بشذوذه وانحرافاته . وقد كتب الكثيرون من قبل ومن بعد في شذوذات المذهب الإثنى عشري والشذوذات التي تطالعها في كتبهم كثيرة وغريبة ، وأن من ألِفَ عقائد أهل السنة والجماعة وعرف صفائها ونقائها وعرف مذاهبهم الفقهية وطرائقهم في التحقيق والجرح والتعديل ، لا يستطيع أن يتحمل ما يجده من شذوذ وغرائب .

ولكن بعض شباب أهل السنة والجماعة خُدعوا بذلك وغُرر بهم لأن عندهم فراغاً استغله هؤلاء المخادعون الخادعون فحاولوا أن يقدموا لهم الخمينية على أنها تمثل الأصالة والحيوية وما هي إلا مقبرة للإسلام الصحيح ومحاولة لدفن الإسلام وأهله. فيا شباب الأمة الإسلامية .. انتبهوا ..

الفصل الثاني
في المواقف الشاذة للخمينية
لقد ذكر السلطان عبد الحميد في مذكراته : أن الصراع بين الصفويين والعثمانيين لم يكن لصالح الأمة الإسلامية ، بل كان لصالح الكفر والكافرين ، وكنا نطمع أن يتعقل الشيعة والسنة هذاالمعنى فلا تتجدد الحروب بين عالم السنة والشيعة ولكن الخميني فرض هذا الصراع فرضاً مما أدى إلى انتكاس في الصحوة الإسلامية ، وتحالفات مع الكفر والكافرين ، وإجهاض للتنمية في العالم الإسلامي ، وتحويل وجهة العالم الإسلامي.

وقد تحدث التاريخ عن حالات كثيرة كانت فيها عواطف بعض الشيعة من الكافرين ضد المسلمين بل جمعوا إلى العواطف أعمالاً ، فهؤلاء الشيعة ساعدوا الهولنديين في القضاء على دولة اليعاربة في شرقي الجزيرة العربية ، وهذا نصير الدين الطوسي يقنع هولاكو في إنهاء الخلافة العباسية ، وها هو ابن العلقمي يخون خليفته فيساعد التتار في القضاء على الدولة العباسية ، وها هم الحشاشون يحاولون اغتيال صلاح الدين . وكم من مرة أظهر فيها بعض الشيعة عواطفهم نحو الكفر والكافرين ضد الإسلام والمسلمين .

وكنا نتمنى ألا تتكرر هذه الظاهرة ولكنها <ص 44 > ظهرت من جديد بالخمينية وأتباعها ، ولئن كان حب العرب مركوزاً في فطرة كل مسلم فإن كثيراً من الشيعة خلال العصور لم يستطيعوا أن يخوفا كرههم للعرب وخاصة الفرس منهم ، وهكذا كان كثير ُ من الشيعة الفرس دعاة ورعاة للشعوبية الحاقدة على كل ماهو عربي ومسلم وكنا نأمل أن تكون الشعوبية قد انتهت إلى الأبد ولكن الخميني أثاراها من جديد ، وهكذا يجتمع في الخمينية عقائد شاذة ومواقف شاذة فيحيي بذلك الشذوذ العقدي عند الشيعة والمواقف الشاذة عندهم وكل ذلك علىحساب الإسلام والمسلمين .

ومن ها هنا أصبحت المواقف الخمينية خطراً ماحقاً على هذه الأمة لا يجوز لأهل الرأي والفكر أن يسكتوا عنها وعن أهدافها القذرة وأساليبها الماكرة ، ولقد ظهرت المواقف الشاذة للخمينية في أمور متعددة آن الأوان للتنبيه عليها والتحذير منها وهاك أخطر مافي هذه المواقف :

