المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصرخة العظيمة



LongJohnSilver
02-12-2004, 06:13 AM
http://img.photobucket.com/albums/v338/uselessonly/Scream1.jpg

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد:

فهذه قصة لم أؤلفها بعد ، وأنا الآن كتبت أول فصولها. للأسف لا أعدكم بإكمالها ، لكن النية والعزيمة موجودتان إن شاء الله.
كما أنني قد لا أجددها بنتظام ، وذلك حسب ظروف الامتحانات والسفر.

أرجو منكم إبداء رأيكم بالحلقة الأولى ، وخاصة الأخ المراقب أبوجمال ، وبكل صراحة..

وبسم الله نبدأ
،
،
،

ملاحظة هامة جداً جداً جداً: هذه الأسماء غير حقيقية ، وأنا ألفتها الآن (أعني أسماء العوائل)

أولاً شخصيات القصة:

عمار الحديدي: هو البطل الرئيسي. شخص ناضج أكثر من سنه ، من يراه يظنه غاضباً دائماً ، لكنه في الحقيقة طيب القلب.. ربما يكون مريضاً نفسياً (عندما يكبر قليلاً) ، انطوائي - إلا أنه يحب الجلوس مع من يحبهم ، متردد أحياناً في قراراته ، ولا يحب العجلة (غالباً)
معتدل القامة ، معتدل البنية ، عادي الجسم ، حنطي البشرة ، عيناه وشعره قد يبدو أن لونهما أسود ، لكن ما إن يقف تحت الشمس أو ضوء قوي حتى يظهر أن لونهما بني شديد الغمق ، ورغم صغر عمره في القصة إلا أن الشيب موجود على جزء من مقدمة رأسه ، ولا يهتم بمظهره

زياد الرمادي: صديق عمار ، يحب أن يساعده ويعتبر نفسه مسؤولاً عن سلامة صديقيه عمار وشاهر ، حازم جداً ولا يعرف التردد.
اجتماعي ، يعرف الكثير من الناس ، ليس قوياً أكثر من أقرانه ، إلا أنه كالأسد الهصور عندما يتشاجر.
معتدل القامة أيضاً (لكنه أقصر بقليل من عمار) ، أكثر صحة من عمار (قليلاً) ، عيناه بنيتان ، وشعره أسود قليلاً ، أبيض البشرة (قليلاً) ، ويهتم بمظهره

شاهر القاضي: صديق أيضاً لعامر وزياد ، نحيف (لكن مو مصقول كما يقول العامة. هو نحيف قليلاً) ، أطول بقليل من عمار ، شعره أسود فاحم ، وعيناه أيضاً لونهما بني غامق (لكن ليست بغماقة عيني عمار إذا يمكنك ملاحظة اللون البني حتى بدون ضوء قوي)
لطيف ، طيب القلب (لكن ليس إلى درجة السذاجة) ، حكيم جداً في تفكيره وتصرفاته ، ولا يتوانى عن تقديم المساعدة ، لكنه أيضاً يتردد أحياناً في اتخاذ قراراته

حمزة: أخو عمار الصغير. عمار يحبه كثيراً.

قاسم الحديدي: أبو عمار بطل القصة ، يعمل في حفر القبور ودفن الموتى وتغسيلهم ، ويساعده ابنه. الأب أقصر من ابنه ، أسمر البشرة ، ويبدو عليه أنه أصغر من سنه ، وهو شديد التردد (أكثر من ابنه) لكنه إن صمم على شيء واتخذ قراراً فإنه يحزم أمره بطريقة تثير الإعجاب. صاحب مبادئ ويخاف الله.

عائشة: الأم ، قوية الشخصية (لكن لا تخافوا ليست شريرة متسلطة! بل هي أم عادية) ولا داعي لوصفها. تخيلوها كيفما أردتم يا أعزائي القراء

نبيل النبيل: صديق قاسم والد عمار منذ الطفولة ، ويعامل أبناء صاحبه كأبنائه. أيضاً أترك للقراء تخيل شكله.

أحمد النبيل: ابن نبيل صديق والد عمار ، طبيب ماهر جداً ، هادئ الطباع ، يلبس نظارات طبية ولا يهتم كثيراً بمظهره (يعني أهون من عمار) ، وبسبب النظارات وتفكيره الدائم يبدو دائماً أكبر من سنه

سوسن النبيل: ابنة نبيل وأخت أحمد ، وهي أيضاً أخت حمزة بالرضاعة.

أم أحمد: زوجة العم نبيل ، وأم أحمد وسوسن طبعاً ، ولهذا هي أم حمزة بالرضاعة. لم أضع لها اسماً ولا وصفاً لأنني لن أذكرها في القصة

LongJohnSilver
02-12-2004, 06:15 AM
الحلقة الأولى




عائلة عادية هي عائلتنا. اسمي هو عمار ، عمري هو 13 عاماً في هذا الوقت. لي أخ ولد حديثاً اسمه حمزة. توجد لي أم طبعاً ، اسمها عائشة. أبي اسمه قاسم ، وعمله هو حفر القبور وتغسيل ودفن الموتى.

لقد شاهدت الكثير من الموت والجثث ، حتى لم تعد رؤية الموت تؤثر بي ، وكأن قلبي صار حجراً - رغم صغر سني – (أو هكذا كنت أظن) ، لكنني كنت أحب أهلي وأصدقائي.




هناك رجل اسمه العم نبيل ، العم نبيل هذا هو صديق لوالدي ، وزوجته صديقة لأمي. ابنه الأكبر اسمه أحمد ، وهو طبيب مشهور في مستشفى كبير. ولديهم أيضاً ابنة اسمها سوسن ، وهي أصغر مني بعام ، ولقد كنا أصدقاء نلعب معاً كثيراً عندما كنا أصغر سناً. أما الآن وقد شارفنا على البلوغ فنحن لا نختلط معاً. عائلة العم نبيل عائلة متفهمة ومتدينة. وبالمناسبة سوسن هي أخت حمزة بالرضاعة.



لي صديقان في مثل عمري هما زياد وشاهر. زياد قوي الشخصية إلى حد كبير! لا أدري مم اكتسب قوة شخصيته. شاهر طيب القلب (لا أعني غبي) إلى درجة كبيرة تشك معها هل هو إنسان أم مخلوق آخر؟







لقد اعتدت على كبت مشاعري ، دائماً ، وذلك ربما لأخفي الجزء الحقيقي من شخصيتي ، الجزء الذي يحتوي بداخله شخصاً رقيقاً مرهف الحس. لقد اضطررت أتخذ قرارات كثيرة لا أحبها ، وشعرت بتأنيب الضمير كثيراً وأنا أتخذ بعض القرارات ، لكن كل شئ يهون في سبيل إخفاء مشاعري.


كنت ألجأ لرفاقي وأصارحهم في حال حدوث مشكلة معي ، لكنني لم أكن أصارح أهلي إلا بالقليل ، وهذا لا يعني أنني لا أحبهم. تلك مسألة أخرى.






"زياد!!! هيا فلنعد معاً!!!" صحت منادياً صديقي وأن خارج من المدرسة.


فقال: "حسناً ، سأسبقك إلى السيارة"


قلت: "آآه ، يا ليت شاهر كان معنا بنفس المدرسة ، هيا بنا"


نعم ، فرغم صغر سني فقد كنت أقود سيارة ، وذلك بسبب مسؤولياتي الكثيرة الكثيرة الكثيرة جداً في البيت. لقد كنت أحمل مسؤولية كبيرة. فأبي الآن مريض ، وأمي أصيبت بمرض بعد ولادتها وصار عمر أخي الآن عام وهي لم تشف منه بعد ، وعلي الاعتناء بوالدتي المتعبة وأبي المريض وأخي الصغير وأيضاً الدراسة ؛ لهذا لم يكن لدي الكثير من الوقت للهو باستثناء وقت الاستراحة البسيط الذي في المدرسة فقط ، خاصة وأنني كنت لا أحب درس الرياضة وأفضل الجلوس وحدي على اللعب وذلك بسبب خلل بسيط في العظام بقدمي. كنت أستطيع المشي والوقوف ، لكنني لا أقدر أن أركض سوى القليل جداً.





لكن جزءاً مني كان سعيداً برغم ذلك ، فأبي علمني القيادة وعمري 13 عاماً ، ولدي سيارة تحت تصرفي. جزء مني كان يشعر بأنني رجل ، وهذا الجزء كان سعيداً. وعلاوة على ذلك ، لم أفكر يوماً باستغلال إمكانياتي ومسؤولياتي (كالسيارة) سوى بخدمة أهلي ، وتوصيل صديقي زياد من وإلى المدرسة فقط ، وليس أية مشاوير أخرى.


كنت أشعر بأنني أكبر من عمري ، وحتى عندما أقابل أو أحادث شخصاً في مثل سني فأنا أشعر أنني أكبر منه.





كنا في طريقنا عندما لفت نظري مشهد ، عدد كبير من الأولاد متجمعون وهم يصيحون "ووووو!" "نعااااام!" "آآآآآآه" "المزيييييد!!!!" ، فاتنتجت أنها معركة. ليست شيئاً جديداً ، لكن شيئاً فيها كان غير مألوف.


سألت أحد زملائي في الصف – وكان واقفاً يشاهد - : "ماهذا يا سعيد"؟


فقال: "إنه حمدان الأهوج ، يعاقب نبيل المسكين ، لم يواجهه رجلاً لرجل ، بل أحضر عشرة من رفاقه وبدؤوا بضربه جميعاً!!"


قلت: "ياللخسة! سأساعده!"


قال زياد: "ماذا؟ وماشأننا؟"


قلت: "حسناً سأوقف المعركة فقط وأربي حمدان الأهوج"


دخلت إلى منتصف المعركة وأخذت أصيح بصوتي العالي: "توقفواً! توقفوا أيها الحمقى جميعاً!!! وإلا!!!!!!"


ولدهشتي الشديدة توقف الجميع... صاح حمدان الأهوج: "وإلا ماذا أيها النحاسي؟"


قلت له: "ماسبب هذه المعركة؟ ولماذا تستعين برفاقك ولا تقوم بالعمل وحدك؟"


قال: "هذا ليس من شأنك أيها الصعلوك!"


هنا تدخل زياد وقال: "لم لا تعترف بالحقيقة؟ أنت تغار منه لأنه متفوق على الكل وهو غريب ليس من هذه البلدة!"


قال: "اصمت أنت وصديقك الأحمق!"


صاح زياد: "لا تنعته بالأحمق ياصغير! أنت جبان! تخاف من ولد مثل نبيل! لهذا تستعين برفاقك ليضربوه بينما أنت تقف ساكناً!"


قلت: "زياد ، ما الذي حدث لك؟"


قال لي: "اصمت أنت!!"


فالتزمت الصمت مشدوهاً


وتابع زياد: "أنا أتحداك أيها الجبان أن تعاركني وحدي.. رجلاً ضد رجل"


قال حمدان: "حسناً ، يا شباب هيا اضربوه شرباً مبرحاً"


قال زياد: "اسمعوني أنتم ، ليس بيني وبينكم شئ ، لكن إن اعتديتم علي فالويل لكم! هيا! أنا أتحداكم جميعا!!!!"


"هجووووم!!" وبدأت المعركة..


"لااااااااااااااااااااااااااا" كانت هذه الصرخة الوحيدة التي تطالب بإيقاف المعركة ، وكانت مني ، لكن ما من مجيب.


طبعاً لم تكن المعركة متكافئة. لقد نال زياد نصيباً وافراً من الضرب. ورغم أنني تدخلت ، لكن تدخلي لم يفده.لكن الحق يقال أنني رأيته يقاتل بشجاعة لم يسبق لها مثيل.


سألته: "لماذا افتعلت المعركة مع أنك كنت لا تريدها؟"


قال لي: "من أجلك طبعاً يا صديقي. لقد كنت موقناً أنهم سيضربونك ، كان ذلك واضحاً لا محالة. فقررت أن أحميك"


قلت له: "وماذنبك أنت؟ لماذا؟"


قال: "أنا صديقك ، ولن أنس المواقف التي دعمتني فيها معنوياً"


صمت في تأثر. هكذا كان زياد. عندما يمتد شئ ليضرب يدي فإنه يبرز وجهه حتى يصده. لقد كان دائماً يدعمني بآرائه القوية أيضاً.






اليوم التالي تغيب زياد بسبب أنه ذهب للمستشفى من كثرة الكدمات على وجهه. شعرت بتأنيب كبير للضمير.


في وقت الخروج كان هناك شخص غير زياد ينتظرني. لقد كان الأهوج ، ومعه رفاقه.


قال: "هاهاها ، أين صديقك؟ هل هو خائف؟"


قلت: "لا ، لقد تغيب وهذا الأمر يخصه"


قال: "ماذا؟ لا شك أنه خاف منا ومن أن ينال المزيد من الضرب"


هنا شعرت بالغضب! كيف يتحدث هكذا عن صديقي؟ راودتني رغبة كبيرة بأن أصفعه على وجهه ؛ لكني الحقيقة أنني كنت أجبن من أن أفعل.


وتابع حمدان الأهوج الحديث: "صديقك ليس رجلاً. إنه ولد! هاهاهاها"


ازداد غضبي ولم أملك سوى الصمت..


تابع: "أنا آسف فهو ليس ولداً. إنه فتاة!!! نيهاهاهاهاهاها"


وأخذ الجميع بالضحك والقهقهة.. "هاهاها فتاة! هاهاها"


وشعرت وكأن الأصوات كلها تتردد في رأسي ، هاهاها في رأسي.. وشعرت بطاقة كبيرة تجري في عروقي. ثم قفزت إلى ذهني صورة صديقي وكيف قاتل بشجاعة من أجلي. كيف أخونه هكذا؟ كيف؟؟ كيف؟؟؟؟!!!!


لا!! لا!!! لا!!!


طاقة البغض تزداد في أعماقي.. أغبقت عيني وصرت أتنفس بعمق وقوة وحرارة ، وأنا أشعر بالطاقة تزداد في أعماقي. طاقة الغضب.. طاقة البغض!!! لا أدري ماهي ، لكنني أشعر بها. أريد أن أخرجها... أريد أن أخرجها قبل أن تزداد... آآآآآآآآآآآآآآآآآآه!!!!!!!





"لاااااااااااااااااااااااااااا" هااااع!!!


"...."


"..."


ودوى الصمت.. لقد كان ما فعلته أشد من دوي القنبلة. لقد صفعت حمدان الأهوج صفعة قوية. ربما كانت كل ما أوتيته من قوة في ذلك الوقت. صفعته بينما كان يقهقه. هذا زاد من تأثيرها عليه. لست أصدق أنني فعلت ذلك.


"ماذا؟ كيف تجرؤ؟!!!!" سمعت هذه الصرخة منه ، ثم شعرت بمجموعة من المطارق وسمعت الكثير من أصوات الطرق ووجدت نفسي ممدداً على الأرض وسط الساحة الفارغة. نعم ، فقد ضربوني ضرباً مبرحاً ، لكنني كنت سعيداً. لقد كنت وفياً لصديقي. وفجأة إذا بحمدان يأتي ويقول: "لن أنس لك هذا ماحييت! أنت أول من يفعل ذلك بي"


يبدو أنها أثرت فيه أكثر مما توقعت. هذا أفضل.





فيما بعد ، علم زياد بالموضوع ، ورغم أنه لم يبد رضاه عن تعريض نفسي للخطر ، إلا أنني أعلم أنه في الحقيقة سعيد جداً.





بعد أسبوع قامت مدرسة شاهر بإجراء رحلة إلى مدرستنا. "انظر يازياد! أليس هذا شاهر؟"


قال زياد: "بلى!! شاهر!!! تعال إلى هنا!!!"


رآنا شاهر وقدم على عجل وابتسامة على وجهه وهو يقول: "عمار ، زياد ، كم أنا سعي..." ولم يكمل عبارته ، إذ أن لكمة بدت لنا وكأنها جاءت من الفراغ أصابت وجهه لتمحي تلك الابتسامة والفرحة. لقد كان الأهوج.


صاح زياد: "تباً لك!!"


صحت: "ماذا فعل لك؟!!!"


قال: "نيهاهاهاها. كنت أنتظر هذا اليوم ، اليوم الذي أضرب فيه الشلة كلها. اهجموا عليهم!!!"


أبعدت شاهر ، وقمنا أنا وزياد بالعراك.


رغم أنهم كانوا عشرة ، إلا أن شيئاً كان بي وأنا بالمعركة. كنت غاضباً جداً. لا ، الغضب كلمة قليلة جداً لوصف حالتي. لقد كنت أنا الأهوج! ربما كان هذا ما جعلني وحشاً! لم أقاتل هكذا من قبل! زياد كان يقاتل أيضاً ، وبشراسة ، لكن رغم ذلك ، كان هناك شئ بي ليس موجوداً بزياد ، ربما كانت الطاقة. الطاقة التي أشعر بها عبر صدري وظري ومؤخرة عنقي. الطاقة التي أشعر أنها تتدفق في عروقي.


عندما شعر حمدان أن المعركة ليست في صالحه أخرج سكيناً وطعن فيها زياد في يده ، "آآآآآآآآآآآآآآآآه!!" صرخة كبيرة خرجت من صديقي ، وبعدها هجم العشرة علي.


لم تكن الطعنة قاتلة طبعاً ، لكن مرأى الدم فجر شيئاً بي. رغم أن العشرة انقضوا علي فقد أبعدتهم جميعاً عني ، وصرت أضربهم بسرعة وقوة شديدة وأتلقى الضربات في نفس الوقت. يبدو أن تلقيهم للضربات على هذا النحو قد أخافهم بعض الشئ ، خاصة وأن جسدي كان يرتجف!! كنت أشعر أنني سأنفجر!!! سأنفجر!!


صرخ حمدان: "ماذا تفعلون أيها الجبناء؟؟ هيا اضربوه!!!"


لكنهم بدو مترددين خاصة بعدما فعلته.. لقد وقفت ، وشددت ظهري ، وأغلقت قبضتي بقوة ، وأغمضت عيني وأنا أضغط على أسناني وأشعر بالطاقة تجري بي وبقوة....


"هيا!!!!"


وبمجرد أن هجموا علي ، صرخت "آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه"


"آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه"


"آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه"


وأنا أصرخ وأصرخ كنت أشعر بحرارة. سقطت من الإجهاد وكانت المفاجأة!!


زياد وشاهر ينظران لي بذهول!! الأولاد العشرة باستثناء حمدان كانو ساقطين أرضاً ، ويبدو على بعضهم آثار حروق. بل إن حائط المدرسة نفسه بدت عليه آثار حروق!! حمدان لم يصبه شئ.. بل ألقى سكينه وولى هرباً.





لم يكن بعلمي أن شخصاً آخر كان يراقبنا ، وأن ماحدث كان فقط البداية.. البداية فحسب

LongJohnSilver
02-12-2004, 06:17 AM
الحلقة الأولى



عائلة عادية هي عائلتنا. اسمي هو عمار ، عمري هو 13 عاماً في هذا الوقت. لي أخ ولد حديثاً اسمه حمزة. توجد لي أم طبعاً ، اسمها عائشة. أبي اسمه قاسم ، وعمله هو حفر القبور وتغسيل ودفن الموتى.

لقد شاهدت الكثير من الموت والجثث ، حتى لم تعد رؤية الموت تؤثر بي ، وكأن قلبي صار حجراً - رغم صغر سني – (أو هكذا كنت أظن) ، لكنني كنت أحب أهلي وأصدقائي.



هناك رجل اسمه العم نبيل ، العم نبيل هذا هو صديق لوالدي ، وزوجته صديقة لأمي. ابنه الأكبر اسمه أحمد ، وهو طبيب مشهور في مستشفى كبير. ولديهم أيضاً ابنة اسمها سوسن ، وهي أصغر مني بعام ، ولقد كنا أصدقاء نلعب معاً كثيراً عندما كنا أصغر سناً. أما الآن وقد شارفنا على البلوغ فنحن لا نختلط معاً. عائلة العم نبيل عائلة متفهمة ومتدينة. وبالمناسبة سوسن هي أخت حمزة بالرضاعة.


لي صديقان في مثل عمري هما زياد وشاهر. زياد قوي الشخصية إلى حد كبير! لا أدري مم اكتسب قوة شخصيته. شاهر طيب القلب (لا يعني ذلك أنه غبي) إلى درجة كبيرة تشك معها هل هو إنسان أم مخلوق آخر؟





لقد اعتدت على كبت مشاعري ، دائماً ، وذلك ربما لأخفي الجزء الحقيقي من شخصيتي ، الجزء الذي يحتوي بداخله شخصاً رقيقاً مرهف الحس. لقد اضطررت أتخذ قرارات كثيرة لا أحبها ، وشعرت بتأنيب الضمير كثيراً وأنا أتخذ بعض القرارات ، لكن كل شئ يهون في سبيل إخفاء مشاعري.


كنت ألجأ لرفاقي وأصارحهم في حال حدوث مشكلة معي ، لكنني لم أكن أصارح أهلي إلا بالقليل ، وهذا لا يعني أنني لا أحبهم. تلك مسألة أخرى.





"زياد!!! هيا فلنعد معاً!!!" صحت منادياً صديقي وأن خارج من المدرسة.


فقال: "حسناً ، سأسبقك إلى السيارة"


قلت: "آآه ، يا ليت شاهر كان معنا بنفس المدرسة ، هيا بنا"


نعم ، فرغم صغر سني فقد كنت أقود سيارة ، وذلك بسبب مسؤولياتي الكثيرة الكثيرة الكثيرة جداً في البيت. لقد كنت أحمل مسؤولية كبيرة. فأبي الآن مريض ، وأمي أصيبت بمرض بعد ولادتها وصار عمر أخي الآن عام وهي لم تشف منه بعد ، وعلي الاعتناء بوالدتي المتعبة وأبي المريض وأخي الصغير وأيضاً الدراسة ؛ لهذا لم يكن لدي الكثير من الوقت للهو باستثناء وقت الاستراحة البسيط الذي في المدرسة فقط ، خاصة وأنني كنت لا أحب درس الرياضة وأفضل الجلوس وحدي على اللعب وذلك بسبب خلل بسيط في العظام بقدمي. كنت أستطيع المشي والوقوف ، لكنني لا أقدر أن أركض سوى القليل جداً.




لكن جزءاً مني كان سعيداً برغم ذلك ، فأبي علمني القيادة وعمري 13 عاماً ، ولدي سيارة تحت تصرفي. جزء مني كان يشعر بأنني رجل ، وهذا الجزء كان سعيداً. وعلاوة على ذلك ، لم أفكر يوماً باستغلال إمكانياتي ومسؤولياتي (كالسيارة) سوى بخدمة أهلي ، وتوصيل صديقي زياد من وإلى المدرسة فقط ، وليس أية مشاوير أخرى.


كنت أشعر بأنني أكبر من عمري ، وحتى عندما أقابل أو أحادث شخصاً في مثل سني فأنا أشعر أنني أكبر منه.




كنا في طريقنا عندما لفت نظري مشهد ، عدد كبير من الأولاد متجمعون وهم يصيحون "ووووو!" "نعااااام!" "آآآآآآه" "المزيييييد!!!!" ، فاتنتجت أنها معركة. ليست شيئاً جديداً ، لكن شيئاً فيها كان غير مألوف.


سألت أحد زملائي في الصف – وكان واقفاً يشاهد - : "ماهذا يا سعيد"؟


فقال: "إنه حمدان الأهوج ، يعاقب نبيل المسكين ، لم يواجهه رجلاً لرجل ، بل أحضر عشرة من رفاقه وبدؤوا بضربه جميعاً!!"


قلت: "ياللخسة! سأساعده!"


قال زياد: "ماذا؟ وماشأننا؟"


قلت: "حسناً سأوقف المعركة فقط وأربي حمدان الأهوج"


دخلت إلى منتصف المعركة وأخذت أصيح بصوتي العالي: "توقفواً! توقفوا أيها الحمقى جميعاً!!! وإلا!!!!!!"


ولدهشتي الشديدة توقف الجميع... صاح حمدان الأهوج: "وإلا ماذا أيها النحاسي؟"


قلت له: "ماسبب هذه المعركة؟ ولماذا تستعين برفاقك ولا تقوم بالعمل وحدك؟"


قال: "هذا ليس من شأنك أيها الصعلوك!"


هنا تدخل زياد وقال: "لم لا تعترف بالحقيقة؟ أنت تغار منه لأنه متفوق على الكل وهو غريب ليس من هذه البلدة!"


قال: "اصمت أنت وصديقك الأحمق!"


صاح زياد: "لا تنعته بالأحمق ياصغير! أنت جبان! تخاف من ولد مثل نبيل! لهذا تستعين برفاقك ليضربوه بينما أنت تقف ساكناً!"


قلت: "زياد ، ما الذي حدث لك؟"


قال لي: "اصمت أنت!!"


فالتزمت الصمت مشدوهاً


وتابع زياد: "أنا أتحداك أيها الجبان أن تعاركني وحدي.. رجلاً ضد رجل"


قال حمدان: "حسناً ، يا شباب هيا اضربوه شرباً مبرحاً"


قال زياد: "اسمعوني أنتم ، ليس بيني وبينكم شئ ، لكن إن اعتديتم علي فالويل لكم! هيا! أنا أتحداكم جميعا!!!!"


"هجووووم!!" وبدأت المعركة..


"لااااااااااااااااااااااااااا" كانت هذه الصرخة الوحيدة التي تطالب بإيقاف المعركة ، وكانت مني ، لكن ما من مجيب.


طبعاً لم تكن المعركة متكافئة. لقد نال زياد نصيباً وافراً من الضرب. ورغم أنني تدخلت ، لكن تدخلي لم يفده.لكن الحق يقال أنني رأيته يقاتل بشجاعة لم يسبق لها مثيل.


سألته: "لماذا افتعلت المعركة مع أنك كنت لا تريدها؟"


قال لي: "من أجلك طبعاً يا صديقي. لقد كنت موقناً أنهم سيضربونك ، كان ذلك واضحاً لا محالة. فقررت أن أحميك"


قلت له: "وماذنبك أنت؟ لماذا؟"


قال: "أنا صديقك ، ولن أنس المواقف التي دعمتني فيها معنوياً"


صمت في تأثر. هكذا كان زياد. عندما يمتد شئ ليضرب يدي فإنه يبرز وجهه حتى يصده. لقد كان دائماً يدعمني بآرائه القوية أيضاً.





اليوم التالي تغيب زياد بسبب أنه ذهب للمستشفى من كثرة الكدمات على وجهه. شعرت بتأنيب كبير للضمير.


في وقت الخروج كان هناك شخص غير زياد ينتظرني. لقد كان الأهوج ، ومعه رفاقه.


قال: "هاهاها ، أين صديقك؟ هل هو خائف؟"


قلت: "لا ، لقد تغيب وهذا الأمر يخصه"


قال: "ماذا؟ لا شك أنه خاف منا ومن أن ينال المزيد من الضرب"


هنا شعرت بالغضب! كيف يتحدث هكذا عن صديقي؟ راودتني رغبة كبيرة بأن أصفعه على وجهه ؛ لكني الحقيقة أنني كنت أجبن من أن أفعل.


وتابع حمدان الأهوج الحديث: "صديقك ليس رجلاً. إنه ولد! هاهاهاها"


ازداد غضبي ولم أملك سوى الصمت..


تابع: "أنا آسف فهو ليس ولداً. إنه فتاة!!! نيهاهاهاهاهاها"


وأخذ الجميع بالضحك والقهقهة.. "هاهاها فتاة! هاهاها"


وشعرت وكأن الأصوات كلها تتردد في رأسي ، هاهاها في رأسي.. وشعرت بطاقة كبيرة تجري في عروقي. ثم قفزت إلى ذهني صورة صديقي وكيف قاتل بشجاعة من أجلي. كيف أخونه هكذا؟ كيف؟؟ كيف؟؟؟؟!!!!


لا!! لا!!! لا!!!


طاقة البغض تزداد في أعماقي.. أغبقت عيني وصرت أتنفس بعمق وقوة وحرارة ، وأنا أشعر بالطاقة تزداد في أعماقي. طاقة الغضب.. طاقة البغض!!! لا أدري ماهي ، لكنني أشعر بها. أريد أن أخرجها... أريد أن أخرجها قبل أن تزداد... آآآآآآآآآآآآآآآآآآه!!!!!!!




"لاااااااااااااااااااااااااااا" هااااع!!!


"...."


"..."


ودوى الصمت.. لقد كان ما فعلته أشد من دوي القنبلة. لقد صفعت حمدان الأهوج صفعة قوية. ربما كانت كل ما أوتيته من قوة في ذلك الوقت. صفعته بينما كان يقهقه. هذا زاد من تأثيرها عليه. لست أصدق أنني فعلت ذلك.


"ماذا؟ كيف تجرؤ؟!!!!" سمعت هذه الصرخة منه ، ثم شعرت بمجموعة من المطارق وسمعت الكثير من أصوات الطرق ووجدت نفسي ممدداً على الأرض وسط الساحة الفارغة. نعم ، فقد ضربوني ضرباً مبرحاً ، لكنني كنت سعيداً. لقد كنت وفياً لصديقي. وفجأة إذا بحمدان يأتي ويقول: "لن أنس لك هذا ماحييت! أنت أول من يفعل ذلك بي"


يبدو أنها أثرت فيه أكثر مما توقعت. هذا أفضل.




فيما بعد ، علم زياد بالموضوع ، ورغم أنه لم يبد رضاه عن تعريض نفسي للخطر ، إلا أنني أعلم أنه في الحقيقة سعيد جداً.




بعد أسبوع قامت مدرسة شاهر بإجراء رحلة إلى مدرستنا. "انظر يازياد! أليس هذا شاهر؟"


قال زياد: "بلى!! شاهر!!! تعال إلى هنا!!!"


رآنا شاهر وقدم على عجل وابتسامة على وجهه وهو يقول: "عمار ، زياد ، كم أنا سعي..." ولم يكمل عبارته ، إذ أن لكمة بدت لنا وكأنها جاءت من الفراغ أصابت وجهه لتمحي تلك الابتسامة والفرحة. لقد كان الأهوج.


صاح زياد: "تباً لك!!"


صحت: "ماذا فعل لك؟!!!"


قال: "نيهاهاهاها. كنت أنتظر هذا اليوم ، اليوم الذي أضرب فيه الشلة كلها. اهجموا عليهم!!!"


أبعدت شاهر ، وقمنا أنا وزياد بالعراك.


رغم أنهم كانوا عشرة ، إلا أن شيئاً كان بي وأنا بالمعركة. كنت غاضباً جداً. لا ، الغضب كلمة قليلة جداً لوصف حالتي. لقد كنت أنا الأهوج! ربما كان هذا ما جعلني وحشاً! لم أقاتل هكذا من قبل! زياد كان يقاتل أيضاً ، وبشراسة ، لكن رغم ذلك ، كان هناك شئ بي ليس موجوداً بزياد ، ربما كانت الطاقة. الطاقة التي أشعر بها عبر صدري وظري ومؤخرة عنقي. الطاقة التي أشعر أنها تتدفق في عروقي.


عندما شعر حمدان أن المعركة ليست في صالحه أخرج سكيناً وطعن فيها زياد في يده ، "آآآآآآآآآآآآآآآآه!!" صرخة كبيرة خرجت من صديقي ، وبعدها هجم العشرة علي.


لم تكن الطعنة قاتلة طبعاً ، لكن مرأى الدم فجر شيئاً بي. رغم أن العشرة انقضوا علي فقد أبعدتهم جميعاً عني ، وصرت أضربهم بسرعة وقوة شديدة وأتلقى الضربات في نفس الوقت. يبدو أن تلقيهم للضربات على هذا النحو قد أخافهم بعض الشئ ، خاصة وأن جسدي كان يرتجف!! كنت أشعر أنني سأنفجر!!! سأنفجر!!


صرخ حمدان: "ماذا تفعلون أيها الجبناء؟؟ هيا اضربوه!!!"


لكنهم بدو مترددين خاصة بعدما فعلته.. لقد وقفت ، وشددت ظهري ، وأغلقت قبضتي بقوة ، وأغمضت عيني وأنا أضغط على أسناني وأشعر بالطاقة تجري بي وبقوة....


"هيا!!!!"


وبمجرد أن هجموا علي ، صرخت "آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه"


"آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه"


"آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه"


وأنا أصرخ وأصرخ كنت أشعر بحرارة. سقطت من الإجهاد وكانت المفاجأة!!


زياد وشاهر ينظران لي بذهول!! الأولاد العشرة باستثناء حمدان كانو ساقطين أرضاً ، ويبدو على بعضهم آثار حروق. بل إن حائط المدرسة نفسه بدت عليه آثار حروق!! حمدان لم يصبه شئ.. بل ألقى سكينه وولى هرباً.




لم يكن بعلمي أن شخصاً آخر كان يراقبنا ، وأن ماحدث كان فقط البداية.. البداية فحسب

اللجين
02-12-2004, 09:55 AM
ماشاء اللة القصة رائعة نتظر منك المزيدأختك اللجين

LongJohnSilver
02-12-2004, 10:59 AM
أختي اللجين

شكراً على مرورك

talal6555
02-12-2004, 02:09 PM
بداية ممتازة وقصه حلوة لأنها جذبتني صراحه لكن اتمنى انك تكملها
لأن اسلوبك جميل في الوصف
وفي انتظار بقية القصة
تحياتي

أبوجمـــال
02-12-2004, 02:23 PM
ما شاء الله ....

هل متأكد أنك أنت من كتب هذه القصة ...؟؟؟

أمتأكد من ذلك ...؟؟

ما شاء الله وكان ...

إن دل ذلك على شيء فإنه يدل على إنك شخصٌ ذو ذوقٍ رفيع ..

وكاتب متألق..

أتمنى أن لا تحرمك إنشغالاتك عن كمال إبداعك المتواصل هنا...

وأتمنى أن لا تحرمنا نهاية هذه القصة ...

دمت لنا مبدعاً...

أخوك ..

أبوجمـــال

LongJohnSilver
02-12-2004, 10:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ أو الأخت talal6555 ، شكراً جزيلاً على المرور. هذا يعني الكثير بالنسبة لي

المراقب العزيز أبوجمال ، جزاك الله خيراً ، وشكراً على التفضل بالمرور. ربما لا تدري كم يعني هذا بالنسبة لي ، خاصة وأنها قصتي الأولى.
(بس بيني وبينك حاسس إنك تبالغ شوي)
عموماً الفصل الثاني قريب إن شاء الله. يمكن اليوم؟ يمكن بكرة؟ يمكن بعده..

أبوجمـــال
05-12-2004, 02:33 PM
(بس بيني وبينك حاسس إنك تبالغ شوي)

وليش أبالغ..؟؟؟

...

هذه الحقيقة ..

إلا إن كنت غير واثق من كتابتك .. :09:

LongJohnSilver
06-12-2004, 12:22 AM
أخي أبو جمال ، شكراً جزيلاً

الإخوة الباقون:

آسف على التأخير ، والآن سأعطيكم ثلاثة فصول. ربما لا توجد الكثير من الأحداث ، لكن اصبراً ، هناك الكثير في جعبتي

وبسم الله نبدأ

LongJohnSilver
06-12-2004, 12:26 AM
الفصل الثاني





لقد كان هناك رجل كهل يشاهدنا. يبدو في الخمسينات من عمره. (أعرف أن الأعضاء سيقولون: ليش خمسين سنة كهل؟ لسه شباب! لكن ما علينا ، هيك رغبة المؤلف).


كان واقفاً ، ويبتسم ابتسامة صفراء لم تعجبني ، وكان يحدق بي مباشرة. ورغم الموقف الذي تعرضت له ، فقد تذكرت أمراً علمني إياه أحد أقربائي ، قال لي: "إذا رأ]ت شخصاً يحدق بك فبادله التحديق ، وإياك أن تبتسم – بل حافظ على نظرتك الجامدة"


حسناً ، لقد كانت فرصة لتجريب ذلك. وبينما ألتفت إلى لرجل التفاتة سريعة لمحت بسرعة نقطً حمراء صغيرة على الأرض بطرف عيني. يا إلهي! هذا دم صديقي! كيف نسيت؟! لا وقت للتفاهات! فليحدق بي كما يشاء! ربما كان شكلي مميزاً!


قلت لصديقي بلهفة وجزع: "يا إلهي! هيا إلى أي مستشفى أو مستوصف قبل أن يتعفن الجرح!"


لكن زياد كان ينظر إلى الرجل ، ولم تعجبني نظرته ؛ كن يبدو متوتراً وربما خائفاً أيضاً.


هتفت به: "ماذا أصابك؟ هل صابت الطعنة دماغك أم يدك؟ هيا تعال!"


انتفض كمن استيقظ من كابوس وقام واقفاً دون أن يقول شيئاً. شاهر أيضاً كان يبدو عليه التوتر. تباً! لا ينقصني الآن رجال مثل ذلك الرجل! نظرت إليه شزراً فضحك ضحكة خافتة وانصرف.


كان زياد يترنح من الألم ، وكنا جزعين أنا وشاهر. قال شاهر: "توقف يا زياد" وفجأة حمله ، بصراحة لا أدري كيف وأخذ يركض إلى السيارة مثلي ، رغم صيحات زياد التي كانت تقول بأن الموقف بسيط ولا يستحق ، لكنها لهفة الصديق على صديقه. لا ، لقد كنا أكثر من أصدقاء. لكن كنا أصدقاء وإخوة أيضاً ، وصدق من قال: "رب أخ لك لم تلده أمك". على أن مبادرة شاهر – رغم بساطتها – أثرت بي ، لم أفكر أبداً بأمر مماثل. كل ما فكرت فيه هو الوصول إلى المستشفى.





ركبنا السيارة ، وتوليت القيادة. كنت متمالكاً نفسي أكثر من شاهر الذي كان يتساءل بحنق: "ماهذا؟ أين الشرطة؟ أين الإدارة؟ ألا يوجد نظام؟"


قلت له مبتسماً بسخرية: "هاه! أنت إما مثالي أو أن ما حدث قد أنساك! الشرطة والنظام لا يأتون إلا في المسلسلات والأفلام! وإن أتوا في الحقيقة فلن يأتوا لأن شخصاً من البلد قام بضرب أو طعن أو حتى قتل شخص ليس من البلد!"


وتابع زياد: "القانون هنا يطبق على الضعفاء فقط"


بصراحة لم نكن خائفين لأن الطعنة قاتلة أو ما شابه ؛ كنا مبالغين وخائئفين فقط ربما لأن هذا كان أول مرة يحصل لنا. لكنه لن يمر على نفسي بسلام. لقد أساحوا دم صديقي. حتى ولو لم أتصرف في عالم الواقع فسأظل أذكر هذا اليوم ما حييت. هذا ما كنت أفكر فيه وأنا أقود.


"بالمناسبة ، من هو ذلك الرجل؟" هكذا تساءلت


رد شاهر: "ألا تعرفه؟!"


قلت له: "نعم لا أعرفه. لماذا؟ هل من المفترض أن أعرفه؟"


قال لي: "إنه عالم يستغل علمه في الشر. اسمه البروفيسور علام"


قلت له: "حسناً ، ولماذا الخوف؟ فليستغل علمه في الشر أو الخير أو حتى تقشير البطاطا. ما المشكلة؟"


قال لي: "مجال بحثه هو الإلكترونيات والجسم البشري. التخصص الثاني يهمنا"


قلت له: "ما زلت لا أرى مشكلة! ماذا في ذلك؟ ليس أول ولا آخر عالم شرير"


هنا تكلم زياد: "وهل نسيت ما فعلته؟"

قلت له: "وماالذي فعلته؟"


قال زياد: "بعدما صرخت وذلك الضوء! لن أستطيع محو المشهد من ذهني ما حييت! لقد شعرت بالخوف ولم أصدق عيني! لا شك أن هذا سيثير اهتمام البروفيسور!"


"....." كان الصمت هو ما قلته. لقد نسيت الموضوع! أنا نفسي لم كن أدري ما الذي فعلته ولا كيف. بصراحة إعادة التفكير بهذا تثير خوفي. هل سمعتم عن شخص يصيح فيفعل ما فعلته؟


"ما كان هذا يا عمار؟" قطع صوت شاهر حبل تفكيري. "لا أعلم يا شاهر ، صدقني لا أعلم"


ثم استطردت: "هذه أول مرة يحصل هذا لي. ولم أسمع من قبل عن أشياء مشابهة"





وصلنا إلى المستشفى ، وتم تضميد جرح زياد ، وعدت إلى البيت ونمت وكأن شيئاً لم يحدث. لكن اليوم التالي كان يخبئ أحداثاً أخرى.





ذهبت إلى المدرسة وشاهدت صديقي واطمأننت عليه بعد تطبيب يده وأوصلته إلى داره. طبعاً لم ينتظرنا الأهوج. هذا ما توقعته ، لست أظنه ينسى ما رآه بسهولة. لكن شخصاً آخر كان ينتظرني قرب بيتي. (أكيد راح تقولوا البروفيسور ، صحيح ، وبجانبه شخص آخر لن تتوقعوا من هو. أتحداكم تتوقعوا من هو)

LongJohnSilver
06-12-2004, 12:28 AM
الفصل الثالث




فعلاً ، كان البروفيسور يقف بعيداً قليلاً ، وأقرب إليه مني كان شخصاً آخر أعرفه. كان هذا لشخص يأتي هنا دائماً في هذا الوقت من الشهر لأخذ حسابه!! (نعم لأخذ حسابه!! من ظننتموه يكون؟) لقد كان البقال الذي نتعامل معه ، وكنا نشتري منه دائماً ثم ندفع له كل شهر مجموع ما اشتريناه. حاسبته وأكملت طريقي إلى البيت وكأنني لم أر البروفيسور (معليش النكتة بايخة شوي).




"انتظر لو سمحت يا عمار" لم أكن أعرف صاحب هذا الصوت. لا يحتاج الأمر إلى ذكاء لأعرف أنه البروفيسور علام. لكن ما أدهشني أنه عرف اسمي. لكنني تظاهرت بأنني لم أسمع ، وافترضت أنني شكاك بل ولم ألتفت حتى ، وافترضت أن الحقيقة أن شخصاً ما نادى صديقاً أو قريباً له اسمه عمار. صحيح ؛ لست الوحيد في العالم الذي اسمه عمار – لهذا تابعت طريقي وكأن اسمي ليس بعمار.


"عمار الحديدي! أنا أكلمك"


هنا توقفت وكأن صاعقة أصابتني. لا يعرف الكثيرون هذا الاسم. لكن مهلاً! يمكنه أن يسأل عن اسمي ، لكن السؤال هو لماذا؟ بصراحة أصابني الفضول – وهذا شئ نادر – لمعرفة ماذا يريد البروفيسور علام مني ؛ لهذا التفت إليه متسائلاً: "أنا هو. ماذا تريد؟"


ابتسم ومد يده مصافحاً: "أنا البروفيسور علام"


مددت يدي أيضاً :"أعرف هذا ، وكنت أود أن أعرفك على نفسي ، لكن يبدو لي أنك تعرف اسمي"


قال بلهجة لم تعجبني: "بل وعرف الكثير عنك أيضاً"


اضطربت ، وقلت له: "ماذا تريد؟"


قال ضاحكاً: "هاهاها! يبدو أنني أثرت فضولك! ياله من شرف لي"

قلت له: "عن إذنك ، فلن أضيع وقتي بكلام فارغ عن فضولي"


وأدرت ظهري ومشيت ، وبمجرد أن خطوت خطوتي الأولى أمسك بكتفي من الخلف ، وقال لي: "استطيع أن أعطيك التفسير"


قلت له: "بروفيسور ، أنزل يدك لو سمحت"


أنزل يده ، واستدرت إليه. قال: "أستطيع أن أعطيك التفسير"


قلت له: "أي تفسير؟"


قال: "تفسير ما حصل"


قلت: "وما الذي حصل؟"


قال: "لا تتصرف كأنك لا تعلم. أنا أقصد تفسير ما حدث أثناء معركتك مع أولئك الطلاب"


قلت له: "أنا سأفسرها لك ، شخص غضب وصرخ فتهاوى الجميع أرضاً وأصاب جدار المدرسة حرق"


قال لي: "أهكذا تفسر الأمور دائماً؟"


قلت له: "نعم ، ببساطة وتجريد من كل المعاني"


قال لي: "لكن كيف تعيش وتفكر هكذا؟"


قلت: "هذ شأني وحدي ، والآن اسمح لي"


قال: "يمكنني أن أعطيك التفسير ، ولكن بمقابل"


طبعاً كان كلامي دائماً من النوع الذي يخرب الآمال ، لهذ قلت له: "بصراحة لست مهتماً. سواءً عرفت التفسير أم لم أعرف فما حصل قد حصل"


قال: "هاهاها. لنتحدث بصراحة أكثر. أنا أحتاج إلى شئ منك. وفكرت بأن التفسير ربما يكون مقابلاً جيداً. اطلب ما تشاء مقابل الشئ الذي أريده منك"


قلت له: " لا يهمني ماذا تريد"


قال لي: "صدقني لو عرفته فسيهمك. لماذا تحكم على الشئهذا بأنه لن يهمك وأنت لم تعرفه أصلاً؟"


بصراحة الرجل محق. ربما كنت أتصرف بجفاء ، لكنني لم أرتح لهذا الرجل ؛ خاصة وأن من النوع الذي أؤمن بإحساسي. "حسناً ، وما الذي تريده مني؟"

LongJohnSilver
06-12-2004, 12:29 AM
الفصل الرابع





"ماذا؟" لم أصدق ما قاله! ويبدو أنه كان يتوقع ذلك ؛ لأنه قال – وبكل بساطة – :


"أجل ، كما سمعت. أريد بعضاً من خلايا جسمك"


قلت: "وماذا تريد من خلايا جسمي؟"


قال: "أريد إجراء بعض الأبحاث ، وسأعطيك ما تشاء مقابل خلاياك"


قلت: "أي نوع من الأبحاث؟"


قال لي: "حتى لو قلت لك فان تفهم"


التزمت الصمت مفكراً.


قال: "تذكر ، اطلب أي شئ تريده"


قطبت حاجبي.. لماذا يلح هكذا؟ لماذا هو متلهف هكذا؟ لا يبدو لي أنه ينوي خيراً.


"جوابي هو لا!!"

"هاهاها. ليست مشكلة. سأعطيك مهلة لكي تفكر. سأعود إليك بعد عام ، وحتى ذلك الحين أعدك بأن لا تراني أبداً كي لا أعكر صفو مزاجك. سأعود بعد عام لأعرف ما الذي تريده ، لا تنس هذا التاريخ أبداً.. الخامس من فبراير"





عدت إلى البيت وكأن شيئاً لم يحدث. لن أخبر أبي أو أمي كي لا أشغل بالهما.


"مرحباً أمي"


"أهلاً يا عمار"


"أين أبي؟"


"موجود. خذ ، سلم على أخيك الصغير"


نظرت إلى أخي الرضيع وقلت: "مرحباً يا أخي الصغير" وانصرفت لأغير ثيابي.


"انتظر يا عمار!"


"ماذا يا أمي؟"


"ألا تحب أخاك؟!"


أحب أخي؟ الحب كلمة قليلة ، لكنني لا أظهر عاطفتي. أنا أتمنى أن أمسك أخي وأضمه وأقبله! لكنني لا أظهر عاطفتي. لماذا؟ لأنني لا أحب التعليقات وكأنني مخلوق فضائي. [أوه ، يحب أخاه] ، [أوه ، ابتسم] ، [أوه ، احتضن أخاه الصغير! ياله من حنون!]


أجل ، أنا شخص عاطفي جداً ومرهف الحس ، لكن الناس – كل الناس وحتى أمي – يتعاملون مع حسي المرهف وكأنه أمر غريب! وكأنه أمر غير معتاد ويستحق التعليق عليه وعلى كل صغيرة وكبيرة أفعلها. لكن عندما أظهر أنني صلب كالصخر فلا أحد يعلق ولا أحد يعرف حقيقتي. ربما كان ما أفعله خطأً ، لكن لم يعد يهمني.


"لماذا لا ترد؟"


"أنا آسف. كنت أفكر. المسألة ليست مسألة هل أحبه أم لا"


"لا تهمني المسألة! أجب على سؤالي!"


هنا دخل أي وأنقذني من الموقف دون أن يدري


"أهلاً عمار ، متى وصلت؟"


"منذ قليل يا أبي"


"عظيم. هيا خذ قسطاً من الراحة وتجهز كي نذهب للعمل. يوجد الكثير من الموتى اليوم"


"لا داعي. سأذهب من الآن. فلننته من العمل باكراً"


"فليكن كذلك إذاً"


هنا قالت أمي: "لا تنسوا إحضار أغراض للضيافة. السيد نبيل سيأتي هو وزوجته مع أحمد وسوسن غداً"





كنت دائماً الصلب نفسياً. كان رفاقي يشكون إلي هموهم ، لكنني لم أكن أشكو شيئاً لأحد. كنت أعرف أسرار الجميع لكن لا أحد يعرف أسراري. ربما بسبب صلابتي من الخارج كانوا يظنون أنه لا هموم لدي ، وأنني لست صاحب حس مرهف.





أذكر مرة أن شاهر تأخر عن امتحان (عن غير قصد) ولم يدخله المدرس ، وخاف من أن يخبر أهله. قمت أنا وتصرفت ، والحمد لله حلت المشكلة بعد أن تحدثت مع المدرس ، الذي طلب بحثاً مطولاً عن موضوع صعب! يبدو أنه كان يسخر مني ومن شاهر. فالبحث الذي طلبه كان صعباً.


قال شاهر: "يا إلهي! كيف سنحل هذا الموضوع؟"


"لا عليك! أنا لها يا صديقي! أنا لها يا صديقي!"


وبعد جهد جهيد تمكنت من عمل البحث لصديقي ، وقدمه شاهر على أنه باسمه. طبعاً لم يصدق المدرس عيناه ، واضطر أن يضع له العلامة كاملة كما وعد.





كان شاهر وزياد صديقين وفيين ، ولم يقصرا معي بشئ ، ولا أذكر مرة أني احتجتهما إلا ووجدتهما. المواقف كثيرة لا تعد ولا تحصى.

LongJohnSilver
06-12-2004, 12:31 AM
في الفصول القادمة إن شاء الله بعض الأحداث

بالنسبة لي وصلت إلى الفصل السادس في التأليف
لا تقلقوا. ادعوا الله أن يؤتيني بعض الإلهام

talal6555
06-12-2004, 02:18 PM
ماشاء الله عليك اخوي سيلفر صراحه انجرفت مع التيار

واندمجت مع القصه الجميلة لكن لا تنسى تستمر لانها قصه ممتازة

ومحيرة يسلمك ربي............... تحياتي :cool:

talal6555
06-12-2004, 02:19 PM
ماشاء الله عليك اخوي سيلفر صراحه انجرفت مع التيار

واندمجت مع القصه الجميلة لكن لا تنسى تستمر لانها قصه ممتازة

ومحيرة يسلمك ربي............... تحياتي :cool:

أبوجمـــال
06-12-2004, 03:33 PM
تكملة رااائعه جداً...

بإنتظار البقية...

