المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العاشقة المحرومة- قصة من تأليفي ( محزنة) - الرابط الصحيح-



الأمير القلق
07-12-2004, 10:06 PM
مرحبا... معليش حطيت 3 مشاراكات نفسها بس صار فيه لخبطة.. المهم القصة رومانسية ومحزنة.. وسويتها بالألوان مثل ما طلب الأخ جكور:D


العاشقة المحرومة





الجو هادئ لا حركة فيه، والظلام الدامس قد غطى المدينة بغطائه الأسود، والنجوم اللامعة تتوسط السماء، كأنها حبات لؤلؤ على صفاة سوداء، وسامح راقد في فراشه متوتر الأعصاب، مضطرب التفكير، كيف يهدأ ونتائج الإختبارات الجامعية ستعلن غدا، فقد هاجر النوم عينيه الخضراوتين البريئتين، وراح يفكر.. ترى، ماذا سيكون مصيري، إنها آخر سنة جامعية في الطب، هل حصلت على تقدير عالٍ يؤهلني إلى العمل في أكبر مستشفى في هذه المدينة؟... ماذا لو لم أظفر بدرجات مرتفعة؟ فصار سامح يتقلب في فراشه يمنة ويسرة والعرق يتصبب منه.





أشرقت شمس يوم الربيع، ودخلت أشعتها الذهبية غرفة سامح لتملأها بهجة ونضور، والنسيم العليل يداعب وريقات الأشجار الخضراء، فقام سامح من سريره وهو لا يكاد يبصر شيئا، فالنعاس يداهمه، لم ينم ليلة أمس لطول تفكيره بمستقبله، وتوجه نحو المطبخ حيث أعدت أمه نجوى طعام الفطور، وما إن رأته حتى قالت: صباح الخير يا ولدي.. مالي أراك متعباً! ألم تنم جيداً؟ جاوبها سامح بصوت ثقيل: لا يا أماه، إنني خائف. ردت الأم متعجبة: خائف!! ممن تخاف يا سامح؟ قال سامح: هل نسيت بهذه السرعة، اليوم ستعلن نتائج الإختبارات النهائية. قالت نجوى: وماذا في الأمر؟ إني أثق بك يا سامح.. فأنت دائما في المركز الأول... لا تخف وكن واثقا بالله.





عاد سامح من جامعته بعد أن حصل على نتائجه والبسمة لا تكاد تذهب عن وجهه، كاد أن يطير من الفرح، ودخل البيت متحمساً وقال بصوت عالٍ: أمي .. أين أنت يا أعز أم في الدنيا؟ أقبلت عليه الأم فرحة وقد علمت بنجاح إبنها بتفوق من نبرة صوته وقالت: أنا قادمة.. مبروك يا ولدي، الأن أستطيع أن أرفع رأسي بك.. إني الآن والدة طبيب.


قال سامح وهو يهز برأسه: نجحت بتفوق يا أماه، وقد تغلبت على كل المنافسين، لا أدري كيف أصف شعوري. قالت الأم وقد انخفض صوتها انخفاضا ملحوظا وقالت بصوت حزين: ليت أباك كان حياً.. لكانت هذه اللحظة أسعد لحظة في حياته. قال سامح وقد اختفت البسمة من على وجهه: نعم .. لقد حققت أمنيته.. لطالما حلم أن يراني طبيباً ، رحمك الله يا والدي. ثم قالت الأم بحماس: مالك يا ولدي؟ بالتأكيد والدك فخوراً بك في قبره. ثم سكتت الأم برهة وقالت: ولكي تصبح الفرحة فرحتين عثرت لك على عروس المستقبل. قال سامح متعجباً: ومن تكون صاحبة الحظ السعيد؟


ردت نجوى: إنها هيفا، ابنة أخي ( خالك ).. ولقد علمت من والدتها أنها تبحث لها عن عريس مناسب، وأنا أجد أنك أنت العريس المناسب لها. قال سامح مترددا بعض الشيء: وهل فاتحتها بالموضوع يا أماه؟ قالت نجوى: نعم لقد فعلت ، ولسوف تراها يوم غد حتى تخطبها، ستعجبك يا ولدي لذا كن مطمئناً..





تزوج سامح بابنة خاله هيفا بحفلة عرس متواضعة وأقاما في شقة مستأجرة واسعة، ولقد أقبلت الدنيا عليه في وجه سامح بعد زواجه من هيفا، فقد حقق حلمه إذ بدأ العمل في مستشفى مرموق ودخل لا يقل عن 50.000 درهم، وعاش حياة هنيئة مليئة بالحب والحنان، فلم يتوقع أهل العروس وأم سامح أن تصل درجة حبهما لبعض إلى إرتباطهما بقوة وكأنهما جسد واحد صامد أمام الصعاب، مقبل على الحياة بعزم وقوة إرادة..فكانت هيفا بالإضافة إلى جمالها قوية الشخصية، متزنة التفكير هادئة الطباع مما جعل حياة سامح حياة جميلة يستمتع بها في كل لحظة..





