عبدالعزيزالمقرن
18-12-2004, 10:00 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين..
أما بعد:
فإلى المسلمين في بلاد الحرمين خاصة والى المسلمين في غيرها عامة
فهذه رساله حول الخلاف والنزاع بين حكام الرياض وأهل البلاد والسبيل لحله....
فقد كثر الحديث في بلاد الحرمين عن ضرورة الأمن والأمان وعن حرمه دماء المسلمين والمستأمنين, وعلى أهمية الألفة والاجتماع وخطورة الفرقة والنزاع وزعموا أن المجاهدين يتحملون ما آلت إليه الأمور في بلاد الحرمين , ومحض الحقيقة الواضحة أن المسؤولية تقع على عاتق النظام, حيث فرط في الشروط المطلوبة للمحافظة على الأمن والدماء, والألفة والاجتماع, وذلك بعصيانه لله تعالى وارتكابه الكبائر التي تعرض البلاد لوعيد الله وعقابه, وقد ذكر الله لنا قصص العصاة وعقابهم لنعتبر
قال الله تعالى: " وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنه مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعُمِ الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون" .
وقال الله تعالى: " الذين طغوا في البلاد, فأكثروا فيها الفساد, فصب عليهم ربك سوط عذاب, إن ربك لبا لمرصاد".
كما أن الموالين للنظام المداهنين له وكذا القاعدين عن إنكار المنكر يتحملون المسؤولية أيضا,
وقد قال الله تعالى " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبِئس ما كانوا يفعلون".
وقد صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال: "فما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز وجل فيتحروا فيما انزل الله الا جعل الله بأسهم بينهم" رواه الحاكم .
وقال أيضا "إن الناس اذا رؤا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك ان يعمهم الله بعقاب منه" رواه ابو داوود.
وقال النووي رحمه الله واعلم أن هذا الباب من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد ضيع أكثره من أزمان متطاولة ولم يبق منه في هذه الأزمان إلا رسوما قليلة جدا وهو باب عظيم به قوام الأمر وملاكه, فإذا كثر الخبأ عمّ العقاب الصالح والطالح وإذا لم يأخذوا على يد الظالم اوشك ان يعمهم الله تعالى بعقابه " إن يحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنه أو يصيبهم عذاب اليم" انتهى كلامه.
ومن أبيات الحكم:
إذا كنت ذا نعمة ترعها... فإن المعاصي تزيل النعم
فالمعاصي التي ارتكبها النظام عظيمة جدا فقد تجاوز الكبائر والموبقات إلى نواقص الإسلام الجليّات, تجاوز ظلم العباد وهضم حقوقهم والاستهانة بكرامتهم, والاستخفاف بعقولهم, ومشاعرهم والعبث بمال الأمة العام, في اليوم يعاني من الفقر والحرمان ملايين من الناس مقابل أن تدخل الملايين من الريالات إلى حسابات المتنفذين من كبار الأسرة, فضلا عن تدني الخدمات واغتصاب الأراضي, ومشاركه الناس في تجارتهم عنوة بغير عوض, والى ما هنالك فأن النظام قد تجاوز ذلك كله إلى نواقض الإسلام الجليات, فتولى أمريكا الكافرة وناصرها ضد المسلمين وجعل من نفسه ندا لله تعالى يشرع للناس تحليلا وتحرما من دون الله.
ومعلوم ان ذلك من نوا قض الاسلام العشرة وقد اشرنا الى بعض المظالم التي ارتكبها النظام في امور الدين والدنيا بشيء من التفصيل في البيان السابع عشر ومن شاء فليرجع إليه, وهذا الذي تقدم من اهم أسباب الخلاف بين المسلمين وحكام الرياض, وحل هذا الامرسهل معلوم في دين الله تعالى إن صدق الحاكم في إرادته للإصلاح ان كان يملك الارداة اصلا, اما نحن فعلم الله اننا نريد الإصلاح ما استطعنا ونسعى اليه ...
وما خرجنا من ديارنا الا رغبة فيه وماكنا نشتكي نقصاً في امور الدنيا ولله الحمد والمنة.....
ومابنا الى بلاد الحرمين تشوق إلى غيرها وقد طال المقام بعيدا عنها, ولكنه في سبيل الله يسير..
حجاز حبها في عمق قلبي... ولكن الولاة بها ذئاب
وفي الأفغان لي دار وصحب..وعند الله للأرزاق باب
وقد قيل:
فما الخيل إلا كالصديق قليلة.. وإن كثرت في عين من لايجرب
وكل امرء يوهي الجميل محبب.. وكل مكان ينبت العز طيب
ومن توكل على الله كفاه, ويكيّس من لم تغره دنياه ,ولامعنى للحياة الا الحكم في طاعه الله, فاسال الله الثبات وحسن الختام, وخلاصة هذه المسأله ان سبيل النجاه انما هو بالاصلاح والاستقامة على امر الله تعالى وامر رسوله عليه الصلاة والسلام ..
قال الله تعالى: " فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير "
وقال تعالى: " وما كان الله يهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قل آمنت بالله ثم استقم"
فصلاح هذه الأمة بما صلح به أولها وقد كانت جزيرة العرب أمواج متلاطمة من القتل والجورالخوض في الجاهلية فلما بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وانزل القرآن واستقام الناس معه على الإسلام صلح حالهم وحسن معاشهم, فأعزهم الله بعد ان كانوا اذلاء وألف بينهم بعد عداء, فجمعهم بعد فرقة, واطعمهم بعد جوع ,وآمنهم بعد خوف قال الله تعالى: " وألف بين قلوبهم لو أنفقت مافي الارض جميعا ما ألفّت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم انه عزيز حكيم".
وقال الله تعالى: " ولو أن اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون" .
وحل الخلاف بين الراعي والرعية هو خط الخليفة الاول للخليفة الثاني رضي الله عنهما بكلمة قال له : استقم تستقم لك رعيتك.. فهذا كلام الراشدين رضي الله عنهم ...
عليهم نور مقتبس من النور المبين فإذا استقام الأمير على شرع الله استقامت الرعيه ووجب عليها السمع والطاعة بأمر الله تعالى واما اذا ارتد الامير وخرج عن شرع الله وجب على الرعية ان تخرج عليه بأمر الله تعالى أيضا, فطاعته ليست مطلقه,, وانما مقيدة في المعروف, وقد اكد أهل العلم على ارتباط الاجتماع والالفة بالطاعه الله تعالى..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ان سبب الاجتماع والالفة جمع الدين والعمل به كله فسبب الفرقه ترك حوض مما امر العبد به ..
وقال ايضا وهذا التضييق الذي حصل من الامه وعلماءها, ومشائخها, وأمراءها, وكبراءها ,
هو الذي اوجد تسلط الاعداء عليها وذلك بتركهم العمل بطاعه الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام انتهى كلامه .
فالجماعة كما عرفها السلف: ان تكون على ما كانت علية الجماعة الأولى رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم, فبذلك تكون من الفرقة الناجية, والجماعة أن تكون على الحق ولو كنت وحدك كما ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه , والشاهد انه متى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء , فتسلط عليهم الأعداء وهذا ما نحن فيه, ولاحول ولاقوة الا بالله .
