المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تسكع على أرصفة المنتديات العربية



حرية الكلمة
07-12-2004, 06:10 PM
http://images.ma3ali.net/data/thumbnails/44/keyboard3.jpg



ذات ملل....



...


....


أمسك الضجر بتلابيب يومي.....وهزه بقوة....




وحاولت الفرار منه وعزمت على أن أفعل مالا أفعل عادة.......وأذهب إلى مالم أزره أبداً لعل في ذلك مخرجاً مما أنا فيه...




قررت أن أتسكع....ولكن ليس في الأسواق فما زال ولله الحمد بقية من حياء فيني...


فكان تسكعي على أرصفة المنتديـــات العربية....لعلي أخرج بجديد أو مفيد....أو على الأقل بشئ مثير يكسر رتابة وقتي...




وبدأت المسير مستعيناً بالله ثم بكأس من الشاي ....وسرت على رصيف طويل لم أر نهاية له...وسمعت ضحكات عالية...فقلت هو ذاك لن أبرح المكان فأنا أبحث عن الجديد ولدى هذا المنتدى الذي مررت به الجديد علي..ورأيت الناس هناك تضحك وتقهقه بسبب وبدون سبب....وتدبج قصصاً محشوة بالعامي من الكلام لإثارة الضحك والفكاهة بعضها كان جميلاً أجبرني أن أضحك رغم أن مزاجي كان متعكراً حينها....




تنبهت فإذا الوقت يمضي بسرعة وخرجت منهم مسرعاً فلدي الكثير من الأرصفة لأسير عليها...


واكتشفت أني خرجت منهم بلا شئ..........غير ضحكات طار بها الهواء ونسيت على أي شئ كانت...ولم أجد ما أضع في حقيبتي التي علقتها على ظهري لأجمع فيها ما استفدت...فقررت أن لا أكثر من زيارتهم....فكثرة ضحكهم قد تميت قلبي الذي يعاني من الضعف والكسل أصلاً..




أكملت السير ورأيت وجوهاً كثيرة....وسمعت كلاماً أدبياً فأعجبني ودخلت وكان رأسي محشواً ببقايا من كلام العامة في زيارتي السابقة فلفت نظري تغير المفردات وتراكيب الجمل فرأيت الكلمات هناك عارية..طأطأت رأسي خجلاً....واحمر وجهي حياء....والجميع يتفرج ويستمتع بتلك الكلمات العارية التي لا يسترها شئ...




سألت من كان بجانبي: لماذا يعرون حروفهم ....ويتفرجون عليها بلا خجل...


قال: هي ياعزيزي ضرورة أدبية ....فما تراه يسمى الأدب....


قلت ببراءة: وهل يستلزم الأدب قلة الأدب؟


قال: اخرس......أنت غبي لاتفهم....


صفعتني اخرس هذه وبدأت أتحسس خدي....وأتذكر أول صفعة تلقيتها من هؤلاء الذين يدعون الأدب وهم أقل الناس أدباً ويطلبون الحرية وهم أول من يغرس سكيناً في خاصرتها...


كانت الصفعة الأولى من سئ الذكر منتدى طوى.....وكانت صفعة قوية لازال ألمها حاضراً في قلبي...وكلما قرأت أكثر.....كلما زاد الألم أكثر.....


كنت كلما خرجت إلى الشارع أبحث في عيون الناس عن هؤلاء الطواويون .....وأحاول أن أقنع نفسي بأن مجتمعي النظيف لا يحمل سوساً مثلهم....ولكن بعد أن نفذت مدينة الملك عبد العزيز مشكورة حد الحرابة عليه باعتباره من المفسدين في الأرض انتشروا في أكثر من مكان....لأصل في النهاية إلى حقيقة مؤلمة وهي أنهم هنا وإن لم يجروؤا على إبراز أنفسهم والتحدث بأسمائهم....


ولكنهم حقيقة.....


أدركت أن مكاني ليس هناك...ليس معهم....فرائحة سجائرهم تخنقني....




خرجت منهم ويدي مازالت على خدي تتحسس الألم....وتسترجع الذكريات....




وسمعت صوتاً من بعيد....(وأطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم)...


قلت هناك....مكاني هناك...حيث القران والحديث....دخلت بكل حماس فسمعت مالم أسمع من قبل...قوم مخذلون يرون أن الحاكم رسول معصوم لا يخطئ...


