رهيـن المحبسيـن
05-12-2004, 08:41 PM
لمَ لاتغني ؟ هل مللت الغناء ؟
مسكين أنت ، طالما كنت تغني ، ولا تطربني
مثلما كنت أغني أنا ، لمن لاتطرب لصوتي الحزين
أنت (حبيس) قفص ، وأنا (رهين) حالة ، وقتيل عين
وحبس البلابل ، شبيه بخنق الحناجر ، وقتل القلوب
فأبشر بطول سلامة ٍ يابلبلي..
فالصباح إيذان ٌ بإطلاق السراح
ألا ترغب في الغناء ، أو الشدو ، أو الترنم ؟
حسناً ، إليك هذا الحل الوسط : أنشدني شعراً مما تحفظ
وذلك مابين الإلقاء والغناء !
هيا ، هيا ، فكلي آذان صاغية ، وعظام واهية
يا شجي اللحن ..
أراك ماتزال عصي الدمع ، ساكتاً ، باهتاً ..!!
حسناً ، أنت وشأنك
ومانفع الغناء أصلاً ؟
الغناء لهو ، ومضيعة للأيام ، كالشعر تماماً
جهل ... وغفلة
ياعذب النغم...
كم غنى أهل الطرب ألحاناً منمقة ً..
طويس ، وزرياب ، والموصلي ، وعبدالوهاب، وأم كلثوم ، وفنان العرب
طربوا فأطربوا، غنوا لمن تمنوا، فما إزدادوا إلا اهتزازاً، ينم عن خفة العقول.!
وكم نظم أهل الشعر شعوراً..
ذو القروح ، وشاغل الناس ، وشاعر القطرين ، وأمير الشعراء، والبدر
حتى أصبح الدهر لشعرهم منشداً ، فانتهوا هائمين في كل واد ٍ سحيق.!
كتبوا فغنوا ، أم غنوا فكتبوا ؟ لا أداويك بإجابة شافية.!
ولكن المهم : أنه لم يصل شيء من شعور ، إلا لمن يبكي
أما من يبكى عليه ، فلا يزال غافلا ً
وهكذا قلوب العاشقين ، جاهلة ...لاهية
حناجر ٌ تغني ، وآذان ٌ يغني لها
قصائد تنظم ، ووجوه ٌ ينظم لها
عيون ٌ تبكي ، وأخرى يبكى عليها
وبين غفلة الحب ، وجهل المصير
يضحي الغناء شخيراً
ويمسي الشعر شعيراً
المجنون ، وكثير ، وجميل ... كنت أظنهم قد عشقوا.!
فعلمت أنهم غفلوا ، مع جهل ليلى ، وعزة ، وبثينة
والمصير : كلام ٌ في كلام
حتى أنا وأنت أيها البلبل : كل يغني على ليلاه
وكل يدعي بالوصل ِ ليلى....وليلى لاتقرُ لهم بذاكا..!!
طويس : مضرب أمثال العرب في الشؤم
وقيس : أضحوكتهم في منتديات الأودية
فهل علمت يابلبلي ، مشؤوماً يُطرب ، أو مجنوناً يعشق ؟!!
يازاهي الألوان ..
أنت جميل الريشة والريش ، ورائع اللحن ... شجي النغمات
ولكنك تجهل المقامات ، وعزف الوتريات، لاتجيد سوى الصفير
لم َلاتجيبني ياأحمق ؟ هل تستخف بي ياصغير ؟
آه ، فهمت ، أنت لاتجيد العربية
لا تحزن ، فمحدثك يجيدها ، ولكنه لايستطيع التعبير.!
حشرجة ٌ تعتري صوتك ، وغبارٌ يقطن أشرطتي، وملل يلف أوراقي
لم نعد نسلي بعضنا ، ولانطرب غيرنا..
وهنا يتجه مصير النقاش إلى السكوت ، بعد أن نام أهل البيوت
نعم.. فقد إتخذت قراري ، برمي أوراقي ، وأشرطتي إلى الحاوية
سأستيقظ من أحلامي ، وأكسر كل أقلامي ، ثم أجلس في الزاوية
أما أنت ، فانتظر حتى تلامس خيوط الشعاع ، لتستقل قوافل الوداع
عندئذ ٍ، يكون مصيرك الرحيل ، إلى حيث ألقت ... إلى الهاوية
أنت لاتشدو ، إذاً ... أنت من سقط المتاع
فارتقب الحرية ، مع بزوع الشعاع
لتلقي بك الريح ، إلى مرتع الضباع
بلبلي ... بلبلي ...