هل يستطيعوا الحكام ان يستقيموا على أمر الله لتستقيم الرعية, فيهنأ الناس في حياتهم في أمور دينهم ودنياهم..
بعض الناس يقولون نعم يستطيعون فقد بدأوا بمركز الحوار الوطني, كما بدأوا بالانتخابات البلدية , لكن ذلك لم يغير شيئا من اساس الداء, ورأس البلاء, وأحسن احوالهم انهم سيدخلون في لعبة الانتخابات كما في اليمن او الاردن او مصر ويدورون في حلقة مفرغة لعشرات السنين , ناهيك عن حرمه دخول المدارس التشريعية الشركية ..
لذا فإذا اردنا حل الخلاف حلا صحيح علميا وعملياً ينبغي ان نعرف حقيقته وجذوره وابعادة فهذا الصراع في جزء منه صراع قطري داخلي ولكنه في الابعاد الاخرى صراع بين الكفر العالمي ومعه المرتدون اليوم بزعامة امريكا اليوم من جهه ,وبين الأمة الاسلاميه وطليعتها سرايا المجاهدين من جهة اخرى, وهذه الاسر الحاكمة العميلة الظالمة في المنطقة اليوم التي تقمع كل حركة إصلاحية وتفرض على الشعوب سياسات ضد دينها ودنياها إنما هي نفس الأسر التي ناصرت الصليبيين ضد المسلمين قبل قرن من الزمان ,وهي انما تقوم بذلك من وكاله عن أمريكا وحلفائها وهذا يشكل امتدا للحروب الصليبية السابقة على العالم الإسلامي..
وبنظرة على السياسات الداخلية لبلادنا, يتضح لنا مدى السيطرة الصليبية الصهيونية عليها, فالتدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية حدث عنه ولاحرج..
فلا يمكن تعيين ملك أو نائب له الا بموافقة أمريكا, وهذا بناء على اتفاقيات بين الملوك السابقين والحكومة الأمريكية ..
كما أن مهزلة الحكم القائم اليوم في بلاد الحرمين هي بموافقة أمريكا, لتحول دون انخلاف الوضع فتصاعد خلافات الأمراء الى الاسوء وخاصة في هذه السنوات الاخيرة الحرجة.
فحالة الحكم هذه في بلاد الحرمين حالة لا يعرف لها التاريخ شبيهاً , فقد يحكم الشعب بعد موت الحاكم لساعات او لأيام باسمه كما في حادثة شجرة الدر ,اما ان تحكم البلاد بطولها وبعرضها باسم ملك لم يعد يعلم بعد علم شيئا في عقد من الزمان فهذا من العجائب!!
فهو لم تسقط ولايته شرعا فقط لارتكابه نواقض في الاسلام, بل سقطت ولا يته ايضا لعجزه وفقده القدرة العقلية اللازمة لإدارة أدنى الأمور فضلا عن ادارة البلاد والعباد, فينبغي على أشقاءه ان لا يحملوه مالا يطيق, وهم انما يصرون على بقاءه لرفضهم ان يصبح اخوهم من ابيهم عبد الله ملكا على البلاد فتتقلص صلاحياتهم ويستأثر بالأمر من دونهم.
وهو لا يستطيع ان يتجاوزهم لسيطرتهم على زمام الامور وخاصة وزارتي الدفاع والداخلية ,وكذلك الاستخبارات, واهم من ذلك سيطرتهم على الديوان الملكي, مما يمكنهم من اصدار مرسوم ملكي من ولي الامر المزعوم لعزله وتنصيب بديل عنه.
وهذا الاختلاف الحاد داخل الاسرة , فضلا عن ظلمهم للشعب مكن امريكا من ان تبالغ في ابتزاز الامراء المتنافسين .
وخاصة الأمير عبد الله لمطالبها ,وهو يعلم علماً مؤكدا انه لو لم يستجب لأوامرها فمصيره في احسن الاحوال العزل على ايدي اخوانه كما عزلوا اخاهم الملك سعود من قبل فهو على علم بان منافسيه أصحاب تجارب سابقة, وانهم مستعدون للقيام بما هو اكبر من العزل ان لزم الامر, ومن اراد مثالا حياً قريبا على دور امريكا في قرار العزل.
فلينظر الى الامير الحسن بن طلال في الاردن فبعد ان بقي لبضعة عقود نائباً للملك رجع اخوه الحسين من امريكا قبل وفاته بأيام ومعه قرار العزل لاخيه وعزله فاستكان للامر واصبح سطرا سياسيا وهذا مايخيف الامير عبد الله ان عصى ولية امره امريكا وبالتالي لا يخفى ان اصحاب القرار في الامور العظام هم في امريكا ..
ومما يدل على عمق السيطرة الصليبية على بلادنا, تنفيذ هؤلاء الوكلاء للتغييرات التي يفرضها الموكل حتى في مناهجنا التعليمية, بغرض مسخ شخصية الأمة, وتغريب أبنائها, وهو مشروع قديم قد بدء منذ عقود في مناهج الأزهر بمصر .
ثم طالبت أمريكا بقية الدول العميلة بتغيير مناهجها لتجفيف ماتسميه منابع الصحوة,,
فقد طالبت اليمن بإغلاق المعاهد العلميه قبل اكثر من عقدين من الزمان.
كما طالبت امريكا حكام الرياض بتغيير المناهج الدينية, فتم ذلك نزولا عند رغبتها هذا كله قبل غزوتي نيويورك وواشنطن بأكثر من عقد ونصف.
فضلا عن التغيرات الاضافية الجديدة التي اعتمدها النظام أيضا, إضافة الى عزل الائمة والخطباء وهذا التدخل الصليبي في تغيير المناهج هو من اخطر التدخلات في شؤوننا على الاطلاق لأنه باختصار تغيير للدين والدين كل لا يتجزأ.
فمن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض فهو كافر حقا..
والمشركون هم المشركون تشابهت قلوبهم قال الله تعالى : " واذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا او بدله قل مايكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبع الا مايوحى الي إني أخاف أن عصيت ربي عذاب يوم عظيم "
ولكن حكام الرياض خافوا امريكا وبدلوا المنهج فلا يخفى ان محصلة تغيير المناهج الدينية هو خسارة الدين والدنيا, اما الدين فقد عرفتم أنها ردة جامحة...
وأما الدنيا فان المناهج سوف تخرج للبلاد عبيدا متعلمين يوالون أمريكا ويبيعون مصالح البلاد ويحسنون التبسم في وجه الأمريكي, وهو يحتل الأرض ويفسد العرض بذريعة الحرية والمساواة وقوانين الأمم المتحدة, فهذا نموذج من التدخل الأمريكي في السياسية الداخلية..
فإما تدخلهم في السياسة الخارجية فان الأسر الحاكمة قد استجابت لأمريكا وهي تؤدي دورها بخياناتها
فهذا الملك حسين قد واصل مسيرة الخيانة التي بدأها جده عبدالله بن الشريف حسين وابوه ايضا ضد فلسطين ..
