المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المانيا و المستوى الثقافي



ارخميدس
23-12-2004, 07:19 PM
http://www.latef.net/Picture/files/bibikardo-1103451406.gif

قرأت لتوي في احدى المنتديات المقال هذا المنقول منه لحضراتكم،وتذكرت الخبر هذا الذي اذيع قبل
الان بما يقارب الشهر على احدى القنوات العربية ..... واود ان استرعي انتباهكم بان الخبرهذا وما
يحتويه من معلومات و ارقام من حيث الواقع الالماني غير مبالغ فيه و هي صورة مطابقة
للمجتمع اياه....واليكم المقال:



حملة كبيرة للقراءة انطلقت في المانيا، بهف إعادة الاعتبار الى القراءة اولا وللاحتفاء بالكتاب والكتّاب ايضا. تهدف الحملة الى تصحيح العلاقة بين القارىء والكاتب بمشاركة العشرات من الكتاب والصحافيين والشعراء ونجوم السينما والتلفزيون.
تعدّ المانيا من الدول الاولى على مستوى اوروبا في مجال القراءة وبيع الكتب حيث يباع سنويا أكثر من 150 مليون كتاب، والطبعة الدنيا من كل كتاب لا تقل عن خمسة عشر الف نسخة. وتعتبر حركة الترجمة الى الالمانية الثانية بعد الانكليزية. هذا بدون أن نحسب النمسا وسويسرا أيضا حيث اللغة الالمانية ايضا وسهولها الرحبة وحركة الترجمة التي تشبه حركة المسافرين في محطات القطارات والمترو.
لكن الاحصاءات الاخيرة في المانيا كشفت عن ارقام تتعلق بعدم إقبال الشباب تحت سن الثامنة عشرة على القراءة، وشكلت تلك الارقام صدمة للمسؤولين على المستويات كافة بسبب عزوف الشباب عن القراءة، الامر الذي دفع المسؤولين الى طرح العشرات من المبادرات الثقافية على مستوى المقاطعات والولايات بالاضافة الى مشروع كبير على مستوى الدولة الالمانية لربط تلك الحملات والمبادرات بعضها بالبعض من اجل الخروج بأفضل النتائج الى اثمرت حتى الان زيادة في عدد القراء بنحو 15 في المئة.
الحملة لما تزل في بداياتها، ويرى المشرفون على المشروع انه ليس هناك سقف محدد، وهو انطلق ليكون مشروعا متجددا ومستمرا من دون التزام تاريخ معين او عدد معين من القراء.

نفير القراءة

لم يتوقع المشرفون على هذه المبادرة ان تثير حماسة الالمانيين جميعا وبهذه الدرجة. فما ان طرحت المبادرة حتى تحمس الجميع لها، المؤسسة الثقافية الاتحادية تكفلت تغطية النفقات الاساسية ودور النشر قررت خفض اسعار الكتب لتشجيع عملية الشراء وطرح خفوضات حقيقية وحسومات تصل الى 70 في المئة. حتى مؤسسة القطارات الاتحادية وشركات النقل الداخلي شاركت فيها من اجل تقديم كل التسهيلات لتكون القراءة طازجة.
بالاضافة الى المؤسسة الثقافية الاتحادية دعمت المشروع العشرات من الشركات الكبيرة مثل شركة سيمينس وبنك سباركاسه وشركة فولكس فاكن للسيارات.

مكتبات عامة

في خطوة اخرى من اجل استمرار المشروع قررت البلديات الالمانية زيادة عدد المكتبات العامة وتزويدها اكثر من 100000 عنوان جديد وزيادة عدد اجهزة الكومبيوتر وتسريع خدمات الانترنت فيها والسماح للزوار تحت سن الثامنة عشرة بالحصول على كل الخدمات مجانا بالاضافة الى خدمة النسخ والتصوير.
وتعد المكتبات العامة الالمانية من افضل المكتبات في العالم وأرقاها، وتأتي في المرتبة الثانية على مستوى العالم بعد المكتبات الأسوجية وتزود الزوار وسائل الارشفة الحديثة لتسهيل عملية حصول الباحث على طلبه خلال اقصر وقت ممكن.
في كل مكتبة ثمة كافتيريا جميلة وبمواصفات ممتازة، تقدم المشروبات والوجبات السريعة بأسعار معقولة جدا، بالاضافة الى توافر وسائل المواصلات المجانية لمن دون سن الثامنة عشرة.
وفي كل مدينة المانية اكثر من عشر مكتبات عامة وتصل في بعض المدن الكبيرة مثل برلين وفرانكفورت وميونيخ ودريسدن الى خمس وعشرين مكتبة عامة.

