المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ويندوز 7 الصوت عبر الإنترنت.. يعلو



leeen
15-12-2004, 10:10 PM
الصوت عبر الإنترنت.. يعلو
مكالمات هاتفية أقل سعراً وقدرات جديدة فريدة من نوعها

بقلم: لينة ملكاوي
ديسمبر 2004


منذ اختراع جهاز الهاتف عام 1876 والصوت ينتقل عبر المسافات ليقرّب بين الناس، ويجعل التواصل والتعاون والتنسيق بينهم سهلاً وآنيا.
وعبر ما مرّ به الاتصال الصوتي من أحقاب، لعل الإنترنت تشكل نقطة تحوّل كبرى بلغت رشدها بعد عقد من التطوّر المستمر. ذلك أن الإنترنت توفر الآن -علاوة على الدردشة الصوتية من كمبيوتر إلى كمبيوتر- اتصالات هاتفية يمر الصوت فيها عبر الإنترنت من هاتف عادي إلى آخر، بكلفة أقل، وخيارات أفضل. وتحسّنت هذه الخدمة إلى أن أصبح الأفراد والمؤسسات يتبنونها ويعتمدون عليها عملياً على نطاق واسع.

بدأت تقنية الصوت عبر بروتوكول الإنترنت Voice over Internet Protocol (VoIP) عام 1995 حين ظهرت خدمات تحوّل الصوت الموجي إلى بيانات رقمية فتنقلها عبر الإنترنت، ورغم أن الاتصال كان ممكنا فقط بين كمبيوترين، وإذا كان الطرفان متصلين بالإنترنت في آن واحد ولديهما سماعات ومايكروفون، غير أن ذلك شكل البداية للتكامل بين البيانات والصوت عبر الشبكات. فتطوّرت بتدريج برامج الدردشة الصوتية. مثل هذه القدرات الصوتية متوفرة الآن في معظم برامج الدردشة المشهورة من أمثال أم أس أن مسنجر MSN Messenger وياهو مسنجر Yahoo Messenger و"أي أو أل" AOL وغيرها، تتيح المحادثة الصوتية مجاناً، وهي متوفرة أيضاً في برامج المنتديات الصوتية من أمثال بالتولك Paltalk، الذي يحفل بالمستخدمين العرب الذين يتناقشون على مدار الساعة في غرف بشتى التوجهات والموضوعات. وهي مدارة من قبل الذين ينشئون تلك الغرف بحيث يستطيعون ضبط الحوار، فيرتقي مستواه، وتزداد فاعليته.

ثم ظهرت خدمات تسمح بإجراء مكالمة من كمبيوتر عبر الإنترنت إلى هاتف عادي، بعضها مجانية وبعضها مقابل مبالغ زهيدة. غير أن ما ينذر بثورة حقيقة في مجال الاتصالات الهاتفية يتمثل في ازدهار الخدمات التي توفّر اتصالاً هاتفياً من هاتف عادي إلى آخر عبر الإنترنت، وذلك باستخدام محوّل adapter يربط بين جهاز الهاتف العادي والمودم المتّصل بالإنترنت (ويلزم أن يكون الاتصال سريعا broadband ومتصلاً بشكل دائم بالإنترنت مثل اتصال الكيبل أو الدي أس أل DSL لضمان جودة الصوت واعتماديته).
وقد شهد المشهد التكنولوجي هذا العام حديثاً صاخباً حول الصوت عبر الإنترنت وحماساً كبيراً لإمكانياته وقدراته، وفورة في عدد المقبلين على استخدامه، حتى إن غالبية شركات الاتصالات التقليدية أصبحت تنقل جزءاً من المكالمات لزبنائها عبر الإنترنت، وربما أجريتَ حديثاً مكالمة خارجية فمرّتْ عبر الإنترنت دون أن تعرف، ذلك أن المكالمة بدأت وانتهت بهاتف تقليدي.

ويُتوقّع أن تحلّ الهواتف الإنترنتية محل كثير من الهواتف المنزلية خلال الأعوام المقبلة، بل تتوقع مؤسسة يانكي غروب The Yankee Group للأبحاث أن يصبح عدد المشتركين بها في المنازل في أميركا أكثر من مليون مع نهاية هذا العام، وأكثر من 17.5 مليون بحلول عام 2008.