أولاً : روح السيطرة على العالم الإسلامي ومحاولة تشييعه
<ص 45> إن ما يجري في تركيا وفي لبنان وفي سوريا وفي السند وإن الحرب العراقية الإيرانية والدعاية الهائلة والأموال الطائلة التي تبذلها الخمينية ما هي إلا مقدمات لسيطرة الشذوذ الشيعي على الأمة الإسلامية . فها هي " حركة أمل " و " حزب الله " يتعاونان على القضاء على الفلسطينين في لبنان بمساعدة سوريا ، وها هي أمل بالتعاون مع سوريا تصفي الوجود السني في بيروت ، وها هي النصيرية في طرابلس متعاونة من النظام السوري تصفي شوكة السنيين في طرابلس وها هي سوريا النصيرية تعمل على تقويض سلطان السنة في تركيا فتمد اليسار والأرمن وتدفع بالنصيرية نحو التغلغل في الأحزاب المتطرفة وها هي سوريا تتحالف مع إيران مساعدة كل منهما الأخرى في كل شيىء وها هم الشيعة في السند يركبون موجة بعض الأحزاب ليقوضوا استقرار باكستان وما هي إلا أن يسقط العراق في حربه مع إيران – لا سمح الله – حتى يسري التهديد الشيعي الإيراني إلى كل جزء في الخليج بل إلى <ص46> كل قطر في الجزيرة العربية لتقوم بذلك نواة لدولة قادرة على السيطرة على العالم الإسلامي تمتد من السند إلى إيران إلى العراق إلى سوريا إلى لبنان إلى أجزاء في الجزيرة العربية إلى تركيا. وها هي ليبيا جاهزة للتعاون في أفريقيا مع هذه الدولة النواة لتشكل هي وإيران ومن يدور في فلكهما وإسرائيل والجهات المسيطرة على طمس معالم الإسلام فيه.

ومن هنا كان لنا موقف لا بد منه من الحرب العراقية الإيرانية ، هذا الموقف يتمثل في وجوب إيقاف هذه الحرب ، لأن إيقاف الحرب هو الذي ينهي التطلعات الخمينية الجنونية للسيطرة الخطرة على الأمة الإسلامية.

ثانياً : تحالفات استراتيجية مرفوضة
<ص 47> كان لابد للتطلعات الخمينية من تحالفات تحقق بها مآربها ومطامعها ، ولقد أدركت دوائر كثيرة أن عليها أن تراعي التطلعات الخمينية وأن تتعاون معها لما يترتب على هذا التعاون من تحقيق مقاصد مشتركة سنُنبه عليها في الفقرات التالية.

ومن ها هنا وجدنا تحالفاً عجيباً بين إيران وليبيا وبين إيران وسوريا وأمل من جهة وإسرائيل من جهة أخرى ..ووجدنا تحالفاً بين إيران والغرب ووجدنا وفوداً من الإتحاد السوفياتي تأتي إلى إيران ووجدنا وفوداً من إيران تذهب إلى الإتحاد السوفيتي وكل ذلك يتناقض مع كل ماصرح به الخميني ابتداء وإنما جَرّه إلى هذا التناقض الذي أفقده مصداقيته تطلعاته للسيطرة على الأمة الإسلامية ولو كان ذلك لحساب كل جهة معادية للإسلام والمسلمين.

ثالثاً :تنمية الأمة الإسلامية وأموالها في خطر
<ص48> لقد أصبحت أموال الأمة الإسلامية قبل انتصار الخميني كثيرة كثرة تؤهلها للسيطرة الاقتصادية على العالم وتؤهلها لتطوير نفسها . وكانت الأمة الإسلامية تتطلع إلى دول الخليج في تنميتها فأقدم الخميني على تهديد أمن العراق الذي كان مقدمة للحرب الشاملة وبذلك فإن أموال دول الخليج ذهبت ضحية لهذه الحروب ففقدت الأمة الإسلامية بذلك قدراتها الإقتصادية وتنميتها .

وهكذا ساعد الخميني العالم غير الإسلامي في سلب الأمة الإسلامية أموالها وتطويرها إلى أمد بعيد لأنهم حتى في حالة انتهاء الحرب فإن العالم غير الإسلامي هو الذي سيعيد إعمار العراق وإيران . وهكذا فإن الحكومات الكفارة هي التي ربحت في الحرب وفي ما بعد الحرب وكل ذلك بسبب السياسات الخاطئة للخمينية الراغبة في السيطرة.

