كويتي مليح
06-12-2004, 01:38 AM
السُّنة العرب العراقيون والرهانات الخاطئة؟
د. عبد الحميد الانصاري
كاتب قطري
ملاحظة: المقال منشور في الوطن الكويتية
الى متى يظل السُّنة العرب العراقيون في رهاناتهم الخاطئة؟ الى متى يستمرون في اوهامهم وامانيهم الخادعة؟ الى متى تطول غيبوبتهم عن حقائق الساحة العراقية؟ متى يستطيعون تجاوز مرارة المشاعر والاحساس بالغبن ليتداركوا اوضاعهم ويعوضوا عما فاتهم؟ تلك اسئلة جديرة بالطرح مهما كانت قسوتها لان الوضع جد لا هزل والانتخابات على الابواب وكل الاطراف والاطياف السياسية العراقية بدأت العد التنازلي الا اخوتنا العرب السنة اهل الفلوجة وما حولها.
لقد كان سقوط صدام وانهيار نظام الدولة وتفكيك قوى واجهزة الجيش والامن والاستخبارات ومؤسسات الدولة، ضربة للعرب السنة في الصميم، حرمتهم من امتيازات وحقوق واوضاع اعتادوا عليها سنين عددا، فكانت نكبتهم ومآسيهم هي الاكبر، الا انه قد آن لهم ليتداركوا الوضع الجديد ويتكيفوا مع متطلباته فلا سبيل الى عودة عقارب التاريخ، وعراق اليوم غير عراق صدام، وعلى الجميع تناسي كل المرارات للمساهمة في عراق الغد. على العرب السنة تجاوز كل المشاعر الحزينة وكل الاحساسات بالظلم والغبن لاجل مصلحة العراق الواحد، عليهم الافادة من دروس الفشل ليستجمعوا قواهم وينظموا صفوفهم وينسقوا مواقفهم وليقدموا بفاعلية على الانتخابات القادمة، عليهم ان يثبتوا جدارتهم في مقاومة المحتل عبر صناديق الانتخاب فهي وحدها الكفيلة بخروج الاحتلال ان كانوا صادقين حقا في المقاومة كما قال السيستاني سابقا. ألم تكف العديد من الفرص الضائعة؟ وهل نحن بحاجة للمزيد الدروس الخائبة؟
وقد آن للعرب السنة ان يستعيدوا دورهم الضائع لقد تغيرت الظروف بعد سقوط صدام وعليهم الاعتراف بالواقع الجديد، بالامس رفضوا مجلس الحكم واتهموا الاطراف الاخرى بالتخاذل امام المحتل وقد يكون لهم بعض المبررات، لكن الى متى العناد؟ لا اعرف سببا واحدا منطقيا في موقف العرب السنة من الحكومة العراقية!! مشاعر الاحباط لا تبرر الطعن في شرعية حكومة اعترف بها العالم اجمع وقبلتها اغلبية الشعب العراقي!! معاداة المحتل لا تسوغ الطعن في شرعية انتخابات مقررة دوليا وباشراف الامم المتحدة.