مرت سنتان على زواج سامح من هيفا، وكان في كل يوم يزداد هياماً بزوجته الجميلة، حتى أصبح حبها يجري في دمه ويتخلل عظامه، ولكن الوضع بدأ بالإهتزاز حين علم بأنها لا تنجب، فكانت أمه تحضه على الزواج بغيرها حتى تنجب له ولداً يحمل اسمه، ولك سامح أعرض عن هذه الفكرة وقال لها: اسمعيني يا أماه، إن عطف هيفا لي وحبها الدافئ الذي يريح أعصابي أحب علي من ألف ولد، ومن المستحيل أن يكون عقمها سبباً في نهاية علاقتنا المبنية على أساس الحب الوطيد وتفهم الآخر.. سامحيني يا أماه ولكني لن أتزوج غيرها، هذا وعد قطعته على نفسي حين رأيتها لأول لحظة.. وكان قلبي حينئذ ينبض بقوة لجمالها وحسن معشرها. قالت نجوى: ولكن يا ولدي يجب أن......


وهنا قاطعها ولدها سامح وقال: لا تتعبي نفسك يا أماه، فلن تجدي محاولاتك نفعاً...





استلقت هيفا على السرير بجسدها وراحت بتكي بألم، لقد علمت بما جرى بين سامح وأمه، فلم تعد قادرة على نسيان جملة (( ولد يحمل اسمك ))، المسكينة زادت آلامها، إنها عقيم.. لا تنجب.. آه كم هي صعبة هذه الكلمة.. وكم عانت هيفا من انتقالها من طبيب لآخر.. ومن تناول دواء لآخر.. ولكن.. دون فائدة، هذا قدر الله ، لا معترض على قضاءه وقدره..


دخل سامح على غرفته ليرى دموع هيفا منهمرة على وجنتيها الناعمتين. وقالت بصوت بريء: سامح، أريد منك أن تجاوبني بصراحة.. هل.. هل فكرت بالزواج من أخرى؟ قال سامح بسرعة وقد فاجئه سؤال هيفا: لا لا أبداً.. أنت أغلى ما عندي ولن أضحي بك. قالت هيفا وهي تنظر بعينيها الدامعتين إلى عيني سامح: حسناً.. هل تحبني حقا يا سامح؟ وهنا اقترب سامح منها وقبلها قبلة حارة على شفتيها ثم ضمها إلى صدره الملئ بالرحمة وقال: أجل يا عزيزتي، واعلمي أن الأيام لن تفرق بيننا وسنصمد معاً في هذه الحياة. وضعت هيفا يدها الناعمة على خد سامح وقالت بصوت يملؤه العواطف والحنان: واعلم يا حياتي أنني سأصمد معك على السراء والضراء...





عاد سامح من عمله متعباً مرهقاً، فدخل البيت ونظر حوله فلم يجد هيفا – كعادتها – ترحب به أجمل الترحيب وتستقبله بوجه ضاحك.. فنادى بصوت عالً: هيفا.. أأنت هنا يا عزيزتي؟ ولم يجد سامح رداً على سؤاله، فبدأ الخوف يسيطر على جسده والإرتباك يظهر على نبرة صوته وهو يعيد النداء: هيفا..هيفا. وتوجه نحو غرفته ليجدها مستلقية على الأرض من غير حراك، فصرخ بأعلى صوته – ظنا منه أنها قد ماتت – ولكنه سمع صوتاً منخفضاً من هيفا وهي تقول: سامح.. مشفى... مشفى..أأ.. مريضة...


حملها سامح بكلتا يديه وكأنه يحمل وسادة من الريش ووضعها في السيارة وتوجه إلى أقرب مشفى – نظراً لحالتها الخطيرة - .


وكان الدكتور سعيد المشرف على هيفا يحاول أن يهدئ أعصاب سامح ويريحها وأن يدعوا لها بدلاً من النحيب والبكاء.