لقد بثت الشمس خيوطها ، وجددت الأيام خطوطها
فأهرب إلى البعيد ، وردد ألوان النشيد
أما أنا .. فساعود إلى مصير الحب ... إلى الزاوية
مسكين أنت ، طالما كنت تغني ، ولا تطربني
مثلما كنت أغني أنا ، لمن لاتطرب لصوتي الحزين
أنت (حبيس) قفص ، وأنا (رهين) حالة ، وقتيل عين
وحبس البلابل ، شبيه بخنق الحناجر ، وقتل القلوب
فأبشر بطول سلامة ٍ يابلبلي..
فالصباح إيذان ٌ بإطلاق السراح
ألا ترغب في الغناء ، أو الشدو ، أو الترنم ؟
حسناً ، إليك هذا الحل الوسط : أنشدني شعراً مما تحفظ
وذلك مابين الإلقاء والغناء !
هيا ، هيا ، فكلي آذان صاغية ، وعظام واهية
يا شجي اللحن ..
أراك ماتزال عصي الدمع ، ساكتاً ، باهتاً ..!!
حسناً ، أنت وشأنك
ومانفع الغناء أصلاً ؟
الغناء لهو ، ومضيعة للأيام ، كالشعر تماماً
جهل ... وغفلة
ياعذب النغم...
كم غنى أهل الطرب ألحاناً منمقة ً..
طويس ، وزرياب ، والموصلي ، وعبدالوهاب، وأم كلثوم ، وفنان العرب
طربوا فأطربوا، غنوا لمن تمنوا، فما إزدادوا إلا اهتزازاً، ينم عن خفة العقول.!
وكم نظم أهل الشعر شعوراً..
ذو القروح ، وشاغل الناس ، وشاعر القطرين ، وأمير الشعراء، والبدر
حتى أصبح الدهر لشعرهم منشداً ، فانتهوا هائمين في كل واد ٍ سحيق.!
كتبوا فغنوا ، أم غنوا فكتبوا ؟ لا أداويك بإجابة شافية.!
ولكن المهم : أنه لم يصل شيء من شعور ، إلا لمن يبكي
أما من يبكى عليه ، فلا يزال غافلا ً
وهكذا قلوب العاشقين ، جاهلة ...لاهية
حناجر ٌ تغني ، وآذان ٌ يغني لها
قصائد تنظم ، ووجوه ٌ ينظم لها
عيون ٌ تبكي ، وأخرى يبكى عليها
وبين غفلة الحب ، وجهل المصير
يضحي الغناء شخيراً
ويمسي الشعر شعيراً
المجنون ، وكثير ، وجميل ... كنت أظنهم قد عشقوا.!
فعلمت أنهم غفلوا ، مع جهل ليلى ، وعزة ، وبثينة
والمصير : كلام ٌ في كلام
حتى أنا وأنت أيها البلبل : كل يغني على ليلاه
وكل يدعي بالوصل ِ ليلى....وليلى لاتقرُ لهم بذاكا..!!
طويس : مضرب أمثال العرب في الشؤم
وقيس : أضحوكتهم في منتديات الأودية
فهل علمت يابلبلي ، مشؤوماً يُطرب ، أو مجنوناً يعشق ؟!!
يازاهي الألوان ..
أنت جميل الريشة والريش ، ورائع اللحن ... شجي النغمات
ولكنك تجهل المقامات ، وعزف الوتريات، لاتجيد سوى الصفير
لم َلاتجيبني ياأحمق ؟ هل تستخف بي ياصغير ؟
آه ، فهمت ، أنت لاتجيد العربية
لا تحزن ، فمحدثك يجيدها ، ولكنه لايستطيع التعبير.!
حشرجة ٌ تعتري صوتك ، وغبارٌ يقطن أشرطتي، وملل يلف أوراقي
لم نعد نسلي بعضنا ، ولانطرب غيرنا..
وهنا يتجه مصير النقاش إلى السكوت ، بعد أن نام أهل البيوت
نعم.. فقد إتخذت قراري ، برمي أوراقي ، وأشرطتي إلى الحاوية
سأستيقظ من أحلامي ، وأكسر كل أقلامي ، ثم أجلس في الزاوية
أما أنت ، فانتظر حتى تلامس خيوط الشعاع ، لتستقل قوافل الوداع
عندئذ ٍ، يكون مصيرك الرحيل ، إلى حيث ألقت ... إلى الهاوية
أنت لاتشدو ، إذاً ... أنت من سقط المتاع
فارتقب الحرية ، مع بزوع الشعاع
لتلقي بك الريح ، إلى مرتع الضباع
بلبلي ... بلبلي ...
لقد بثت الشمس خيوطها ، وجددت الأيام خطوطها
فأهرب إلى البعيد ، وردد ألوان النشيد
أما أنا .. فساعود إلى مصير الحب ... إلى الزاوية