المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعر القبر من داخل القبر



hacene
26-12-2004, 04:41 PM
غْرُودْ عَالْيَهْ

القصيدة لامرأة شابةٍ قالتها وهي في قبرها تحت التراب.

وهي عنْ حكايةٍ حدثت وقائعها في منطقة بالجزائر تدعى "واد سوف" في الأصل "وَادْ سْيُوفْ".

الحكاية صارت أسطورةً وتعددت رواياتها، فمنها مثلا ما يقول أن المرأة دفنت حيةً ومنها ما يقول أنها ماتت ثم دفنت. ومنها ومنها...

وملخصها عموما ان صبية جميلة بأحد "سيوف" المنطقة (الأماكن في تلك المنطقة يسمونها سيوف مفرده سِيفْ) أحبها كل الشباب وتنافسو في خطبتها بسبب خَلْقِها وَخُلُقِها، وشاءت الأقدار أنها رضيت بأحد أقاربها وتمت "قراءة الفاتحة" عليهما على أن يتم الدخول بعد شهرعلى أكثر.

وفي أيام الخطبة الأولى، وقبل أن يذهب العريس إلى المدينة لتجهيز عروسه، إلتقى بها خفية مرة أو مرتين.

كان من المفروض أن يغيب العريس أسبوعا بالأكثر ولكن مرَّ شهرٌ ... ثمّ شهران، ثم ثلاثة... ولم يعدْ العريس...
وبدأت تظهرُ علامات الحمل على الصبية..العروس.

بقيت العروس تنتظر وتنتظر... ولكن عريسها لم يأت... إلى أن جاءَها اليوم الأخير... يوم الولادة.

وضعت العروس وليدها (اللِّي يْغَرَّدْ مْثِيلْ الْحَاشِي) وماتتْ... وفي هذا اليوم بالذات جاء العريس (الغالي، يَا غَلِيَّا..) وهو يحمل معه لوازم عرسه وكسوة عروسه التي بدل أن تلبسها ثيابا للعرس جعلوها لها كفنا.. ودفنت العروس في "غرود عالية" أي أماكن مرتفعة.

كان يسكن قرب المكان الذي دفنت فيه العروس راعي غنم.

وفي الليلة الأولى من دفنها، كما تقول الأسطورة، جاءته في منامه وقرءت عليه هذه القصيدة وبقيت تأتيه كل ليلة إلى أن حفظها ثم رواها على الناس وبقيت هذه القصيدة إلى اليوم...

وإليكم القصيدة، وقد كتبتها مشكولةً كما تنطق ولست أدري هل كلماتها (القديمة نوعا ما والخاصة ربما بمنطقة واد سوف بالجزائر) تكون مفهومة أم لا.

ملاحظة صغير فيما يخص النطق القاف تنطق كما ينطقها إخواننا في الخليج "ga" (نكتبها أحيانا بثلاث نقاط)



غْرُودْ عَالْيَةْ

غْرُودْ عَالْيَهْ، وَالْمُوتْ فِيهَا جَاتْـنِي
مَا صُبْتْ نَاسِي وْلاَ عْرَبْ زَارَتْـنِي

أَجْلِي تَمَّتْ
نِي سَرْتْ للهْ وْلَخْلِيقَهْ تْلَمَّتْ
لَرْضْ الصّْحِيحَهْ كِيفْ عَنِّي صَمَّتْ
جِيتْ ثَايْرَهْ كَانْ لَخْشَبْ نَطْحَتْـنِي

لاَ نَيَّسْهَا
وْلاَ هِيَّ مْنَامَهْ سَاهْلَهْ نْخَرَّسْهَا
كْذَبْ مَنْ قَالْ كَسَّوْتَهْ نَلْبَسْهَا
يْخُشْـنِي الْجَهْلْ وَنْقُولْ لاَ لَزْمَتْـنِي

كَسَّوْتَهْ شَارِيهَا
مْنَ السُّوقْ دَافَعْ فْـلُوسَهْ فِيهَا
حَضَّرْ مَلْكْ طَوَّلْ ذْرَاعْتَهْ فِيهَا
جَاتْ وَافْيَهْ مْلَيْحَهْ سَتْرَتْـنِي

طُرْتْ قْبَالَهْ
وْنِي نَفْحَتِي طَارَتْ مْنَ الرَّجَالَهْ
سَقْطَتْ دَمْعَهْ عَلَى الْخَدْ هَمَّالَهْ
وَالسَّابْقَهْ فَالْخِيلْ مَا رَدَّتْـنِي

قَلْبِي حَايَرْ
وْلاَ مَنْ حْدَايَا نْحَدْثَهْ بَغْمَايَرْ
جَاتْ مِيتْتِي كَانْ بِينْ زُوجْ سْدَايَرْ
لاَ مْشِيتْ وْلاَ لَمْدِينَهْ جَاتْـنِي

يَا الِّي مَاشِي
سَلَّمْ عَلِّى غَرَّدْ مْثِيلْ الْحَاشِي
فِي ظَنْتِي مَازَالْ مَا وَفَّاشِي
عْلَيَّ غَرَّدْ وَالرْجَلْ مَا مَشَتْـنِي

يَا غَلِيَّا
شَدْ الرْصَنْ وَالرَّاحْلَهْ هَيْرِيَهْ
اَعْقُبْ عَنْ قَبْرِي دِيرَهْ اثْنِيَهْ
نِي السِّيفْ لَبْيَضْ تُرْبْتِي لاَحَتْـنِي

غْرُودْ عَالْيَهْ، وَالْمُوتْ فِيهَا جَاتْـنِي