فهذا ابنه عبد الله الثاني من بعد في نفس المسيرة, وهذا محمد السادس في المغرب يسير على خط الخيانه نفسها التي سار عليها ابوه وجده من قبل ومازال تنفيذهم للمؤامرات الصليبية مستمرة ففي هذه العجاله لايتسع المجال لاستقصائها, فإنما نذكّر ببعضها لأهميتها .
فهذه حكومة الرياض دخلت في حلف عالمي مع الكفر الصليبي بقيادة بوش ضد الإسلام وأهله وكما وقع في أفغانستان وكذلك هذه مؤامرات في العراق قد بدأت ولم تنتهِ بعد فقد فتحوا قواعدهم للقوات الأمريكية لكي تغزو العراق مما ساعدهم وسهل عليهم احتلالها وخرج يومها وزير الدفاع السعودي مستخفا بدين المسلمين ودماءهم وعقولهم معترفا بان حكومته فتحت مطاراتها للأمريكيين للأغراض الإنسانية كما زعم .
فهاهم اليوم قد اظهروا لنا حلقة جديدة من سلسلة مؤامراتهم مع أمريكا سموها مبادرة ارسال قوات عربيه واسلامية لحفظ الامن في العراق!!!
وهذه خيانة كبرى فلم يكتفوا بمناصرة الكفار لاحتلال بلاد الإسلام حتى جاؤوا بهذه المبادرة في إسباغ الشرعية على الاحتلال الأمريكي.. فحسبنا الله عليهم ونعم الوكيل .
ومما زاد الأمر سوءاً من مصيبة قداحة عند الناس ان كثيرا منهم كانوا يظنون أن الأمير عبد الله ابن عبد العزيز عندما تصدر لإدارة البلاد انه سوف ينقذها من أوحال المعاصي والفساد الإداري, والمالي, والإعلامي, وغيره ومن التبعية لأمريكا, ولكنه وبينما الناس ينتظرون خيرا جاءهم بشره ,
ففي الوقت التي كانت امريكا تبعث بجيوشها الى الخليج لغزو العراق كان نظام الرياض يخادع الامه بتصريحاته, ويقول انه يرفض استخدام امريكا للقوة ضد العراق.
وقبل الغزو بفترة وجيزه قدم الامير عبد الله مبادرة زعم انها انسانيه! وهي أن يخرج صدام الى المنفى حقنا للدماء كما قال ....
و بعبارة واضحة ان يسلم العراق لأمريكا بكل مافيه على طبق غنيمة باردة .
ومثال هذا كمجرم قطع عليك الطريق وقدم اليك احدى عبيده بصوره المصلح الناصح وقال لك انا انصحك ان تترك اهلك ومالك وتنجو بنفسك وهكذا يأخذ اللص اموال الناس في العراق ويتعدى على ارضهم وعرضهم بدون عناء بدعم ونصح الامير الاعرابي .
صحيح ان صدام لص ومرتد ولكن لايكون الحل ابدا بنقل العراق من اللص المحلي الى اللص الدولي لان تمكين الكافر ومناصرته لاخذ ارض المسلمين والسيطرة عليهم من نواقض الاسلام العشرة.
وقبل الغزو ايضا خرج الامير عبد الله ابن عبد العزيز على الملأ ليصرح تصريحا ماكرا مخادعا حيث قال ان الحشود الامريكيه ليست للحرب واعتقد الذين يحسنون الظن به انها غفلة من غفلاته ومااكثرها ولكن لم يمض الا سنه او بضعة اشهر حتى فضحه الله تعالى على رؤوس الخلائق واظهر كذبه وخداعه وغدره وخيانته للامه ليس بشبه او قرائن وانما ببراهين دامغة وبأدلة ناطقة ...
كما نطق الامير طلال ابن عبد العزيز من قبل على الملأ قائلا ان اباه كان يتقاضى اموالا من الانجليز لحاجه في انفسهم،وهو بذلك يؤكد على الحقائق والوثائق التي تثبت ان اباه كان عميلا للانجليز ..
فكذلك اليوم نطق بها ابن اخيه سفيره في أمريكا بندر بن سلطان امام الملأ بانه اجتمع مع نائب الرئيس الامريكي ووزير دفاعه وقائد هيئة الاركان واطلعوه على الخرائط السريه لغزو العراق والى ماهنالك ,وكان هذا الكلام خلال تعليقه بعد صدور كتاب يفضح الامير عبد الله وهو يتعهد بتقديم الدعم لأمريكا ويستحثها على غزو العراق .
وأتت تصريحات سابقه قبل الغزو بما فيها قوله أن احساسه ان هذه القوات الامريكيه التي وصلت الى الخليج ليست للحرب فهو اذن انما كان يكذب على الامة عن علم متعمدا ليخادعها ويرجف بها وهو بذلك يكون قد قام بجزء اول من الحرب النفسية نيابة عن أمريكا ضد العراق واهله ليستكينوا ولا يستعدوا للحرب وحتى يبث فينا معاني الخنوعة والاستسلام لعدوها .
وحتى لاتتعرض القوات الامريكيه لأي مقاومة تذكرياللعار والشنار..يا للكفر والخيانه .. ياللغدر والعماله ..فان الناس مازالو يتذكرون حضور الوفد العراقي في مؤتمر بيروت والاعلان عن المصالحه بين البلدين ثم يغدر ويذهب بليل ليتفق مع امريكا على غزو العراق ويتعهد بدفع مليار دولار مساهمة منه في دعم تلك الحرب ..
الهذه الدرجه وصلت بحكام الرياض الامور؟ ثم يزعم المنافقون انهم اولياء امور يكذبون على الامه ويخادعونها من اجل دراهم معدودة عليهم من الله جميها مايستحقون ..
وهنا ينبغي للعقلاء ان يقفوا وقفه مع انفسهم فيتدبروا في تصرفات الحكام فان حجم الخلل عظيم جدا ,ولا يجوز لمسلم ان يرضى بهؤلاء حكام عليهم, اما فكر العقلاء المصلحون الذين يريدون الاصلاح عبر هؤلاء كيف يمكن لهم ان يقوموا بالاصلاح وهم يسبحون في وسط بحر هائج من هذه الصفات الذميمة..
فهذا لايمكن لان الغرق ينتظرهم ولا يمكن لعاقل ان يرضى لمن هذه صفاته ان يكون شريكه في أي عمل من الاعمال مهما صبر..
فكيف ونحن نتحدث عن عوائم الامور المهمه من قضاء الامه ومن تدبر مساعي الناصحين وحواراتهم يرى ان النتيجه لاشي على ارض الواقع وان اختلفت اساليب الحاكم بين المماطلة او الكذب,
او الاغراء والاغواء , او السجن والاقصاء ,والهدف الثابت الوحيد للحاكم من حواره مع كل دعوة إصلاحية هو اجهاضها ولو بعد حين وهذا مالمسته بنفسي , وقد ناصحت الحكومة قبل عقدين من الزمن بواسطة كبار العلماء إلا إن الاوضاع لم تتغير .