لقد راهنوا على تصاعد العمليات الارهابية قبيل الانتخابات الامريكية حتى يهزم بوش وصلوا ودعوا الله من اجل ذلك ثم تمنوا فشل مؤتمر شرم الشيخ تبعا لتمنيات الاعلام العربي ولكن المؤتمر جدد وأكد شرعية دولية جديدة لحكومة علاوي كما في افتتاحية الحياة ـ 24/.11
بل ان قرارات المؤتمر فاقت كل التوقعات وعززت قرار مجلس الامن (1546) في (8/6/2004) بتشكيل مؤتمر وطني وقيام مجلس وطني مؤقت واجراء الانتخابات في موعدها وتحقيق البناء الدستوري كما قال د. شاكر النابلسي في مقالة تحليلية رائعة اتمنى ان يكون قد قرأها كل عربي وكل عراقي، وهي (من شرم الشيخ انطلق مستقبل العراق، الراية 30/11) وفي تعبير بليغ وموجز قال د. شاكر (من قرارات ـ شرم الشيخ ـ وليس من ـ فتاوى الشيخ ـ انطلق مستقبل العراق الجديد امس) لقد راهنوا بالامس على قوى الظلام والعدوان التي ما حلت بدار قوم الا وكانت ايذانا بخرابها، سلموا لها مقاليد امورهم وافسحوا لها بيوتهم ومساجدهم لينشروا الرعب ويسفكوا الدماء، حتى اذا جاء وقت القصاص والحساب، قيل لهم سلموهم او تخلوا عنهم، قالوا: لا طاقة لنا بهم، فنزلت بدارهم الصاعقة وحل بهم وبضيوفهم العذاب، فتعالت اصواتهم وارتفع عويلهم وتباكوا على ما حصل في (الفلوجة) واستنكروا اقتحام بيوت الله وقامت قيامة الفتاوى المنددة هنا وهناك، وهي فتاوى مغرضة لان السؤال: هل اذا تحصّنت قوى العدوان ببيوت الله واتخذوها مستودعا لاسلحتهم، يكونون بمنجاة من العذاب؟
اذن فليتخذ المجرمون من بيوت الله ملاذا آمنا!! ولنر مدى شجاعة اهل الفتوى في اصدار فتاوى تمنع حكوماتهم من التعرض لهؤلاء المجرمين ما داموا تمترسوا ببيوت الله؟ لماذا لم يستنكر هؤلاء المشايخ الاعمال الوحشية لقوى البغي والعدوان؟ لماذا لم يستنكروا السلخانات البشرية في الفلوجة تحت حكم المجاهدين؟ لماذا لم يستنكروا سراديب التعذيب فيها؟
لماذا صمتوا عن تخزين الاسلحة في (50) مسجدا؟ لماذا لم يستنكروا التمثيل بالجثث الامريكية؟ وكما يقول عبد اللطيف الدعيج: الذي دك مساجد الفلوجة هم من تحصنوا فيها، والذين شردوا اهلها هم من احتموا بهم، والذي خرب الفلوجة هو من اختار ان يخوض معركة خاسرة ضد التحالف وضد السلطة الشرعيةـ القبس 18/.11
استفتوا التاريخ: ألسنا اول من ضرب اول واعظم بيت لله (مكة المكرمة) بالمنجنيق، في ظاهرة لم يجرؤ عليها اهل الجاهلية كما يقول محمد جابر الانصاري في مقالته الرائعة ـ افضل المبادىء وأسوأ الاوضاع الخليج 27/10/98؟.
ألم يستبح الامويون مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لمدة (3) ايام، قتلوا فيها (80) صحابيا في وقعة الحرة سنة 683م؟ ألم يضرب (جهيمان) وصحبه بعد ان استشرى بغيه وتحصن ببيت الله الحرام؟ هل كان مطلوبا من الحكومة العراقية ان تتفرج وهي ترى جحافل الشر تستولي على مدن المثلث السني لتمارس مسلسلا ارهابيا كريها، تذبح فيه الابرياء ذبح النعاج؟ هل كان من المفترض ان ترسل اليهم ورودا؟ ـ علي البغلي، القبس 22/.11
لقد كان سقوط الفلوجة متوقعا لكل ذي بصيرة مهما قال المرجفون، وكان زيف المقاومة والجهاد واضحا لكل العقلاء مهما آزرتها الفتاوى وباركها امام المسجد الحرام ـ السديس ـ الذي دعا لهم في ليلة القدر وغيرها قائلا ان الفلوجة ستهزم الاحتلال فلم يستجب الله دعاءه لانه في غير محله وهو لا يعلم شيئا عن الوضع هناك غير ما يقال له ويسمع من الحواريين حوله.
