المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية لقاء مع رجال المقاومة العراقية في بغداد



hic_han
19-12-2004, 04:43 PM
أجرى روري ماكارثي مراسل صحيفة الجارديان البريطانية ببغداد لقاءين منفصلين: أحدهما مع قائد إحدى خلايا المقاومة العراقية في بناية قريبة من شارع حيفا بوسط بغداد والذي يعد من أشد معاقل المقاومة، والثاني مع أحد شباب المجاهدين

وقد أجرى المراسل لقاءه الأول مع أحد قادة رجال المقاومة والذي وصفه بأنه يتبع المذهب السني السلفي، ويعرف باسم 'أبو مجاهد'، يقول ماكارثي: إن 'أبو مجاهد' لم يكن بين صفوف المقاتلين في حركات المقاومة عندما غزت الولايات المتحدة العراق في العام الماضي، ولكنه كذلك لم يكن مرحبًا بالحرب، فقد كان في حالة انتظار لما تسفر عنه تلك الحرب، وذلك لعدم استطاعته الانخراط في الجيش النظامي لصدام حسين.

وقد أضاف 'أبو مجاهد' أن رجال الدين في المساجد قد حثوه وزملاءه على حمل السلاح, موضحًا: 'نحن نقاتل الأمريكيين لأنهم كفار، وجاءوا لمحاربة الإسلام، ويقولون عنا أننا نحن الإرهابيين'.
ويعلق مراسل الجارديان قائلاً: بنظرة متأنية قصيرة في حياة الآلاف من رجال المقاومة والذين قد قضوا الثمانية عشر شهرًا الماضية في حرب العصابات ضد القوات الأمريكية التي يعد جيشها من أقوى جيوش العالم، وكلفوهم خسائر فادحة، نتبين أنهم من فئات متنوعة، فأغلبهم من الميليشيات الإسلامية المسلحة، وبينهم أيضًا رجال من جهاز استخبارات صدام القديم الذين يمدون رجال المقاومة بمعرفتهم وخبراتهم، في حين يصفهم البعض الآخر بأنهم مجموعات قبلية تقاتل دفاعًا عن الأرض وعن الوطن.
وكان الجنرال لانس سميث نائب رئيس القيادة المركزة الأمريكية قد صرح أمس لرويترز أن: 'التمرد' أصبح أكثر ابتكارًا، مضيفًا: 'إنهم اليوم يستخدمون أجراس الأبواب في تفجير القنابل، وربما غدًا يستخدمون أجهزة التحكم عن بعد التي تستخدم في الألعاب لتفجير المتفجرات بها، ونحن نبتكر وهم يبتكرون'.

وقد تحدث أبو مجاهد عن ثلاثة جماعات للمقاومة أسماهم 'مجاهدي حيفا' وهم 'التوحيد والجهاد'، و'الجيش الإسلامي' وجماعة أخرى اسمها غير واضح، على حد ذكر المراسل.
وقد أكد أبو مجاهد لمراسل الجارديان أنه يستهدف الجيش الأمريكي ومن يتعاون معه وأضاف: 'نحن نقاتل من أجل أرضنا، ضد هؤلاء الذين يحاربون الإسلام، ومن أجل بلدنا ونسائنا'.
وفي لقاء آخر أجراه ماكارثي مع شاب في العشرينيات من عمره ينتمي إلى جماعة أخرى من جماعات المقاومة العراقية، أعرب الشاب عن أنه يقاتل من أجل دينه، وأضاف: 'قبل الحرب كنت شخصًا عاديًا، أمارس حياتي بصورة عادية, أهتم بعملي وحياتي، ولكن بعد أن جاء الأمريكيون وغزوا بلادي، لم يكن هناك حل آخر سوى الجهاد'.

ويقول المراسل أن الشاب الذي أطلق على نفسه 'أبو عبد الرحمن' ممتن لكون الحرب أسقطت نظام صدام حسين، ولكنه يشعر بغضب شديد من وجود الاحتلال الأمريكي على الأراضي العراقية، ويبدو أنه لا يأبه بقوة ترسانة الجيش الأمريكي ويتكلم بإصرار عن الاستشهاد، حيث قال: 'إننا جميعًا نتسابق من أجل نيل الشهادة'، مضيفًا: 'هدفنا أن نخرج الغزاة من بلدنا، ومن جميع البلاد العربية'.
وقد أكد الشاب لمراسل الجارديان أن الشعب العراقي قادر بمفرده على إعادة بناء بلاده حيث قال: 'نحن لا نريد الأمريكان، شكرًا لهم، ولكننا يمكننا أن نعيد بناء بلدنا، فلدينا تاريخ عريق وطويل، وكل ما نطلبه منهم هو: غادروا بلادنا'.