رابعاً : انتكاس الصحوة الإسلامية
<ص49> لقد كان العالم الإسلامي قبل ظهور الخميني في طريقه إلى العودة إلى الإسلام وبدأت شعوب العالم تستمع إلى كلمة الإسلام الصافية فجاء التطبيق الخميني أسوأ مثل لنموذج تطبيقي للإسلام على أرض الإسلام ، وخاطب العالم بخطاب غير معقول ، ودعاهم إلى إسلام عجيب ، رأينا نماذجه في الفصل الأول ، فكان لذلك آثار على صحوة الشعوب الإسلامية ، وكان لذلك آثار على استعداد غير المسلمين لسماع كلمة الحق فكانت الخمينية انتكاسة للصحوة الإسلامية وكانت تحطيماً لتطلعات دعاة الإسلام إلى عالم جديد.

وهكذا وبعد أن كادت جهود المصلحين والمجددين أن تؤتي ثمارها، هزّ الخميني فطرة الإنسان فأحدث بها اهتزازاً وارتباكاً لأنه خاطب هذه الفطرة بغير المعقول وبغير المقبول ، فجعل المذهبية مادة في دستوره وحرم الأقلية السنية في تطبيقه أبسط حقوق الإنسان ، فإذا عرفت أن ظهران كلها ليس فيها مسجد واحد لأهل السنة والجماعة عرفت مدى ما يمكن أن ينظر إليه العالم إلى ضيق الأفق في التطبيق الإسلامي الذي لا يعطي فرصة <ص50> حتى للمخالفين في المذهب أن يقيموا مساجدهم ، فما بالك بغير المسلمين ؟

وإذا عرفت أن الخمينية جددت عادة الصفوية في زج من هم دون البلوغ في مقدمة الجيش المقاتل ، عرفت إلى أي حد لا تراعي الخمينية الطفولة البريئة التي يعتبرها كل إنسان أنها هي البقاء لجنس الإنسان ، وإذا عرفت أن الخمينية تسد أذنيها عن كل نداء للسلام مع تعادل القوى مجافية لقوله تعالى : " وإن جنحوا للسم فاجنح لها وتوكل على الله " ، إذا عرفت ذلك أدركت كم سينظر العالم بازدراء إلى تطبيق الإسلام ، هذا العالم الذي ذاق مرارة الحروب وأصبح عاشقاً للسلام.

تعليق : لا يختلف العداء الصليبي عن العداء الخميني الشيعي الرافضي .. ومع احترامنا الكبير للمؤلف ، فإن الدعوة للتقريب بين السنة والشيعة كانت بدايتها على مؤسس جماعة الإخوان المسلمين وصارت من ضمن الأهداف التي من ورائها يرومون إلى توحيد الصف المسلم . وبعد أن من الله على المسلمين بما يمحص ويميز الخبيث من الطيب ، من خلال الفتن والإبتلاءات والحروب في العقود الماضية ، صار من الجلي الواضح أمام الأمة كلها وقوف الرافضة صفاً واحداً بجانب كل تحالف ضد المسلمين. وليس أدل على ذلك من تحالف الشمال في أفغانستان مع العالم الصليبي يداً واحدة على نواة أهل السنة هناك بعد أحداث سبتمبر 2001م.

وبما أن العداء الصليبي قائم إلى يوم القيامة ، فليس من المعقول أن نأتي نصفه بأنه عاشق للسلام وننتظر حتى يعمل فينا قتلاً حتى نتيقن أنه حاقد مثلما كانت رحلتنا مع مبدأ التقريب المزعوم.

والشاهد من هذا التعليق أنه لا حاجة بنا إلى اعتبار أنفسنا وحدة منفصلة عن سلفنا الصالح أو كياناً حديثاً له معطيات وظروف سياسية واجتماعية واقتصادية وتحالفات قد يكون من ورائها تحقيق النفع للأمة !! هذا المفهوم يتنافى مع المعتقد الراسخ لدينا .. " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " .. إذن " قل إن هدى الله هو الهدى " ثم تأكد من أنهم " ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير". فهذا العالم الذي ذاق مرارة الحروب لا يستطعم ولا يستلذ إلاّ بهذا المر .. ولا تقر عينه إلا بالدم الإسلامي المسفوح ، ولا تطرب أذنيه إلا بأنات الثكالى والمكلومين ، ولن يقر له قرار حتى يتحقق فيه قول الله تعالى السابق ذكره."" انتهى التعليق..