وأدعو الله أن يلهمك :cool:

LongJohnSilver
06-12-2004, 07:37 PM
أختي talal6555 وأخي المراقب أبوجمال

شكراً على مروركما ، وإن شاء الله لا يخيب ظنكم وتبقى القصة جميلة

Batistuta
07-12-2004, 11:57 PM
مــــــــــــــــاشـــــــــــــــــاء الله عليك أخي

LongJohnSilver

بصراحه إبداع إبداع

ماعندي كلام أقوله غير الله يوفقك

وإلى الأمام وأنا منتظر بقيه القصه

السلام عليكم:)

LongJohnSilver
08-12-2004, 07:25 PM
أخي حد السيف ، شكراً على مرورك ، وأنا مازلت أؤلف القصة


إخواني ، ربما تقل كتاباتي للقصة بسبب قدوم الامتحانات ، لكن لا تقلقوا لا تزال الأفكار في رأسي. تابعوا القصة على كل حال ، فأنا سأكتب في المنتدى قدر الإمكان إن شاء الله

وبسم الله نبدأ

LongJohnSilver
08-12-2004, 07:29 PM
الفصل الخامس





كان العم نبيل وعائلته عندنا. لكن هذه الزيارة ليست كتلك! الآن أنا عمري 14 عاماً ، وتغيرت بعض الأمور. تم بناء مدرسة جديدة قرب منزلنا ، لهذا أخذ أبي السيارة مني. انتقلت إليها أنا وزياد وشاهر ، كما أن الأهوج عاد يتحرش بنا من جديد. أخي الصغير صار يبلغ من العمر عاماً ، ويتكلم بعض الكلام الغير مفهوم. وأيضاً....


"سوسن انخطبت يا أبا عمار"


كان هذا العم نبيل. قال أبي: "حقاً؟ فليبارك الله لكم ولها وللعريس إن شاء الله"


قلت أنا: "ولكن يا عمي أليست صغيرة؟"


نهرني أبي: "اصمت يا عمار! عيب أن تتحدث هكذا!"


ثم التفت إلى أحمد والعم نبيل بوجه محمر من الخجل قائلاً: "أرجو أن تعذراني على كلام ابني! إنه صغير ولا يعي ما يقول!"


لم تعجبني هذه العبارة ، لكنني أدركت أنني أستحقها. وما شأني أنا إذا خطبت أم لا؟ سواء كان عمرها خمس أو عشر أو حتى مائة عام... ما شأني أنا؟


لكن العام نبيل قال ضاحكاً: "هاهاها.. لا لا ، ليست مشكلة ، لا عليك! هاهاهاهاها"


شعرت بالإحراج وقررت التهرب من الموضوع ، ثم لم ألبث أن تذكرت أمراً


"دكتور أحمد ، أمي تقول أن أخي حرارته مرتفعة. هل لك أن تفحصه؟"


"بكل سرور"


أحضرت أخي ، وقام أحمد بفحصه ، والحمد لله لا شيء يشكل خطراً.


كنت أحب عائلة العم نبيل ، وأعتبرها مثل عائلتي.





غداً الإجازة الأسبوعية. كنت قد قررت الذهاب إلى بيت زياد. جيد ، شاهر سيذهب. هذه دعوة على العشاء ، حيث يقومان معاً بالطبخ. حسناً ، أي امرأة بالتأكيد تطبخ أفضل منهما ، لكن طعامهما طيب المذاق.


عندما وصلت وجدت أن كلامي كان صحيحاً. بعدما جلسنا قليلاً أعطاني شاهر شطيرة وقال لي: "تفضل ، بالهناء والشفاء"


وقال زياد ضاحكاً: "إذا تسممت فهذه ليست مشكلتنا!"


هذا الحوار كان يتم بيننا دائماً عندما يقدمان لي الطعام الذي أعداه


"أنا أتساءل كيف تعدانها؟ ثم إنكما أول اثنين أراهما يحبان الطبخ!"


قال شاهر: "إنها خلطة سرية!"


قلت له غير مكترث: "حسناً ، لا يهمني مكوناتها مادامت لا تحتوي على حساء الأحذية"


قال زياد: "ماذا؟ كيف عرفت المكون الرئيسي؟"


وضعت ما بيدي فجأة وصحت بذعر: "ماذا؟؟!!!!"


وانفجرا ضاحكين! لقد صدقتهما فعلاً في البداية!


قال شاهر: "علمنا حكمة يا عمار من حكمك"


قلت له وأنا آكل: "الطريق إلى قلب الرجل معدته!"


بدت على وجهه ملامح عدم الرضا ، فقلت له: "أنا أيضاً لم أتقبلها أيضاً في البداية ، لكنك لو فكرت بها ستجدها صحيحة"


قال لي: "لكن هذه ليست حكمة!"


قلت له: "أنا أعتبرها حكمة. ثم انظر! لماذا تطنني أحبكما؟ لو كنتما لا تحسنان الطبخ لما كنت زرتكما أصلاً"


وأخذنا نضحك.





وفي يوم من الأيام وأنا عائد وجدت الأهوج! لقد كان معه أصدقاؤه أيضاً. لم يكن الأمر يحتاج إلى فراسة حتى يعرف المرء أنه لا ينوي خيراً.


قال: "لقد أهنت كرامتي السنة الماضية ، والآن ستدفع الثمن! سأتولى أمرك بنفسي!"


وبدأت المعركة. لا أدري. لم تكن متكافئة ، أنا أرى أن لا جدوى من وصفها. لقد نلت نصيباً وافراً من الضرب. لم أستطع ضرب حمدان ، شئ بداخلي كان خائفاً. لا أدري.. لا أدري.


مهما كان الشخص الذي يتحرش بي فلم أكن أستطيع الدفاع عن نفسي. لا أدري ، لكن دائماً أيا


يبدو أن الأهوج قد لاحظ أنني ضعيف ولا أحسن الدفاع عن نفسي في الحقيقة ؛ لهذا كان كل يوم ينتظرني هو ورفاقه لأنال نصيبي من الضرب. طبعاً لم أكن لأخبر صديقي زياد وشاهر. ولم أكن أخبر أي شخص رغم ضغوطه علي. لا أدري لم كنت رقيقاً هكذا. لا أدري.. رً كانت هوية المعتدي فلم أكن أستطيع الدفاع عن نفسي. ربما كنت أكبت قوتي كما أكبت مشاعري ، حتى أنني لم أعد أستطيع إخراجها.بما شئ بداخلي يخاف العنف! ربما لأنني لم أعتده. لست أدري. كيف قاتلت جيداً منذ عام لا أدري. الحقيقة هي أنني لا أحسن الدفاع عن نفسي أبداً. ربما بسبب كبتي لمشاعري. أشعر أن بداخلي طاقة وأريد أن أصرخ وأصرخ وأصرخ حتى أفجرها.. لماذا لا أقدر أن أصيح ولو من باب التجربة؟ لا أدري.





وعندما تذكرت السنة الماضية تذكرت البروفيسور علام الشراني (اسم على مسمى)! نظرت إلى الساعة فوجدت التاريخ! يا إلهي! إنه الخامس من فبراير! وفعلاً.. وجدت البروفيسور علام الشراني واقفاً أمامي ، وبنفس المكان الذي كان واقفاً فيه السنة الماضية ، وكان مبتسماً












الفصل السادس





بدأ الحوار فوراً ، قال: "ماذا تطلب؟"


وعلى وجهه نفس الابتسامة الصفراء!


"لست أريد شيئاً ، لأنني لست موافقاً"


"ستندم على هذا"


كان حواراً سريعاً وبليغاً كما رأيتم.


"وماذا يمكنك أن تفعل؟"





وعدت إلى البيت ونلت – كالمعتاد – نصيبي من الضرب من الأهوج وجماعته ، لكنني لك أكن مهتماً. لقد صارت عادة يومية ن ثم عن بالي كان منشغلاً بعلام. ماذا يريد من خلاياي؟ سأذهب غداً إلى شاهر. لماذا غداً؟ الآن!





"لا يحتاج الأمر إلى ذكاء ليعرف المرء أنه يريدك من أجل حادث تلك المشاجرة"


"لكن يا شاهر ماذا تريدني أن أفعل؟"


"هناك طريقة واحدة..."


لكن شيئاً ما قطع حديثه. لقد دخل زياد فجأة وهو يجر... خمنوا ماذا كان يجر؟ بل بالأصح من كان يجر؟ لقد كان يجرجر الأهوج! وكانت آثار الضرب تبدو عليه! نظرنا متعجبين أنا وشاهر! كان زياد يبدو عليه الاستياء ، فقد نهرني قائلاً: "لماذا لم تخبرني؟"


"بماذا أخبرك؟"


"لا تتحامق!!"


"لم أشأ أن أوقعك بالمشاكل!"


"أنت خائن! ألم نتفق على أننا إخوة؟ أليست أخوتنا لمواقف مثل هذه؟"


ثم استطرد: "عيب عليك ، عيب عليك يا عمار! نحن أصدقاؤك وإخوانك! أنا علمت بالصدفة كل شئ! وها هو أمامك! افعل به ما تشاء!"


لقد تأثرت كثيراً! ما فعله زياد كان مؤثراً! لقد دمعت عيناي ، لكنني تمالكت نفسي. قلت: "أريد منه فقط أن يجيب على أسئلتي"


ثم استطردت: "لماذا كنت تفعل ذلك؟ وأنصحك بألا تكذب! أنت الآن بين يدينا وتحت رحمتنا!"
قال: "هناك رجل كهل في الخمسينات من عمره ، يعطيني نقوداً لقاء كل يوم أقعل ذلك!"


"ماذا؟ وكيف يبدو؟"


وصفه لنا ، وكان وسفه ينطبق على وصف البروفيسور علام.


"أطلقه يا زياد ، فليس يهمني بشئ"





ثم أخذنا نتحاور:


عمار: "لماذا يريد خلاياي؟ تخيلا أنه هددني؟"


زياد: "والمشكلة أننا لا نستطيع إيذاء الرجل ؛ فهو عالم مشهور هنا"


شاهر: "لست أجد بداً من فكرتي. علينا الذهاب إلى أرض خالية"


عمار: "لماذا؟"


شاهر: "عليك أن تصرخ وتصرخ وتصرخ ، وسنرى ماذا سيحصل"


عمار: "هل نسيت؟ لم أعد أقدر أن أصرخ"


زياد: "عليك أن تقدر ، لأننا سنأخذك ولو قسراً"


عمار: "...."


"هاهاها. أحسنت! لقد دسست الجهاز بشكل جيد لم يلحظوه! خذ هذه أتعابك مع بعض الزيادة. احتفظ بالباقي!"


كان هذا هو البروفيسور يحدث حمدان


"لقد كانت فكرة عبقرية ياسيدي! لقد جعلنا زياد يدري بالمصادفة! وهكذا بعدما سمحت له بضربي دستت في جيبه جهاز التنصت ، وبإعلام زياد بمشكلة عمار سيظن أنني سأبتعد عن صديقه إلى الأبد"


"أعرف ذلك ، والآن انصرف"


"سيدي أعلم أنه لا شأن لي ، لكن هل لي ببعض الأسئلة؟"


"الأجير يفترض ألا يتدخل ، لكن لا بأس. سل ما بدا لك"


ابتلع حمدان ريقه ، وسأل: "كيف كنت تراقبنا ذلك اليوم؟ وماذلك الذي حصل مع عمار؟"


"كنت ماراً مصادفة ، ورأ]ت ما رأيت. وأما الذي خرج فيحتاج إلى شرح. إن كل إنسان يختزن طاقة كامنة كبيرة ، هذه حقيقة. يبدو أن عمار – بشكل ما – يمتلك القدرة على إخراج هذه الطاقة أو جزء منها. لكن يبدو من أحاديثهم أن رفاقه لا يعرفون كيف ، بل هو نفسه لا يعرف! يبدو أن تلك الحادثة كانت مفاجأة"


سأل حمدان: "حسناً سيدي ، ولكن لماذا تريده؟ ما دخل هذه بأبحاثك؟"


ابتسم البروفيسور ن وقال: "هذا ليس من شأنك ، والآن انصرف! أنت تعرف الكثير! هل تعرف ماذا يعني ذلك؟"


شحب وجه حمدان وقال: "آآه.. أجل سيدي" وخرج





وصلنا إلى أرض فارغة أخيراً. لكن التجربة صعبة حقاً


زياد: "هيا! عليك أن تصيح! اصرخ فحسب وبأعلى صوتك!"


عمار: "آآه"


زياد: أهذه صرخة؟ اصرخ!


شاهر: هيا يا عمار! يمكنك أن تصرخ!


آآآه


آآآه


كنت أركز في كلامهما ، وأحاول تذكر البروفيسور شراني ، آآآه ، والأهوج آآآه ، والتهديد آآآآآآآه، وكل الأشياء السيئة في حياتي ، آآآآآآآآآآآه


آآآآآآآآه





ثم فجأة آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهههه


هاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع


آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ


"....."


"...."


"...."


"لاشئ!"


كان شاهر هو من قطع حبل الصمت ؛ ورغم أن شيئاً لم يحدث ، إلا أن قلبي كان ينبض بسرعة من في خوف وتوتر ، وكأنني فعلاً صرخت وحصل مثل المرة الماضية. كان بشري شاخصاً في جزع ، ولم يكن يهمني سوى أنني تخلصت من الصراخ! لم يكن يهمني سوى ذلك! لقد كان قلبي ينبض بسرعة ، وجسدي يرتجف بانفعال!! هذا ما يحصل عادة للأشخاص السلبيين عندما يخرجون شحنة إيجابية (يقومون بعمل إيجابي) ، لكن ماهو الإيجابي بالصراخ؟ لا أدري. ولا يهمني.





لم أشعر بنفسي إلا وقد تهاويت أرضاً ورجلاي ترتجفان.


شاهر: "ولكن لماذا؟"


زياد: "يبدو أن الصراخ وحده لا يكفي. ثمة شئ ينقصنا"


شاهر: "هذا صحيح. ربما العاطفة"


زياد: "والغضب"





"كلام فارغ!" هكذا قال البروفيسور في نفسه وهو يستمع للحديث ، وأطفأ جهاز التنصت. "سأحصل على الخلايا... وعندها..."


"سأستعمل كل الطرق الممكنة والغير ممكنة لجعله يمنحني بعضاً من خلايا جسمه ، وبكامل رضاه"


"على كل حال جهاز التنصت هذا لا فائدة منه. سأعطله عن العمل نهائياً"


"لن أستسلم ، بل إنني لم أبدأ أصلاً. سأستخدم كل الوسائل ، وسترون"

الأمير القلق
08-12-2004, 09:55 PM
قصة رائعة وأسلوب أروع.. يا ليت أخوي تكمل القصة بأسرع وقت...
:biggthump :biggthump :biggthump

LongJohnSilver
08-12-2004, 10:11 PM
أخي الفاضل الأمير القلق

شكراً جزيلاً على مرورك ، وأود (للأسف) أن أخيب ظنك ؛ فالحقيقة أن القصة - بالنسبة لي - لم تبدأ بعد. الأفكار التي في أعماقي لم أكتبها بعد ، لكن لا تقلق ، سأحاول الإسراع قدر الإمكان ؛ فأنا أحتاج للكتابة أكثر من حاجتك للقراءة

وأتمنى ألا تحرمونا جميعاً من المرور

LongJohnSilver
11-12-2004, 06:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

شكراً لكل من تحملوا قصتي وقرؤوها بفارغ الصبر. هذه المرة سأرفق فصلين ، وأرجو أن تتحملوا ركود القصة وبرودها أحياناً وقلة الأحداث ، وإن شاء الله القادم أكثر.

أنا ألفت حتى منتصف الفصل العاشر ، وإليكم الفصلين السابع والثامن:






الفصل السابع




كنا نعود إلى منازلنا معاً ، وطوال الطريق كنا صامتين نفكر. أنا كنت أرتجف ، وربما لم أكن أرتجف ، لكنني من الداخل كنت أشعر أنني أرتجف – إن كنتم تفهمون ما أعنيه – ربما دون أن يظهر ذلك علي من الخارج. شاهر كان يفكر بصرختي ولم لم يحصل شيء الآن. زياد كن يفكر بالأهوج ولم كان يتعدى علي من جديد.




لكن وجهاً عكر مرآه مزاجنا ، وقطع حبل أفكارنا. نعم ، لقد كان وجه البروفيسور علام. هذه المرة مل يكن يبتسم ابتسامته الصفراء التي عهدناها. لقد كانت أمارات الجد تبدو على وجهه.


قال: "لماذا لا تريد منحي بعضاً من خلاياك وبكامل إرادتك؟ تحدث معي وبكل صراحة"


قلت: "ولماذا أتحدث معك بكل صراحة؟ أنا لا أريد وحسب!"


قال: "سأحصل عليها مهما كلفني الأمر! بل وبكامل إرادتك!"


قلت: "أوه ، صحيح! حتى تستخدمها في أمر ضار وتؤذي بها الناس!"


قال: ومن أخبرك بذلك؟"


هنا صرخت: اسمعني جيداً! لست أحتمل سخافتك هذه أيها الكهل الخبيث! أتفهم؟ ربما كنت صغيراً ، لكنني لست مجنوناً! والآن اتركني!"


وأدرت له ظهري وانصرفنا أنا وأصدقائي


أخذ يصرخ: "أهكذا تكلم من هو أكبر منك؟!!!"


لكنني تجاهلته تماماً.


وتابع صراخه: "حسناً ، سترى!!!"


لكنني لم أكترث له ، بل ولم أكلف خاطري بالالتفات له أصلاً مما زاد من غضبه.


"كم أخشى أن يضغط عليكم بطريقة أو بأخرى" كان هذا زياد


قلت أنا: "وماذا يمكنه أن يفعل؟"


"لا أدري. ربما يضغط عليكم مادياً"


هنا تساءل شاهر في جزع: "وهل هذا ممكن؟"


قال زياد: "ربما. من الناحية النظرية هو ممكن. لن يتورع عن عمل أي شيء"


قلت أنا: "كف عن هذا الكلام الذي لا معنى له! وكيف له أن يضرنا أو يضغط علينا مادياً؟ أبي ليس مستديناً من أحد ولا يعمل تاجراً في السوق! هل نسيت؟ عمل أبي هو تغسيل ودفن الموتى. لن يمكنه أذيتنا إلا إذا قلل حالات الموت أو جعل الناس تترك المدينة ، وهما أمران مستحيلان"


فقاما بالتزام الصمت.. لكن الحقيقة أن زياد كان بعيد النظر.. بعيد النظر إلى حد لا أتصوره..







الفصل الثامن (في هذا الفصل لا توجد أحداث تقريباً ، لكنك ستتعرف على نفسية عمار. ربما قاسية؟ ربما هو مسكين؟ هل هو معقد؟ لكل رأيه ، والحقيقة ستبقى لن تتغير. أنا رأيي أن تقرؤوا هذا الفصل بالذات بتمعن)




بدأ زياد بالكلام: "البروفيسور علام أخطر رجل في البلدة ، وأنت تعلم هذا"


شاهر: "الكل يقف في صفه دائماً. الشرطة والصحافة والإعلام ، بل وحتى القاضي والحاكم. ربما لأنهم يخافون منه"


زياد: "سيكون من الخطأ كل الخطأ أن تحط من قدره"


عمار: "لماذا؟ أليس إنساناً مثلنا؟"


شاهر: "لا تسأل هذه الأسئلة الغبية! أنت تعرف قدرات وخبث الإنسان!"


عمار: "ربما كان الرجل خطيراً ، لكنه أحمق ولا يقدر أن يقتل ذبابة"


زياد: "لو كان أحمقاً لما استطاع أن يصير عالماً مرموقاً وشخصاً ذا نفوذ"


عمار: "ليس هذا مهماً"


زياد: "ما هو المهم إذاً؟"


عمار: "المهم هو أن يبتعد عن طريقي وحسب"




لم أكن أدري أن الأهوج كان يراقبنا من بعيد. "ستندم يوماً ما يا عمار! سأتركك هذه المرة لكنك ستندم يوماً ما.. أقسم بهذا"




"كم أتمنى أن أفرغ الطاقة التي بي" هذا كان أنا


شاهر: "ماذا تعني؟"


عمار: "أشعر أن بي الكثير الكثير من الطاقة ، وأحتاج إلى أن أصرخ وأصرخ حتى أفرغها"


شاهر: "طبعاً. هكذا يشعر من يكبت مشاعره مثلك ، ولا يعبر عنها أو لا يقدر أن يعبر عنها"


عمار: "أنت تعرف لم أكبت مشاعري"


شاهر: "مشاعرك فقط؟ أنت تكتم كل شيء! حتى الابتسامة تخفيها! وفي الحقيقة..."


قاطعته: "لا تتحدث عن هذا الأمر مرة أخرى! وأوجه الحديث لك أنت أيضاً يا زياد"


زياد: "لكن شاهر محق"


عمار: "حتى أنت يا زياد؟"


زياد: "صديقك من صدقك (بفتح الدال) لا من صدقك (الدال عليها شدة)"


شاهر: "إن ما تفعله خطأ! ثم إنه أكبر من عمرك. من يخالطك يظن أنك تبلغ من العمر ثمانين عاماً"


زياد: "أنا وشاهر صديقاك ، لأننا نعرف حقيقتك وأعماقك. نعرف أنك شخص طيب في أعماقك وعاطفي جداً ومرهف الحس ؛ لكن الناس لا يعرفون ذلك! عليك أن تتغير"


عمار: "ولماذا أتغير؟ أنا لا يهمني الناس! فليظنوا كما يريدون! لا يهمني!"


زياد: "كيف ترغب بتكوين صداقات جديدة والتعرف على أناس جدد؟"


عمار: "ومن قال لك أنني أفكر بتكوين صدقات جديدة؟ إن العزلة أجمل!"


شاهر: "هناك مثل بإحدى اللهجات العامية يقول [الجنة بدون ناس ما تنداس]"


عمار: "وهناك أميرة منعمة ومعززة ومكرمة ، لكنها رغم ذلك تقول: [جنتي كوخ وبستان وورد ، وحبيب هو لي رب وعبد] تعني زوجاً يحبها ويهتم بها وتهتم به ، يأمرها تارة ويدللها تارة أخرى"




ثم تحدثت قائلاً: "أنتما تعرفان جيداً! كل الأطفال أبرياء! إلا أنا! لم أكن طفلاً بريئاً! لم أكن أتصرف على طبيعتي بعفوية! بل كنت أخفي تصرفاتي في نفسي! في أعماق صدري!


عندما كنت طفلاً وكنت أقول رأياً ما – أي رأي – كان بالطبع سيكون أحمقاً من وجهة نظر الكبار ؛ فقد كنت صغيراً ولا أفهم. وبدلاً من أن يقابل رأيي هذا بالضحكة الودية كان يقابل بالسخرية الشديدة ، بل ومن الجميع! أبي وأمي وجدي وجدتي وأهل أمي وأهل أبي! لماذا؟ لقد كنت طفلاً ولم أكن أعلم! ما ذنبي أنني طفل؟ وبسبب هذا أيضاً لم أكن ألق الاحترام من أقراني الأصغر مني ؛ لهذا كان علي أن أكبر! أن أتصرف بأنني أكبر سناً! المشكلة أن تصرفي كشخص أكبر سناً سبب لي الكثير من التناقضات – فتارة أتصرف تصرفات غاية في القسوة وتارة غاية في الرقة أو غاية في الغباء وتدل على قصور النظر! وكلما حاولت الرجوع كشخص طبيعي يعاملني الجميع كأنني مخلوق فضائي! يقولون ذهب عمار ، وضحك عمار ، وتبسم عمار ، وعمار خفيف الظل ، وعمار وعمار وعمار. ربما يفعلون ذلك من محبتهم لي ، أنا أيضاً أحبهم كثيراً ، هذه هي الحقيقة ، والله يعلم ذلك ؛ لكنني أكره وبشدة أن أعامل هكذا. قد يقول البعض أنهم يعلقون على تبسمي مثلاً لأنني جعلت من تبسمي أمراً غريباً وغير معتاد. قد يكون هذا صحيحاً ، لكنني فعلت ذلك حتى يتوقفوا عن السخرية ، وظللت كذلك وسأبقى! أنا سعيد هكذا ، والجميع يعرفون حقيقتي وأنني لا أظهر مشاعري.


وفي الحقيقة ، أنا أتمنى أن أتصرف كطفل وأعامل كطفل. أتمنى أن أحصل على حنان الأم الذي نسمع عنه. والداي كانا ومازالا نعم الوالدين ، فقد تعلمت الكثير من المبادئ منهما ، لكن الحقيقة أنهما أيضاً لا يظهران مشاعرهما لي كثيراً حتى وأنا طفل. أذكر ذات مرة وأنا صغير أن خالتي ضمتني ، فلم أعرف ماذا أفعل! لقد ارتبكت كثيراً.. لماذا؟ لأنني لست معتاداً على ذلك! كانت أول مرة في حياتي يضمني شخص ما ، بل وآخر مرة أيضاً!


لست أقول أن والداي سيئان ، بالعكس! الحمد لله الذي جعلهما والداي. لكن لا شيء كامل في هذه الدنيا. أنا مثلاً لم أر حتى الآن شخصاً صاحب مبادئ مثل أبي ، لكن كما قلت أنا ، لا شيء كامل سوى الله سبحانه وتعالى.


ربما أكون على خطأ في تصرفاتي هذه ، وإن كنت كذلك فسيأتي اليوم الذي سأتغير فيه إلى الصواب قريباً إن شاء الله."




زياد: "هل انتهيت؟ أخيراً.. صدقني يا عمار ، ما تفعله ليس صحيحاً ، عليك أن تتغير. إن كان التغيير المفاجئ صعب فلتتغير تدريجياً"


شاهر: "ثم إن هناك شيئاً جميلاً في شخصيتك ، وربما يدل على صدقها.. جميع الأطفال يحبونك"


عمار: "وأنا أيضاً أحبهم ، وعندما لا يكون أحد الكبار موجوداً فإنني ألعب مع الأطفال كما يلعبون"


شاهر: "ربما بسبب صدق نفسياتهم وطهرها"


زياد: "تباً! ماهذا؟؟؟"


شاهر: "ما خطبك؟"


زياد: "انظرا!!!"


كنا قد وصلنا إلى منزلي ، وكانت هناك مفاجأة غير سارة! البيت يحترق!

LongJohnSilver
11-12-2004, 07:02 AM
أعتذر من الإخوة (الكلام هنا للعضو LongJohnSilver وليس عمار الحديدي) على برود القصة في هذين الفصلين ، وربما يقول البعض أنه كان من المفترض وضعهما في فصل واحد.

لكن أرجوكم اعذروني ، وإن شاء الله تتضح المزيد من التفاصيل وعن الطاقة في عمار لاحقاً

Batistuta
11-12-2004, 07:33 AM
معذور معذور

الله يوفقك أخي

وأنا منتظر لما سيحصل

السلام عليكم:)

LongJohnSilver
12-12-2004, 04:05 PM
بالمناسبة

أنا أرجو من أحد الإخوة (بصراحة أفضل أن يكون المراقب العزيز أبوجمال) نقد القصة إن أمكن ، وبيان مواطن القوة والضعف فيها إن أمكن ، شريطة أن يكون عند العضو أو العضوة خبرة في هذا المجال. يمكن استخدام الرسائل الخاصة ، وجزاكم الله خيراً وآسف على التأخير بسبب الامتحانات

tootaa18
16-12-2004, 03:24 AM
اخوي قصتك رائعة واسلوبك ممتاز جدا بس عندي ملاحظة صغييييييييرة

انت للاسف ماوصفت لنا شكل الشخصيات بطريقة مفصلة عشان نقدر نتخيلها بشكل افضل ونندمج معاها

عدا ذلك القصة مايعيبها شي :biggthump

LongJohnSilver
16-12-2004, 08:59 PM
اخوي قصتك رائعة واسلوبك ممتاز جدا بس عندي ملاحظة صغييييييييرة

انت للاسف ماوصفت لنا شكل الشخصيات بطريقة مفصلة عشان نقدر نتخيلها بشكل افضل ونندمج معاها

عدا ذلك القصة مايعيبها شي :biggthump

جزاك الله خيراً أختي الفاضلة على هذه الملاحظة ، فعلاً معك حق.. القصة ينقصها الوصف للشخصيات..
سأصفهم الآن وأرفق جزءاً من القصة أيضاً ، وأرجوك أرجوك أرجوك ألا تحرمينا من ردودك أنت وبقية الأعضاء

طبعاً أعلم ، ربما الوصف جاء متأخراً ، لكن العودة إلى الحق خير من التمادي في الباطل ، أليس كذلك؟

تأخرت في القصة لسببين:
الأول: الامتحانات (ولم تنته بعد)
الثاني: محرك الأقراص المرنة في جهازي تعطل (عارف هذا السبب بااااايخ)

وبسم الله نبدأ

LongJohnSilver
16-12-2004, 09:55 PM
ملاحظة هامة جداً جداً جداً: هذه الأسماء غير حقيقية ، وأنا ألفتها الآن (أعني أسماء العوائل)

أولاً شخصيات القصة:

عمار الحديدي: هو البطل الرئيسي. شخص ناضج أكثر من سنه ، من يراه يظنه غاضباً دائماً ، لكنه في الحقيقة طيب القلب.. ربما يكون مريضاً نفسياً (عندما يكبر قليلاً) ، انطوائي - إلا أنه يحب الجلوس مع من يحبهم ، متردد أحياناً في قراراته ، ولا يحب العجلة (غالباً)
معتدل القامة ، معتدل البنية ، عادي الجسم ، حنطي البشرة ، عيناه وشعره قد يبدو أن لونهما أسود ، لكن ما إن يقف تحت الشمس أو ضوء قوي حتى يظهر أن لونهما بني شديد الغمق ، ورغم صغر عمره في القصة إلا أن الشيب موجود على جزء من مقدمة رأسه ، ولا يهتم بمظهره

زياد الرمادي: صديق عمار ، يحب أن يساعده ويعتبر نفسه مسؤولاً عن سلامة صديقيه عمار وشاهر ، حازم جداً ولا يعرف التردد.
اجتماعي ، يعرف الكثير من الناس ، ليس قوياً أكثر من أقرانه ، إلا أنه كالأسد الهصور عندما يتشاجر.
معتدل القامة أيضاً (لكنه أقصر بقليل من عمار) ، أكثر صحة من عمار (قليلاً) ، عيناه بنيتان ، وشعره أسود قليلاً ، أبيض البشرة (قليلاً) ، ويهتم بمظهره

شاهر القاضي: صديق أيضاً لعامر وزياد ، نحيف (لكن مو مصقول كما يقول العامة. هو نحيف قليلاً) ، أطول بقليل من عمار ، شعره أسود فاحم ، وعيناه أيضاً لونهما بني غامق (لكن ليست بغماقة عيني عمار إذا يمكنك ملاحظة اللون البني حتى بدون ضوء قوي)
لطيف ، طيب القلب (لكن ليس إلى درجة السذاجة) ، حكيم جداً في تفكيره وتصرفاته ، ولا يتوانى عن تقديم المساعدة ، لكنه أيضاً يتردد أحياناً في اتخاذ قراراته

حمزة: أخو عمار الصغير. عمار يحبه كثيراً.

قاسم الحديدي: أبو عمار بطل القصة ، يعمل في حفر القبور ودفن الموتى وتغسيلهم ، ويساعده ابنه. الأب أقصر من ابنه ، أسمر البشرة ، ويبدو عليه أنه أصغر من سنه ، وهو شديد التردد (أكثر من ابنه) لكنه إن صمم على شيء واتخذ قراراً فإنه يحزم أمره بطريقة تثير الإعجاب. صاحب مبادئ ويخاف الله.

عائشة: الأم ، قوية الشخصية (لكن لا تخافوا ليست شريرة متسلطة! بل هي أم عادية) ولا داعي لوصفها. تخيلوها كيفما أردتم يا أعزائي القراء

نبيل النبيل: صديق قاسم والد عمار منذ الطفولة ، ويعامل أبناء صاحبه كأبنائه. أيضاً أترك للقراء تخيل شكله.

أحمد النبيل: ابن نبيل صديق والد عمار ، طبيب ماهر جداً ، هادئ الطباع ، يلبس نظارات طبية ولا يهتم كثيراً بمظهره (يعني أهون من عمار) ، وبسبب النظارات وتفكيره الدائم يبدو دائماً أكبر من سنه

سوسن النبيل: ابنة نبيل وأخت أحمد ، وهي أيضاً أخت حمزة بالرضاعة.

أم أحمد: زوجة العم نبيل ، وأم أحمد وسوسن طبعاً ، ولهذا هي أم حمزة بالرضاعة. لم أضع لها اسماً ولا وصفاً لأنني لن أذكرها في القصة

LongJohnSilver
16-12-2004, 09:58 PM
طبعاً أعيد مرة أخرى

أرجوكم اعذروني على تأخيري وبرود القصة أحياناً ، لكن هذا بسبب الامتحانات.

طبعاً ستلاحظون دائماً أنني أستخدم لفظة "أخي ، وأخي" "سلم على أخيك وكلم أخاك"..إلخ ولا أستخدم اسم حمزة

السبب: بصراحة أنا ليس عندي نسخة من الفصل الأول ، وعندما كنت أكتب الفصول السابقة كنت قد نسيت ماذا أسميت الصغير..

لكن ماعلينا ، وبسم الله نبدأ :)

LongJohnSilver
16-12-2004, 10:01 PM
الفصل التاسع





"تباً! أين أبي وأمي وأخي؟"


"عمار! عمار!" كان هذا صوت أبي. أقبلت مسرعاً نحوه ، فوجدته هو وأمي بخير.. ولكن..!!


"أين أخي؟"


قالت أمي بصوت مخنوق من الدموع: "ما زال بالداخل"


صرخت: "لماذا لم تخرجاه؟ لماذا لم تخبراني منذ البداية؟!!!!!"


وركضت بكل قوتي نحو المنزل المحترق


صرخت أمي: "لا! توقف! لا أريد أن أخسر الاثنين! فليوقفه أحدكم!!"


لكنني تجاهلتها. الحقيقة أن المنزل كان في حالة سيئة جداً ، والموقف جاد! لهذا أمسكني زياد وشاهر وقاما بتطويقي.


"لا فائدة يا عمار"


"اتركاني!!!!"


"كف عن الحماقة! ألست ترى المنزل؟ إن كانت النجاة مكتوبة له فسينجو"


لكن لهفتي كانت شديدة. كان الأمر يحتاج إلى عشرة مثلهما حتى يوقفاني.


"اتركااااااااااانييييييييي!!!!!!"


وبقوة لا أدري كيف جاءتني دفعتهما معاً وتخلصت من تطويقهما وركضت إلى المنزل بكل قوتي. كان الباب مغلقاً ، فأطرته بركلة وتابعت الركض نحو المنزل. وعندما وصلت إلى غرفة والدي حيث يوجد أخي كنت سأموت من التعب.. نعم ، فلهفتي وجزعي أنسياني أنني لا أقدر أن أركض. الحمد لله ، أخي يبكي وهذا يدل أنه على قيد الحياة. لكنني أخذت أمشي متهاوياً وأخي في يدي ؛ بسبب الاختناق من جهة وبسبب عجزي من جهة أخرى. وصلت إلى الباب بمعجزة ، وإذ بالمفاجأة! جزء كبير من السقف انهار ساداً المدخل. المشكلة أنني كنت متعباً جداً على إزالته. توقف الزمن بالنسبة لي ، وتهاويت على ركبتي شاعراً بعجزي ، شاعراً بالقهر! بسبب عجزي وتعبي فشلت. لماذا؟ لماذا لا أقدر أن أركض؟ لماذا؟





كدت أبكي وأنا أنتظر مصيري المحتوم. أبكي بسبب عجزي! أبكي بسبب عجزي الذي وضعني في هذه المصيبة! ياليتني لم أكن عاجزاً هكذا! كل ما أحزنني أن تضحيتي ستذهب هباء.. لكن..


"هاااع!! بسرعة! أخرج!"


رفعت نظري إلى الباب لأرى المخرج! لم أصدق عيني!


"ماذا تنتظر؟ أسرع!"


رؤية المخرج دفعت بي قوة إضافية ، فخرجت بسرعة. الحمد لله ، لا خسائر.


وطبعاً وصلت الإطفائية بعد أن انتهى كل شيء. ليس هذا مهماً ، المهم أننا جميعاً بخير. الحمد لله.


هنا تكلم زياد شارحاً الموقف: "بعد أن دخلت أنت انهار جزء من السقف فقررنا أن وشاهر دفعه لإزاحته عن طريقك. هذا كل ما في الأمر"

"الحمد لله أن لدي صديقان وفيان مثلكما"


طبعاً سيتحدث الكثيرون عن عمار الحنون الذي يحب أخاه (وكأنه شيء غير طبيعي أن أحب أحي الصغير) لكن الموضوع هذه المرة كان جاداً! فيتحدثوا كما يشاؤون ، المهم أن أخي الصغير بخير والحمد لله.





"هاهاها! لاشك أنكم تحتاجون الكثير الكثير من النقود لتجديد المنزل!"


أجل ، لقد كان البروفيسور علام..


"حسناً لقد ربحت. أنا موافق"


وقبل أن يبتسم البروفيسور سمعنا صرخة


"لا! توقف! أهذا ما علمتك إياه؟"


لقد كان أبي! قل له: "ولكن يا أبي أنت ترى! سنحتاج المال لكي نجدد المنزل"


قال أبي: "لست أعلم لماذا يريد خلاياك أنت بالذات ، لكنه لن يستخدمها لخير أبداً. سيستخدمها ليضر البشرية لمصالحه الخاصة! أنا أفضل أن أنام في العراء على أن أساعده"


قال البروفيسور: "حسناً سأزيد العرض. سأعطيك مبلغاً من المال يمكنك من شراء قصر في منطقة فاخرة. اقبلوه أو ارفضوه"


صرخ أبي: "نحن نرفض! ثم ما الذي جاء بك إلى هنا؟"
هنا فقط انتبهت! هذا صحيح! ما الذي جاء به إلى هنا؟


"أنا الذي أحرقت البيت"


يا للوضاعة! يحرق بيتنا حتى يضغطنا مادياً لكي يحصل على بعض من خلاياي!


وتابع حديثه: "والقانون معي كما تعلمان"





"كلا! أنتم مثل أهلي! لا تنس أنك صديقي منذ الطفولة. ستبقون عندي إلى أن أجد لكم حلاً!"


كان هذا العم نبيل. والحقيقة أن والدي لم يجادله كثيراً ، لقد كان شخصاً صادقاً في زمن كثر قيه الكذابون. وكان هذا ما فعلناه. لقد تغيرت حياتنا هنا كثيراً ، وكان هذا اليوم جزءاً مهماً من حياتي.





"لكن يا أبي ، أنا أريد أن أعمل"


"قلت لك لا! مهما كان سوء حالتنا فلن يعمل أحد سوى أنا! أنا سيد هذا المنزل! أنا المسئول!"


"لكن يا أبي ، أنت ترى! لسنا حتى في منزلنا! هذه هي الحقيقة!"


هنا قال العم نبيل: "عيب عليك يا عمار! إن أباك صديقي وأخي ، وبيتي هو بيته"


"لا عليك يا أبا أحمد. الفتى محق. لا يصح أن نبقى في بيتك طوال الوقت"


"لكن يا أبا عمار... أنتم والله على الرحب والسعة! ثم إنك لم تقصر معي وقت الحاجة!"


"لا عليك يا صديقي ، لا عليك"


والتفت والدي إلي وقال: "هل أنت على استعداد لتحمل المسؤولية؟ العمل سيكون شاقاً ، وستضطر لترك الدراسة هذا العام لكي تعمل بكل طاقتك ، وأنا أيضاً سأعمل بكل طاقتي"


قلت: "نعم سأفعل ذلك إن شاء الله ، بل وأعرف المكان المناسب. سأعمل عند أحد الأثرياء. السيد قرشت النقاد"





وقرشت النقاد هو شخص ثري معروف في بلدتنا ، يدفع بسخاء لكن العمل لديه صعب وشاق جداً ، ولا يرضى بعمل لمدة تقل عن العام. عندما أعمل عنده سيؤمن لي الطعام والمسكن ، بالإضافة إلى الراتب ، لكن طبعاً مقابل العمل الشاق





"كلا يا ولدي! العمل هناك شاق جداً!"


"لكن يا أبي هذا هو الحل الوحيد ، نحتاج إلى النقود بأسرع وقت. ولا داعي لأن تخبر أمي أنني أعمل عنده. برر لها غيابي بأي حجة تراها – وبالنسبة للدراسة فلا تخف ، يمكنني الدراسة دون حضور المدرسة. إذا عملت بجد فسيسمح لي السيد قرشت إن شاء الله بحضور الامتحانات. ربما لن أنجح بتفوق كالعادة ، لكنني على الأقل أكون قد واصلت الدراسة ولم أنقطع عنها"





طبعاً وافق أبي ولكن على مضض ، وحتى هو كان عليه البحث عن عمل شاق آخر.








الفصل العاشر





عام كامل مضى من عمري وأنا لا أدري عن أهلي شيئاً. كل ما أفعله هو العمل الشاق ، كنه بصراحة شاق بطريقة إنسانية ، أعني ليس شاقاً إلى حد غير طبيعي كما يبالغ البعض. ثم إن السيد قرشت يبدو أنه أعجب بي وبإخلاصي في عمل.


قال لي ذا مرة: "أنت أول شخص يعمل لدي بجد ولا يحاول أن يسرقني أو يحتال علي"


قلت: "ولماذا أحتال عليك؟ أنا قبلت بالعمل والأجر والشروط ، فما المشكلة؟"


"لا أدري ، لكن الكثيرين يحاولون الاحتيال من مبدأ أن لدي الكثير من النقود ، ومهما سرقوا سرقات صغيرة فهي لن تؤثر ، وكأنني جمعت المال بالحرام أو بالحظ السعيد وليس من تعبي وعرق جبيني ، أو كأن لدي مصدراً لا ينضب من المال"


ثم تابع: "على كل حال أنا سمعت أن أباك قد أصلح المنزل الشهر الماضي ، أي أنك تعمل هذا الشهر فقط لإكمال شرط العقد. وبالمناسبة ، بعد أن ينتهي عقد عملك إن احتجت أي شيء مني أو أردت أن تعمل مرة أخرى فبيتي مفتوح لك"


طبعاً كانت هذه مفاجأة لي ، سألته: "شكراً لك يا سيدي ، ولكن لماذا؟"


"لا أدري ، لكنك شخص طيب وتستحق كل خير"





ربما قضيت عاماً بعيداً عن أهلي ، لكنني اكتسبت شيئين – تعرفت على إنسان طيب واكتسبت بعض الخبرة في العمل وخشونة الحياة ، وفي الحقيقة أنا لم أخسر الكثير. ألم أخبركم؟ لقد نجحت! أجل ، السيد قرشت كان يسمح لي بالذهاب إلى المدرسة لتأدية الامتحانات.





طبعاً كان لابد من الوداع, شعور قد يبدو متناقضاً كان إحساسي ذلك الوقت. هو خليط من الفرح والحزن. الحزن لأنني سأفارق السيد الطيب قرشت ، والذي أحسن معاملتي ولم يقصر معي – رغم قصاوة العمل أحياناً – ، والفرح لأنني سأعود إلى أهلي.. إلى بيتي.. إلى دياري.. إلى أصدقائي.. إلى مدينتي العزيزة! فلتهتزي أيتها المدينة!! عمار قادم إليك أخيراً!!!





ثم أظن أنه لا أحد سينظر إلي على أنني صغير بعد الآن. صار عمري خمسة عشر عاماً. أنا كبير في عيني ، لطالما كنت أكثر نضجاً من الجميع ، سواءً عقلياً أو عاطفياً. كنت أتمنى أن أتزوج منذ فترة ، ربما كان هذا هو الوقت المناسب لأصارح أهلي. لكن ماذا عن العواقب؟ أنا لم أصاح أهلي – في حياتي – بأي شيء ، فكيف ستكون ردة فعلهم؟ ربما سيغضب أبي وينهرني بشدة. لالالا ، لا أعلم ولا أريد أن أعلم. لا داعي للتفكير في هذا الموضوع. سأدفنه في صدري دهوراً ودهوراً كما أفعل بأي شيء أتمناه أو يجول بخاطري.





أتساءل ، كيف هو أخي الصغير؟ أمازال كما هو؟ إن الصغار حقاً يدخلون البهجة إلى البيوت. هذه هي الحقيقة. طبعاً لن يعرفني! هذا مستحيل ، لكنها ليست مشكلة على الإطلاق. سيعرف أنه لديه أخاً اسمه عمار حالما أصل.





كان في داخلي وجه يبتسم ، لقد كنت سعيداً جداً. كيف لا ، وأنا عائد إلى الجميع؟ لكن شخصاً ما أوقف هذه الأفكار. لقد كان البروفيسور علام ، وكان واقفاً وقفته المعتادة ، وتبدو ملامح الجد على أمارات وجهه.


"بروفيسور علام! ماذا تريد هذه المرة؟"


"اسمعني جيداً يا عمار ، علينا أن نتحدث. الأمر هام"


"لقد أتيت في الوقت المناسب ، أنا الآن في قمة سعادتي. يمكنك أ، تخرب لي هذه السعادة وتقلبها إلى مأساة"


"ماذا؟ لست أفهم؟"


"كيف لا تفهم؟


"حسناً ، يمكنني تفهم هذا. أنت الآن تريد رؤية أهلك. اذهب إليهم وارتح بضعة أيام ، وعندما تشعر أنك مسعد قابلني"


طبعاً كنت مستغرباً جداً من هذا التغيير المفاجئ. ماذا حصل له؟


تابع البروفيسور حديثه: "سأتركك الآن"


"مهلاً! أنا لست مستعداً ولن أسلمك خلاياي!"


"هاهاها. لم أعن استعدادك لتسليم خلاياك بكامل إرادتك ، بل أعني مقابلتي فحسب. سأشرح لك سر الطاقة في جسمك ، وعندها فقط يمكنك أن تغير رأيك أو لا. الأمر أولاً وأخيراً عائد إليك"


"وكيف أضمن أن هذه ليست إحدى ألاعيبك؟"


"لا تعليق"


"حسناً ، وماذا إن كنت لا أريد المقابلة؟"


"هذا الأمر عائد إليك. لكن ما الذي ستخسره؟ لن تخسر شيئاً ، بل ربما تخرج رابحاً"


"رابحاً ماذا؟"


"المعرفة"


"المعرفة؟؟؟!!!!"


"نعم ، المعرفة علم ، والعلم قوة. إلى اللقاء يا عمار"


طبعاً وقفت مشدوهاً ، والحقيقة أن كلامه ترك أثراً وفراغاً في نفسي





عدت إلى البيت أخيراً. كنت أتوقع استقبالاً حاراً ، لكن هذا لم يحدث... لقد كان استقبالاً عادياً بارداً ، وكأنني عدت من المدرسة وليس بعد غياب عام كامل عن البيت. لماذا؟ لماذا تفعلان هذا بي؟ أين العاطفة؟ لم البرود؟ أنا أحبكما كثيراً يا والداي ، لكن لماذا تفعلان هذا؟





لاحظت غياب أخي الصغير ، فسألت عنه فقالت لي والدتي: "إنه مع أخته سوسن ، صار متعلقاً بها بشدة"





بعد مدة طرق الباب ، فتحت أمي الباب. لقد كان شخصاً ما من عائلة العم نبيل. ربما كان الدكتور أحمد أو سوسن ، لكن المهم أن أخي كان معه (أو معها). دخل أخي سعيداً ، وكان يقول: "نن! نن!" ابتسمت أمي ، وقالت لي: "إنه يقصد سوسن"


شيء جميل. لقد صار أخي الصغير يتكلم. حسناً ربما هو ليس بمعنى الكلام ، لكنه كلام! أعني ، لقد بدأ يعبر عما بداخله! لقد كان يبدو سعيداً وهو يتحدث بحديثه الطفولي الذي لم ولن أفهم منه شيئاً ، لكن.. لا أدري ماذا أقول ، أنا سعيد جداً فحسب.





لكن هذه الأفكار لم تدم في رأسي ، إذ أن أخي قد انتبه لوجودي فصمت فجأة وكأن على رأسه الطير. طبعاً سيصمت ، كيف لا؟ وهناك غريب في البيت ، هذا الغريب هو أنا... لقد آلمني صمته كثيراً – رغم أنه أمر طبيعي – ولم أستطع منع نفسي من الألم.


قالت أمي: "سلم على أخيك عمار"


لكنه لم يتحرك ، بل ظل على وضعيته دافناً وجهه في أمي رامقاً لي ممسكاً بثوبها ورامقاً لي بطرف عينه. قلت: "لابد وأنه خائف مني ؛ فأنا بالنسبة له مجرد غريب"


اقتربت منه لأحمله وألاعبه لكنه تباعد عني أكثر


قالت أمي: "هل تريد أن تحمله؟"


قلت لها: "لا ، بل كنت ذاهباً إلى غرفتي لأنام ، وغرفتي هي ورائك كما تعلمين"





غداً سأذهب إلى بيت شاهر ، وسأتناقش مع شاهر وزياد بخصوص البروفيسور علام

LongJohnSilver
19-12-2004, 01:08 AM
على كل حال ، إن شاء الله إخواني في الفصول القادمة سيحدث تغيير..

talal6555
20-12-2004, 11:14 AM
تكفى يا سيلفر لا تبطئ علينا .............ثم انا ولد مو بنت :mad:

القصه حلوة ولازم تتكمل وفي الانتظار

تحياتي

LongJohnSilver
20-12-2004, 06:46 PM
تكفى يا سيلفر لا تبطئ علينا .............ثم انا ولد مو بنت :mad:



القصه حلوة ولازم تتكمل وفي الانتظار



تحياتي
العفو أخوي ، وأنا مو حابب أبطئ
لكن بسبب الامتحانات
وأنا متى قلت إنك بنت؟ ;)

talal6555
21-12-2004, 11:36 AM
أختي talal6555 وأخي المراقب أبوجمال

شكراً على مروركما ، وإن شاء الله لا يخيب ظنكم وتبقى القصة جميلة


واااااااااااااااااااااااء:17: كمان تكذبني شوف بنفسك في الرد حقك اللي فوق

<<<< خلاص مسامحك بس ماتعودها :mad: وخذ راحتك في الاختبارات

ولا يهمك شيء ..... اهم ماعليك دراستك والله يوفقك

جمال الليل
23-12-2004, 01:56 AM
مشكووووور الله يوفقك



و الله لا يحرمنا من هذا الأبداع ....

صديقة زيرو
23-12-2004, 11:26 AM
واااااااااااااو مره خطيرة :bigeyes: وصف الأحداث ومشاعر الشخصيات .... :p ماقلتلنا إنك تقرب لشكسبير! :09:

أحلى شيء "الطريق إلى قلب الرجل معدته!"
وأحلى شخصية " زياد " أحس أنه زيي :icon6:
الله يعطيك لاب توب ومشكووووووووة ألف شكر
وبلييييز كمل ....
وشكراً على الدعوة :أفكر:

الأمير القلق
23-12-2004, 11:54 AM
مشكور أخوي لونج جون سيلفر على القصة الحلوة... وموفق إن شاء الله.. وعندي طلب::D

ليه ما تجمع هذه الرواية وتنشرها باسمك؟؟:biggthump
أنا واثق إنها رح تنجح ورح تحقق إعجاب الجمهور.. - وأنا أولهم -:p
تحياتي،،،

خالد طاهر
23-12-2004, 12:28 PM
لع
لك ذوشخصية متفوقة[
لذا فانت الصديق الوفي
ولعل هذا القصة مثيرة
وشرسة
فهي اجمل قصة واقعية : :عندي :shock22:

mamoms
23-12-2004, 01:48 PM
السلام عليكم


قصة رائعة جدا


mamoms

:biggthump :biggthump :biggthump

LongJohnSilver
25-12-2004, 09:20 PM
ما شاء الله ، أحمد الله أن القراء يزدادون ، وهذه ردودي إليكم جميعاً أيها الأعزاء الأفاضل:

جمال الليل ، شكراً على مرورك ، وأرجوك لا تحرمنا من متابعتك :)

صديقة زيرو ، الحمد لله أن الدعوة وصلت ، وشكراً على مرورك الكريم ، وعلى إبداء رأيك :biggthump

الأمير القلق ، أنت من أوائل المتابعين ، الله يعطيك العافية وشكراً.. لكن ، لماذا لا أنشر أو أكتب القصة ، هناك أسباب لا أحب ذكرها ، شكراً على متابعتك الدائمة :cool:

خالد طاهر ، أهلاً وسهلاً بك ، والقصة هذه تعتمد على شخصيات حقيقية :p

mamoms ، وعليكم السلام ، وشكراً على المرور ;)

LongJohnSilver
25-12-2004, 09:24 PM
إخواني ، سأضع جزءاً من القصة قريباً إن شاء الله (غالباً غداً) :D

لا تقطعونا من دعائكم ، ومن متابعتكم للقصة ومن آرائكم (سواءً كانت بالإعجاب أم بعدم الإعجاب ، فأنا أتقبل النقد)

وجزاكم الله خيراً ، والله يعطيكم العافية :cool:
أخوكم
LongJohnSilver

LongJohnSilver
27-12-2004, 01:03 AM
الفصل الحادي عشر





خرجت من البيت ، وفي منتصف الطريق قابلت شخصاً لم أتوقعه. لقد كان حمدان.. حمدان الأهوج ، لكنه كان وحده هذه المرة دون رفاقه.