وجبات سريعة لكن من الكتب

زوار مطاعم ماكدونالدز للوجبات السريعة تصادفهم عند مداخلها لوحة كبيرة ولافتة: لا تنس وجبتك من القراءة ايضا ، وجبة خالية من الدهون للعقل . وقامت ماكدونالدز بدور بارز في دعم هذه المبادرة من خلال جمع القراء مع كتّابهم المفضلين وإحياء المئات من الامسيات داخل المطاعم نفسها بالاضافة الى تقديم السندويتشات والقهوة والعصير للمشاركين مجانا.
ليس هذا فحسب بل جلبت العشرات من نجوم السينما والتلفزيون للدعاية لهذا المشروع المهم.
ومن ابرز المشاركات ايضا عارضة الازياء العالمية الالمانية كلوديا شيفر التي قرأت في ماكدونالدز هانوفر مقطعا من كتابها المفضل الطبل الصفيح لغونتر غراس بالاضافة الى بعض القصائد من الشعر الالماني الجديد والقديم.

زوجة المستشار

ترعى زوجة المستشار الالماني دوريس شرودر المشروع وتتابعه في أدق تفاصيله وتعمل كل ما في وسعها من اجل ان تنقل عدوى هذه المبادرة الى دول اوربية اخرى وتحلم بأن تتحول الى مبادرة عالمية تأخذ بها كل الدول والحكومات ولاسيما في دول الشرق الاوسط والعالم العربي.
وترى السيدة شرودر القراءة مسألة غاية في الاهمية، واود ان اقول ذلك للتلاميذ لانهم يهتمون بالقراءة أقل بكثير من التلميذات، التلاميذ الذين يمارسون القراءة بانتظام يحصلون على درجات مدرسية افضل وغالبا على فرص عمل اسهل وافضل في المستقبل .
عن متعة القراءة واهميتها تقول: القراءة مهمة جدا وممتعة ايضا، ومن لا يكتشف هذه المتعة صغيرا سوف يشعر بفقدانها بشكل مؤلم، متعة القراءة ترافق القارىء حتى في سنوات عمره المتقدمة .
عن سبب اختيار مطاعم ماكدونالدز كانطلاقة رئيسية للحملة، تقول شرودر إن الناس موجودون بكثرة، و هناك عدد كبير من الاطفال ينحدرون من اصول غير المانية كالعرب والاتراك وابناء الجاليات الافريقية وغالبا لا يملك هؤلاء الكثير من الكتب في بيوتهم ولا يجدون من يقرأ لهم في البيت، وهذا ما نود تغييره من خلال التوجه اليهم مباشرة .

أميتهم وأميتنا

لقد قضت المانيا منذ اكثر من عقدين على الامية واصبحت الان تحارب امية الكومبيوتر، فهي تعلّم استخدام الكومبيوتر ومن المتوقع في حلول عام 2010 ان يتم القضاء نهائيا على هذه الامية الجديدة.
هل من المثير للضجر أن يسأل العربي المقيم في ألمانيا: متى نقضي نحن في عالمنا العربي على الامية العادية، امية القراءة والكتابة، ليتحرر انساننا من الجهل ويستعيد انسانيته وليشارك بفعالية في بناء الحياة؟
مشروع المانيا تقرأ نحتاج لان نتعلم منه الكثير وان نسعى لاطلاق مبادرات ومشاريع متشابهة في بلداننا. ولكن هل عند السلطات السياسية الوقت لـ إضاعته في مشاريع كهذه؟ّ