المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بؤس الشقاء ( قصة من تأليفي ) - شقاء وتعب وحزن -



الأمير القلق
23-12-2004, 02:15 PM
هلا إخواني أعضاء المنتدى، حبيت أنشر هذه جزء من هذه القصة للي كتبتها وأتمنى تقولون رايكم فيها عشان أعرف لو أكملها ولا لأ..:أفكر:


بؤس الشقاء





وقفت رهف تنظر إلى البحر الأزرق أمامها وهي تكاد لا تعي شيئاً ما يحدث حولها من أمور، مات والدها منذ ثلاث أسابيع بسبب نوبة قلبية تاركاً وراءه ابنتيه رهف وهيا وزوجته الطاعنة في السن ندى، وقد تجاوز عمرها الخمسين، وبدأ شعرها ذو الخصال البيضاء المنساب على كتفيها يقل تدريجياً، وبشرتها لا تكاد تخلو من التجاعيد، ولكنها ما زالت تحتفظ بالوقار والهيبة التي اعتادت عليها نساء القرية،،،


أما ابنتها رهف والتي تبلغ من العمر اثنتا عشرة سنة فكانت رزينة العقل ذات طلة بهية تبهر من حولها بشعرها الأشقر الطويل وعيناها الزرقاوتين، كما أنها أيضاً تحب الإختلاط بالناس ومعاشرتهم،،،


أما الفتاة المدللة الصغيرة فكانت خجولة جداً، تركض مسرعة عند رؤية أحد الأولاد يقبل نحوها، وهي تصغر أختها رهف بثلاث سنوات، ولم تكن على قدر من الجمال إلا أنها تتمتع بقوة ذاكرة وإرادة وعزيمة تميزت بهم عن كل بنات قريتها،،،





هاقد بدأت الشمس الحمراء تغرق في مياه البحر دون أن تنطفئ مودعة اليوم الذي عاشه سائر الناس، سعيداً كان أم تعيساً، مرحاً أم شقياً، والطيور عادت إلى أعشاشها لترعى صغارها وتطعمهم ما بقي معها من الطعام الذي راحت تبحث عنه هنا وهناك،،،


أيقنت رهف أن الوقت حان للعودة إلى منزلها، وأي منزل ذاك؟!


إنه مصنوع من طوب أحمر يكاد يتهدم من أي هزة عنيفة، ويحتوي على ثلاث غرف فقط، غرفة نوم متواضعة لرهف وهيا والأخرى لأمهما ندى، والغرفة الثالثة كانت عبارة عن مطبخ صغير تأكل العائلة البائسة ما تبقى فيه من طعام، وتقضي معظم وقتها داخله في نقاش ومشاورات طويلة،،،





ولم تكن العائلة وحيدة منعزلة عن الناس، بل كان بجانبهم منزل كبير ملك للسيد عصام، ويسكن معه حفيده الوحيد أسامة والذي لم يكن محبوباً لدى الجميع، فقد كان فظاً غليظ القلب، سيئ الطباع، وكثيراً ما كان جده عصام ينصحه ولكن دون فائدة،،،


وكانت الفتاتان يزرن السيد عصام ثلاث مرات أسبوعياً، وكم كان يشعر بالفرح حين يقرأ عليهن قصة أو يخبرهم بحادث طريف فيدخل السرور إلى قلبيهما الحزين ويسلي وحدتهما الكئيبة،


وكان أسامة يترصدهما ليوقعهما بمقالبه السخيفة فيكون الرابح المنتصر حينها، ولكن غالباً ما تفشل خططه السيئة بتدخل جده، فيقوم بضربه بالعصا على يديه حتى يتوقف عن فعل تلك المقالب،،،

aboelken
23-12-2004, 02:32 PM
مشكور مشكور أخوي الأمير القلق ويا ريت تكمل القصة لأنو بدايتها مرة حلوة

SOLID SNAKE 10
23-12-2004, 07:25 PM
السلام عليكم ..



الفكره رائعه .. البدايه موفقه ..


سلمت يداك ..


سأكون أول من ينتظر تكملتها ..







