تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية السُّنة العرب العراقيون والرهانات الخاطئة؟ .. للكاتب القطري د. عبد الحميد الانصاري



كويتي مليح
06-12-2004, 01:38 AM
السُّنة العرب العراقيون والرهانات الخاطئة؟
د. عبد الحميد الانصاري
كاتب قطري
ملاحظة: المقال منشور في الوطن الكويتية

الى متى يظل السُّنة العرب العراقيون في رهاناتهم الخاطئة؟ الى متى يستمرون في اوهامهم وامانيهم الخادعة؟ الى متى تطول غيبوبتهم عن حقائق الساحة العراقية؟ متى يستطيعون تجاوز مرارة المشاعر والاحساس بالغبن ليتداركوا اوضاعهم ويعوضوا عما فاتهم؟ تلك اسئلة جديرة بالطرح مهما كانت قسوتها لان الوضع جد لا هزل والانتخابات على الابواب وكل الاطراف والاطياف السياسية العراقية بدأت العد التنازلي الا اخوتنا العرب السنة اهل الفلوجة وما حولها.

لقد كان سقوط صدام وانهيار نظام الدولة وتفكيك قوى واجهزة الجيش والامن والاستخبارات ومؤسسات الدولة، ضربة للعرب السنة في الصميم، حرمتهم من امتيازات وحقوق واوضاع اعتادوا عليها سنين عددا، فكانت نكبتهم ومآسيهم هي الاكبر، الا انه قد آن لهم ليتداركوا الوضع الجديد ويتكيفوا مع متطلباته فلا سبيل الى عودة عقارب التاريخ، وعراق اليوم غير عراق صدام، وعلى الجميع تناسي كل المرارات للمساهمة في عراق الغد. على العرب السنة تجاوز كل المشاعر الحزينة وكل الاحساسات بالظلم والغبن لاجل مصلحة العراق الواحد، عليهم الافادة من دروس الفشل ليستجمعوا قواهم وينظموا صفوفهم وينسقوا مواقفهم وليقدموا بفاعلية على الانتخابات القادمة، عليهم ان يثبتوا جدارتهم في مقاومة المحتل عبر صناديق الانتخاب فهي وحدها الكفيلة بخروج الاحتلال ان كانوا صادقين حقا في المقاومة كما قال السيستاني سابقا. ألم تكف العديد من الفرص الضائعة؟ وهل نحن بحاجة للمزيد الدروس الخائبة؟

وقد آن للعرب السنة ان يستعيدوا دورهم الضائع لقد تغيرت الظروف بعد سقوط صدام وعليهم الاعتراف بالواقع الجديد، بالامس رفضوا مجلس الحكم واتهموا الاطراف الاخرى بالتخاذل امام المحتل وقد يكون لهم بعض المبررات، لكن الى متى العناد؟ لا اعرف سببا واحدا منطقيا في موقف العرب السنة من الحكومة العراقية!! مشاعر الاحباط لا تبرر الطعن في شرعية حكومة اعترف بها العالم اجمع وقبلتها اغلبية الشعب العراقي!! معاداة المحتل لا تسوغ الطعن في شرعية انتخابات مقررة دوليا وباشراف الامم المتحدة.

لقد راهنوا على تصاعد العمليات الارهابية قبيل الانتخابات الامريكية حتى يهزم بوش وصلوا ودعوا الله من اجل ذلك ثم تمنوا فشل مؤتمر شرم الشيخ تبعا لتمنيات الاعلام العربي ولكن المؤتمر جدد وأكد شرعية دولية جديدة لحكومة علاوي كما في افتتاحية الحياة ـ 24/.11