"زمن طويل لم أرك يا حديدي! هل كنت خائفاً ومختبئاً في منزلك تبكي في حضن أمك؟"


"هذا ليس من شأنك!"


"لا لا لا لا ، ليست هذه طريقة تحيي بها صديقاً قديماً جاء ليرحب بك!"


"ما الذي تريده بالضبط؟ اتركني أنا على عجلة من أمري"


اقترب مني وهو يقول: "هاهاها ، حسناً لا بأس. مادمت على عجلة من أمرك كما تقول فلن أعطلك كثيراً"


وقبل أن أفتح فمي لأتفوه بكلمة إذ بلكمة قوية على وجهي ، وبعدها أخذت اللكمات تنهال علي ، اللكمة تلو اللكمة.. الضربة تلو الضربة


"هاهاها ، يالك من ضعيف! لا يمكنك أن تتصدى لي وحدي حتى! هاهاهاها ، يالك من ضعيف متخاذل!!"


لقد كنت أحاول أن أرد ، لكن كل ضرة مني كانت تخرج ضعيفة متخاذلة.


"والآن خذ!!"


قالها بعد أن طرحني أرضاً واستعد لضربي بعصاة خشبية كبيرة ، الضربة كفيلة بإصابتي بارتجاج في المخ (على الأفل)


لكن فجأة وجدت جسد حمدان يطير في الهواء! هذا مستحيل!

"آآآآآآآآآآآآه! من فعل هذا؟"


"إنه أنا"


لقد كان زياد!! ماالذي جاء به إلى هنا؟ وكأنه قرأ أفكاري ، فقد قال:


"لقد توقع شاهر أن حمدان سينتهز هذه الفرصة ، لهذا طلب مني أن أذهب. ويبدو أنه كان محقاً"


طبعاً حمدان هرب.


"شكراً لك يا صديقي ، لا أعرف كيف أرد لك هذا الجميل"


"لا عليك ، نحن أصدقاء ، ثم كم عماراً أنا أملك؟"





وصلت إلى بيت شاهر ، وطبعاً كان الحوار المعتاد:


"تفضل ، بالهناء والشفاء"


"إذا تسممت فهذه ليست مشكلتنا!"





وبعد الانتهاء من الطعام قررنا بدأ الحديث الجاد ، لولا أن تعالى رنين الهاتف ، لقد كانت أمي على الهاتف


"عمار؟"


"نعم يا أمي هذا أنا"


"اسمعني جيداً ، أبوك ليس هنا ، ويوجد أناس مات شخص منهم. عليك أن تأتي لتقوم بتغسيل الميت ودفنه"
"حاضر حاضر ، أنا آتٍ الآن"





ودعت صديقاي ، وعدت إلى البيت ، وقد قررت أن أعود إليهما مهما كان الوقت متأخراً ؛ فالغد إجازة.





تمت إجراءات التغسيل والتكفين والدفن بسرعة ، وبصراحة.. صار الأمر عادياً بالنسبة لي ولم يعد يؤثر بي ، ربما من كثرة ما دفنت وغسلت من الجثث. في البداية كنت أهاب هذا العمل ، ثم صرت أعمل ولكنني أتأثر ، لكنني قررت أن لا أتأثر أبداً. لكن مهلاً ، لم أخادع نفسي؟ أنا أتأثر دائماً من حزن الأهالي ، لكن هذا لا يبدو علي.. لا داعي لزيادة مأساتهم. كنت أعني أن التغسيل والتكفين صارا – بالنسبة لي – أمراً عادياً ورتيباً. أتساءل ماذا يعني بالنسبة لأبي؟





هذه المرة عدت إلى صديقَي ، وبدأنا فوراً بالموضوع


قلت: "حسناً ، كما قلت لكما – البروفيسور طلب مقابلتي ، وقال لي أنه سيشرح لي كل شيء"


قال زياد: "أنا لا أظنه ينوي خيراً"


قال شاهر: "لكن ماذا لدينا لنخسره؟ بل على العكس ، قد نكسب المعرفة"


قلت: "هذا صحيح ، المعرفة علم والعلم قوة ، هكذا أقول دائماً...ولكن..."


قال شاهر: "ولكن ماذا؟"


قلت: "لست أعلم ، إنه مجرد إحساس. أنا أشعر أنه لا يريد خيراً.."


قال شاهر: "لست أدري ، لكن لماذا يريد شراً؟ أنت لم تؤذه أبداً"


تبسمت وقلت له: "لا زلت مراهقاً يا عزيزي ، ولست تعرف الناس جيداً"


قال شاهر: "ماذا!! تتحدث وكأنك أكبر مني بعشر سنوات!!"

ماذا؟ لكن هذه هي الحقيقة.. أنا كنت أتصرف دائماً دائماً أكبر من عمري. بل حتى عندما كنت صغيراً لم أكن أخبر أهلي بما يحصل معي بأي شيء ، سواءً في المدرسة أو في أي مكان آخر ، فلم يكونوا متفهمين لي أو متعاونين معي.. لقد كنت وحدي دوماً ، وكنت أستغرب – أول الأمر – حين كنت أعرف أن الأولاد يصارحون آبائهم وأمهاتهم بمشاكلهم. بالنسبة لي ، لم أكن أفعل ، فأبي كان ينهرني دائماً حتى على أتفه الأمور ، وأمي كانت تعامل مشاكلي على أنها أمر تافه ، قل له كن فيكون. صحيح ، ليسا سيئين ، لكنهما ليسا كاملين أيضاً. أبي مثلاً رجل صاحب مبادئ ويخاف الله ، ولم يبخل علي يوماً أو يقصر بالنفقة ، ويصل رحمه دائماً مهما آذونا. ربما الأمر الأخير ، كان بفضل الله السبب بأن حالتنا ميسورة والحمد لله.. لاشك بأنهما لو عرفا آذياني لما تصرفا تلك التصرفات..





"ماذا ستفعل؟" قاطع صوت زياد أفكاري


"هاه؟ ماذا؟"


عاد وقال: "يبدو أنك شردت. ماذا ستفعل؟"


قلت: "شاهر على حق في بعض كلامه. سأتصل على البروفيسور الآن لكي أنسق موعداً لمقابلته"





قلتها ، وقرنت القول بالفعل.. لكن الذي فاجأني حقاً ، هو أن البروفيسور بدا محمساً أكثر مني. لقد قال أنه سيحضر فوراً! ياللعجب!! ماخطبه؟!!! هل الأمر مهم إلى هذا الحد؟؟!!! لن نعلم حتى يأتي ؛ فلا داعي للتساؤل هكذا.





جاء البروفيسور بسرعة حقاً... ترى ، أي لغز أخبئه في جسمي؟ في أعماقي؟

LongJohnSilver
27-12-2004, 01:15 AM
الفصل الثاني عشر





أخيراً جاء البروفيسور علام. طبعاً ، كنت أظن أن الأمر سيتم سريعاً مثل الرسوم المتحركة ، يتحدث البروفيسور فوراً وبدون مقدمات ، ثم نصاب بالذهول جميعاً – لكن شيئاً من ذلك لم يحصل. لقد دخل البروفيسور علام وألقى التحية وجلس ، وخيم الصمت على الجميع.. لقد كان قلبي ينبض بقوة ، ربما لو لم يخلق الله القفص الصدري لقفز قلبي إلى خارج جسمي. بل ومن شدة توتري شعرت بالحموضة في معدتي.. ليس هذا بشعور محبب.





يبدو أن زياد حاول قطع حبل الصمت ، فقدم بعض الضيافة للبروفيسور ، لكن البروفيسور رفض ، متعللاً: "شكراً ، لكنني لست أود أن أحط من قدر عقلي إلى قدر عقل مراهقين"





المغرور! بل المتكبر!


رد زياد: "وكيف تحط من قدر عقلك إن قبلت ضيافتنا؟"


"لأنني إن قبلتها أكون قد قبلت بما تصنعون أو تنجزون"

وخيم الصمت من جديد.. واضح أن البروفيسور يظن أنه يريد كسر شوكة كبريائي.. يريدني أن أرجوه.. لكن لا! سأخيب ظنه. يكفي أنني اتصلت به. لكن ما العمل؟ أنا أريد حقاً أن أعرف.. لقد ازداد توتري ، والآن بدأت أشعر وكأن رأسي ينبض. ربما يغمى علي لو كنت ضعيف الأعصاب ، لكنني لن أهتم. لن أجلس حتى – بل سأظل واقفاً ، ولنر ما الذي سيحصل.





"لماذا لا تريد التحدث؟ تحدث وخلصنا!!" هذه المرة كان شاهر. أحسنت ياصديقي! يبدو أنك تفهمني جيداً..


قال البروفيسور: "لن أتحدث حتى يطلب مني صديقك العزيز"


طبعاً أنا كنت أتظاهر بالغباء ، وكأن الموضوع لا يعنيني.


"ما رأيك يا عمار؟" كان هذا البروفيسور.


"رأيي في ماذا يا بروفيسور علام؟"


"كنت أقول لشاهر أنني لن أبوح بشيء حتى ترجوني أن أفعل"


"خطأ يا بروفيسور ، لقد قلت أنك لن تتحدث حتى يرجوه صديقه العزيز ، ولم تحدد أي صديق منهما. هل تظنني أعلم الغيب حتى أفهم قصدك؟"


"أنت تفهم قصدي ، ويبدو أنك تحب المراوغة"


"حسناً ، أنا أفهم قصدك ، لكنني لست أحب المراوغة. أنت من يحب المراوغة.. لقد قلت أنك تريد القدوم للحديث ، ثم بدأت تتكبر وتصرف كالأطفال ، تريدني أن أرجوك؟ لن أفعل ، ولو قدر لي أن أعرف فسأعرف ولو لم يقدر فلت أعرف"


"ماذا؟؟؟؟!!!!" يبدو أنه لم يتوقع هذا الرد


"الاختيار لك ، يمكنك الحديث أو الصمت ، لا يهمني. أعترف أنني اتصلت بك لمعرفة ما حصل لي من باب الفضول ، لكن أكثر من ذلك لا يهمني ، وحتى إن لم أعلم فأنا لا يهمني ؛ لست من النوع الذي يقتله فضوله.. الأمر عائد إليك ، والاختيار لك ، وأنا لا يهمني"


ثم تابعت حديثي قائلاً: "ثم ، أنت قلت انك لا تريد إنزال قدر عقلك إلى قدر عقل مراهق.. أليس كذلك؟ أليس ما تفعله الآن أنك هو إنزال لقدر عقلك – من وجهة نظرك وحدها – يا بروفيسور؟"


قال متردداً: "ولكن...."


ثم صمت.. وقال: "حسناً ، لقد ربحت يا عمار.. سأخبرك"





"الحقيقة ببساطة ، أنتم تعرفون جميعاً أن كل إنسان يملك في جسمه طاقة كامنة كبيرة ، هذه حقيقة علمية.."


زياد: "وما المشكلة في ذلك؟"


البروفيسور: "الأمر – وببساطة – هو أن صديقكم عمار يبدو أنه يستطيع بشكل ما أن يخرج جزءاً من طاقته هذه عندما تتوفر عدة عوامل"


شاهر: "عوامل مثل ماذا؟"


البروفيسور: "لست أعرف كيف أشرح ذلك ، إنه شي أفهمه لكنني لا أعرف كيف أشرحه – لكنني سأحاول.. ربما ، دعنا نقل ، إن شعر بالغضب الشديد والخوف الشديد وشعر أنه بحاجة إلى أن ينفجر ولم يخف من الانفجار"


شاهر: "الخوف الشديد؟"


البروفيسور: "الخوف لا يعني بالضرورة الرعب والجزع.. بل قد يكون الخوف على شخص يحبه"


شاهر: "وماذا تعني بالخوف من الانفجار؟"


البروفيسور: "ربما أحياناً يشعر بتلك الرغبة ، لكن شيئاً ما يمنعه من الصراخ. شيء نفسي"

هنا جاء السؤالان المهمان ، لقد كنت صامتاً طيلة الوقت ، لكن هذين السؤالين في الحقيقة هما اللذان كانا قد أثارا اهتمامي بالدرجة الأولى..


زياد: "ولماذا تريد خلاياه؟"


شاهر: "ولماذا يجب أن تكون بكامل إرادته؟"


البروفيسور: "سأجيب على السؤال الثاني أولاً ، سبب إرادتي لخلاياه بكامل إرادته يرجع إلى أن تلك هي إرادة مؤلف القصة"


شاهر: "هذا ليس جواباً كافياً!!!!"


البروفيسور: "الحقيقة هناك سبب آخر ، لكنه يتعلق بالأبحاث ، ولا أعرف كيف أشرحه لشخص مازال في المدرسة... أظنني هكذا أجبت على كل الأسئلة"


زياد: "مهلاً مهلاً!!! لم تخبرنا لماذا تريد خلاياه؟"


البروفيسور: "الحقيقة أنني أريد أن أحميه من نفسه. هذا كل ما أستطيع أن أقوله"


هنا ، كانت قوة احتمالي قد بلغت حدها الأقصى ، شعرت أنني سأنفجر بحق إذا لم أتكلم.. لهذا قلت:


"تحميني من نفسي؟!!"


البروفيسور: "نعم"


عمار: "شكراً لست أحتاج إلى شفقة"


البروفيسور: "حسناً سأشرح بمزيد من التفاصيل"


زياد: "كلنا آذان مصغية"


شاهر: "أرجوك تفضل بالحديث يا بروفيسور"


هنا أخذ البروفيسور يشرح ، وكان زياد وشاهر يقاطعانه بالأسئلة بين الفينة والفينة ، أنا ظللت صامتاً مرة أخرى.. هذا ما قاله البروفيسور دون أن يقاطعه زياد وشاهر:


"باختصار ، أريد أن أحميه من نفسه. الطاقة الكامنة في جسم صديقكم كبيرة ، وهو لا يعرف كيف يخرجها ، لكنها قد تخرج مع الضغط النفسي الشديد وبدون تحكمه أو إرادته ، وساعد على ذلك طبيعته الصامتة وتظاهره بالقوة النفسية والصلابة دائماً مناقضاً طبيعته الطيبة التي يعرفها الجميع. هذا الشيء يؤثر سلباً به ، وبالذي حوله أيضاً ، فهو يسبب الأذى – أتحدث عن إخراج الطاقة – فتخيلوا معي ، لو أنها خرجت بغير إرادته – أو لم نتخيل؟ هل تذكرون ما حصل منذ عام؟ كيف صرخ؟ الطاقة التي أخرجها في ذلك الوقت لم تكن كبيرة جداً ، ورغم ذلك خرجت من غير إرادته ، وانظروا ماذا سببت... تخيلوا معي ، لو أنها خرجت أثناء وجوده معكما ، أو في المدرسة ، أو حتى في بيته مع أخيه الصغير ؛ لذلك أردت جزءاً من خلاياه حتى أتمكن من إجراء الفحوصات اللازمة لكي أحميه من نفسه"


شاهر: "ولماذا تريد أن تحميه من نفسه؟"


البروفيسور: "طبيعتي العلمية كذلك. أعلم أن الكثير من الشائعات تتحدث ضدي ، وأنني مجرم شرير ، لكنها ليست صحيحة ؛ بدليل أنني أريد أن أساعد صديقكم"


زياد: "ولماذا هو بالذات من ضمن كل البشر يمكنه إخراج طاقته لا إرادياً؟"


البروفيسور: "المشاكل النفسية تغير الكثير في المرء. ربما بقاؤه صامتاً ، بحيث لا يشاطر أحداً في همومه أثر فيه. صحيح ، هو شخص طيب القلب ويظهر الشدة ، كللللل البشر يعرفون ذلك عنه. الكل يشكي همه إليه وهو لا يشكو همه إلى أحد. أظنه حتى لا يتحدث مع نفسه بخصوص همومه.. هذه الأمور كلها أثرت في فسيولوجية جسمه بشكل ما" (الفسيولوجيا: علم وظائف الأعضاء)





طبعاً ، لقد كنت على وشك الانهيار ، كل ما قاله البروفيسور فيه جانب من الصحة ، لكن شيئاً لم يظهر علي.. وفجأة تذكرت نقطة..



"لقد أحرقت بيتنا!!!!!"


قال البروفيسور: "لقد كان علي أن أحميك من نفسك"


صرخت: "عذر أقبح من ذنب! من طلب مساعدتك؟؟؟ ألا تدرك حجم المأساة التي تكبدناها؟؟؟ إن ما فعلته يشبه قطع يد طفل صغير ، لأنه ربما يأخذ سكيناً ويجرح نفسه!! كل ما ذكرته هو (ربما يخرج طاقته) و(ماذا لو خرجت طاقته!!!!) ، افتراضات لأشياء قد تحصل وقد لاتحصل!!!"


قال البروفيسور: "ماذا يعني ذلك؟ حسناً ، لا يهم ، سأخرج ، وسأترككم تفكرون"





خرج ، وخيم الهدوء ، الهدوء الذي تخلفه العاصفة ، وكأن على رؤوسنا الطير.. لكن ثمة مشهد – ربما يبدو عادياً – لم نعرفه. بمجرد أن خرج البروفيسور ، أمخرج هاتفه المحمول واتصل على رقم ، وقال له: "لم أنجح"





وأما نحن ، فقد قطع زياد حبل الصمت: "ماذا ستفعل؟"


قلت: "لا أدري ، فأنا محتار حقاً"


قال شاهر: "أنا لست أصدقه"


قلت: "أنا أيضاً لا أصدقه ، لكن كل ما ذكره صحيح ، وهذا ما يسبب لي الحيرة.. لست أدري.. أنا محتار جداً.."


قال زياد: "لا تخش شيئاً يا صديقي ، فنحن هنا دائماً"


ابتسامه وقتها ، شعرت بأنها أكثر الابتسامات دفئاً.. لقد كان موقفاً مؤثراً بالنسبة لي.. مؤثراً جداً.. زياد وشاهر كانا معي دائماً ، الحمد لله على تعمة هذين الصديقين.. وقبل أن أفتح فمي لأتحدث ، رن جرس الهاتف. ذهب زياد ليرد ، وعاد وعلى وجهه أمارات التردد والتوتر


"عمار ، المكالمة لك"


قلت: "ماذا حل بك؟ لم أنت هكذا؟"


لكنه لم يرد


صرخت: "ماذا حل بك؟؟ كفاك صمتاً أشغلت بالي!!!"


قال بتردد: "إنها أمك"


قلت: "وماذا في ذلك؟؟ إنها تتصل دائماً ، هذا أمر عادي!!! ليست أول ولا آخر أم تتصل على ابنها!!!"


قال: "لقد كانت تبكي"


قلت: "ماذا!!!!!؟؟؟!!!!!"


وركضت إلى الهاتف بأقصى سرعتي.. أخذت أتحدث إلى أمي لاهثاً


"عمار ، أهذا أنت؟"


"نعم!! خيراً يا أمي؟ ماذا حل بك؟ هل أصابك مكروه؟"


قالت: "لا"


ثم انفجرت بالبكاء.. وهنا أنا كدت أفقد أعصابي.. بل فقدتها ، فقد صرخت بها:


"ماذا حصل؟!!!" ليس من الجيد أن أرفع صوتي عليها ، لكنها والله أثارت خوفي ولهفتي..


أخذت تتحدث بصوت باكٍ لم أفهم منه شيئاً


"أمي أرجوك تمالكي نفسكِ"





وهنا أخبرتني أمي بالتفاصيل كاملة.. يا إلهي!! لقد سقطت السماعة من يدي... ثم عدت وأغلقتها.. لقد غضبت ، وصرت أتنفس كمحرك بخاري ، وأحكمت إغلاق قيضتي حتى كادت أصابعي تخترق باطن يدي.. لقد صرت أرتجف ، وكدت أصيح بكل قوتي... الغضب!! الغضب الشديد.. إنه الغضب!! هذا ما أشعر به!!!




سألني زياد: "خيراً؟؟؟"


قلت له بكل برود: "هل تريد الخلاصة أم التفصيل الممل؟"


هتف شاهر: "بل أخبرنا باختصار أولاً ثم أخبرنا عن الحوار مع والدتك كاملاً"


صمت قليلاً ، ثم قلت: "حمدان الأهوج اختطف حمزة"





كانت المفاجأة!! لم يتوقع ذلك أحد!!






ما الذي سيحصل؟؟ تابعوا معنا الحلقة القادمة من قصة {الصرخة العظيمة} (مسوي دعاية) :p

foofoo
27-12-2004, 02:02 AM
اخيLongJohnSilverشكرالك على هذه القصة الشيقةجدا:shakehand :congrats: وارجو ان تكون امتحاناتك قد انتهت على خير:fing02: ان شاء الله حتى لاتتأخر علينابالتكملة هذه المرةولاتجعلناننتظركثيرا:28: :thanks:

LongJohnSilver
27-12-2004, 02:22 AM
اخيLongJohnSilverشكرالك على هذه القصة الشيقةجدا:shakehand :congrats: وارجو ان تكون امتحاناتك قد انتهت على خير:fing02: ان شاء الله حتى لاتتأخر علينابالتكملة هذه المرةولاتجعلناننتظركثيرا:28: :thanks:
العفو أخي أو أختي foofoo ، وشكراً على المشارك والمرور..
امتحاناتي للأسف لم تنته بعد :أفكر: الله يعين :D

mamoms
28-12-2004, 01:46 PM
القصة رائعة والأسلوب أجمل:28:

أهنئك على التفوق المتميز

mamoms

:006: :006: :006:

LongJohnSilver
29-12-2004, 03:39 AM
القصة رائعة والأسلوب أجمل:28:

أهنئك على التفوق المتميز

mamoms

:006: :006: :006:

شكراً على إطرائك وعلى مرورك ومتابعتك..

LongJohnSilver
29-12-2004, 04:11 AM
الآن أخواتي وإخواني الأفاضل (قلت أخواتي لأن أصول اللباقة تقتضي أن السيدات أولاً http://montada.com/images/smilies/biggrin.gif )

هذان فصلان آخران ،،، وبسم الله نبدأ:


الفصل الثالث عشر




. ذهب زياد ليرد ، وعاد وعلى وجهه أمارات التردد والتوتر


"عمار ، المكالمة لك"


قلت: "ماذا حل بك؟ لم أنت هكذا؟"


لكنه لم يرد


صرخت: "ماذا حل بك؟؟ كفاك صمتاً أشغلت بالي!!!"


قال بتردد: "إنها أمك"


قلت: "وماذا في ذلك؟؟ إنها تتصل دائماً ، هذا أمر عادي!!! ليست أول ولا آخر أم تتصل على ابنها!!!"


قال: "لقد كانت تبكي"


قلت: "ماذا!!!!!؟؟؟!!!!!"


وركضت إلى الهاتف بأقصى سرعتي.. أخذت أتحدث إلى أمي لاهثاً


"عمار ، أهذا أنت؟"


"نعم!! خيراً يا أمي؟ ماذا حل بك؟ هل أصابك مكروه؟"


قالت: "لا"


ثم انفجرت بالبكاء.. وهنا أنا كدت أفقد أعصابي.. بل فقدتها ، فقد صرخت بها:


"ماذا حصل؟!!!" ليس من الجيد أن أرفع صوتي عليها ، لكنها والله أثارت خوفي ولهفتي..


أخذت تتحدث بصوت باكٍ لم أفهم منه شيئاً


"أمي أرجوك تمالكي نفسكِ"


"حسناً حسناً.. أعطني برهة من الوقت"


"خذي ماتحتاجين ، ليست مشكلة"


ثم أخذت تتحدث وهي تنشج وتبكي وقلبها يتقطع ألماً ، لم أكن أحب هذا الشعور لأي إنسان..


"لقد كان أخوك مع سوسن كما هي العادة ، وفجأة سمعت جلبة ، فدخلت ووجدت سوسن فاقدة الوعي ، وفوقها ورقة"


قالت ذلك ، ثم عادت إلى بكائها.. طبعاً ، لقد شعرت بالجزع والخوف على أخي الصغير.. الفرق بيني وبين أمي هو أنني أستطيع التصرف ، لكن أمي – كونها امراة – لايمكنها أن تفعل الكثير في موقف كهذا..


"وماذا كتب على الورقة يا أمي؟"


"ماذا؟"


"ماذا كتب على الورقة؟"


"مكتوب: إن أردت أخاك ، فتعال إلى حيث الإهانة الأولى وحدك ، ولا تبلغ الشرطة.. وإلا...!! الإمضاء: الهائج.."


ثم قالت: "عمار ، أرجوك! افعل شيئاً!! لالا ، لا فعل شيئاً ، لست أريد أن يحصل لك مكروه ، لكنني لا أدري أن يحصل شيء لحمزة أيضاً.. إن أباك نفسه لم يعرف ، ولن أخبره حتى يرجع"


"أبي ليس في البيت؟"


"لقد قال أنه سيسهر مع أصحابه"




رويت هذه التفاصيل لزياد وشاهر ، وأنا موشك على الافجار.. لو كنت مصباحاً كهربائياً لانفجرت.. لو كان في مخي أسلاك لاحترقت.. كل ذلك من خوفي وغضبي.. كيف يختطف حمزة؟؟ كيف يجرؤ؟؟ بل ومن بيته!!! سأريك ياحمدان!! سأقتلك!! سأقتلك!!!






شاهر: "ولكن كيف عرفت أنه حمدان؟"


قلت: "لايقدر أن يكتب اسمه الحقيقي ؛ لذلك اكفى باسم قريب من اسمه.. الهائج"


زياد: "وماذا ستفعل؟"


قلت: "ماذا تظن؟؟ سأذهب طبعاً!!!"


طبعاً كل أحاديثي كانت بنبرة غاضبة!!


زياد: "تريث يا صديقي ، دعنا نبلغ الشرطة. لا داعي لأن تؤذي نفسك"
صرخت: "ألا ترى؟!!!!! كيف تريدني أن أهدأ؟؟!!!!"


شاهر: "لن ندعك تذهب وتؤذي نفسك هكذا!!!"


كدت أقول ، [امنعاني إن استطعتما] – لكنني تذكرت.. هذان صديقاي! هذان شاهر وزياد... كيف؟؟ كيف أفكر في التصدي لهما وإيذائهما في لحظة غضب؟؟؟؟!!!! كم أنا أحمق!!!


"لن أؤذيكما لمجرد أنني غاضب ، لكنني سأذهب"


قلتها ، وقرنت القول بالفعل ، وركضت.. لكن زياد كبلني.. أخذت ألهث بشكل غير طبيعي ، وأسعل بشكل قوي ، حتى إن زياد ظن أن بي شيئاً ما..


"مابك ياعمار؟"


لكن جوابي على سؤاله كان على شكل ازدياد في السعال واللهاث ، حتى أنه تركني ، وتساءل بلهفة:


"خيراً؟ كل هذا بسبب الركض؟ إنك لم تخط خطوتين.. أنا رأيي أن...."


وقبل أن يتم عبارته دفعته بقوة إلى الخلف فارتطم بشاهر ، وهكذا لم يعد هناك شيء في طريقي.. أسرعت إلى الخارج واستقللت سيارة أجرة.. لقد كان ضميري يؤنبني كثيراً كثيراً كثيراً.. ياليتني مت قبل أن أدفعهما هكذا.. ياليت الأرض خسفت من تحتي.. لكن شيئاً من ذلك لم يحصل ؛ ولذلك كان علي أن أتصرف لأنقذ حمزة.. المكان؟؟؟ الإهانة الأولى؟؟؟ آآآآه ، أظنني عرفت المكان ، تباً له!!! في هذا الوقت المأخر!!!




طبعاً ، قام زياد وشاهر بسرعة ، لكن سرعتهما لم تكن كافية.. أتمنى ألا يعرفا المكان..







"قم يا زياد!! ماذا تنتظر؟؟"


"وماذا تريدنا أن نفعل؟؟ لن يقف شيء في وجه عمار!!"


"سنذهب إلى بيته ، ونهدئ أمه ونقنعها بأننا سنصل بالشرطة ، بحيث نخبرهم التفاصيل كاملة ، وفي نفس الوقت سنحاول أن نعرف المكان"




وفعلاً ، قرنا القول بالفعل ، وذهبا ، ونجحا – بطريقة ما – بإقناع أمي بأن الاتصال بالشرطة هو الحل الأمثل. تمت الإجراءات بسرعة ، لكن أحداً لم يعرف المكان أبداً..







هل أنا مخطئ؟ المكان يبدو فارغاً ولا أثر لمخلوق.. لست أدري.. هل يعقل أنني أخطأت؟ لكن لا مجال لتفسير آخر.. إنه يقصد الإهانة الأولى.. هممم..





وبينما أنا أفكر ، سمعت صوتاً.. كان منخفضاً.. طبعاً ، لقد كنت خائفاً ، فلست أتخيل هذا المكان في الليل ، فما بالكم وأنا وحدي وفي ساعة متأخرة ومتأهب وأتوقع أن أهاجم في أية لحظة؟






أخذت أقترب من الصوت الذي مازال يتردد ، وكانت مخاوفي صحيحة!! إنه صوت بكاء.. صوت بكاء حمزة!! تباً!!!! أخذت أقترب وأقترب ، وبينما أنا أسارع الخطا ملهوفاً ، إذ بضربة غادرة على رأسي.. التفت إلى المصدر فتلقيت ضربة أخرى... ثم تبين لي المشهد.. أنا محاط بعشرة أشخاص ، ليس حمدان من بينهم..


"الأمر لا يعنيكم ، أين حمدان؟ أخبروني وأعدكم ألا أمسكم بسوء"


"يالك من مغرور!!!"


كان ذلك صوت حمدان.. الفت إلى المصدر فرأيته ، ومعه كان حمزة..


"مغرور وواثق من نفسك أيضاً ، المشكلة أنك مغرور ضعيف"


"دعه وشأنه!! إياك أن تسمه بسوء!!!"


"اطمئن ، لست أريد أن أمسه بسوء ، لقد اختطفه حتى أنتقم منك"


صرخة واحدة تكفي.. لكن .. لا أدري.. أريد أن أصرخ مثل المرة الماضية ، لكنني لا أستطيع!! لست أقدر.. شيء في نفسي يغطي على قلبي وإرادتي.. لا أستطيع أن أصرخ.. لا أستطيع.. لكنني مازل غاضباً!!!


"الحقيقة أنني لم أتوقع مجيئك بهذه السرعة"


نظرت إليه بتمعن.. لقد كان واقفاً وبجانبه حمزة يقف جافلاً ، وكأن على رأسه الطير..


"لكنك ضعيف ، انظر ، كل ذلك من أجل أخيك الغبي هذا الذي لا يفعل شيئاً سوى البكاء.. هاهاهاهاها"


ومع كل كلمة يقولها كنت أشتاط غضباً!! كيف يتحدث هكذا عن أخي؟ سأريك ياعمار!! سوف ترى!!!


"إياك أن تؤذي أخي ياحمدان!!!"


"لن أؤذيه ، بل سأصفعه فقط"


قالها ، وقرن القول بالفعل ، وصفعه...
وكأن صوت الصفعة كان فيل الانفجار ، فقبل حتى أن يبكي أخي كنت قد انفجرت!!


"لاااااااااااااا!!!"


وضرب أقرب رفاقه إلي ، ثم ضربت اثنين آخرين ، وركضت إلى حمدان وحمزة.. كان المسافة قصيرة لاتكفي لأن تتعبني ، لكن قبل أن أصل جاءتني لكمة غادرة ، ثم تكاتف علي أصحابه وكبلوني وأمسكوني.. قاومت وقاومت ، لكنني لم أستطع أن أفلت


"ماذا كنت تظن؟ يستحيل أن تهزم رفاقي العشرة!! هاهاهاها.. يارفاق... عليكم به!!"


أحكم الاثنان اللذان يمسكانني قبضهما لي ، وجاء اثنان آخران ليقوما بركلي ولكمي وضربي وأن مكبل هكذا.. يقلون أن الكثرة تغلب الشجاعة ، لكنها لن تغلب االحديدي أبداً!!!


بقوة لا أدري من أين جاءتني ، طوحت بالاثنين اللذين كانا يمسكان بي ، لكنني تقيت ركلة من أحدهم ، فرددتها على هيئة لكمة.. وبدأت المعركة!!







"لكن ماذا نفعل ياحضرة الملازم؟" كان هذا زياد

"لست أدري ، لكننا حاولنا الحصول على دليل ، وهم لم يتركوا شيئاً يدل على مكانهم بخلاف الورقة تلك"


زياد: "حضرة الملازم ، نريد مراجعة الورقة أنا وشاهر لعلنا نتوصل إلى شيء"


"حسناً لكما هذا"


وأحضر الورقة لهما.. وأخذا يفكران..


"المدرسة!!! هل تذكر يازياد!!! لاشك أنه يعني المدرسة!!!"


"هذا صحيح!! كيف لم نفكر في ذلك؟؟!!"







لم يكن الأمر سهلاً.. فمقابل كل لكمة كنت أتلقى أربعة أو خمسة.. الفرق ، هو أنني ألكم بحرقة ، وبوحشية.. لست أدري كيف ستنتهي هذه المعركة الغير متكافئة... لكن بمجرد أن فكرت بذلك ، لاحظت أن أعدادهم تقل.. لقد بدؤوا بالتراجع.. بقي ثلاثة منهم... أخذت أكيل لهم اللكمات أكثر مما يكيلون لي.. لقد كنت غاضباً!! غاضباً!! غاضباً!!! وكان لدي دافع ، وبصراحة ، أشعر بأن كل اللكمات التي تلقيتها لم تؤثر بي ، وبالعكس ، يبدو أن ضربتاي كانت تقهقرهم.. هاقد بقي واحد.. وقف وقفة استعدادية وسدد لكمة خاطفة إلى وجهي ، رددتها له بعدة لكمات انهالت من قبضتَي كالمدفع الرشاش..




هاقد هزمتهم جميعاً.. لست أدري كيف فعل ذلك ، لكنني كنت أشعر بأنني قادر على فعل المزيد.. أريد المزيد من العراك!!!


"كيف؟!!!! كيف هزمتهم وحدك؟؟!!! كيف هزمت عشرة وحدك؟؟!!!"


"تحتاج إلى أكثر من العشرة لتوقفني عند حدي أيها الحقير!!"


"الويل لك!!" قالها وأخرج سكيناً من جيبه


طبعاً كان حمزة يقف مشدوهاً وهو يشاهد كل شيء...


"هل تظنني أخاف من سكينك؟؟"


"ليست سكيناً عادية ، إنها مسمومة"


"ماذا!!!"


"هاهاهاها ،هذا يعني أن جرحاً واحداً سيقتلك!!! هاهاهاها"


لقد توترت في الحقيقة.. الأمر لن يكون سهلاً
"هل تظن أن سكيناً مسمومة ستوقفني؟؟"


"لست أظن بل أنا واثق"




وأخذنا نقترب من بعضنا تدريجياً... صوت خصف نعالنا على الأرض الترابية كان وحده يشق الصمت.. ولكن مهلاً!! الأرض ترابية!! ماذا لو...


وحصل ما توقعته ، ضرب حمدان الأرض برجله بحيث يدخل التراب في عيني فلا أقدر أن أرى ، فأغمض عيني فيباغتني بطعنة ، لكن شيئاً من ذلك لم يحصل ؛ لأنني كنت متوقعاً هذه الحركة ، فقفزت إلى الجانب ، وركلت السكين من يده ، ثم أخذت أنهال عليه بالضرب.. إلى درجة أنه لم يكن يستطيع أن يردني ، وأخذ يتوسل ويتوسل.. لكنني لم أكن أصغي له.. لقد تحولت إلى آلة عمياء.. كل هدفها هو الضرب... لم أكترث حتى لصوت سيارات الشرطة.



اقتربت من حمزة ، أريد أن أضمه ، لكنه بدا خائفاً.. وكلما ازداد اقترابي كلما خاف أكثر ، قلت له: "لاتخف يا صغيري".. لكن ذلك لم يجد نفعاً.. لقد انفجر بالبكاء!! وكلما بكا كان قلبي يتقطع حزناً.. ألهذه الدرجة تخاف مني يا أخي؟ حسناً ، لا تخش شيئاً.. سأتركك.. عدت إلى حمدان ، وبكل برود أواصل ضربه – وبكل قسوة ، وهو عاجز عن الهروب ، إلى أن جاء رجال الشرطة.. ترى من بلغهم؟




مرأى الشرطة أعطى قوة إضافية لحمدان جعلته يهرب باتجاههم ، ظاناً أنني سأتركه.. لكنني كنت غاضباً ، ولم أشعر أنني نلت كفايتي.. لقد تذكرت كل الأيام الماضية ، وكيف تعدى علي ، وكيف اختطف أخي.. لحقت به كالآلي ، وهو كان متعباً متعباً ، ولم يكن يستطيع سوى أن يزحف بصعوبة


"أرجوك.. أرجوك!!! اتركني!!"


لكنني لم أكترث لصراخه ولا لتوسلاته ، ويبدو أن مرأى فمه الذي يبصق دماً لم يزدني إلا تعطشاً... فقد أمسكت به – رغم وجود الشرطة – وأخذت أضربه!! وأضربه ، وأضربه.. بل ربما أقسى من السابق...


"توقف ياعمار!!!"


"توقف ياعمار!!!!"




كانت هذه أصوات عناصر الشرطة والضابط وأمي وأبي وسوسن وزياد وشاهر والعم نبيل والدكتور أحمد.. لكنني لم أكترث!! حى عندما جاء شرطيان وأمسكاني وأبعداني بالقوة ، ركلت وجهه ركلة أخيرة..




لم أحاول المقاومة.. ولم أندهش كثيراً حين سمعت صوت الطبيب الذي معهم يقول: "لقد مات!!"


لقد قتلت إنساناً بيدي!! ماهو شعوري.؟؟ لست أدري ، يبدو أن عقلي لم يستوعب بعد أنني صرت قاتلاً... كل ماحصل أن قلبي صار ينبض بقوة شديدة وألم.. وأن الحموضة أصابتني.. ولم أكن أعلم أن هذه كانت بداية تغيير شديد في حياتي...







في مكان آخر ، كان البروفيسور يتلقى مكالمة.. "ماذا؟؟ قتله عمار؟؟! رائع ، نجحت الخطة!!!"

LongJohnSilver
29-12-2004, 04:12 AM
الفصل الرابع عشر




الجزع من الداخل كان أفضل وصف لشعوري وقتها ، خاصة بعد أن دخلت إلى قسم الشرطة وبدأ الملازم بالتحقيق معي.. عرفت فيما بعد أن اسمه جلال.


"ولماذا لم تتوقف؟" سألني..


كان علي تبرير ذلك ، لكنني فجأة تذكرت شيئاً..


"حضرة الضابط ، قلت لي أنكم وجدتم سكيناً بالقرب من جثته"



"هذا صحيح"




"لقد أخبرني أن تلك السكين مسمومة"


"لكننا أتينا لحمايتك منه!!"


"ولو حضرة الضابط.. فمع فائق احترامي ، ماذا لو أنني توقفت ثم غدر بي في لحظة غضب وطعنني؟ ما الفائدة؟ على الأقل هنا مات المذنب.. أليس كذلك؟"


"ولو... كان يجب أن تطيع الأوامر.. ثم ما الذي يثبت لنا أنه قال لك أن السكين مسمومة؟"


"أقسم بالله يا حضرة الضابط أنه قال لي ذلك!"


"القسم غير كافٍ قانوناً.. لكن فليكن.. سأرسل السكين إلى المعمل للتحليل.. لكن إن جاءت النتيجة بأن السكين عادية ، حتى لو كان حمدان قد قال لك أنها مسمومة ، فهذا لن يفيدك.. والآن انصرف"




خرجت من القسم ، وكنت أتوقع أن أرى أبي منتظراً لي ، لكن لم يكن أحد هنا. سألت العسكري الواقف فأجابني: "أوه ، لقد انصرف بمجرد أن دخلت للتحقيق ، وقال لي أن أبلغك أن تتوجه إلى البيت بمجرد أن ينتهي التحقيق معك"




خرجت خائباً.. كنت أتوقع أن ينتظرني أبي ، أو أمي ، أو كلاهما.. لكن لا أحد هنا.. علي الخروج لوحدي.. وحيداً ، والأفكار تتزاحم في رأسي.. والخواطر تتجمع في قلبي.. والهواجس تكثر في صدري.. لكن ، كالعادة ، علي دفن كل ذلك في أعماق صدري.. سأدفن كل ذلك في الأعماق وأنا أتابع الغرق.. ما الجديد في ذلك؟ لا جديد أبداً.. سأغرق وحدي ، وربما أنتشل نفسي بنفسي.. لست أحتاج مساعدة!! ولن..




قطع أفكاري صوت محبب إلي


"كنا بانتظارك" لقد كان صوت زياد! التفت ، فوجدته وواقفاً مع شاهر. كم أن سعيد! لقد صبرا وانتظراني حتى النهاية! تابع زياد قائلاً: "هيا بنا فلنستقل سيارة أجرة"


قرنا القول بالفعل وذهبنا. الدنيا صارت نهاراً. وصلت إلى البيت ، وودعت زياد وشاهر.




توقعت استقبالاً حافلاً من والداي ، وفي الحقيقة كان حافلاً ، لكن عكس ما توقعت تماماً ، فبمجرد أن دخلت ، فتحت فمي لألقي التحية ، لكن صوت أبي الغاضب قاطعني..


"لماذا لم تلق التحية؟!!!"


"لقد كنت على وشك أن...."
"اصمت!! لا تتفوه بكلمة! لست وقحاً فقط ، بل ومجرم قاتل أيضاً!!!"


لماذا يا أبي؟؟ والله لم أكن أقصد أن أقتله.. لماذا تريد أن تزيد الأمور سوءاً؟ لماذا؟ بل وأمي وقفت إلى صفك! هذا بدلاً من أن تواسيانني.. يكفيني الرعب الذي تلقيته.. يكفيني رعب أنني أزهقت نفساً بشرية (حتى لو كان حمدن الأهوج).. لماذا؟ ياليت الأرض تنشق وتبتلعني.. يارب! اخسف بي الأرض كما خسفتها بقارون وأتباعه!! ياليتني دخلت السجن.. ربما كان أفضل لي..


ساعة كاملة وأنا واقف أتلقى التوبيخ من والداي. وفي النهاية قال:


"اذهب ، لا أريد أن أراك.. لا تعد إلى البيت حتى الليل.. هل تفهم؟"
وقالت أمي: "تستحق ماجرى.. ألم تجد وسيلة غير القتل؟"


قال أبي: "اذهب إلى رفاقك الذين يحبونك.. دعهم يفيدوك في موقف كهذا"







خرجت كسير الفؤاد.. لم أتوقع ذلك أبداً.. لا بأس ، الحمد لله على كل حال. فكرت بالذهاب إلى زياد أو شاهر ، لكنني تذكرت وجههما الباسم وهما يتلقيان المصيبة تلو المصيبة.. لا أريد أن أتسبب لهما بالمزيد من المتاعب ، يكفيهما ما نالاه مني.. بسببي. أنا واثق أنني لو تكلمت إليهما لتلقياني بصدر رحب ، لكنني لست أريد التسبب بالمزيد من المتاعب لهما..



لكن أين أذهب؟ لايوجد مكان لي. لو أن الأمر عادي لتمشيت في أي مكان ، لكنني كنت مستيقظاً طوال الليل.. أريد أن أنام.. أحتاج إلى إنسان أو إنسانة بجانبي.. أحتاج إلى من يعطيني الحنان وأنا في خوفي هذا.. ياليته كانت لي زوجة.. أين سأذهب؟؟ لقد وجدتها.. ليس لي سوى المقبرة.. ربما كان الموتى أفضل من كثير من الأحياء







"ها قد وصلنا يا زياد" ، سأطرق الباب..


طبعاً ، قالت لهما أمي كل شيء "لست أدري أين ذهب ، لكنه سيعود في الليل"




الحمد لله أن أبي لم يكن هو من فتح لهما الباب


"فلنبحث عنه ياشاهر"







"سلام عليكم دار قوم مؤمنين.. أنتم السابقون ونحن إن شاء الله اللاحقون"


وصلت أخيراً.. المقبرة هادئة.. لا أثر لمخلوق.. حتى إنه لا حشرات ولا حيوانات..


"الحمد لله.. الحمد لله الذي أوجد هذه المقبرة.. لا أدري لم يكره الناس المقابر.. لن أجد مكاناً أكثر هدوءاً من هذا..




افترشت الأرض ، والتحفت السماء ، وتوسدت حجراً ، واستلقيت بجانب أحد المقابر.. لقد كانت جلسةً تأملية.. أشعر بضعف نفسي شديد ، ورغبة في البوح بكل مايجوب في صدري.. لكن لمن؟ للقبر... لم لا؟؟ لكنني لا أعرف كيف أبوح.. حاولت كثيراً أن أتحدث في مواقف مشابهة ، لكنني لم أقدر.. ما الفائدة من الحديث للجماد؟ الجماد لا يفقه ، والحي لا أضمنه..


"آآآه أيها القبر آآآآه.. حمداً لله أنك لا تدري.. أنت في همك الخاص ، عندك منه ما يكفيك وزيادة."


"لكن ماذا أفعل؟ لا يمكنني الحديث لأصدقائي.. لا أريد أن أصيبهما بالصداع ، وهما على الأرجح لن يفهما حاجتي ، هذا إن تمكنت من البوح لهما.. الحمد لله على كل حال.. لست بحاجة إلى شفقة.. حتى أنت ، لست بحاجة إلى شفقتك ، والآن أيها القبر.. فلتصبح.. أو فلتمسِ على خير"




ها قد تزوجت أخيراً... أذكر تفاصيل العرس.. ها قد مرت عشرة أيام على زواجي.. لابد أن أقول كل شيء لزوجتي..


"هل تحتاج إلى شيء يا عزيزي؟"
"نعم ، أحتاج إلى إنسان مثلك يا عزيزتي"


مررت بلحظة كبيرة التأثر ، ثم لم أشعر بنفسي إلا وقد ألقيت بنفسي بين ذراعي زوجتي ، وأخذت أبكي كطفل صغير.. أشعر وكأن كل عقدة من عقدي كانت تغسل مع كل دمعة أذرفها..


"لاتبك يا عمار.. أرجوك! أشعر بقلبي ينخلع مع كل نشجة تنشجها هكذا"


"لكنني بحاجة إلى البكاء!! ثم أريد أن أقول لك شيئاً"


"أخبرني يا عزيزي.. أنت بأمان.. كلي آذان مصغية"




"عمار!! عمار!! استيقظ!!"


بدأ صدري يضيق ، ويختنق ، وبدأت أشعر وكأنني أصعد إلى السماء.. ماهذا الذي يحصل؟


"استيقظ!!"


"لا! لا تذهبي!!! لااااااا! ليس بعد كل هذا الانتظار"


ماذا؟


لقد كانت المقبرة حولي ، وأمامي زياد.. إذاً لقد كان حلماً.. حلماً أجمل من أن يتحقق..


"هيا بنا ، عد إلى البيت. لقد قررنا أنا وشاهر أن نبحث عنك ، فانقسمنا ، واتفقنا أن نلتقي في بيتك الساعة السادسة ، سواء وجدناك أم لم نجدك.. ما الذي حصل؟"


"كنت أحلم حلماً جميلاً.. لقد كنت متزوجاً ، لكنني لا أذكر شكل زوجتي ولست أعرف اسمها"


"آسف على قطعي لحلمك ، هيا بنا.."


"لست أريد أن أذهب.. المقبرة أجمل من البيت!"


"ما الذي حصل؟"


رويت له كل ما حصل ، فقال لي: "إنه لأمر مؤسف ، لكن يجب أن تعود"


وظل يتحدث معي حتى أقنعني بالعودة..




في البيت ، اتصل الملازم ، وقال لي: "نتيجة التحليل من صالحك.. السكين مسمومة"


هتف شاهر: "الحمد لله. لكن لماذا لا يبدو عليك الارتياح؟"


قلت: "لست أدري.. لا تنس أن القانون بيد علام ، وأنا أشعر أن له يداً في الموضوع"


قال شاهر: "لا تخف ، الملازم جلال معروف عنه إخلاصه وشرفه وأمانته"


قلت: "أعرف هذا ، لكنه مجرد إحساس داخلي"


قال زياد ضاحكاً: "كفاك تشاؤماً ، والآن هيا عد إلى حياتك الطبيعية"




ذهبا ، وبقيت وحدي في غرفتي.. كم أحتاج إلى شخص أبكي في أحضانه.. أمي وأبي ذهبا ليناما وكأن شيئاً لم يكن.. كما أنني لا أستطيع أن أطلب ذلك من شاهر أو زياد.. ثم إن صورة حمدان بقيت في ذهني.. لقد قتلته.. لقد أزهقت روحاً بشرية.. لكنني كنت أقنع نفسي بأنه يستحق ذلك ، وأنه هو الذي جنى على نفسه.. على أن مشهداً آخر لم يفارق ذهني.. مشهد أخي الصغير وكيف انتفض جسده خوفاً حين اقتربت منه أريد أن أضمه.. كلما تذكرت ذلك أصاب بالأرق والقلق والحزن الشديد.. سيبقى هذا المشهد شوكة في قلبي... لكنني سأحاول تعويضه عما فاته تدريجياً...




نمت نومة سيئة مقطعة.. ربما قطع نومي عشرين مرة.. لست أدري.. استيقظت في الصباح ، وأخذت مصروفي.. لقد كنت أحلم بشراء جهاز كمبيوتر ، وقد جمعت مصروفي لفترة طويلة ، وأخيراً الحمد لله حصلت على المبلغ المطلوب.. خرجت من البيت ، فوجد شخصاً لم أتوقعه.. إنه شاهر!


"أهلاً يا شاهر! ما الذي أتى بك؟"


"أريد أن أحادثك في موضوع. إلى أين كنت ذاهباً؟"


"أريد شراء جهاز كمبيوتر.. أنت تعلم أنني طالما رغبت في ذلك!"


"يبدو أن الوقت غير مناسب إذاً.."


خيراً؟ ماذا هناك؟ "ماذا حصل؟ تكلم!!"



"إنه زياد.. أبوه يمر بأزمة مالية ، لكنه لم يقل لنا.. ربما يضطر إلى ترك المدينة.. أنا عرفت أمره بالصدفة"






الخبر كان مثل الصاعقة على قلبي.. مستحيل!! لن أسمح بحصول ذلك!!


"سنذهب إليه"


"وماذا ستفعل؟"


"سأعطيه مصروفي"


"وهل تظن أنني لم أحاول؟ صحيح ، المبلغ الذي معي ليس كبيراً كالذي معك ، لكنني لست بحاجة إليه مثلك ، ومع ذلك لم يرض!"


"سيرضى رغماً عنه!! أحضر ما تستطيع إحضاره!"


"نقودي معي"


"إذاً هيا بنا!!!"