لقد كنت اتمنى مخلصا ان يقرأ العرب السنة ما كتبه عبد الرحمن الراشد على مدى يومين في الشرق الاوسط ـ 1، 2/12 ـ بعنوان (من ينقذ السنة من السنة؟) اذ يقول ـ بشيء من التصرف ـ (لقد مر اسبوع على سقوط الفلوجة وقد تكشفت المسالخ البشرية التي روعت صورها العالم في بيوت سنية في الفلوجة، فهل افلح الخطف والقتل والمتطرفون في شيء لصالح السنة؟... لم يبق على الانتخابات سوى (8) اسابيع، فماذا سيفعلون؟ معركة الفلوجة رغم ما سببته من أذى، انقذتهم من متطرفيهم الذين كانوا يقودونهم للدمار، مثلما حسمت معركة النجف، حال الشيعة، فانخرطوا في الآلة السياسية الجديدة، لكن السنة ما زالوا يشعرون بان كل ما يحدث من حولهم، مؤامرة لتهميشهم، وهنا يرتكبون خطأ كبيرا، بتغليب ظنونهم على التعامل مع الوضع الجديد، وتحصنهم في الفلوجة حولها الى مقبرة لهم، وتبين انعدام خبرتهم في القيادة والمفاوضة بخلاف الشيعة الذين تمرسوا في المعارضة، السنة العرب جزء من النسيج لكنهم حتى الآن خارج المظلة بسبب عنادهم وجهلهم وترك زمامهم للمتطرفين، كان عليهم ان يتذكروا ان متطرفي السنة في بلدانهم العربية لم يفلحوا، حتى يفلحوا في العراق!!) ترى ما الذي جعل هؤلاء يراهنون دائما على الجواد الخاسر؟ اتصور اسبابا اربعة:
1 ـ عدم القدرة على تجاوز مشاعر المرارة والاحباط والاحساس بالغبن بعد سقوط صدام، فهم لا يزالون ضحايا او اسرى مشاعرهم السلبية، بدلا من التفكير السياسي العقلاني كما فعلت الشيعة والاكراد.
2 ـ اغترارهم بمساندة الفضائيات وعلى رأسها (الجزيرة) لطروحاتهم ضد الحكومة العراقية.
3ـ انخداعهم بفتاوى مشايخ حي على الجهاد الذين لا يخجلون من التحريض ضد امريكا وهم يستظلون بحمايتها!! وكذلك ادعية ائمة المساجد وصرخات (وافلوجتاه) ورغم ذلك وصف الزرقاوي العلماء بانهم خذلوا المجاهدين!!
4 ـ مراهنتهم على قوى الظلام، ظنا بقدرتها على مقاومة الاحتلال عن طريق السيارات المفخخة والقنابل التي تودي بحياة الابرياء العراقيين يوميا ومع ذلك لا نسمع استنكارا من المشايخ لهذه الاعمال البشعة!! لقد فشلت كل رهانات السنة العرب، وهم الآن يراهنون على تأجيل الانتخابات بعد ان رفضوها واخشى فشلهم، فيداهمهم الوقت ولا يستعدون للانتخابات وليس ذلك من مصلحة العراق والعرب، على العرب السنة ان يدركوا ان مصالح السنة لا تكون مع اعداء الحكومة العراقية كما يقول خليل حيدر ـ الوطن 22/11 ـ على السنة العرب فك ارتباطهم مع قوى الظلام وعليهم عدم تصديق فتاوى المشايخ وتحريض الاعلام العربي فهي السبب في حالتهم المهمشة، عليهم التخلص من وصاية العرب الفضولين عليهم، عليهم الاهتمام بمصالحهم في الداخل وعدم الالتفات للمخادعين في الخارج فهؤلاء هم السبب في عناد صدام... من قبل... واخيرا اقول كما قال مشاري الذايدي في الشرق الاوسط 23/11/4: «سنة العراق... أليس فيكم رجل رشيد؟» لقد فعلها الحكيم (السيستاني) مع طائفته، فهل من حكيم سني يدخل التاريخ؟
د. عبد الحميد الانصاري
كاتب قطري
ملاحظة: المقال منشور في الوطن الكويتية
الى متى يظل السُّنة العرب العراقيون في رهاناتهم الخاطئة؟ الى متى يستمرون في اوهامهم وامانيهم الخادعة؟ الى متى تطول غيبوبتهم عن حقائق الساحة العراقية؟ متى يستطيعون تجاوز مرارة المشاعر والاحساس بالغبن ليتداركوا اوضاعهم ويعوضوا عما فاتهم؟ تلك اسئلة جديرة بالطرح مهما كانت قسوتها لان الوضع جد لا هزل والانتخابات على الابواب وكل الاطراف والاطياف السياسية العراقية بدأت العد التنازلي الا اخوتنا العرب السنة اهل الفلوجة وما حولها.