بل ان قرارات المؤتمر فاقت كل التوقعات وعززت قرار مجلس الامن (1546) في (8/6/2004) بتشكيل مؤتمر وطني وقيام مجلس وطني مؤقت واجراء الانتخابات في موعدها وتحقيق البناء الدستوري كما قال د. شاكر النابلسي في مقالة تحليلية رائعة اتمنى ان يكون قد قرأها كل عربي وكل عراقي، وهي (من شرم الشيخ انطلق مستقبل العراق، الراية 30/11) وفي تعبير بليغ وموجز قال د. شاكر (من قرارات ـ شرم الشيخ ـ وليس من ـ فتاوى الشيخ ـ انطلق مستقبل العراق الجديد امس) لقد راهنوا بالامس على قوى الظلام والعدوان التي ما حلت بدار قوم الا وكانت ايذانا بخرابها، سلموا لها مقاليد امورهم وافسحوا لها بيوتهم ومساجدهم لينشروا الرعب ويسفكوا الدماء، حتى اذا جاء وقت القصاص والحساب، قيل لهم سلموهم او تخلوا عنهم، قالوا: لا طاقة لنا بهم، فنزلت بدارهم الصاعقة وحل بهم وبضيوفهم العذاب، فتعالت اصواتهم وارتفع عويلهم وتباكوا على ما حصل في (الفلوجة) واستنكروا اقتحام بيوت الله وقامت قيامة الفتاوى المنددة هنا وهناك، وهي فتاوى مغرضة لان السؤال: هل اذا تحصّنت قوى العدوان ببيوت الله واتخذوها مستودعا لاسلحتهم، يكونون بمنجاة من العذاب؟

اذن فليتخذ المجرمون من بيوت الله ملاذا آمنا!! ولنر مدى شجاعة اهل الفتوى في اصدار فتاوى تمنع حكوماتهم من التعرض لهؤلاء المجرمين ما داموا تمترسوا ببيوت الله؟ لماذا لم يستنكر هؤلاء المشايخ الاعمال الوحشية لقوى البغي والعدوان؟ لماذا لم يستنكروا السلخانات البشرية في الفلوجة تحت حكم المجاهدين؟ لماذا لم يستنكروا سراديب التعذيب فيها؟

لماذا صمتوا عن تخزين الاسلحة في (50) مسجدا؟ لماذا لم يستنكروا التمثيل بالجثث الامريكية؟ وكما يقول عبد اللطيف الدعيج: الذي دك مساجد الفلوجة هم من تحصنوا فيها، والذين شردوا اهلها هم من احتموا بهم، والذي خرب الفلوجة هو من اختار ان يخوض معركة خاسرة ضد التحالف وضد السلطة الشرعيةـ القبس 18/.11
استفتوا التاريخ: ألسنا اول من ضرب اول واعظم بيت لله (مكة المكرمة) بالمنجنيق، في ظاهرة لم يجرؤ عليها اهل الجاهلية كما يقول محمد جابر الانصاري في مقالته الرائعة ـ افضل المبادىء وأسوأ الاوضاع الخليج 27/10/98؟.
ألم يستبح الامويون مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لمدة (3) ايام، قتلوا فيها (80) صحابيا في وقعة الحرة سنة 683م؟ ألم يضرب (جهيمان) وصحبه بعد ان استشرى بغيه وتحصن ببيت الله الحرام؟ هل كان مطلوبا من الحكومة العراقية ان تتفرج وهي ترى جحافل الشر تستولي على مدن المثلث السني لتمارس مسلسلا ارهابيا كريها، تذبح فيه الابرياء ذبح النعاج؟ هل كان من المفترض ان ترسل اليهم ورودا؟ ـ علي البغلي، القبس 22/.11

لقد كان سقوط الفلوجة متوقعا لكل ذي بصيرة مهما قال المرجفون، وكان زيف المقاومة والجهاد واضحا لكل العقلاء مهما آزرتها الفتاوى وباركها امام المسجد الحرام ـ السديس ـ الذي دعا لهم في ليلة القدر وغيرها قائلا ان الفلوجة ستهزم الاحتلال فلم يستجب الله دعاءه لانه في غير محله وهو لا يعلم شيئا عن الوضع هناك غير ما يقال له ويسمع من الحواريين حوله.

لقد كنت اتمنى مخلصا ان يقرأ العرب السنة ما كتبه عبد الرحمن الراشد على مدى يومين في الشرق الاوسط ـ 1، 2/12 ـ بعنوان (من ينقذ السنة من السنة؟) اذ يقول ـ بشيء من التصرف ـ (لقد مر اسبوع على سقوط الفلوجة وقد تكشفت المسالخ البشرية التي روعت صورها العالم في بيوت سنية في الفلوجة، فهل افلح الخطف والقتل والمتطرفون في شيء لصالح السنة؟... لم يبق على الانتخابات سوى (8) اسابيع، فماذا سيفعلون؟ معركة الفلوجة رغم ما سببته من أذى، انقذتهم من متطرفيهم الذين كانوا يقودونهم للدمار، مثلما حسمت معركة النجف، حال الشيعة، فانخرطوا في الآلة السياسية الجديدة، لكن السنة ما زالوا يشعرون بان كل ما يحدث من حولهم، مؤامرة لتهميشهم، وهنا يرتكبون خطأ كبيرا، بتغليب ظنونهم على التعامل مع الوضع الجديد، وتحصنهم في الفلوجة حولها الى مقبرة لهم، وتبين انعدام خبرتهم في القيادة والمفاوضة بخلاف الشيعة الذين تمرسوا في المعارضة، السنة العرب جزء من النسيج لكنهم حتى الآن خارج المظلة بسبب عنادهم وجهلهم وترك زمامهم للمتطرفين، كان عليهم ان يتذكروا ان متطرفي السنة في بلدانهم العربية لم يفلحوا، حتى يفلحوا في العراق!!) ترى ما الذي جعل هؤلاء يراهنون دائما على الجواد الخاسر؟ اتصور اسبابا اربعة:

1 ـ عدم القدرة على تجاوز مشاعر المرارة والاحباط والاحساس بالغبن بعد سقوط صدام، فهم لا يزالون ضحايا او اسرى مشاعرهم السلبية، بدلا من التفكير السياسي العقلاني كما فعلت الشيعة والاكراد.

2 ـ اغترارهم بمساندة الفضائيات وعلى رأسها (الجزيرة) لطروحاتهم ضد الحكومة العراقية.
3ـ انخداعهم بفتاوى مشايخ حي على الجهاد الذين لا يخجلون من التحريض ضد امريكا وهم يستظلون بحمايتها!! وكذلك ادعية ائمة المساجد وصرخات (وافلوجتاه) ورغم ذلك وصف الزرقاوي العلماء بانهم خذلوا المجاهدين!!

4 ـ مراهنتهم على قوى الظلام، ظنا بقدرتها على مقاومة الاحتلال عن طريق السيارات المفخخة والقنابل التي تودي بحياة الابرياء العراقيين يوميا ومع ذلك لا نسمع استنكارا من المشايخ لهذه الاعمال البشعة!! لقد فشلت كل رهانات السنة العرب، وهم الآن يراهنون على تأجيل الانتخابات بعد ان رفضوها واخشى فشلهم، فيداهمهم الوقت ولا يستعدون للانتخابات وليس ذلك من مصلحة العراق والعرب، على العرب السنة ان يدركوا ان مصالح السنة لا تكون مع اعداء الحكومة العراقية كما يقول خليل حيدر ـ الوطن 22/11 ـ على السنة العرب فك ارتباطهم مع قوى الظلام وعليهم عدم تصديق فتاوى المشايخ وتحريض الاعلام العربي فهي السبب في حالتهم المهمشة، عليهم التخلص من وصاية العرب الفضولين عليهم، عليهم الاهتمام بمصالحهم في الداخل وعدم الالتفات للمخادعين في الخارج فهؤلاء هم السبب في عناد صدام... من قبل... واخيرا اقول كما قال مشاري الذايدي في الشرق الاوسط 23/11/4: «سنة العراق... أليس فيكم رجل رشيد؟» لقد فعلها الحكيم (السيستاني) مع طائفته، فهل من حكيم سني يدخل التاريخ؟

Al-Snake
06-12-2004, 08:39 AM
السلام عليكم

أخوي مشكور على الموضوع

بس حبيت اقولك أن عبد الحميد الانصاري منبوذ من المجتمع القطري.... ومعروف ان علماني كبير يحاول التأثير في عقولنا............

يعني تخيل يقول أن من أسباب العنوسه في قطر هو النقاب والعمل من غير الاختلاط...!!

ومره قال كلام عن الرسول عليه الصلاة والسلام......كلام أعتقد أن كفر فيها

فلا تعطيه أي أهميه .......وهو شخص مو متوفق لا في دنيته ولا آخرته

والله يهدي الجميع

QataR NighTMarE
06-12-2004, 08:51 AM
السلام عليكم

أخوي مشكور على الموضوع

بس حبيت اقولك أن عبد الحميد الانصاري منبوذ من المجتمع القطري.... ومعروف ان علماني كبير يحاول التأثير في عقولنا............

يعني تخيل يقول أن من أسباب العنوسه في قطر هو النقاب والعمل من غير الاختلاط...!!