وذهبنا إلى بيت زياد ، وأعطيته النقود


"لكن لماذا أخبرته يا شاهر؟"


"لأنك صديقي وصديقه أيضاً"


"لن آخذ شيئاً ، ثم ، ظننتك تحفظ نقوداً لتشتري جهاز كمبيوتر.. لن أسامح نفسي إن علمت أنني حرمتك من حلمك"


"وأنا لن أسامح نفسي إن لم تأخذها.. لم أعد أريد أي شيء! لست أريد سوى أغلى شيء عندي.... أصدقائي... أرجوك يا زياد ، إن كنت تحترمني أنا وشاهر فخذ هذه النقود"


"لست أحتاج إلى صدقة"


"ليست صدقة ، بل هدية"




لحظة من الصمت مرت ، ولحظة من التأثر.. أخذ زياد النقود ، فخرجنا أنا وشاهر ، ولم يبح أحدنا بكلمة..




وصلت إلى بيتي.. وبعد مرور ساعة اتصل الملازم محمود.. لقد كان يطلبني إلى القسم... خيراً؟؟ ما الذي حصل؟؟ الحقيقة لم يكن شيئاً جيداً.. تابعوا القصة..

LongJohnSilver
30-12-2004, 11:35 PM
يا جماعة ليش ما أحد يرد؟؟ :17: :17: :17:

أبغى تشجيع هداكم الله :( :(

al-shamiri
31-12-2004, 03:34 AM
كاتب راع أخي كجمال قصتك أخي والقصه مربكه "it confused me " ولكن لدي تعليق أخي عليك تصحيحه في القصه




"باختصار ، أريد أن أحميه من نفسه. الطاقة الكامنة في جسم صديقكم كبيرة ، وهو لا يعرف كيف يخرجها ، لكنها قد تخرج مع الضغط النفسي الشديد وبدون تحكمه أو إرادته ، وساعد على ذلك طبيعته الصامتة وتظاهره بالقوة النفسية والصلابة دائماً مناقضاً طبيعته الطيبة التي يعرفها الجميع. هذا الشيء يؤثر سلباً به ، وبالذي حوله أيضاً ، فهو يسبب الأذى – أتحدث عن إخراج الطاقة – فتخيلوا معي ، لو أنها خرجت بغير إرادته – أو لم نتخيل؟ هل تذكرون ما حصل منذ عام؟ كيف صرخ؟ الطاقة التي أخرجها في ذلك الوقت لم تكن كبيرة جداً ، ورغم ذلك خرجت من غير إرادته ، وانظروا ماذا سببت... تخيلوا معي ، لو أنها خرجت أثناء وجوده معكما ، أو في المدرسة ، أو حتى في بيته مع أخيه الصغير ؛ لذلك أردت جزءاً من خلاياه حتى أتمكن من إجراء الفحوصات اللازمة لكي أحميه من نفسه"






أخي لقد وضعت لك خط تحت الخطى وهيا خطى زمني حيث أنك أخي لو رايت ان البروفسور علام قد واعده لكي يعود بعد العام ثم أحرق البيت بعد أن رجع بعد عام وذهب صديقنا واشتغل يعني أنقضى من وقت الحدث عامين وليس عام هذا ماأستطاعت عيني التقاطه وسلمت لنا أخي ومنتظرين بقيه الاجزاء

LongJohnSilver
31-12-2004, 12:58 PM
كاتب راع أخي كجمال قصتك أخي والقصه مربكه "it confused me " ولكن لدي تعليق أخي عليك تصحيحه في القصه








أخي لقد وضعت لك خط تحت الخطى وهيا خطى زمني حيث أنك أخي لو رايت ان البروفسور علام قد واعده لكي يعود بعد العام ثم أحرق البيت بعد أن رجع بعد عام وذهب صديقنا واشتغل يعني أنقضى من وقت الحدث عامين وليس عام هذا ماأستطاعت عيني التقاطه وسلمت لنا أخي ومنتظرين بقيه الاجزاء
أخي الفاضل al-shamiri ، جزاك الله خيراً.. شكراً على ردك وتشجيعك :cool:
معك حق ، أنا أخطأت.. تلخبطت :wow: سأخبر المراقب كي يقوم بتعديل الخطأ ، ومشكوووووووور ولاتحرمنا من مشاركاتك وملاحظاتك

mamoms
02-01-2005, 10:20 AM
السلام
بس لو سمحت بسرعة كمل القصة
ما عاد فيينه صبر
:rant:

LongJohnSilver
02-01-2005, 10:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سأرفق فصلاً هذه المرة ، واعذروني على التأخير ، فالجامعة قررت اختصار الفصل ، ولذلك الاختبارات تأتي متوالية... وبسم الله نبدأ:


الفصل الخامس عشر




"خيراً أيها الملازم؟"


"إنهم أهل حمدان"


أوه تباً.. لقد نسيت أن له أهلاً.. هذا ليس أمراً جيداً... مع أن التحقيق حكم بأنني لست مذنباً ، إلا أن أهله لن يقتنعوا أبداً ، وسيحاولون إيذائي أو قتلي ، وربما إيذاء أو قتل أحد من أهلي – وهذه المرة لن يكون هناك من يثبت شيئاً ، سأبقى أنا وحدي من يعرف ،لكن دون دليل..


"لا يريدون شيئاً"


"ماذا حضرة الملازم؟"


"أهله تفهموا الموضوع وعلموا بأن حمدان نخطئ ، ولقد تكلمت – على انفراد – معهم واحداً واحداً ، وأكدوا لي أنهم لن يؤذوك وأنهم تفهموا الموضوع وأن ابنهم حمدان كان هو المخطئ"


!!!! لم لأتوقع ذلك أبداً!!


"ما المشكلة إذاً؟"


"لا مشكلة بخصوص أهله أبداً.. هناك مشكلة غريبة من نوعها ، وفي الحقيقة أول مرة يصادفني شيء مشابه"


ابتلع ريقه وأخذ نفساً عميقاً ، وتابع حديثه:


"التحقيق مبدئياً يثبت براءتك ، وأنك لست مذنباً ، لكن شيئاً ما حصل... القاضي أرسل لي أمراً مباشراً منه بإلقاء القبض عليك"


"ماذا؟!"


"القاضي لايملك السلطة بإصدار أمر كهذا ، لكنه أصدره. وحين أخبرته بذلك قال لي أنه هو القاضي وهو من يحكم ، وإن لم أطع أمره فسيشكوني إلى رؤسائي ، وطبعاً رؤسائي سيغضبون كثيراً"


"وماذا ستفعل؟"


"في الأحوال العادية ، كنت لأنسى القضية ؛ لكن هذا الأمر غريب.. لقد أخبرت القاضي أنن سألقي القبض عليك ، ولكن ليس فوراً حتى لايشك بي أحد ، بل سأعمل تدريجياً على تغير مسار التحقيق على حسب رغبة القاضي ، وفي هذه الأثناء سأحاول التقصي ومعرفة لماذا قام القاضي بذلك ، بل وربما – إن استطعت – توريط القاضي نفسه إن ثبت لي أنه خائن هو الآخر"


أنا واثق أن السبب هو البروفيسور علام ، القانون بيده طبعاً ، ولاشك أنه صديق عزيز للقاضي ، وحتى إن م يكونا صديقين ، فربما يكون قد قام برشوته..


قاطع صوت الملازم أفكاري: "عليك أن تخبرني بكل شيء"


كدت أخبره بكل قصة البوفيسور معي ، لكن مصباحاً في داخلي ومض.. ماذا لو أن الأمر كله خدعة؟ صحيح أن الملازم جلال معروف بأمانته وشرفه ، لكن ماذا لو أنه يعمل لدى القاضي ، وكل ذلك لاستدراجي؟


لذلك قلت: "لقد أخبرتك بكل شيء سابقاً في التحقيق"


"لحظة انتظر"


لقد كان الملازم يستقبل فاكساً. بمجرد أن قرأه تغيرت معالم وجهه بشكل كبير.. لقد تغيرت من الرصانة إلى الغضب!


"ربما لايحق لي أن أسأل ، لكن ما الذي حصل ياحضرة الملازم؟"


رقمني بنظرة غاضبة جعلتني أتلعثم "أممم... آههه. أظن.. أممم.. ربما.. أعني..."


لكنه أعطاني ورقة الفاكس.. لقد كانت من القاضي ، وكانت تعده بمكافئة إن هو قبض علي!!

"يريد أن يرشوني!! تباً له!!"


"لماذا لاتستخدم هذه الورقة كدليل ضده؟"


"القاضي وأصحاب المناصب العالية تصعب – إن لم تكن تستحيل – إدانتهم. يمكنه أن يقول أنه لم يرسل الفاكس ، أو أنه لم يقصد بالمكافئة نقوداً.. بل دعوة إلى الغداء ربما ، أو تذكرة لمسرحية رخيصة ، أو أي شيء تافه.. بل ، ويمكنه بعد ذلك أن يرفع علي قضية أخرى.."


سكت قليلاً ثم تابع: "اسمع يا فتى ، لقد أصار الموضوع شكي حقاً.. لاتخف أنت ، اذهب وعش بشكل طبيعي"




ولكن كيف؟ كيف أعيش حياتي بشكل طبيعي بعد كل ماحصل؟؟ عدت إلى البيت مشغول الفكر... كل الأمور صارت رتيبة بالنسبة لي ، وكأنها نهاية العالم.. لم يكن في البيت من أقدر أن أفضفض له ، ولا أقدر أن أحدث زياد وشاهر في هذا الموضوع ، مادخلهما؟ الذي اختطف أخي ، والذي قتلت من أجله هو أخي.. لادخل لزياد وشاهر... لن أشغل بالهما بسبب مشكلة تخصن كهذه ، يكفي مامافعلاه لأجلي.. لكن لمن أبوح بما في صدري؟ لا أحد... هذا هو الحل...


"أبي ، سأبيت اليوم خارج البيت"


"حسناً ليست مشكلة"




في البيت لا أقدر أن أعتزل أبداً ؛ لذلك قرر الذهب إلى مكان أعتزل فيه وأبقى لوحدي.. المقبرة هي المكان الوحيد المتوفر حالياً... لا بأس.. سأذهب وأنام هناك..







في مكان آخر ، كان البروفيسور والقاضي مجتمعين معاً..


"ولكن كيف عرفت بأنه سيفعل ذلك يابروفيسور؟"


"لقد راهنت بكل علمي وكل دراستي لعلم النفس أنه لن يتمالك نفسه.. صحيح ، هو شخص لا يعبر عن غضبه بسهولة ، لكنني جعلته يكره ذلك المقتول وبشدة ، ثم جعلته يؤذي شخصاً يحبه.. لكن هذه ليست المشكلة.. المشكلة هي أن الملازم جلال هذا لن يقبل برشوة أو أي شيء آخر.. لن يقبل سوى بالحقيقة"


"لا تقق بشأن جلال.. إن لم يقبل العرض الذي قدمته له ، فسيندم وسأجد شخصاً آخر"


"ولكن...."


"لا عليك يا علام ، لا عليك"







"ها هو! عمار! تعال إلى هنا"


التفت ناحية الصوت فوجدت شاهر وزياد!! ما الذي أحضرهما إلى هنا؟


"توقعت أنك هنا.. نسيت أن أسألك عن المرة الماضية.. عندما كنت متضايقاً لم تأت إلي أنا أو شاهر؟ ألسنا أصدقاء؟"


"هذا صحيح ، نحن أصدقاء ، لكنني لم أرد أن أشغل بالكما ؛ خصوصاً بعد كل ما فعلتماه لي"


"لا تقل ذلك! ولا تعد إلى عزلتك هذه أبداً"


"العزلة جميلة"


"ما المشكلة الآن ياعمار؟ هل جد جديد؟"


لم أقل شيئاً... لكن الصمت كان أبلغ من الكلام في موقفنا هذا..

"لماذا لا تتحدث لنا بكل ما يجول في خاطرك؟"


"أرجوكما ، لا تفتحا علي باباً جديداً.. هناك الكثير من الأشياء تجول في خاطري وتشغلني ، لكن آخرها مشكلة حمدان"


"ماذا؟"


"الحقيقة أن مشكلة حمدان تساعدني في إيقاظ همي القديم.. لا تهمني مشكلته كثيراً ، بل في الحقيقة لست أفكر بها على الإطلاق.. أرجوكما.. أنا ضعيف جداً الآن.. أحتاج إلى أن أعود شخصاً جديداً"


"وكيف تصبح شخصاً جديداً؟"


"عندما أكون في قمة كآبتي ، وأشعر أنني أرغب في الحديث فإنني لا أتحدث ، وأصبر وأقول في نفسي إنها مجرد لحظة ضعف.. مجرد لحظة مثل أي لحظة.. تمر وتنتهي.. كل ما أفعله هو أنني أنام ، لكنني عندما أنام في هذه الحالة ، فإن النوم لا يكون عادياً ، إذ أنني أنام بكل عمق ، كالجثة الهامدة.. إنها الطريقة الوحيدة التي أنام فيها نوماً عميقاً غير متقطع ، ودائماً عندما أصحو ، أصحو شخصاً جديداً"


"هل تعني أن نتركك تنام في العراء؟"


"نعم.. لا أستطيع أن أعتزل في بيتي"


"دعك من العزلة! يجب أن تتحدث!"


"لا تقل لي ماذا يجب أن أفعل! لست أود التحدث!"


"ألا تثق بنا؟"


"ليست مسألة ثقة.. بلى ، أنا أثق بكما ، لكن الثقة لا تكفي"


"تحدث فحسب ، وستشعر بالراحة إن شاء الله"


"أنتما تعلمان أنني لا أحسن الحديث ، وحتى لو تحدثت ، أعلم أنكما لن تحلا مشكلتي"


"وما أدراك؟"


"المشكلة نفسها.. صدقاني ، لو كان لدي شك – مجرد شك – أنكما تستطيعان تقديم المساعدة لقلت لكما.. لكنني أفضل الصمت"


"لماذا لا تخبر الشخص الذي يملك الحل؟"


"لا أستطيع"


"لماذا؟"


"أرجوك لا تسأل"


"لكن هذا هو الجزء المهم"


"بغض النظر"


"حسناً ، تحدث لنا ، وإن شاء الله ستشعر بالراحة"


"لا فائدة.. اتركاني وحدي"




ذهب زياد وشاهر أخيراً ، وتركاني وحدي.. أو هذا ما ظننته.. لم أسمع الحوار التالي:


"مهلاً يا زياد! هل أنت ذاهب حقاً؟"


"ألست ترى؟ لن نصل إلى نتيجة"


"ولكنه صديقنا! كيف تريد أن تتركه؟"


"وماذا تريدني أن أفعل؟ أعذبه حتى يعترف؟ هو الذي لا يرغب في الحديث!"


"هو حر ، وأنا لم أكن أعني أن تتابع الحديث معه. لكن ، لا داعي لأن نتركه وحده هنا في المقبرة"


"ماذا؟ تريدنا أن ننام هنا؟!!!"


"ولم لا؟ أنا سأنام هنا"



"يبدو أنك جننت! أنا ذاهب"




لكنه توقف ولم يتحرك..


"أنت على حق يا شاهر.. لقد كنت مستاءً فقط لاغير. لا يصح أن نتركه هنا. سننام هنا فقط ولن نزعجه"




"أرى أنكما قد عدتما؟ هل نسيتما شيئاً؟"


"لا ، قررنا فقط أن ننام هنا ، ولن نزعجك أبداً"
"إن لم يكن لديك مانع طبعاً"


"ماذا؟!!"


"إن لم يكن لديك مانع"


"....."


"أظن السكوت يعني الموافقة؟"


"لا يمكنني الرفض.. المقبرة ليست لي"




حل الظلام... ومازلت أفكر وأفكر.. لازلت على نفس وضعية الجلوس.. لم أغير شيئاً ولم يتغير شيء.. ساعات وساعات مرت وأنا أفكر.. حتى زياد وشاهر أصابهما الإجهاد وناما ، وبقيت وحدي.. الحقيقة أن وجودهما أسعدني رغم كل شيء.. مر شبح ابتسامة على وجهي ، وغططت في نوم عميق أخيراً... لكنني لم أكن أعلم أن البروفيسور والقاضي كان في جعبتهما المزيد ، وأن شيئاً على وشك تغيير حياتي بالكامل...

talal6555
05-01-2005, 07:23 AM
ياهووووووووووووو لا تخلينا وتروح كمل القصة ...... لكن كمل الاختبارات وبعدين كملها
بس لا تبطئ نحن في الانتظار والقصة مشوقة جداًاًاًاًاًاًاًاًاًاًأًأًأًأًأ وتحياتي.

LongJohnSilver
06-01-2005, 09:02 PM
أخي talal6555
شكراً على مرورك ، والله يعطيك العافية :)

يالطيف الطف
07-01-2005, 06:23 PM
السلام عليكم والرحمه..

متابع للقصه من البدايه ... ولم يسعفني الرد الى الان ...

قصه جميله ... وارجوا اكمالها بعد انتهاء امتحاناتك :)

LongJohnSilver
08-01-2005, 03:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي talal6555 (http://montada.com/member.php?u=174662) ، آسف على ردي القصير في المرة الماضية ، كنت مستعجلاً.. لا عليك ، سأكمل القصة بعد الامتحانات إن شاء الله

أخي العزيز يالطيف الطف (http://montada.com/member.php?u=49358) ، لقد فرحت كثيييييراً حين علمت أنك تتابع القصة.. شكراً على المرور والله يوفقك

جمال الليل
09-01-2005, 07:39 PM
كلك نظر القصة بجنن ...


الله لا يحرمنا من هالإبداع المتدفق... يا بطل :biggrin:

LongJohnSilver
10-01-2005, 10:58 AM
أخي جمال الليل ، مشكور على متابعتك ومرورك الكريم ، وشكراً على الإطراء :08: الذي لا أستحقه (قال يعني متواضع ومستحي! ياي!)

وانتظروني يا إخوتي بعد الامتحانات الجامعية إن شاء الله ، يعني حوالي أسبوعان ونصف إلى ثلاثة ، حسب التساهيل..

Devil Hanter
10-01-2005, 06:13 PM
مشكور اخويLongJohnSilver على القصة الرائعة و أتمنى لك التوفيق في الاختبارات

صديقة زيرو
11-01-2005, 04:06 PM
آسفين .. جينا آخر الناس :biggthump بس مو ذنبنا .. هذي الأختبارات :o
مشكووور على القصة إلى كل مالها بتحلَو ^_^!
ويارب وفقنا كلنا في الأختبارات يا رب ...

LongJohnSilver
12-01-2005, 06:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


أخي Devil Hanter ، العفو وشكراً على مرورك الذي أرجو ألا تحرمنا منه :)

أختي صديقة زيرو ، لا داعي للاعتذار ، فجميعنا مشغول بالامتحانات ، وآمين الله يسمع منك :cool::biggthump

Y a z e e d
19-01-2005, 05:52 AM
بانتظار التتمة ..
و إلى ذلك الحين ..

( الموضوع مُثبت )

sun jain
19-01-2005, 07:18 PM
الف شكر على القصه المميز اخوي

مسلم مجاهد
20-01-2005, 07:11 PM
مبارك عليك العيد
وكل عام وأنت بخير أخي الحبيب وحاج وعروس إن شاء الله
ومبارك أيضا عليك التثبيت فالقصه تستاهل كل شي الله يوفقك أخي الكريم



مسلم مجاهد

LongJohnSilver
21-01-2005, 06:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد:

أولاً إخواني الأفاضل وأخواتي الفاضلات ، كل عام وأنتم (وأنتن) بخير جميعاً ، وإن شاء الله العيد القادم نكون في عرفات حجاجاً إن شاء الله.. :icon6:

بداية ، أود أن أرد على الإخوة قبل أن أرفق جزءاً من القصة:

أولاً الأخ Y a z e e d مراقبنا العزيز ، شكراً على مروركم الكريم ، وشكراً على التثبيت ، وإن شاء الله تكون القصة تستحق ذلك (أكيد هي تستحق مادمت رأيت ذلك ;) ) <--- [مغرور يتظاهر بالتواضع]

الأخ أو الأخت sun jain ، أهلاً بكم كمتابعين جدد ، والعفو وشكراً على المرور والرد (أهم شي الرد! :09: )

أخي الفاضل مسلم مجاهد ، أهلاً وسهلاً بك أنت أيضاً :) ، وشكراً على المرور.. أود أن أقول لك: شكراً بارك الله لك ، وإن شاء جميعنا نحج ، وإن شاء الله عروس (أهم شي) قريباً ، وشكراً على تهنئتي بالتثبيت

الآن ، بدايةً أود أن أعتذر من القراء على التأخير ، لكن الامتحانات تأخرت حقاً ، وفي الإجازة مشغول (لكنني سأكتب أعدكم بهذا)..

أيها القراء ، أعرف شعوركم.. كثير منكم كان يدخل إلى لوحة التحكم فيجد رداً جديداً مني ، فيفرح! ويظن أنني أرفقت فصلاً جديداً ، وبعد أن يدخل يجدني رددت على أحد القراء.. طبعاً شعوره قد يكون خيبة الأمل ، لكنني هذه المرة سأرفق فصلاً ، كتبته بسرعة.. كنت أود لو أنني كتبت أكثر ، لكن لم يتيسر لي ذلك.. :(

عموماً ، دعونا من كلامي الفارغ ، ولنكمل القصة ، وبسم الله نبدأ:

LongJohnSilver
21-01-2005, 06:18 AM
الفصل السادس عشر




أخيراً جاء الصباح ، لم يزل زياد وشاهر يغطان في النوم. ابتسمت في قرارة نفسي ، وقررت الذهاب. دثرتهما جيداًً وذهبت.. إلى أين؟ لست أدري.. الحقيقة أنني محتار جداً... أين أذهب؟ ربما كان البيت أفضل مكان أذهب إليه..




"أين كنت يا بني؟" كان هذا أبي


قلت: "كنت أفكر في الخارج"


قال: "تعال معي ، أريد أن أتحدث معك"


هذا غريب.. ما الأمر؟


"اسمعني يا بني.. لقد أخبرني الملازم بكل شيء.. سأوكل لك أفضل محام معروف ، وبإذن الله سينتهي الأمر بسلام"


"لا تكلف نفسك يا أبي ؛ فما دام الأمر بيد القاضي وعلام فلا فائدة"


"لا تكن انهزامياً هكذا ، ثم إن الأمر بيد الله ، ولا تنس أن الملازم جلال يقف في صفك أيضاً"


"ونعم بالله يا أبي ، ونعم بالله"



ولكن قبل أن نكمل حديثنا ، إذا بمجموعة تطرق الباب بقوة هائلة حتى كادت أن تخلعه.. صرت أصرخ: "توقفوا! سنفتح الباب"




فتحت الباب وكانت مفاجأة! إنهم مجموعة من الشرطة!


"أنت عمار قاسم الحديدي؟"


"نعم ، هذا أنا ، لم يكن الأمر يحتاج إلى كل هذه الطرقات!"


لكنه تجاهل كلامي وكأنني لم أتحدث


"معنا أمر بالقبض عليك! وَضِّب ثيابك وتعال!"


ولو أن صفعة جاءت على وجهي فتردد صداها لما أحدثت التأثير هذا!


تلعثمت وأنا أقول: "مم.. ماذا؟"


صرخ أعلاهم رتبة: "أمصاب بالصمم؟ هيا أسرع فلدينا مشاغلنا نحن أيضاً!"


قلت متلعثماً: "ولكن لماذا؟ أليس الملازم جلال هو المسئول؟"


صرخ: "ليس هذا من شأنك!"


وهنا تدخل أبي ، والحمد لله أنه لم ينفجر حين صرخ:


"بل هو من شأنه! أنتم تلقون القبض عليه دون تهمة!"


صرخ الأعلى رتبة: "هذه هي الأوامر! ثم إنه ليس من شأنك!"


صرخ أبي: "كيف تقول أنه ليس من شأني؟ إنه ابني! لكن الكلام مع بشر مثلك لا يجدي نفعاً ، سأشكوك إلى رؤسائك"


يبدو أن الرجل هدأ ، وقال: "اهدأ يا سيدي ، أنا آسف على أسلوبي ، لكن الشكوى لن تجدي نفعاً.. هذه مذكرة القبض على ابنك.. أنا عنصر أنفذ الأوامر فحسب"


ألقى أبي نظرة على المذكرة فشحب وجهه ، يبدو أن المذكرة حقيقية.. لكنه رغم ذلك تمالك نفسه وقال: "هل لي أن أستفسر من الملازم جلال؟"


قال العسكري: "لا داعي يا سيدي ، الملازم جلال مات صباح اليوم حادث سيارة ، والفاعل مجهول"


هذا يفسر كل شيء.. فتح أبي فمه يريد الحديث.. يريد أن يقول شيئاً ما – لكنه لم يستطع.. ثم عاد وحاول الحديث ، هنا قاطعته أنا:
"لا فائدة يا أبي"


نظر إلي ، فتابعت: "لا فائدة.. أرجوك ، أنت تفهم ما أقصده.. لا توكل محامياً فستضيع جهودك هباءً.. الأمر يحتاج إلى أكثر من محام بارع.. هذا قدري"


ثم تذكرت شيئاً ، زياد وشاهر يحتاجان إلى بحث للمدرسة ، تباً لذلك المدرس ، لا يمل من إرهاقنا بالبحوث ونحن طلاب بالمدرسة!


"أيها الشرطي ، هل لي بطلب أخير؟ أريد استخدام أي جهاز حاسوب متصل بخط هاتف"


قال مستغرباً: "لك ذلك"




"لماذا؟" كان هذا زياد..


قلت: "ولم لا؟ ألستما صديقاي؟"


قال شاهر: "لكن.. وبظروفك هذه.. ورغم ذلك لم تنسنا... لا أدري ماذا أقول.."


كان يتحدث وكأنه على وشك البكاء ، قلت له:


"أرجوك لا تبكِ. لا أريد المزيد من الألم.. يكفيني ما أنا به الآن"


قال زياد: "لا تخش شيئاً.. أعدك بأننا سنساعدك"


قلت: "لست أحتاج إلى مساعدة"



قال: "هذا شعارك دائماً ، لكنني أعلم أنك تحتاج.. ثم ، ألسنا أصدقاء؟ سنتابع البحث عن أي شيء يمكنه أن يثبت براءتك"




قلت: "افعلا ما بدا لكما"


هنا ابتسم شاهر وقال: "هذه تعني نعم؟"


لم أتمالك نفسي من الابتسام ، وقلت: "لطالما كنتَ ذكياً"





ودعت الجميع ، لم يكن الوداع حاراً كما تتصورون ، بل كان الأمر كأنني ذاهب إلى مكان قري وعائد بعد قليل. حتى حمزة ، لم يحصل مني على أكثر من التفاتة ، لا أريد أن أتأثر عاطفياً ، فسأغيب كثيراً في السجن ، والحقيقة – مهما حاول زياد وشاهر ، فأنا أعلم أنهما لن يقدرا على فعل شيء. سأبقى في السجن ، هذا هو مصيري المحتوم ، لكنني إن شاء الله – رغم ذلك – سأخيب ظن البروفيسور ، لقد ازددت تمسكاً بما أريده. صحيح أن شخصيتي ضعيفة عموماً وأنني شخص طيب القلب ، لكن لست أدري.. الوحيد الذي أتصرف ضده بقوة هو البروفيسور علام ، لست أدري لماذا.. عموماً ، دعني من ذلك! كيف أفكر هكذا؟




ولكن مهلاً ، فكيف يجب أن أفكر؟ هل يجب أن أفكر بأنني حزين ومكتئب وذاهب إلى السجن؟ لست أدري ، لكن هذه الفكرة ترفض أن تعشش في مخي. هل بسبب عدم قوة علاقتي مع أهلي؟ أو لأنني أحب العزلة؟ ومن قال شيئاً عن العزلة؟ أنا أحب العزلة الاختيارية ، والسجن عزلة إجبارية.. ليس أمراً سهلاً أبداً...





وصلنا أخيراً ، وياليتنا لم نصل! بينما يقودني المأمور إلى زنزانتي وهو يملي علي القوانين – التي لم أفهم منها شيئاً بسبب جزعي – كان جميع المساجين ينظرون إلي ويصيحون بأصوات همجية! بل إن بعضهم صار يتحرش بي ، إما بدفعي أو بالعبث بشعري ، تباً! ليس من المفترض أن يضعوا غلاماً في سني في سجن كهذا ملئ بالمجرمين! الأمر مخيف حقا ، خاصة والكل يشير إلي بحركات قذرة! أنا أعرف ما الذي يحصل في هذه السجون للشباب الصغار ، فما بالكم بشخص مثلي؟ أنا مستعد لعمل أي شيء يجعلني أخرج من هذا السجن.. سأمنح الروفيسور خلاياي! ، بل وأي شيء يريده!




بعد أن دخلت زنزانتي ، جلست أفكر.. الحمد لله أنها كانت منفردة ، بل وغير مرئية لباقي المساجين ، فقكنت لا أرى زنزاناتهم ولا هم يشاهدون زنزانتي. حاولت النوم مراراً وتكراراً فلم أستطع, ماذا أفعل؟ أنا مجهد حقاً ، لقد مرت علي أكثر من ثلاثين ساعة وأنا مستيقظ ، ماذا أفعل؟




فجأة وجدت نفسي مقيداً إلى الجدار ، كيف حصل ذلك؟ كان الجميع ينظرون إلي ، والكل يضحك ويضحك ويضحك بجنون! البعض كان يضربني ، فكنت أصرخ ، لكن يبدو أن صراخي كان يزيد جنونهم فحسب!!


"كفى!!!"


لا فائدة.. "كفى!!! اتركوني!!!"


لا فائدة.. هنا ، جمعت نفسي ، وركزت بقواي ، وصرخت بأعلى صوت عندي:


"كفااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا"





نهضت تلقائياً.. ظننت أنني سأنفجر كما حصل في المدرسة ، لكن الذي حصل هو أنني نهضت. أظنني نمت أقل من ساعة ، وياليتني لم أنمها. حاولت النوم من جديد فلم أستطع ، كنت متأهباً ، وكلما كدت أغفو تخيلت أحد المساجين وهو يدخل إلى زنزانتي. لن أبقى هكذا.. السجن مخيف حقاً.. سأطلب مقابلة مدير السجن ، هو وحده يمكنه إيصالي إلى البروفيسور علام...







وفي مكان ما لم أكن أعرفه ، كان البروفيسور وصديقه القاضي معاً..


كان البروفيسور يقول: "ههههه ، سأدمره! سأجعله يعطيني ما أريد ، وسأبقيه في السجن ، وليحصل له ما يحصل. هذا جزاء كل من يرفض لي أمراً. أتظنني أجعله يخرج بعد أن دخل؟ مستحيل! إن قتله لن يشفي غليلي ، سيتدمر في السجن!"

LongJohnSilver
21-01-2005, 06:23 AM
:boggled: :boggled: :boggled:

كنت أظن الفصل هذا طويلاً.. لست أدري لماذا شعرت بأنه طويل.. عموماً ، أفضل من لا شيء ، وترقبوا المزيد في المرات القادمة إن شاء الله :D

~*~سحابة صيف~*~
21-01-2005, 06:39 PM
الأخ LongJohnSilver
شكراً لك على هذه القصة الرائعة لقد قرأتها اليوم،بالفعل لديك أسلوب رائع ما شاء الله عليك:biggthump
في انتظار البقية،نرجو ألا تطيل علينا بسرعة اكتبها:)

صديقة زيرو
24-01-2005, 08:04 AM
مشكووووووور على التكملة

ودحين أقرأها
أكيد حتكون حلوة
ومبروك على تثبيت قصتك :laughing:

جمال الليل
26-01-2005, 08:29 PM
كل عام انت و انتم بخييير با لعيد السعيد



وبعد نهايه أعمال الحج اقووووول من كل قلبي الله يوفقك ويجعلك من علماء القصص و الخواطر الراقيه



من جمال الليل و إلى كل المنتدى المشاركين

الهدوء المزعج
28-01-2005, 10:35 AM
الف شكر وما قصرت

عاشقة مجنونة
28-01-2005, 07:12 PM
قصة روعة بس كملها بسرعة:33: لأني أريد أعرف حصل أيه

Batistuta
30-01-2005, 12:03 AM
رااااااااااااائع جدا أخي القصه

أحييك على هذه الموهبه بإنتظار البقيه

السلام عليكم :)

LongJohnSilver
30-01-2005, 01:20 AM
ماشاء الله ، ماشاء الله

جزاكم الله خيراً إخواني على ردودكم ، وآسف على التأخير ، لكنني في الإجازة لا أقدر أن أستخدم الإنترنت إلا بشكل محدود جداً ، سأرفق فصلاً جديداً إن شاء الله ، وإليكم الردود:

ranoosh ، شكراً جزييييييلاً على المرور والمتابعة ، والله يعطيكم العافية ، وأما بالنسبة للتأخير فكما ذكرت في الأعلى.. أنا (عكس كل الناس) في الإجازة لا أستطيع الدخول إلى الإنترنت كثيراً (باستثناء أيام الامتحانات طبعاً).. لكنني أعدكم ببذل قصارى جهدي

صديقة زيرو ، العفوووووووو على المرور ، وإن شاء الله تعجبك :) ، والله يبارك فيكِ

جمال الليل ، وأنتم بخير أخي جمال الليل ، وآمين الله يسمع منك ، وأقول لك: حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً (وإن شاء الله تكون دعوت لي :D )

الهدوء المزعج ، العفو ، ولا تحرمنا من مرورك الكريم

عاشقة مجنونة ، سلمكِ الله أختي ، والحمد لله أنها حازت على إعجابكِ ، وإ، شاء الله سأكملها

حد السيف ، وعليكم السلام ، شكراً على مرورك وأهلاً بعودتك.. ربما هذا هو السبب الذي نور المنتدى من جديد.. وأيضاً الحمد لله أنها أعجبتك.. :D

LongJohnSilver
30-01-2005, 02:08 AM
الفصل السابع عشر





لم أكن أعرف أن البروفيسور ينوي خداعي ، ولا أنه كان يراقبني بواسطة كاميرات خفية ، وبصراحة لم تخطر الفكرة الأولى على بالي في البداية أبداً لولا ما حدث.. لقد نمت مرغماً بسبب الإجهاد ، ورأيت رؤيا غريبة.. لا داعي لأن أذكرها الآن ، المهم – في اليوم التالي جاء أبي إلى زيارتي ، لم تأتِ أمي لأن زيارة النساء للسجناء ممنوعة ، وحتى لو زارتني كانت – في الغالب – ستثبط معنوياتي كالعادة (عن دون قصد منها طبعاً).





أبي طبعاً كان حزيناً ، ولا زال كما هو رغم كل شيء ، مهيباً يخافه الجميع. تحدث عن المحامي وهو نفسه يائس ، ويعرف بأنه لا نتيجة ترجى منه. أبي في الحقيقة شخص طيب القلب ، وكوني أخاف منه لا ينفي هذه الحقيقة. أنا أخاف منه لأسباب أخرى.





لكن الزيارة التالية كانت أهم ، لقد كانا زياد. تحدثنا قليلاً ، ودار بيننا هذا الحوار:


"أهلاً يا زياد ، كيف حالك؟"


قال زياد: "أنا بخير.. لكن ماذا بك؟ تبدو عليك أمارات التفكير!"


نظرت إليه بشرود.. وقلت له: "حقاً؟"


دارت بيننا لحظة من الصمت ، وهممت أن أخبره بتلك الرؤيا التي أشغلت بالي ، لولا أن شخصاً آخر قد دخل...






كان البروفيسور علام يراقب كل شيء ، وأخذ يقول في نفسه: "هههههه. أحمق! كنت أعرف ذلك. إنه يخفي حقيقة ضعفه وشخصيته الضعيفة وطيبة قلبه وحساسيته – عن طريق شيء من القسوة المصطنعة الزائفة. أحمق! بل ، ويريد فسير رؤيا؟ لم أكن أعلم أنه مازال هناك أناس يؤمنون بتلك الخرافات! لكن ليست مشكلة ، سيستسلم في النهاية ، وسأقضي عليه بوضعه بين المجرمين"






"شاهر!" لقد هتفنا بذلك معاً أنا وزياد ، لم نتوقع دخوله ، ياللفرحة!


لكنه كان يتلفت حوله بتوتر ، حتى أن زياد سأله: "مابك؟ ماخطبك؟"


وما أن ذهب الحارس حتى تنهد شاهر بارتياح ، ثم أخرج شيئاً من جيبه..


"تفضل ، أحضرت لك بعض الطعام ، ربما ليس جيداً ، لكنه بلا شك أفضل من طعام السجن الفاسد"


قلت له: "هل هربت الطعام من أجلي؟ كيف أشكرك؟ لماذا أتعبت نفسك وعرضت نفسك للعقاب؟

لكنه تابع وكأنه لم يسمعني: "تفضل ، بالهناء والشفاء"


تنبه زياد ، وحاول الابتسام وهو يقول: "إن تسممت فهذه ليست مشكلتنا"


لكن هذه المرة ، لم أستطع أن أبتسم ثم ألقي دعابة. الموقف كان لا يحتمل ، بل ربما لولا اعتيادي على التظاهر بالقوة كانت ستدمع عيناي..





وبعد بعض الأحاديث الجانبية ، أخبرت شاهر وزياد عن الرؤيا ، وطلبت منهما محاولة إيجاد تفسير لها اليوم قبل انتهاء الأوقات المسموح بها للزيارة.


قال شاهر: "لا عليك ، أعرف شخصاً يمكنه أن يفيدنا إن شاء الله"





الأمر كان أبسط مما تخيلته ، الحمد لله. عاد شاهر في آخر نصف ساعة مسموح بها الزيارة ، وأخبرني بالتفسير: "مؤامرة يتم حبكها حولك ، احذر"


وطبعاً ، الأمر ترك بي بلبلة كبيرة ، فلم أعرف كيف.. دخولي السجن وحده كان مؤامرة ، فماذا يمكن أن تكون أيضاً هذه المرة؟ لست أدري. خطر ببالي البروفيسور علام ، ماذا لو كان يكذب؟ ماذا لو كان يريد أن يخدعني؟ يأخذ ما يريده مني ، ثم يبقيني في هذا السجن دون أن يخرجني.. لست أدري.. هذا هو الاحتمال الوحيد الذي دار بذهني بخصوص أي مؤامرات ، ورغم أنه بدا لي ضئيلاً ، إلا أنني سأتمسك به حتى النهاية.. سترى يا بروفيسور علام الشراني!!






كان البروفيسور غاضباً ، "كيف؟؟ كيف؟؟!! كيف تحققت تلك الخزعبلات وكانت حقيقة؟ ماذا لو أنه فكر الآن بي؟ ماذا لو اتخذ موقفاً حازماً؟ هذا ممكن! لا لا ، سأحصل على ما أريده في النهاية"






طلبت مقابلة البروفيسور علام ، طبعاً كان الأمر بسيطاً جداً ، لم يحدث ما توقعته من أنهم سيذلونني كثيراً حتى يسمحون لي بمقابلته. المهم ، كان طبعاً يتظاهر بالدبلوماسية ، وهذا الأسلوب لا أحبه أبداً ؛ لذلك كان علي التمسك بشخصيتي القوية الزائفة بقوة هذه المرة..


"بروفيسور علام ، ماذا تريد مني؟"


"ماذا أريد منك؟ أنت الذي طلبت مقابلتي!"


"أنت تعلم كما أعلم كل شيء! فلنكف عن السخافة والتظاهر بأننا أصدقاء"


"ومن قال شيئاً عن الصداقة؟ أنت طلبت مقابلتي ، فقام مدير السجن – مشكوراً – بالموافقة ، ووافقت أنا أيضاً فجئتك لعلك تحتاج إلى المساعدة. أنت تعلم كم أحب تقديم المساعدة إلى من يحتاجون"


طبعاً أسلوبه واضح. يريدني أنا أن أتحدث بصراحة ، يريدني أن أرجوه وأتوسل إليه ، بل وربما ينتظرني أن أخطئ بكلمة أو بلفظ فيصبح ذلك دليلاً ضدي ، إذ أنه من المحتمل أن يكون كل شيء مرقباً.. لكنني لن أفعل ، فأنا صاحب كرامة ، كما أن خروجي يس مضموناً حتى لو توسلت إليه ، ثم – البروفيسور لا ينوي خيراً على ما أظن.. ربما لا ينوي أن يخرجني ويريد إبقائي هنا مع المجرمين.. همممم


"بروفيسور علام ، يبدو أنك لا تنوي خيراً... أقسم بالله الذي خلقني ، إن لم تتحدث الآن فإنني سوف أذهب إلى السجن ولن أقابلك مرة أخرى حتى لو مت داخل هذا السجن اللعين! تباً لك وللسجن ولمدير السجن وللقاضي أيضاً! ماذا يمكنك أن تفعل؟ هيا ، افعله! افعل ما تشاء فأنا ذاهب!!"





رغم كل شيء ، كان قلبي يخفق بقوة شديدة من الداخل ، الحمد لله أنه قد خلق القفص الصدري ، وإلا كان قلبي سيطير للخارج. عموماً كان البروفيسور ينظر إلي ، ربما يريد معرفة ردة

فعلي ، ربما يريد أن يعف إن كنت جاداً أم لا. حسناً ، سأتصرف كأنني جاد ، ذهبت لأخرج ، وهنا استوقفني البروفيسور..


"حسناً يا عمار ، لقد ربحت.. سأتحدث بصراحة"


"جيد أنك استوقفتني ، فلو أنني خرجت لما كنت قابلتك أبداً"


"أريد أن تعطيني بعض خلايا جسمك وبكامل إرادتك. هذا هو طلبي ، مازال كما هو لم يتغير"


"مقابل ماذا؟"


"مقابل أن أخرجك من السجن"


"أنت كاذب! هذه مؤامرة! تريد أن تحصل على ما تريده دون مقابل!!"


"ماهذا الذي تقوله؟"





بصراحة ، يبدو أني قد أخطأت. ربما تكون المؤامرة كلها شيئاً لم يخطر ببالي أبداً. لست أدري.. ولكن مهلاً ، إنه لن يقول لي ، آه لقد اكتشفتني أيها الماكر فعلاً كنت أنوي أن أخدعك وسأتكلم بصراحة الآن.. سيماطل حتى النهاية.. لذلك قلت:


"أنت تعرف يا علام أنني أعلم فلا تماطل"


"لست أعلم عن أي شيء تتحدث"


"لن أمهلك الكثير من الوقت ، لقد اتفقنا أن نتحدث بصراحة ، وأقسم بالله أنني لن أعطيك شيئاً إن لم تتحدث بصدق"
"وأنا أيضاً لن أخرجك إن لم تمنحني خلاياك"


"فليكن كذلك ، أفضل البقاء هنا"





وقرنت القول بالفعل ، وخرجت ، لكن البروفيسور استوقفني مرة أخرى ، وقال:


"حسناً سنتحدث بصراحة"


قلت: "هذا أفضل"


ثم عدت وقلت: "أنت لا تنوي إخراجي ، صحيح؟"


قال: "صحيح ، ولن أخرجك أبداً ولا تحلم بذلك. إن دخول السجن ليس كالخروج منه"


قلت له: "لن أساومك وأرجوك ، لكنني أريد مقابلاً آخر ، ليس الخروج من السجن"


قال: "وماهو؟"


أخذت نفساً عميقاً ، وألقيت بالطلب الذي أريده ، وكانت مفاجأة على ما يبدو...

الهدوء المزعج
30-01-2005, 08:21 AM
الف شكر على القصة الرائعة وننتظر المزيد من ابداعاتك










اخوك :
الهدوء المزعج

dr.zero
30-01-2005, 05:11 PM
هذي قصتك يسوون منها فلم

~*~سحابة صيف~*~
30-01-2005, 08:23 PM
قصة مثيرة جداً
بالفعل أنت كاتب مبدع:biggthump
شكراً لك ولجهودك في انتظار البقية:)

الديناميكي
30-01-2005, 08:52 PM
ممتاز ممتاز ممتاز.
:wow:
عظيم عظيم عظيم. :bigeyes:

أخي الكريم لقد أمتعتنا والله بهذه القصة الجميلة التي تحتويعلى أحادث مثيرة أغرب من الخيال.

أهنئك من كل قلبي على هذا المجهود الرائع وكذلك على الإسلوب الممتاز الذي يدفعنا إلى الفضول لقرآة الفصول الأخرى.


وهذا شيئ يدفعني للتساؤل! :33: ربما تكون من طلبة كلية الآداب لأنهم بلا شك أصحاب الإبداعات الأدبية :biggthump


أخيراً تقبل تحياتي وخالص شكري لك :biggrin:

جمال الليل
31-01-2005, 01:12 AM
مشكوووووور قصه حلوه بس يبي ليها وقت للقراءة

في رأي أنها روايه وليست قصه و ما رأيكم يا شباب ...:33: :06:

صديقة زيرو
31-01-2005, 07:19 AM
أحلااااااااااااااا ولله القصة صارت خطيرة :icon6:

بس إيش هوا الطلب ......... بسرعة ترانا أتحمسنا كتير :أفكر:

ميستي
01-02-2005, 08:21 AM
هلا وغلااااا

قصة حلوووة .. ونحن في إنتضار الجزء الثامن عشر

عاشقة مجنونة
06-02-2005, 03:51 PM
قصة روعة الصراحة عجبتني ووصفك للشخصيات واقعي جداً نهايتو قصة رووووووووووعة:fing02: :deal: كملها بسرعة

LongJohnSilver
10-02-2005, 07:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهجميعاً ، إخوتي الأفاضل وأخواتي الفاضلات..



أولاً: شكراً جزيلاً لكل من صبر وصبرت معي ، وقام أو قامتبمتابعة القصة.. وشكر خاص جداً جداً جداً لكل من وضع رداً في الموضوع.. هذا يشجعنيكثيراً ويجعلني أقول في نفسي ، ربما بعض الهراء الذي أكتبه لا بأس به وليس بالسوءالذي أتصوره..



ثانياً: أعتذر على تأخيري في هذه الفترة ، لكنني لا أستطيعدخول النت بكثرة. لا تتوقعوا أن أعود قبل أسبوعين..



ثالثاً: سأرفق - للأسف - فصلاً واحداً فقط. من المفترض بعدهذا الغياب الطويل أن أرفق أكثر من ذلك ، لكن أرجوكم أن تسامحوني..



رابعاً: قبل كل شيء أود الرد على الأخوات والإخوة الذيكتبوا رداً أو تعليقاً:

الهدوء المزعج ، ألف عفوأخي ، وشكراً لك على متابعتك


dr.zero، فكرة رائعة ، بس من وينالدعم؟:D






ranoosh ، العفو أختي ،وطبعاً أنا كاتب مبدع! (لأنكِ قلتِ ذلك)



الديناميكي ،ما شاء الله.. ماهذا الكلام الجميل الذي لا أستحقه؟ العفو أخي ، وأنا طالبجامعة ولكن لست في قسم لآداب ولا حتى بقسم أدبي..


جمال الليل ، العفووووووأخي ، وعادي اقرأ في الوقت الذي يناسبك. بصراحة أنا لا أعرف الفرق بين القصةوالرواية.. للأسف


صديقة زيرو ، ، أهلاً أختي وشكراً على المتابعة.. الطلب ستعرفينه الآن في الرد القادم







ميستي ،أهلاً وسهلاً بكِ أختي ، وها هو الجزء الثامن عشر ، وشكراً على المتابعةوالمرور الكريم (الله لا يحرمنا منه)


عاشقة مجنونة، أهلاً وسهلاًوشكراً على المرور الكريم ، والحمد لله أن القصة أعجبتك.. في الحقيقة أكثر شيء حرصتعليه هو أن أحاول جعل الشخصيات تبدو حقيقية ، أو على الأقل البطل.. شكراً علىالمرور ، وإن شاء الله أصير أرفق ردود أكثر بعد ما أرجع من سفري



والآن ، حان دور إرفاق جزء من القصة ،، وبسم الله نبدأ

~*~سحابة صيف~*~
10-02-2005, 08:03 PM
والآن ، حان دور إرفاق جزء من القصة ،، وبسم الله نبدأ













وين الجزء؟؟:shock22:

LongJohnSilver
13-02-2005, 07:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

آسف إخواني على هذا الخطأ الذي حصل.. تفضلوا هذا الفصل ، وترقبو عودتي بعد أسبوعين على الأكثر إن شاء الله:


الفصل الثامن عشر



"أريد أن أعيش في عزلة تامة" ألقيت بالطلب كالقنبلة على مايبدو ، فقد بدا الاستغراب والاستنكار الشديدان على ملامح البروفيسور ، فعلى ما يبدو هو لم يتوقع هذا الطلب أبداً..

"ماذا تقول؟"

"أريد أن تضعني في زنزانة لوحدي ، ليس بها أي سجين غيري ، والطعام بقدم لي من الخارج من فتحة الباب. لست أريد أن أخرج لتناول الطعام مع المساجين ولست أريد الخروج للتفسح. أريد زنزانة لوحدي.. أريد سجناً حقيقياً لكن آمناً ، وعندما تؤمن لي ذلك بشكل دائم أعدك بأنني سأمنحك ما تريد"

صمت البروفيسور وبدت على ملامحه أمارات التفكير العميق. هذا الرجل تسهل إثارة دهشته!

"هل تظن أن طلبك هذا سهل التحقيق؟"

آه ، يبدو أنه يريد أن يعود إلى المماطلة..

"ليس مستحيلاً ، ثم لا تنس أنك تطب بعضاً من خلاياي. تحتاج إلى مقابل"

"لكن منحي خلاياك ليس بالأمر الصعب! امنحها لي فحسب!"

"وأنت أيضاً نفذ لي مطلبي فحسب!"