خامساً : التقية والبندقية
<ص 51> بعض الشيعة يستعملون التقية بأكثر من الحد الذي تجيزه شريعة الله عز وجل وكنا نتصور أنه بعد انتصار الخميني في إيران أن الشيعة قد تجاوزوا التقية . ولكننا من خلال الواقع وجدناهم يستعلمون التقية مع البندقية !! فهم سواء في ذلك النظام النصيري في سوريا أو حركة أمل أو إيران يتعاونون مع إسرائيل سراً ويعطونها الذي تريد ويتظاهرون بخلاف ذلك، وهم يحاربون حرباً طائفية في كل مكان ويتظاهرون بشعارات سوى ذلك ، وهم يتخيرون لخطاب شباب الإسلام عبارات وخطابات يلبسونها ثوب الخداع ويتسترون على حقيقتهم ويقدمون للناس في إيران زاداً ويقدمون لشباب الإسلام كلهم زاداً آخر. كانوا بالأمس يستعملون التقية لخداع الآخرين ، فيلبسون لكل حالة لبوسها ، يتحالفون مع اليسار إذا رأوا أن ذلك يقربهم من أهدافهم ، ويدخلون في الأحزاب اليسارية ويعلنون شعاراتها التي تناقض مبادئهم وهم يكتمون أهدافهم الحقيقية. انظر إليهم في سوريا وفي تركيا وفي <ص52>باكستان وفي أفغانستان وفي غيرها فإنك حيث ما رأيتهم، هنا وهنالك ،، تجدهم يلبسون لبساً حزبياً في الظاهر ويكتمون مخططاتهم الخفية في الباطن حتى يصلون إلى مرادهم فاجتمع لهم في بعض البلدان التقية وبالبندقية ولا زالوا في بعض البلدان يظهرون التقية ويبحثون معها عن البندقية وقد آن الأوان لشباب الإسلام أن يردوا خداع هؤلاء وأن يعرفوهم على حقيقتهم. فهناك عقائد صحيحة واحدة هي عقائد أهل السنة وهي التي ينبثق عنها كل خير . أما هؤلاء فعقيدتهم زائفة ولا يجتني من الشوك العنب ولا من الحسك تيناً ن فمن حسَّن ظنه بالخمينية فقد وقع بالغلطة الكبرى وحنة على نفسه في الدنيا والأخرى وجانب حذر المؤمن الذي لا يلدغ من جحر مرتين.

هذه بعض مواقف الخمينية الشاذة ومن قبل ذكرنا بعض العقائد الشاذة ، وما الخمينية إلاّ تَبَنٍ لعقائد الشيعة الشاذة ولمواقفهم التاريخية الشاذة وإعطائها زخماً جديداً . وساعد على وجود هذا الزخم تطلع شباب أهل السنة والجماعة وحنينهم لدولة الإسلام فخالوا السراب ماء وظنوا الخمينية هي دولة <ص53> الإسلام ، وبالخداع وقعوا وبالوَهْمِ سقطوا ، وإن حنيناً إلى دولة الإسلام لا يوقعنا في الكفر أو في الضلال ولا ينبغي أن تنطلي علينا الحيلة . فمجتمع الخميني ليس " مجتمع حق" وهو أحد شعارات الحركة الإسلامية الحديثة وليس " مجتمع حرية" وهو أحد شعارات الحركة الإسلامية الحديثة ، وليس مجتمع " قوة" وأول القوة عندنا قوة الاعتقاد الصحيح والقوة إحدى شعارات الحركة الإسلامية الحديثة.