لقد كان سقوط صدام وانهيار نظام الدولة وتفكيك قوى واجهزة الجيش والامن والاستخبارات ومؤسسات الدولة، ضربة للعرب السنة في الصميم، حرمتهم من امتيازات وحقوق واوضاع اعتادوا عليها سنين عددا، فكانت نكبتهم ومآسيهم هي الاكبر، الا انه قد آن لهم ليتداركوا الوضع الجديد ويتكيفوا مع متطلباته فلا سبيل الى عودة عقارب التاريخ، وعراق اليوم غير عراق صدام، وعلى الجميع تناسي كل المرارات للمساهمة في عراق الغد. على العرب السنة تجاوز كل المشاعر الحزينة وكل الاحساسات بالظلم والغبن لاجل مصلحة العراق الواحد، عليهم الافادة من دروس الفشل ليستجمعوا قواهم وينظموا صفوفهم وينسقوا مواقفهم وليقدموا بفاعلية على الانتخابات القادمة، عليهم ان يثبتوا جدارتهم في مقاومة المحتل عبر صناديق الانتخاب فهي وحدها الكفيلة بخروج الاحتلال ان كانوا صادقين حقا في المقاومة كما قال السيستاني سابقا. ألم تكف العديد من الفرص الضائعة؟ وهل نحن بحاجة للمزيد الدروس الخائبة؟
وقد آن للعرب السنة ان يستعيدوا دورهم الضائع لقد تغيرت الظروف بعد سقوط صدام وعليهم الاعتراف بالواقع الجديد، بالامس رفضوا مجلس الحكم واتهموا الاطراف الاخرى بالتخاذل امام المحتل وقد يكون لهم بعض المبررات، لكن الى متى العناد؟ لا اعرف سببا واحدا منطقيا في موقف العرب السنة من الحكومة العراقية!! مشاعر الاحباط لا تبرر الطعن في شرعية حكومة اعترف بها العالم اجمع وقبلتها اغلبية الشعب العراقي!! معاداة المحتل لا تسوغ الطعن في شرعية انتخابات مقررة دوليا وباشراف الامم المتحدة.