ومره قال كلام عن الرسول عليه الصلاة والسلام......كلام أعتقد أن كفر فيها

فلا تعطيه أي أهميه .......وهو شخص مو متوفق لا في دنيته ولا آخرته

والله يهدي الجميع
صحيح هالشخص منبوذ من الشعب القطري ومكروه للمعروف عنه بعلمانيته ومحاولاته لتحرير الفتاة القطرية وطلبه بترك النقاب والأختلاط
للأسف هالشخص بنفس الوقت دكتور بالشريعه الأسلامية بالجامعه >__< (تناقض واضح بين اختصاصه واراءه)
فلا تعطونه اهميه لأنه مايستاهل ان حد يهتم فيه

ثريول
06-12-2004, 09:15 AM
كتبت قبل ثلاث أشهر تقريباً موضوع عن هذا الـ"شيء" , أنقله هنا :



http://www.trustdot.com/images/bismilah.gif




فـ ـي [COLOR=Navy]كبد الصحراء .. مشى بكل زهو وخيلاء ...
وفي كبد السماء .. ملأت أم النار الكون بالحرارة والضياء .

خطوات ثقيلة وظهرٌ أثقله ما عليه من كُتُب .. يقول ربنا جل وعلى : (مثل الذين حُمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً ) .. أما أن صاحبنا كان كما هم عليه علوج بني إسرائيل ثعالب الدنيا , لكنه ليس منهم للأمانة .

سار وهو يرسل عرقه مدراراً في وسط الكثبان الرملية الصفراء , يخط لنفسه طريقاً يؤمن أنه سيرى في نهايته جنّة الجنان التي سحرت شعراء العرب والعجم بالرغم من أنه قد قرأ ما على ظهره , وعلم أن طريقها في نقيض طريقه , لكنه لم يعمل به, وسار كما يريد لا كما يُراد له أن يسير , حين جعل هذا الشيء الذي فوق رأسه فوق ما هو فوق الجميع .. خالق الجميع !.

بالمناسبة وجب علي أن أؤكد على مدى ثقل الأسفار على ظهر من يحملها , فهي رصاصٌ يكسر الظهر, ويقسو على صاحبه , ويُسوِّد الأبيض .. أشهد على صدق الشاعر حين قال : ذو العقل يشقى في النعيم بعقله **** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ . لكن مع ذلك , حين يكون العالم مناقضاً لإيمانيات ما هو عالمٌ به , فهو جاهل بالتأكيد ؛ لأنه ببساطة أنكر علمه حين لم يعمل به .


ما الذي جعله يحشر أنفه في هذا الطريق الوعرة للشهرة ؟! , ألا يرى جثث من سبقه متناثرة في الصحراء ؟! , ألا يلاحظ أن هذا الفكر الفاسد قد بار سوقه وفسدت بضاعته ؟! .





(1)

http://www.aljazeera.net/mritems/images/2001/7/5/1_43179_1_3.jpg
للأمر خيوط وارتباطات , وللأمثال صلة مع الواقع ؛ هذه الصورة تصلح للكثير- الكثير من الليبراليين ,- ولو أن بعضهم يمشي بلا أي سفر أو فكر, وفي بعض الأحيان بلا عقل, يسير وراء جهله وحمقه وقله حيائه والفراغ الموجود في وسط دماغه- .. لكن صاحبنا من غير هذا النوع , على اعتبار أنه عميد سابق لكلية الشريعة التي يحاربها ويرفع أياديه دعاءاً بموتها .. في مشهد متناقض لا يفوقه تناقضاً سوى الدين الشيعي .

في العراق مثلاً حين يقول أحدهم في المقهى : قتِل فلان , الأمر يكون هيّناً على الموجودين .. لكن لو قام أحدهم في مجلس قطري تقليدي وقال قتل فلان الفلاني .. سيكون هناك تفاعل واضح مع الخبر , وسيحظى بقدر كبير من الاهتمام والمتابعة من السامعين . هكذا الأمور اللا اعتيادية يكون لها الاهتمام , وصاحبا ظاهرة شاذة أثارت الاهتمام في المجتمع .

مجتمعنا يمتاز عن غيره من المجتمعات أنه كتلة فكرية واحدة تقريباً , وليس للفرق و التحزبات الفكرية فيه مكانة قوية . بل لهم منه كل الإبعاد من حياضه والنفور منه .. فليس هناك فيه من الليبراليين والمُتعلمنين بالذات درهم أو دينار فيه , لذلك خروج أحدهم يصرخ بأعلى صوته مسألة تحتاج لوقفة ورد , وتُلوي الأعناق نحو مصدر هذا الـ"ضجيج" .