"ليس الأمر بهذه البساطة"

"بل هو كذلك. أنا أعرف عن صداقتك مع القاضي. نفذ مطلبي البسيط كما نفذت أمر سجني"

"إن الدخول ليس كالخروج"

"ومن تحدث عن الخروج؟"

"حسناً سأحاول.. لكنني لا أعدك بالنجاح. أعطني خلاياك أولاً"

"لا.. لن أمنحك شيئاً حتى تحقق مطلبي. ما الذي يضمن لي أنك لن تطعنني في ظهري كما كدت تفعل؟

"نفس الذي يضمن لي أنك عندما تمنحني خلاياك ستعطيني إياها بكامل إرادتك"

"الاختيار لك ، وأنا على الأقل لم أغدر بك كما حاولت أن تفعل بي"

"حسناً حسناً.. لقد ربحت ، سأحقق لك ما تريد"

"هناك أمر آخر.. أريدك ألا تتعرض لأهلي وأصدقائي والناس الذين أعرفهم"

"لك هذا.. والآن اسمح لي أريد البدأ بالإجراءات"




"أحقاً فعلت ذلك يا عمار؟"

قلت: "نعم يا شاهر ، فعلت ذلك"

قال شاهر: "ولكن لماذا؟"

قال زياد: "أحمق كعهدي بك"

قلت: " ليس بقدر حماقتك يا صديقي.. لا تخشيا شيئاً"




"اخرج لنا بالسلامة يا بني. أرجوك ، من أجلي أنا ووالدك"

"لا تخشي شيئاً يا أمي.. بالمناسبة يا أبي ، أين حمزة؟"

"لقد خاف من المجئ. لست أدري لماذا"

"لا بأس يا أبي ، لا بأس"




"انتبه على نفسك يا عمار"

"شكراً لك يا عم نبيل.. لا تخش شيئاً"

"إن احتجت إلى أي شيء دعنا نعلم بأي طريقة"

"أريدكم أن تعتنوا بأنفسكم جيداً يا دكتور أحمد.. شكراً لك"




كانت تلك هي البداية.. البداية فحسب. قضيت أول يوم في السجن ، كان يوماً عادياً جداً ، ورغم عزلتي لم أكن أشعر بالسعادة. استيقظت لأجد نفسي وحيداً.. ولكن ما الفرق؟ لطالما كنت وحدي – نفسياً على الأقل – لكن هذه المرة أشعر بأن هناك شيئاً مختلفاً ، لست أدري ما هو.. قد تقولون أنه لا يوجد من يشاطرني همي؟ هذا كان منذ البداية ، فحتى رفاقي لا يعرفون همومي وما يدور في صدري.. وحده الله يعلم.. لماذا؟ لقد اعتدت على الصمت والكبت ، حتى إنني إن أردت الكلام فإنني لا أقدر ، والحقيقة أنني لا أريد الكلام أصلاً.. أنا أشعر بأنني أفضل هكذا.. لكن دعني من ذلك.. كيف سأنتهي من هذا السجن؟ اليوم هذا وحده طويل جداً.. كيف سأقضي سنوات هكذا؟ ماذا سأفعل؟ لا شيء.. يجب أن أبقى كما أنا.. يجب ألا أجن.. سأبقى كما أنا ، عمار الشامخ الطيب الذي يعرفه الجميع.. لن تغيرني بضع سنوات من العزلة.. الأمر أتفه من أن يغيرني.. إن كان ولابد من تغيير فإنه سيكون نحو الأحسن ولاشك.. لكن ، هل الأمر كذلك حقاً؟




عشرة أيام مرت ، وفي الحقيقة لست أدري كيف.. كيف مرت؟ طويلة مملة حمقاء! (نعم ، حمقاء).. كل شيء هو نفسه ، والنتيجة دائماً واحدة: وحدي... في قلب الظلام.. حتى عندما أنام فإنني أنام بلا أحلام.. أتمنى أن أرى حلماً سعيداً ولو لمرة واحدة.. حلماً سعيداً كالحلم الذي رأيته في المقبرة والذي أيقظني منه زياد قبل أن يكتمل.. آه يا زياد.. لست أشك ، لو كنت تعرف لكن كنت قطعته لي.. إن ذنبك هو أنك لا تعرف.. لا عليك يا صديقي ، الأمر مضى وانتهى.. ترى ماذا تفعلون الآن؟ ماذا تفعلون جميعكم؟ لست أدري.. هل تضحكون في سعادة؟ طبعاً ، لست أتوقع أن تنسوا حياتكم فقط لأنني في السجن ؛ اعتبروني مفقوداً أو حتى ميتاً ، ولكن حققوا لي أمنيتي الوحيدة.. الأمنية الوحيدة التي أتمناها.. لكن هل هذا ممكن وأنا في السجن؟ هذا مستحيل.. الأمل دائماً مزيف ، والحلم أجمل من أن يتحقق ، والنتيجة دائماً واحدة: وحدي.. في قلب الظلم..




ربما كان مشهداً عادياً رؤية فتيان يخرجون من المدرسة ، وقد يذهب اثنان أو أكثر معاً إلى بيوتهم ، لكن في قصتنا هذه قد يهمنا أمر اثنين محددين.. زياد وشاهر.. كان الآن قد مر عام على دخولي السجن.. الجميع – أمي وأبي وزياد وشاهر والعم نبيل – ولكن بلا فائدة على الإطلاق. زياد وشاهر حاولا كثيراً أن يساعداني برغم صغر سنهما على البحث عن أي دليل يمكن أن يساعدني ، ولكن بلا فائدة طبعاً.. لكن ، ثمة خطب ما.. شاهر قرأ خبراً غريباً في إحدى الصحف ، وأخبره لزياد.. ما هو هذا الخبر؟ وعلام يمكن أن يدل؟

al-shamiri
14-02-2005, 02:24 AM
أخي بصراحه ماعدت أستطيع الصبر واكثر ما يثير جنوني أنك تضع سطران في كل مره ننتظر ثم ننتظر ثم ننتظر وفي النهايه نفاجى بسطراً أو أثنين لا أدري هل لحلاوتها أراها صغيره أم أنها بالفعل صغيره
على العموم اخي مشكور واتمنا لك اكمالها باسرع وقت

صديقة زيرو
14-02-2005, 03:19 PM
مشكووووووووووthanks وووووووور على التكمله وننظر التكمله إلي بعدها :icon6:

السراب الملتهب
14-02-2005, 03:23 PM
السلام عليكم



ما شاء الله عليك اخوي قصة اروع من الخيال لكن نبغى القصة كاملة من دون تقطيعات



وعندي ملاحظات على القصة وهي:

انت تقول ان سوسن اخت حمزة من الرضاع وهذي يدل على انهم في نفس العمر او بالكثير الفرق بينهم سنة او سنتين ، وانت تقول ان سوسن انخطبت وحمزة عمره سنة :33:
هذا يعني ان سوسن انخطبت وعمرها سنة او سنتين او ثلاثة بالكثير

ارجو اني ما اكون ازعجتك بهذي الملاحظة ( واحتمال اكون مخربط شوي:09: )

OctoBot
17-02-2005, 12:28 AM
انا أتابع بصمت ولكن رد الأخ السرب حقا قال ما كنت أفكر فيه و في الحقيقة لم يكن من الضروري وضع سوسن كأخت لحمزة بالرضاعة ( إلا إن كان كذلك و لكن لم نصل هناك بعد و أنا لا أظن ذلك )

tootaa18
21-02-2005, 08:02 AM
السلام عليكم أخ سيلفر :biggthump
فاتتني احداث واااااااااااااااااااااااااااااااااايد في القصة :bigeyes:

أولا ً - مبروك على تثبيت القصة <<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<< صباح الخير توج تدرين؟ :08:
ثانيا - القصة رائعة جدا ً وأكثر شخصية عجبتني هي شخصية البروفيسور <<<<<<<<< تموت على الأشرار :icon6:
ثالثا ً - عندي ملاحظة صغيرة على القصة:
اخوي أحس انك خليت شخصية والدي عمار متناقضة يعني مرة يحبونه ويخافون عليه ومرة "لما قتل الأهوج" يكرهونه ويحتقرونه......انا اعتقد انهم ماراح يكرهون ولدهم لأنه قتل شخص خاصة ً وأنه ماقتله إلا دفاعا ً عن أخيه :33:
رابعا ً - ياريت تكمل القصة وبسرعة حمستني لها :vereymad:


وشكرا ً مرة ثانية على القصة الحللللللللللللللللوة :biggthump

Batistuta
22-02-2005, 03:37 AM
مشاء الله عليك أخي
قصه تأخذ جو التشويق
أحييك أخي على موهبتك الفذه
وبسرعه الله يخليك بالباقي

السلام عليكم :)

السراب الملتهب
24-02-2005, 08:53 AM
وين باقي القصة

LongJohnSilver
24-02-2005, 06:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً ، وأهلاً بكم بعد طول غياب.. ىسف على تأخري الطويل.. ولكن هاقد عدت إليكم ، سأبدأ بالردود أولاً:

al-shamiri (http://www.montada.com/member.php?u=131518) ، اعذرني يا أخي ، لكنني أكتب القليل لأنني لم أؤلف القصة كاملة بعد. أكتب ما أؤلفه.. وأنا لا أكتب بانتظام ، بل حسب الوقت..

صديقة زيرو (http://www.montada.com/member.php?u=95364) ، العفووووووووو ، وهذه هي التكملة

السراب الملتهب (http://www.montada.com/member.php?u=198444) ، وعليكم والسلام وأهلاً وسهلاً وعادي لا مضايقة ولا شي.. القصة ما ألفتها كاملة.. إن كنت تريدها بدون تقطيعات فأرسل لي رسالة خاصة ، عندها سأعلمك حين أكتبها كاملة في المنتدى برسالة خاصة مني.. بالنسبة للملاحظة.. الأمر عادي.. أم سوسن أنجبت ابنتها وعمرها مثلاً 17 سنة ، وأنجبت ابناً آخر مات صغيراً.. الابن الصغير هذا كان بنفس عمر حمزة.. هكذا تمكنت من إرضاع حمزة وسوسن وصارا شقيقين.. هل هذا التفسير مقنع؟ :icon6:

OctoBot (http://www.montada.com/member.php?u=201465) ، أهلاً وسهلاً بكم أخي العزيز.. الحقيقة لايوجد سبب كبير في رأسي.. يعني سوسن أخت حمزة من الرضاع لأن (هذه رغبة المؤلف).. لست أظن أن هناك سبباً آخر :jester:

tootaa18 (http://www.montada.com/member.php?u=55686) ، وعليكم السلام أختي ، وأرد عليكِ:
أولاً: كما قلتِ.. صباح الخير.. توك تدرين؟ :D (أمزح) .. الله يبارك فيكِ وشكراً على المرور
ثانياً: شكراً.. هذا من ذوقك.. ولا تخافي جاي كمان أشرار!! :icon6:
ثالثاً: شخصية الوالدين مو متناقضة.. اللي حبيت أقوله أن والدين عمار لايدعمانه حين يحتاج إلى الدعم ، ولا يشعر بالدفء منهما.. لكنهما يحبانه.. الوالدان اللذان لايحبان أبناءهما هما خارجان عن الفطرة البشرية
رابعاً: إن شاء الله

حد السيف (http://www.montada.com/member.php?u=81633) ، شكراً أخي حد السيف.. وتفضل هذا فصل مرفق

السراب الملتهب (http://www.montada.com/member.php?u=198444) ، تفضل أخي.. وعذراً على التأخير..

وبسم الله نبدأ: vbmenu_register("postmenu_3305560", true);
vbmenu_register("postmenu_3300934", true);
vbmenu_register("postmenu_3297678", true);
vbmenu_register("postmenu_3287662", true);
vbmenu_register("postmenu_3282745", true);

LongJohnSilver
24-02-2005, 06:13 PM
الفصل التاسع عشر




تمر الأيام بطيئة هنا... لكنها ستنتهي يوماً ما ، وحين تنتهي.. سأنتقم!! سأنتقم! سأخرج وأتابع تعليمي ، وسأعمل وسأتزوج... لا! قبل هذا كله سأنتقم! سأقتل ذلك الكهل الأخرق بيدي! سأقتلع حنجرته بأسناني! سأشرب من دمه ، حتى لو أعدموني.. فإما أن يعدموني فينتهي كل شيء حينها ، وإما أن يسجنوني فلا فرق عندها ، وإما أن أنجو بفعلتي.. حين أنجو سأتابع حياتي بشكل عادي.. لست أريد الاختلاط بالناس كثيراً.. ربما لذلك اخترت السجن الانفرادي المنعزل.. ولكن مهلاً! لماذا أسرف في الخيال؟ أي خروج؟ سأقضي حياتي هنا! هذا هو مصيري المحتوم.. سأبقى هنا وحدي.. وحدي في قلب الظلام.. أعني بذلك وحيداً من الداخل.. سأنام وحدي ، وأستيقظ وحدي ، وآكل وحدي ، وفي النهاية سأموت وحدي.. الموت هو مصيرنا المحتوم جميعاً ، وأنا لست أحتاج إلى الشفقة.. سنموت جميعاً ، الأمر الوحيد الذي يختلف هو: متى.. وكيف؟ لكن دعني من ذلك.. ليس هذا مهماً.. لابد من الخروج.. الحمد لله ، لست أريد الاختلاط بالمساجين.. كل المساجين تقريباً مجرمون ، وأما المظلومون فهم قلة ، وحتى هؤلاء لا أريد الاختلاط بهم ؛ تكفيني مشاكلي.. تقولون فضفض؟ لا أعرف كيف ، وحتى إن فعلت فلست أشعر بالارتياح الذي يشعر به البعض.. ثم ، لماذا أثق بشخص لمجرد أنه معي في السجن؟ هذا لا يعني شيئاً على الإطلاق..






"أحقاً ما تقولان؟"

زياد: "نعم يادكتور أحمد ، كما تقول الصحف"

شاهر: "ولم يجدوا سبباً واضحاً حتى الآن لتفسير اختفائه"

أحمد: "هذا غريب.. لماذا اختفى البروفيسور علام الشراني هكذا فجأة؟

شاهر: "هل من المعقول أن لهذا علاقة بالتجربة التي كان يريد إجراءها على خلايا عمار؟"

زياد: "ليس هذا مهماً ، سأحاول البحث"

أحمد: "ماذا ستفعل؟"

زياد: "لست أدري.. لكنني سأحاول"

أحمد: "وما الذي تريد أن تحاوله؟ لست أريد تثبيط همتك ، لكن في الحقيقة لا شيء يمكنك عمله"

زياد: "......"

شاهر: "......."

زياد: ".... لكن لا! سأفكر.. لن أستسلم! أنا ذاهب!"

شاهر: "انتظر! سأذهب معك!"

نظر الدكتور أحمد إليهما.. وابتسم.. ثم أخذ يحدث نفسه: "ههههه. من الجيد أن تكون هكذا.. لكن.... ليس الإفراط في الخيال مفيداً دائماً. يجب أن نعود إلى الواقع ، والواقع يقول ألا فائدة..."

"...."

"ولكن الواقع علمني أنه في الحركة بركة أيضاً.. همممم.."






"توقف.. هذا خطأ!"

"ولكن ما الفائدة؟ هل عندك حل آخر؟"

"لا.. ولكن..."

"فلتصمت إذاً أيها المتخاذل"

"لست متخاذلاً أيها الضعيف!"
"ضعيف؟"

"نعم ، أنت ضعيف من الداخل.. هذه هي الحقيقة"
"لا يهمني كلامك ، لكنه لن يغير من الحقيقة شيئاً.. حتى لو كنت ضعيفاً فأنا لست متردداً مثلك.. لكن دعنا من ذلك ، لسنا هنا للشجار على أية حال.. دعنا نجد حلاً للمشكلة هذه"

"أنت على حق ، أنا متأسف"

"لاعليك ، أنا متأسف أيضاً"



وفي زنزانة أخرى ، كان أحد المساجين يستمع باستغراب..

"أيها السجان! أيها السجان!"

جاءه الحارس وقال: "ماذا تريد؟ ألا تعلم أن الإزعاج ممنوع هنا؟"

السجين: "سؤال واحد فقط.. أليست تلك الزنزانة المفردة المعزولة مفردة؟"

الحارس: "بلى.. هل لديك اعتراض؟"

السجين: "لماذا أسمع صوتين متشابهين منها؟"

"أنت جديد هنا لذلك لست تعلم.. هذا السجين عندنا في هذه الزنزانة منذ عام كامل.. لا يتحدث مع أحد ولا يرى أحداً سواي أنا أو الحارس الآخر حين نقدم الطعام. يبدو أنه الآن يتحدث مع نفسه.. طريقة مبتكرة للتسلية.. هاهاهاهاهاهاهاها"

السجين باستغراب: "يتحدث مع نفسه؟!"

ثم أخذ يقهقه ضاحكاً هو الآخر






"لافائدة ياشاهر.. لا فائدة"

شاهر: "وماذا تريدنا أن نفعل يازياد؟"

زياد: "لقد كان الدكتور أحمد على حق منذ البداية.. بالمناسبة ، ماذا سيعرض على التلفاز الليلة؟"

شاهر: "لست أدري.. نحن الثلاثة – أنا وأنت وعمار – لا نحب مشاهدة التلفاز"

زياد: "لكن هناك برنامجاً أو مؤتمراً سيشاهده الجميع.. الحقيقة أن الجميع يتحدث عنه لدرجة أنهم قد أثاروا فضولي"

شاهر: "هممم.. لعلك تقصد مؤتمر الدكتور عقلان وفيق"

زياد: "عقلان وفيق؟"

شاهر: "عقلان وفيق هو طبيب نفسي بلغ من العلم كثيراً في مجاله.. لكنه شخص شرير.. في نظره أن المجانين والمعقدين من الأفضل ألا تصرف المبالغ لعلاجهم ، بل لدفنهم.. على كل حال سأشغل التلفاز"






الكثير من البكاء ، والكثير من الحزن خيم على الجميع.. مظهر ربما يكون عادياً.. ثمة رجل يتقدم من شاب وفتاة ، ويقول لهم: "لاتقلقوا.. لقد كان صديقي وسيبقى في قلبي.. أبناؤه هم أبنائي.. لاعليكما"

الشاب يقول: "لاداعي لذلك ياعمي.. شكراً لك.. يمكننا تدبر أمورنا بأنفسنا"

فيرد الرجل عليه: "من العيب أن تقول ذلك.. والدك كان أفضل صديق لي.. ثم ، إن حمزة أخو سوسن.. أليش كذلك.."

فيصمت الشاب محاولاً كبت دمعة..

نعم.. الحاضرون كانوا أبي وأمي والدكتور أحمد وسوسن وزياد وأهله وشاهر وأهله أيضاً.. لقد قتل العم نبيل وزوجته.. لم يعرف القاتل ، كل كل ماعرفناه أنه كان شخصاً مقنعاً






أتحدث مع نفسي؟ هاه.. ياللحماقة!! أعيش يوماً بعد يوم لأكتشف كم كنت أحمقاً.. سمحوا لأبي أن يزورني ليخبرني أن العم نبيل قتل هو وزوجته.. لو كنت أعرف أبي فهو لن يقصر مع سوسن وأحمد.. الغريب في الموضوع أن سوسن فسخت خطوبتها.. لماذا؟ لقد استغربت كثيراً لذلك.. لكن الأمر لايخصني على كل حال..

أتحدث مع نفسي؟ لست أصدق أنني كنت أفعل ذلك.. أخادع نفسي بنفسي بأن ذلك يسليني.. أحمق! أحمق كنت وسأبقى أحمقاً.. لم أعد أنشد الانتقام ، بل أريد الخروج فقط.. الخروج..



قطع أفكاري صوت من الخارج.. هذا سجين يتم ضربه وتعذيبه.. صوت ضرب السياط وتأوهات الرجل يقطع نياط القلوب حقاً.. حتى أنا الذي حاولت أن أجرد نفسي من المشاعر لم أستطع منع نفسي من الشفقة عليه.. تبادر ذلك مع وقت توزيع الطعام.. هنا تحدثت

"أيها الحارس!"

وقف مشدوهاً.. ونظر إلي غير مصدق.. التفت خلفي لأرى جداراً.. لا شيء غير عادي.. لماذا ينظر إلي هكذا؟ ربما يريد أن يقول لي أن أتحدث إليه بلهجة مهذبة.. إذاً:

"إذا سمحت ياحضرة الحارس.. هل هناك خطب ما؟"
قال الحارس: "نيهاهاهاهاها.. لست أصدق! أنا أول سجان يتحدث إليه عمار الحديدي.. ياترى لماذا تحدثت؟ ماهي الكلمة الأسطورية التي تريد أن تقولها؟ أيها السجناء!! تخيلوا! لقد تحدث عمار الحديدي إلي وليس إلى نفسه.. بل ربما يتحدث إلى نفسه وإحدى شخصياته هي حارس سجن.. نيهاهاهاهاها"
وأخذ السجناء يضحكون ساخرين أيضاً..

لكنني لم أبالِ بهم.. هم أيضاً حمقى ، ربما أكثر مني.. لا فرق..

"هل يمكنك أن تعطي حصتي من الطعام إلى هذه الزنزانة"

قال: "طبعاً لا ، لكن يمكنني حرمانك من الطعام مثله.. لا طعام لك اليوم.. وإن لم تقتنع فاشكني"

هنا كان علي أن أستخدم الخداع..

"ألا تذكر من وضعني في هذه الزنزانة؟ القاضي نفسه.. هذا يعني أنني شخص مهم بالنسبة إليه.. ربما تقول مادمت مهماً فلماذا لم يخرجني من السجن؟ لأن جريمتي أكبر من ذلك.. والآن أعطه طعامي إذا سمحت"

تردد الحارس.. الكل كان يعلم أن القاضي وضعني في هذه الزنزانة.. لكنهم لم يعرفوا الحقيقة.. على كل حال عزلتي كانت بالنسبة إليهم دليلاً على أنني مجرم كبييييير وسفاح رهييييب..

"هاه! ماذا يمكنك أن تفعل؟"

"لاحظ أنني قلت لك إذا سمحت" قلتها وأنا مبتسم..

نظر إلي الحارس بحقد ، وأعطى طعامي للسجين.. طبعاً قال له: "لا بالهناء ولا بالشفاء"



طبعاً تحصل الكثير من الجرائم في السجون ، لكن الحارس لن يؤذيني.. يخاف من حساب عسير حتى لو حصل لي مكروه ليس له علاقة فيه..






صيت الدكتور عقلان يزداد... ورغم شره إلا أنه يزداد شهرة وترحيباً في حكومة الدولة.. هذا ماكان يفكر فيه زياد وشاهر.. ورغم كل شيء فلم يستطيعا فعل أي أمر لمساعدة عمار.. دكتور أحمد كان يحاول البحث عن علاج المرض الجديد الذي اكتشفه.. سوسن تقدم لخطبتها البعض لكنهم جميعاً عدلوا عن ذلك.. ياترى لماذا؟




"دكتور أحمد؟"

"هو أنا.. كيف يمكني أن أساعدك يا سيدي؟"

ومد يده مصافحاً للرجل.. لكن الرجل تجاهل اليد الممدودة.. وقال: "أنا الدكتور عقلان وفيق.. لاشك بأنك تعرفني"

هنا قال أحمد: "نعم.. ماذا تريد؟ لست طبيب أمراض نفسية حتى أساعدك في قتل المرضى"

عقلان: "لا أريد ذلك.. شخص يهمني يريدني معرفة كل شيء عن عمار الحديدي"

أحمد: "شخص يهمك؟"

عقلان: "نعم.. أرجو منك أن تتعاون"

أحمد: "ولماذا أتعاون مع شخص مثلك؟"

أخرج عقلان أوراقاً من حقيبته أذهلت الدكتور أحمد..






شاهر: "الأوراق يقول الدكتور كانت صحيحة 100%"

زياد: "وماذا يريد عقلان من عمار؟"

شاهر: "لست أدري"






"أيها السجان.. كم التاريخ اليوم؟"

أحضر ورقة تقويم.. الأيام تمر مثل بعضها.. بعد ثلاثة أشهر يصبح عمري تسعة عشر عاماً.. هاه! تنتظرني أيام من الوحدة.. لا علينا.. لقد اعتدت على ذلك.. لم أعد أريد الخروج.. صرت أبحث عن الكآبة حتى أشعر بالسعادة.. أليس هذا أمراً ممتعاً؟



قطع أفكاري أمر غريب.. جرس الإنذار في السجن وانقطعت الكهرباء وأصوات كثيرة.. "اهربوا!! اهربوا!!" لقد فهمت.. أحدهم عمل خطة لكي يهرب جميع المساجين.. أنا لن أذهب.. أحب العزلة الجميلة.. أحب الكآبة.. يقولون أن العدالة عمياء؟ أنا أقول بأن السعيد أعمى لأنه لا يفكر أن ينظر في أحزان غيره ، وأنا لا أحب أن أكون أعمى.. سأبقى.. لن أهرب.. سأبقى..






جريمة قتل أخرى.. هذه المرة.. الحزن أيضاً شديد.. هذه المرة ، زوجان أيضاً.. هذه المرة أعرفهما أيضاً.. لقد كانا أبي وأمي.. المقنع قتلهما حسب ماوصفت سوسن..

"لقد رأيته يدخل ، واتصلت بالشرطة واستغثت.. ولكنه كان قد انتهى.. ثم نظر إلي نظرة أرعبتني ووضع اصبعه على هذه البقعة من الجدار"

هذا كان مجمل أقوالها ، طبعاً ليس هكذا.. بل مع الكثير من النحيب والبكاء ومحاولات التذكر.. طبعاً هذا كله لم أكن أعرفه وأنا في السجن..

بعد يومين جاءت نتيجة الفحص.. كانت مفاجأة للجميع.. كان أول من سمع الخبر زياد وشاهر..



(تحبوا أقول إيش النتيجة ولا أخليها للفصل القادم)



لقد كانت – وبدون أي مجال لخطأ – بصمة إبهام عمار الحديدي...

صديقة زيرو
25-02-2005, 04:23 AM
واااو أخيراً التكمله :icon6:

هاي أنا اول واحده أرد هذي المره
مشكور ودحين أقرأها

عاشقة مجنونة
25-02-2005, 05:00 PM
حرام عليك:17: :28: انت بتعمل فينا كدة ليه عاوز تشوقنا للنهاية........ اتشوقنا بس ما شفنا نهاية
ارجوك كمل القصة بسرعة:(

JARRASH
28-02-2005, 06:54 PM
السلام عليكم


اول شئ القصة روعة



الشئ الثاني وين التكملة




والسلام...

LongJohnSilver
01-03-2005, 10:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً أيها الإخوة الأفاضل والأخوات الفاضلات..
كما تعودنا ، سأقوم الآن بإرفاق فصل جديد ولكن بعد الردود على كل من كتبت أو كتب تعليقاً (متفضلين ومشكوريييييين) :biggthump

صديقة زيرو ، الحمد لله حقاً أخيراً التكملة.. وأهلاً وسهلاً بكِ أول وحدة ترد هذه المرة (وإن شاء الله ماتكون آخر مرة) :biggthump

عاشقة مجنونة ، أهلاً وسهلاً بكِ.. الحقيقة أنني لم أؤلف القصة كاملة بعد. الكتابة تحتاج مني إلى وقت تركيز كبيرين ؛ لذلك لو أردت أن أكتب القصة كلها ثم أرفقها فإن ذلك سيأخذ وقتاً طويلاً جداً ، بل وربما يصيبني الكسل.. هذه الطريقة - رغم عيوبها - هي أفضل بالنسبة لي. أرجوكِ المعذرة :أفكر: ، لكن عموماً إن أردتِ قراءة القصة كاملة دون تشويقات ، أرسلي لي رسالة خاصة ، عندها سأعلمك برسالة خاصة مني حين أكتب القصة كاملة في المنتدى. :أفكر:

الساهر@النعسان (الساهر@النعسان) ، مرحباً بك ، الحمد لله أن القصة أعجبتك.. وتفضل أخي هذا جزء مرفق من القصة

والآن ، دور إرفاق جزء ، وبسم الله نبدأ:

LongJohnSilver
01-03-2005, 10:39 AM
الفصل العشرون



وحيداً كما هي العادة.. استيقظت.. من قال أن التجديد أمر جميل؟ أفضل الرتابة..

الحياة في الخارج ليست جميلة.. مليئة بالمشاكل والكذب.. كل البشر أنانيون.. لا أحد

يفكر في النهاية إلا في نفسه.. هذه هي الطبيعة البشرية.. سيقول البعض ، وماذا تريد

إذاً؟ أقول ، لست أريد شيئاً.. أريد أن أعيش وحدي.. لا أؤذي أحداً ولا أحد يؤذيني..



تم التحقيق الشديد الآن ، وقررت الشرطة أخذ القضية على محمل الجد ؛ لأجل ذلك سمحوا لزياد وشاهر بزيارتي. كانوا قد اتفقوا فيما بينهم ألا يخبراني بأمر موت أبي وأمي. سيحاولان معرفة كل شيء أولاً مني ، فقد افترضت الشرطة أنني القاتل طبعاً.. كيف لا ، وبصماتي على الجدار؟ خاصة وأن سوسن رأت القاتل وهو يخرج اصبعه.. لا مجال للخطأ هنا. طبعاً كان الأمر مستحيلاً بالنسبة للشرطة ، لكنهم وجدوا تفسيراً جيداً حين علم الضابط بأمر التمرد الذي حدث في السجن.. ربما هرب عمار إذاً؟ لكن فكرته لم تلبث أن خابت ، فقد ذهب الضابط بنفسه إلى السجن ورآني ، وتحقق من إدارة السجن أنني لم أهرب ثم قبض علي من جديد. كان الأمر محيراً حقاً ، لكن رغم ذلك أتى أحدهم بفكرة..

الدكتور عقلان.. لقد قال:

"الأمر بسيط إذاً ولم يبق أمامنا سوى هذا الحل. يقول هولمز: [إذا استبعدن

المستحيلات فإن الحقيقة وحدها تبقى مهما بلغت غرابتها] ، ومن هذا المنطلق سأعطيكم

تفسيري"

زياد وشاهر كانا ينظران في لهفة. الدكتور أحمد كان موجوداً أيضاً وكان ينتظر

التفسير أيضاً..

قال الضابط: "قبل ذلك أود أن أسمع تفسير الفتاة باختصار. سأذهب وأعود سريعاً"



وصل الضابط إلى الغرفة التي تجلس فيها سوسن.. كانت تبدو على وشك الانهيار رغم

الأقراص المهدئة التي تناولتها..

سوسن: "أرجوك ياسيدي.. أرجوك! لم أفعل شيئاً! يكفيني ما رأيته!"

الضابط: "أرجوكِ آنستي الصغيرة. أريد معرفة ما حصل للمرة الأخيرة ثم يمكنك الانصراف إن أردتِ"

سوسن: "قلت لك ياسيدي.. بعد أن فعل فعلته نظر إلي وخلع قفازه ووضع إبهامه على

الجدار ثم ولى هارباً"

الضابط: "حسناً يا سيدتي.. بعد قليل سنرسل سيارة توصلك أنتِ وأخوك أيضاً. أعدك ألا

نتأخر"

كان الضابط يفكر في نفسه.. لا شيء جديد.. ربما لم تر أكثر من ذلك.. ثم توجه إلى

الغرفة الأخرى



الضابط: "تحدث يادكتور عقلان. أنت معك أوراق رسمية بالمساعدة في التحقيق بخصوص المعتقل عمار الحديدي. هذه الأوراق تجعلك تعمل كشرطي. هكذا وافق الدكتور أحمد على التعاون"

عقلان: "عمار هو القاتل..."

شاهر مقاطعاً: "كيف! مستحيل!"

نهره الضابط: "اصمت دعه يكمل!"

شعر شاهر وكأن صفعة دوت على وجهه جعلته يبتلع عبارته.. لكنه لم يكن يملك حق الاعتراض هنا.. رغم ذلك قال: "ولكن ياسيدي.. عمار في السجن!"

الضابط: "اصمت وإلا أخرجتك!"

شاهر بغيظ: "حاضر"

عقلان: "كما قلت عمار هو القاتل.. هناك تفسير واحد فقط. التمرد في السجن هو

التفسير.. لقد خرج من السجن ثم عاد من جديد. هذا هو الأمر بكل بساطة"

أحمد: "هل تسمح لي بالتدخل أيها الضابط؟"

الضابط: "لا داعي لذلك"

ثم أردف: "لكن هذا مستحيل! المسافة بين السجن وبيتهم طويلة. ثم ، لماذا يهرب من

السجن ثم يعود؟ هذا ليس منطقياً على الإطلاق!"

أحمد: "هذا ما أردت قوله"

عقلان: "الأمر بسيط مادام قد صدر من عقل ضابط وطبيب عادي"

أحمد بغضب: "عادي؟!"

الضابط: "ماذا تعني؟ هل أنا مغفل؟"

تجاهلهما عقلان وتابع: "الفترة التي تم فيها التمرد طويلة. يمكنه أن يذه ويعود عدة

مرات أيضاً. كان الوقت أكثر من كافٍ لعمل الجريمة"

الضابط: "لكن هذا لا يفسر الأمر الأصعب! لا أحد يهرب من السجن ثم يعود.. هذا

مستحيل!"

عقلان: "أنت تتحدث عن مجرم عادي"

شاهر بغضب: "مجرم؟!"

زياد بغضب: "عليك أن تحترم ملافظك!"

تجاهلهما أيضاً وقال: "عمار في الحقيقة مصاب بانفصام في الشخصية. مهما استجوبتموه هنا فسيقول أنه لم يخرج. هو نفسه لا يدرك ذلك ربما ، لكن الخلاصة هي أنه خرج"

أحمد: "مهلاً مهلاً أيها الطبيب النفسي. لست طبيباً نفسياً مثلك ، لكنني أعرف أن

المصاب بانفصام في الشخصية لا يمكنه أن يفعل شيئاً ترفضه شخصيته الحقيقية! فما بالك بأمرين كبيرين؟"

عقلان: "وما هما هذا الأمران الكبيران؟"

أحمد: "الأمر الأول: جريمة القتل. عمار ليس قاتلاً"

عقلان: "هذا صحيح. لم يقتل شخصاً اسمه حمدان الأهوج"

أحمد: "لقد قتله رغماً عنه!"

عقلان: "هل يمكنك إثبات ذلك؟"

أحمد: ".... لكن لا زال هناك الأمر الآخر"

عقلان: "ماهو؟"

أحمد: "والداه.. يقتل والديه؟"

عقلان: "هذا ممكن. ربما كان يتمنى ذلك في عقله الباطن"

زياد: "هذا ليس صحيحاً! عمار ليس كذلك!"

شاهر: "مهما كنت خبيراً فلن يمكنك معرفة مافي قلوب البشر!"

عقلان: "هذا صحيح.. والأمر ينطبق عليكما أيضاً.. لن تعرفا مافي قلبه.. قد يكون

كلامي صحيحاً"

الغضب العارم كان شعور الثلاثة.. زياد وشاهر وأحمد ، وخاصة زياد وشاهر ، لكن ماذا

بإمكانهما أن يقولا؟ لا شيء.. عليهما مقابلتي في السجن..

أحمد: "مهلاً يادكتور عقلان.. هنالك نقطة لم تنتبه إليها"

عقلان: "وماهي ياأحمد؟"

أحمد: "إذا فرضنا – جدلاً – بأن عمار كان يكره والديه ويبغضهما بغضاً شديداً

حقيقياً لدرجة تدفعه إلى قتلهما ، فبماذا تفسر إذاً قتله لأبي وأمي؟"

عقلان: "كنت أتوقع أي سؤال إلا هذا السؤال الأحمق"

أحمد: "ماذا؟!"

عقلان: "ألم تنتبه إلى نقاط حوارنا؟ لقد قلنا بأنه قاتل! ليس هناك مايثبت بأنه قتل

ضحيته الأولى مرغماً! إن عمار ماهو إلا مريض نفسي مختل عقلياً مثل كل المرضى الذين أشرفت على قتلهم.. قاعدتي في العمل هي: المريض النفسي صاحب العلة الصعبة – حتى وإن لم يكن قاتلاً – يجب قتله بدلاً من صرف الأموال والجهود لعلاجه ، فمابالكم بصديقكم؟ إنه قاتل ومريض حالته صعبة. سأشرف على إعدامه بعد أن أدرس حالته ، شأنه شأن أي مريض آخر"

زياد: "أيها الحقير! سأقتلك! خذ!"

وحاول لكم الدكتور عقلان ، لكن يداً أخرى أوقفته.. لقد كان شاهر..

أخذ زياد يصرخ: "اتركني أيها الأحمق! أم أنك في صفه أيضاً؟"

شاهر: "تمالك نفسك يارجل! لافائدة من كل ذلك!"

زياد: "ألست تسمع مايقوله؟ دعني أشفي غليلي منه!"

شاهر: "بلى أسمع ، لكنك إن ضربته فلن تستفيد شيئاً ، بل ربما يقاضيك بتهمة

الاعتداء.. وفي هذه الحالة لن تستفيد شيئاً. أنا مستاء أيضاً ، لكن ما باليد حيلة"

عقلان: "استمع إلى صديقك العاقل"

شاهر: "اصمت لاشأن لك"

زياد: "سنزور صديقنا في موعدنا المحدد بعد أسبوع إن شاء الله"





خلال هذا الأسبوع كان هناك شخص آخر يزور عمار. تعرف عمار على شخصية الدكتور عقلان.

"لديك زائر"

عمار: "........." ثم فكرت في نفسي.. وماذا في ذلك؟ سواء كان هنالك زائر أم لم

يكن.. لافرق.. النتيجة واحدة.. لكنني – وقبل أن أعرف من زارني – شعرت بشعور غريب.. شعور غريب لست أدري ماهو.. وكأن البغض كله سيتجسد أمامي.. ربما هذا حدسي يخبرني بذلك ، إحساسي كثيراً يكون صائباً.. ثم تذكرت! لقد قتلت أحاسيسي وعواطفي منذ زمن.. كل الأشياء سطحية رتيبة.. كل المبادئ التي تعلمتها كانت حمقاء! عواطفي صارت هموماً ؛ لذلك تخلصت منها.. والحقيقة....

LongJohnSilver
01-03-2005, 10:40 AM
بينما أسترسل في أفكاري دخل رجل كهل إلى زنزانتي ، وسرعان ماشعرت بشعور لطالما لازمني يسمونه ب [التشاؤم].. لماذا؟ ربما لأنه ذكرني بالبروفيسور علام الشراني.. ولكن مهلاً! ألم أقل أنني سعيد بالسجن هنا؟ يجب أن أكون ممتناً للبروفيسور علام إذاً.. لكن رغم ذلك لا أستطيع ألا أفعل.. الكره ليس أمراً بيدي.. ثم ، عموماً ليس

ذنب الرجل أنه كهل.. إنما هي مرحلة عمرية.. لكن ماذا يريد؟ ليس هذا مهماً ، فذلك

بالتأكيد لن يشكل فرقاً..

عقلان: "عمار الحديدي.. وأخيراً تقابلنا"

عمار: "......."

عقلان: "ماهذا؟ ألا تريد أن تعرف من أنا؟ ألست تتساءل كيف عرفت اسمك؟

عمار: "لست شخصية سرية حتى تعرف اسمي ، ولا يهمني من أنت.. إنما أنت إنسان مثل كل هؤلاء البشر.. واحد منهم ، لست أكثر ولا أقل"

عقلان: "حسناً كما تريد.. يمكنني الذهاب إذاً؟"

عمار: "أنت حر. افعل ما بدا لك"

عقلان: "مادام الأمر كذلك أريد أن أعرف عن نفسي.. أنا الدكتور عقلان وفيق"

عقلان وفيق؟ الاسم يبدو مألوفاً لي.. آه.. تذكرت! الغضب العارم كان شعوري.. رغم

أنني في السجن فقد كنت أسمع كثيراً عن هذا الرجل ، وبصراحة رغم أنني قتلت مشاعري وأحاسيسي إلا أن هذا الرجل كان استثناء إحدى المشاعر.. لقد أبقى عاطفة الكره فيني متيقظة ، فقد كنت أتمنى أن أقتله! بسببه لقي الكثير من الأبرياء مصرعهم ، وماذنبهم؟ أنهم مريضون نفسياً.. كان يلقي بتهم زائفة على المرضى النفسيين ، وبذلك تتم محاكمتهم وإعدامهم و (تخليص المجتمع من بعض الفضلات) [على حد تعبيره]

مقطب الحاجبين ومحطماً برود ملامحي سألته ببرود: "ماذا تريد؟"

عقلان ضاحكاً: "ههههه. يبدو أنني نجحت في إثارة فضولك أثرت فضولك"


"ههههه. يبدو أنني نجحت في إثارة فضولك أثرت فضولك"
"ههههه. يبدو أنني نجحت في إثارة فضولك أثرت فضولك"
"ههههه. يبدو أنني نجحت في إثارة فضولك أثرت فضولك"
"ههههه. يبدو أنني نجحت في إثارة فضولك أثرت فضولك"
نفس العبارة! نفس العبارة قالها لي البروفيسور علام في يوم من الأيام! لم أتمالك نفسي... ترددت العبارة في ذهني كثيراً.. لم أتمالك نفسي حين صرخت

"اخرج!"

عقلان باستغراب: "ماذا؟"

صرخت: "اخرج أيها الحقير وإلا قتلتك هنا!"

خبرته كطبيب نفسي جعلته يدرك أنني جاد فخرج ، لكنه لم يذهب خارج السجن ، بل فقط صار يتحدث لي من خارج الزنزانة..

عقلان: "كما توقعت تماماً.. مريض آخر يستحق الإبادة"

أردت أن أقول له عبارة على غرار ، [أنت وأمثالك هم الذين يستحقون الإبادة].. لكن ما

الفائدة؟

عقلان: "سأشرف بنفسي على محاكمتك ، قتلت خمسة أشخاص حتى الآن ، وربما تقتل المزيد.. الوداع"

خمسة؟ قتلت حمدان ، فمن أين أتى بالأربعة الآخرين؟ لست أعرف أحداً مات باستثناء

العم نبيل وزوجته ، وقتلهم مجهول.. فإذا فرضنا أنه يريد تلبيس التهمة لي ، فمن هما

الشخصان الآخران؟ هل هما زياد وشاهر؟ هل هما والداي؟ أياً كان الشخصان الآخران ،

فهذا لايهم.. لن يشكل أي فرق





زارني زياد وشاهر أخيراً ، لكن لقائي كان بارداً جداً ، على عكسهما.. فقد كانا يبدوان متلهفين ، لكن يبدو أنهما قد تفاجآ من برودي الغير متوقع..

بعد كلمات الترحيب التي أخرجتها رغماً عني ، أخذنا نتحدث

زياد: "ماذا حل بك؟ يبدو شكلك في حالة مريعة!"

شاهر: "ألم ترى نفسك في المرآة؟"

عمار: "لم أر نفسي في المرآة ولست أملك الفضول لذلك. لن يختلف شكلي كثيراً عن شكل بقية المساجين"

زياد: "كنا نتمنى أن نراك في ظروف أفضل.. لكن.. لست أدري ماذا أقول.. أمممم"

عمار: "قل ، ولاتخف.. فلن تؤذيني بأي شيء"

زياد: "والداك.. لقد توفاهما الله"

عمار: "أهذا هو الأمر الذي أردتما إخباري به؟"

شاهر: "ألم تحزن؟"

عمار: "لم أفرح ولم أحزن.. أخبرتكما أنني قتلت مشاعري منذ زمن. الأمر عادي جداً ، كل البشر سيموتون ، الأمر المختلف هو متى.. كيف.. أين.. فقط"

صرخ شاهر: "ماذا حل بك؟ ألا تملك أية مشاعر؟"

عمار: "قلت لك أنها ذهبت منذ زمن ، ولن تعود ، ثم إنني كنت متوقعاً ذلك. أخبرني ذلك المعتوه أنني قتلت خمسة أشخاص"

زياد: "أي معتوه؟"

عمار: "الذي يسمي نفسه الدكتور عقلان وفيق"

شاهر: "هل زارك؟ تباً! هذا الرجل يريد توريطك بجريمة قتل والديك ووالدي الدكتور أحمد!"

عمار: "فليفعل مايشاء ، هذه حرية شخصية.. على كل حال أنا كنت في السجن دائماً"

زياد: "لاتنس أنه قد حدثت عدة تمردات في السجن ، اثنان منهما كانا في ذات اليومين اللذين حصلت فيهما الجريمة ، وخاصة في يوم جريمة قتل والديك – رحمهما الله – كان التمرد كبيراً"

عمار: "وماذا في ذلك؟"

شاهر: "يقول الدكتور أنك هربت وقتلت وعدت"

عمار: "كم هو أحمق! أنا لست أريد الهروب.. في الحقيقة أنا سعيد هنا"

زياد: "سعيد؟ هذا ليس صحيحاً"

عمار: "بل هو كذلك. لن تعرف نفسي أكثر مني"

زياد: "ليس كذلك.. لكن عموماً ليس هذا موضوعنا.. الحقيقة أن الدكتور عقلان يقول أنك مصاب بالنفصام حاد في الشخصية"

عمار: "لكنني كنت في السجن. يبدو أن ذلك المعتوه نسي أن انفصام الشخصية لايخلق جسداً جديداً"

شاهر: "لكنهم وجدوا بصماتك"

عمار: "ماذا؟!"

شاهر: "وجدوا بصمة حديثة لإصبعك"

عمار: "......"

زياد: "نحن لم نصدق أنك هربت"



جاء الحارس معلناً أن وقت الزيارة قد انتهى. ذهب زياد وشاهر في طريقهما طبعاً..





في الحقيقة كلامهما بدأ يخيفني.. هل يعقل أنني هربت حقاً؟ هل كلام الدكتور عقلان صحيح؟ ربما كان وغداً ، لكنه في الحقيقة عالم.. الحقيقة أن زيارة زياد وشاهر سببت لي بلبلة ، وجعلت عقلي يقوم بنشاط لم يعهده منذ مدة يسمى ب [التفكير].. لم ألبث أن انتبهت وقلت في نفسي ، لا فائدة ، فلن أصل إلى نتيجة. أسبلت جفني في محاولة للنوم ، بينما حصل أمر اعتدته كثيراً في هذه الفترة.. تمرد! تمرد في السجن!





زياد وشاهر كانا يمشيان إلى منزلهما.. يبدو أنهما كانا حزينين جداً ، وقد كانا يتشاركان نفس التفكير تقريباً.. لكنهما كسرا حاجز الصمت

زياد: "ما رأيك؟"

شاهر: "لاشك أنه لايعني مايقوله. السجن أثر فيه ولاشك ، لكن قلبه في الحقيقة لايصدق ما يقوله لسانه"

زياد: "أنا أوافقك"

ولأنهما كانا ينظران إلى بعضهما (وليس أمامهما) فلم ينتبها إلى ذلك الشخص الواقف العاقد يديه أمامهما ، بل وارتطما فيه.. حتى أنهما حاولا الاعتذار منه..

زياد: "عذراً ، لكن لم....!!!!!"

شاهر: "آسفون ، الحقيقة...!!!!!"

لكن الشخص العاقد يديه لم يتحرك ، وبدا من تحت لثامه أن يبتسم.. هكذا شعر زياد وشاهر – رغم أن اللثام كان يغطي وجهه – دون معرفة سبب هذا الشعور. شعرا بأنه يبتسم بخبث.. لقد كان القاتل المقنع أمامهما... بكل قوته.. وبكل غموضه..

صديقة زيرو
03-03-2005, 02:57 PM
مشكور يا سيلفير :biggthump
وياريت يجي الفصل التالي بسرعه ;)

LongJohnSilver
03-03-2005, 05:53 PM
صديقة زيرو ، العفو أختي وشكراً على المرور والمتابعة.. وهذا هو الفصل الجديد..

وبسم الله نبدأ:

LongJohnSilver
03-03-2005, 06:03 PM
الفصل الحادي والعشرون



كان المقنع واقفاً أمامهما. لم يلتقيا به قبل هذه المرة ، لكن شيئاً ما كان غير طبيعي.. كشف الرجل القناع وظهر وجه الدكتور أحمد وقال: "مفاجأة! كنت أمازحما"..



كلا ، لم يحصل ذلك ، هذا كان ما يتمناه زياد وشاهر. لكن لماذا عرفا أنه هو؟ قد يكون رجلاً في الشارع مغطياً وجهه. ليس هذا أمراً معتاداً لكنه ليس غريباً أيضاً.. كيفا عرفا؟ كما ذكرت ، كان هناك أمر ما لم يعرف زياد ولا شاهر تفسيره. ربما وقفته الثابتة ، ربما نظرته ، ربما الابتسامة من تحت اللثام التي خيل لزياد وشاهر أنهما يريانها. لا أحد يدري ، لكن المهم أن شيئاً ما كان ليس على مايرام ، هذا شيء هو الذي أيقظ إحساس زياد وشاهر وجعلهما متأهبين لأي شيء.



جثة والداي مازالتا في الثلاجة للفحص ، لماذا لم يدفنوهما؟ لست أدري ، لكن عمومتُ لن يشكل ذلك فرقاً. غصة من الحزن حاولت أن تأتي إلى قلبي ، لكنني لم ألبث أن أوقفتها. لقد أصبحت كالحجر ولا يجب أن أحزن ؛ جميعنا سوف نموت.. كل ما يختلف بالنسبة لنا هو: متى ، كيف ، أين.. شاهدت ذات مرة رجلاً ماتت زوجته ، كان يقول: "لايحزن المرء على الموت ، بل على العيشة والعشرة التي دامت سنين"

عموماً ، ليس يهمنا هذا الآن. يهمنا زياد وشاهر في اللحظة هذه. أنا في السجن منذ فترة ، حتى أنني بلغت العشرين.. ليس هذا بأمر جديد على أية حال.



واقفين جميعاً دون حراك ، كان كل شخص يحدق بشيء ، فزياد وشاهر كانا يحدقان بالرجل الملثم بمزيج من التربص والحذر والدهشة وعدم التصديق.. بل وربما الخوف.. الخوف من المجهول والغامض – بينما كان المقنع يحدق.. ولكن.. لست أدري كيف أصف ذلك ، لكن يبدو وكأنه يحدق بـ (لاشيء).. ربما لن تفهم معنى ذلك ، لكنك لو رأيت الطريقة التي يحدق بها لوصفت الوصف ذاته. مرت لحظة من الصمت بدت لزياد وشاهر أشبه بدهر ، لم يلبث أن قرر شاهر أن يقطعه ، وذلك بالتصرف وكأن الأمر عادي. قرر المرور من جانب الرجل وكأنه أي شخص عادي ارتطم به والاعتذار منه ، وبينما هو يفعل ذلك

"عذراً سيدي ، لم ننتب......."

قطعت عبارته لكمة خاطفة على وجهه أقته أرضاً

هجم زياد هاتفاً: "شاهر!"

لكن الملثم تفادى انقضاضته بكل سهولة ولكمه على بطنه. وعندما حاول المقنع إعادة ضربه ضربته لكمة على وجهه من شاهر.. لكن.. انطلقت صرخة ألم من شاهر..

"آآآآه! ماهذا؟!"

هنا ركله زياد بكل قوته ، لكنه ارتد وتعثر.. كل هذا والمقنع لم يتكلم أو حتى يلهث ولم يصدر منه أي صوت.

شاهر: "تباً! ولا شيء يدل على ألمه! وكأنني لكمت جداراً حديدياً!"

زياد: "كيف ذلك؟"

فجأة.. وبدون سابق إنذر ركلهما المقنع معاً ثم ولى هارباً..

زياد بغضب: "سألحق به!"

شاهر: "هيا بنا!"

وأخذا يركضان.. وكانت المطاردة..



فجأة جاءني الحارس يعلمني بوجود زوار ، ماالخطب هذه الأيام؟ كنت في الأيام الماضية أحصل على زيارة كل شهر ، ويزورني أبي وأحياناً أمي ليزيداني إحباطاً (عن غير قصد منهما) ، والآن أحصل على الكثير من الزيارات؟ خيراً إن شاء الله..



خرجت لأجد أربعة زوار هذه المرة.. بل خمسة! هذا الضابط ليس مسؤولاً في السجن ، الزوار كانوا الضابط المذكور ، والدكتور عقلان ، والدكتور أحمد ، وزياد وشاهر ، وكان الإجهاد يبدو على ملامحهما ، وأيضاً بعض الآثار التي توحي بأن أحداً قد ضربهما.. هل هذا معقول؟ خيراً إن شاء الله.



بدأ الدكتور عقلان بالحديث فوراً..

"أليس هذا كله مألوفاً لك؟"

تجاهلته وقلت: "زياد! شاهر! ماذا حدث لكما!"