ثم قبل عقد ونصف توجهت بالنصح مباشرة لنائب وزير الداخلية واخبرته عن الكبائر العظام التي ينبغي على الدولة ان تزيلها وعن خطورة بقائها ولكن دون جدوى , ثم التقيت بنائب وكيل الوزارة للشؤون الأمنية , فعاتبني بشدة لأني نصحت نائب وزير الداخلية وأخذ يردد على مسمعي الكبائر التي أخبرت الأمير بها ثم يقول (هذا معروف ما نبي احد يعلمنا )وهذه الكبائر التي ناصحتم فيها قد مضى عليها عشرات السنين وقد نصحهم فيها قبلي كثير فهي مازالت موجودة الى اليوم وهم يدافعون عنها وملتزمون بها لأن الملك شرعها فما نلتزم نحن ماشرعه الله لنا، هذا يعني ان السيادة والطاعة المطلقتين للملك وتشريعاته فليس في دين الله تعالى وهذه هي الحقيقة الخطيرة وهذه هي عقيدة القوم والتي عبر عنها نائب الوكيل بقوله (هذا معروف مانبي حد يعلمنا ) فما ذكرته لهم من كبائر هم يعرفون انها محرمة في دين الله , ولكن لايريدون من احد ان ينكرها لسبب بسيط ,وهو انها غير محرمة في دين الملك فيتعجبون منّا كيف ننكرها بل يطالبوننا ان لانعلمهم بحرمتها فالملك قد اصدر مراسيم وتشريعات يبيحها ويحميها وكلمة الدين تعني فيما تعني القوانين التي يشرعها الملك او الحاكم , قال الله تعالى " ماكان ليأخذ اخاه في دين الملك الا ان يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم " .
قال اهل التفسير أي حكم الملك , من نور الله بصيرته فتبدر في تصرفات النظام وجد هذه الحقيقة ماثلة امامه في الشؤون الداخلية والخارجية سواء فالسيادة والطاعه لأمر الملك وليست لله تعالى, فما يحلله الملك يصبح حلالا وما يحرمه يصبح حراما ,فله الملك الحق في نظرهم ان يحلل شيئ عاما ويحرمه عاما ...
فسأضرب امثله من ذلك فان رحمة الربا معلومه عند الدين بالضرورة وقد قال الله تعالى " واحل الله البيع وحرم الربا " .
ولكن النظام اصدر مراسيماً وتشريعات تبيحه وتقيمه وتعاقب من اراد ان يمنعه, او امتنع عن دفع مااحتالوا على تسميته بالفائدة ,ومعلوم ان اكل الربا كبيرة من الكبائر فان التشريع والتحليل من دون الله تعالى فهو ناقض من نواقض الإسلام .
فاما المثال الثاني فهو تولي الكافرين فعلى سبيل المثال:
فان النظام الاردني نظام جاهلي كـــافر ولكن حكام الرياض كانوا يتولون الملك حسين فلو وصفه خطيب او كاتب بأنه عميل لليهود فانه يتعرض للعقاب من قبل نظام الرياض عبر قوانين قد شرعت في مثل هذا الغرض ولكن لما دخل الملك حسين في حلف صدام عندما غزا الكويت تبرأ الملك فهد من وليه السابق فامتلأت صور الرياض بالوثائق والصور التي تثبت عماله حسين ابن طلال لليهود وهذا حق فهو كذلك, وبالمقابل امتلأت صحف الاردن بالوثائق والصور التي تثبت عمالة حكام الرياض للأنجليز ثم لأمريكا وهذا حق هم كذلك لذا ورغم مصيبتنا الكبيرة في حكام المنطقة العملاء الا ان مصيبتنا في كثير من قيادات العالم الاسلامي اكبر فهم يصرون على وصف هؤلاء الطواغيت بأنهم ولاة امر فبعض الناس يظنون انهم سفينة النجاة , وهم في الحقيقة سفينة الغرق ...
واحد اوجه النظام ولكن باسم الدين كذبا وزورا فينبغي على الصادقين في هذه الجماعات تخليص العمل الاسلامي منهم فما بعد هذه الوثائق الكبيرة الموثقة اشارت امريكا على الملك فهد باستقبال الملك حسين , فاستقبله وتناسى الماضي , ثم لما مات حضر امراء آل سعود جنازته مع الوفد الاسرائيلي والامريكي وغيرهم ثم امر باقامة صلاة الغائب عليه بالحرم .. ولا حول ولا قوة الا بالله ...
فالولاء والبراء اوثق عرى الايمان نوالي من والى الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام , ونعادي من عادى الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام , ولكن المنافقين عبيد الدرهم والدينار يتبعون الملك حقا فعل ام باطلاً , يوالون من والى ويعادون من عادى , فهل يبقى الانسان انساناً سوياً وهو يغير عقله بهذه الطريقة المهينة الجارحه , ام ان المفروض ان يتخلى المسلم عن دينه ويدوس على عقله , ليصبح مواطنا صالحا!!
فقس على ذلك عبد الناصر ,والسادات ,والقذافي, وصدام ...
فعبد الناصر كان قد دخل معاهم في خصومة فكفروة من على منبر الحرم المكي وهو كذلك, فاما لما اصطلح معهم اصبح مسلما ...
وكذا الحال مع القذافي خلال ثلاثة عقود اذا شتمهم فهو كافر واذا اصطلح معهم ذلك الزنديق اصبح مسلما ويدخلونه الكعبة المشرفة...
وهذا السادات عندما وقع مبادرة الاستسلام مع اليهود اتهمه حكام الرياض وبقية الدول العربيه بالخيانة والعمالة فهو كذلك , فامتلأت صحفهم بذمه وشتمه , ثم لما قام الأمير عبد الله بنفس العمالة والخيانه في مبادرة بيروت مدحه المنافقون وأيدوه فعلماء السوء واصحاب الاقلام المأجورة يدورون مع الحاكم حيث مادار, ويتردون معه حيث ما تردى من اجل المال ثم يدعون العلم والمعرفة والهدى والرشاد...
اذا فمما سبق يتضح ان الحاكم له دين آخر واما هو يتاجر بدين الاسلام ويخادع الناس به , وبعد ان ظهر ماظهر من كل حكام المنطقة عموما وحكام الرياض خصوصا عملاء مرتدين فضلا عن صفات السوء الاخرى ,وظهر ان الخلاف خلاف بين منهجين ونزاع عميق بين عقيدتين نزاع بين المنهج الرباني المتكامل ..
الذي اسلم الامر كله لله تعالى في جميع الشؤون منهج " قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك امرت وأنا اول المسلمين" .
منهج لا اله الا الله محمد رسول الله بكل دلالاتها ومقتضياتها...
وبين المنهج العلماني الصارخ منهج " الذين يخادعون الله والذين آمنوا ومايخدعون الا انفسهم ومايشعرون" منهج "الذين يتخذ بعضهم بعضاً اربابا من دون الله" منهج الذين قال الله فيهم " فإذا قيل لهم تعالوا قالوا ماانزل الله والى الرسول راأت المنافقين يصدون عنك صدودا ".