لقد راهنوا على تصاعد العمليات الارهابية قبيل الانتخابات الامريكية حتى يهزم بوش وصلوا ودعوا الله من اجل ذلك ثم تمنوا فشل مؤتمر شرم الشيخ تبعا لتمنيات الاعلام العربي ولكن المؤتمر جدد وأكد شرعية دولية جديدة لحكومة علاوي كما في افتتاحية الحياة ـ 24/.11
بل ان قرارات المؤتمر فاقت كل التوقعات وعززت قرار مجلس الامن (1546) في (8/6/2004) بتشكيل مؤتمر وطني وقيام مجلس وطني مؤقت واجراء الانتخابات في موعدها وتحقيق البناء الدستوري كما قال د. شاكر النابلسي في مقالة تحليلية رائعة اتمنى ان يكون قد قرأها كل عربي وكل عراقي، وهي (من شرم الشيخ انطلق مستقبل العراق، الراية 30/11) وفي تعبير بليغ وموجز قال د. شاكر (من قرارات ـ شرم الشيخ ـ وليس من ـ فتاوى الشيخ ـ انطلق مستقبل العراق الجديد امس) لقد راهنوا بالامس على قوى الظلام والعدوان التي ما حلت بدار قوم الا وكانت ايذانا بخرابها، سلموا لها مقاليد امورهم وافسحوا لها بيوتهم ومساجدهم لينشروا الرعب ويسفكوا الدماء، حتى اذا جاء وقت القصاص والحساب، قيل لهم سلموهم او تخلوا عنهم، قالوا: لا طاقة لنا بهم، فنزلت بدارهم الصاعقة وحل بهم وبضيوفهم العذاب، فتعالت اصواتهم وارتفع عويلهم وتباكوا على ما حصل في (الفلوجة) واستنكروا اقتحام بيوت الله وقامت قيامة الفتاوى المنددة هنا وهناك، وهي فتاوى مغرضة لان السؤال: هل اذا تحصّنت قوى العدوان ببيوت الله واتخذوها مستودعا لاسلحتهم، يكونون بمنجاة من العذاب؟
اذن فليتخذ المجرمون من بيوت الله ملاذا آمنا!! ولنر مدى شجاعة اهل الفتوى في اصدار فتاوى تمنع حكوماتهم من التعرض لهؤلاء المجرمين ما داموا تمترسوا ببيوت الله؟ لماذا لم يستنكر هؤلاء المشايخ الاعمال الوحشية لقوى البغي والعدوان؟ لماذا لم يستنكروا السلخانات البشرية في الفلوجة تحت حكم المجاهدين؟ لماذا لم يستنكروا سراديب التعذيب فيها؟
لماذا صمتوا عن تخزين الاسلحة في (50) مسجدا؟ لماذا لم يستنكروا التمثيل بالجثث الامريكية؟ وكما يقول عبد اللطيف الدعيج: الذي دك مساجد الفلوجة هم من تحصنوا فيها، والذين شردوا اهلها هم من احتموا بهم، والذي خرب الفلوجة هو من اختار ان يخوض معركة خاسرة ضد التحالف وضد السلطة الشرعيةـ القبس 18/.11
استفتوا التاريخ: ألسنا اول من ضرب اول واعظم بيت لله (مكة المكرمة) بالمنجنيق، في ظاهرة لم يجرؤ عليها اهل الجاهلية كما يقول محمد جابر الانصاري في مقالته الرائعة ـ افضل المبادىء وأسوأ الاوضاع الخليج 27/10/98؟.
ألم يستبح الامويون مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لمدة (3) ايام، قتلوا فيها (80) صحابيا في وقعة الحرة سنة 683م؟ ألم يضرب (جهيمان) وصحبه بعد ان استشرى بغيه وتحصن ببيت الله الحرام؟ هل كان مطلوبا من الحكومة العراقية ان تتفرج وهي ترى جحافل الشر تستولي على مدن المثلث السني لتمارس مسلسلا ارهابيا كريها، تذبح فيه الابرياء ذبح النعاج؟ هل كان من المفترض ان ترسل اليهم ورودا؟ ـ علي البغلي، القبس 22/.11
لقد كان سقوط الفلوجة متوقعا لكل ذي بصيرة مهما قال المرجفون، وكان زيف المقاومة والجهاد واضحا لكل العقلاء مهما آزرتها الفتاوى وباركها امام المسجد الحرام ـ السديس ـ الذي دعا لهم في ليلة القدر وغيرها قائلا ان الفلوجة ستهزم الاحتلال فلم يستجب الله دعاءه لانه في غير محله وهو لا يعلم شيئا عن الوضع هناك غير ما يقال له ويسمع من الحواريين حوله.