زياد: "لقد اشتبكنا بالمقنع وقاتلناه ، لكنه هرب منا.. لقد ركضنا كثيراً كثيراً ، لكنه كان سريعاً جداً وقوياً ولم يتعب"

عقلان: "أليست مصادفة غريبة أن يحدث تمرد في نفس الوقت الذي حصلت فيه المعركة؟"

عمار: "أتريد القول بأنني هربت وعدت؟"

عقلان: "نعم تماماً.. ولدينا الأدلة"

عمار: "البصمة! لكنني لست أدري كيف حصل عليها"

الضابط: "بما أنك منعزل تماماً فمن المستحيل أن يكون قد حصل عليها من السجن منك"

عمار: "وماذا لو كان حصل عليها من بيتي ، من بصمة قدية مثلاً؟"

الضابط: "كل هذا حتى يورطك؟ ثم لو فرضنا أن هذا حصل ، يحتاج منه الأمر إلى بحث مطول عن مكان توجد فيه بصمتك.. تخيل معي لو بحث مثلاً على إحدى الطاولات ، سيجد عدداً لا نهائياً من البصمات ، ويقارنها كلها بالسجلات التي عند الشرطة أو المستشفيات ببصمتك. لاحظ أن الوصول إلى هذه السجلات غير ممكن إلا بتصريح أو عن طريق المسؤولين الكبار.. لاحظ أننا نتكلم على مستوى طاولة واحد في بيتكم قد لاتكون بصمتك عليها.. ولاحظ أن كل ذلك من أجل أن يورطك! لماذا؟ ثم ، النقطة الأهم.. أنت سجين منذ سنين ، ولاتوجد بصمة تدوم كل هذا الوقت"

قال شاهر في نفسه: "لماذا لم يقل أن البصمات لا تدوم كل هذه السنين فحسب؟"

عمار: "ألا توجد طريقة لتقليد البصمات؟"

هنا تحدث الدكتور أحمد: "نعم لاتوجد طريقة معروفة حتى الآن أو عمليات لتجميل البصمات ، لكن بعض الدول المتقدمة قد تستخدم أجهزتها العليا قفازاً مطاطياً أو بلاستيكياً يلبسه الشخص وتكون بصمات الإنسان المراد محفورة على أصابع القفاز.. لكن هذه التقنية ليست معروفة هنا ، وليست ناجحة كثيراً"

عقلان: "ثم إن البصمات لم تعد مهمة.. لقد وجدنا دليلاً أكثر دقة"

عمار بتوجس: "دليلاً أكثر دقة؟!"

عقلان: "لماذا لايخبره أحدكما؟"

بدا التردد على ملامح زياد وشاهر.. ثم لم يلبث أن حسمه زياد:

"في خلال المطاردة توقف قليلاً ليضربنا ، فأخذت حجراً ثقيلاً من الأرض وحاولت ضربه رأسه به ، تفادى الضربة لكنني أصبت كتفه وسال دم.."

عمار: "تريد أن تقول لي أنها نفس الفصيلة؟ ليس هذا دليلاً ، قد تتشابه الفصائل حتى لو كانت شديدة الندرة ، وأنا فصيلة دمي ليست نادرة"

عقلان: "ومن تحدث عن الفصائل؟ ثم ، إن البصمات وحدها دليل كافٍ ، ورغم ذلك حللنا فصيلة الدم ووجدناها مطابقة ، ورغم ذلك قمنا بالتحليل الذي لايفشل ولا يتطابق ولا مجال فيه للخطأ"

عمار باستغراب: "التحليل الذي لا يفشل ولا يتطابق ولا مجال فيه للخطأ؟!"

أحمد: "البصمة الجينية"

عمار: "هل تريد أن تقول...."

عقلان: "نعم ، البصمة الجينية هي نفسها"

وقفت مشدوهاً.. ولم أعرف كيف أتحدث ، وشعرت وكأن قلبي هوى تحت قدمي وأن قبضة باردة تمسك به ، بل وشعرت ببعض الحموضة ، ولولا بقايا كبرياء لفقدت وعيي أو لهويت أرضاً.. كيف ذلك؟ هذا مستحيل!

"صدقوني! صدقوني! أنا لم أفعل شيئاً!"

وتابعت: "صدقني أيها الضابط.. لم أفعل شيئاً"

لكنه لم يرد

"صدقني يادكتور أحمد ، أنا لم أفعل شيئاً!"

لا جواب...

"زياد! شاهر! ألا تصدقانني؟"

لكنهما أشاحا بوجهيهما في ألم..

وقال شاهر: "أي شخص يمكنه أن يصاب بمرض نفسي ، هذا ليس عيباً"

صرخت فجأة: "لا!!!!" متبعاً صرختي بلكمة استهدفت الدكتور عقلان ، حتى أنه أجفل مع أنه علم أنها لن تصله.. اهتجت كثيراً ، لست أدري كيف ، وفقدت أعصابي.. وأخذ الضابط يصيح بي وينادي الحرس حتى يضربوني ، لكن شاهر تدخل.. اقترب مني وهمس بأذني:

"اهدأ ياعمار.. أنا وزياد نصدقك.. هناك حلقة مفقودة ، ذلك الشخص لم يكن أنت"

هدأت ، مادام زياد وشاهر يصدقانني فلا يهمني شيء ، حتى لو حكمت بالإعدام فلا يهمني..



بعد أن ذهب الجميع إلى حيث ذهبوا ، ذهب شاهر إلى منزل زياد وأخذا يتباحثان في الموضوع.

زياد: "هناك خطب ما. ذلك الشخص ليس عمار. لست أدري ، إحساسي يقول ذلك"

شاهر: "مع أن الفحوص دقيقة لكنني أشعر مثلك يازياد"

زياد: "عندما ضربته بالحجر سال الدم. بصراحة تفاجأت وكأنه ليس أمراً بديهياً"

شاهر: "أفهمك.. شعرت وكأنك تقاتل شخصاً آلياً"



فجأة في زنزانتي ، وجدت الدكتور عقلان يدخل ومعه ثلاثة حراس ، وقال لي:

"هيا بنا"

قلت: "إلى أين؟"

عقلان: "اليوم خروج استثنائي"

عمار: "ماذا تعني؟"

عقلان: "استخرجت لك تصريحاً حتى دفن جثتي والديك"

عمار: "ومن قال لك أنني أريد ذلك؟"

عقلان: "يالك من عديم التقدير! بدلاً من أن تكون ممتناً لي؟ إذا لم تدفنهما فستبقى الجثتان في العراء"

الوغد! إنه كاذب ولا أهمه في شيء ، يريد فقط أن يضلني ويحزنني.. ولكن هيهات! لقد قتلت مشاعري كلها منذ زمن ، ولن أحزن! سأبقى شامخاً! سأبقى أنا! سأبقى عمار الحديدي!

"حسناً سأخرج"



شعور كان خليطاً بين الخوف والرهبة.. أن تدفن ميتاً؟ لقد رأيت الموت كثيراً ودفنت الكثير من الميتين ، لكن رؤية جثتي والدي الاثنين؟ كانتا مغسلتين ومكفنتين والحمد لله.. بصراحة لم أكن أظن أنني سأقوى على تحمل رؤيتهما جثة هامدة ، ولم أكن لأتحمل أن أغسلهما ، هذا كثير علي حقاً.. كنت سأغسلهما بدموعي وبحرقة قلبي – لا بالماء – هذا إن استطعت.. صليت عليهما أن وبعض الناس الذين لا أعرفهم ، ثم بدأت مراسم الدفن.. تخيل أن تسوي قبر والديك بيديك؟ والأصعب من ذلك أن لا تبكِ.. لقد كتمت دموعي بصعوبة ، لكن قلبي كان يبكي.. كان يبكي دموعاً ودماً.. الأمر ليس بهذه البساطة.. في السجن عندما وصلني الخبر لم أشعر بشيء ، أو بالأحرى كتمت الشيء الذي شعرت به.. لكن رؤيتهما هكذا أمر مختلف.. آه لو أستطيع أن أبكي ولو قليلاً ، لكن الكل يراقبني – وخاصة الدكتور عقلان – . لست أريده أن يشمت بي.. يظن أنه سيحطمني ، فليخسأ! فليرحمكما الله يا والداي.. فليتغمدكما الله برحمته.. أنا حزين من كل قلبي.. لقد بذلتما ما بوسعكما.. فليرحمكما الله.. آمين.. عقلان كان يكذب.. لن ترما الجثتان في العراء ، كان يريد تحطيمي وحسب..



العالم الخارجي لم يتغير كثيراً ، أو بالأحرى لم أنتبه كثيراً ولم أكن مهتماً أصلاً. المقبرة كما هي ، فقط ازدادت القبور التي فيها.



فجأة تذكرت شخصاً لم أفكر به كثيراً.. أخي الصغير حمزة.. لو فكرت فيه فإنني سأعود كما كنت ، لذلك لن أفعل ، سيرعاه الدكتور أحمد متكرماً.. فليجزه الله خيراً ، والآن.. تنتظرني أيام من الوحدة.. أيام من العزلة.. أيام من الظلام أعانيها وحدي دون شريك.. ووحدي.. وحدي في قلب الظلام...



في هذه الأثناء كانت هناك أمور لم أدر بها.. لقد كان جاء شخص ثالث إلى بيت زياد وشاهر ، شخص ثالث ولكن غير مرغوب فيه.. شخص له نفس طولي تقريباً ونفس دمي ونفس بصمتي الجينية.. رجل ملثم.. وكان لا ينوي خيراً






ملاحظة: آسف على التكملة القصيرة

أبافهد
06-03-2005, 01:11 PM
ممتازة جدااااااااااااااا أنا تابعت موضعك من أول بس عجاز إني ارد عليك لهذا أنا خجلان منك :08: وأرجوا منك العذر والسموحة

Batistuta
06-03-2005, 01:39 PM
يالله أخوي منتظرين البقيه لا تصيف علينا :vereymad:

السلام عليكم :)

صديقة زيرو
07-03-2005, 02:05 PM
مشكور يا سلفير على التكملة :biggthump بس زي ما قلتلنا .... قصيرة http://un.lili.cc/girl/gif/20011222/bany3.gifوإن شاء الله تكون التكملة إلي بعدها طوييييييييييييييله :laughing:

LongJohnSilver
08-03-2005, 05:48 PM
أبافهد ، وعليكم السلام أخوي ، أهلاً وسهلاً بك وشكراً على المتابعة المستمرة :) ، ولاداعي للاعتذار..;)

Life_End ، وعليكم السلام.. تفضل أخوي آسف على التأخير

صديقة زيرو ، العفو أختي ، وهذي التكملة اللي بعدها..


وبسم الله نبدأ:

LongJohnSilver
08-03-2005, 05:54 PM
الفصل الثاني والعشرون



(بعض الأجزاء سيرويها شاهر)

للحظات – وكما هي العادة – وقف الكل محدقاً بالآخر للحظات بدت أشبه بدهر كامل ، ولم يكن زياد أو شاهر يعرفان ما الذي ينبغي أن يفعلانه.. هل يهجمان؟ لاشك بأنه قوي فلافائدة.. هل الهروب هو الحل؟ أيضاً لا ، فقد شاهدا كم هو سريع ولا شك أنه سيمسك بهما.. هل الانتظار هو الحل؟ ربما لايريد الأذى.. لكن إن لم يكن يريد الأذى فلماذا قتل كل أولئك الأشخاص؟ ما الحل في موقف كهذا إذاً؟ حتى لو قرروا الانتظار فلايمكنهم الانتظار إلى الأبد ؛ هذا مادفع زياد إلى كسر حاجز الصمت عندما سأل الملثم:

"ماذا تريد؟"

لكنه لم يرد ، بل ابتسم ساخراً ، هكذا خيل لزياد وشاهر ، فرغم أنه يضع لثاماً ولا تبدو ملامحه – إلا أنه خيل لهما بأنه يبتسم ساخراً ، شيء ما كان يخبرهما بذلك.. ربما نظراته؟

ليس هذا مهماً على كل حال ، المهم أنهما شعرا بأنه يبتسم ساخراً ، ثم أخذ يتقدم إليهما بخطوات بطيئة باردة ، لم تزد سوى من توتر زياد وشاهر.. ما العمل؟ ماذا يريد؟



أخيراً تحدث الملثم ، لكن صوته كان بارداً..

"أريد القضاء عليكما"

شاهر: "لاشك أنه يستخدم جهازاً لتغيير الصوت"

الملثم: "نبيه فطن كما عهدتك ياشاهر"

كما عهدتني؟؟؟ هكذا فكر شاهر بعد أن خفق قلبه خفقة قوية جداً..

"ك...ك.. كما عهدتني؟"

لكن مهلاً.. ربما يقول ذلك ليخيفني ويشتتني فحسب..

هتف زياد: "لاتصدقه ياشاهر! إنه يكذب!"

كلام زياد رفع من معنوياتي ، لكنني لا أستطيع التوقف عن الخوف.. شيء ما كان غريباً ومألوفاً في الطريقة التي قالها..

"أحقاً تظنان ذلك؟ يالكما من أحمقين"



قالها الملثم وبدأ هجومه على الفور.. انطلق ولطم كلاً من زياد وشاهر على صدره لطمة أوقعتهما أرضاً ، لكن زياد لم يلبث أن نهض وهو يصيح: "محااااال!" وهو يصيح حاول لطم الملثم على رأسه ، لكن الملثم تفادى الضربة بسهولة ولكم زياد على بطنه بقوة ، لكن وبينما هو يلكم زياد كان شاهر قد نهض وجمع قبضتيه معاً ليضرب الملثم على رأسه ، لكن الملثم ركل شاهر على بطنه قبل أن يصل إليه..

زياد: "لامزاح بعد الآن! هيا بنا ياشاهر!"

هجم شاهر وزياد معاً ، وهنا ركل الملثم شاهر على وجهه قبل أن يصل ، ثم استقبل انقضاضة زياد بكل بساطة ، لكن شاهر عاود الهجوم بحيث لايعطيه فرصة ، فألقى الملثم بزياد واستلم شاهر ، وهنا رفع زياد كرسياً ورماه من بعيد على الملثم ، فتصدى له ، لكن هذه اللحظة الصغيرة كانت كافية لتشتيت الانتباه ، فهجم شاهر وزياد وضربا المقنع بكل قوة.. ولكن...



لم يبد أن شيئاً قد تضرر سوى قبضتي زياد وشاهر ، على حين لم يبد على المقنع أي أثر لأي أذى..

"هههههه يالكما من مغفلين.. هل تظنان أن لكمة صغيرة كهذه يمكن أن تؤثر بي؟"

شاهر همس لزياد: "أكره أن أقول لك ، لكنه على حق.. لافائدة من هذه المعركة"

همس زياد لشاهر: "لاتصدقه ، وإلا لما حاول تفادي ضرباتنا"

فكر شاهر.. زياد محق ولاشك.. سنكمل الهجوم معاً..



تابعا الهجوم هذه المرة ، وكل منهما يصرخ.. هااااااااااااااااااااااا ..... لكن فائدة كبرا لم تكن تجنى ، فالطريقة التي استعملاها لم يكن من السهل خداع الملثم فيها مرة أخرى ، ورغم ذلك تابعا المحاولة ، وكانا ينجحان أحياناً في ضربه ، لكن لم يكن يبدو عليه التأثر أبداً.. حتى فجأة أقدم الملثم على عمل لم يتوقعانه أبداً..

"لقد تأخرت وعلي أن أذهب.. الوداع"

صرخ شاهر: "انتظر أيها الوغد!!"

وهتف زياد: "فلنلحق به!!"

وركضا خلف الملثم ، وكانت مطاردة شعرا بأنها شديدة ؛ على الرغم من أنها لم تأخذ وقتاً طويلاً.. الملثم كان سريعاً جداً ، حتى أن زياد وشاهر كانا يلحقان به ويركضان بكل سرعتهما ، لكن ذلك لم يبد مفيداً جداً.. وفي النهاية وصل زياد وشاهر إلى مفترق طرق ولم ينتبها جيداً أين ذهب الملثم..

زياد: "سأذهب أنا من اليمين وأنت اذهب من اليسار"



وانطلقا يركضان في مفترق الطريق ، لكن شيئاً بدا على مايرام بالنسبة لشاهر.. المعركة برمتها.. كيف ضربا الملثم.. ثم مشكلة الهروب هذه.. لماذا كان يذهب إلى المفترق؟ مهلاً! ربما يريد تفرقتنا لينفرد بنا! لكن ماذا لو كان الاحتمال هذا خاطئاً؟ حسناً ، لو كان صحيحاً فعلي اللحاق بزياد لئلا يكون في خطر ، وإن كان خاطئاً وكان الملثم في طريقي فسأفقده ، وهذا أصلاً احتمال وارد.. رباه! أخشى أن يكون زياد في خطر!!

"أنا قادم يازياد!!"



وصلت أخيراً ، لكنني لم أر مايسرني أبداً.. لقد كان توقعي صحيحاً للأسف!

بكل اللوعة والجزع ، ركضت إلى جثة صديقي.. لقد كان ملقى أرضاً والدماء تنزف من مواضع شتى من جسده..

"زياد! زياد! تماسك! سأتصل بالإسعاف!"

أمسك بيدي في ضعف.. وقال بصوت ضعيف: "شاهر.. هذا الشخص ليس عماراً"

شاهر: "لاعليك ياصديقي.. سأحضر الإسعاف"

زياد: "لقد جعلته ينزف هو أيضاً.. افحصوا الدم جيداً"

ثم تهاوى وأغلق عينيه..

شاهر: "لاااااااا! زياد!!! لااااااااااااااااااا!!!!!"



أحمد: "لا ، لم يمت ، لازال حياً ، لكن حالته غير مستقرة أبداً.. ربما يموت الآن ، وربما يستيقظ الآن ، وربما يبقى في الغيبوبة لفترة أطول.. كل الاحتمالات واردة"

شاهر كان في موقف لايحسد عليه ، فليس من السهل على إنسان عادي أن يرى الموت بعينيه ، خاصة إن كان موت شخص قريب وعزيز جداً..

"لاأدري يادكتور.. هل أخبر عمار أم لا؟"

أحمد: "يجب أن يعلم بوسيلة أو بأخرى"




جاء هذه المرة لزيارتي ثلاثة أشخاص ، الدكتور أحمد والدكتور وفيق وشاهر.. هذا غريب حقاً ، في العادة يأتي زياد دائماً مع شاهر ، طوال سنيني في السجن لم يكن يأتي شاهر إلا وزياد معه ، لم يأتِ أحدهما وحده أبداً ، ثم كان ثمة شيء غير طبيعي ، جعل الوجوم مسيطراً على الجميع..

عمار: "ماذا هناك؟"

شاهر بحزن: "الملثم.. لقد هاجمني أنا وزياد ونجح بالاستفراد به.. و..."

صرخت بجزع: "هل مات؟"

أحمد: "لا.. لقد كان شاهر فطناً وتنبه إلى حيلة الملثم ، وأرسله إلى المستشفى ، لكن إصابته خطرة وحالته غير مستقرة"

عمار: "تباً! تباً! لماذا يفعل ذلك؟"
وفيق: "ألا تدري؟ صديقك جعله ينزف ، والدم كان مطابقاً لدمك.. لا أظن الفحص يخطئ مرتين"

أحمد: "ألا يمكنك أن تهدأ قليلاً؟ ألا تراه حزيناً على صديقه؟"

وفيق: "كيف يحزن على شخص قتله بيده؟"

لم أكن أملك شيئاً أقوله.. كان الحزن يغطي قلبي.. شعرت بأن كل شيء قد انتهى ، وأنا الذي ظننت أنني قتلت مشاعري البشرية إلى الأبد ، لكن يبدو أن قتل المشاعر ليس بهذه السهولة.. كدت أبكي حقاً ، لكن وجود أحمد ووفيق – وخاصة وفيق – منعني من البكاء.. يبدو أنه من المقدر لي ألا أبكي أبداً طيلة حياتي.. بالأمس دفنت والدي والآن أحزن على صديقي.. ولكن مهلاً!!! هذه هي! لقد عرفت!

عمار: "في أي ساعة حصل الهجوم؟"

وفيق: "أممم.. حسناً تقريباً في...."

مقاطعاً أكملت: "في الوقت الذي كنت أدفن فيه جثة أبي.. الكل كان يشاهدني.. لست أنا الملثم.. أنت كنت موجوداً أيضاً وشاهدتني أدفن والداي.. لامجال للشك هنا ولا للخطأ"

ألجم لسان الدكتور وفيق.. لم يتوقع ذلك أبداً.. لاشك أنه سيصمت الآن ، هذا أفضل له..

وفيق: "لابد وأنك وجدت وسيلة ما"

شاهر بانفعال: "كف عن ذلك! ماذا يمكن أن يكون قد وجد؟ هل تظنه نسخ نفسه؟"

وفيق: "لست أدري ، لكنه لابد أن يكون قد وجد وسيلة ما"

الدكتور أحمد كان يفكر ، لم يتحدث.. يبدو أن شيئاً ما يدور في رأسه ، لست أدري ماذا...




شاهر: "ماذا تقول يادكتور؟"

أحمد: "هذه هي الوسيلة الوحيدة إخراج عمار.. لقد أثتبنا أنه لم يكن في ساحة الجريمة هذه المرة ، وإن تمكنا من إقناع القاضي بأن كل المرات الماضية مثل هذه المرة فمن الممكن أن يخرج"

شاهر: "وماذا عن قصة حمدان؟"

أحمد: "يمكننا تدبر الموضوع بما أن أهل حمدان قد عفو عن عمار"




شاهر: "وماذا بعد؟"

أحمد: "أنت تعلم أن القاضي الذي كان صديقاً للبروفيسور علام قد مات ؛ فالحمد لله لم يكن الأمر شديد الصعوبة.. كان يقول لي أن كلامي فيه وجهة نظر ، لكنه ليس أكيداً 100%.. بمعنى ، قد يكون عمار بريئاً وقد لايكون ، لكن القصة أثارته حقاً ، فهذه أول مرة يحصل فيها ذلك"

شاهر: "وماذا حصل بعد ذلك؟"

أحمد: "وافق على إخراجه غداً ، وذلك من مبدأ أن كل متهم هو برئ حتى تثبت إدانته ، وهنا – كما لاحظت – ظهر دليل قد يثبت براءة عمار.. لكن عمار سيبقى مقيداً إلى حد ما ، فمن الممكن أن يستدعوه إلى التحقيق في أية لحظة"

شاهر: "الحمد لله.. سيخرج أخيراً"

أحمد: "المشكلة تكمن في أمر واحد ياشاهر"

شاهر: "ماهو؟"
أحمد: "إذا حصلت جريمة ، حتى لو ارتكبها ذلك الملثم فإن عمار سيكون في ورطة كبيرة"

شاهر: "فلندع الله ألا يرتكب أي منهما أي شيء.. عموماً ، متى يمكننا أن نخرجه؟"

أحمد: "بعد أسبوع إن شاء الله ، ريثما تكتمل الإجراءات"




مرت بضعة أيام منذ زيارة الثلاثة لي.. لقد قضيت هذه الأيام كلها مفكراً.. زياد.. زياد.. زياد صديقي.. لماذا حصل ذلك له؟ هل سيموت؟ هل سأفقده؟ لقد كان دائماً معي في مواقفي الصعبة ، وحتى رغم كل شيء بقي مصدقاً إلى اللحظة الأخيرة أنني لست ذلك الملثم الحقير.. من هو ذلك الملثم؟ ولماذا يقنل المقربين لي فقط؟ لماذا؟ لماذا؟



لست أريد شيئاً من هنا.. لست أريد الحياة ولا الموت.. لا يهمني المقنع.. أريد فقط أن يعيش زياد ، لكن الحياة والموت أمران ليسا بيدي على كل حال.. هل سأرى زياد مرة أخرى؟ هل سيستيقظ؟ هل سيموت؟ وما إن تبادرت فكرة الموت إلى ذهني ، حتى شعرت وكأن طاقة خرجت من قلبي إلى عيني الاثنتين ، طاقة ساخنة.. ربما كان البكاء؟ لكم أحتاجه.. لكن قبل أن أتمكن من البكاء جاء الحارس

"هيا استعد"

تمالكت نفسي حتى لا أبكي ، وقلت: "أستعد لماذا"؟

الحارس: "هناك مقابلة لك"




أحمد: "هذا كل ماحصل باختصار"

عمار: هل هذا يعني أنني أستطيع الخروج؟"

أحمد: "نعم"

عمار: "ومن قال لك أنني أريد الخروج؟ أنا أود البقاء في السجن"

نظر لي الدكتور أحمد مشدوهاً! لم يتصور هذا الرد على الإطلاق!

أحمد: "ولماذا؟ إن لم يكن الأمر لأجلك ، فعلى الأقل لأجل صديقك زياد!"

كان كلامه يمس قلبي مباشرة.. لكن لا! لا أريد الخروج!

"ومن قال لك أنني مهتم؟ لقد قتلت عواطفي منذ زمن!"

فوجئت بصفعة على وجهي.. لكن الحقيقة يبدو أن قلبي كان هو هدفها

صار الدكتور أحمد يتحدث بانفعال: "أهذا هو عمار الذي أعرفه؟ أهكذا ترد صداقة زياد؟ لقد كاد يموت وأنت تتحدث بالهراء عن العواطف والغباء والخروج من السجن! ما الذي حصل لك؟ لاتكن غبياً ، عد إلى عمار الذي نعرفه!"

كلامه صحيح في بعض النقاط.. لكن ماذا يعرف؟ من هو عمار الذي يعرفه؟ نفسيتي هكذا منذ زمن ، الفرق هو أن السجن جعلها أكثر بروزاً.. ماذا تعرف أنت أصلاً؟

قلت: "ومن هو عمار الذي تعرفه؟"

أحمد: "شاهر يمكنه أن يجيب أفضل مني على هذا السؤال.. عموماً الخروج ليس بيدك.. ستخرج رغماً عنك.. جهز نفسك"



تهيئت للخروج ، ولمرجلة جديدة في حياتي.. لست أدري ماذا سيحصل.. لاداعي للتفكير ، عندم أخرج سأفكر...

alsaher117
08-03-2005, 05:59 PM
وين التكملة











والسلام...

السراب الملتهب
08-03-2005, 07:39 PM
شكراً لك اخوي


ونتمنى انك تكتب باقي القصة إلى النهاية مرة واحدة

alsaher117
08-03-2005, 07:42 PM
مشكور على التكملة




بس كأن الجزء قصير




والسلام...

LongJohnSilver
09-03-2005, 05:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخواتي وإخواني جميعاً..

في البداية أحب أن أقول لكم أنني "عارف ، مصختها وطولت علينا"

القصة انتهى أكثرها.. أرجو منكم أن تصبروا على المتبقي كما صبرتم على السابق ، وأشكر لكم متابعتكم جميعاً ، والآن إلى الردود:

السراب الملتهب ، العفو.. والقصة اقتربت نهايتها إن شاء الله. (أرجو التوضيح في الرد القادم ، هل أنت شاب أم فتاة :D )

alsaher117 ، العفو.. وأرجوك المعذرة لأن الجزءان السابقان كانا أقصر من المعتاد..

والآن ، إلى إرفاق فصل ، وبسم الله نبدأ:

LongJohnSilver
09-03-2005, 05:46 PM
الفصل الثالث والعشرون




العالم الخارجي أخيراً.. رغم كل شيء ، لم أستطع منع جزء من السعادة بالتسلل إلى قلبي ، ربما كان من الغباء أن أنتظر في السجن.. ولكن مهلاً.. من قال أنه غباء؟ ماذا سأفعل؟ أبي مات ، وأمي ماتت ، وأحد أصدقائي ربما يموت في أي لحظة ، لا ثروة ورثتها ولا عمل أعمله ، وحتى تعليمي لم أكمله بسبب سجني.. أي فرحة وأي حرية؟ أنا أحب العزلة ، والآن علي الاختلاط التام.. الخروج كان رغماً عني ، في البداية ربما علي البحث عن خيط.. أي طرف خيط عن هذا الملثم.. لكن أول شيء علي فعله هو الذهاب إلى البيت.. بيتي العزيز.. بيتي الذي أحبه أكثر من أي مكان في الأرض..



هاقد وصلت إلى بيتي ، ورغم كل شيء – كنت متوتراً.. خائفاً.. وكأن شبحاً سيخرج ويقتلني.. لست أعرف ذلك الشعور.. ورغم كل شيء ، دخلت.. كل شيء كان نظيفاً ومرتباً ، بعض الغبار كان يغطي الأثاث ، عدا ذلك كان كل شيء مرتباً نظيفاً.. ورغم أن أهلي لم يكونوا من النوع الذي يصدر الضوضاء ، إلا أنني شعرت بأن البيت هادئ أكثر من اللزوم ، بل وربما بارد أيضاً.. كيف لا؟ يبعث جسم الإنسان حرارة مقدارها 37 ْم ، لايبعثها الآن سوى جسمي.. ثم ، لاتوجد روح بشرية في البيت سوى روحي.. البيت فارغ.. فارغ ، هذه هي الكلمة المناسبة.. بل في الحقيقة أصبح مخيفاً.. هكذا هو شعوري..


أخذت أجول في الغرف متردداً.. في هذه الغرفة كان ينام والداي.. هنا غرفة المعيشة ، أبي كان يحب الجلوس على هذه الأريكة مشاهداً التلفاز ، وأمي هنالك.. هذا هو المطبخ.. أمي كانت تقف في ذلك الركن عادة.. هذه حجرة الضيوف ، وهذه الصالة.. هذه التحفة كان أبي يحبها ، وتلك كانت تحبها أمي.. هذه غرفتي.. هذا سريري العزيز.. لكم كنت أحب النوم عليه.. وهذه غرفة حمزة.. كيف حاله الآن؟ هل هو بخير؟ لست أدري..


لم أجرؤ على التجول في البيت مرة أخرى ، بل بقيت في غرفتي. خلال الفترة التي قضيتها في البيت كان أهلي يخرجون أحياناً وأبقى وحدي ، هذا أمر عادي جداً ، لكنني – في ذلك الوقت – لم أكن أشعر بنفس الشعور الذي أشعر به الآن.. ربما لأنني أدركت أخيراً مامعنى أن يموت والداي ويتركني أخي.. ودون أن أشعر ، حاولت دمعة جاهدة أن تخرج من عيني ، وكدت أسمح لها لولا أن تذكرت.. لا عواطف بعد اليوم! لا ضعف! أريد أن أكون قوياً! وماذا لو مات والداي؟ لست الأول ولست الأخير ، على الأقل لا يوجد الآن من أخاف منه ولا من يحبط معنوياتي دائماً!!



لكنني لم ألبث أن نظرت إلى الأمر الواقع.. كيف؟ كيف فكرت بهذه الأفكار؟ وماذا بها لو بكيت؟ ما المشكلة؟ ومن قال أنه أمر يفعله الضعفاء فحسب؟ وكيف أفكر بشكل سيء عن والداي وقد ماتا هكذا؟ هذا بدلاً من أن أترحم عليهما؟


لكن صوتاً آخر لم يلبث أن صرخ ، نعم ترحم عليهما.. لكن لا تشعر بشيء.. لاتبكِ ولاتحزن.. تباً لك يادكتور أحمد ، لماذا أخرجتني؟ أتريدني أن أشعر بهذا الحزن وهذه الحيرة؟



ثم لم ألبث أن نظرت من جديد.. البكاء ضعف؟ ليس كذلك ، وإن كان كذلك فلامشكلة.. فليكن! أنا ضعيف متخاذل أتظاهر بالقوة! هذه هي الحقيقة.. فجأة تذكرت البيت الفارغ من جديد ، فعادت عيناي تغرورقان بالدموع.. ولكن....



صوت طرقات على الباب ، تمالكت نفسي بلمح البصر ، كيف أبكي؟ لست أريد البكاء أبداً! ذهبت لأفتح الباب فوجدت الدكتور أحمد ، لقد كنت سأذهب إليه على أية حال ، على الأقل لأطمئن على أخي حمزة..

أحمد: "تفضل معي ياعمار"

ذهبت معه طبعاً.. وبعد أن وصلنا..

عمار: "أين حمزة؟"

أحمد: "سأحضره"

أحضره أخيراً ، وقد رأيته.. لقد كبر الفتى حقاً ، وصار يتحدث.. طبعاً سيتحدث أيها الفطن! لم يعد صغيراً! لكنه لم يقترب مني أبداً.. لم يجرؤ على ذلك..

أحمد: "حمزة ياعزيزي ، هذا أخوك عمار"

لكن الصغير لم يقترب ، بل لقد صار يحاول الهروب من أحمد..

أحمد: "ماخطبك ياحمزة؟ هذا أخوك! لقد كان دائماً يسأل عنك!"

لكن الصغير ازدادت مقاومته ، حتى أن أحمد تركه يذهب ، وأنا لم أظهر أي تعبير على الإطلاق..

أحمد مرتبكاً: "أمممم.. لست أدري ماذا أقول لك.. الصغير ربما كان خجلاً منك.. أنت تعرف الأطفال.. هههههههه.. لكنه لم يكن كذلك.. ربما خجله كان زائداً اليوم.. ههههه"

نعم أنا أعرف الأطفال ، وأعرف السبب. ماشعر به حمزة ليس الخجل من الغريب ، بل الخوف.. هناك هالة أشعر بأنها تحيط بي تؤثر سلباً بمن حولي.. هالة تجلب الكآبة أو الخوف.. حتى عند الكبار ، حين كنت أحضر مجلساً جميع الموجودين سعيدين فيه كان الوجوم يخيم عليهم.. لاشك بأن حمزة شعر بهذه الهالة..

عمار: "أشكرك على الاعتناء به طوال فترة غيابي وموت أبي"

أحمد: "لاعليك ، لاتنس أنه أخي أيضاً"

عمار: "والآن على الأمور أن تعود إلى موازينها.. يجب أن يعود إلي"

أحمد: "ماذا تقول؟ اسمعني ، ستبقى عندنا حتى تكمل تعليمك"

عمار: "أشكرك ، لكن بصفتك ماذا؟ لا أقدر أن أقبل ذلك"
أحمد: "عيب أن تقول ذلك. والدانا كانا صديقان عزيزين.. وأنا واثق لو أنك مكاني لفعلت الأمر ذاته"

عمار: "أنا أصر يادكتور أحمد.. يجب أن أعمل"

أحمد: "لن أستطيع أن أمنعك ، رغم أنني لست أحبذ الفكرة.. ماذا ستعمل؟ لكنك إن كنت مصراً ، على الأقل أبقِ حمزة هنا"

عمار: "لاداعي لذلك.. أخوه كان في السجن ، وهاقد خرج"

أحمد: "لاتنس أنه أخي أيضاً"

عمار: "فليكن ، اصرف على أخيك ، لكنني سأذهب.. أشكرك على أية حال"

أحمد: "عمار اسمعني جيداً.. سأعطيك عرضاً جيداً"

عمار: "ماهو؟"

أحمد: "هل تعرف لماذا فسخت خطبة سوسن ولم تخطب مرة أخرى حتى الآن؟"

عمار: "لا"

أحمد: "سأخبرك.. بعد الخطوبة الأولى ، وصلنا إلى مرحلة الفصح الطبي قبل الزواج واتضح أن سوسن تحمل مرضاً جديداً شديد الندرة.. هذا المرض – كما قلت لك – شديد الندرة إلى حد كبير ، يصيب واحداً كل عشرة ملايين ، ويصيب الرجال والنساء على حد سواء ، وهو جديد ، أي أنهم لم يكتشفوا علاجاً له بعد.. المرض هذا هو أحد أمراض العقم"

عمار: "ولماذا تريدني أن أتزوج سوسن؟"

أحمد: "أريدك أن تتغير حتى يحصل ذلك.. عليك أن تتغير نحو الأفضل.. في الحقيقة ، لقد فحصتك في أحد الأيام وأنت في السجن عندما كان عمرك ثمانية عشر عاماً لو كنت تذكر ، لقد طلبوا فحصاً شاملاً لكل السجناء حين تفشى أحد الأوبئة بين المساجين"

عمار: "أذكر ذلك جيداً ، وقد عينوا عدداً من الأطباء وكنت أنت منهم ، وأنت كنت الذي فحصتني وكنت سليماً من ذلك الوباء الذي تفشى في السجن"

أحمد: "جيد أنك تذكر.. لكنك لم تسلم من وباء آخر"

خفق قلبي بقوة ، وقلت: "هل تعني؟....."
أحمد: "نعم ، أنت مصاب بنفس المرض المصابة به سوسن"

ياللفاجعة! ياللمصائب! حمداً لله أنني لم أتزوج.. بعد كل هذه المصائب وجدت هذه أيضاً؟ لاحول ولا قوة إلا بالله.. لكن ما إن بدوت يائساً حتى عاد الدكتور أحمد إلى الحديث

أحمد: "أنت مصاب بنفس مرضها ، وهذا الأمر جاء في صالحكما.. إما أن تبقيا مريضين إلى أن تموتا ، وإما – إن شاء الله – يكتشف العلاج فتعالجا معاً.. أنا أعطيك عرضاً وعليك التفكير.. أعلم أنك عشت أياماً صعبة ، لكن وجود شخص يشاطرك همومك وتشاطره همومه سيساعدك.. لكن تذكر ، عليك أن تتغير نحو الأفضل وتثبت لي جدارتك. أنا أخيرك.. إما الحب وإما البغضاء.. عموماً هي حياتك وأنت حر فيها"

عم يتحدث؟ كيف أعود إلى الحب بعد أن ملأت قلبي بالبغض؟ لكن مهلاً ، أنا لم أملاً قلبي بالبغض.. مازال هنالك فراغ.. لكن ، أنا أحب العزلة.. هل وجود شريك في الحياة سيساعدني؟

"دعني أفكر ، بعد أن أخرج من محنتي"



وفي الحقيقة لم أصدق اللحظة التي خرجت فيها ، فقد كنت كسير الفؤاد ، والحمد لله أن أحمد أصر على الاعتناء بحمزة ، فلم أكن لأحتمل رؤيته وهو يخاف مني مرة أخرى.. لماذا؟ لماذا؟ السبب هو البروفيسور علام ولا شك! كنت لأبقى مع أهلي وأغير فكرة أخي عني!... أعوذ بالله.. لايصح أن أفكر كذلك أبداً..






"ها أنت ذا هنا!"

التفت ناحية الصوت لأجد شاهر ، الذي تابع حديثه:

"كنت أعلم أنك هنا.. لقد تغيبت كثيراً"

تجاهلته.. لكنه كان مصراً..

"مضى شهران على خروجك ولم تنم في البيت أبداً.. لايصح أن تبقى حزيناً إلى الأبد ، اترك المقبرة الآن وعش الحياة الطبيعية.. عموماً اتصلت بالدكتور أحمد وسيأتي بعد قليل ليأخذنا بسيارته"

حياة طبيعية؟ عم يتحدث هذا الفتى؟ أنا أريد النوم هنا في المقبرة.. هنا يتحقق لي الهدوء الذي أرجوه.. ثم على الأقل لا أفكر كثيراً في الواقع ، هذا يساعدني على نسيان زياد الذي لم تزدد حالته إلا سوءاً.. أذكر جيداً ماقاله الدكتور أحمد: "لقد قل احتمال نجاته ، لكنه لازال وارداً جداً.. وعموماً لاتنسوا أن الأعمار بيد الله" عموماً الدنيا نهار الآن ، ولن أجعل هذا الفتى يعكر مزاجي

لكنني لم أرد على شاهر أبداً.. يبدو أن ذلك استفزه على نحو ما..

فقد صرخ: "أنا أحدثك!"

لم أرد

وتابع الصراخ: "توقف عن هذا الغباء! ماذا تنتظر! لايمكنك أن تبقى حزيناً إلى الأبد! الحزن لن يرد زياد إلى حالته الطبيعية!"

تحدثت هنا ، قائلاً: "ولا نسيان الأمر سيعيده أيضاً"

شاهر: "إذاً توقف"

عمار: "وما شأنك أنت؟ وما يهمك؟"

شاهر: "أنا صديقك ياعمار!"

عمار: "صديقي! ياله من كلام فارغ!"

شاهر مذهولاً: "ماذا؟"

عمار: "كلام فارغ ربما تعلمته من الرسوم المتحركة والأفلام السينمائية"

صرخ شاهر: "ماهذا الذي تقوله؟ ليس هذا عمار الذي أعرفه!"

صرخت: "ومايهمني؟ لست أهتم سواء كنت الذي تعرفه أم لا! من كان الذي تعرفه على أية حال؟"

صرخ شاهر: "عمار الذي أعرفه شامخ قوي دائماً لاتهزه الصعاب! عمار الذي أعرفه مشع دائماً! لست أدري كيف لكنني أشعر بأنك مضئ مشع! عمار الذي أعرفه لايستسلم! عمار الذي أعرفه يبتسم في النهار ، وعندما تستطع الشمس على عينيه فيظهر لونهما الحقيقي أشعر بأنه شخص آخر! لا تفعل ذلك بنفسك! توقف عن الحماقة ياعمار!"

"........"

كلامه مؤثر حقاً.. ربما علي أن... ولكن مهلاً! هو يقول هذا الكلام فقط حتى يرفع معنوياتي ، ليس هو الحقيقة..

"أشكرك ياشاهر ، لكن اتركني أرجوك.. لافائدة.. أنت تحادث صخرة"

شاهر: "أترضى أن يموت زياد وأنت هكذا؟ أتظنه سيكون سعيداً؟"

عمار: "لايهمني ، وإن مات فلن ينفعه الموت سعيداً ولن يضره الموت بحزن.. كلنا سنموت ، متى.. أين.. كيف.. هذه هي الأشياء التي تختلف"

شاهر: "أهذا آخر ماعندك؟"

عمار: "هو كذلك.. يمكنك الانصراف"



انصرف شاهر كسير القلب ، كان يعلم أن صديقه لا يعني مايقصد أبداً ، وإنما هي فترة.. "سأساعده دائماً حتى يعود كما كان أو أفضل إن شاء الله لن أنساه أبداً" هكذا فكر..



ربما كنت مخطئاً بحق شاهر ، أشعر بأنني قسوت عليه أكثر من اللزوم.. في المرة القادمة حين يأتي سأكون أكثر لطفاً ، أنا لا أشك بنبل مشاعره ، لكنني لا أريده أن يتعب معي.. لا أريده أن يتعب مع شخص مفروغ من أمره..

"آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه"

قطعت أفكاري صرخة الألم هذه ، وفي الأحوال العادية ماكنت لأهتم أبداً لولا أن الصوت كان صوت شاهر..

"ماذا!!! شاهر!!!"

ما إن علم عقلي بأن الصرخة صرخته ، حتى ركضت إلى ناحية الصوت ، ووصلت لاهثاً متقطع الأنفاس ، فأنا – كما تذكرون – لا أستطيع الركض.. وصلت ، وياليتني مت قبل أن أصل.. ياليت الأرض انشقت وابتلعتني..



لقد كان ملقى على الأرض والدماء من حوله..

بجزع اقتربت منه وأمسكت يده ، ودون شعور قلت: "شاهر! شاهر! أرجوك لاتمت! سأعود كما كنت! أرجوك! عد! أقسم بالله أنني سأعود كما كنت!"

ابتسم ابتسامة باهتة وقال بصوت واهن ضعيف: "الملثم هاجمني"

ثم سعل فتناثر الدم من فمه..

قلت: "اصمت! سآخذك إلى المستشفى!"

ولكن أي مستشفى؟ يحتاج إلى إسعافات حتى يصل حياً ، وهذا أمر لا خبرة لي فيه.. ما العمل؟

شاهر: "أرجوك.. عد كما كنت.."

ثم تراخى جسمه بين يدي..

أخذ فكي السفلي يرتجف ، وصدري أيضاً.. ولكن..

وصلت سيارة.. التفت إليها بغضب!! ليس مقدراً لي أن أبكي أبداً!! لماذا؟ من هو ذلك الأحمق! إنه الدكتور أحمد!

صرخت: "ألم تصل سوى الآن؟ لقد مات!!!"

أحمد: "ماذا؟ شاهر! ماذا حصل؟"

عمار: "هاجمه المقنع! ومات! تباً لك! أنت لاتصل إلا في الوقت الغير مناسب!"

أحمد: "توقف! لربما لم يمت بعد!"

وذهب ليفحصه ، ويبدو أنه تأخر في فحصه.. هل هذه بشارة خير؟

لكنني صرخت: "لايهمني! تباً لك وللملثم!"

وركضت! وكضت بكل قوتي ، ثم لم يلبث جسمي أن انهار.. لست أستطيع الركض! لماذا! لا بكاء ولا ركض!.. ولكن مهلاً! من قال أن البكاء يريح؟ هذا وهم أعلل به نفسي.. لكن لا يهم! لايهم!



عدت إلى البيت حزيناً كسير الفؤاد ، لأجد الدكتور عقلان.. ماذا يريد؟

عقلان: "ماذا حل بك؟ أود الحديث معك"

دون أن أشعر وجدت نفسي أخبره عن شاهر

عقلان: "هذا يفسر الكثير.. لاشك بأنك ذلك الملثم.. أنت مريض نفسي وتحتاج إلى تصفية.. صدقني ، لو أطعتني منذ البداية لما حصل كل ذلك لأصدقائك"

هل يعقل؟ هل يعقل أنني أنا ذلك الملثم وأنا لا أدري؟ هل من الممكن أن كلام الدكتور عقلان وفيق صحيحاً؟

عمار: "هل غاب عن ذهنك أنني كنت أدفن والداي؟"

عقلان: "بل غاب عن ذهنك أمر أهم.. يبدو أنك نسيت أن البصمة الجينية لا يمكن أن تتطابق أبداً"

ويل له! سأقتله! لكنه ذهب قبل أن أفعل ذلك.. أحمق!



ولكن مهلاً ، ربما لاتكون الأمور سيئة إلى هذا الحد.. زياد لم يمت ، ويبدو أن شاهر لم يمت أيضاً ، فقد رأيت الدكتور أحمد يحقنه بمادة ما.. هذا يدل أنه حي.. الحمد لله.. ثم لم ألبث أن تذكرت شيئاً.. كيف نسيته؟ هذا هو الدليل على براءتي.. بينما أدخل إلى البيت وجدت ورقة! خيراً؟ ماهذا؟

كانت ورقة بيضاء مكتوب عليها بالآلة الكاتبة:

{[أخوك حمزة في قبضتي.. تعال إلى المدرسة القديمة وحدك.. وإلا فجرته...



الملثم الحديدي]}

السراب الملتهب
09-03-2005, 06:10 PM
مشكور على التكملة

مع اني لسى ما قريتها

وأنا شاااااااااااب :vereymad:

وليش السؤال أصلاً؟؟؟ (جاوبني في الرد التالي)

شوف مواضيعي الثانية :12:

وشكراً :D

LongJohnSilver
09-03-2005, 06:17 PM
العفو أخي السراب الملتهب.. ورجاء أعلمني حين تقرأ القصة..

السؤال كان حتى لا أتحدث عنك بصيغة الجمع أو المجهول دائماً.. أحببت أن أعرف (وعلى فكرة السؤال عادي ولا يستحق الغضب ولايحمل في طياته أسلحة :p )

والعفو مرة أخرى ، وشكراً على المرور :)

السراب الملتهب
10-03-2005, 05:22 AM
التكملة حلوة بس قصيرة

والأسلحة معي دائماً :D

foofoo
12-03-2005, 10:27 AM
السلام عليكم أخيLongJohnSilverلقد بقيت مدة طويلة لم ادخل الى القصة:sad6:واليوم فوجئت بهذه التغيرات الكثيرةفهذه القصةتزدادغموضاوروعة privateey0 فشكرالك :thanks:لاشراكنامعك في هذه القصة التي تدل على جهودك المبذولة:thinking:وخيالك الكبيرة:star::congrats:

Batistuta
13-03-2005, 09:27 AM
رووووووووعه حبيبي أشكرك على هذا الجزء
أسعفنا بالباقي أخوي الغالي

السلام عليكم :)

JARRASH
13-03-2005, 02:11 PM
:D روعة :D

:biggthump وتسلم على القصة :biggthump


:33: بس وين التكملة :33:








;) والسلام... ;)

صديقة زيرو
13-03-2005, 05:19 PM
مشكور على التكملة ........ ما أدري إيش خلاني أنسى أدخل المنتدى :boggled:

بس يا سيلفيرأنا عندي سؤال ( كم سنه جلس عمار في السجن ؟)
ممكن جواب :biggrin:

LongJohnSilver
14-03-2005, 05:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الأفاضل جميعاً..
أعلم ، هذه المرة تأخرت ، لكن أبشروا ، النهاية قريبة.. أعلم ، الكثيرون منكم يشعرون بالملل من المتابعة المستمرة ، لكن أرجوكم.. صبراً صبراً.. الآن أرد على من كتبوا منكم:

السراب الملتهب ، شكراً على المرور ، واحذر من الأسلحة لا تؤذ أحداً :jester:

Lily Evans (http://www.montada.com/member.php?u=68462) (كيمي سابقاً) ، وأخيراً؟ أهلاً وسهلاً بكِ أختي والحمد لله أن القصة عجبتك :)

foofoo ، أهلاً وسهلاً بكِ من جديد أختي.. لقد فهمت ، العفو وأهلاً وسهلاً بكِ من جديد :)

JARRASH ، العفو ، وهذي التكملة ، والسلام

حد السيف ، العفو أخوي ، وتفضل هذي التكملة

صديقة زيرو ، العفو أختي.. وفي الحقيقة أنا نفسي ضيعت! أنا أخذت أسأل بعض القراء على الماسنجر عشان أتذكر ، لكن مافي فائدة.. لازم تقرئي القصة من أول ، أنا نفسي نسيت.. لكن.... لما خرج من السجن كان عمره 20 سنة..

والآن ، إلى القصة ، وبسم الله نبدأ:

LongJohnSilver
14-03-2005, 05:07 PM
الفصل الرابع والعشرون



خلف الورقة كان الميعاد مكتوباً.. يعد يومين ياإلهي! لم تعد أمامي أية مهلة.. كيف سأتصرف؟ بل سأحسن التصرف! على العكس! يومان فترة كافية ، على الأقل سأعيشهما كاملين! كيف لا ، ولن أستطيع النوم؟ كيف لا ، وستبدو لي اللحظات دهوراً؟ كيف لا ، ولا أدري ماذا سيفعل ذلك الوغد بأخي الصغير.. ماذنبه؟ ماذا فعل؟ إنه صغير! حتى أنا عندما أتصرف بكامل قساوتي لا أوذي صغيراً أبداً!



لكن الجواب أوضح من أن أتساءل عنه. المختطف كان منذ البداية يستهدفني ، لم يكن يهمه أي شيء سوى ذلك.. والداي ، ونبيل صديق والدي ، وزياد ، وشاهر أيضاً ، وأخيراً حمزة.. ولكن لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ ماذا فعلت؟ لماذا يريد أن يؤذيني؟ ثم ، ماهذا الاسم [الملثم الحديدي؟] هل هو محاولة سخيفة إخافتي؟ فليخسأ! لن يخيفني.. لكنني تذكرت شيئاً.. ربما الأمر حقيقي.. ماذا عن قطرات دمي؟ وبصمة إصبعي؟ بل والبصمة الجينية أيضاً! هذه الأخيرة وحدها تصيبني بالجنون! كيف؟ كيف؟ كيف انتقلت؟



بدأت أقتنع في البداية بكلام الدكتور عقلان ، أنا مريض مصاب بانفصام شخصية حاد جداً ، وأن شخصيتي الأخرى هي التي تفعل ذلك وأنني خطر ويجب أن أعدم.. لكن كيف كنت أهرب؟ لاشك أنني – كما قال – وجدت وسيلة ما.. لكن مهلاً! تذكرت أمراً ما من جديد.. الشخصية الثانية لا تعطيك جسماً جديداً أبداً.. هذا هو المفروض..



لست أدري لماذا ، لكنني أظن أن للبروفيسور علام يداً بالموضوع كله ، يجب علي أن أجده بأسرع وقت ممكن ، ولكن كيف؟ لا شيء يمكنني عمله اليوم على أية حال.. لا! هناك أمر مهم! سأذهب إلى ذلك الوغد القاتل ، الدكتور عقلان وفيق ، وسيرى.. سيرى بنفسه من هو أنا!!



كم أنا غاضب! كم أنا غاضب! الحقيقة أنني لست أستطيع كبح جماح غضبي.. جسمي يرتجف من شدة غضبي! آآآآآآه!!! ماذا أفعل؟ أشعر بأن قوتي جبارة! القوة التي بداخلي الآن جبارة لدرجة أن جسمي لن يحتملها إن استخدمتها كلها! لو ضربت شيئاً بيدي فإن يدي ستنكسر ولا شك!!!

"آآآآآآآآآآآآآآآآه"!!!!