استدرت على صوت عال...فإذا بأحدهم يحاول أن يحشر آية قرآنية عظيمة في غير مكانها.....وفي الجهة المقابلة كان الصراع محتدماً بين أحدهم وبين حديث شريف يحاول أن يلوي عنقه ليتوافق وما يراه السلطان....وكان الحديث يقاوم بوضوحه..أما الآية فكانت أكثر مقاومة بعدم احتمالها أكثر مما تحتمل ...وما تدل عليه....


لذا بان عوار هؤلاء....وسقطوا بقوة .........ولكن لاحياء لديهم فهم يعتلون المنابر ويدبجون الخطب في التخذيل والتحذير من الجهاد والمقاومة بأنواعها........


تذكرت بسبب مللي من حديثهم الذي لم ينقطع منذ دخولي عليهم كلمة


(jam)


وهي كلمة انجليزية تعني المربى........فرأيت أن بحثي عن مكان أجد فيه شريحة خبز مدهونة بالزبدة وبعض (الجام) خير لي وأكثر فائدة من سماع كلامهم...فخرجت ولبطني صوت كزقزقة العصافير..




وعدت إلى الأرصفة من جديد أسير فيها وعيناي على الجدران والألوان على طرفي الرصيف وكنت أسير كقروي في شوارع منهاتن.....فاتحاً فمي متعجباً.....منبهراً...مستغرباً...وعليكم اكمال المرادفات .......




اقتربت إلى حافة زقاق ضيق فسمعت من يصرخ بقوة


سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى


فإما حيـاة تسـر الصديق وأما ممـات يغيـظ العدى


ونفس الشـريف لها غايتان ورود المنـايا ونيل المـنى





قلت سلم الله لسانك انتم القوم لا ابرحكم أبداً.......فسرت صوبهم وما إن دخلت أول الزقاق إلا وابتدأ القصف....كان قصفاً عنيفاً.......عشوائياً...


وجدت برميلاً كبيراً فاحتميت به ....وقلت في نفسي والخوف ينشب أنيابه الحادة في قلبي...هل سيقتلني اخواني المسلمين كما قتل اليهود الدرة؟


استمر القصف قوياً وأنا أصرخ قفوا قفوا فلست من تريدون...ولكن لم يتوقف شئ...


فتسحبت على بطني كمحارب محترف وأنا أردد بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم......اللهم سلم ...سلم.. حتى خرجت من عندهم سالماً رغم بعض الخدوش...


يد متجعدة خط الزمن عليها خطوطاً عريضة هبطت لتساعدني على الوقوف....


وقفت وشكرت صاحبها الذي بانت عليه ملامح الصلاح ...


فسألته...مابال هؤلاء القوم؟ : قال هو التشدد والتطرف يابني...


قلت: ولكن كان حديثهم عن الجهاد لايمل وعدائهم للكفر والكفار..


قال وحماسهم له لا يفتر ولكنه الاجتهاد ...والكفارعندهم تشمل كل حكومات الدول الإسلامية...


لذا يعادونها ويويدون تغييرها مع ما في ذلك من فوضى واضطراب لهذه الدول...





تأسفت عليهم وعلى الطلقات التي خسروها وكنت أتمنى لو كانت في مكانها...وعلى عدو حقيقي ......وليس علي وأنا الحمل الوديع المغرق في المسالمة والوداعة...وفي الحقيقة...و(الخوف)


خرجت وكأنني ولدت من جديد..





وعاودت المسير وأنا أنفض غبار المعركة عن ثيابي........رأيت في طريقي أبواباً مشرعة وأصوات موسيقى صاخبة تخرج منها....





وأبواب ملونة مزركشة وعلى جانبيها أحواض لزهور....وتوليفة راقية من السيراميك على مداخلها...





وأبواب ترسل للمار أمامها روائح مالذ وطاب من الأطعمة...وأنا على كوب الشاي الذي أخذته في أول المشوار وما زلت أحلم بشريحة الخبز المحمصة المدهونة بالزبدة والجام....وقانا الله...





ولكن للأسف كان الوقت يمر بسرعة...فأكملت دون الدخول إلى هناك...حتى مررت بقوم اجتمعوا على شاشة التلفاز يتابعون الأخبار...فأصدر أحدهم تعليقاً على الخبر....وانبرى له آخر يرد عليه و يفند قوله وانقسموا إلى قسمين يصم كل منهما الآخر بالعمالة...والنفاق...واحتد النقاش ...فهربت...وياروح ما بعدك روح....





ابتسامة علت وجهي بعد الخروج عندما تذكرت مقولة اتفق العرب على أن لا يتفقوا.....وسألت نفسي هل هي صحيحة؟؟؟