لقد كنت اتمنى مخلصا ان يقرأ العرب السنة ما كتبه عبد الرحمن الراشد على مدى يومين في الشرق الاوسط ـ 1، 2/12 ـ بعنوان (من ينقذ السنة من السنة؟) اذ يقول ـ بشيء من التصرف ـ (لقد مر اسبوع على سقوط الفلوجة وقد تكشفت المسالخ البشرية التي روعت صورها العالم في بيوت سنية في الفلوجة، فهل افلح الخطف والقتل والمتطرفون في شيء لصالح السنة؟... لم يبق على الانتخابات سوى (8) اسابيع، فماذا سيفعلون؟ معركة الفلوجة رغم ما سببته من أذى، انقذتهم من متطرفيهم الذين كانوا يقودونهم للدمار، مثلما حسمت معركة النجف، حال الشيعة، فانخرطوا في الآلة السياسية الجديدة، لكن السنة ما زالوا يشعرون بان كل ما يحدث من حولهم، مؤامرة لتهميشهم، وهنا يرتكبون خطأ كبيرا، بتغليب ظنونهم على التعامل مع الوضع الجديد، وتحصنهم في الفلوجة حولها الى مقبرة لهم، وتبين انعدام خبرتهم في القيادة والمفاوضة بخلاف الشيعة الذين تمرسوا في المعارضة، السنة العرب جزء من النسيج لكنهم حتى الآن خارج المظلة بسبب عنادهم وجهلهم وترك زمامهم للمتطرفين، كان عليهم ان يتذكروا ان متطرفي السنة في بلدانهم العربية لم يفلحوا، حتى يفلحوا في العراق!!) ترى ما الذي جعل هؤلاء يراهنون دائما على الجواد الخاسر؟ اتصور اسبابا اربعة:
1 ـ عدم القدرة على تجاوز مشاعر المرارة والاحباط والاحساس بالغبن بعد سقوط صدام، فهم لا يزالون ضحايا او اسرى مشاعرهم السلبية، بدلا من التفكير السياسي العقلاني كما فعلت الشيعة والاكراد.
2 ـ اغترارهم بمساندة الفضائيات وعلى رأسها (الجزيرة) لطروحاتهم ضد الحكومة العراقية.
3ـ انخداعهم بفتاوى مشايخ حي على الجهاد الذين لا يخجلون من التحريض ضد امريكا وهم يستظلون بحمايتها!! وكذلك ادعية ائمة المساجد وصرخات (وافلوجتاه) ورغم ذلك وصف الزرقاوي العلماء بانهم خذلوا المجاهدين!!
4 ـ مراهنتهم على قوى الظلام، ظنا بقدرتها على مقاومة الاحتلال عن طريق السيارات المفخخة والقنابل التي تودي بحياة الابرياء العراقيين يوميا ومع ذلك لا نسمع استنكارا من المشايخ لهذه الاعمال البشعة!! لقد فشلت كل رهانات السنة العرب، وهم الآن يراهنون على تأجيل الانتخابات بعد ان رفضوها واخشى فشلهم، فيداهمهم الوقت ولا يستعدون للانتخابات وليس ذلك من مصلحة العراق والعرب، على العرب السنة ان يدركوا ان مصالح السنة لا تكون مع اعداء الحكومة العراقية كما يقول خليل حيدر ـ الوطن 22/11 ـ على السنة العرب فك ارتباطهم مع قوى الظلام وعليهم عدم تصديق فتاوى المشايخ وتحريض الاعلام العربي فهي السبب في حالتهم المهمشة، عليهم التخلص من وصاية العرب الفضولين عليهم، عليهم الاهتمام بمصالحهم في الداخل وعدم الالتفات للمخادعين في الخارج فهؤلاء هم السبب في عناد صدام... من قبل... واخيرا اقول كما قال مشاري الذايدي في الشرق الاوسط 23/11/4: «سنة العراق... أليس فيكم رجل رشيد؟» لقد فعلها الحكيم (السيستاني) مع طائفته، فهل من حكيم سني يدخل التاريخ؟