انتظر سامح طويلاً خارج غرفة هيفا وراح يزرع الأرض ذهاباً ورجوعاً ويضرب أخماساً في أسداس، وكان يسأل الله أن ينجيها من كل ضرر، وبعد هنيهة خرج الطبيب سعيد ووجهه مضطرب بعض الشيء، قال سامح متلهفاً: أخبرني يا دكتور.. هل زوجتي هيفا بخير؟؟


قال الطبيب سعيد وهو يهز رأسه حسرة: لم يكن بوسعنا سوى أن نضحي بالجنين لنحافظ على حياتها، ولكن لا فائدة، فحياتها مازالت مهددة بخطر أكبر... والأعمار بيد الله.....


انهار سامح لدى سماعه لكلام الطبيب وراح يبكي ويصرخ: هل معنى أنها كانت حامل بعد كل سنوات العقم، وهاهي اليوم تضحي بجنينها لتنجو، ولكن يبدو أنني أيضاً سأخسرها.. يا ويلي ارحمني يارب.. ارحم ضعفي وحالي.......


وسقط سامح بعد أن انتهى من الصراخ على الأرض ووجهه مصفراً وراح في غيبوبة..





خرجت هيفا من المشفى مع سامح وهي بالكاد تستطيع المشي، فأحضر معه ممرضة تقوم برعاية زوجته أثناء غيابه في العمل.. ولكن مع وجود الممرضة بقي ذهن سامح مشتت أثناء العمل.. فكان يعمل في المستشفى لمدة ساعتين فقط ثم يرجع ليتابع أحوال هيفا.. وكان يحاول أن يخفف عنها.. فتارة يقرأ لها الروايات والقصص، وتارة يخبرها بأحدث النكت التي يسمعها من أصحابه في العمل...


ولكن محاولاته باءت بالفشل... فكان المرض ينتشر في جسدها حتى أصبحت مشلولة الأطراف جالسة على كرسيها المتحرك والممرضة تقوم بخدمتها..


وذات مرة نظرت إلى زوجها وقالت باكية: يبدو أن نهايتي قد حانت. قال لها سامح: لا .. لا تقولي ذلك، ستشفين وستعودين ......قاطعته هيفا وقالت: لا فائدة من التهرب من الحقيقة، سأموت، إني أشعر بذلك. وأمسك سامح بيد هيفا وقبلها.. فنظرت إليه هيفا بابتسامة بريئة وقالت: أحبك... أحبك إلى الأبد........................................


وما إن انتهت من جملتها حتى شهقت شهقة خرجت روحها إلى السماء، فما كان من المسكين سامح إلا أن أجهش بالبكاء المرير وراح يقبل جثة زوجته بحنان وهو يضمها إليه بقوة... هيفا .. الفتاة التي عاشت معه أسعد الأيام.. والتي بسببها حالف الحظ سامح، فلم يحتمل سامح تلك الصدمة، فانهارت أعصابه وخرج من بيته إلى الشارع والدموع الحارة تنهال بغزارة، وراح يصرخ وينادي: هيفا..لا تتركيني وحيداً.. ما فائدة الحياة من دونك... هيفا......هيفااااااااااا.





بعد أسبوع من وفاة هيفا، جاءت الممرضة التي كانت ترعى هيفا قبل وفاتها إلى سامح، وأعطته علبة ذهبية اللون مغلقة بإحكام وقالت: هناك شيء يجب أن تعرفه.. لقد كانت هيفا تعلم بأنها ميتة لا محالة.. لذلك أعطتني هذه العلبة الذهبية وقالت لي: أعط هذه العلبة لزوجي سامح إن مت... إنها مهمة.. تعني لي وله الكثير...


فاستلم سامح العلبة وقلبه يكاد يتقطع من الحزن وفتحها .. فرأى زجاجة عطر فارغة..


عجبا.. نعم لقد تذكرها.. إنها الزجاجة الأولى التي أهداها لهيفا في حفلة العرس، وقد كتب عليها: ((أحبك يا سامح.. أحبك إلى الأبد)).....


وكان بجانب الزجاجة رسالة.. فأخذها وقرأها.... وكان مكتوب فيها:-


لو كتب لي الأجل في أن أعيش لقررت العيش معك.. فلا تجزع لقضاء الله وقدره.. فأنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد......


أختي الغالية سارة:


لا تقس على أولادك بالضرب المبرح.. فهم أحباب الله.. ولا يحس بالنعمة غير فاقدها.....





أخي الغالي راغب:


كنت أتمنى أن أراك عريساً قبل أن أترك الحياة.....





عمتي الغالية نجوى:


كنت محقة عندما أجبرت ابنك بالزواج بأخرى لينجب ولد يحمل اسمه.....














وآخر كلمة أقولها لسامح:





عليك أن تتزوج بعد وفاتي حيث أنه لم يبق لك أي عذر، وأرجو أن تسمي أول بناتك باسمي،(هيفا).. واعلم بأني سأغار منها حتى وأنا في القبر...................