نعم ضجيج , ضجيجٌ لأنه بلا أي هدف كما ألاحظه بعد أن أعتدت على سماعه , ضجيجٌ لمجرد الضجيج , أو بالأحرى "مخالفة لمجرد المخالفة" , على مبدأ "خالف تعرف" و "تراني موجود , وأنا أقول لا إذا قلتوا أيه , وأيه إذا قلتوا لا" .

يحدثني أحدهم بعد انحشار موضوع الدكتور بين سوالفنا فيقول : كلمني أحد المراجعين في يوم من الأيام , وطلب مني –بمعسول اللسان- الإسراع في تخليص معاملته , وأنا من النوع الذي لا يقوى أمام حلو الكلام . وبعد أن أنهيت موضوعه اكتشفت أن مُحدثي هو نفسه العميد السابق ! .. فندمت على إحساني لمن لا يستحق الإحسان .




(2)

http://www.aljazeera.net/mritems/images/2001/7/5/1_43179_1_3.jpg
قد يكون سر الهالة الإعلامية والتضخيم المرعب –سلباً أو إيجاباً , وأشك في وجود الأخيرة- , قد يكون ذلك لأن المذكور عميد لكليّة الشريعة , وتصريحاته كلها تمشي عكس التيار , التيار الذي يمثله .. كمن هو سفير رسمي لدولة ما وهو في ذات الوقت يستهين بها ويدعو للتمرّد عليها .

ليس كل متعلم في شيء هو عالمٌ به , فمثلاً وليس حصراً : أبو بكر سالم المغني المشهور أرسله أبوه إلى الحرم المكّي لتعلم القرآن , لكنه سار على نقيض ما طُلب منه . وعبدالمجيد عبدالله كذلك , وعلي عبدالستار المغني الفاشل كان طالباً في المعهد الديني .

بل أزيد .. يحدثني قريبٌ عن درس حضره في أيامه الجامعيّة , يقول : الشيخ الدكتور الذي كان يدرسنا مرّ على آية (وأرسلنا عليهم طيراً أبابيل) , فقال قاتله الله : إنتوا بتسدّئوا أنو فيه طيور أبابيل ؟! .. فليس ممتهن المهنة بالضرورة عاشقاً ومحبّاً لها .




(3)

http://www.aljazeera.net/mritems/images/2001/7/5/1_43179_1_3.jpg
معرفتي به كانت معدومة قبل ظهوره كمندوب سامي للأفكار الأمريكيّة التحررية ..

ذات يوم في صباحه الباكر أيام غزو الأمريكان لأفغانستان حرّرها الله .. فتحت الجريدة –وكانت الراية للأمانة- على مانشيت عريض لا أذكر فحواه , لكنه كان شديداً على كل النفوس ومُغضباً لنا جميعاً , فيه نقد لاذع لطالبان وغيره مما لا أذكر .. لكنها كانت بداية معرفتي به ولست أتشرف بذلك .

بذلك فتحت ملفاً جديداً لفرد جديد , وإلى يومنا هذا لم تكن فيه صفحة بيضاء , ولا إبتسامة مني عليه سوى ابتسامات الحمد على نعمة الله فينا , وكما هو معروف : لا يشعر بالنعمة إلا فاقدها http://www.montada.com/images/icons/icon7.gif.

ذاك اليوم , كان حديث المجالس عبد الحميد , وكانت الشتائم تتجه إليه في مشهد لا يضاهيه سوى مشهد الرصاص على جثّة ذاك الأفغاني في قلعة جانجي في مزار شريف , مجزرة جانجي التي قّتِل فيها المئات .

تحوّل الوقت ومرّت الليالي والأيام , وتبنّت جريدة الراية هذا الكاتب , أعتقد أنها تبنّته من باب "إمتاع" القُرّاء الكِرام http://www.montada.com/images/icons/icon7.gif, كما يحب إخواننا في السعوديّة حين يمرّون على مقالات أخويه عبدالرحمن الراشد و منصور النقيدان أن يصفوها بجولة مضحكة مسلّية , وغيرهما من أبناء الباطل المخلصين , أخلصنا الله من شرّهم ودسائسهم .

أقول , فكان كما هم عليه من السخف , وكنّا نقرأ عموده بعد الإنتهاء من شرب الشاي الـ"كرك" , لنتسلى ونقضي وقتنا في شيء مضحك , في زمن قلّت فيه ساعات الضحك وزادت فيه صرخات اليتامى والأرامل, و, أنقرضت فيه الكلمات المتقاطعة !!! .