-------
تابع
أما بعد:
فإلى المسلمين في بلاد الحرمين خاصة والى المسلمين في غيرها عامة
فهذه رساله حول الخلاف والنزاع بين حكام الرياض وأهل البلاد والسبيل لحله....
فقد كثر الحديث في بلاد الحرمين عن ضرورة الأمن والأمان وعن حرمه دماء المسلمين والمستأمنين, وعلى أهمية الألفة والاجتماع وخطورة الفرقة والنزاع وزعموا أن المجاهدين يتحملون ما آلت إليه الأمور في بلاد الحرمين , ومحض الحقيقة الواضحة أن المسؤولية تقع على عاتق النظام, حيث فرط في الشروط المطلوبة للمحافظة على الأمن والدماء, والألفة والاجتماع, وذلك بعصيانه لله تعالى وارتكابه الكبائر التي تعرض البلاد لوعيد الله وعقابه, وقد ذكر الله لنا قصص العصاة وعقابهم لنعتبر
قال الله تعالى: " وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنه مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعُمِ الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون" .
وقال الله تعالى: " الذين طغوا في البلاد, فأكثروا فيها الفساد, فصب عليهم ربك سوط عذاب, إن ربك لبا لمرصاد".
كما أن الموالين للنظام المداهنين له وكذا القاعدين عن إنكار المنكر يتحملون المسؤولية أيضا,
وقد قال الله تعالى " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبِئس ما كانوا يفعلون".
وقد صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال: "فما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز وجل فيتحروا فيما انزل الله الا جعل الله بأسهم بينهم" رواه الحاكم .
وقال أيضا "إن الناس اذا رؤا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك ان يعمهم الله بعقاب منه" رواه ابو داوود.
وقال النووي رحمه الله واعلم أن هذا الباب من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد ضيع أكثره من أزمان متطاولة ولم يبق منه في هذه الأزمان إلا رسوما قليلة جدا وهو باب عظيم به قوام الأمر وملاكه, فإذا كثر الخبأ عمّ العقاب الصالح والطالح وإذا لم يأخذوا على يد الظالم اوشك ان يعمهم الله تعالى بعقابه " إن يحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنه أو يصيبهم عذاب اليم" انتهى كلامه.
ومن أبيات الحكم:
إذا كنت ذا نعمة ترعها... فإن المعاصي تزيل النعم
فالمعاصي التي ارتكبها النظام عظيمة جدا فقد تجاوز الكبائر والموبقات إلى نواقص الإسلام الجليّات, تجاوز ظلم العباد وهضم حقوقهم والاستهانة بكرامتهم, والاستخفاف بعقولهم, ومشاعرهم والعبث بمال الأمة العام, في اليوم يعاني من الفقر والحرمان ملايين من الناس مقابل أن تدخل الملايين من الريالات إلى حسابات المتنفذين من كبار الأسرة, فضلا عن تدني الخدمات واغتصاب الأراضي, ومشاركه الناس في تجارتهم عنوة بغير عوض, والى ما هنالك فأن النظام قد تجاوز ذلك كله إلى نواقض الإسلام الجليات, فتولى أمريكا الكافرة وناصرها ضد المسلمين وجعل من نفسه ندا لله تعالى يشرع للناس تحليلا وتحرما من دون الله.
ومعلوم ان ذلك من نوا قض الاسلام العشرة وقد اشرنا الى بعض المظالم التي ارتكبها النظام في امور الدين والدنيا بشيء من التفصيل في البيان السابع عشر ومن شاء فليرجع إليه, وهذا الذي تقدم من اهم أسباب الخلاف بين المسلمين وحكام الرياض, وحل هذا الامرسهل معلوم في دين الله تعالى إن صدق الحاكم في إرادته للإصلاح ان كان يملك الارداة اصلا, اما نحن فعلم الله اننا نريد الإصلاح ما استطعنا ونسعى اليه ...
وما خرجنا من ديارنا الا رغبة فيه وماكنا نشتكي نقصاً في امور الدنيا ولله الحمد والمنة.....
ومابنا الى بلاد الحرمين تشوق إلى غيرها وقد طال المقام بعيدا عنها, ولكنه في سبيل الله يسير..
حجاز حبها في عمق قلبي... ولكن الولاة بها ذئاب
وفي الأفغان لي دار وصحب..وعند الله للأرزاق باب
وقد قيل:
فما الخيل إلا كالصديق قليلة.. وإن كثرت في عين من لايجرب
وكل امرء يوهي الجميل محبب.. وكل مكان ينبت العز طيب
ومن توكل على الله كفاه, ويكيّس من لم تغره دنياه ,ولامعنى للحياة الا الحكم في طاعه الله, فاسال الله الثبات وحسن الختام, وخلاصة هذه المسأله ان سبيل النجاه انما هو بالاصلاح والاستقامة على امر الله تعالى وامر رسوله عليه الصلاة والسلام ..
قال الله تعالى: " فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير "
وقال تعالى: " وما كان الله يهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قل آمنت بالله ثم استقم"
فصلاح هذه الأمة بما صلح به أولها وقد كانت جزيرة العرب أمواج متلاطمة من القتل والجورالخوض في الجاهلية فلما بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وانزل القرآن واستقام الناس معه على الإسلام صلح حالهم وحسن معاشهم, فأعزهم الله بعد ان كانوا اذلاء وألف بينهم بعد عداء, فجمعهم بعد فرقة, واطعمهم بعد جوع ,وآمنهم بعد خوف قال الله تعالى: " وألف بين قلوبهم لو أنفقت مافي الارض جميعا ما ألفّت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم انه عزيز حكيم".
وقال الله تعالى: " ولو أن اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون" .
وحل الخلاف بين الراعي والرعية هو خط الخليفة الاول للخليفة الثاني رضي الله عنهما بكلمة قال له : استقم تستقم لك رعيتك.. فهذا كلام الراشدين رضي الله عنهم ...
عليهم نور مقتبس من النور المبين فإذا استقام الأمير على شرع الله استقامت الرعيه ووجب عليها السمع والطاعة بأمر الله تعالى واما اذا ارتد الامير وخرج عن شرع الله وجب على الرعية ان تخرج عليه بأمر الله تعالى أيضا, فطاعته ليست مطلقه,, وانما مقيدة في المعروف, وقد اكد أهل العلم على ارتباط الاجتماع والالفة بالطاعه الله تعالى..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ان سبب الاجتماع والالفة جمع الدين والعمل به كله فسبب الفرقه ترك حوض مما امر العبد به ..
وقال ايضا وهذا التضييق الذي حصل من الامه وعلماءها, ومشائخها, وأمراءها, وكبراءها ,
هو الذي اوجد تسلط الاعداء عليها وذلك بتركهم العمل بطاعه الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام انتهى كلامه .
فالجماعة كما عرفها السلف: ان تكون على ما كانت علية الجماعة الأولى رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم, فبذلك تكون من الفرقة الناجية, والجماعة أن تكون على الحق ولو كنت وحدك كما ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه , والشاهد انه متى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء , فتسلط عليهم الأعداء وهذا ما نحن فيه, ولاحول ولاقوة الا بالله .