وما إن انتهى سامح من قراءة رسالة زوجته حتى طوى الرسالة وضمها إلى صدره وهو يبكي وقال: رحمك الله يا هيفا.. رحمك الله.. وأسكنك فسيح جناته..............

الأمير القلق
09-12-2004, 06:00 PM
هاه.. ما قلتولي رايكم عن الرواية؟:06:

مسطوله بدون سطل
16-12-2004, 07:28 PM
الأمير القلق..أخوي أنا ماقريتها
وأبقراهااااااااا وأرد عليييييك

جكور
16-12-2004, 08:51 PM
تسلم يداك الامير القلق على القصه الجميله
وبصراحه القصه اعجبتني وشعرت وانا اقراها كاني اعيش داخل القصه:cool:

الأمير القلق
17-12-2004, 12:51 PM
إقراها أخوي سطولة بدون سطل وقلي رايك على المنتدى . أو إذا حبيت تضيفني على الماسنجر ماعندي مانع أبدا وأرحب بك وبكل الأصدقاء.:D ((( على فكرة... إسمك وايد حلو:tongue2: :cool: )))

مشكور أخوي جكور على هذا الكلام اللطيف.. وإن شاء الله تكون بقية قصصي مثلها..:biggthump

الأمير القلق
14-01-2005, 03:35 PM
يا شباب.. ما يكفي إنه بس تقوها وخلاص.. أبي أقرا رايكم عنها عشان أعرف لو أصححها لو فيها أخطاء... ومنكم نستفيد:biggthump .


تحياتي

Freaky Angel
11-03-2005, 05:52 PM
السلام عليكم :-

القصة روعة :biggthump

والله يرحم هيفا :laughing:

@ARTICUNO1991@
11-03-2005, 08:00 PM
ماشاء الله!!!!:shock22:

أنت فعلاً كاتب:33:
وأنا قد تا بعت مواضيعك كلها إلا هذي للحين حتى قريتها:biggrin:
وأنا وبقية الأعضاء ننتظر مواضيعك الروعة:biggthump
ومشكور والسلام...:أفكر:

اٍحساس حقيقي
11-03-2005, 09:20 PM
القصة حلوة جدا يا أمير القلق
لكن هناك جملة توقفتها وهي (( إذ بدأ العمل في مستشفى مرموق ودخل لا يقل عن 50.000 درهم، ))
50 ألف درهم بالشهر ولا بالسنة ؟؟؟؟ اذا بالشهر فاعتقد القصة من خيالك .
عالعموم القصة جيدة تنفع تكون مسلسل خليجي .

الأمير القلق
12-03-2005, 07:07 PM
'
القصة حلوة جدا يا أمير القلق
لكن هناك جملة توقفتها وهي (( إذ بدأ العمل في مستشفى مرموق ودخل لا يقل عن 50.000 درهم، ))
50 ألف درهم بالشهر ولا بالسنة ؟؟؟؟ اذا بالشهر فاعتقد القصة من خيالك .
عالعموم القصة جيدة تنفع تكون مسلسل خليجي .

هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مشكور أخوي على المجاملة..
أما عن الراتب، فهو سنوي، ومو 50،000 درهم بالضبط..
يعني بين 40،000 و 45،000
بس دايما الراوي يضيف أشيا من عنده..
ومشكور على مرورك الكريم..

تحياتي،،

أبوجمـــال
13-03-2005, 02:26 PM
ماشاء الله ...

كلمات جمييلة جداً...

أشكرك عليها..

وأتمنى أن تتابع كتابتك للقصص..

لأنك ماشاء الله عليك..

مبدع فيها...

أبوجمـــال

الأمير القلق
14-03-2005, 07:10 PM
ماشاء الله ...

كلمات جمييلة جداً...

أشكرك عليها..

وأتمنى أن تتابع كتابتك للقصص..

لأنك ماشاء الله عليك..

مبدع فيها...

أبوجمـــال

مشكور أخوي أبو جمال على رايك الحلو..
وبصراحة.. مرورك لوحده أعتبره وسام على صدري..
وإن شاالله بحط روايات جديدة بس لما أنتهي منها..

تحياتي،،

JARRASH
15-03-2005, 02:12 PM
ما شاء الله عليك مبدع دائما





وحبيت اقولك تراني اضفتك






والسلام...

الأمير القلق
25-04-2005, 05:26 PM
ما شاء الله عليك مبدع دائما





وحبيت اقولك تراني اضفتك






والسلام...

مشكور أخوي على مرورك..
ومرحبا فيك بأي وقت..

تحياتي،،