^_^

الأمير القلق
23-12-2004, 07:48 PM
مشكور أخوي أبو الكن على هذا الرد اللطيف,, وإن شاء الله تحوز إعجابك.:p

وعليكم السلام أخوي سولدر سنيك، وأشكرك على حماسك الرائع و رح أكملها سريعاً إن شاء الله..
تحياتي،،،

الأمير القلق
26-12-2004, 03:10 PM
مرحبا.. رجعت مع تكلمة القصة.. وإن شاء الله تحوز رضاكم.. والبقية رح أحطها بعد الإمتحانات..
(((( ادعوا لي يا شباب:biggthump ))))).



وما إن رجعت الفتاتان إلى بيتهما حتى قالت هيا لوالدتها بسرور: آه يا أمي كم نحن سعداء برفقة السيد عصام، إنه للطيف حقاً. ردت الأم: وماذا يفعل لكما حتى تبدوان بهذا الحماس؟ ردت رهف بتحمس: إنه يروي لنا أجمل وأروع القصص التي يسمعها، ولكن حفيده أسامة المشاغب يفسد علينا المتعة، فهو لا يكف عن إلحاق المتاعب بنا. قالت الأم بجفاء: وماذا في ذلك؟ لا تنسِ يا صغيرتي أنه مازال فتى صغيراً و.. قاطعتها رهف وقالت باستهزاء: ماذا؟! إنه أكبر مني بسنتان وتقولين أنه صغير، هذا يعني أنك تقصدين أنني ما زلت صغيرة أيضاً... قالت الأم بتفاخر: بارك الله فيك يا رهف، هاقد أصبحت أكثر خبرة في كلام كبار السن، وإنك لنعم البنت أنت، آآ كم أنا فخورة حقاً بنسائي الصغيرات. قالت هيا بحزن: لو كان والدنا على قيد الحياة.


وما إن انتهت هيا من مقولتها تلك حتى ساد الصمت والحزن معاً عليهم جميعاً,,,





بدأ الطعام ينفذ من بيت السيدة ندى - والدة رهف وهيا- والمؤن بدأت تقل، ولم يعد الطعام متواجداً بوفرة في الأسواق كحال السنوات الماضية، فالفقر قد حل على القرية كما يهطل المطر الغزير على أحد المنازل,,,


واجتمعت العائلة في المطبخ وقالت الأم منبهة بناتيها: صغيراتي، إني لا أخفيكن سراً، فالطعام بدأ بالنفاذ، والكل مهدد بالجوع، لذا علينا الصمود والتحلي بالصبر. قالت هيا ببراءة: ولكن يا أماه، لم لا نستعير بعض من الطعام من عند السيد عصام!! إنه غني بلا شك، فهو يمتلك منزلاً كبيراً وواسعاً. قالت رهف: هيا.. لا تجعلي نار الحسد تجري في عروقك. قالت هيا: متأسفة.. لا أقصد الإساءة. قالت الأم مبتسمة: لا عليك عزيزتي هيا، لا بد لك من معرفة الأمر، إن كنت تظنين أن السيد عصام أكثر مالاً وطعاماً منا فأنت مخطئة بلا شك.. قالت هيا متعجبة: وكيف ذلك؟ لا أكاد أفهم شيئاً مما تقولين. قالت الأم موضحة: إن السيد عصام يظهر للناس أنه ثري، ولكن بيته في الحقيقة مستأجراً، وسيسافر في أي لحظة إلى الخارج ليوفر لقمة العيش. قالت هيا بفرح: أخيراً سيدعنا أسامة من مقالبه السخيفة. قالت رهف: وما العمل إذاً؟ هل سنموت من الجوع؟ قالت الأم: لا أبداً يا صغيرتي، ليس عليكما سوى العمل، وستبدآن ببيع الخبز صباح الغد، ما رأيكما؟ قالت رهف: نعم، تبدو فكرة معقولة وسهلة، وسنجعل الناس تشتري منا وسنربح الكثير من الأموال. قالت هيا متأملة: سنصبح أغنياء، تخيلي يا أمي أنني سيدة ذات مكانة مرموقة في المجتمع، والكل يحترمني ويقدرني، كم سيكون ذلك ممتعاً ومثيراً. تمتمت الأم في نفسها والحسرة تكمن في صدرها: آه يا ليتك تعلمين الحقيقة يا هيا.. لا مجال للأحلام في هذه الحياة الدنيوية، فالأحلام لا تبني مجتمعاً كما تريدين,,,