عهد هاتفي جديد
إيجابيات الهاتف الإنترنتي تكمن في انخفاض سعره في المقام الأول، يقول غنجان باو، نائب رئيس شركة آكشن تيك: "بما أن المكالمات تتم عبر الإنترنت التي هي مُلك للجميع فهي لا تتأثر بالمسافات. فإذا كان الذي يجري المكالمة والذي يستقبلها كلاهما على الإنترنت فإن المكالمة ستكون مجانية، سواء أكان المستقبل جاراً لك أو كان في الطرف الآخر من الكرة الأرضية".

ويضيف: "وكما هو الحال بالنسبة للإيميل، فإن رقم هاتفك سيكون واحداً أينما كنت في العالم طالماً أنك متصل بالإنترنت".
لكن العقدة تكمن في الخطوة الأخيرة من عملية الاتصال الهاتفي الإنترنتي حسب قوله، إذ يَلزم تحويل المكالمة من الإنترنت إلى الهاتف التقليدي حين لا يكون الطرف المستقبل للمكالمة مستخدماً للهاتف الإنترنتي، وهي السبب في الكلفة الحالية للخدمات الهاتفية الإنترنتية، وإن كانت تلك الكلفة أقل بكثير من المكالمات العادية، خاصة المكالمات الدولية. ومع ذلك "سيتّجه السعر تدريجياً إلى المجان باشتراك المزيد من الناس بخدمات الهاتف الإنترنتي - كما هو الحال بالنسبة للإيميل" على حد قول باو.

ومن إيجابيات الهاتف الإنترنتي أيضاً سهولة تركيبه، حيث يمكن استخدامه بمجرد ربطه بالإنترنت، ولا يلزم أن يأتي موظف من شركة الاتصالات للقيام بالتمديدات، هذا علاوة على الإمكانيات الأخرى التي لا تتوفر في الهاتف العادي، إذ إن "بروتوكول الإنترنت يمهد الطريق لنقلة نوعية في الاتصالات، والقدرة على إرسال واستقبال المكالمات الهاتفية ما هي إلا البداية لما يمكن لبروتوكول الإنترنت أن يقدّمه، فالجيل الجديد من التقنيات الإنترنتية مثل واي فاي وهواتف الفيديو ها هي تطرق أبوابنا وتَعِد بطرق أفضل للاتصال"، على حد تعبير متحدّث باسم شركة فونيج Vonage، وهي من أشهر خدمات الهاتف الإنترنتي ولديها الآن أكثر من 270 ألف مشترك.

وتسمح خدمة فونيج للمشتركين بالتحكّم بخيارات النظام الهاتفي من خلال صفحتك الخاصة على الإنترنت، والاستماع إلى الرسائل الصوتية من خلال الإنترنت أو إرسالها إلى بريدك الإلكتروني، وتمرير المكالمات الآتية إلى هاتف آخر مثل هاتفك الخلوي، وتسمح بإدارة الاجتماعات الهاتفية من خلال صفحة التحكّم. كذلك تستطيع اختيار رمز المنطقة التي تريدها، وإذا اضطررت إلى الانتقال إلى أي مكان آخر في العالم، يمكن أن تأخذ الرقم معك.

يقول المتحدّث باسم شركة فونيج: "إذا اشتركتِ بالخدمة في أميركا ثم ذهبتِ إلى الأردن فتستطيعين أن تأخذي المحوّل معك وتصليه بالإنترنت هناك، ويستطيع أي شخص أن يتصل بك على نفس رقمك من أميركا بكلفة مكالمة محلية، كما تستطيعين الاتصال من الأردن برقم في أميركا بكلفة مكالمة محلية".