صرخت.. لكن ليس بقوة.. هذه المرة شعرت بفيض من الطاقة يخرج مني.. إذاً هذا هو السر ، حين تصبح القوة في جسمي أكبر من أن يحتملها ، فإنه يخرجها على هيئة طاقة ، ولكن لماذا أنا بالذات من ضمن كل البشر على الأرض؟ ليس هذا مهماً.. الطاقة التي أخرجتها لم تكن كبيرة ، لكنني شعرت بشيء من الارتياح على أية حال.. سأذهب الآن إلى الدكتور عقلان!






في المستشفى ، كان الدكتور أحمد يراجع نتائج غيبوبة زياد.. ثم أخذ يتحدث إلى نفسه

"لا فائدة.. لا تحسن ، لكن على الأقل لا يبدو الأمر أسوأ من ذي قبل"

ثم دخل أحد الأطباء وقال: "دكتور أحمد ، المريض الذي أوصيت بالعناية به الآن في الجناح الخاص"

أحمد: "المريض الذي أوصيت بالعناية به؟ أوه ، تذكرت! سأذهب فهو يحتاج إلى الرعاية الآن أكثر من زياد الذي تعتني به الأجهزة"








في اليوم التالي قررت أن أزور الدكتور عقلان دون موعد ، تسللت إلى بيته وانتظرته حتى دخل إلى بيته ، وصار يتحدث.. الدكتور عقلان على مايبدو يحب الحديث إلى نفسه ، هذا غريب! بعض الأطباء النفسيين يعتبرون هذا جنوناً! ليس هذا مهماً على أية حال..

"هههههههه! الأحمق!.. سيرون جميعاً.. لكن كيف يمكنني ذلك؟ أي البنوك أفضل؟ وماذا عن تلك التجربة؟ لم يكن الأمر بسيطاً على أية حال.."

في البداية.. كان قلبي يخفق بقوة.. لم يكن يمكنني أن أوذي أي إنسان ، لكن الأمر الآن لايحتمل المزاح! أخذت أقنع نفسي بهذا الكلام ، لكن لافائدة.. لن أقدر أن أوذيه أبداً.. علي اتباع أسلوب آخر..



أخذت أتذكر كل شيء.. كل مافعله الدكتور عقلان بمرضاه.. كم شخصاً تسبب في قتله.. كل ماحدث معي.. كل شيء أكرهه! وقد غضبت حقاً ، وتذكرت أخي حمزة أيضاً! وزياد! وشاهر! تباً لك ياعقلان!



لازال يتحدث إلى نفسه ، أحمق! قررت أن أخيفه بأقصى ما أقدر! هذا هو الحل الوحيد! لن أدخل جهداً! سأنتظر حتى يعطيني ظهره ثم أخرج من مخبئي.. سأخيفه حتى يشعر بأن قلبه خرج من فمه! سيرى!



أعطاني ظهره فخرجت بخفة من مخبئي ، ووقفت خلفه دون أن أصدر أي صوت ، وحين استدار صرخت فجأة بقوة:

"الويل لك!!!"

رؤيته لي من ناحية ، والطريقة التي ظهرت بها وكأنني برزت من العدم ، وصراخي من ناحية أخرى ، كل ذلك بدا وكأنه أعطى المفعول المطلوب منه! فقد قفز عقلان من مكانه وهو يصرخ في رعب! لو شاهدت هذا المشهد برسوم متحركة لمت من ضحكي.. لو فعلت ذلك لشخص في مناسبة أخرى لمت من تأنيب الضمير ، لكن الأمر الآن مختلف! أنا في داخلي مسرور كثيراً.. أشعر بالسعادة!



وقبل أن يتمالك نفسه ، أمسكت به من تلابيبه ، وأمارات وجهي ليست سوى الغضب والبغضاء مجسمين ، ثم لكمته على وجهه عدة لكمات ، بعد ذلك ألقيت به أرضاً بقوة! لم أكن أعرف أنني أملك كل هذه القوة! طبعاً ، لم أترك له فرصة لكي يدافع عن نفسه ، عامل المفاجأة كان من صالحي ، رغم أنه قد يتغلب علي بقوة الجسد.. لكن المعركة كانت في صالحي..



كان على الأرض ، والدماء تغطي وجهه ، وكان الرعب يبدو عليه ، لم أكن أعرف أنني شرير إلى هذا الحد ، ولم أكن أعرف أنني أسبب الرعب بكل هذا المقدار! بلى أيها الأحمق! أنت تسبب الرعب! ألا تذكر كيف يخاف منك أخوك الأضعف منك الذي لاحول له ولا قوة؟



وما إن تذكرت حمزة حتى ازداد غضبي!! وأخذ جسدي يرتجف!!! لكنني تماكلت نفسي قليلاً ، وأخذت أتحدث بهدوء..

عمار: "لاوقت لدي.. ما الذي تعرفه؟ من هو المقنع؟"
عقلان بتردد وارتجاف: "ل..ل..لست أد..دري عما تتحدث!"

عمار: "يبدو أنك تظن أنني أمازحك! لاوقت لدي أيها الأحمق!"

أخرجت مطرقة أحضرتها مسبقاً كنت قد خبأتها خلف إحدى قطع الأثاث ، وأخرجت معها سكيناً كبيرة أيضاً

تابعت الحديث وعيناي تقدحان شرراً: "هذا الإنذار الأخير.. في كل مرة ترفض سأضربك بالمطرقة ، على أصابعك غالباً! وإن حصل وأخطأت وفقدت وعيك دون إرادتك فسأقطع أصابعك بهذه السكين!"

نظر إلي غير مصدق وهو لا يزال يرتجف.. الحمد لله أنه لم يمت بسكتة قلبية أو ما شابه..

قال متردداً: "لن..لن تفعل ذلك! أنا أعرف أنه من المستحيل أن تؤذي إنساناً!"

من المستحيل أن أوذي إنساناً؟ أين أنت من الذي يقول أنني منفصم؟ كيف قتلت حمدان الأهوج إذاً؟ لم أقل شيئاً ، بل هويت بالمطرقة على إبهامه الأيمن فوراً..

"آآآآآآآآآآآآآآآآآه" طبعاً هذه صرخته..

ودمعت عيناه من الألم ، وهو يصرخ ويولول..

عدت قلت: "إذاً دع خبرتك تفيدك.. لقد غيرت رأيي ، أريدك ألا تعترف لأنني أستمتع بتعذيبك"

عقلان: "آآآه... أيها السافل"

بمجرد أن تحدث هويت بالمطرقة على سبابته اليمنى.. "آآآآآآآآآآآآآه"

صرخة أقوى من الأولى..

عمار: "عليك أن تكون مؤدباً وأنت تتحدث معي.. والآن أجبني وإلا قتلتك!"

عقلان: "آآآآآه.. وكيف أضمن أنك لن تقتلني؟ أنت مصاب بانفصام!"

كنت أستطيع أن أضربه ، لكنني قلت: "إن قلت لي ولم تطعني في ظهري وتغدر بي بعدها فلن أقتلك.. لكن تذكر ألا تغدر بي"

عقلان: "أنت مريض! نا ى آخذ وعداً من مرضى! وخاصة المصابين بالانفصام! أيها الملثم!"

صرخت هنا: "كلا! ربما كنت مريضاً ، لكنني لست الملثم!"

صرخ عقلان: "بل أنت هو! هل نسيت البصمة الجينية؟"

صرخت: "أيها الأحمق! تفكر في البصمة الجينية وقد غاب عن ذهنك أمر بسيط! المقنع كان يولي هارباً! فلنفرض أنني – بوسيلة ما – تواجدت في مكانين بآن واحد وهربت من سجن محصن عدة مرات وعدت إليه.. كيف أستطيع أن أركض؟ كيف يطاردني زياد وشاهر معاً فأضللهما وأنا لا أقدر أن أركض؟"

نظر لي شاخص العينين واجماً ، يبدو أنني أفحمته ، هذا سيسهل الأمر.. لكنه عكس توقعاتي ، قال معانداً:

"لاشك أنك وجدت وسيلة ما"

هذه المرة حطمت أصابع يده اليمنة الباقية ، وكدت أهوي بالمطرقة على رأسه بكل قوتي لولا أن تمالكن نفسي..

"ألا تفهم؟ قلت لك ليس لدي الوقت! أسرع وتحدث أيها الوضيع!"

عقلان: "ههههه.. لافائدة.. لكنني سأخبرك.. هل تذكر البروفيسور علام؟"

عمار: "طبعاً أذكره! وهل يخفى البقر؟"

عقلان: "الملثم هو نتاج التجربة التي على خلاياك"

عمار: "وكيف يحمل نفس بصمتي الجينية؟"

عقلان: "لست أدري"

هويت بالمطرقة على كفه الأيمن محطماً له.. صرخ بألم

عقلان: "آآآآه تباً! لست أدري كيف! ولا أعلم أين البروفيسور علام!"

عمار: "لم أسألك أين هو.. حسناً ، ماعلاقتك به؟"

عقلان: "هو أخبرني أن أحبطك قدر الإمكان.. أراد أن يدمرك تماماً"

إذاً البروفيسور علام يعرف كل شيء.. لازال حياً ، لكن أين اختفى..

عمار: "وأين هو الآن؟"

عقلان: "لست أدري.. أخبرتك بذلك سابقاً"

عمار: "......"

لم يتحدث عمار ، وبدت ملامح عدم الرضى على وجهه ، مما أخاف الدكتور عقلان ، وجعله يقول:

"هل...هل ستقتلني؟"

عمار: "بودي أن أفعل ، لكنني وعدتك للأسف.. أظنني تهورت بذلك ، خاصة وأنك تستحق الموت على أية حال ، لكن لا بأس.. سأتركك حفاظاً على شرطي.."



أوليته ظهري ، وكنت للأسف قد نسيت السكين.. كانت تلك غلطة كبيرة ارتكبتها..






أخذ الدكتور أحمد يفحص المريض الذي أشرف بنفسه على نقله إلى الجناح الخاص.. ثم تمتم: "مممم.. حالة مختلفة لكن نتيجة مشابهة لحالة زياد.. ربما يموت وربما يعيش.. لست أدري.. الله وحده يعلم"

ثم تابع: "عمار.. ماذا تفعل الآن؟ وماذا ستفعل؟ لقد خيرتك بين الحب والكره.. أنت حر ، اختر ماتشاء ، إما أن تتزوج سوسن وتعيشان معاً وإما أن يعميك الحقد.. ماذا ستفعل؟"






الحقيقة أنها لم تكن غلطة ، كنت متوقعاً ذلك ، كنت أتمنى أن أقتله وكنت أريد المبرر فحسب لإخلاف وعدي ، لكنه أعطاني المبرر ودون أن أخلف وعدي! كنت أعلم أنه سيغدر بي ؛ لذلك كنت متأهباً للانقضاضة..



استدرت إليه ، والموت يبدو في عيني ، وألقيت المطرقة على رأسه قبل أن يصل إلي ، أصابته إصابة طفيفة ، لكنها كافية لجعله يتأوه ألماً ويترك السكين..

صار يتأوه: "أرجوك! أرجوك لاتقتلني!"

عمار: "وكيف لا أقتلك؟ لقد أخلفت الشرط وغدرت بي رغم ضعفك وتحطم جسدك ، فكيف حين تعود قادراً؟"

لكنني لم أكن أرغب في قتله الآن ، أخذت أضربه! وأضربه! وأضربه! حطمت عدداً من أسنانه ، وكسرت رجله ، وتغطى وجهه بمزيد من الدماء.. وفي النهاية ، فقد الوعي..



لم يكن في حسباني أن يفقد الوعي ، كنت أريد أن أقتله.. لكنه الآن فاقد للوعي ، وليس من المروءة أن أقتله.. لكن مهلاً ، أية مروءة وأية شهامة؟ هذا الرجل يستحق الموت! سأقتله! سأقتله حتى وهو فاقد للوعي!!!











حان الميعاد أخيراً ، ووصلت إلى المدرسة.. إلى مكان اللقاء.. كان هناك ثلاثة أشخاص ، شخص اسمه عمار الحديدي ، وشخص صغير اسمه حمزة ، وشخص ملثم... تعرفونه ولا شك...

JARRASH
15-03-2005, 01:18 PM
تسلم على التكمله :biggthump :biggthump


ويسرني ان أكون أول من رد عليك بعد الإنتظار الطويل :D :D




وتبي الصراحة والصراحة تنقال هذي القصة من أروع القصص التي قرأت :08: :08:









والسلام... :)

foofoo
15-03-2005, 04:28 PM
يبدوأن القصة تزدادتشويقا:33: كل حلقة أكثرمن التي قبلهالذلك اسرع في كتابة القصةلأنني حزينة:17: :17: على عماروأرجوله نهاية سعيدة:biggthump

LongJohnSilver
15-03-2005, 04:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

JARRASH (http://montada.com/member.php?u=88903) ، شكراً أخي على مرورك والله يسلمك وشكراً إنك أول من رد ;)

foofoo ، مشكورة أختي على المرور.. حاضر سأسرع في كتابة القصة إن شاء الله ، والنهاية ستقرئينها بنفسك:)

والآن ، علي إرفاق فصل ، وبسم الله نبدأ:

LongJohnSilver
15-03-2005, 04:40 PM
الفصل الخامس والعشرون




وصلت أخيراً ، وقد كنا ثلاثة كما أسلفت.. حمزة كان مستلقياً على الأرض ، لعله نائم؟ كلا ، لست أظن ذلك ، ربما كان فاقد الوعي ، أو مخدراً ، أو حتى... لماذا لا أجرؤ على التفكير في ذلك؟ التفكير لن يغير من الحقيقة شيئاً ، ربما يكون ميتاً.. وما إن خطر لي ذلك حتى انتفض جسدي انتفاضة ملحوظة.. هل هذا معقول؟



وكأن الملثم قرأ أفكاري ، فقد بدأ بالحديث قائلاً: "لا تخش شيئاً ، ليس ميتاً بل فاقد للوعي"

وعندما تحدث شعرت برعب حقيقي! ليس خوفاً ، بل هو رعب!! صوته مألوف بشكل كبير! صوته من الأصوات التي لا أحب ان أسمعها.. حاولت أن أقنع نفسي بالعكس ، وصرت أهز رأسي يمنة ويسرة..

مستغرباً أو ساخراً قال: "مابك؟"

وهنا أيقنت أنها الحقيقة.. إنه صوتي! ولكن كيف؟ كيف يملك صوتاً مثل صوتي؟ لم ألبث أن تذكرت امراً ، شاهر قال لي ذات مرة أنه يستخدم جهازاً مغيراً للأصوات.. لكن حتى هذه الحجة لم تقنعني ولم تزل مخاوفي أبداً على الإطلاق..

بصوت لم بدا الخوف واضحاً في نبراته هتفت: "مم.. من أنت؟"

الملثم: "أحقاً لست تدري؟"

عمار هاتفاً: "اكشف لثامك هذا!"

الملثم: "إن كنت تريد أن ترى وجهي فتعال وأزل اللثام بنفسك!"

تقدمت ، وبمجرد أن خطوت أمسك جهازاً يبدو كجهاز تحكم عن بعد صغير الحجم..

"أترى هذا؟ بضغطة زر تنفجر قنبلة صغيرة جداً أجبرت أخاك على ابتلاعها.. لاحظ معي أنها إذا انفجرت فستدمر جسده بالكامل إلى أشلاء.. ببساطة ، سوف يموت"

شاخصاً وقفت.. ماذا أفعل؟ هذا هو الشعور بالعجز والقهر! ماذا يمكنني أن أفعل؟ لاشيء.. سوى أن أقف هكذا فقط..

عمار: "ماذا تريد مني؟"

الملثم: "لاشيء على الإطلاق"

عمار: "مادمت لاتريد شيئاً على الإطلاق فلماذا تفعل ذلك بي؟"

الملثم: "حسناً معك حق.. أريد أن أدمرك! أريد أن أحطمك تحطيماً!"

قالها بنبرة تحمل كل البغض.. لم أسمع نبرة كهذه ، بل وبصوتي.. هل من الممكن أن يحمل صوتي كل هذا القدر من البغض؟

ثم تابع الحديث: "بالمناسبة ، أنت طيب القلب إلى حد كبير.. هذا الأمر يسبب لي المتاعب أحياناً"

عمار: "أنا لست طيب القلب!"

الملثم: "أتقصد من أجل الدكتور عقلان؟"

كيف عرف بأمره؟

الملثم: "رغم كل شيء ، لم تقدر أن تقتل رجلاً عن قصد ، ؛ خصوصاً وهو فاقد الوعي"

هذا صحيح ، رغم غضبي الشديد بالأمس فقد تمالكت نفسي.. لو قتلت إنساناً لما سامحت نفسي ، خاصة وأن عقلان كان فاقد الوعي وقتها.. ربما لما كنت لأتمكن من الوقوف دون ارتجاف لو قتلته..

تابع الملثم: "لذلك ؛ ذهبت إليه أنا وأجهزت عليه.. والآن أود أن أعرف.. ماذا قال لك بالتحديد؟"

عمار: "إن كنت تريد أن تعرف فتعال واستخرج الكلام مني بنفسك!"

الملثم: "أحمق كعهذي بك! يبدو أنك أسأت الفهم! أنا لن أجبرك على الحديث ، بل سأضغط زراً صغيراً فحسب.."

عمار بجزع لم يقدر على إخفائه: "توقف توقف! سأخبرك!"

أدركت أنه لامجال للف والدوران أو الكذب أو وضع الشروط..

عمار: "لم يقل الشيء الكثير في الحقيقة"

صمت قليلاً ، فظن الملثم أنني أماطله ، لكنني تابعت الحديث

"لقد سألته عن البروفيسور علام ، فقال لي أنهما أصدقاء ، وأن لا يعرف أين هو الآن.. وقال لي شيئاً عنك.. قال لي أنك خلاصة التجربة على خلاياي"

الملثم: "هكذا إذاً؟ فقط أخبرك بذلك؟"

عمار: "نعم فقط"

الملثم: "من الجيد أنني أجهزت عليه إذاً قبل أن يخبرك بالمزيد في يوم ما"

عمار: "ماذا؟ هل قتلته؟"

الملثم: "كان يستحق الموت على أية حال.. لقد كان سيشكل خطراً على البروفيسور علام"

عمار: "والآن لدي سؤال.. وعليك أن تجيب علي!"

نظر الملثم إلى عمار ساخراً بانتظار سماع السؤال






"دكتور أحمد! المريض الثاني في حالة غريبة! أرجوك أن تأتي!"

هتف طالب الطب المتدرب بهذه العبارة وهو يهب عاجلاً إلى الدكتور أحمد الذي قام مسرعاً وهو يتساءل: "أي مريض؟ زياد؟"

قال: "لا ، بل الآخر.. نسيت اسمه"

أحمد: "هيا بنا!"



أخذا يركضان في ممرات المستشفى ، وأخذ الدكتور أحمد يفحص المريض..

أحمد: "ممممم...."

الطبيب: "خيراً يادكتور أحمد؟"

أحمد: "لا شيء خطر.. حمداً لله ، ربما يشكل هذا تحسناً في حالته.. لكنني لست متأكداً أيضاً متى قد يصحو.. لكن التحسن بحد ذاته أمر حسن إن شاء الله"

الطبيب: "حمداً لله"

أحمد: "أشكرك يارجل ، لقد فعلت الصواب باستدعائي.. عموماً إذا حصل الأمر ذاته مع زياد فأخبرني.."

قالها ، وألقى نظرة على وجه المريض ثم غادر الغرفة






عمار: "لست أدري ماقصة خلاياي ولا أي شيء عن تلك التجربة.. لكن لدي سؤالاً واحداً فحسب.."

الملثم: "وماهو سؤالك؟"

عمار: "كيف استطعت تزييف بصمتي الجينية؟"

الملثم: "ومن قال لك أنها حقيقية؟"

عمار: "!!!!"

الملثم: "مشكلتك أنك لاترى إلا ما أمام عينيك!"

عمار: "!!!!!"

تباً! هذه العبارة من العبارات التي أقولها دائماً! ولكن كيف؟

الملثم: "لماذا أنت مندهش هكذا؟"

عمار: "من أنت؟ أرني وجهك!!"

الملثم: "وما الفائدة إن رأيت وجهي؟ الجلد هو طبقة جميلة تغطي الأحشاء القبيحة! هاهاهاهاها!!"

عمار: "!!!"

عبارة أخرى أقولها دائماً!!! ولكن كيف؟

قلبي يخفق بقوة... ولست أدري ماذا يجب أن أفعل! كيف يعرف كل ذلك؟

بإصرار وعصبية هذه المرة: "أرني وجهك!!!"

الملثم: "هههههه.. لقد جعلتك تكسر قناع برودك الزائف!"

عمار: "هذا ليس إجابة على طلبي!"

الملثم: "لست مضطراً للإجابة.. ثم ، لاتنس أنني أنا المسيطر على الأمور!"

ثم نظر إلى حمزة..

تباً! خوفي أنساني حمزة!

لكنه تابع: "لكن مادمت مصراً فلاتخف.. سأعطيك فرصة"

ثم أخذ يتقدم ببطء نحوي..

عمار: "م..م..ماذا تريد؟"

الملثم: "لاتخف ، لن أوذي أخاك.. والآن...."

أتبع عبارته بركلة على صدري أوقعتني أرضاً.. آآآه.. يالهذه القوة!!

وتابع: "قاتل بكل قوتك!"

وقفت غاضباً! كيف أتى بكل هذه القوة؟ ثم ، يبدو واثقاً من نفسه.. لكنني لن أستسلم.. ثلاثة أشياء تزيدني قوة هنا ، خوفي على حمزة.. وغضبي.. وربما خوفي منه..

في هذه اللحظة لاحظت شيئاً.. الملثم لا تبدو منه سوى عيناه فقط.. حتى يداه لايظهرهما ، فلماذا؟ عيناه كنت أشعر وكأنني رأيتهما من قبل على أية حال.. وهذا أخافني أكثر ، لكنه زاد غضبي وزادني قوة!!



الخوف إما أن يشلك ، وإما أن يجعلك شخصاً جباراً ، وفي الحقيقة هنا كانت الحالة الثانية تنطبق علي هنا..

متقدماً نخوه بخطوات بطيئة نسبياً قررت بدأ المعركة.. سترى أيها الملثم من هو أنا!

المعركة كانت كقتال الشوارع حقاً ، أخذنا نتبادل اللكمات على وجوهنا ، كل بأسرع ماعنده.. لكنني كنت أشعر وكأنني ألكم جداراً من الصلب ، على حين أن لكماته كانت مؤلمة حقاً..



رغم ذلك قررت أن لا أستسلم! سأتحرك بسرعة! دفعته أرضاً وأمسكت بتلابيبه لكي أضربه بالحائط ، لكن تحرك بمرونة فارتطمت أنا بالحائط.. تباً! لم أر شخصاً أقوى منه أبداً!

ربما تفيد بعض الأسلحة هنا.. ولست أدري كيف ، وقع بصري على مقعد ثقيل ، فقررت استخدامه!

قال الملثم ساخراً: "لالالا ، الضعفاء وحدهم يستخدمون أسلحة في معركة يدوية يعلمون أنهم لن يقتلوا فيها.. ألست تقول ذلك؟"

صحيح أنا أقول ذلك ، لكن استعراضه لم يعد يبهرني.. لقد عرفت أنه يعرف الكثير عني ، لكنني لا أهتم..

هجمت عليه محاولاً ضربه ، لكنه تفادى انقضاضتي ببساطة.. المقعد أعاق حركتي.. ثم أتبع تفاديه بركلة على ظهري..

الملثم: "توقف.. لن تهزمني أبداً"

عمار: "محال!!"

ثم هجمت عليه هجمة أخرى ، وهذه المرة لم يبد أنه يريد أن يتفادى انقضاضتي ، فقد فعل شيئاً أقذر من ذلك.. لقد ضرب الأرض الترابية برجله ، فتناثر التراب ودخل عينيّ ولم أعد أقدر أن أرى!

عمار: "آه! تباً لك!"

الملثم: "هههه ، يقولون: كل شيء جائز في الحرب والحب.. وهذه حرب!"

لا ، ليست هذه العبارة من مقولاتي ولست أؤمن بها ، لكن يبدو أ، هذا ليس رأي الملثم على أية حال.. وقفت ساكناً مغلق العيني ، لن يفيدني الضرب والتلويح العشوائيان.. هنا ، شعرت بالملثم ينقض علي ، فلوحت بالمقعد بحركة عشوائية بكل قوتي – رغم علمي بأنني لن أصيب شيئاً – ، لكن يبدو أن ظني قد أخطأ! فقد شعرت بارتطام المقعد ، ثم تحركت.. يبدو أنه قد تحطم.. سمعت صوت الخشب أيضاً وشعرت بشخص يلقى قريباً مني.. لاشك أنني ضربته..



فتحت عيني قليلاً ، فتمكنت من رؤيته يترنح.. يبدو أنني أصبته في وسطه.. ثم أخذ يتحدث

"تباً لك! كيف فعلت ذلك! آه"

ظننت أنني انتصرت ، لكن العكس كان صحيحاً.. لقد تابع حديثه:

"كنت أمازحك فحسب ، لكنني الآن سأريك القتال الحقيقي! بل ، وسأجعلك تفتح عينيك أيضاً!"

قلت: "ستندم على قرارك هذا!"

قال غاضباً: "سنرى!"



اتضحت الرؤيا لي ، وأخذت أنظر إليه.. لم يبد عليه أي تغيير ، ثم لم ألبث أن أدركت تفاهة أفكاري! لم تكن سوى ضربة واحدة ، لا يمكنها أن تؤثر بكل هذا القدر على أية حال! عموماً ، لقد فقدت الكرسي وعلي أن أقاتله بيدي العاريتين...



"هااااااااااااااا" انقضاضتان معاً هذه المرة.. لكمات مني ولكمات منه ، كلاها بدت أكثر قوة.. لكن الفرق كان المهارة ، فقد كان يتفادة أ, يصد معظم ضرباتي ، وحتى ضرباتي التي تصيبه لم يبدو أنها تؤثر فيه كثيراً..



انتهت المعركة بفقداني للوعي وبانتصاره طبعاً..



حين استيقظت كنت وحدي ، ولم أجد حمزة.. تلفت في جزع بحثاً عنه ، لكنني رأيته.. لقد كان يبكي في أحد الأركان.. ذهبت إليه في لهفة ، لكنني لم أكن أعلم أن الملثم كان مختبئاً هو الآخر ينتظر أمراً ما ويراقبنا...






أحمد: "أسرع وأعطني محقناً!"

أعطى الطبيب الجديد محقناً فارغاً للدكتور أحمد ، أفرغه في عروق زياد.. ثم لم يلبث أن تنهد في ارتياح قائلاً: "حمداً لله.. أخيراً تحسنت حالته هو أيضاً ، لكنني لا أقدر أن أجزم إن كان سيستيقظ قريباً أم لا"






"حمزة! حمزة! هل أنت بخير؟"

في خوف قال: "ابتعد عني أيها الشرير!"

كلماته رغم بساطتها ، إلا أنها حطمت قلبي تحطيماً.. لماذا؟

عمار: "لماذا؟ لماذا تقول عني ذلك؟"

حمزة: "لقد اختطفتني! وأخفتني! وجعلتني أبتلع ذلك الشيء! وضربتني كثيراً!"

تباً لك أيها المقنع!!!! كيف تفعل ذلك به؟

عمار: "لكنني لم أختطفك!"

حمزة: "بلى! فعلت!"

اقتربت منه أنوي أن أضمه ، لكنه ابتعد وصرخ: "اتركني!!!!!!! اتركني وحدي!!!!! هل تريد أن تقتلني كما قتلت أمي وأبي؟ أنا رأيتك!!!"

كيف تقول ذلك؟ ياحمزة؟

لقد حطمت قلبي حقاً.. ولولا بقايا كبرياء لبكيتن أمامك ، لكنني أعلم أن ذلك لن يجدي نفعاً..

أمسكت يده أريد أن أراضيه ، وفي هذه اللحظة تذكرت أمر القنبلة!

وبمجرد أن تذكرتها حصل الأمر الذي كنت خائفاً منه.. لقد ضغط الملثم على زر التفجير.. وانفجرت القنبلة الصغيرة...

صديقة زيرو
15-03-2005, 05:12 PM
عقلان: "الملثم هو نتاج التجربة التي على خلاياك"

أتوقعت هذا لأنه التفسير المنطقي الوحيد :31:
عرفت.. عرفت الجواب على سؤالي :
أنا جمعت الجمل :
- اسمي هو عمار ، عمري هو 13 عاماً في هذا الوقت
- رد العضو al-shamiri : حيث أنك أخي لو رايت ان البروفسور علام قد واعده لكي يعود بعد العام ثم أحرق البيت بعد أن رجع بعد عام وذهب صديقنا واشتغل يعني أنقضى من وقت الحدث عامين وليس عام هذا ماأستطاعت عيني التقاطه .................... ( يعني عامين )
- عام كامل مضى من عمري .....................( لما راح يشتغل ) _ إلين هنا عمره 16
- بعد ثلاثة أشهر يصبح عمري تسعة عشر عاماً.. ...................( هذا لما كان في السجن )
- لكن.... لما خرج من السجن كان عمره 20 سنة..
يعني كم ... ممممممممم 4 سنوات _ على ما أعتقد :أفكر:
مين شاطر في الحساب ..... يتأكدلنا من النتيجة :reporter:

هيا ..... ننتظر التكمله

foofoo
15-03-2005, 05:23 PM
يبدوأنك قداندمجت في القصة كثيرا:icon6: فأصبحت تتصرف مثل الملثم :secruity:فرميت القنبلة وذهبت فأسرع باعادةفتيل الأمان وأكتب التتمة قبل أن يحدث الانفجار الكبير:heeeellll:17: :17:

Batistuta
16-03-2005, 01:54 AM
عقلاااااااااان هذا يبي له قتل

هو الرجل الملثم أنا عارف إنه هو

منتظرييييين الباقي أخوي على نار

السلام عليكم :)

السراب الملتهب
16-03-2005, 03:12 PM
تكملة أكثر من رائعة

وانا عندي توقعين:
1- ان الشرطة بتمسك عمار بسبب قتل عقلان .

2- أن الملثم هو الدكتور علام ولكن يستخدم خلايا عمار

JARRASH
16-03-2005, 04:07 PM
أرجوك اكمل بسرعة








والسلام...

LongJohnSilver
17-03-2005, 04:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، قبل أن أبدأ هناك أمران أود التنويه عنهما:

أولاً: أشكر كثيراً كثيراً المراقب العزيز أبوجمال على تغيير لقبي من "عضو" إلى "روائي متميز".. وإن شاء الله أكون عند حسن ظن الجميع ، وفي الحقيقة لقد فرحت كثيراً.. وقد كانت مفاجأة جميلة ولمحة طيبة منه ولا شك.. جزاك الله خيراً أخي أبوجمال

ثانياً: اكتشفت - بالمصادفة - أن هناك عائلة اسمها "الحديدي".. في القصة أنا لا أقصد هذه العائلة ولا غيرها ، ولست أعرف شخصاً منها أصلاً..

والآن ، وقبل إرفاق فصل إليكم الردود:

صديقة زيرو ، الله يعطيكِ العافية على الحساب ، أنتِ هكذا ساعدتيني دون أن تدرين! :icon6: مشكورة أختي والله يعطيكِ العافية! (وحسابك صحيح طبعاً :p )

foofoo ، يبدو أنني لم أشرح جيداً.. الملثم وضع قنبلة داخل حمزة ، ويمكنه أن يفجرها بضغطة زر من جهاز تحكم عن بعد ، والقنبلة صغيرة محدودة الانفجار.. شكراً أختي على متابعتك! :)

Life_End ، تفضل أخوي هذا الباقي ، وراح تعرف من هو الملثم بنفسك

السراب الملتهب ، مشكور أخوي على تفاعلك السريع.. راح تعرف من هو الملثم إن شاء الله..

JARRASH ، حاضر أخوي.. تفضل

LongJohnSilver
17-03-2005, 04:25 PM
الفصل السادس والعشرون






لم أستوعب ماحدث في البداية.. لقد محي شخص من عالم الأحياء.. لقد أزهقت روح.. وقتل طفل صغير.. وتناثرت دماء وأشلاء.. وتحطم قلب.. تحطم قلبي..




لقد كنت أمسك بيده! كانت أمسك بيده! لقد كانت روح بشرية بجانبي ، وهكذا أزهقت! بلمح البصر! هذه الأشلاء وتلك ، وهذه الدماء أيضاً ، كلها كانت جسداً.. جسداً يحتوي روحاً لطفل اسمه حمزة ، وهذه الروح قد أزهقت ، ولم يبق من الجثة إلا الأشلاء والدماء.. الدماء التي تناثرت على يديّ وعلى ثيابي وعلى الأرض.. الدماء التي كان مفعولها كمفعول الحمض على قلبي..



ولكن لماذا أفكر كثيراً هكذا؟ هل هي محاولة مني لتناسي الأمر؟ لقد مات! ماااااااااااااااات!!! لقد وعدني بعدم إيذائه ، فلماذا قتله؟ لم ألبث أن استوعبت! طبعاً أيها الأحمق لأنه يريد أن يؤذيك! يريد أن يدمرك ، ولا سبب يدعوه للحفاظ على كلمته.. لكنني لن أضعف أبداً! لقد قتلت عواطفي كلها منذ زمن! لن أعيدها! لن يرى أحد دموعي ولا حتى أنا!



كفاك حماقة! أي عواطف وأي قتل؟ ماذا فعلت بنفسي؟ ماذا فعلت بصديقاي؟ ماذا فعلت بأخي؟ كم أنا أحمق! ألست إنساناً في النهاية قلباً وقالباً؟ فلير دموعي من يراها!

خررت على ركبتي في انهزام ، وشعرت بقبضة من نار تمسك بقلبي ، وكأنها عصرته فاغرورقت عيناي بالدموع.. أخيراً.. رغم كل شيء.. رغم كل شيء سأبكي.. شكراً لك ياحمزة.. أي شكر أيها الأحمق! لقد مااااااااااات! وماإن تنبهت إلى هذه الحقيقة حتى بدأت عيناي بالفيضان ، ثم.......

........................

........................

.......................

"ههههههه.. لايجب أن يخرج مافي نفسه أبداً.. هذا السهم المنوم أعطى مفعولاً جيداً"

{مداخلة: قد يتساءل البعض: مادام الملثم يحمل منوماً ، فلماذا لم يستخدمه ضد عمار منذ البداية؟

الجواب: هكذا يريد المؤلف}



"لقد رأيتك!!!"

حمزة! ماذا تفعل هنا! اقترب!

لكنني كلما اقتربت منه كلما ازداد بعداً عني..

"لقد رأيتك!!! لقد قتلتهما!!"

صرخت: "لا! لم أقتل أحداً!"

تابع نفس الحديث: "لقد رأيتك! لقد رأيتك!"

صرت أصرخ "آآآآآآآه! توقف! اصمت!"

وأغلقت أذنيّ بقوة.. لكن لافائدة! صوته يتردد في داخل ، وأسمعه بكل وضوح..

"لقد رأيتك!"

"لقد رأيتك!"

لكن لا.. لن أستلم! توقف ياحمزة!

"توقف ياحمزة!"

"لقد رأيتك!"

"توقف ياحمزة!"

"لقد رأيتك!"

صداع أصابني ، ثم صرخت بصوت هائل الارتفاع: "توقاااااااااااف!!!"



حينها فقط استيقظت.. صداع فظيع في رأسي ، ورائحة معطرة قليلاً.. هل أنا ميت؟ أم هل أنا أحلم؟ لاشك أنه حلم.. لكن مهلاً.. آه يارأسي.. لست أستطيع أن أفكر.. هذا سرير أبيض نظيف مستلقٍ أنا عليه ، وهناك صوت ينادي: "لقد استيقظ"

ورغم صداعي ، تساءلت في نفسي.. من الذي استيقظ؟ ثم خطر لي أنه أنا.. هذا يدل أنني كنت نائماً.. صحيح! كنت أكاد أن أبكي على حمزة.. ثم ، وجدت نفسي هنا.. هذه تبدو مثل غرف المستشفى ، لكن رأسي يؤلمني ، ولست أستطيع تحليل الموقف.. كل ما أفكر به هو هذا الصداع.. كيف أزيله؟

لم يلبث أن دخل شخص مألوف ، نظر إلي وأخذ قراءة من أحد الأجهزة ، ثم قال:

"حمداً لله على سلامتك"

عمار: "دكتور أحمد؟ ما الذي جاء بي إلى هنا؟ كيف عرفتم أنني في كنت في المدرسة القديمة؟"

أحمد: "حدثني أنت أولاً"

أخبرته بكل ما أتذكره ، وكان هو ينصت لي باهتمام..

أحمد: "هذا يفسر كل شيء.. يبدو أنه خدرك بطريقة ما.. لقد تلقيت بلاغاً من مجهول عن وجودك في المدرسة ، وحين ذهبت وجدت ثلاثة أشياء.. وجدتك أنت ، و... أمممم.."

عمار: "أعرف.. ما الشيء الثالث؟"

أحمد: "شريط فيديو يصور كل مادار بخصوص.. أممم. أنت تعلم.. عظم الله أجركم"

عمار: "......."

لم أشعر بغصة في قلبي ، ليس لأنني عديم المشاعر ، بل لأن أثر المخدر لايزال بي ، ولست أستوعب كل ماحولي أصلاً..

أحمد: "هذا الشريط سيثبت برءاتك.. عليك أن تلزم المستشفى قليلاً حتى تشفى من آثار تلك المعركة"






بعد فترة بدأت أستوعب وأتذكر كل شيء.. كيف أشفى من آثار المعركة؟ الجروح تشفى ، لكن القلب لا.. لازلت حزيناً على حمزة.. لازال ملمس يده في ذهني.. كيف قتل أمامي هكذا؟ كيف يريدني أن ألزم المستشفى؟ لن أفعل ، وسأذهب إلى البيت.. لم يلبث أن قطع أفكاري دخول الدكتور أحمد..

"ماذا اخترت؟"

عمار: "ماذا تقصد؟"

أحمد: "أنت تعلم.. إما أن تعيش في بغض وإما أن تتغير"

ماذا يريد؟ هل يتوقع مني أن أتبسم وأقول له بل أختار أن أتغير؟ لقد مات أخي للتو!

"الانتقام!!!":vereymad:

أحمد: "ماذا؟"

عمار: "حين أفكر بإيجابية كما تريدني أن أفعل ، أفكر بأشياء أخرى لست أريدها.. كنت أتمنى كثيراً أن أتزوج ، لكن هذا التفكير يضعفني... لا شيء أريده الآن سوى الانتقام.. الانتقام وحده فحسب!"

أحمد: "لاتنس أن حمزة أخي أيضاً!"

عمار: "ومايهمني؟ ماذا تريدني أن أفعل؟"

أحمد: "على الأقل ، التزم فترة العلاج!"

عمار: "أريد الذهاب إلى البيت يادكتور.. ألا يمكنني قضاء فترة النقاهة في بيتي؟"

أحمد: "بلى ، يمكنك ، ولكن دون مشاكل.."

عمار: "حسناً أعدك"






مرت عدة أيام ، وجروحي بدأت بالالتئام ، لكنها لم تشف بعد.. جاءتني طريقة جيدة للقتال مع الملثم ، بالطبع انتصاري ليس مضموناً ، لكن فرصي تزداد ولا شك.. الملثم يتأثر بالضربات القوية ، كل ماعلي أن أضربه بقوة.. ولكن كيف؟ الكل كان يضربه بقوة.. الحل الذي توصلت إليه بسيط ، قوتي وحدها لن تكفي ، ولا يمكنني قتاله بسلاح على الأرجح ؛ لذلك علي جعل القوة بقبضتيّ.. سأستخدم الحديد ، سأذهب إلى المحددة وأفصل دروعاً للزندين بحيث يمتدان من المرفق ويغطيان القبضتين وتكون نهايته تشبه نهاية القبضة. الأمر قد يستغرق وقتاً طويلاً ، وربما يكلفني ، إلا أنه يستحق.. انتظر أيها الملثم! عمار الحديدي قادم!!






بعد يومين عدت لاستلام الدرعين.. رائع! يبدوان جيدين! هذا الحداد بارع ولا شك ، سأعود الآن.. لم تشف جروحي بعد تماماً ولا أستطيع القتال أو بذل مجهود كبير ، والحمد لله أنا عند وعدي للدكتور أحمد بعدم افتعال مشاكل مع الملثم. في الحقيقة لست أعرف كيف يمكنني أن ألقاه حتى إن أردت أن أفتعل المشاكل..



في طريق وصلت إلى البيت ، وسمعت صرخة لصوت مألوف! توترت كثيراً وخرجت متلهفاً.. يا إلهي! باب بيت الدكتور أحمد محطم ، والدكتور ليس هنا.. لم يكن الأمر يحتاج إلى ذكاء! الملثم قرر أن يهاجم سوسن!



نسيت الدرعين الحديديين ، ودخلت ملهوفاً – رغم جراحي – إلى البيت ، وقد قررت أن ألفت نظره بأسرع وقت..

صرخت: "توقف أيها الوغد! أنا خصمك!"

توقفت الصرخات ، فوقع قلبي بين قدمي! لقد قتلها! لكنه لم يلبث أن عاد حين سمعت صوت بكاء.. حمداً لله ، يبدو أن تدخلي أثمر..



فجأة أتى إلي ، وكانت نظرة السخرية نفسها موجودة على عينيه المألوفتين..

الملثم ساخراً: "هل تظن أنك تقدر أن توقفني؟"

عمار: "سأحاول على الأقل.. لن أسمح لك بقتل ضحية جديدة!"

لم أتعاف نفسياً حتى الآن من مقتل حمزة ، ولست أدري أي شيء عن زياد وشاهر.. لقد نسيت أن أسأل الدكتور أحمد عنهما.. هل مات شاهر وقتها حين ضربه الملثم أم لا؟ وماذا عن زياد؟ هل تحسنت حالته أم لا؟

الملثم: "يالك من أحمق!"

ثم تقدم ببطء ، وفجأة لكني بقوة في بطني..

شعرت وكأنني سأتقيء معدتي ذاتها.. وكأن الدنيا صارت سوداء ، سأفقد الوعي..

الملثم: "أوه ، أنت مصاب! يالك من شجاع! أتيت لمهاجمتي والتصدي لي رغم ضعفك حتى وأنت مصاب! لازلت تذهلني دوماً ياعمار.. رغم كل شيء ، سأعطيك مكافأة"

بصقت دماً ، وحاولت الوقوف لكنني لم أستطع.. كل ما تمكنت منه هو الارتكاء على الجدار واللهاث..

تابع الملثم: "لن أقتل الفتاة.. لاتخف ، هذا الوعد سأحفظه هذه المرة.. ولن أقتل أيضاً ذلك الطبيب الغبي.. سأعطيك فرصة.. أظن أنه من الممكن أن تتعافى بعد شهر ، سألقاك داخل المدرسة القديمة.. وعليك أن تأتي وحدك.. معركة واحدة.. واحد ضد واحد.. حتى النهاية"

عمار بصوت متهالك: "وماهو سبب هذا العرض؟ ستندم عليه! اقتلني الآن!"

الملثم: "ههههه.. لن أندم على شيء ، لاتنس أنني أقوى منك.. كل ما أريده هو أن أستمتع في معركتنا الأخيرة.. حين تتهالك سأقتلك!"

حاولت التحدث فلم أستطع.. بل سقطت أرضاً وفقدت الوعي..






حين استيقظت وجدت نفسي في المستشفى ، وكان الدكتور أحمد هذه المرة موجوداً..

أحمد: "لقد أخبرتني سوسن بالذي حدث.. والآن دورك ، اروِ لي.."

أخبرته بكل شيء ، لكنني لم أخبره أن الملثم وعدني بعد شهر ، بل قلت له أنه ذهب فحسب ووعدني ألا يؤذي سوسن..

أحمد: "أود في البداية أن أشكرك... لقد خاطرت بحياتك وأخلفت وعدك – رغم إصاباتك – وكان تصرفك صحيحاً.. حمداً لله أن لم يحدث شيء"

كم كان كلامه يؤذيني.. أنا سعيدٌ لأن سوسن لم يصبها مكروه ، لكنني فشلت في حماية أقرب الناس إليّ..



حتى عندما قتل أخي ، لم أعط فرصة للعزاء.. لم يعزني أحد لأنني لم أحظ بفرصة ، بل قضيت كل الأيام وحدي ، إما في المستشفى أو في البيت وحدي على فراش المرض ، ودون حتى أن يعتني أحد بي.. لست أحتاج إلى المساعدة على أية حال.. سأتصرف بنفسي..



ويبدو أن الدكتور أحمد أدرك أنه آذاني ببعض كلامه ، فحاول تغيير مجرى الحديث:

"ستشفى إصاباتك إن شاء الله في فترة تتراوح بين ثلاثة وعشرين إلى خمسة وعشرين يوماً ، ولو افترضنا أنك تحتاج بعدها إلى ثلاثة أيام للراحة ، المجموع ثمانية وعشرون يوماً على الأكثر ترجع بعدها إلى كامل صحتك وعافيتك.."



هذا جيد.. شهر هو فترة أكثر من كافية إذاً..

أحمد: "سأتركك ترتاح الآن"

وخرج طبعاً.. أخذت أفكر في كل شيء.. الحزن كان يغطي قلبي ، لكنني بقسوة طرحته جانباً ؛ سيكون هناك وقت للحزن فيما بعد! الآن ، أريد التفكير بالملثم.. كيف سأقاتله؟ لست واثقاً بأن القبضتين الحديديتين ستنفعان ضده ، لكنني سأحاول على أية حال.. لكن من يكون؟ وكيف يعرف عني كل هذه الأشياء؟ أخذت أفكر ، وأسترجع في ذهني كل شيء.. يملك بصمة أصابعي وبصمتي الجينية وفصيلة دمي ، وأيضاً يقول أفكاري واعتقاداتي التي لم أخبر أحداً بها.. ويعرف الأمثال والحكم التي اخترعتها في قرارة نفسي.. ما الحل؟



كل ما أعرفه هو أنه نتاج التجربة على خلاياي.. مهلاً!! التجربة؟ هناك احتمال واحد! ربما عرفت من هو الملثم.. الاحتمال خيالي بعض الشيء ، لكن عقلي المجهد لم يجد غيره..

دعنا من الملثم الآن ، أنا متعب.. أشعر بإجهاد غير طبيعي ، أريد أن أنام.. ولم ألبث أن غططت في نوم عميق..






مرت الفترة بسرعة ، وتعافيت بأسرع من الوقت المعتاد ، وصرت أتدرب على الاعتياد على القبضتين الحديديتين.. ثم ذهبت إلى المدرسة القديمة.. ذهبت لأقابل الملثم.. كان واقفاً هناك ، منتصب القامة مكتوف الذراعين وينظر في سخرية.. وكان مثلي متأهباً.. متأهباً لمعركتنا الأخيرة...

LongJohnSilver
17-03-2005, 04:30 PM
{ملاحظة هامة أيتها الأخوات والإخوة: (السيدات أولاً): في الفصل القادم إن شاء الله ستتعرفون على شخصية الملثم.. أتمنى منكم أن تكتبوا لي توقعاتكم في ردودكم القادمة ، ولكم جزيل الشكر.. الفصل القادم إن شاء الله لن يتأخر أكثر من أسبوع (وغالباً راح أرفقه إن شاء الله بعد يومين أو ثلاثة) لكني أتمنى فعلاً أنكم تكتبوا لي توقعاتكم}

foofoo
17-03-2005, 04:47 PM
شكرالك على اكمال القصة بهذه السرعة وأظن أنني عرفت الملثم الحديدي :33: هو الشخص المستنسخ من جينات عمار التي أخذها الدكتور ولكنه بدون مشاعر أليس هذا مايريده عمار . وثانياأنت لم تعرف ماذا قصدت بالقنبلة:17: عندما ذكرتها كان قصدي قصتك والأحداث التي تدور حالياعذراعلى الاطالة .

السراب الملتهب
18-03-2005, 05:00 AM
مشكور اخوي على التكملة



وانا كتبت توقعاتي عن الملثم

وإن شاء الله تطلع صح

صديقة زيرو
18-03-2005, 08:46 AM
أنا كل إلي يحزني الطريقة إلي مات بيها حمزه :( :( :(
أما توقعاتي .. أنا أضم صوتي إلي صوت فوفو
:17: :17: :17: ................. مسكين حمزه ...................:17: :17: :17:

JARRASH
18-03-2005, 12:06 PM
انا أؤيد فوفو









والسلام...

صديقة زيرو
19-03-2005, 03:26 PM
هيا ننتظر الحلقة الأخيرة بفارغ الصبر و على أحر من الجمر
..........................
............................
..............................
حطيت الرد عشان أجرب توقيعي الجديد :09: :09: :09:

LongJohnSilver
21-03-2005, 08:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد:
في البداية ، أحب أن أتقدم بخالص الشكر إلى الأخت صديقة زيرو على تصميمها لغلاف للقصة.. الغلاف رائع ، سترونه الآن.. إن لم تشاهدوه هنا ، فاذهبوا إلى أول صفحة في الموضوع.. الغلاف سأضعه في الرد القادم.. أشكر الأخت صديقة زيرو على هذه اللفتة الكريمة منها.. والله يعطيها ألف عافية.. :)

وإليكم الردود:
foofoo ، العفو أختي ، والآن ستعرفين من هو الملثم..

السراب الملتهب ، العفو أخوي.. وفي هذا الفصل ستعرف من هو الملثم..

صديقة زيرو ، شكراً من جديد على الغلاف.. ستعرفين من هو الملثم ، وبالنسبة لموت حمزة.. أنا معك هو قاسٍ.. لذلك أثر كثيراً على عمار. لتجربة توقيعك الجديد لاتحتاجين إلى رد جديد ، بل يمكنك مشاهدة أي رد من ردودك القديمة (هذه معلومة فقط)

JARRASH ، حسناً أخي مشكور على مرورك الكريم.. وستعرف من هو الملثم..

وبسم الله نبدأ:

LongJohnSilver
21-03-2005, 08:20 PM
هذا هو الغلاف الأمامي من تصميم الأخت صديقة زيرو.. اشكروها والله يعطيها العافية

http://img.photobucket.com/albums/v338/uselessonly/Scream1.jpg

وهذا الغلاف الخلفي:

http://img.photobucket.com/albums/v338/uselessonly/Scream2.jpg

LongJohnSilver
21-03-2005, 08:24 PM
هذا هو الغلاف الأمامي.. من تصميم الأخت صديقة زيرو.. اشكروها وادعوا لها :)

http://img.photobucket.com/albums/v338/uselessonly/Scream1.jpg

وهذا هو الغلاف الخلفي.. والله يعطيكِ ألف عافية يا أختي :)

http://img.photobucket.com/albums/v338/uselessonly/Scream2.jpg

LongJohnSilver
21-03-2005, 08:30 PM
الفصل السابع والعشرون (والأخير)



لا.. لم تكن هناك نيران ينعكس وهجها على وجوهنا ، ولم يكن هنالك برق ولا أمطار.. كنا أنا والملثم فحسب.. وفي هذه اللحظة بالذات شعرت ببغض غير طبيعي يغزو مشاعري كلها.. لست أدري لماذا هذه المرة بالذات ، ربما لأنه لم يترك لي شيئاً أخسره.. سأقتلك أيها الملثم! سأقتلك حتى وإن كان هذا آخر شيء أفعله في حياتي! سأقتلك! ولكن قبل أن أفعل سأكشف اللثام عنك.. يجب أن أرى وجهك الكريه..



الملثم ساخراً: "مابك؟ هل وقع الطير على رأسك؟"

عمار: "أريد أن أرى وجهك الكريه قبل أن نتعارك"

الملثم: "هاهاهاهاه.. وما الفائدة؟ الجلد الجميل يغطي الأحشاء القبيحة ، بمعنى آخر المظاهر ليست مهمة.. قلب الإنسان هو المهم.. ألست أنت من يقول ذلك دائماً؟"

لكنني كنت غاضباً جداً ، فلم أهتم ولم أنبهر.. بل قلت:

"هذا ليس جواباً!"