تعليق : وهنا مربط الفرس فنحن نتفق مع الكاتب الجليل في ضرورة بناء العقيدة السليمة ابتداء ، على أن تكون من أبرز أهدافنا ونحن نخوض غمار دعوة الحق . ومن ذلك .. تجلية معنى الولاء والبراء وإلقاء الضوء القوي الساطع على تطبيقات هذا المعلم الفاصل بين الإسلام من جهة وبين أعدائه من كفار ومنافقين وعلمانيين وأدعياء وكذابين ومبتدعين ومنحرفين من جهة أخرى. فلا يجوز بحال التهاون في بشأن الانحراف العقدي وغض الطرف عن ممارساته التي هوت بالكثير من الدهماء إلى التمسح بالقبور والطواف أحياناً حولها كما لو كانت قبلة وكعبة ، أو تناسي وإهمال دور الصوفية الذي ينتشر ويتغلغل في صفوف المسلمين أفراداً وجماعات وما كان ذلك ليكون لولا غياب دور الجماعات الدعوية العاملة على الساحة والتي لا تعتبر من أولوياتها تمييز صفوفها وتنقيتها من هؤلاء فضلاً عن السكوت عنها بحجة توحيد الصفوف. وما أكثر ما أحدثه هذا المبدأ من اختلاط الحق بالباطل ، وما أكثر ما تسبب مثل هذا المبدأ من اختلاط الأمر على العامة مما أدى إلى تمييع هذه القضية وابتعاد الحركة الإسلامية عن التأييد الإلهي ووقوع الكثير في حيرة من أمرهم .. ووصل الحال بدعاة الظل الوارف إلى أن يرسبوا في كل اختبار قدري لبيان صدقهم في تبني هذا المعلم الرئيسي من معالم الإيمان. فليس غريباً أن يُنْكَرَ الحقُ والجهاد ويُوصَفُ بأنه عنف وإرهاب وترويع للآمنين أو الذميين أو الأبرياء .. على الرغم من أن كل هذا ليس له أرضية شرعية يُستند عليها، وقد شارك في مزيد من تغييب وعي الأمة شأنه شأن الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب وجحافل المنظرين له .. وكأننا نشارك مع هؤلاء بأكبر معول لهدم هذا الدين ونحن عن ذلك غافلون!!

فيا شباب هذه الأمة ، تطلعوا إلى دولة الحق والقوة والحرية ولا تخدعنكم الخمينية ، فهي دولة الباطل وافنحطاط والعبودية وهي عودة بالأمة الإسلامية إلى الوراء وكفى الخمينية فضيحة صفقات السلاح مع إسرائيل وتعاونها الكامل معها ، فتلك علامة على أنه لن يخرج عن إيران الشيعة إلا الدمار والولاء لأعداء الله ، ولأمر ماذكر رسول الله r في أحاديث صحيحة أن الدجال يخرج من خراسان وأنه يخرج مع الدجال سبعون ألفاً من يهود أصفهان عليهم الطيالسة ، ولهذا أيضاً أجمع مؤرخة التراث الإسلامي بأن خراسان عش الباطنية السوداء الحاقدة.

الاسدودى
29-11-2004, 12:27 PM
الخاتمة
<ص55> لقد ذكر ابن عمر رضي الله عنهما في أثر صحيح محدّثاً عن حال الصحابة قال: " لقد عشنا برهة ، وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن." وقد ذكر الله في سورة الفاتحة العقائد أولاً ثم ثنى بالعبادة ثم ثلّث بمناهج الحياة مما يدل على أن مناهج الحياة الصحيحة تكون أثراً عن عبادة وعقيدة صحيحة . ومن هاهنا فنحن نركز على العقيدة أولاً ثم على العبادة ثانيا ، ثم على مناهج الحياة. وينص الحديث الصحيح : " تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" . فنحن نبحث عن عقائد هذه الفرقة الناجية ونتمسك بها وعن عاداتها وقيمها وعن مناهج الحياة فيها فنسلكها ونتمسك فيها. والخمينية وعقائدها غير عقائدنا ، وعباداتها غير عباداتنا ، ومناهج حياتها غير مناهج حياتنا لأن الأصل عندهم هو أن يخالفونا . فما بال أناسً في الفرقة الناجية يفرون من الجنة إلى النار ويسلكون غير سبيل المؤمنين ؟ إن بعض من نفترض عندهم الوعي غاب عنهم الوعي فلم يدركوا خطر الخمينية وإن بعض من نفترض عندهم العلم قصروا في إبراز خطر الخمينية فكادت بذلك تضيع <ص 56 > هذه الأمة ولذلك فإننا نناشد أهل الوعي أن يفتحوا الأعين على خطر هذه الخمينية ونناشد أهل العلم أن يطلقوا أقلامهم وألسنتهم ضد الخمينية .