هل يستطيعوا الحكام ان يستقيموا على أمر الله لتستقيم الرعية, فيهنأ الناس في حياتهم في أمور دينهم ودنياهم..
بعض الناس يقولون نعم يستطيعون فقد بدأوا بمركز الحوار الوطني, كما بدأوا بالانتخابات البلدية , لكن ذلك لم يغير شيئا من اساس الداء, ورأس البلاء, وأحسن احوالهم انهم سيدخلون في لعبة الانتخابات كما في اليمن او الاردن او مصر ويدورون في حلقة مفرغة لعشرات السنين , ناهيك عن حرمه دخول المدارس التشريعية الشركية ..
لذا فإذا اردنا حل الخلاف حلا صحيح علميا وعملياً ينبغي ان نعرف حقيقته وجذوره وابعادة فهذا الصراع في جزء منه صراع قطري داخلي ولكنه في الابعاد الاخرى صراع بين الكفر العالمي ومعه المرتدون اليوم بزعامة امريكا اليوم من جهه ,وبين الأمة الاسلاميه وطليعتها سرايا المجاهدين من جهة اخرى, وهذه الاسر الحاكمة العميلة الظالمة في المنطقة اليوم التي تقمع كل حركة إصلاحية وتفرض على الشعوب سياسات ضد دينها ودنياها إنما هي نفس الأسر التي ناصرت الصليبيين ضد المسلمين قبل قرن من الزمان ,وهي انما تقوم بذلك من وكاله عن أمريكا وحلفائها وهذا يشكل امتدا للحروب الصليبية السابقة على العالم الإسلامي..
وبنظرة على السياسات الداخلية لبلادنا, يتضح لنا مدى السيطرة الصليبية الصهيونية عليها, فالتدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية حدث عنه ولاحرج..
فلا يمكن تعيين ملك أو نائب له الا بموافقة أمريكا, وهذا بناء على اتفاقيات بين الملوك السابقين والحكومة الأمريكية ..
كما أن مهزلة الحكم القائم اليوم في بلاد الحرمين هي بموافقة أمريكا, لتحول دون انخلاف الوضع فتصاعد خلافات الأمراء الى الاسوء وخاصة في هذه السنوات الاخيرة الحرجة.
فحالة الحكم هذه في بلاد الحرمين حالة لا يعرف لها التاريخ شبيهاً , فقد يحكم الشعب بعد موت الحاكم لساعات او لأيام باسمه كما في حادثة شجرة الدر ,اما ان تحكم البلاد بطولها وبعرضها باسم ملك لم يعد يعلم بعد علم شيئا في عقد من الزمان فهذا من العجائب!!
فهو لم تسقط ولايته شرعا فقط لارتكابه نواقض في الاسلام, بل سقطت ولا يته ايضا لعجزه وفقده القدرة العقلية اللازمة لإدارة أدنى الأمور فضلا عن ادارة البلاد والعباد, فينبغي على أشقاءه ان لا يحملوه مالا يطيق, وهم انما يصرون على بقاءه لرفضهم ان يصبح اخوهم من ابيهم عبد الله ملكا على البلاد فتتقلص صلاحياتهم ويستأثر بالأمر من دونهم.
وهو لا يستطيع ان يتجاوزهم لسيطرتهم على زمام الامور وخاصة وزارتي الدفاع والداخلية ,وكذلك الاستخبارات, واهم من ذلك سيطرتهم على الديوان الملكي, مما يمكنهم من اصدار مرسوم ملكي من ولي الامر المزعوم لعزله وتنصيب بديل عنه.
وهذا الاختلاف الحاد داخل الاسرة , فضلا عن ظلمهم للشعب مكن امريكا من ان تبالغ في ابتزاز الامراء المتنافسين .
وخاصة الأمير عبد الله لمطالبها ,وهو يعلم علماً مؤكدا انه لو لم يستجب لأوامرها فمصيره في احسن الاحوال العزل على ايدي اخوانه كما عزلوا اخاهم الملك سعود من قبل فهو على علم بان منافسيه أصحاب تجارب سابقة, وانهم مستعدون للقيام بما هو اكبر من العزل ان لزم الامر, ومن اراد مثالا حياً قريبا على دور امريكا في قرار العزل.
فلينظر الى الامير الحسن بن طلال في الاردن فبعد ان بقي لبضعة عقود نائباً للملك رجع اخوه الحسين من امريكا قبل وفاته بأيام ومعه قرار العزل لاخيه وعزله فاستكان للامر واصبح سطرا سياسيا وهذا مايخيف الامير عبد الله ان عصى ولية امره امريكا وبالتالي لا يخفى ان اصحاب القرار في الامور العظام هم في امريكا ..
ومما يدل على عمق السيطرة الصليبية على بلادنا, تنفيذ هؤلاء الوكلاء للتغييرات التي يفرضها الموكل حتى في مناهجنا التعليمية, بغرض مسخ شخصية الأمة, وتغريب أبنائها, وهو مشروع قديم قد بدء منذ عقود في مناهج الأزهر بمصر .
ثم طالبت أمريكا بقية الدول العميلة بتغيير مناهجها لتجفيف ماتسميه منابع الصحوة,,
فقد طالبت اليمن بإغلاق المعاهد العلميه قبل اكثر من عقدين من الزمان.
كما طالبت امريكا حكام الرياض بتغيير المناهج الدينية, فتم ذلك نزولا عند رغبتها هذا كله قبل غزوتي نيويورك وواشنطن بأكثر من عقد ونصف.
فضلا عن التغيرات الاضافية الجديدة التي اعتمدها النظام أيضا, إضافة الى عزل الائمة والخطباء وهذا التدخل الصليبي في تغيير المناهج هو من اخطر التدخلات في شؤوننا على الاطلاق لأنه باختصار تغيير للدين والدين كل لا يتجزأ.
فمن آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض فهو كافر حقا..
والمشركون هم المشركون تشابهت قلوبهم قال الله تعالى : " واذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا او بدله قل مايكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبع الا مايوحى الي إني أخاف أن عصيت ربي عذاب يوم عظيم "
ولكن حكام الرياض خافوا امريكا وبدلوا المنهج فلا يخفى ان محصلة تغيير المناهج الدينية هو خسارة الدين والدنيا, اما الدين فقد عرفتم أنها ردة جامحة...
وأما الدنيا فان المناهج سوف تخرج للبلاد عبيدا متعلمين يوالون أمريكا ويبيعون مصالح البلاد ويحسنون التبسم في وجه الأمريكي, وهو يحتل الأرض ويفسد العرض بذريعة الحرية والمساواة وقوانين الأمم المتحدة, فهذا نموذج من التدخل الأمريكي في السياسية الداخلية..
فإما تدخلهم في السياسة الخارجية فان الأسر الحاكمة قد استجابت لأمريكا وهي تؤدي دورها بخياناتها
فهذا الملك حسين قد واصل مسيرة الخيانة التي بدأها جده عبدالله بن الشريف حسين وابوه ايضا ضد فلسطين ..
فهذا ابنه عبد الله الثاني من بعد في نفس المسيرة, وهذا محمد السادس في المغرب يسير على خط الخيانه نفسها التي سار عليها ابوه وجده من قبل ومازال تنفيذهم للمؤامرات الصليبية مستمرة ففي هذه العجاله لايتسع المجال لاستقصائها, فإنما نذكّر ببعضها لأهميتها .
فهذه حكومة الرياض دخلت في حلف عالمي مع الكفر الصليبي بقيادة بوش ضد الإسلام وأهله وكما وقع في أفغانستان وكذلك هذه مؤامرات في العراق قد بدأت ولم تنتهِ بعد فقد فتحوا قواعدهم للقوات الأمريكية لكي تغزو العراق مما ساعدهم وسهل عليهم احتلالها وخرج يومها وزير الدفاع السعودي مستخفا بدين المسلمين ودماءهم وعقولهم معترفا بان حكومته فتحت مطاراتها للأمريكيين للأغراض الإنسانية كما زعم .
فهاهم اليوم قد اظهروا لنا حلقة جديدة من سلسلة مؤامراتهم مع أمريكا سموها مبادرة ارسال قوات عربيه واسلامية لحفظ الامن في العراق!!!
وهذه خيانة كبرى فلم يكتفوا بمناصرة الكفار لاحتلال بلاد الإسلام حتى جاؤوا بهذه المبادرة في إسباغ الشرعية على الاحتلال الأمريكي.. فحسبنا الله عليهم ونعم الوكيل .
ومما زاد الأمر سوءاً من مصيبة قداحة عند الناس ان كثيرا منهم كانوا يظنون أن الأمير عبد الله ابن عبد العزيز عندما تصدر لإدارة البلاد انه سوف ينقذها من أوحال المعاصي والفساد الإداري, والمالي, والإعلامي, وغيره ومن التبعية لأمريكا, ولكنه وبينما الناس ينتظرون خيرا جاءهم بشره ,
ففي الوقت التي كانت امريكا تبعث بجيوشها الى الخليج لغزو العراق كان نظام الرياض يخادع الامه بتصريحاته, ويقول انه يرفض استخدام امريكا للقوة ضد العراق.
وقبل الغزو بفترة وجيزه قدم الامير عبد الله مبادرة زعم انها انسانيه! وهي أن يخرج صدام الى المنفى حقنا للدماء كما قال ....
و بعبارة واضحة ان يسلم العراق لأمريكا بكل مافيه على طبق غنيمة باردة .
ومثال هذا كمجرم قطع عليك الطريق وقدم اليك احدى عبيده بصوره المصلح الناصح وقال لك انا انصحك ان تترك اهلك ومالك وتنجو بنفسك وهكذا يأخذ اللص اموال الناس في العراق ويتعدى على ارضهم وعرضهم بدون عناء بدعم ونصح الامير الاعرابي .
صحيح ان صدام لص ومرتد ولكن لايكون الحل ابدا بنقل العراق من اللص المحلي الى اللص الدولي لان تمكين الكافر ومناصرته لاخذ ارض المسلمين والسيطرة عليهم من نواقض الاسلام العشرة.
وقبل الغزو ايضا خرج الامير عبد الله ابن عبد العزيز على الملأ ليصرح تصريحا ماكرا مخادعا حيث قال ان الحشود الامريكيه ليست للحرب واعتقد الذين يحسنون الظن به انها غفلة من غفلاته ومااكثرها ولكن لم يمض الا سنه او بضعة اشهر حتى فضحه الله تعالى على رؤوس الخلائق واظهر كذبه وخداعه وغدره وخيانته للامه ليس بشبه او قرائن وانما ببراهين دامغة وبأدلة ناطقة ...
كما نطق الامير طلال ابن عبد العزيز من قبل على الملأ قائلا ان اباه كان يتقاضى اموالا من الانجليز لحاجه في انفسهم،وهو بذلك يؤكد على الحقائق والوثائق التي تثبت ان اباه كان عميلا للانجليز ..
فكذلك اليوم نطق بها ابن اخيه سفيره في أمريكا بندر بن سلطان امام الملأ بانه اجتمع مع نائب الرئيس الامريكي ووزير دفاعه وقائد هيئة الاركان واطلعوه على الخرائط السريه لغزو العراق والى ماهنالك ,وكان هذا الكلام خلال تعليقه بعد صدور كتاب يفضح الامير عبد الله وهو يتعهد بتقديم الدعم لأمريكا ويستحثها على غزو العراق .
وأتت تصريحات سابقه قبل الغزو بما فيها قوله أن احساسه ان هذه القوات الامريكيه التي وصلت الى الخليج ليست للحرب فهو اذن انما كان يكذب على الامة عن علم متعمدا ليخادعها ويرجف بها وهو بذلك يكون قد قام بجزء اول من الحرب النفسية نيابة عن أمريكا ضد العراق واهله ليستكينوا ولا يستعدوا للحرب وحتى يبث فينا معاني الخنوعة والاستسلام لعدوها .
وحتى لاتتعرض القوات الامريكيه لأي مقاومة تذكرياللعار والشنار..يا للكفر والخيانه .. ياللغدر والعماله ..فان الناس مازالو يتذكرون حضور الوفد العراقي في مؤتمر بيروت والاعلان عن المصالحه بين البلدين ثم يغدر ويذهب بليل ليتفق مع امريكا على غزو العراق ويتعهد بدفع مليار دولار مساهمة منه في دعم تلك الحرب ..
الهذه الدرجه وصلت بحكام الرياض الامور؟ ثم يزعم المنافقون انهم اولياء امور يكذبون على الامه ويخادعونها من اجل دراهم معدودة عليهم من الله جميها مايستحقون ..
وهنا ينبغي للعقلاء ان يقفوا وقفه مع انفسهم فيتدبروا في تصرفات الحكام فان حجم الخلل عظيم جدا ,ولا يجوز لمسلم ان يرضى بهؤلاء حكام عليهم, اما فكر العقلاء المصلحون الذين يريدون الاصلاح عبر هؤلاء كيف يمكن لهم ان يقوموا بالاصلاح وهم يسبحون في وسط بحر هائج من هذه الصفات الذميمة..
فهذا لايمكن لان الغرق ينتظرهم ولا يمكن لعاقل ان يرضى لمن هذه صفاته ان يكون شريكه في أي عمل من الاعمال مهما صبر..
فكيف ونحن نتحدث عن عوائم الامور المهمه من قضاء الامه ومن تدبر مساعي الناصحين وحواراتهم يرى ان النتيجه لاشي على ارض الواقع وان اختلفت اساليب الحاكم بين المماطلة او الكذب,
او الاغراء والاغواء , او السجن والاقصاء ,والهدف الثابت الوحيد للحاكم من حواره مع كل دعوة إصلاحية هو اجهاضها ولو بعد حين وهذا مالمسته بنفسي , وقد ناصحت الحكومة قبل عقدين من الزمن بواسطة كبار العلماء إلا إن الاوضاع لم تتغير .
ثم قبل عقد ونصف توجهت بالنصح مباشرة لنائب وزير الداخلية واخبرته عن الكبائر العظام التي ينبغي على الدولة ان تزيلها وعن خطورة بقائها ولكن دون جدوى , ثم التقيت بنائب وكيل الوزارة للشؤون الأمنية , فعاتبني بشدة لأني نصحت نائب وزير الداخلية وأخذ يردد على مسمعي الكبائر التي أخبرت الأمير بها ثم يقول (هذا معروف ما نبي احد يعلمنا )وهذه الكبائر التي ناصحتم فيها قد مضى عليها عشرات السنين وقد نصحهم فيها قبلي كثير فهي مازالت موجودة الى اليوم وهم يدافعون عنها وملتزمون بها لأن الملك شرعها فما نلتزم نحن ماشرعه الله لنا، هذا يعني ان السيادة والطاعة المطلقتين للملك وتشريعاته فليس في دين الله تعالى وهذه هي الحقيقة الخطيرة وهذه هي عقيدة القوم والتي عبر عنها نائب الوكيل بقوله (هذا معروف مانبي حد يعلمنا ) فما ذكرته لهم من كبائر هم يعرفون انها محرمة في دين الله , ولكن لايريدون من احد ان ينكرها لسبب بسيط ,وهو انها غير محرمة في دين الملك فيتعجبون منّا كيف ننكرها بل يطالبوننا ان لانعلمهم بحرمتها فالملك قد اصدر مراسيم وتشريعات يبيحها ويحميها وكلمة الدين تعني فيما تعني القوانين التي يشرعها الملك او الحاكم , قال الله تعالى " ماكان ليأخذ اخاه في دين الملك الا ان يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم " .
قال اهل التفسير أي حكم الملك , من نور الله بصيرته فتبدر في تصرفات النظام وجد هذه الحقيقة ماثلة امامه في الشؤون الداخلية والخارجية سواء فالسيادة والطاعه لأمر الملك وليست لله تعالى, فما يحلله الملك يصبح حلالا وما يحرمه يصبح حراما ,فله الملك الحق في نظرهم ان يحلل شيئ عاما ويحرمه عاما ...
فسأضرب امثله من ذلك فان رحمة الربا معلومه عند الدين بالضرورة وقد قال الله تعالى " واحل الله البيع وحرم الربا " .
ولكن النظام اصدر مراسيماً وتشريعات تبيحه وتقيمه وتعاقب من اراد ان يمنعه, او امتنع عن دفع مااحتالوا على تسميته بالفائدة ,ومعلوم ان اكل الربا كبيرة من الكبائر فان التشريع والتحليل من دون الله تعالى فهو ناقض من نواقض الإسلام .
فاما المثال الثاني فهو تولي الكافرين فعلى سبيل المثال:
فان النظام الاردني نظام جاهلي كـــافر ولكن حكام الرياض كانوا يتولون الملك حسين فلو وصفه خطيب او كاتب بأنه عميل لليهود فانه يتعرض للعقاب من قبل نظام الرياض عبر قوانين قد شرعت في مثل هذا الغرض ولكن لما دخل الملك حسين في حلف صدام عندما غزا الكويت تبرأ الملك فهد من وليه السابق فامتلأت صور الرياض بالوثائق والصور التي تثبت عماله حسين ابن طلال لليهود وهذا حق فهو كذلك, وبالمقابل امتلأت صحف الاردن بالوثائق والصور التي تثبت عمالة حكام الرياض للأنجليز ثم لأمريكا وهذا حق هم كذلك لذا ورغم مصيبتنا الكبيرة في حكام المنطقة العملاء الا ان مصيبتنا في كثير من قيادات العالم الاسلامي اكبر فهم يصرون على وصف هؤلاء الطواغيت بأنهم ولاة امر فبعض الناس يظنون انهم سفينة النجاة , وهم في الحقيقة سفينة الغرق ...
واحد اوجه النظام ولكن باسم الدين كذبا وزورا فينبغي على الصادقين في هذه الجماعات تخليص العمل الاسلامي منهم فما بعد هذه الوثائق الكبيرة الموثقة اشارت امريكا على الملك فهد باستقبال الملك حسين , فاستقبله وتناسى الماضي , ثم لما مات حضر امراء آل سعود جنازته مع الوفد الاسرائيلي والامريكي وغيرهم ثم امر باقامة صلاة الغائب عليه بالحرم .. ولا حول ولا قوة الا بالله ...
فالولاء والبراء اوثق عرى الايمان نوالي من والى الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام , ونعادي من عادى الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام , ولكن المنافقين عبيد الدرهم والدينار يتبعون الملك حقا فعل ام باطلاً , يوالون من والى ويعادون من عادى , فهل يبقى الانسان انساناً سوياً وهو يغير عقله بهذه الطريقة المهينة الجارحه , ام ان المفروض ان يتخلى المسلم عن دينه ويدوس على عقله , ليصبح مواطنا صالحا!!
فقس على ذلك عبد الناصر ,والسادات ,والقذافي, وصدام ...
فعبد الناصر كان قد دخل معاهم في خصومة فكفروة من على منبر الحرم المكي وهو كذلك, فاما لما اصطلح معهم اصبح مسلما ...
وكذا الحال مع القذافي خلال ثلاثة عقود اذا شتمهم فهو كافر واذا اصطلح معهم ذلك الزنديق اصبح مسلما ويدخلونه الكعبة المشرفة...
وهذا السادات عندما وقع مبادرة الاستسلام مع اليهود اتهمه حكام الرياض وبقية الدول العربيه بالخيانة والعمالة فهو كذلك , فامتلأت صحفهم بذمه وشتمه , ثم لما قام الأمير عبد الله بنفس العمالة والخيانه في مبادرة بيروت مدحه المنافقون وأيدوه فعلماء السوء واصحاب الاقلام المأجورة يدورون مع الحاكم حيث مادار, ويتردون معه حيث ما تردى من اجل المال ثم يدعون العلم والمعرفة والهدى والرشاد...
اذا فمما سبق يتضح ان الحاكم له دين آخر واما هو يتاجر بدين الاسلام ويخادع الناس به , وبعد ان ظهر ماظهر من كل حكام المنطقة عموما وحكام الرياض خصوصا عملاء مرتدين فضلا عن صفات السوء الاخرى ,وظهر ان الخلاف خلاف بين منهجين ونزاع عميق بين عقيدتين نزاع بين المنهج الرباني المتكامل ..
الذي اسلم الامر كله لله تعالى في جميع الشؤون منهج " قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك امرت وأنا اول المسلمين" .
منهج لا اله الا الله محمد رسول الله بكل دلالاتها ومقتضياتها...
وبين المنهج العلماني الصارخ منهج " الذين يخادعون الله والذين آمنوا ومايخدعون الا انفسهم ومايشعرون" منهج "الذين يتخذ بعضهم بعضاً اربابا من دون الله" منهج الذين قال الله فيهم " فإذا قيل لهم تعالوا قالوا ماانزل الله والى الرسول راأت المنافقين يصدون عنك صدودا ".
-------
تابع