هل تسمعني؟
لكن ماذا عن جودة الصوت عبر الإنترنت؟ ربما يشكّك مَن استخدم بعض برامج الدردشة الصوتية في السابق بإمكانية أن يضاهي الهاتف الإنترنتي خدمات الهواتف العادية من ناحية الوضوح والتزامن. غير أن التبنّي المتزايد لخدمات الاتصال السريع بالإنترنت وتحسّن سرعة تلك الخدمات من ناحية أخرى، سيتبعه تحسّن في الصوت الإنترنتي، إذ إن "جودة الصوت يعتمد على سرعة اتصالك بالإنترنت"، كما تقول سارا هوفستيتلر، نائب رئيس شركة "نت تو فون" Net2Phone، وتضيف: "يستطيع الصوت عبر بروتوكول الإنترنت أن يوازي شبكات الهواتف التقليدية من حيث الجودة والأداء والاعتمادية في كثير من الحالات، وفي حالات أخرى يكون الصوت عبر الإنترنت أفضل"، وفي حين أن الهواتف التقليدية لا تتحسّن خدمتها، تتحسّن خدمات الصوت عبر الإنترنت يوماً بعد يوم.

ولأن المكالمات الإنترنتية تمر عبر الإنترنت فقد بدأت الشركات نفسها الموفّرة للاتصال بالإنترنت بتوفير خدمة الهاتف الإنترنتي لزبنائها من أمثال شركة كوكس Cox وإيرثلينك Earthlink و"أي تي أند تي" AT&T وفيرايزون Verizon.

وماذا عن الهاتف الخلوي وقدراته التنقّلية التي أضحى الناس يعتمدون عليها بشكل كبير؟ يقول دانيال بيرنينغر، نائب رئيس شركة "تير ون" Tier1: "بدأت تقنيات الهاتف الخلوي أيضاً تستغل الصوت عبر الإنترنت، وخلال العقد القادم أتوقّع أن تصبح بالكامل قائمة على الإنترنت"، ويضيف: "توجد الآن عدة شركات توفر مكالمات عبر الإنترنت متكاملة مع شبكات واي فاي، وقد أعلنت موتورولا عن نيتها لإطلاق هواتف تستخدم شبكات واي فاي لإجراء المكالمات عبر الإنترنت حين يكون المستخدم موجوداً في نطاق شبكة واي فاي، ويعود لاستخدام تقنية الهاتف الخلوي التقليدي حين لا يكون في نطاقها". ومع تزايد انتشار شبكات واي فاي اللاسلكية يتوقع لخاصية التجوال أن تتحسّن عملياً بالنسبة للمكالمات الإنترنتية.

في الجد واللعب
رغم أن الإمكانيات المرتقبة للصوت عبر الإنترنت في مجال الأعمال بدأت تتبلور من جهة، وذلك بقيام المؤسسات بالربط بين مقارها باستخدام الصوت الإنترنتي لخفض التكاليف، وأخذ الاستخدام المنزلي أيضاً في التوسّع من جهة أخرى. إلا أن ما سبقهما في إشهار الصوت عبر الإنترنت ولفت الانتباه إلى إمكانياته هو تطبيقات الألعاب مثل أكس بوكس من مايكروسوفت وبلاي ستيشن 2 من سوني، التي تمكّن اللاعبين من اللعب عبر الإنترنت وتبادل الحديث صوتياً في الوقت ذاته.


سلبيات وتحديات
فيما يلي بعض القضايا التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند تبنّي الهاتف الإنترنتي:


يحتاج إلى اتصال سريع broadband ومتصل دائماً بالإنترنت.
اذا انقطع الإتصال بالإنترنت أو إذا انقطعت الكهرباء فلا تستطيع استخدام الهاتف الإنترنتي.
الجودة متفاوتة بحسب سرعة الإنترنت والضغط على الشبكات.
عليك تسجيل رقمك مع جهات الطوارئ 911 وإخبارهم أين أنت.
لم يكن الصوت عبر الإنترنت خاضعاً للقوانين التي تخضع لها الاتصالات التقليدية من حيث الرقابة والضرائب وغيرها،
غير أن هيئة الاتصالات الفدرالية في أميركا FCC بدأت تفرض مثل هذه القيود على الاتصالات الإنترنتية مع
تزايد استخدامها. لذا يمكن توقع تغيرات من هذه النواحي.
مع استمرار تطوّر الخدمات الصوتية الإنترنتية يمكن أن تتوقع فترات تتوقف فيها الخدمة أثناء التحديث.
قد لا يوفّر خدمات استعلامية ودليل هاتف.
http://himag.com/articles/art9.cfm?topicId=9&id=673