لقد آن لهذا الطاعون أن ينحسر عن أرض الإسلام ، وآن للغازي أن يكون مغزواً ، فالأمة الإسلامية عليها أن تفتح إيران للعقائد الصافية من جديد كما يجب عليها أن تنهي تهديدها الخطير لهذه المة وليعلم أصحاب الأقلام المأجورة والألسنة المسعورة الذين لايزالون يضللون الأمة بما يكتبونه وبما يقولونه ، أن الله سيحاسبهم على ماضلوا وأضلوا ، فليس لهم حجة في أن ينصروا الخمينية ، فنصرة الخمينية خيانة لله والرسول والمؤمنين . ألم يروا ما فعلته الخمينية وحلفائها بأبناء الإسلام حين تمكنوا ، ألم يعلموا بتحالفات الخمينية وأنصارها مع كل عدوٍ للإسلام ؟ لقد آن لكل من له أذنان للسمع أن يسمع ، ولكل من له عينان للإبصار أن يبصر ، فمن لم يبصر ولم يسمع حتى الآن ، فما الذي يبصره وما الذي يسمعه !! فهؤلاء أنصار التتار والمغول وأنصار الصليبيين والإستمعار يظهرون من جديد ، ينصرون كل عدو للإسلام والمسلمين ، وينفذون بأيديهم كل ما عجز عنه غيرهم من أعداء الإسلام والمسلمين !! ألا فليسمع الناس <ص 57> وليبصروا ولات ساعة مندم. أنه لايزال للعذر مكان لمن أراد الإعتذار ، وسيأتي يوم لا يقبل فيه من أحد الاعتذار ، فالساكتون عن الحقيقة لن يُعذورا ، والناكبون عن الحق لن يُعذروا ، والذين ضللوا لن يُعذروا .. فهذا رسول الله r يتحدث عن الله فيقول : ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب) ، فكيف يواليهم مسلم وكيف تنطلي عليه خدعتهم ، وكيف يركن إليه والله تعالى يقول :" ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار" .

وهؤلاء الخمينيون ظالمون . ومن بعض ظلمهم أنهم يظلمون أبا بكر وعمر ، فكيف يواليهم مسلم والله تعالى يقول : " وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون" . إنه لا يواليهم إلا ظالم ، ومن يرض أن يكون ظالماً لأبي بكر وعمر وعثمان وأبي عبيدة وطلحة والزبير ، ومن يرضى أن يكون في الصف المقابل للصحابة وأئمة الاجتهاد من هذه الأمة ، ومن يرضى أن يكون أداة بيد الذين يستحلون دماء المسلمين وأموالهم ، ألا يرى الناس أنه مع أن ثلث أهل إيران من السنة لا يوجد وزير سني !! ألا <ص58> يرى الناس ماذا يُفعل بأهل السنة في لبنان سواء في ذلك اللبنانيون أو الفلسطينيون ؟ ألا يرى الناس ماذا يفعل حليف إيران حافظ الأسد بالإسلام والمسلمين ؟ أليست هذه الأمور كافية للتبصير ؟ وهل بعد ذلك عذر لمخدوع؟ ألا إنه قد حكم المخدوعون على أنفسهم أنهم أعداء لهذه الأمة وأنهم أعداء لشعوبهم وأوطانهم وأنهم يتآمرون على مستقبل أبتاعهم .. فهل هم تائبون ؟؟

اللهم إني أبرأ إليك من الخميني والخمينية ومن كل من والاهم وأيدهم وحالفهم وتحالف معهم

اللهم آمين

وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم