الراصد
21-12-2004, 08:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
هل منا من لايعرف الشاعر الكبير محمود سامي البارودي , الأب الروحي – إن صحت التسمية – لمدرسة الإحياء , قيل عنه : هو رب السيف و القلم , أمير الشعراء , وشاعر الأمراء , أحد زعماء الثورة العربية , ولد 1255هـ , وحكم عليه بعد انقضاء الثورة بالنفي إلى جزيرة سيلان فأمضى فيها 17 سنة ثم رجع إلى مصر , وبقي فيها إلى أن مات 1322هـ
كان شاعرا مجيدا , وتجلت في شعره شخصيته القيادية الشامخة , التي لا تعرف الذل والهوان والانكسار , اسمع من قوله في الحماسة والفخر وهي من آخر ما قال :
أنا مصدر الكَلِم البوادي ### بين المحاضِر والنوادي
أنا فـارس أنا شـاعرٌ ### في كل ملحمةٍ ونادي
فإذا ركبـتُ فإنـني ### زيد الفوارس في الجِلادِ
وإذا نطقتُ فإنــني ### قس بن ساعدة الإيادي
ومما قال في منفاه , يشكو الحال و الزمان . . .
عنــاء ويأس واشتـياق وغـربة # ألا شدُّ ما ألقـاه في الدهر من غبن
فهل من فتى في الدهـر يجمع بينـنا # فليس كلانا عن أخـيه بمستـغني
ولما وقـفنا للوداع وأسبلـــت # مدامعـنا فوق التراب كالـمزن
أهبـت بصبري أن يعود فخانـني # وناديت حلـمي أن يثوب فلم يغني
فكم مهجة من زفرة الوجد في لظى # وكم مقلة من غزرة الدمع في دجـن
وما كنت جربت النٌّوى قبل هـذه # فلما دهتني كدت أقضي من الحزن
ولكنني راجعت حلـمي وردنـي # إلى الحزم رأي لا يحـوم على أفـن
وقال شاعرنا يصف رفيقه ( السيف ) , فيصفه وصف العارف به :
أمضى به الهول مقداماً ويصحبني # ماضي الغِرار إذا ما استفحل الوهَلُ
يمرّ بالهـامِ مـرّ البرق في عَجل # وقت الضراب ولم يعـلق به بـلَلُ
تـرى الرجــال وقـوفـاً بـعـد فتكــــتــه # بـــهـــم يُـظَــنـــّونَ أحيــــــاءً و قد قُتِــــــــلوا
لولا الــدمــاء الــــتي يُـســقـى بها نهلا # لكــــــــــــاد من شـــــدة الــــــلألاء يشتعلُ
يَفلّ ما بقيت في الكف قبضـته # كــل الـحديدِ ولم يثأر فـلـَل
فهذا نزر يسير جدا من شعره العذب , وأرجو ألا أكون – وإخالني فعلت – ظلمت شاعرنا المجيد بهذه اللمحة السريعة ولكني ذكرت ما أعجبني وتوقفت عنده من شعره وكل شعره يثير الإعجاب , فقد أعاد للشعر رونقه , وللأبيات جزالتها , وللسبك قوته , وللخيال إمتاعه – وإن كان تقليدي الأخيلة – رحم الله الشاعر الكبير محمود سامي البارودي .
ميزان الاعتدال
9/11/1425هـ
هل منا من لايعرف الشاعر الكبير محمود سامي البارودي , الأب الروحي – إن صحت التسمية – لمدرسة الإحياء , قيل عنه : هو رب السيف و القلم , أمير الشعراء , وشاعر الأمراء , أحد زعماء الثورة العربية , ولد 1255هـ , وحكم عليه بعد انقضاء الثورة بالنفي إلى جزيرة سيلان فأمضى فيها 17 سنة ثم رجع إلى مصر , وبقي فيها إلى أن مات 1322هـ
كان شاعرا مجيدا , وتجلت في شعره شخصيته القيادية الشامخة , التي لا تعرف الذل والهوان والانكسار , اسمع من قوله في الحماسة والفخر وهي من آخر ما قال :
أنا مصدر الكَلِم البوادي ### بين المحاضِر والنوادي
أنا فـارس أنا شـاعرٌ ### في كل ملحمةٍ ونادي
فإذا ركبـتُ فإنـني ### زيد الفوارس في الجِلادِ
وإذا نطقتُ فإنــني ### قس بن ساعدة الإيادي
ومما قال في منفاه , يشكو الحال و الزمان . . .
عنــاء ويأس واشتـياق وغـربة # ألا شدُّ ما ألقـاه في الدهر من غبن
فهل من فتى في الدهـر يجمع بينـنا # فليس كلانا عن أخـيه بمستـغني
ولما وقـفنا للوداع وأسبلـــت # مدامعـنا فوق التراب كالـمزن
أهبـت بصبري أن يعود فخانـني # وناديت حلـمي أن يثوب فلم يغني
فكم مهجة من زفرة الوجد في لظى # وكم مقلة من غزرة الدمع في دجـن
وما كنت جربت النٌّوى قبل هـذه # فلما دهتني كدت أقضي من الحزن
ولكنني راجعت حلـمي وردنـي # إلى الحزم رأي لا يحـوم على أفـن
وقال شاعرنا يصف رفيقه ( السيف ) , فيصفه وصف العارف به :
أمضى به الهول مقداماً ويصحبني # ماضي الغِرار إذا ما استفحل الوهَلُ
يمرّ بالهـامِ مـرّ البرق في عَجل # وقت الضراب ولم يعـلق به بـلَلُ
تـرى الرجــال وقـوفـاً بـعـد فتكــــتــه # بـــهـــم يُـظَــنـــّونَ أحيــــــاءً و قد قُتِــــــــلوا
لولا الــدمــاء الــــتي يُـســقـى بها نهلا # لكــــــــــــاد من شـــــدة الــــــلألاء يشتعلُ
يَفلّ ما بقيت في الكف قبضـته # كــل الـحديدِ ولم يثأر فـلـَل
فهذا نزر يسير جدا من شعره العذب , وأرجو ألا أكون – وإخالني فعلت – ظلمت شاعرنا المجيد بهذه اللمحة السريعة ولكني ذكرت ما أعجبني وتوقفت عنده من شعره وكل شعره يثير الإعجاب , فقد أعاد للشعر رونقه , وللأبيات جزالتها , وللسبك قوته , وللخيال إمتاعه – وإن كان تقليدي الأخيلة – رحم الله الشاعر الكبير محمود سامي البارودي .
ميزان الاعتدال
9/11/1425هـ