wassim1eg
24-12-2004, 12:34 AM
( 2 )
هكذا كان أبى يطاردني كلما أخطأت .. بإحدى طريقتين العصا أو قبضته .. يهوي على جسدى دون إشفاق .. ينتزع أناتى و يقتل محاولات نجاتى من الغرق وسط الدموع .. لطالما كان مثيراً لأتفه النقاط ليفرغ طاقة العنف لديه فىّ .. بقبضته الصماء كان يعاقب أخوتى لمجرد فشلهم فى اجتياز اختبارٍ ما .. و كنت أسمع صرخاتهم اليائسة و إحساس العجز عن إنقاذهم من عصاه العمياء يعتصرنى ، كذلك لم تفلت أمى من اللوحات الزرقاء المخطوطة بأجسامنا إذا ما تجرأتْ تمنع رسومه عنا و كثيراً ما كان يصيح " اتركوني أربى أولادى . " إذا تدخل الأهل أو الجيران لانتشالنا .. و لكثرة اللوحات تصخّر جسدى و نضبت قبضته لتثمر قبضتى ، و لأنى أخشى التصخر على أخوتى لم أشعر إلا و أنا أقطع طريق عصاه الساعية لتلوين أجسادهم و أتلقى لوحته فى صمت تبتلعني أمنية تلوين جسده و تأكلنى رغبة فى دحر تلك القبضة .. رغم ذلك يحتويني شعور منفر يجذبني إليها .. حتى جفت عصاه فجأة و انزوت فرشاته و تيبس عودها و وجدتني أمام جسده الأزرق و قد قُبضت منه ألوان الحياة و وجدت راحتي و راحتهم تحمله للنهاية ثم تركوني لنحيبى ليعيد معى الكرة .. ينتزع أناتي و يقتل محاولات النجاة من الغرق وسط بكائى حتى أظلم المكان و انصرفتُ ممسكاً معي قبضة من ترابه الأخير أقبلها .
( 1 )
قلتها " اتركوني أربى أولادي . " و أمسكت بالعصا أهوي بها على جسده الصغير و هو يبكى مستسلماً.
وسيم أحمد المغربى
العضو القديم جداُ
هكذا كان أبى يطاردني كلما أخطأت .. بإحدى طريقتين العصا أو قبضته .. يهوي على جسدى دون إشفاق .. ينتزع أناتى و يقتل محاولات نجاتى من الغرق وسط الدموع .. لطالما كان مثيراً لأتفه النقاط ليفرغ طاقة العنف لديه فىّ .. بقبضته الصماء كان يعاقب أخوتى لمجرد فشلهم فى اجتياز اختبارٍ ما .. و كنت أسمع صرخاتهم اليائسة و إحساس العجز عن إنقاذهم من عصاه العمياء يعتصرنى ، كذلك لم تفلت أمى من اللوحات الزرقاء المخطوطة بأجسامنا إذا ما تجرأتْ تمنع رسومه عنا و كثيراً ما كان يصيح " اتركوني أربى أولادى . " إذا تدخل الأهل أو الجيران لانتشالنا .. و لكثرة اللوحات تصخّر جسدى و نضبت قبضته لتثمر قبضتى ، و لأنى أخشى التصخر على أخوتى لم أشعر إلا و أنا أقطع طريق عصاه الساعية لتلوين أجسادهم و أتلقى لوحته فى صمت تبتلعني أمنية تلوين جسده و تأكلنى رغبة فى دحر تلك القبضة .. رغم ذلك يحتويني شعور منفر يجذبني إليها .. حتى جفت عصاه فجأة و انزوت فرشاته و تيبس عودها و وجدتني أمام جسده الأزرق و قد قُبضت منه ألوان الحياة و وجدت راحتي و راحتهم تحمله للنهاية ثم تركوني لنحيبى ليعيد معى الكرة .. ينتزع أناتي و يقتل محاولات النجاة من الغرق وسط بكائى حتى أظلم المكان و انصرفتُ ممسكاً معي قبضة من ترابه الأخير أقبلها .
( 1 )
قلتها " اتركوني أربى أولادي . " و أمسكت بالعصا أهوي بها على جسده الصغير و هو يبكى مستسلماً.
وسيم أحمد المغربى
العضو القديم جداُ