المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا مرفوض.. أنا ممنوع



شهداء_الأقصى
13-12-2004, 02:00 PM
أنا مرفوض.. أنا ممنوع

بقلم الصديق : هاني عوكل

هذه المرة، أتاحت لي الفرصة قدراً كبيراً من السخط والتذمر، وربما التوجع؟ في المشهد الفلسطيني هناك تصبح التراجيديا أمراً واقعاً في واقع مأساوي، وتفتح السيناريوهات على مصراعيها، ولا يكاد المرء يلتقط أنفاسه، حتى تكتم عليه أوجاع جديدة.

أتفاجأ كما الكثيرين مني، بقرار إسرائيلي يلزمني القعود وعدم السفر. كنت في الأساس مستاءً من التعطيلات الإسرائيلية لشريحة من الشباب دون الخامسة والثلاثين، والذين حلت عليهم اللعنة لمجرد أنهم شباب لم يستوا بعد، حتى يصلوا ذلك السن. أما الآن وقد انحسر الخروج بتذكرة سفر يعطيها محتل أخرق، فنحن نحكي في نكتة أغاظنا تحقيقها لمجرد استيلابها حقوقنا في الحرية، فرحة، التنقل.. العناوين كثيرة ويقتضي التنويه.

اليوم منع وغداً قتل، وهل كان ذلك الأخير سمة من سمات المحتل؟ لعل الجواب موجود في مقتل الطفلة البريئة إيمان الهمص في رفح قبل عدة أشهر. كانت تلعب هناك أمام فناء منزلها، واليوم نزورها ونودعها في قبرها.

صديق لي أسكتني صوته حينما وتوتني عن منع إسرائيلي أجهل أسبابه.. كما أرفض الاحتلال، فقصدته ولسان حالي فيه الكثير، وهذا البركان يخرج من داخلي شيئاً فشيئاً. في جعبتي حكاية وموقف وقصة، لكني اختزلتهم لحظة انصراف القرار شاملاً غيري، فصارت حكايتي حكايات. واحد يشتم، وآخر يسأل، وثالث زعلان، وأنا بينهم واقف قاعد في ترقب.

"والله ما بعرف شو نسويلك"، لخصها أحد العتاونة كما يقولون، من موظفي الوزارة المعنية التي قصدتها، كعنوان للمنع الإسرائيلي، فلخصت أناً أيضاً امتعاضي وانصرفت نحو شغلي. مديري يتصل ويخبرني بعمل ضروري يجب أن أقومه حال عودتي، وأنا صاخب صامت ساخط.

جاءني أحد الموقوفين مثلي يخفف من حميتي، وكنت شبه شاطح في نسيان ما حصل، وألح على كوني زعلان، فأرجعني فيما أنا فيه، وزعلت.

بيني وبين الاحتلال معركة تحسمها مراكز حقوق الإنسان. أجهل قرار المنع الإسرائيلي، ولا أجهل مصيبتي. ولا يسعني سوى طرق تلك المراكز علها تنزع حقي من ذلك المحتل.

أكره المحتل، فهو غصة في حلقي، وعقبة في طموحي، ولا يمكنني الاستفاضة في شرحه سوى تلخيصي له بكلمة محتل. أنا مرفوض.. أنا ممنوع.