قال مستهتراً: "كما تشاء.. جوابي لم يتغير ، إن كنت تود أن ترى وجهي ، فتعال حاول أن تنزع اللثام!"

عمار: "هذا ما سأقوم به!"

ولبست القبضتين الحديديتين.. وكان الملثم ينظر إلي ساخراً..

"هاهاهاه.. فكرة مبتكرة ، لكن هل تظن حقاً أنها ستوقفني؟ لافائدة.. صدقني.. لافائدة.."

عمار: "دعك من الكلام.. المعركة وحدها ستحدد.."

قطب حاجبيه وبدا الجد على وجهه وقال: "فليكن كذلك إذاً!!"



الأحمق! يبدو أن خطتي تنجح.. أريده أن ينقض هو أولاً.. وهذا ماحصل فعلاً! انقض الملثم علي ، وحاولت ضربه.. لكن بدون فائدة.. لقد تفادى انقضاضتي وسدد لكمة إلى وجهي ، لكنني بدوري تفاديتها ، ثم قفزت إلى الخلف بسرعة متفادياً مصادفة ركلة قوية سددها إلى صدري..



تباً! المعركة تدور بسرعة ولم تنجح خطتي.. كنت أظن أنني أستطيع أن أستقبل انقضاضته بلكمة ، لكن ذلك لم يجدِ نفعاً.. حسناً.. سأريك أيها الملثم!

هااااااااااااااااااااااااا!!! انقضضت أنا بدوري ، لكنني لم أهجم عليه.. بل قفزت جانباً وألقيت بكرسي وجدته على الملثم ، طبعاً لم أكن أتوقع أن يصيبه ، فقد أمسكه الملثم بكل سهولة ، لكن ذلك كان كافياً فقط لأشتت انتباهه..



زمن تشتيت الانتباه كان قليلاً ، لكنه كان كافياً ، فقد تمكنت من الهجوم على الملثم وتسديد لكمة قوية إلى وجهه ، بدا وكأنها أثرت به هذه المرة

الملثم: "آآآآآه"

عمار: "هاه! هل رأيت؟"

الملثم: "هاهاهاهاهاها"

عمار: "ما المضحك في الأمر؟"

الملثم: "هذا يثبت انتصاري في الواقع.. كل هذه الفرحة من أجل لكمة واحدة! ربما ضربتني ، لكنها لكمة.. مجرد لكمة"

عمار: "....."



تباً! لقد كان محقاً! إنها مجرد لكمة ، لن تهد من عزمه ولن تؤثر به وحدها.. قم ، إن الطريقة التي استخدمتها لن تنفع أكثر من مرة.. ما العمل ياترى؟

عمار: "اللكمة الواحدة هذه سيتبعها الكثير!"

وأخذت أتذكر كل الأشياء التي أكرهها.. كيف قُـتِـل والداي ، والعم نبيل وزوجته ، وكيف هوجم زياد وشاهر اللذان لست أعرف مصيرهما حتى الآن.. كيف حاول قتل سوسن ، وكيف قتل حمزة!

كل ذلك زاد من غضبي ، وقررت مواصلة الهجوم!



انقضضنا معاً هذه المرة ، وكنت أسدد لكماتي بسرعة كبيرة ، لست أدري كيف حصلت.. ربما بسبب شدة غضبي.. لست أدري حقاً ، لكن ذلك لايهمني الآن! كل مايهمني هو قتله! حتى لو لم أر وجهه فليس ذلك بأمر شديد الأهمية.. إن الأولية القصوى هي قتله.. قتله فحسب!



تمكنت في خضم المعركة بسبب شدة غضبي من تسديد لكمات سريعة ، ضربته عدة مرات ، وهو ضربني أيضاً.. لم تعد المعركة بيني وبين الملثم ، بل غدت معركةً بين وحشين.. كل منهما يريد تمزيق الىخر شر ممزق.. صحيح ، كفة المعركة إلى حد ما كانت ترجح لصالح الملثم ، لكن إصراري وغضبي كانا بلا حدود! لم أكن أعرف أنني أستطيع أن أغضب بكل هذا القدر ، ولا أن أبغض شخصاً بكل هذا القدر..



الكثير من اللكمات تم تسديدها ، والكثير من الضربات تم تلقيها.. الكثير من العرق كان يسيل أرضاً.. والكثير من اللعاب.. وبعض الدماء أيضاً.. لم أكن أعلم أنني أملك كل هذه القوة ، لكن – رغم كل شيء – يبدو أن الملثم لايتأثر بقدر ما أتأثر أنا.. لكماتي يبدو أن تأثيرها محدود عليه.. بالإضافة إلى ذلك ، يبدو أن هنالك مشكلة لم أضعها في حسابي.. القبضتان الحديديتان بدأتا بالتشرخ... هذا ليس أمراً طيباً.. إن فقدتهما فلن أقدر أن أقاتل.. أنا أقاتل بيديّ فحسب ، أما هو يقاتل بيديه ورجليه ، وإن فقدت القبضتين الحديديتين فسوف أفقد كل شيء.. سأغدو كمشلول أبكم أمام أسد هصور.. ما العمل؟



خطر لي أنه علي أن أرى وجهه مهما كلفني الأمر.. سألهيه قليلاً..

عمار: "توقف أيها الملثم!"

الملثم: "لماذا؟ هل أنت خائف؟"

عمار:" لماذا تتحدث بصوتي؟ أسمعني صوتك الحقيقي!"

الملثم: "هذا هو صوتي الحقيقي!"

عمار: "يالك من مخادع! سأقتلك! سأحاربك بكل قوتي!"

الملثم: "هاهاهاها.. هذه هي الخدعة! أنا أعرف الكثير عنك.. لن تتمكن من محاربتي بكل قوتك.. شيء ما دائماً كان يخيفك ويمنعك.. شيء ما تعجز الكلمات عن وصفه.. ذلك الشعور يمنعك.. بالنسبة لي ، هذا العائق ليس موجوداً"

عمار: "لايهم.. سأقتلك في النهاية.."

الملثم: "لن يحدث ذلك ، وحتى وإن حصل.. فما الفائدة؟"

عمار: "كيف تسأل ، ما الفائدة؟"

الملثم: "حتى لو قتلتني.. ما الفائدة؟ يمكن للبروفيسور علام أن ينتج المزيد والمزيد مني.."

عمار: "هذا يدل على أنك أحمق"

الملثم: "أحمق؟"

عمار: "نعم ، فمهما أنتج منكم فسأقتلكم جميعاً"

الملثم: "هههه.. سنرى!"

عمار: "على الأقل أنا عرفت شيئاً.. أنت أحمق ولا تملك إرادتك الحرة!"

الملثم: "ماذا تعني؟"

عمار: "لايمكنك العيش وحدك.. هدفك في الحياة فقط حماية البروفيسور علام ، الذي سأجده يوماً ما وأقتله هوالآخر!"

الملثم: "وهل إرادتك الحرة هذه نجحت في حمايتك ومنحك ماتريد؟"

عمار: "على الأقل ، ستجعلني أهزمك! تعال وهاجمني أيها الجبان!!"

الملثم: "لك هذا!"



وهاجمني.. هذه المرة لم ينتبه ، فقد نصبت له فخاً دون أن يدري.. بعد أن يهجم علي سوف أقفز مبتعداً فتتغير حركته فجأة فينزلق ويسقط أرضاً بسبب الأرض الزلقة في هذه المنطقة التي أحارب فيها ، وعندها فقط يمكنني أن أكشف لثامه..



"هااااااااااااااااااا"

قمت بعمل المطلوب ، ونجحت! لقد سقط الملثم أرضاً أخيراً!



انقضضت عليه ، وأخذت أسدد اللكمات إلى وجهه وأتحرك بسرعة حتى لاتصيبني ضرباته.. مهما كان ماهراً فالموقف في صالحي بالتأكيد.. وفي النهاية ، بحركة خاطفة.. أمسكت لثامه.. وكشفته.. ليظهر وجه لم أتوقعه أبداً...






"مستحيل!" هتفت بهذه العبارة في ذهول وأنا أنظر! لقد كان وجه البروفيسور علام الشراني! لكن ذلك غير ممكن.. في البداية اقتنعت ، ثم لم ألبث أن شككت به..

أولاً: لم تكن هذه قامته أبداً.. كان أقصر قامة وأكثر امتلاء.

ثانياً: كيف له أن يعرف كل تلك الأشياء عني؟

ثالثاً: كيف يبدو جسم شاب مع وجه كهل؟

رابعاً: كيف يمكن لكهل – حتى وإن كان البروفيسور علام – أن يحارب بكل تلك البسالة؟



كل هذه الأسباب جعلتني أشعر بالغضب! لم أتوقع ذلك أبداً!

"خذ!!!!!!!" ودون أن أشعر صفعته على وجهه... وهنا كانت المفاجأة...

بعض من بشرة وجهه علق في يدي.. هذا يفسر كل شيء!

عمار: "لقد فهمت.. لبست قناعاً تحت اللثام ظناً منك أنك ستشتتني.. والآن انزع القناع"



لقد كان يلبس قناعاً.. هذا هو كل شيء.. نظر لي ساخراً وقال:

"حسناً لقد كشفتني ، وسأنزع القناع على أية حال"

ببطء ، رويداً رويداً أخذ ينزع القناع ليظهر الوجه الذي كنت أتوقعه ، لكن رغم ظهوره ، لازالت هنالك الكثير من علامات الاستفهام الغير واضحة..



وعندما انتهى من نزع القناع انتفض جسدي كله.. رغم توقعاتي ، إلا أن رؤية الشيء تختلف عن تخيله.. لقد كان وجهي.. وجه عمار الحديدي..






بدا وكأن صاعقة انقضت علي وصعقتني.. بينما الملثم كان يضحك

الملثم: "هاهاهاهاه.. والآن هل رأيت؟"

عمار مذهولاً: "ولكن كيف؟ كيف؟"

الملثم: "الأمر بسيط.. ألم تسمع عن تقنية تسمى بـ [الاستنساخ]؟"

عمار: "بلى... ولكن..."

الملثم: "أعرف.. تريد أن تقول بأنها لم تبلغ ذلك الحد من التطور.. كلامك صحيح ، ولكن ليس مع البروفيسور علام.."

هذا يفسر كل شيء.. كيف يعرف كل شيء عني.. كيف يمتلك نفس طولي وكيف كانت عيناه مألوفتين.. كيف يقول كل الأشياء التي كنت أعتقدها وأنا صغير..

عمار: "ولكن كيف؟ حتى لو استنسخني.. كيف جعلك شريراً هكذا؟"

الملثم: "أنا لست كما تسمون [شريراً] ، بل أنا في الحقيقة كما يمكنك أن تقول ، إنسان خارق.."

عمار: "إنسان خارق؟"

الملثم: "كما ترى.. رغم كل ضرباتك لي ، فلم أتأثر كثيراً ، ولولا القبضتان اللتان تلبسهما لما كنت لتؤثر بي أصلاً ؛ ذلك لأن هيكلي العظمي ليس عادياً.. بل هو مغطى بالحديد من الخارج.. لست أعلم كيف تمكن البروفيسور علام تقنياً من عمل ذلك كله ، لكن النتيجة هي المهمة.. وهي أنا! عمار الحديدي!"

عمار: "ولماذا أنا بالذات؟"

الملثم: "الأمر كان يتعلق بمركب قديم ، كان غرض إنتاجه هو إنتاج مقاتلين خارقين.. في الحقيقة ، ظن البروفيسور أن المركب كان فاشلاً.. لست أدري كيف وصل إليك وأنت جنين ، ربما عن طريق الخطأ.. المهم ، البروفيسور شاهدك في تلك المعركة المدرسية السخيفة حين صرخت ، وبعقليته العبقرية ربط الأمر بذلك المركب الذي ظن أنه فشل.. خاصة وأن كل العينات البشرية كانت قد ماتت"

عمار: "وكيف عرف أنه مركبه؟ لماذا لم تكن تجربة أخرى؟"

الملثم: "لأجل ذلك طلب عينة من خلاياك.. لقد فحصها ، ليجد وأنه عن طريق مصادفة قد عثر على نتيجة ناجحة لذلك المركب.. قام بعد ذلك باستنساخي ، بحيث تلافى الأخطاء والعيوب في المركب الأول.. وكما ترى ، التجربة ناجحة! إنسان خارق!"

عمار: "ولماذا أنت شرير هكذا إذاً؟"

الملثم: "يبدو أنني نسيت أن أخبرك.. من العيوب التي تلافاها البروفيسور علام هب المشاعر الضعيفة.. الإنسان الخارق شر خالص.. العقار الذي أعطاني إياه أخرج كل قواي الشريرة الخفية.. بمعنى ، أنت تواجه قواك الشريرة التي كانت خفية ، وربما لم تستطع أن تخرجها.."



لقد كنت مصدوماً حقاً.. هل هذا يعني أنني وددت أن أوذي وأقتل كل هؤلاء الناس؟ لا! هذ كذب! هراء! هراء!

تابع الملثم: "الشيء الوحيد الذي لم يستطعه ، هو تلك الطاقة الصافية التي تخرج منك حين تغضب.. حين تضعر بأن الطاقة التي في جسدك أكبر من أن يحتملها جسدك ذاته ، فيخرج الفائض على هيئة طاقة صافية"

عمار: "هراء! لست شريراً!"

الملثم: "أحقاً تظن ذلك؟ أنا أعرفك وأعرف كيف تفكر.. أراهن أنك لم تسأل الدكتور أحمد – ولو مرة واحدة – عن مصير صديقيك.. تخشى إن أخبرك أنهما ماتا فتحزن ، أو أنهما لم يموتا فتذهب رغبة الانتقام مني من صدرك"

لقد كان على حق في هذه النقطة.. لست أعلم ماحل بزياد ، ولست أعلم حتى إن كان شاهر على قيد الحياة أم لا...



لكنني كنت أغلي من الغضب!! لن أسامحه.. مايتحدث به هو هراء! لم أكن لأقتل كل أولئك الناس! لم أكن لأوذي الأقربين لي! لن أسامحه!

"خذ!!!" باغته بلكمة لكنه صدها.. وأكملنا المعركة..



النتيجة كانت واضحة.. المعركة في صالح الملثم (الذي لم يعد ملثماً)..

كنت أغلي من الغضب وأنا ملقى على الأرض ، وأشعر بأن الغضب في داخلي لن يحتمله جسدي.. سأقتلك أيها الملثم! وحتى لو كانت هنالك نسخة أخرى فسأقتلها أيضاً..

الملثم: "استسلم.. ودعني أقتلك بارتياح!"

عمار: "محال!"

الملثم: "هاقد تحطمت الذراعان الحديديتان! ماذا ستفعل أيها الأحمق؟ تذكر.. أنا شر خالص ، أما أنت فخليط بينهما ، وخليطك هذا المحتوي على الخير والشر يحارب الشر الذي فيه.. كيف ستنتصر؟ هل تظن أن الخير الضعيف الذي فيك سيهزمني؟ محال أيها الأحمق!"

وقفت ، ومسحت خطاً من الدماء من شفتيّ ، وقلت: "لازالت هنالك وسيلة واحدة لم أستخدمها بعد!"



وأخذت أرتجف.. وأرتجف!! وأنا أغلي من الغضب وأشعر بأنني سأنفجر!!

الملثم: "الطاقة الصافية؟ هاه! كما قلت لك ، لن يمكنك إخراجها كلها.. ذلك الشعور سيمنعك!"

قلت وأنا أرتجف من الانفعال: "سنرى!!!"

وأخذت أرتجف ، وأرتجف ، وأغلقت قبضتيّ بإحكام.. الآن ، إما كل شيء وإما لاشيء.. إن لم أخرج كل طاقتي فلن أتمكن من تدميره!

أحكمت إغلاق قبضتي أكثر ، وأنا أشعر بالألم وأنا أخرج الطاقة من جسدي..

وصرخت صرخة.. صرخة عظيمة... شعرت بأنها زلزلت كل المكان...



النهاية

LongJohnSilver
21-03-2005, 08:32 PM
خاتمة



في البداية ، أحب أن أشكر كل من تابع أو تابعت القصة على دعمهم الدائم لي..

أحب أن أقول ، أنني فكرت كثيراً قبل أن أضع نهاية مفتوحة ، لكنني وجدت أنها الأنسب.. ربما لن تنال رضا الجميع ، لكنني فكرت كثيراً كثيراً كثيراً قبل أن أضعها في الحقيقة ، عندما كنت أصغر سناً كنت أغضب إن قرأت قصة ذات نهاية مفتوحة ، بل وأقول بأن القصة كلها كانت سخيفة! لكنني هنا رأيت أنها النهاية الأنسب.. وتظل هذه الأسئلة قيد الطرح:

هل سينتصر عمار أم الملثم؟

هل سينجو زياد؟

من هو ذلك المريض الآخر؟ هل هو شاهر؟ وإن كان شاهر فهل سينجو هو أيضاً؟

إن انتصر عمار فهل سيغير حياته؟ وهل سيتزوج سوسن؟



كل ذلك متروك لخيال القارئ أو القارئة.. أشكركم جميعاً على تشجيعكم الدائم لي ، وأتمنى أن لاتحرمونا من آرائكم وآرائكن.. وترقبوا الرواية القادمة قريباً إن شاء الله...

foofoo
22-03-2005, 03:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
أخي سيلفر شكرا لك على هذه القصة الرائعةولأنك شاركتنا بها
فأحداثهاكانت شيقةوطريقة كتابتك ممتعة:)
أما عن شخصية الملثم فقد ظهر أن نظريتي صحيحة :biggthump
وعن نهاية القصةالمفتوحةفقدتضايقت منها في بادئ الأمر
ولكن لقد وضعت الأجوبة التي أتخيلها للأسئلة التي طرحتها
هل سينتصر عمار أم الملثم الحيدي؟
الملثم
هل سينجوزياد؟
نعم سينجو
من هو المريض الأخر؟هل هو شاهر؟اذا كان شاهر هل سينجو؟
المريض الدكتور علام وقدضربه الملثم
ليس شاهر
نعم شاهر سينجو
ان انتصر عمارهل سيغيرحياته؟وهل سيتزوج سوسن؟
لقدمات عماروسوسن ستتزوج اماشاهر أوزياد



في النهاية أرجو منك الاستمرار في كتاباتك الممتعة
فربما عندما تنتهي تطبعها ونقوم نحن بشرائها

السراب الملتهب
22-03-2005, 06:22 PM
القصة كلها رائعة


لكن انا لا احب النهايات المفتوحة :31:

خاص أن القصة تحتاج لنهاية كاملة

tootaa18
22-03-2005, 06:57 PM
القصة روووووووووووعة
مع أني ما أحب النهايات المفتوحة إلا أن لها ميزات حلوة:
- القارئ يقدر يتخيل الأحداث على كيفه :icon6:
- الكاتب يقدر يكمل على القصة ويسويلها جزء ثاني إذا حب لأن مالها نهاية واضحة :biggthump


مشكوووووووووووووووور أخوي سيلفر على القصة الحلوة وانشالله تستمر في كتاباتك الرائعة :D

LongJohnSilver
24-03-2005, 12:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

إخوتي وإخواني (السيدات أولاً :D )

في الحقيقة ، كما قلت لكم ولكن.. في كثير من الأحيان ، أنا أيضاً لست دائماً أحب النهايات المفتوحة ، لكن هذه القصة بالذات - في رأيي - يجب أن تكون ذات نهاية مفتوحة..
حتى أنا ، لايمكنني توقع ماسيحصل بنسبة 100% ، كما أن النهاية المفتوحة تؤدي الغرض الذي في بالي أكثر..

وإليكم الردود أيها الأفاضل:

foofoo ، توقعك صحيح ولكن مع تعديل بسيط.. الملثم ليس عمار بلى مشاعر ، بل هو عمار ، ولكن شرير.. بدون خير.. شر مجسم.. هذه العبارة أبلغ.. آسف بخصوص النهاية المفتوحة ، لكنني لم أضعها إلا بعد تفكير طويييييل.. إن شاء الله سأحاول الاستمرار في الكتابة.. أرجو منكِ زيارة الرواية الثانية ، الرابط موجود في توقيعي.. ولاداعي للشراء ، كل شيء مجاني في المنتدى :D .. لا أحد من الناس الذين يعرفونني حقاًَ يعلمون أنني أقوم بالكتابة..

السراب الملتهب ، صدقني أخي.. أنا سعيد لأن القصة أعجبتك.. وقد قلت لكم رأيي مسبقاً بخصوص النهاية المفتوحة.. أشكرك على متابعتك أخي الفاضل

tootaa18 ، شكراً لكِ أختي.. وكما تفضلتِ ، النهايات المفتوحة لها ميزات أيضاً...

السراب الملتهب
25-03-2005, 05:58 AM
بصراحة


النهاية المفتوحة لا تصلح هنا

لأن النهايات المفتوحة تصلح عندما نعرف النتيجة تماماً

مثل : أن نتأكد من ان عمار سيهزم الملثم لكن لا نعرف كيف .... وهكذا

هذا رأيي

الديناميكي
25-03-2005, 05:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أخي الكريم سيلفر أهنئك على هذه القصة الأكثر من رائعة:


ولكن يا أخي مع جمال هذه القصة إلا أنه يوجد بها بعض النقص وهو:

أنك لم توضح لنا هدف الدكتور علام من ذلك كله.

هل هدف الدكتور علام من هذا الكلام كله الإنتفام من عمار؟

ولماذا ينتقم من عمار مادام أخذ الخلايا من جسده ومع إرادته ؟

ومادخل أهل عمار قتلهم الملثم لماذا.



لقد كان الأحرى بك أن تجعل أهداف الدكتور علام هو السلطه والإستيلاء , لا مجرد مطاردة عمار



أما بالنسبة لغلاف القصة (( فتى أبى حياة الضعفاء )) لا ينطبق مع أحداث القصة فعمار كان ضعيفاً ويحب حياة الضعفاء إلى أخر جزء في القصه



أخيراً:

هذا ما وسعني أن أذكره

مع تحياتي

LongJohnSilver
26-03-2005, 04:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.. أشكركم جميعاً على متابعتكم.. علي القيام ببعض التوضيح إذاً إخوتي الأفاضل وأخواتي الفاضلات.. ، ولكن بعد الردود..



السراب الملتهب ، سأخبرك أخي وجهة نظري ، وبعدها احكم.. هل في رأيك النهاية المفتوحة تصلح أم لا.. (اقرأ كلامي بعد أن أرد على الأخ الديناميكي)

الديناميكي ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. العفو يا أخي العزيز.. في الحقيقة دعمكم المستمر لي ساعدني كثيراً.. شكراً لكم على المتابعة..
أولاً: البروفيسور علام شخص شرير ، يستخدم علمه إجراء تجارب بغية القوة..
ثانياً: لا.. كان هدفه في البداية هو الحصول على القوة باستكمال تجربة سابقة.. لكن ، بعد أن رأى إصرار عمار شعر بأن غروره قد تحطم ، فقرر أن يؤذيه وينتقم منه..
ثالثاً: اقرأ الجواب السابق
رابعاً: الملثم هو عمار بدون خير.. أو عمار شرير 100% ، ولسبب لا أحد يعرفه كره جسده الأصلي الذي استنسخ منه وقرر إلحاق الأذى به..
خامساً: هدف البروفيسور علام الأساسي هو.. كما قلت لك ، ليس الانتقام من عمار. الانتقام من عمار كان سببه أنه شعر بأن عمار كسر غروره.. هدف البروفيسور علام هو القوة
سادساً: كما ذكرت ، الغلاف من تصميم الأخت الفاضلة صديقة زيرو.. صممته - جزاها الله خيراً - تطوعاً منها ودون أن أطلب منها ذلك.. يمكنك أن تسألها عن وجهة نظرها..
سابعاً: حياك الله أخي العزيز ، ولاتحرمنا من آرائك..


في الحقيقة.. ربما أكون مخطئاً في بعض أفكاري ، لكن الملثم - كما أسلفت - هو عمار الحديدي.. لكن مختلف.. عمار الأصلي هو إنسان عادي ، فيه خير ، وفيه شر ، مثل معظم البشر..
الملثم كان نسخة من عمار ، لكن بدون أن يحتوي على الخير الذي في عمار ، بل الشر الذي في أعماقه فقط..
المعركة كانت - في وجهة نظري - معركة بين شخص وبين الشر الذي في داخله.. لا يمكن أن نعد انتصاراً لحظياً انتصاراً أبدياً ، لكن ذلك حصل في القصة بشكل ما ، حين قاتل عمار شروره مجسمة.. ويبقى السؤال: من ينتصر؟ الشر في هذا الإنسان العادي؟ كما رأيتم ، المعركة كانت في صالح الملثم.. لكن حين قرر عمار استخدام قوته الخاصة (يمكنكم اعتبارها قوة الخير) كان يفكر بأن النتيجة قد تصبح في صالحه..
ويتكرر الأمر في حياتنا الطبيعية.. فتارة ينتصر الخير الذي في داخلنا ، وتارة تنتصر أنفسنا الأمارة بالسوء.. إن انتصر الخير بداخلنا مرة ، فلايعني بالضرورة أنه فاز فوزاً مطلقاً ، والعكس صحيح..
واجه عمار معركة أخيرة ، بين الشر الذي فيه ، واستخدم في نهايتها الخير الذي فيه.. فمن ينتصر؟
هذا متروك لخيال القارئ...
عارف ، البعض راح يقول: "تكفى يالحكيم!" لكن هذه وجهة نظري..

جمال الليل
27-03-2005, 12:05 AM
السلام عليكم أيها الاحبه ....
و على الروائي خاصة..:)
وأعتذر لعدم الرد في الذي مضى :( ...من القصة ... (( الرواية :) )) أيها الروائي تهانينا لك ولرحك المثابره ..
في الحقيقة ... لا أعرف ماذا أضيف من كلمات قصير ...
قد لاتقدم شيء ولا تؤخر شيء ...
ولكن أتمنى ان تكون في الحسبان و في عين الاعتبار .. لك انت أيها السلفري ..
في الواقع أن القصة نالت أعجاب معظم الجميع ... وهذه نقطه في صالحك;) ...
ولكن ماهي النتيجه:33: :06: المرجوه في هذه القصه التي بلغت العشرين ... من الفصوووول ...
ما هي النتيجه الفعليه من حياتنا اليومية ... في حياتنا الرسالة تجاه الله سبحانه وتعالى ...
هل معقوووول :bigeyes: أن تقرء هذه القصة و بعدها لا نستفد منها في حياتنا و لا تترك أثرا واضحا ...
و الذليل,,,,,,,,,
أن معظم الاعضاء الذين ردوا لم يقل أنه عاش منها شيء في حياته و أنه أعجب في حل
مشكله من مشاكله الحياتية ....
كأني أنقصت من شأن القصة ( أعتذر ) .... ولكن أحب معرفة ماهي النتيجة المرجوه في القصة
و ان أحضى بردك المقنع أنشاء الله



سلمت يداك يا أخي ودمت لنا روائياً مخظرما ...
تحياتي الحاره إليك ..:) من جمال الليل

LongJohnSilver
29-03-2005, 03:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

جمال الليل ، وعليكم السلام أخي الفاضل.. ليست مشكلة أخي ، وتكفيني متابعتك الكريمة.. وبارك الله فيك وشكراً.. الحمد لله أن القصة نالت الإعجاب.. هذا بفضل الله..

في الحقيقة ، وكما قلت لك من قبل.. أنا لست أجد فائدة من هذه القصة ، ولم أقل يوماً بأنها واقعية أو أنها قد تحدث لأي منا أو أنه من الممكن أن يكون لها أثر في الحياة اليومية.. لو لاحظت.. القصة أشبه بالخواطر ، وهي بطيئة الأحداث.. لم أكتب القصة لأفيد القارئ ، وهذا لايعني بالضرورة أن القصة ضارة ، وليس أمراً سيئاً على ما أظن..
هذا كل مالدي.. إن كنت تحب ، يمكنك محادثتي على الماسنجر..

وأهلاً وسهلاً وحياك الله :)

عاشقة مجنونة
29-03-2005, 03:43 PM
ارجو ان تكمل لنا انت القصة فأنا لا احب النهايات المفتوحة وأحب دائماً أن أعرف النهاية من الكاتب مع أنني يمكن أن أكتب لها نهاية فأنا أيضاً أكتب القصص ولكن عندما أقرأقصة ليست كاملة فأني أحس بأن الكاتب لم يكن عليه أن يتعب نفسه ويكتب القصة مادام لا ينوي أكمالها............

أعتذر ان كنت قد أطلت عليك ولكن أرجك أكمل القصة

أو أبعث لي تكمات القصة لو كان بقية أعضاء المنتدى لا يمانعون النهايات المفتوحة ويستطيعون أكمالها


أرجو أن ترسل لي الرد في أقرب فرصة
وآسفة لأنني أطلت عليك ولأنني تأخرت في المرور ولكن ما باليد حيلة........الامتحانات:17: :17:

LongJohnSilver
29-03-2005, 03:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد:

عاشقة مجنونة ، أهلاً بكِ أختي الفاضلة.. لاعليكِ ، لاداعي لأن تعتذري.. كلنا مشغولٌ بالامتحانات.. أشكركِ على المتابعة المستمرة..
بخصوص النهاية ، يبدو أنكِ لم تقرئي ردودي على الأعضاء التي كتبتها بعد الفصل الأخير.. نهاية القصة هي تلك النهاية المفتوحة ، لو كنت قد وجدت نهاية أخرى لكنت قد كتبتها ، ولم أكن لأضع نهاية مفتوحة للقصة.. يمكنكِ تخيل ماسيحدث بنفسكِ... وأعيد القول مرة أخرى: لست كثيراً أتقبل النهايات المفتوحة ، لكنها في بعض الأحيان تكون الحل الأفضل..

~*~سحابة صيف~*~
31-03-2005, 06:21 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وأخيراً أكملت القصة :D
القصة رائعة وشيقة وممتعة ومثيرة،شكراً جزيلاً لك على هذا الجهد الكبير الذي بذلته ما شاء الله القصة نالت إعجاب الجميع.
أما بالنسبة للنهاية المفتوحة فأنا ممن لا يحبونها أيضاً لكنها هنا مناسبة ولم أتضايق منها أبداً.
بارك الله فيك وننتظر التكملة في روايتك مشاري والأعضاء يبحثون عن الحكمة:)

LongJohnSilver
02-04-2005, 04:12 PM
ranoosh (http://www.montada.com/member.php?u=183923) ، يا أهلاً وسهلاً بكِ أختي الفاضلة.. العفو أختي ، شكراً لكِ على مروركِ الكريم وتشجيعكِ المستمر.. في الحقيقة ، كما قلتِ أنتِ.. أنا أيضاً لست أحب النهايات المفتوحة ، لكنها هي الأنسب لهذه القصة.. والقصة يبدو أنها (سقطت) من أعين الجميع بسبب النهاية..
قريباً إن شاء الله سأرفق المزيد من الرواية الأخرى: مشاري والعأضاء يبحثون عن الحكمة

JARRASH
12-04-2005, 07:14 PM
مشكو على القصة


وأعتذر اذا تأخرت ولا الإختبارات هي السبب


وأما عن النهاية فهي أكثر من رائعة











والسلام... ;)

LongJohnSilver
13-04-2005, 01:52 PM
أخوي JARRASH (http://www.montada.com/member.php?u=88903) ، مشكور على مرورك الكريم ، والله يعطيك العافية..
مو مشكلة ، مافي داعي للاعتذار.. وأنت من القلائل الذين أعجبتهم نهاية القصة ^_^

_(DEVIL)_
14-04-2005, 06:27 PM
تسلم يدك اللي فوقي

LongJohnSilver
16-04-2005, 07:49 PM
_(DEVIL)_ (http://www.montada.com/member.php?u=118950) ، الله يسلمك أخوي ، وشكراً على مرورك الكريم

rob lowe
17-04-2005, 09:48 PM
جون سيلفر الله يسعدك على هاذي القصه و نهايتها امتعتنا و لا تحرمنا و سلملي على جزيرة الكنز .

LongJohnSilver
18-04-2005, 12:11 PM
rob lowe (http://www.montada.com/member.php?u=30002) ، الله يسلمك أخوي ويعطيك العافية ^__^
وشكراً على المرور الكريم ^ ^

Sonic
22-04-2005, 08:43 PM
اخي سلفر عندما قرأت الرد الأخير في هذه القصة سخرت منها وحكمت عليها بالفشل لكن بعد ان اقنعتني بقرائتها اعجبت بها
بل اعجبتني النهاية المفتوحة لكن هناك شيء لم يعجبني وهي اجابات الأخت فوفو فقد كانت اجابات سلبية للغاية<<اعتذر فوفو لكن هذا رأي
وهذه هي اجاباتي:


هل سينتصر عمار ام الملثم الحديدي؟

سيستخدم عمار الطاقة الصافية وسيطرد كل الأفكار الشريرة عنه وسيقضي على الملثم الحديدي


هل سينجو زياد؟

طبعاً


من المريض الأخر؟وهل هو شاهر؟وهل سينجو؟

انا اعتبر الجزء الأول من السؤال غير ضروري طبعاً شاهر

اما الجزء الثاني فإجابته طبعاااااااااً

اما الجزء الثالث منه فإجابته يجب ان ينجو


ان انتصر عمار هل سيغير حياته؟ وهل سيتزوج سوسن؟

نعم فقد صفى كل مافي قلبه من حقد وافكار سيئه

نعم سيتزوج سوسن وسيكتشف علاج لمرضهما وينجبان ولداً يسميانه حمزه

LongJohnSilver
25-04-2005, 12:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخوي (سونك)

أشكرك كثيراً على البر بوعدك والمرور الكريم على روايتي هذه.. ذلك أسعدني كثيراً..

أنت من القلائل الذين أعجبوا بالنهاية المفتوحة.. وبالنسبة إجابات الأخت foofoo ، فهذه وجهة نظرها.. هي ترى أن قوى عمّار الشريرة سوف تسيطر عليه وتدحره..

وهذا ليس عيباً في وجهة نظرها.. أقول لك بصراحة ، أنا فكرت ملياً في الجواب ، ولما حرت وضعت نهاية مفتوحة. كان ذلك أحد أسباب وضعي للنهاية التي قرأتها..

بعض النقاط كانت لدي بعض الأفكار فيها ، لكنني رغم ذلك فضلت أن أتركها مفتوحة..
مثلاً ، أنا أرى أن زياد سينجو ، وأن المريض الآخر هو شاهر وسينجو..

لكنني لست أعرف وليس لدي رأي بخصوص المعركة بين عمار والملثم.. من سيفوز؟ من سينجو؟ وكلما فكرت في احتمال طغى عليه الاحتمال الآخر.. ماذا يعني ذلك؟ يعني أنني فكرت بالاحتمالين.. وأحدهما أن عمار سوف يخسر كما قالت الأخت في ردها..

لكن ذلك ليس مهماً..

شكراً لك أخي ، ولاتحرمنا من مرورك الكريم

Tranedo
17-05-2005, 07:32 PM
ماشاء الله تبارك الله

القصة ابداااااااع × ابداااااااع
والمؤلف مبــــــــدع

شكرا لك اخوي على القصة والنهاية الرائعة

LongJohnSilver
19-05-2005, 07:28 PM
Tranedo (http://www.montada.com/member.php?u=48494) ، حياك الله أخي العزيز ^__^
مشكور على مرورك الكريم ، وشكراً لأنك رديت (كل مازادت الردود كل ماكان أحسن ^ ^)
والحمد لله.. أن من الفئة التي أعجبتهم النهاية

JARRASH
19-05-2005, 07:44 PM
انا رديت عليك وبرد عليك مرة ثانية بعد ماسمعتك تقول



وشكراً لأنك رديت (كل مازادت الردود كل ماكان أحسن ^ ^)


















والسلام...;)

LongJohnSilver
27-05-2005, 04:08 AM
JARRASH (http://www.montada.com/member.php?u=88903) ، أخوي العزيز.. أشكرك على متابعتك الدائمة لي ، واهتمامك ، وروحك الأخوية الطيبة ^__^
لكن الرد لمجرد الرد ، يحول الموضوع إلى شات.. وفي هذه الحالة قد يقفل.. ماقصدته بكثرة الردود ، أي تعليق أو سؤال ، أو حتى شكر على القصة أو ما شابه.. تقبل مني خالص شكري لشخصك الكريم ، ووافر احترامي وتقديري

arnous
09-06-2005, 05:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتت أن أشكر المؤلف على جهوده وعلى القصة الجميله
وبصراحه أنا أول مره أفكر أقرا قصص لاني لا أحب القصص الطويله او بالحرى لا احب القرائة كثيرا ومن حسن حظي أن القصه كانت متكتمله عندما أردت قرائتها لأني لا أحب الإنتظار حتى تنتهي القصه وهي
الشيء الثاني هي القصه أخذت من وقتي الكثير والشيء الرئيسي الذي جعلني أبادر بقرائتها وخو أن كنت في الكليه طفشااااااااااان ومافي شيء أسويه ففتحت موقع المنتدى وهم من أفضل المنتديات بالنسبه لي رغم أنني لا أشارك فيهإلا أنني لا أستطيع النوم من غير ماسوي طله عليه فوقعت عيماي على الصرخه العظيمه فقلت في نفسي خير خليني اشوف ايش هاذي الصرخه ورحت قاري القصه كلها
وجزاك الله كل خير وتحياتي إلك :ciao:

LongJohnSilver
11-06-2005, 02:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتت أن أشكر المؤلف على جهوده وعلى القصة الجميله
وبصراحه أنا أول مره أفكر أقرا قصص لاني لا أحب القصص الطويله او بالحرى لا احب القرائة كثيرا ومن حسن حظي أن القصه كانت متكتمله عندما أردت قرائتها لأني لا أحب الإنتظار حتى تنتهي القصه وهي
الشيء الثاني هي القصه أخذت من وقتي الكثير والشيء الرئيسي الذي جعلني أبادر بقرائتها وخو أن كنت في الكليه طفشااااااااااان ومافي شيء أسويه ففتحت موقع المنتدى وهم من أفضل المنتديات بالنسبه لي رغم أنني لا أشارك فيهإلا أنني لا أستطيع النوم من غير ماسوي طله عليه فوقعت عيماي على الصرخه العظيمه فقلت في نفسي خير خليني اشوف ايش هاذي الصرخه ورحت قاري القصه كلها
وجزاك الله كل خير وتحياتي إلك :ciao:

وعليكم السلاااااااام ورحمة الله وبركاته.. أهلاً أخوي العزيز الفاضل ، حياك الله ^_^

أنا معاك.. ما أحب أتابع القصص ، لكن من حسن حظي أنا ، أنك أنت قرأتها ^^

بس لا تكون طفشت أكثر بعد ما قرأت القصة
عاد زين أنك شفت وش هي الصرخة هذي :أفكر:

جزاك الله خيراً انت أيضاً أخي ، وحياك الله وشكراً على مرورك الكريم والرد ^_^

islam x
12-06-2005, 05:38 AM
موضوع رائع و قصه رائعه ولكن في رأي عيبه الأكبر والوحيد ان لها نهايه مفتوحه

(فأنا لا اقدر علي استحمال النهايات المفتوحه)

و رأي أن ما سيحدث هو:

يفوز عمار وينجو زياد وشاهر و يتزوج عمار سوسن و المريض هو د.علام و قد ضربه عمار الأخر

و ان د.علام علام سيموت بسبب الأصابه

و عندما يفوز عمار يغشي علي عمار الأخر (عمار الشرير) و يأتي البوليس و يعرفون عن طريق
ترك عمار للورقه فيأتي د.احمد ويقرأها فيذهب للبوليس و يقبض علي عمار الأخر و يبرأ عمار

الحديدي ويكتشف ان هناك خطأ حدث عند الاستنساخ أدي لمرض عمار الأخر (عمار الشرير)
فيموت عمار الأخر بسببه و يطلب منه السيد قرشت أن يأخذ بعض المال منه ليرده عندما ينجح في الحصول ل علي عمل ولا يرضي فيجد له عمل (فراش في احد شركات اصدقائه)
ويعيش حياه عاديه مثل كل الناس ويجد علاج لزوجته (سوسن) و ينجب ولد يسميه حمزه بسبب حزنه علي أخاه وعلي انه مات دون أن يعرف أن أخاه طيب(عمار الحديدي)
و هذه هي توقعاتي و أكرر اعجابي بالقصه و أن عيبها الوحيد أن نهايتها مفتوحه
و شكرا:)

LongJohnSilver
14-06-2005, 08:34 PM
موضوع رائع و قصه رائعه ولكن في رأي عيبه الأكبر والوحيد ان لها نهايه مفتوحه

(فأنا لا اقدر علي استحمال النهايات المفتوحه)

و رأي أن ما سيحدث هو:

يفوز عمار وينجو زياد وشاهر و يتزوج عمار سوسن و المريض هو د.علام و قد ضربه عمار الأخر

و ان د.علام علام سيموت بسبب الأصابه

و عندما يفوز عمار يغشي علي عمار الأخر (عمار الشرير) و يأتي البوليس و يعرفون عن طريق
ترك عمار للورقه فيأتي د.احمد ويقرأها فيذهب للبوليس و يقبض علي عمار الأخر و يبرأ عمار

الحديدي ويكتشف ان هناك خطأ حدث عند الاستنساخ أدي لمرض عمار الأخر (عمار الشرير)
فيموت عمار الأخر بسببه و يطلب منه السيد قرشت أن يأخذ بعض المال منه ليرده عندما ينجح في الحصول ل علي عمل ولا يرضي فيجد له عمل (فراش في احد شركات اصدقائه)
ويعيش حياه عاديه مثل كل الناس ويجد علاج لزوجته (سوسن) و ينجب ولد يسميه حمزه بسبب حزنه علي أخاه وعلي انه مات دون أن يعرف أن أخاه طيب(عمار الحديدي)
و هذه هي توقعاتي و أكرر اعجابي بالقصه و أن عيبها الوحيد أن نهايتها مفتوحه
و شكرا:)


أول شي أخوي ، أحب أشكرك على مروروك الكريم ، اللي أكيد خلى القصة أحسن ^_^

بخصوص النهاية المفتوحة ، في الحقيقة.. الآراء تختلف.. أنا لا أحب النهايات المفتوحة ، لكنني مقتنع بأن بعض الأشياء تستحق نهاية مفتوحة فقط..

الغرض الذي في نفسي ، الذي من أجله كتبت هذه القصة لا تنفع له نهاية إلا مفتوحة (هذا رأيي الشخصي على أية حال)

وكما أن الأغلبية اعترضوا على النهاية المفتوحة ، إلا أن البعض [على الماسنجر] وصفها بأنها رااائعة..

ممممم.. والله أفكارك حلوة بخصوص الأحداث.. :أفكر:
أنا ما فكرت ب هذي أبداً..

تسلم على المرور أخوي ^_^
ولا تحرمنا من مرورك على مواضيع ثانية ^_^

islam x
15-06-2005, 07:39 AM
أشكرك و أوضح أن رأي أن النهايه المفتوحه لا تنجح لأن النهايات المفتوحه تجعل القارئين لا يستمتعون بالنهايه أهم شئ في القصه ولذلك أعترض البعض اما البعض الأخر فهو يريد أن يتخيل النهايه وحده و يستمتع بتخيلها و كما تري أنا من النوع الأول .
و شكرا.

تيا المرحة
17-06-2005, 10:30 PM
مشكور خوي LongJohnSilver

على القصة الرائعة واعترف ان لديك موهبة رائعة في تأليف القصص

واسلوب رائع في تنسيق الافكار و تجزيئها

ننتضر منك قصص أخرى بإذن الله

جزاك الله ألف خير

:ciao:

LongJohnSilver
21-06-2005, 09:29 PM
islam x ، العفو أخوي.. وكما تفضلت.. لكل وجهة نظر ، وطريقة في التفكير.. والحقيقة نسبية وغير نطلقة ، بعض القصص لاتصلح لها النهايات المفتوحة على الإطلاق ، وبعضها قد ينفع..

تيا المرحة ، أهلاً أختي ، العفو ، ومشكورة على مروركِ الكريم.. :)
لقد أخجلتِني بكلامكش الجميل..
عموماً ، توجد لدي قصة أخرى ، موجود رابطها في توقيعي.. أتمنى أن تتفضلي بقراءتها..

Dr.Virous
28-06-2005, 04:48 AM
شرايك لو اسوي القصة رسوم متحركة !؟

اذا تبي كلمني على هذا الإيميل لأني انا مسوي اكثر من انيمي لقصص ثانية

Fahad1_M@hotmail.com

LongJohnSilver
29-06-2005, 01:11 AM
شرايك لو اسوي القصة رسوم متحركة !؟

اذا تبي كلمني على هذا الإيميل لأني انا مسوي اكثر من انيمي لقصص ثانية

Fahad1_M@hotmail.com

:11: :11: :11:

أول شي أخوي ، مشكووور جداً جداً على مرورك الكريم.. الله يعطيك العافية ^_^

ثانياً ، بخصوص الطلب ، أنصحك تنسحب.. أخاف أصدق :jester:

عموماً ، أضفتك عندي ^_^

ابو الدحم
02-07-2005, 05:41 AM
أشكرك على هذه القصة

الجميلة

لم اشعر بمرور الوقت وانا اقرئها

LongJohnSilver
02-07-2005, 09:21 PM
ابو الدحم ، أشكرك أخي الكريم على مرورك ، هذا يعني الكثير حقاً بالنسبة لي.. لاتحرمنا من مرورك على مواضيع أخرى لي ، وتقبل جزيل شكري ^_^

MLoOoKA
15-07-2005, 10:45 AM
ثانكس عالقصة الروعة

LongJohnSilver
15-07-2005, 06:46 PM
ثانكس عالقصة الروعة
العفو يا أختي ، مشكورة على مروركِ الكريم :)

Dr.Virous
16-07-2005, 01:35 AM
توني خلصت من شغلي ببتدي في عملها لأنيمي كما وعدتك الحين برسم الشخصيات

^^

LongJohnSilver
16-07-2005, 10:09 PM
توني خلصت من شغلي ببتدي في عملها لأنيمي كما وعدتك الحين برسم الشخصيات

^^

أوكي أخوي الله يعطيك العافية ، ومشكور على مرورك الكريم ^_^

النجمة الداكنة
20-07-2005, 11:30 AM
السلم عليكم ورحمة الله وبركاته...
كما يبدو من عدد مشاركاتي أنني عضوة جديدة في المنتدى...
أحببت أن اهنئك على هذا الإبداع الرائع والمميز...
أخي أنتظر التكملة بفارغ الصبر>>>فلا تتأخر علينا.
وشكرا
(أول مرة أرد على أحد بالمنتدى باللغة العربية الفصحة).

LongJohnSilver
20-07-2005, 08:50 PM
السلم عليكم ورحمة الله وبركاته...
كما يبدو من عدد مشاركاتي أنني عضوة جديدة في المنتدى...
أحببت أن اهنئك على هذا الإبداع الرائع والمميز...
أخي أنتظر التكملة بفارغ الصبر>>>فلا تتأخر علينا.
وشكرا
(أول مرة أرد على أحد بالمنتدى باللغة العربية الفصحة).

بسم الله الرحمن الرحيم.. أختي الفاضلة ،

في البداية ، أشكركِ على مروركِ الكريم وعلى قراءتك للقصة ^_^

وإنه حقاً لشرف لي ، أن تكون إحدى مشاركاتكِ الأولى في أحد مواضيعي القليلة..

أهلاً بكِ بيننا ، وعقبال الرقابة :biggthump

القصة انتهت ، ولاتوجد تكملة.. لا تحرمينا من تواجدكِ إختي الفاضلة ، وإن شاء الله ماتكون آخر مرة تردين على أحد باللغة العربية الفصحى :jester:

النجمة الداكنة
23-07-2005, 07:09 PM
انتهت القصة :bigeyes: ....
يا خراااااااااااااااااااااااااااااابي...
وش رايك تسوي الجزء الثاني من المسلسل>>>خخخخخخخخخخخخخ امزح :09: !!!!
ما توقعت النهاية تكون جدي أبدا>>>يللا ما عليه.
شكرا شكرا شكرا شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااا.

تحياتي :ciao: :
النجمة الداكنة.
بس لا تنس فكر في اقتراحي.

LongJohnSilver
24-07-2005, 05:16 AM
انتهت القصة :bigeyes: ....
يا خراااااااااااااااااااااااااااااابي...
وش رايك تسوي الجزء الثاني من المسلسل>>>خخخخخخخخخخخخخ امزح :09: !!!!
ما توقعت النهاية تكون جدي أبدا>>>يللا ما عليه.
شكرا شكرا شكرا شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااا.

تحياتي :ciao: :
النجمة الداكنة.
بس لا تنس فكر في اقتراحي.

أهلاً أختي الفاضلة ، كيف حالكِ؟

أشكركِ على مروركِ الكريم مجدداً ،
بخصوص النهاية ، الكثيرون اعترضوا عليها ، والقليلون (لكنهم موجودون) أُعجِبوا بها جداً..
بخصوص الجزء الثاني ، مممم.. :33: حتى لو فرضاً بغيت أسوي ، وش راح تكون القصة؟ وش بيصير للبطل؟ وش محور القصة والهدف منها؟ مين الشرير؟ لكن إن شاء الله ، أنا أفكر أصلاً أكتب قصة ثانية ، أو بالأحرى ثالثة، لعل وعسى أن تنال إعجابكم إن شاء الله..

بفكر في اقتراحك مرة ثانية على كل حال ،
عفواً عفواً عفواً عفوااااااااااااااااااااااااااااااااااا.

الــنرجــســـيـــه
28-07-2005, 05:17 AM
مشكوور أخوي قصة رائعة جدا
أدري متأخر بقوة بس.....

أنا ماتعجبني النهايات المفتوحة لكن مثل ماقلت هذي القصة تناسبها النهاية المفتوحة ....
مشكور أخوي وراح أجاوب لك على الأسئلة

إحم إحم <<<وخروا عنه بدأ يتفلسف

هل سينتصر عمار أم الملثم؟
أنا أقول إنه بينتصر عمار لأن الخير ينتصر على الشر...

هل سينجو زياد؟
نعم سينجوا لأني أحب النهايات السعيدة<<< وش دخلهم برايك

من هو ذلك المريض الآخر؟ هل هو شاهر؟ وإن كان شاهر فهل سينجو هو أيضاً؟
أنا أتوقع إنه شاهر وبينجو طبعا
لأنه يكفي أن أخوه حمزة مات قدامه ...

إن انتصر عمار فهل سيغير حياته؟ وهل سيتزوج سوسن؟
أنا أقول بتتغير حياته بس ما تتوقع قوية لو يتزوج سوسن
بس يله يتزوجها ويعوض ويتغلب على كل هل مشاكل والألام الى واجهها

ومشكوووور
مشكوور
وأسف طولت عليكم بكثر فلسفتي
بس القصة رائعة جدا ومشوقة....

LongJohnSilver
28-07-2005, 04:36 PM
مشكوور أخوي قصة رائعة جدا
أدري متأخر بقوة بس.....

ومشكوووور
مشكوور
وأسف طولت عليكم بكثر فلسفتي
بس القصة رائعة جدا ومشوقة....

العفو أخوي العزيز ، ومشكور على مرورك الكريم ^__^

أنت من القلائل اللي اقتنعوا بالنهاية وفهموا وجهة نظري ^_^ (الحمد لله)

ههههه عادي ، كلنا بيحب النهايات السعيدة.. لكن ، هل هي دائماً تحصل؟

أشكرك أخوي مرة ثانية ، ولاتحرمنا من مرورك الكريم..

عادي لا طولت ولا شي ، بالعكس أنا فرحت لما أنت مريت.. وردك لا متأخر ولا شي :)