(4)

http://www.aljazeera.net/mritems/images/2001/7/5/1_43179_1_3.jpg
كان وما زال من أشد المناظلين من أجل مساواة الرجل بالمرأة , ودعواته "للإختلاط النظيف" كحل للعنوسة !!. ونزع النقاب كما أشار في جريدة الراية قبل يومين . تعبنا و أحنا نحاول نفهّم هؤلاء أن نسواننا "يؤمنون" أن نقابهم واجب قبل كونه عادة , وأن حقوقهم لم تُسلب منهم لترجع لهم .. ولعل قِصَرَ عُمر العميد السابق في دولة قطر له أثرٌ في عدم تقبّله لعادات أهل البلد . فيا أخي احترم على الأقل عاداتنا وتقاليدنا .

موضوع المرأة باب من أبواب الليبراليين للحصول على التأييد النسائي كما يعتقدون , لكن خذلتهم توقعاتهم وفرضيّاتهم المستوردة من واشنطن في صولات كثيرة .. كما رأينا من السيدات الفاضلات الآتي كتبن ورددن كما ترد أي مواطنة قطرية .

قبلها ظهر لنا الطنطاوي شيخ الأزهر -أبعده الله عن الأزهر الشريف- , ورمى بقول الله عرض الحائط في مقابلة من وزير الخارجيّة الفرنسي حين أعطاه الضوء الأخضر بمنع الحجاب في فرنسا , -وهذا الموضوع يحتاج لصفحات ومواضيع ونحن نحاول الاختصار هنا- .

خرجت حمم من الغليان وعلامات تعجب كبرى فوق رؤوس الملايين من المسلمين , وثارت ثائرة أصحاب الأقلام هنا وهناك .. حتى غطّت مواضيع الأزمة الأزهرية على أخبار بلاد الرافدين حررها الله ونقّاها من الأنجاس . بين وريقات الجرائد ومقالات الغضب .. إذ بمقال بقلم العميد السابق "يشد فيها على يد الطنطاوي ويبارك له تحرّكه" !! . من هذه الرسالة عرفت أنه ليبرالي قُح وبروفيسور في الأمركة .

فقد تبنّى في أكثر من مقام ومقال الأفكار الأمريكية كتغيير المناهج وإزالة ما فيها من أسباب الإرهاب , وأكد في غير موضوع ومقابلة على دور المجتمع في تفريخ الإرهابيين لأنه يتعاطف معهم , وهاجم الصحفيين العرب على "إنحيازهم" لصالح نظام صدام السابق !... ولا ننسى تصفيقه الهستيري لما يسميه بـ"عملية تحرير العراق" والمدح والرفع للغازي والتسبيح بحمده .

كنّا وما زلنا كمسلمين نعاني من داء يسمى الجامية , الذين يسوّغون كل شيء وأي شيء لولي الأمر بحكم كونه وليّاً للأمر حتى ما يناقض الدين,.. بل يحرّمون ما حرّم ويحلّون ما أحل , ويحاربون الدعاة ويشون بهم بقبيح الكذب , المهم مو موضوعنا .

.. أخونا العميد تجاوز ذلك إلى داء يسمى "الجامو-أمركة" !! , وهو مصطلح مركّب بمعنى : عالم بوش , الذي يسوّغ ما أراد ويرضخ له بالطاعة العمياء والعبودية الفكرية , ببساطة : عالم سلطان للعم سام أطال الله لحيته وخذل أعوانه من العملاء المرتزقة واللاعقين للأحذية .

في الحقيقة لو أشغلت نفسي في موضوع الأمركة عند عبد الحميد لضاقت على الدفاتر , وتبرأت مني الأقلام , وحسبتني الأوراق مجنونا يكتب شعراً رديئاً لحبيبته الميّتة ! .




******



الحديث عن أبو الظرائف ذو شجون , ويمتعنا ويسلينا .. ولكنني قد أثقلت القول , وأكثرت الكلام .. و في النفس أطناناً من الأحرف أرتأيت ركنها فيها لأجلٍ , فالصفحة ضيّقة ونفوس السادة القرّاء قصيرة ..

أشكركم جميعاً على القراءة .. تحياتي ومودتي http://www.montada.com/images/icons/icon7.gif.